سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858955 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393323 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215659 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 02-03-2023, 08:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل





2: أبو حفص عمر بن الخطاب بن نُفيل العدوي القرشي (ت:23هـ)

مناقبه وفضائله

فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومناقبه كثيرة، وقد تقدّم في سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ذكر أحاديث تشتمل على فضل عمر رضي الله عنه لاقترانهما في كثير من الفضائل؛ وقد دلّت تلك الأحاديث على أنّ عمر رضي الله عنه خير هذه الأمة وأحبّ رجالها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر رضي الله عنه، وأنهما سيدا كهول أهل الجنة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهما، وحسن بلائهما في الإسلام.
وما بقي من الأحاديث والآثار في فضله ومناقبه فرأيت أن أفرّقه في سيرته لارتباط كثير منها ببعض أعماله وخصاله ومواقفه المأثورة.

بشارته بالجنّة
- قال عثمان بن غياث الراسبي: حدثنا أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «افتح له وبشره بالجنة» ففتحت له، فإذا أبو بكر، فبشرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «افتح له وبشره بالجنة»، ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي: «افتح له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه»؛ فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم قال: (الله المستعان). رواه البخاري.
- وقال ابن شهاب الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال: (( بينا أنا نائم رأيتني في الجنة؛ فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟
فقالوا: لعمر بن الخطاب.
فذكرت غيرته فوليت مدبراً؛ فبكى عمر، وقال: (أعليك أغار يا رسول الله؟!). رواه البخاري ومسلم.
- وقال محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " رأيتني دخلت الجنة؛ فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية؛ فقلت: لمن هذا؟
فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك؛ فقال عمر: (بأبي وأمي يا رسول الله! أعليك أغار؟!). رواه البخاري ومسلم.

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به
- قال عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوساً فقال: «إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمر، وتمسكوا بعهد عمار، وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه» رواه أحمد، وروى ابن أبي شيبة والترمذي بعضه.
- وقال سليمان بن المغيرة: حدثنا ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم، وتأتون الماء إن شاء الله غداً»
فذكر الحديث بطوله، وفيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أصبح الناس فقدوا نبيهم»، فقال أبو بكر، وعمر: رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدكم، لم يكن ليخلفكم، وقال الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم، فإن يطيعوا أبا بكر، وعمر يرشدوا ». رواه مسلم في صحيحه.
- وقال خالد بن معدان: حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر بن حجر، قالا: أتينا العرباض بن سارية، وهو ممن نزل فيه: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه} فسلمنا، وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين، فقال العرباض: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟
فقال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة». رواه أحمد وأبو داود، وله طرق أخرى.
وهو مع ذلك داخل فيما زكّى الله به أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم وذكر رضاه عنهم، وبيّن أنّ من آمن بمثل ما آمنوا به فقد اهتدى، وتوعّد من اتّبع غير سبيلهم.
- قال الله تعالى: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا} ، وعمر من أولى من يدخل في الخطاب بهذه الآية؛ فهو مهتدٍ ومحلّ للاقتداء.
- وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.
- وقال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)}.

علمه وفقهه وتديّنه
- قال ابن شهاب الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الريَّ يخرج في أظفاري، ثم أعطيتُ فضلي عمر بن الخطاب».
قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟
قال: «العلم». رواه البخاري، ومسلم.
- وقال ابن شهاب الزهري: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أنا نائم رأيت الناس يُعرضون عليَّ وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه».
قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟
قال: «الدين». رواه البخاري، ومسلم.
- وقال حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، عن عبد الملك بن عمير، عن زيد بن وهب، قال: قال عبد الله بن مسعود: (ما أظنُّ أهل بيت من المسلمين لم يدخل عليهم حزن عمر يوم أصيب عمر إلا أهل بيت سوء، إنَّ عمر كان أعلمنا بالله، وأقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله بن مسعود: (لو وضع علم أحياء العرب في كفة، ووضع علم عمر في كفة لرجح بهم علم عمر). رواه ابن أبي شيبة، وابن سعد.
- وقال أسد بن موسى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: قال عبد الله: «لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان، ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علمه بعلمهم».
قال وكيع: قال الأعمش: فأنكرت ذلك، فأتيت إبراهيم فذكرته له، فقال: وما أنكرت من ذلك؟!! فوالله لقد قال عبد الله أفضل من ذلك، قال: «إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر رضي الله عنه». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
ورواه أبو خيثمة في كتاب العلم من طريق جرير بن حازم عن الأعمش بنحوه.
ورواه البيهقي في المدخل إلى السنن من طريق عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش بنحوه.
- وقال عبد الملك بن عمير: حدثني قبيصة بن جابر قال: «ما رأيتُ رجلاً أعلم بالله، ولا أقرأ لكتاب الله، ولا أفقه في دين الله من عمر» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة في مصنفه.
- وقال هشيم بن يشير: قال: أنا العوام، عن مجاهد قال: (إذا اختلف الناس في شيء، فانظروا ما صنع عمر فخذوا به). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال أبو إسحاق الشيباني عن أبي الضحى عن مسروق، قال: كتب كاتب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: "هذا ما أرى اللهُ أميرَ المؤمنين عمرَ"؛ فانتهره عمر رضي الله عنه، وقال: (لا، بل اكتب: "هذا ما رأى عمر؛ فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأ فمن عمر). رواه أبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والبيهقي في الكبرى.

