مقدمات بين يدي الإسراء والمعراج - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2020, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي مقدمات بين يدي الإسراء والمعراج

مقدمات بين يدي الإسراء والمعراج


د. مرشد معشوق الخزنوي




الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.



مر بنا منذ أيام، يوم اعتاد الناس فيه على التذكير بمناسبة عظيمة والاحتفال به، حدث كبير ومعجزة عظيمة وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم، هذا الحدث، وهذه المعجزة هي معجزتي الإسراء والمعراج.



ويقصد بالإسراء تلك الرحلة العجيبة التي بدأت من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بالقدس ليلاً، والتي أشار الله تعالى إليها بقوله:﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1]، وسميت هذه الرحلة بالإسراء، لأن الإسراء معناه السفر والمشي ليلاً.



والمعجزة الثانية هو المعراج، ويقصد بالمعراج ما تلا هذه الرحلة من عروج في طباق السموات حتى الوصول إلى مستوى تنقطع عنده علوم الخلائق ولا يعرف كنهه إلا الله.



وجميل قبل الخوض في الحديث عن هذه المناسبة أن أقدم بثلاثة مقدمات:

أولاً: ما المعجزة: يعرف في الشرع أن الأمر الخارق للعادة له ثلاثة أحوال إما معجزة أو كرامة أو آية وتسمى أحيانا خارقة.

أما المعجزة فأمرٌ خارق للعادة [حاجة غير طبيعية وعلى غير المعتاد]، يُظهِرُه الله على يدِ نبي أو رسول، [يظهره الله وليس النبي والرسول من يقول أنا سأفعل المعجزة ]، بدليل لو كانت المعجزة من عند الرسول لما خاف منها، اسمع لما أراد المولى سبحانه أن يظهر المعجزة على يد سيدنا موسى عليه السلام قال: ﴿ وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴾ [النمل: الآية 10]، فلو كان يعلم لما خاف منها الكليم موسى عليه السلام.



والمعجزات خاصة بالأنبياء والمرسلين، مثل سيدنا المسيح عيسى عليه السلام قال المولى عنه: ﴿ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 49]، وعصى موسى الذي تحول إلى ثعبان وما جرى لنبينا عليه الصلاة والسلام من المعجزات التي أفرد العلماء لها الأبحاث والكتب الطوال.



إذا فالمعجزة هي أمر خارق للعادة يظهر الله على يد نبي أو رسول تكريمًا له، ونُصرَةً لدينِ الله، وعلانية ويتحدى بها المكابرون.

وأما الكرامة فهي أمرٌ خارق للعادة، يُظهِرُه الله تعالى على يدِ عبد صالح وولِيٍّ من أوليائِه، تكريمًا له، ولا يتحدى بها.



وأما الآية وتسمى الخارقة وأحيانا الاستدراج، فهي أمر خارق للعادة يظهر على يد مُشَعْوِذ أو كاهن أو ساحر أو فاسق، مثل فرعون قال الله تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً ﴾ [يونس: 92].



وحتى يتبين لك الكرامة من الآية كان أئمتنا يقولون: إذا رأيت الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تقل عنها كرامة حتى تنظر إلى عمله، إن كانت موافقة للشرع فهي كرامة وإلا فهي استدراج، لأن القاعدة هي أن [الاستقامة عين الكرامة] فالاستقامة على شرع الله وسنة النبي المطهرة هي من أعظم الكرامة التي يكرم بها الله عباده.



ثانياً: تأريخ وتحقيق: لقد اعتاد كثير من المسلمين أن يحتفلوا بذكرى الإسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، اعتقاداً منهم أن الإسراء كان في ليلة السابع والعشرين، والتحقيق أن العلماء قد اختلفوا اختلافاً كبيراً في يوم الإسراء، بل في شهر الإسراء، بل في سنة الإسراء!! قال جماعة ومنهم الإمام النووي أن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة وفي السابع والعشرين من شهر ربيع الأول، وقال ابن عبدالبر أنها في شهر رجب، وقيل رمضان، وقيل في شوال، وقيل في ذي القعدة.



الخلاصة: فإن اليوم والشهر والعام للإسراء لا يعلمه إلا الله، والتحديد للإسراء بيوم وشهر ضرب من المجازفة والتخمين، ولا دليل عليه من كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنه لم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به. نقله ابن القيم عنه في الزاد 1 / 57.



