لقاء مع تاجر - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215420 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-11-2019, 02:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي لقاء مع تاجر

لقاء مع تاجر


أمين محمد عبدالرحمن



كان ذلك اليوم شديد الحرارة، والأجواء تتلبَّد بالغيوم، ثم تفترق كأن لم تكن، دخلت على صالون الحلاقة، فهدَّأتْ من حرارتي دفعاتُ هواء التكييف المترددة على الزبائن، جلست وحيدًا على طاولة تكفي ثلاثة أشخاص أنتظر دوري، ثم أخذتني الأفكار والهموم..
فتارة الديون التي عليَّ، وأخرى التفكير في الهجرة بحثًا عن عمل، وتارة أفكر ألا أفكر؛ حتى لا أزيد نفسي ضغوطًا فوق ما تحمله..
وبينما أنا في ذلك الصراع إذ دخل عليَّ رجلٌ كبير في السن، لا يبدو أنه قادم من سفر، نظر لي وكأنه يتوقع مني أن أنتفض لِمَقدمه، وأزيد في ترحيبه بالعبارات التي اعتاد عليها، سلَّمت عليه بأدبٍ واختصار، وفسحت له في المجلس، ورُحت أقلِّب جوالي وأُسلي نفسي، ويبدو أن تصرفي ذلك استدعى فضوله وهو أحد تجار المدينة الكبار الذين يُستند إليهم في الأزمات، وتقف الناس على أبوابهم علَّها تحظى بلقاء يغيِّر حياتها، وينقلها من اليسر إلى العسر بإذن الله.
بادرني بالكلام وصارَ يسألني في أمور عامة، وأنا أُجيبه من غير إكثار أو استطراد، وحين شعر أني أُعامله بطريقة عادية، قال لي: معكم رجل الأعمال فلان بن فلان، دُهشت وقتها وشعرت بأن طوق النجاة رُمِيَ بجانبي، وأن الفرَج يقترب مني، فمن كان الناس يطاردونه؛ ليحظوا بفرصة يستمع فيها إليهم هو الآن يسند رُكبته إلى ركبتي ويحاول فتح أحاديث معي، وحقيقةً بعد أن عرفته أعدتُ الترحيب به بشكل حار، وأظهرتُ له الاهتمام والتقدير أكثرَ من ذي قبل، وصرتُ أنا مَن يحرص على الحديث معه.
مرَّ اللقاء سريعًا، تبادَلنا فيه الأحاديث الوديةَ، وحين همَّ بالخروج طلب من سائقه الخاص أخْذَ رقم هاتفي واسمي، وانصرف بسيارته الفارهة، وبقي أثرُ عطره يتردد في المكان، تحسَّرت وقلت في نفسي: لماذا لم أنتهز الفرصة، وأُفصح له عن مشاكلي ولو بطريقة غير مباشرة، فمثلُه لا ينقصه حلُّ ملفاتي المتعسرة، خاصة أنه رجلٌ "فزْعة"، ومن المشهود لهم بالوقفات المشرفة؟ جلست لبُرهة وأنا ألوم نفسي مرة، وفي المرة الأخرى أخفِّف على نفسي بأن رزق المرء سيأتيه لا محالة، لا يزيده في ذلك شيء ولا ينقصه!
وبدأت أفكر في دوَّامة أخرى: لماذا طلب الرجل رقم هاتفي واسمي؟ أتُراه سيتصل علي ويعرِض عليَّ فرصة العُمر؟ أم أنه سيَهديني هديَّة ربما غيَّرت حياتي وحلَّت كثيرًا من ملفاتي؟ بتُّ تلك الليلة ساهرًا أفكِّر في الأمر، وصرتُ كلما رنَّ الهاتف فزِعت إليه عله يكون صاحبنا التاجر، لكن مرَّت تلك الليلة ولم يتَّصل، فغلبني النوم قبيل الفجر لبُرهة، ثم استيقظتُ وهُرِعت إلى هاتفي، فلربما أرسل إليَّ رسالة أو اتصل اتصالًا وأنا نائم، لكن ذلك لم يحصل منه شيء!

مرت الأيام وصرتُ أرى حلمي يتلاشى ويبتعد يومًا بعد يوم، وفي المقابل عاد إليَّ رشدي شيئًا فشيئًا، ورحتُ أسأل نفسي: هو مخلوق لاح على استعجال، فأسهرتُ ليلي وتمنيتُ الأمنيات، وتعلَّقت به كل هذا التعلق! ألهذا القدر نحن متعلقون بالمخلوق أكثر من الخالق؟
ربما مثل هذه الحادثة تكشف عن حالنا مع الله، وكيف ابتعدنا عن رجائه وحُسن الظن به ومعرفته حقَّ المعرفة، فالله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي: (يا عبادي، لو أن أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيتُ كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي شيئًا إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر)، إنه قيُّوم السماوات والأرض، وإذا أراد شيئًا إنما يقول له: كن فيكون.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.79 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]