عبادته وهديه
- قال حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج ليلة؛ فإذا هو بأبي بكر رضي الله عنه يصلي يخفض من صوته، قال: ومرَّ بعمر بن الخطاب، وهو يصلي رافعاً صوته، قال: فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «يا أبا بكر! مررتُ بك وأنت تصلي تخفض صوتك»، قال: قد أسمعتُ من ناجيتُ يا رسول الله!
قال: وقال لعمر: «مررتُ بك، وأنت تصلي رافعاً صوتك».
قال: فقال: يا رسول الله! أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئاً» وقال لعمر: «اخفض من صوتك شيئاً». رواه أبو داوود في سننه، وابن خزيمة في صحيحه بهذا السياق، ورواه الترمذي مختصراً.
- وقال مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنه قال: (كان عمر يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله بالصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة! ويتلو هذه الآية: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى}). رواه أبو داوود في الزهد.
- وقال أبو سهيل بن مالك الأصبحي، عن أبيه؛ أنه قال: (كنا نسمع قراءة عمر بن الخطاب عند دار أبي جهم بالبلاط). رواه مالك في الموطأ.
ورواه النسائي في السنن الكبرى من طريق سليمان بن بلال عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه أنه كان يسمع قراءة عمر بن الخطاب وهو يؤم الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار أبي جهم).
- وقال ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عمر كان إذا رأى أبا موسى قال: (ذكّرنا يا أبا موسى، فيقرأ عنده). رواه ابن سعد، وهو منقطع لكن يعضده ما رواه شعبة، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد الأزدي، عن أبي نضرة العبدي قال: قال عمر لأبي موسى: (شوّقنا إلى ربنا) فقرأ، فقالوا: الصلاة، فقال عمر: (أولسنا في صلاة؟). وقد أخرجه ابن سعد أيضاً، وأحمد في الزهد.
- وقال حزم بن أبي حزم القطعي: سمعت الحسن بن أبي الحسن [البصري] يقول: تزوَّج عثمان بن أبي العاص امرأةً من نساء عمر بن الخطاب؛ فقال: والله، ما نكحتها رغبة في مال ولا ولد، ولكني أحببتُ أن تخبرني عن ليل عمر؛ فسألتها، فقال: كيف كان صلاة عمر بالليل؟
قالت: كان يصلي صلاة العشاء، ثم يأمرنا أن نضع عند رأسه توراً فيه ماء فيتعارّ من الليل فيضع يده في الماء فيمسح وجهه ويديه، ثم يذكر الله عز وجل حتى يغفي، ثم يتعارّ حتى تأتي الساعة التي يقوم فيها). رواه أحمد في الزهد.
- وقال أبو خلدة خالد بن دينار التميمي: حدثنا أبو العالية قال: أكثر ما كنت أسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «اللهم عافنا واعف عنا». رواه أحمد في الزهد.