ثالثاً: الغيبيات تعامل بالنقل لا العقل: ولا نريد الخوص والشرح طويلا في هذا الجانب، فقد سبق وأن فصلنا فيه عند الحديث عن الجن، وقلنا أن العقل في كل ما يصدر عنه من أحكام متأثر بما تمده به الحواس، والحواس إنما تستمد معلوماتها من عالم الحسن الذي يحيط بها، ولا تستطيع بحال من الأحوال أن تتجاوز هذا العالم إلى ما وراءه لتستمد منه شيئاً، فالأذن لا تستطيع أن تسمع إلا ما يصك مسمعها من الأصوات، والعين لا تستطيع أن ترى إلا ما يقابلها من المناظر، والأنف لا يستطيع أن يشم إلا ما يمربه من الروائح، واللسان لا تستطيع أن تتذوق إلا ما تلامس حليماته من طعوم، واليد لا تستطيع أن تمسك إلا ما يقع في قبضتها من الأجسام، وهكذا كل حاسة من الحواس لا تستطيع أن تدرك إلا ما يقع في دائرة حسها من الأشياء، ثم هي ترسل هذه المدركات الى العقل ليفسره بانه صوت أو منظر أو رائحة أو جسم، ويحكم عليه بأنه لطيف أو كثيف، جميل أو دميم، طيب أو خبيث، صغير أو كبير، وهكذا الى آخر الصفات.



بعد هذه المقدمة نستطيع أن نخرج بمقدمة مفادها: أن العقل لا يمكن أن يفهم إلا ما تمده به الحواس، لأن الحواس هي روافده التي تمده بالمعلومات، وما دامت هذه الروافد عاجزة عن استمداد مدركاتها من عالم آخر غير عالم الحس، فلا يمكن أن تمد العقل بعلم من غير عالمها، عند ذلك لا يبقى للعقل إلا الخبر الصادق، ومن طريق السمع وحده لا من طريق غيره، وذلك بأن يتلقى الخبر عنه من صادق آمين له قدرة على الاتصال بماوراء المادة، أي بعالم الغيب وهذا لا يتأتى إلا للأنبياء والمرسلين وهم صادقون فيما يقولون، أمناء فيما ينقلون ويبلغون من هذه الأخبار، لأنهم يتلقونها عن طريق الوحي الإلهي عن الله، وهو أصدق القائلين الذي وحده يحيط بعالم الغيب، فبالنسبة لمن يؤمن بصدق الرسل ليس لديه مجال للشك في صدق الحقيقة التي يخبر بها الرسل عن عالم الغيب، وليس للعقل حينئذ أن يقول في هذا المجال شيئاً لأنه خارج عن نطاق إدراكه، وبالتالي فليس للعقل إلا التصديق بما ورد عن الأنبياء من عالم الغيب الذي قلنا أن العقل يسجد عاجزاً في محرابه ومستسلماً لفيوضاته، ولعل أبا بكر كان يعبر عن هذا الموقف حين أتاه المشركون قائلين يا أبا بكر هل لك إلى صاحبك بخبر يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال أبو بكر معلماً إياهم الطريق الصحيح في التعامل مع هذه القضايا، أو قال ذلك قالوا نعم. قال: لئن كان قال ذلك فقد صدق إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه في خبر السماء.



بعد هذه المقدمات الثلاث نقول ولماذا الإسراء؟

وللجواب على هذا السؤال: قصة! إنها قصة طفل نشأ في مكة في بيئة تصنع الحجارة بأيديها، وتسجد لها من دون الله جل وعلا! بل كان الواحد منهم يصنع إلهه من خشب، أو من نحاس، أو حتى من حلوى أو من تمر! فإذا ما عبث الجوع ببطنه قام ليدس هذا الإله الرخيص في جوفه ليذهب عن نفسه شدة الجوع! في هذه البيئة نشأ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فاحتقر هذه الأصنام، وأشفق على أصحاب هذه العقول، فترك هذه البيئة الشركية وانطلق بعيداً إلى قمة جبل النور..

