كتاب: ماهية علوم الحديث (عرض وتعريف) - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858911 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393278 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215637 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2024, 02:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي كتاب: ماهية علوم الحديث (عرض وتعريف)

كتاب: ماهية علوم الحديث (عرض وتعريف)
بلال فيصل البحر



الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فقد وفقني الله تعالى لمطالعة كتاب (ماهية علوم الحديث) للفاضل الدكتور المحقق حمزة البكري حفظه الله وأيده وأسعده، في أول أيام عيد الفطر المبارك من هذا العام (1444هـ) ولعل هذا من فوائد شغل البال بالتعزُّب عن قلق الأهل والولد على حد قول ابن مكي الصقلي:
مَنْ كان منفرداً في ذا الزمان فقد...نجا من الهم والأحزان والقلقِ
تزويجُنا كركوب البحر ثم إذا ..... صرنا إلى ولدٍ صرنا إلى الغرقِ
وكان الأستاذ البكري قد تفضل بإهداء نسخة منه لي، وقبل طباعته كنت قد جالسته مع بعض الفضلاء في مقهى بإسطنبول، فأخذ يشرح لنا منهجه في الكتاب ويصور مادته ويقرر موضوعه، فلما طالعته رأيته غزير المواد محكم الترصيف سهل المأخذ، يلقي ما يريد من نقل بلا تكلف ولا تطويل، ثم ينحدر في تقرير ما اشتمل عليه النقل من فوائد ومآخذ، في أدب جم ونظر ثاقب، لا يعسر على طالب العلوم فهم معانيه وتعقُّل أغراضه واقتناص مراميه.

والكتاب لا أعلم في بابه نظيراً له، وموضوعه نقد المدارس الحديثية العصرية في أنظارها لعلم الحديث، يشرع في مبادئ سفره الوسيط هذا بتصوير علم الحديث وحدِّه وموضوعه وأسمائه عن أهل الفن وغيرهم من المشاركين فيه، فيورد تعاريف الأعلام له، مقابلا بين الحدود ناقداً وفاحصا لها بما يظهر معه وجه الصواب والخلل فيها.

ثم يأخذ في الكليات من هذا المعنى، فيذكر أوضاع أهل الحديث في صياغة موضوع كلي للفن مستقل بذاته، حتى إذا استقر عندك تصور المعنى، فتح لك بابا عزيز الوجود في معنى "التفقُّه الحديثي" ويسوق من النقل ما يشنف الأسماع، ويطرب القلب بأطيب إيقاع، حتى يرد بك موارد لا يصدر منها ذو قلب إلا عن صفو مشرب، فيكرع من زُلاله النمير العذب، وإن أُضَاحا لمنهلٌ مورود!

حتى إذا استتم للناظر مداخل الفن، شرع في تقويم المدارس المعاصرة في علم اصطلاح الحديث، فيقسمها بحسب استقرائه إلى ثلاث مدارس، أولها: من وقف عند رسم أهل الفن وتقيد بقواعده التي قررها واضع اصطلاحه من المتأخرين، فأهدر من مباحثه وقوانينه رواية ودراية ما انتشر في دواوين العلل وتواريخ الفن وطباقه، مع ما يتصل بذلك من معرفة معاني أصول الفقه التي لا تنفك عن نظر كبار أئمة الحديث من المتقدمين والمتأخرين، فاختل عنده نظام الصناعة بقدر ما فاته من هذا المعنى، كما هو تصرف الألباني ونظرائه.

وطائفة أخرى من المتأخرين أحسن المصنف الفاضل في شرح حالها من فن الاصطلاح وتقصي مواقع الغلط ومداخله فيها، وهم من اخترع نظرية التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحكم على الحديث، كالمليباري ومن تبعه، فإنهم أغرقوا في معاني العلل رد فعل لمن أهمل أصولها كالألباني وأتباع مدرسته الذين خرج بهم الإيغال في تنكُّبها إلى ضرب من الجمود على قواعد الاصطلاح، فكان رد فعل هؤلاء مساويا لهم في القوة معاكسا لهم في الاتجاه، بحيث غلوا في جحد معاني قواعد فن الاصطلاح التي هي مستجاد أنظار الحفاظ من المتوسطين والمتأخرين في تصرف المتقدمين، فخرجوا بنظرية التفرقة بين المنهجين، وأوغلوا في نبذ كتب الاصطلاح حتى هجرت قواعده، وبالغوا في تقليد كلام المتقدمين بما يفضي إلى اطراح الاجتهاد في الفن! وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.

ثم استطرد المصنف في ذكر من توسط بين الفريقين وسلك القصد، كالكوثري والمعلمي اللذين جمعا بين أنظار المتقدمين في فنون الحديث، وبين قواعد المتأخرين في علم الاصطلاح، فوجد عندهم من المرونة والسعة ما لم يوجد عن الفريقين الأولين.

وقد أجاد المصنف في ذكر الأمثلة لكل نوع بما لا يتخالج إلى صدر المنصف أن ثمت خللا وقع لمن أهمل كتب الاصطلاح وأكبَّ على أوضاع المتقدمين، كما الخلل ظاهر عند من تقلد ما قرره المتأخرون من قواعد الاصطلاح مطلقا دون إعمال أنظار المتقدمين، وأن من توسط في الجمع بين النظرين فقد سلك الجادة.

هذا وقد ذيَّل الفاضل المصنف سفره الماتع هذا بمقالة كسرها في تعقُّب ما أطلقه بعض رجال الإصلاح كالأستاذ الشيخ محمد عبدة والعلامة رشيد رضا والأستاذ البرقوقي ونظرائهم، من الغلو في ذم كتب "التراث" ومتون الفنون، والتعنُّت في ذمها والتنفير عن أوضاعها بما لم يُسمع ولم يُعهد قبلُ عن عالم، كما قاله الأستاذ محمود شاكر، فأجاد المصنف في تتبع مواقع الغلط في إطلاق هذا التنفير والذم، بإيراد موانع واعتراضات تقدح فيه، فضلا عما يستدعيه هذا التنفير من لوازم فاسدة ظهرت في عصرنا أثراً لدعوتهم، كضعف ملكة المتفقهين والجرآءة على الاجتهاد ونقد الأولين قبل استحكام آلات الفنون وأدوات الصناعة.

وبعد: فهذا الكتاب إن شئت أن تعُدَّه مدخلا لفن مصطلح الحديث، أو تاريخا في فنونه، أو مسرداً لمستجاد تواليفه ومنتخبات تصانيفه، أو ثَبَتا لأشهر أعلامه ورجاله، أو دراسة لأهم مدارسه؛ فافعل وخلاك ذم، وفي مثل هذا الديوان اللطيف، والجزء الظريف يُنشد:
هذا كتابٌ بديعٌ ما رأى أحدٌ ........ مِثْلا له في مبانيهِ ومعناهُ
حوى تصانيفَ هذا العلم أجمعها........وزادنا جُملا عما سمعناهُ
لا تعجبوا من لطيف الحجم قام به...ذا الفنَّ أجمعُ أقصاه وأدناهُ

فقد رأيتمْ عصا موسى كم الْتَقَفَتْ....ولم يزدْ قدرُها عما عهدناهُ






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.08 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]