زهده وورعه
- قال محمد بن سيرين، عن الأحنف بن قيس قال: كنا جلوساً بباب عمر فمرّت جارية، فقالوا: سرية أمير المؤمنين!
فقالت: ما هي لأمير المؤمنين بسرية وما تحل له، إنها من مال الله.
فقلنا: فماذا يحلّ له من مال الله؟ فما هو إلا قدر أن بلغت وجاء الرسول فدعانا، فأتيناه، فقال: ماذا قلتم؟
قلنا: لم نقل بأساً، مرّت جارية فقلنا: هذه سرية أمير المؤمنين، فقالت: ما هي لأمير المؤمنين بسرية، وما تحل له، إنها من مال الله؛ فقلنا: فماذا يحل له من مال الله؟
فقال: (أنا أخبركم بما أستحلّ منه، يحلّ لي حلتان، حلّة في الشتاء، وحلّة في القيظ، وما أحجّ عليه وأعتمر من الظهر، وقوتي وقوت أهلي كقوت رجل من قريش، ليس بأغناهم ولا بأفقرهم، ثم أنا بعد رجلٌ من المسلمين، يصيبني ما أصابهم). رواه ابن سعد، وعمر بن شبة.
- وقال سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب قال: قال عمر بن الخطاب: «إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة مال اليتيم، إن استغنيت استعففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف». رواه ابن سعد.
ورواه أيضاً من طريق الأعمش عن أبي وائل عن عمر.
- وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عاصم بن عمر قال: أرسل إليَّ عمر يرفأ فأتيته وهو في مصلاه عند الفجر أو عند الظهر، قال: فقال: «والله ما كنت أرى هذا المال يحلّ لي من قبل أن أليَه إلا بحقه، وما كان قطّ أحرمَ عليَّ منه إذ وليته، عاد أمانتي، وقد أنفقت عليك شهراً من مال الله ولست بزائدك، ولكني معينك بثمر مالي بالغابة فاجدده فبعه، ثم ائت رجلاً من قومك من تجارهم فقم إلى جنبه، فإذا اشترى شيئاً فاستشركه فاستنفق وأنفق على أهلك». رواه ابن سعد في الطبقات، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص: قالت حفصة لعمر: (ألا تلبس ثوبا ألين من ثوبك، وتأكل طعاماً أطيب من طعامك! فقد فتح الله عليك الأرض، ووسع عليك الرزق)
فقال: « سأخاصمك إلى نفسك ».
فجعل يذكّرها ما كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كانت فيه من الجهد حتى أبكاها، فقال: « قد قلت لك: إنه كان لي صاحبان سلكا طريقاً، وإني إن سلكت غير طريقهما سلك بي غير طريقهما، وإني والله لأشاركنهما في مثل عيشهما لعلّي أن أدركَ معهما عيشهما الرخي ». رواه عبد الله بن المبارك في الزهد، وابن سعد في الطبقات، وإسحاق بن راهويه في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والنسائي في السنن الكبرى، والحاكم في المستدرك، وفي سماع مصعب من حفصة خلاف.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد البجلي: أخبرني سعيد بن أبي بردة، عن يسار بن نمير قال: سألني عمر: ( كم أنفقنا في حجتنا هذه؟).
قلت: (خمسة عشر ديناراً). رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال هشيم بن بشير: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، قال: (حججت مع عمر، فما رأيته ضرب فسطاطاً حتى رجع).
قلت: كيف كان يصنع؟
قال: (كان يستظل بالنطع والكساء). رواه أبو داوود في الزهد، ورواه ابن أبي شيبة من طريق عبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد بنحوه.
- وقال يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال أن حفص بن أبي العاص كان يحضر طعام عمر فكان لا يأكل، فقال له عمر: «ما يمنعك من طعامنا؟»
قال: إن طعامك جشب غليظ، وإني راجع إلى طعام لين قد صنع لي فأصيب منه.
قال: أتراني أعجز أن آمر بشاة فيلقى عنها شعرها، وآمر بدقيق فينخل في خرقة، ثم آمر به فيخبز خبزاً رقاقاً، وآمر بصاعٍ من زبيب فيقذف في سِعْنٍ ثم يصبّ عليه من الماء فيصبح كأنه دم غزال؟
فقال: إني لأراك عالماً بطيّب العيش.
فقال: (أجل والذي نفسي بيده، لولا أن تنتقض حسناتي لشاركتكم في لين عيشكم). رواه ابن سعد في الطبقات، وحفص بن أبي العاص هو أخو عثمان بن أبي العاص الثقفي، مختلف في صحبته، ورجّح ابن حجر شهوده حجَّة الوداع، والسِّعن وعاء من جلد شبيه بالقِربة.
- وقال حبان بن هلال قال: حدثنا مبارك بن فضالة قال: حدثنا الحسن قال: حدثني حفص بن أبي العاص قال: كان عمر رضي الله عنه يغدينا بالخبز والزيت والخل، والخبز واللبن، والخبز والقديد، وأول ذلك اللحم الغريض، يأكل وكنا نعذر، وكان يقول: لا تنخلوا الدقيق فكله طعام، وكان يقول: ما لكم لا تأكلون؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إنا نرجع إلى طعام ألين من طعامك..). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة، وذكر بقية الأثر بنحو ما تقدم.
- وقال وهب بن جرير بن حازم: حدثنا أبي قال: سمعت الحسن، يقول: قدم وفد أهل البصرة مع أبي موسى الأشعري على عمر رضي الله عنه قال: فكان له في كل يوم خبز يُلَتّ؛ فربما وافقناها مأدومة بزيت، وربما وافقناها مأدومة بسمن، وربما وافقناها مأدومة بلبن، وربما وافقناها القدائد اليابسة قد دُقَّت ثم غلي بها، وربما وافقنا اللحم الغريض، وهو قليل، فقال لنا يوماً: ( إني والله قد أرى تقذيركم وكراهيتكم طعامي، أما والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاماً وأرقكم عيشاً، أما والله ما أجهل عن كراكر وأسنمة، وعن صلاء وصناب وصلائق، ولكني سمعت الله عيَّر قوماً بأمر فعلوه فقال: {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها}). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال عبد الله بن وهب: أخبرني يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لما استخلف عمر رضي الله عنه أكل هو وأهله من المال، واخترق في مال نفسه». رواه عمر بن شبة.
قوله: (اخترق في مال نفسه) أي: ترك القيام عليه بما يصلحه وينميه كما ينبغي حتى لا ينافس المسلمين في تجارتهم، ويدلي عليهم بسلطانه فيحابوه في البيع والشراء.
- وقال مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: «كان البرّ لا يعرف في عمر ولا في ابنه حتى يقولا أو يفعلا». رواه ابن سعد في الطبقات، وأبو داوود في الزهد.
قلت: يريد أنهما لم يكونا متماوتين، ولا متخاشعين، ولا متزيين بزيّ يعرف به تنسّكهما.
- وقال مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه قال: قال أنس بن مالك: (رأيت عمر بن الخطاب وهو يومئذ أمير المؤمنين، وقد رقع بين كتفيه أراه أربع رقاع، بعضها فوق بعض). رواه أبو داوود في الزهد.
- وقال سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: « رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميصه». رواه ابن أبي شيبة، وابن سعد.
- وقال مهدي بن ميمون: أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي قال: «رأيت عمر بن الخطاب يطوف بالبيت عليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة إحداهن بأديم أحمر». رواه ابن سعد.
- وقال وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: لما قدم عمر الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا: يا أمير المؤمنين! لو ركبتَ برذونا يلقاك عظماء الناس ووجوههم؛ قال: فقال عمر: «ألا أراكم هاهنا، إنما الأمر من هاهنا، وأشار بيده إلى السماء، خلوا سبيل جملي». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبو أسامة الحافظ عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: لما قدم عمر الشام أُتي ببرذون فقيل له: اركب يا أمير المؤمنين فيراك عظماء أهل الأرض.
قال: فقال: (وإنكم لهنالك!! إنما الأمرُ من هاهنا وأشار بيده إلى السماء- خلوا سبيلي). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: لما قدم عمر الشام أتته الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وأخذ برأس بعيره يخوض الماء؛ فقالوا له: يا أمير المؤمنين! تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذا الحال؟!!
قال: فقال عمر: «إنا قوم أعزنا الله بالإسلام؛ فلن نلتمس العزّ بغيره». رواه ابن أبي شيبة، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عبد الله بن إدريس الأودي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن أبي بردة، قال: كتب عمر إلى أبي موسى: «أما بعد، إن أسعد الرعاة من سعدت به رعيته، وإن أشقى الرعاة عند الله من شقيت به رعيته، وإياك أن ترتع فيرتع عمالك؛ فيكون مثلك عند الله مثل البهيمة، نظرت إلى خضرة من الأرض؛ فرتعت فيها تبتغي بذلك السمن، وإنما حتفها في سمنها، وعليك السلام». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال محمد بن عمرو بن علقمة الليثي: حدثنا أبو سلمة [بن عبد الرحمن] قال: قال سعد بن أبي وقاص: «أما والله ما كان بأقدمِنا إسلاماً، ولكن قد عرفت بأي شيء فضلنا، كان أزهدنا في الدنيا يعني عمر بن الخطاب». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال يونس بن عبيد: كان الحسن ربما ذكر عمر، فيقول: «والله ما كان بأوَّلهم إسلاماً ولا بأفضلهم نفقة في سبيل الله، ولكنه غلب الناس بالزهد في الدنيا، والصرامة في أمر الله، ولا يخاف في الله لومة لائم». رواه ابن أبي شيبة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 02-03-2023, 08:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل





2: أبو حفص عمر بن الخطاب بن نُفيل العدوي القرشي (ت:23هـ)

محاسبته لنفسه
كان عمر رضي الله عنه شديد المحاسبة لنفسه، عظيم الورع، بصيراً بمداخل الشيطان، وأحوال النفس.
- قال مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: سمعت عمر بن الخطاب، يوما وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط: «عمر بن الخطاب أمير المؤمنين!! بخ! والله بُنيَّ الخطاب لتتقينَّ الله أو ليعذبنك». رواه مالك في الموطأ، وابن سعد في الطبقات، وأبو داوود في الزهد.