إلى غار حراء، ليقضى ليله ونهاره في التأمل والتفكر والتدبر والتضرع، وفى ليلة كريمة مباركة يتنزل جبريل أمين وحي السماء لأول مرة على المصطفى صلى الله عليه وسلم على قمة جبل النور، ليضم الحبيب المصطفى ضمة شديدة وهو يقول له: (اقرأ) والحبيب يقول: ما أنا بقارئ، وجبريل يقول: (اقرأ) والمصطفى يقول: ما أنا بقارئ، وفى الثالثة: غطَّه حتى بلغ منه الجهد، وقال للحبيب: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5] وانطلق الحبيب ليبلغ دعوة الله ويخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فيصده قومه ويكذبوه ويعذبوه هو وأصحابه، ويحصار هو ومن آمن به وناصره في شعب أبي طالب ثلاث سنين، ويضطر أصحابه للهجرة فراراً بدينهم إلى الحبشة مرتين.



شخص الرسول لم يتجاوز إيذائه عن كلمة نابية هنا، وشتيمة هناك أو على سب ولم يكن أحد يتجرأ على جسد رسول الله لا احتراما لشخص النبي كنبي، وإنما خوفاً من عشيرته وأهله واسترضاء لعمه أبي طالب، فلما مات أبو طالب في العام العاشر من مبعثه صلى الله عليه وسلم يفقد السند الخارجي الذي كان يدفع عنه أذى قريش فيتجرأ عليه الناس.



وفي ذات العام توفيت زوجته خديجة بنت خويلد التي كانت تسانده الداخلي، فيحزن النبي صلى الله عليه وسلم عليهما كثيراً حتى سمي بعام الحزن.



فيخرج الرسول بعد أن تألم كثير من قومه ليبحث عن أرض جديدة ينشر فيها دعوته، فيتوجه النبي صلى الله عليه وسلم مع غلامه زيد بن حارثة إلى الطائف مشياً على الاقدام ليعلمنا دروساً مهمة، ليعلمنا أنه لا بد أن تصبر على ايمانك ودعوتك، هل تظن أن الطريق مفروشة لك بالورود، أما علمت أن الطريق مليء بالابتلاء والامتحان وعليك بالصبر، ويعلمنا درساً آخر إذا اجدبت الأرض التي أنت فيها فابحث عن منطلقات جديدة للدعوة.



وصل النبي إلى الطائف، ودخل على سادتها، وكانوا ثلاثة، فدعاهم إلى الإسلام، وطلب منهم نصرته، فردوا عليه رداً قبيحاً زاد من ألمه، قال أحدهم له أما وجد الله غيرك ليرسله، وقال الثاني أمزق ثياب الكعبة إن كان الله قد أرسلك، وقال الثالث لا أكلمك فإن كنت نبيا فأنت أعظم من أن أكلمك، وإن كنت كاذباً فأنت أهون من أن أرد عليك، فلما لم يستجيبوا لدعوته، طلب منهم النبي شيئاً واحداً وهو أن لا يخبروا قريشاً بذلك، لكنهم فعلوا شيئين اثنين:

الأول: أنهم بنذالة أخبروا قريشاً.

الثاني: أخرجوا غلمانهم وعبيدهم ورموه بالحجارة.



خرج النبي وقدماه مدمتان حتى وصل إلى بستان فجلس فيه كسير البال جزين القلب وبدأ يشكو همه وحزنه الى ربه، وسريعا جاءت الإجابة من الله في أربعة أشياء كل واحدة أقوى من الأخرى.

الأولى: رقق له قلب صاحبي البستان وأرسلوا بعنقود عنب مع غلام لهم اسمه عداس.

الثانية: إسلام عداس بعد أن تناول النبي العنب ببسم الله سأله النبي من أين أنت قال من نينوى قال بلد العبد الصالح يونس بن متى.

الثالثة: أرسل الله له مع جبريل ملك الجبال لو شئت يا محمد لأطبق عليهم الأخشبين وهما جبيل أبي قبيس والأحمر.

الرابعة: يرسل إليه الله طائفة من الجن فيقرأ عليهم النبي القرآن وأسلموا وخرجوا يدعون قومهم (يا مومنا أجيبوا داعي الله ).



ثم دخل النبي مكة في جوار المطعم بن عدي، وفي ليلة والنبي صلى الله عليه وسلم نائم عند ابنة عمه أم هانئ بنت أبي طالب وإذا بمنادي السماء يدعو الحبيب لزيارة السماء، سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً، إلى أين يا رسول الله إلى المسجد الأقصى ثم ماذا، ثم إلى ما بعد سدرة المنتهى، الإسراء رحلة أرضية والمعراج رحلة سماوية، الإسراء بين المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والمسافة بينهما 850 ميلاً قطعها النبي صلى الله عليه وسلم في أقل من غمضة عين، أما المعراج فهي من المسجد الأقصى إلى ما بعد سدرة المنتهى حيث لا يعلم هذه المسافة أحد إلا واحد هو الواحد ربنا.