إلهامه وتحديثه
- قال إبراهيم بن سعد الزهري، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: « قد كان يكون في الأمم قبلكم محدَّثون؛ فإن يكن في أمتي منهم أحد؛ فإنَّ عمر بن الخطاب منهم». رواه البخاري ومسلم واللفظ له، وزاد: قال ابن وهب: (تفسير محدَّثون: ملهمون).
- وقال زكريا بن أبي زائدة، عن سعد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم « لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يُكَلَّمون من غير أن يكونوا أنبياء؛ فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر». رواه البخاري.
- وقال حيوة بن شريح الحضرمي: حدثنا بكر بن عمرو [المعافري] أن مشرح بن هاعان أخبره أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو كان من بعدي نبيّ لكان عمر بن الخطاب)). رواه أحمد.

موافقته لبعض ما في القرآن قبل نزوله
كان عمر من أعلم الصحابة وأفقههم، وأعرفهم بمراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، وكان ملهماً محدّثاً، وموفقاً مسدداً، ربما نزل الوحي بتأييده وتصديق قوله.
- قال حميد الطويل: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (وافقت ربي في ثلاث: فقلت يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن)، فنزلت هذه الآية). رواه أحمد والبخاري من طرق عن حميد.
- وقال جويرية بن أسماء: أخبرنا عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر: « وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر ». رواه مسلم.
- وقال عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: لما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه؛ فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله تصلي عليه، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنما خيرني الله فقال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة}، وسأزيده على السبعين)).
قال: إنه منافق!
قال: فصلَّى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، ولا تقم على قبره}). رواه البخاري، ومسلم.
- وقال الليث بن سعد: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول دُعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبتُ إليه، فقلت: يا رسول الله أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا: كذا وكذا؟!!
قال: أعدد عليه قوله؛ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «أخّر عني يا عمر».
فلما أكثرت عليه قال: «إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها».
قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيراً حتى نزلت الآيتان من براءة: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} إلى قوله {وهم فاسقون}.
قال: (فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم). رواه البخاري.
- وقال عبد العزيز بن محمد الدراوردي: أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه )). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، وابن حبان في صحيحه.
- وقال أبو عامر العقدي: حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري، عن نافع عن ابن عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عزّ وجلّ جعل الحق على قلب عمر ولسانه)).
وقال ابن عمر: (ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال عمر بن الخطاب إلا نزل القرآن على نحو مما قال عمر). رواه أحمد والترمذي وابن حبان.
- وقال محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، قال: مررتُ بعمر ومعه نفر من أصحابه، فأدركني رجلٌ منهم؛ فقال: يا فتى! ادع الله لي بخير بارك الله فيك.
قال: قلت: ومن أنت رحمك الله؟
قال: أنا أبو ذر.
قال: قلت: يغفر الله لك! أنت أحق!!
قال: إني سمعت عمر يقول: (نعم الغلام)
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ الله وضع الحق على لسان عمر يقول به». رواه أحمد بهذا السياق، ورواه ابن أبي شيبة وأبو داوود وابن ماجة ويعقوب بن سفيان مختصراً.
- وقال هارون بن إسحاق الهمداني: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان بن الغاز، ومحمد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله عز وجل جعل الحق على لسان عمر يقول به)). رواه أبو القاسم البغوي.
- وقال ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن، عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كانت تحتي امرأة أُحبّها، وكان أبي يكرهها، فأمرني أن أطلقها؛ فأبيتُ فأتى النبي صلي الله عليه وسلم؛ فذكر ذلك له، فأرسل إليّ، فقال: "يا عبد الله، طلق امرأتَك"، فطلقتُها). رواه أحمد، وأبو داوود الطيالسي، وغيرهما.

شدّته في أمر الله وهيبة الناس له
كان لعمر رضي الله عنه من الشدة في أمر الله تعالى، والقوّة والمهابة ما عرف به واشتهر حتى كانت شياطين الإنس والجن تفرق منه، وكان الناس يهابونه هيبة شديدة.
- قال خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ألا وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح». رواه أبو داوود الطيالسي، وأحمد، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي في السنن الكبرى.
- وقال يعقوب بن إبراهيم الزهري: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد، أن محمد بن سعد بن أبي وقاص، أخبره أن أباه سعد بن أبي وقاص، قال: استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن، فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله، قال: «عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب».
قال عمر: فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن!
ثم قال: أي عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
قلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك». رواه البخاري، ومسلم.
- وقال زيد بن الحباب الكوفي: أخبرني خارجة بن عبد الله قال: أخبرنا يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فسمعنا لغطا وصوت الصبيان، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا حبشية تزفن والصبيان حولها فقال: يا عائشة " تعالي فانظري، فجئت فوضعت ذقني على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه فقال لي: «أما شبعت؟» فجعلت أقول: « لا » لأنظر منزلتي عنده إذ طلع عمر فارفض الناس عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر».
قالت: «فرجعت». رواه الترمذي والنسائي.
- وقال علي بن الحسين بن واقد: حدثني أبي قال: حدثني عبد الله بن بريدة، قال: سمعت أبي بريدة، يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية سوداء، فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا». فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت استها، ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان ليخاف منك يا عمر، إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف». رواه الترمذي.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى من طريق علي بن الحسن بن شقيق عن الحسين بن واقد بنحوه.
ورواه أحمد وابن حبان من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح عن حسين بن واقد به مختصراً من غير ذكر دخول عمر.
- وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: أخبرني عبيد بن حنين، أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما، يحدث أنه قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجعنا وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه، فقلت: يا أمير المؤمنين! من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟
فقال: (تلك حفصة وعائشة).
قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك.
قال: (فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به). رواه البخاري ومسلم.

فرار الشيطان منه
تقدّم في ذلك أحاديث سعد بن أبي وقاص، وعائشة، وبريدة بن الحصيب رضي الله عنهم.
- قال زيد بن الحباب: حدثني حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأحسب الشيطان يفر منك يا عمر)). رواه ابن حبان.

خشيته ووقوفه عند آيات الله
مما عرف عن عمر شدّة خشيته من الله تعالى، ووقوفه عند آياته، وسرعة استجابته لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
- قال ابن شهاب الزهري: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر؛ فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيس بن حصن، وكان من النفر الذين يُدنيهم عمر، وكان القراء أصحابَ مجلس عمر ومشاورته، كهولاً كانوا أو شباناً، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي! هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه؟
قال: سأستأذن لك عليه.
قال ابن عباس: فاستأذنَ لعيينة؛ فلما دخل، قال: "يا ابن الخطاب! والله ما تعطينا الجزل، وما تحكم بيننا بالعدل"؛ فغضب عمر حتى همَّ بأن يقع به، فقال الحر: يا أمير المؤمنين! إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}، وإنَّ هذا من الجاهلين؛ «فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله». رواه البخاري في صحيحه.

علمه بالقضاء
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوّل قاضٍ للمسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد ولاه أبو بكر القضاء، وولّى أبا عبيدة بن الجراح الفيء، ولما تولى عمر الخلافة كان يقضي في المدينة، ويولّي القضاء في الأمصار؛ فكان القضاة يرفعون إليه ما يشكل عليهم؛ فيقضي فيه.
- قال هشام الدستوائي: أخبرنا عطاء بن السائب قال: لما استُخلف أبو بكر أصبح غادياً إلى السوق، وعلى رقبته أثواب يتّجر بها؛ فلقيه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح؛ فقالا له: أين تريد يا خليفة رسول الله؟
قال: السوق.
قالا: تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين؟
قال: فمن أين أطعم عيالي؟
قالا له: انطلق حتى نفرض لك شيئاً؛ فانطلق معهما ففرضوا له كل يومٍ شطر شاة وماكسوه في الرأس والبطن.
فقال عمر: (إليَّ القضاء).
وقال أبو عبيدة: (وإليَّ الفيء).
قال عمر: (فلقد كان يأتي عليَّ الشهر ما يختصم إليَّ فيه اثنان). رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال عبد الله بن إدريس، عن مسعر بن كدام، عن محارب بن دثار قال: (لما ولي أبو بكر ولى أبا عبيدة بيت المال وولى عمر القضاء فمكث سنة لا يختصم إليه أحد). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب العلل لأبيه.
- وقال محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، عن أشعث بن سوار، عن عامر الشعبي، قال: (إذا اختلف الناس في أمر فانظر كيف قضى فيه عمر، فإنه لم يكن يقضي في أمر لم يقض فيه قبله حتى يشاور). رواه ابن سعد.
- وقال أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين قال: سألت عَبيدة عن شيء من الجد، فقال: ما تريد إليه؟! لقد حفظت فيه مِئَة قضية عن عمر.
قلت: كلها عن عمر؟
قال: (كلها عن عمر). رواه ابن سعد.

فراسته
- قال ابن وهب: حدثني عمر، أن سالماً حدَّثه عن عبد الله بن عمر، قال: ما سمعت عمر، لشيء قط يقول: إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن، بينما عمر جالس إذ مرَّ به رجلٌ جميل، فقال: لقد أخطأ ظني أو إنَّ هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم، عليَّ الرجل؛ فدعي له، فقال له ذلك، فقال: ما رأيتُ كاليوم استُقبل به رجلٌ مسلم، قال: فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني.
قال: كنت كاهنَهم في الجاهلية.
قال: فما أعجب ما جاءتك به جنيتك؟!
قال: بينما أنا يوماً في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع؛ فقالت: ألم تر الجنَّ وإبلاسها؟! ويأسها من بعد إنكاسها؟! ولحوقها بالقلاص وأحلاسها؟!
قال عمر: صدق بينما أنا نائم عند آلهتهم إذ جاء رجلٌ بعجل فذبحه، فصرخ به صارخ، لم أسمع صارخاً قطّ أشدّ صوتاً منه يقول: يا جليح! أمرٌ نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله، فوثب القوم.
قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول لا إله إلا الله؛ فقمت، فما نشبنا أن قيل: (هذا نبي). رواه البخاري.
وشيخ ابن وهب في هذا الحديث هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، نزيل عسقلان.
- وقال القاسم بن الفضل الحداني: حدثني معاوية بن قرة، عن الحكم بن أبي العاص الثقفي قال: كنت قاعداً مع عمر بن الخطاب، فأتاه رجلٌ فسلّم عليه، فقال له عمر: «بينك وبين أهل نجران قرابة؟ ».
قال الرجل: لا.
قال عمر: « بلى ».
قال الرجل: لا.
قال عمر: « بلى والله، أنشد الله كلَّ رجل من المسلمين يعلم أنَّ بين هذا وبين أهل نجران قرابة لما تكلم ».
فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين! بلى، بينه وبين أهل نجران قرابة من قبل كذا وكذا.
فقال له عمر: « مه، فإنا نقفو الآثار ». رواه ابن سعد.
- وقال مسعر بن كدام، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: إن كان الرجل ليحدث عمر بن الخطاب بالحديث، فيكذب فيقول: «احبس هذه»، ثم يحدّث بالحديث فيكذب الكذب؛ فيقول: «احبس هذه» ، فيقول الرجل: (كلّ ما حدّثتك به حق إلا ما أمرتني أن أحبسه). رواه أبو بكر الخرائطي في مساوئ الأخلاق.
- قال ابن القيم رحمه الله في الطرق الحكمية: (ولله فراسة من هو إمام المتفرسين، وشيخ المتوسمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي لم تكن تخطئ له فراسة، وكان يحكم بين الأمة بالفراسة المؤيدة بالوحي).
- وقال ابن القيم أيضاً في مدارج السالكين: (وكان الصديق رضي الله عنه أعظم الأمة فراسة، وبعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ووقائع فراسته مشهورة؛ فإنه ما قال لشيء أظنه كذا إلا كان كما قال، ويكفي في فراسته موافقته ربه في المواضع المعروفة).