الرسول صلى الله عليه وسلم الآن يستعد للزيارة، وهو نائم في بيت أم هانئ يأتيه جبريل ليشق البيت ليأخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم من بيت أم هانئ إلى الحجر في بيت الله الحرام ليشق عن صدره الشريف ويغسله بماء زمزم كما في الحديث الصحيح، وأنتم تعلمون أنه قد شق صدره قبل ذلك وهو غلام صغير حينما كان في ديار بنى سعد عند مرضعته حليمة رضى الله عنها..



وقد أحضر له الأمين جبريل براقاً، والبراق بنص الحديث الصحيح دابة فوق الحمار ودون البغل، يضع حَافِرَهُ عند منتهى طرفه، وقد جاء في وصفه أن لونه أبيض، وقيل البراق من البرق والبرق ضوء وسرعة الضوء رهيبة هذا هو البراق..



وهنا وقفة لنأخذ الدروس من البراق أولى الدروس التي نتعلمها من البراق أن الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد معاً والدليل أن الروح لا تركب وأن الجسد الميت لا يركب لكن الحي المجتمع الروح والجسد هو الذي يركب.



والدرس الثاني: من دروس البراق الأخذ بالأسباب، إن من قدرة الله أن يأمر النبي بأن يكون في المسجد الأقصى بكن فيكون، لكن الله أراد أن يعلمنا من خلال البراق الأخذ بالأسباب دون التوكل عليها.



ويركب النبي صلى الله عليه وسلم البراق، وبين غمضة عين وانتباهتها كان الحبيب أمام باب المسجد الأقصى وهذا هو عنصر الإعجاز في رحلة الإسراء الأرضية، إنه الزمن، انطلق النبي من مكة إلى المسجد الأقصى في زمن قليل وهذا هو الذي أنكره المشركون في مكة.



قالوا نضرب لها أكباد الإبل شهراً من مكة إلى بلاد الشام وأنت تقول بأنك انطلقت من مكة إلى المسجد الأقصى ثم إلى السماوات العلى وعُدت في جزء من الليل.



وفي أثناء الرحلة من مكة إلى الاقصى تهب على النبي صلى الله عليه وسلم رائحة زكية وطيبة فسأل عنها قيل أنها رائحة ماشطة فرعون وأولادها.



فقد روى أحمد والحاكم وابن حبان الطبراني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لما كانت الليلة التي أسري بي فيها وجدت رائحة طيبة، فقلت: ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل؟ قال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها، قلت: ما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المشط من يدها، فقالت: بسم الله، فقالت ابنة فرعون: أبي؟ فقالت: لا، ولكن ربي وربك ورب أبيك الله، قالت: وإن لك ربا غير أبي؟ قالت: نعم، قالت: فأعلمه ذلك؟ قالت: نعم، فأعلمته فدعا بها، فقال: يا فلانة، ألك رب غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك الله، فأمر بنقرة من نحاس فأحميت، ثم أخذ أولادها يلقون فيها واحدا واحدا، فقالت: إن لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد فتدفنها جميعا، قال: لك ذلك علينا، فلم يزل أولادها يلقون في النقرة حتى انتهى إلى ابن لها رضيع، فكأنها تقاعست من أجله، فقال لها: يا أمه، اقتحمي؛ فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ".



قال الآلوسي: "وقد جمع من - تكلم في المهد - فبلغوا أحد عشر نفساً، وقد نظمهم الجلال السيوطي فقال:

تكلم في المهد النبي (محمد )... (ويحيى وعيسى والخليل ومريم ).

ومبرى (جريج) ثم (شاهد يوسف )... (وطفل لذي الأخدود) يرويه مسلم.

( وطفل) عليه مر بالأمة التي... يقال لها تزني ولا تتكلم.

وماشطة في عهد فرعون (طفلها )... وفي زمن الهادي (المبارك) يختم.

وهكذا أيها السادة تنتهي رحلة الإسراء لتبدأ رحلة المعراج إلى السماء السابعة الذي سيكون موضوع حديثنا في اللقاء القادم بإذن الله تعالى.




أقول قولي هذا وأستغفر الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.93 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]