كراماته
- قال ابن وهب: أخبرني يحيى بن أيوب، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ عمر بن الخطاب بعث جيشاً وأمَّر عليهم رجلاً يدعى سارية، قال: فبينا عمر يخطب قال: فجعل يصيح وهو على المنبر يا سارية! الجبل، يا سارية! الجبل.
قال: فقدم رسول الجيش؛ فسأله؛ فقال: يا أمير المؤمنين! لقينا عدونا فهزمونا، وإنَّ الصائح ليصيح: يا سارية! الجبل، يا سارية! الجبل، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل؛ فهزمهم الله.
فقيل لعمر: (إنك كنت تصيح بذلك). رواه البيهقي في دلائل النبوة، وفي الاعتقاد، وأبو عبد الرحمن السلمي في الأربعين، وأبو نعيم في دلائل النبوة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وهذا إسناد جيد، وقد روي في شأن هذه روايات باطلة بأسانيد واهية؛ فلا يلتفت إليها.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 02-03-2023, 08:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل





2: أبو حفص عمر بن الخطاب بن نُفيل العدوي القرشي (ت:23هـ)



صفاته وشمائله
- قال حسين بن محمد المرّوذي: حدثنا جرير بن حازم، عن أبي رجاء العطاردي، قال: كان عمر بن الخطاب رجلاً طويلاً جسيماً، أصلعَ شديد الصلع، أبيضَ شديدَ الحمرة، في عارضيه خفة، سبلته كبيرة، وفي أطرافها صهبة). رواه ابن أبي الدنيا كما تاريخ ابن عساكر، وزاد ابن عساكر في رواية له من غير طريقه: ( وكان إذا حزبه الأمر فَتَلَها).
- وقال معن بن عيسى: أخبرنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: «كان عمر رضي الله عنه إذا غضب فتل شاربه». رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني.
- وقال إسحاق بن عيسى الطباع: رأيت مالك بن أنس وافر الشارب، لشاربه ذنبتان؛ فسألته عن ذلك؛ فقال:(حدثني زيد بن أسلم، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه أنَّ عمر بن الخطاب كان إذا كربه أمر فتل شاربه ونفخ؛ فأفتاني بالحديث). رواه أحمد في العلل.
- وقال سفيان بن عيينة، أخبرنا عمرو بن دينار قال: سمعت عبيد بن عمير يقول: (كنتُ إذا رأيتُ عمر في قوم رأيته مشرفاً عليهم يفوقهم بهذه)، وأشار سفيان بيده فوضعها على شاربه. رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش قال: خرج أهل المدينة في مشهد لهم؛ فإذا أنا برجلٍ أصلع أعسر أيسر، قد أشرف فوق الناس بذراع، عليه إزار غليظ، وبرد غليظ قطن، وهو متلبب به وهو يقول: (يا أيها الناس هاجروا، ولا تهجروا ولا يحذفن أحدكم الأرنب بعصاة أو بحجر، ثم يأكلها وليذكّ لكم الأسل: الرماح، والنبل).
فقلت: من هذا؟
فقالوا: (عمر بن الخطاب رضي الله عنه). رواه عبد الرزاق.
- وقال شعبة بن الحجاج: سمعت عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، قال: كنت بالمدينة فإذا رجل آدم أعسر أيسر ضخم أجلح مشرف على الناس كأنه على دابة، يعني: عمر بن الخطاب رضي الله عنه). رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني.
- وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا الحجاج، حدثنا حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، قال: رأيت عمر بن الخطاب أعسر أيسر أصلع آدم، قد فرع الناسَ كأنه على دابة).
قال يعقوب: فذكرت هذه الصفة لبعض ولد عمر، قال: سمعنا مشايخنا يذكرون أنَّ عمر كان أبيضَ، وإنما رآه من رآه في هذه الصفة عام الرمادة، وكان قد أجهد نفسه، وشحب وتغير لونه رحمة الله عليه).
- وقال شعبة، عن سماك، عن عبد الله بن هلال، قال: «رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رجلاً ضخماً كأنه من رجال بني سدوس». رواه ابن أبي عاصم.
- وقال هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: سئل أنس رضي الله عنه عن خضاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لم يكن شابَ إلا يسيراً، ولكن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما خضبا بالحناء والكتم». رواه ابن أبي عاصم.
- وقال علي بن الجعد: أخبرنا شعبة وزهير، عن حميد، عن أنس قال: (كان عمر يخضب بالحناء). رواه أبو القاسم البغوي.
- وقال حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: «كان عمر يخضب بالحناء». رواه ابن سعد.



استفاضة ثناء الصحابة والأمة عليه
- قال صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: لما ثقل أبي دخل عليه فلان وفلان فقالوا: يا خليفة رسول الله! ماذا تقول لربك إذا قدمت عليه غداً وقد استخلفت علينا ابن الخطاب؟
فقال: « أجلسوني، أبالله ترهبوني؟! ».
أقول: « استخلفت عليهم خيرهم ». رواه ابن سعد.
- وقال الليث بن سعد: كتب إليَّ هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال أبو بكر رضي الله عنه يوماً: (والله ما على وجه الأرض رجلٌ أحبُّ إليَّ من عمر).
فلما خرج رجع فقال: كيف حلفتُ أي بنية؟
فقلت له، فقال: (أعزُّ عليَّ، والولدُ أَلْوَط). رواه البخاري في الأدب المفرد.
وألْوَط: أي أَلْصَق بالقلب.
- وقال عبد الملك بن سلع الهمداني، عن عبد خير قال: سمعت علياً يقول: « قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على خير ما قبض عليه نبي من الأنبياء».
قال: ( ثم استخلف أبو بكر فعمل بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسنته، ثم قبض أبو بكر على خير ما قبض عليه أحد، وكان خير هذه الأمة بعد نبيها، ثم استُخلف عمر فعمل بعملهما وسننهما، ثم قبض على خير ما قبض عليه أحد، وكان خير هذه الأمة بعد نبيها وبعد أبي بكر). رواه ابن أبي شيبة، وعبد الله بن الإمام أحمد في المسند وفي فضائل الصحابة لأبيه، والآجري في الشريعة.
- وقال عاصم، عن زر بن حبيش، عن علي، قال: «ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر». رواه معمر بن راشد.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: قال علي على المنبر: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر). رواه ابن أبي شيبة، وعبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، والبيهقي في المدخل إلى السنن، وغيرهم.
وروي أيضاً من طرق عن الشعبي عن وهب بن عبد الله السوائي عن عليّ.
- وقال شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: «كنا نتحدث أن السكينة تنزل على لسان عمر». رواه ابن أبي شيبة، والطبراني في المعجم الكبير.
- وقال يزيد بن هارون: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، أنها كانت تقول: (من رأى عمر بن الخطاب عرف أنه خُلق غناءً للإسلام، كان والله أحوذياً، نسيج وحده، قد أعدّ للأمور أقرانها). رواه أحمد في فضائل الصحابة، والطبراني في المعجم الصغير، والبيهقي في السنن الكبرى.
- وقال عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله بن مسعود قال: (إذا ذكر الصالحون فحيَّ هلاً بعمر، إنَّ إسلامه كان نصراً، وإن إمارته كانت فتحاً، وايم الله ما أعلم على الأرض شيئاً إلا وقد وجد فقد عمر حتى العضاه، وايم الله إني لأحسب بين عينيه ملكاً يسدده ويرشده). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والطبراني في المعجم الكبير.
- وقال سفيان الثوري، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: «ما رأيت عمر رضي الله عنه إلا وكأن بين عينيه ملكا يسدده». رواه ابن أبي شيبة، والبيهقي في المدخل إلى السنن.
- وقال أبو نعيم الحلبي: حدثنا عبيد الله بن عمرو [الرقي]، عن عبد الملك بن عمير، عن زيد بن وهب، قال: كنت في حلقة في المسجد فيها أناس من القراء؛ فاختلف رجلان في قراءة آية؛ فبينا هما كذلك إذ دخل عبد الله بن مسعود من أبواب كندة؛ فقاما إليه يسألانه عنها، وقمت معهما أنظر ما يرجع إليهما.
قال: فاحتبساه في صحن المسجد وهو قائم؛ فقالا: آية اختلفنا في قراءتها؛ فأحببنا أن نعلم موضعها.
فقال لأحدهما: اقرأه؛ فلما قرأ قال: (من أقرأكها؟).
قال: أقرأنيها معقل بن مقرن المزني.
ثم قال للآخر: اقرأه؛ فلما قرأ قال: (من أقرأكها؟)
قال: أقرأنيها عمر بن الخطاب.
فلما ذكر عمر بكى حتى نشج، وحتى رأيت في الحصا من دموعه أثراً، ثم قال: (إنَّ عمر كان أعلمنا بالله، وأفقهنا في دين الله، وأقرأنا لكتاب الله؛ فاقرأها كما أقرأكها عمر؛ فوالله لهي أبين من طريق السيلحين، وبالله ما من أهل بيت لم يدخل عليهم حزن عمر يوم أصيب إلا أهل بيت سوء، إنَّ عمر كان حصناً حصيناً يدخل الإسلام فيه ولا يخرج منه). رواه ابن عساكر.
وقد رويت هذه الحكاية مختصرة ومبسوطة من طرق عن عبد الملك بن عمير.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معنى قوله: (لهي أبين من طريق السيلحين) قال: (يعني أنَّ هذا أمر بيّن يعرفه الناس).
والسَّيْلَحُون موضع بين الكوفة والقادسية، له طريق بيّن يعرفه أهل الكوفة، وقد كان ابن مسعود رضي الله عنه بالكوفة.
- وقال سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش قال: سمعت حذيفة يقول: « ما كان الإسلام في زمان عمر إلا كالرجل المقبل ما يزداد إلا قرباً، فلما قتل عمر كان كالرجل المدبر ما يزداد إلا بعداً ». رواه ابن سعد، وابن أبي شيبة، والحاكم.
- وقال حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، عن عبد الملك بن عمير، عن زيد بن وهب، قال: قال عبد الله بن مسعود: (ما أظنُّ أهل بيت من المسلمين لم يدخل عليهم حزن عمر يوم أصيب عمر إلا أهل بيت سوء، إنَّ عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال حميد الطويل: قال أنس بن مالك: لما أصيب عمر بن الخطاب قال أبو طلحة: « ما من أهل بيت من العرب حاضر ولا باد إلا قد دخل عليهم بقتل عمر نقص». رواه ابن سعد، وابن أبي شيبة.
- وقال سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: قالت أم أيمن لما قتل عمر: « اليوم وَهَى الإسلام». رواه ابن أبي شيبة في المصنف، وإسحاق بن راهويه في المسند، وابن الأعرابي في معجمه، والطبراني في المعجم الكبير، وغيرهم.
- وقال عبد الله بن وهب: حدثني عمر بن محمد أن زيد بن أسلم، حدثه عن أبيه، قال: سألني ابن عمر عن بعض شأنه - يعني عمر -، فأخبرته فقال: «ما رأيت أحداً قطّ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حين قبض كان أجدّ وأجودَ حتى انتهى من عمر بن الخطاب». رواه البخاري.
- وقال حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة؟
قال: «وماذا أعددت لها».
قال: (لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم).
فقال: «أنت مع من أحببت».
قال أنس: فما فرحنا بشيء، فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت».
قال أنس: «فأنا أحبّ النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم». رواه البخاري.
- وقال أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: لما طعن عمر جعل يألم، فقال له ابن عباس وكأنه يجزّعه: يا أمير المؤمنين! ولئن كان ذاك، لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون.
قال: «أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه، فإنما ذاك من من الله تعالى منَّ به علي، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه، فإنما ذاك من من الله جل ذكره منَّ به علي، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك، والله لو أنَّ لي طلاع الأرض ذهباً لافتديتُ به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه». رواه البخاري.
- وقال غسان بن الربيع: حدثنا ثابت بن يزيد، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي عن ابن عباس أنه دخل على عمر حين طعن، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين، أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس، وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، ولم يختلف في خلافتك رجلان، وقتلت شهيداً؛ فقال: أعد، فأعاد.
فقال: (المغرور من غررتموه، لو أنَّ لي ما على ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع). رواه ابن حبان، والبيهقي في شعب الإيمان.
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن داوود بن أبي هند به.
واختلف على داوود فيه؛ فرواه أبو معاوية الضرير وابن أبي عدي وعلي بن عاصم عن داوود عن الشعبي مرسلاً.
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب المتمنين من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي مرسلاً بنحوه.
- وقال المعتمر بن سليمان: قال أبي: قال أبو عثمان: (إنما كان عمر ميزاناً، لا يقول كذا ولا يقول كذا). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه.
- وقال حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: «ما أظنّ رجلاً ينتقص أبا بكر وعمر يحبّ النبي صلى الله عليه وسلم». رواه الترمذي.
- وقال الحسن بن صالح بن حي: سمعت جعفر بن محمد الصادق يقول: (أنا برئ ممن ذكر أبا بكر وعمر إلا بخير). رواه ابن عساكر.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 02-03-2023, 09:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين




سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل





2: أبو حفص عمر بن الخطاب بن نُفيل العدوي القرشي (ت:23هـ)


وفاته
شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالشهادة
- قال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله، قال: «اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيدان». رواه البخاري.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم عن ابن عمر قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثوبا أبيض، فقال: ((أجديد قميصك أم غسيل؟)).
فقال: بل جديد.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً)). رواه أحمد، وابن ماجه، والنسائي في السنن الكبرى.

سؤاله الشهادة
- قال حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت أباها يقول: ( اللهم ارزقني قتلا في سبيلك، ووفاة في بلد نبيك).
قالت: قلت: وأنى ذلك؟
قال: (إن الله يأتي بأمره أنى شاء). رواه ابن سعد في الطبقات، وابن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، أن عمر بن الخطاب كان يقول في دعائه: «اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك، ووفاة ببلدة رسولك». رواه ابن سعد، وهو مرسل.

رؤياه قبل استشهاده
- قال قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، أن عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة؛ فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم، وذكر أبا بكر قال: (إني رأيتُ كأنَّ ديكاً نقرني ثلاث نقرات، وإني لا أراه إلا حضور أجلي، وإنَّ أقواماً يأمرونني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فإنْ عجل بي أمر؛ فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ). رواه مسلم.
- قال ابن أبي عاصم: (خطب يوم الجمعة، وأصيب يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة).
- وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول: لما صدر عمر بن الخطاب من منى أناخ بالأبطح. ثم كوم كومة بطحاء، ثم طرح عليها رداءه واستلقى، ثم مد يديه إلى السماء فقال: (اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي؛ فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط).
ثم قدم المدينة فخطب الناس، فقال: (أيها الناس. قد سنت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يميناً وشمالاً، وضرب بإحدى يديه على الأخرى، ثم قال: (إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم، أن يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله؛ فقد رجم رسول الله ورجمنا، والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس: زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتها: [الشيخ والشيخة فارجموهما البتة] فإنا قد قرأناها).
رواه مالك في الموطأ، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة،
قال مالك: قال يحيى بن سعيد: قال سعيد بن المسيب: (فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل عمر رحمه الله).

ما رؤي فيه قبل استشهاده
- قال حماد بن سلمة: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (رأيت كأني أخذت جواداً كثيرة فجعلت تضمحل حتى بقيت جادة واحدة، فسلكتها حتى انتهت إلى جبل؛ فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقه، وإلى جنبه أبو بكر رضي الله عنه، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى عمر رضي الله عنه).
فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! مات والله أمير المؤمنين.
فقلت: ألا تكتب بهذا إليه؟
فقال: (ما كنت لأنعي له نفسه). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.

خبر استشهاده
- قال أبو عوانة، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن ميمون، قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، وقف على حذيفة بن اليمان، وعثمان بن حنيف، قال: (كيف فعلتما، أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق؟).
قالا: حملناها أمراً هي له مطيقة، ما فيها كبير فضل.
قال: (انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق).
قال: قالا: لا.
فقال عمر: (لئن سلَّمني الله، لأدعنَّ أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبداً).
قال: فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب.
قال: إني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب، وكان إذا مرَّ بين الصفين قال: (استووا)، حتى إذا لم يرَ فيهنَّ خللاً تقدَّم فكبَّر، وربما قرأ سورة يوسف أو النحل، أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس؛ فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني - أو أكلني - الكلب، حين طعنه فطار العلج بسكّين ذات طرفين لا يمرّ على أحدٍ يميناً ولا شمالاً إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجلٍ من المسلمين طرح عليه برنساً؛ فلما ظنَّ العلج أنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدَّمه، فمن يلي عمر؛ فقد رأى الذي أرى، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر، وهم يقولون: سبحان الله! سبحان الله! فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة؛ فلما انصرفوا قال: (يا ابن عباس! انظر من قتلني).
فجال ساعة ثم جاء فقال: غلام المغيرة.
قال: الصنع؟
قال: نعم.
قال: (قاتله الله، لقد أمرتُ به معروفاً، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام، قد كنتَ أنت وأبوك تحبّان أن تكثر العلوج بالمدينة).
وكان العباس أكثرهم رقيقاً.
فقال: إن شئت فعلت، أي: إن شئت قتلنا.
قال: (كذبت، بعد ما تكلموا بلسانكم، وصلوا قبلتكم، وحجوا حجكم).
فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه، وكأنَّ الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ، فقائل يقول: لا بأس، وقائل يقول: أخاف عليه، فأُتي بنبيذ فشربه، فخرج من جوفه، ثم أتيَ بلبن فشربه فخرج من جرحه، فعلموا أنه ميت؛ فدخلنا عليه، وجاء الناس؛ فجعلوا يثنون عليه، وجاء رجل شابّ، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدم في الإسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت، ثم شهادة، قال: (وددت أن ذلك كفاف لا عليَّ ولا لي).
فلما أدبر إذا إزاره يمسّ الأرض؛ قال: ردّوا عليَّ الغلام، قال: (يا ابن أخي! ارفع ثوبك، فإنه أبقى لثوبك، وأتقى لربّك، يا عبد الله بن عمر! انظر ما عليَّ من الدَّين).
فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفاً أو نحوه.
قال: (إن وفى له مال آل عمر فأدّه من أموالهم، وإلا فسلْ في بني عدي بن كعب، فإن لم تفِ أموالهم فسلْ في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم؛ فأدّ عني هذا المال، انطلق إلى عائشة أم المؤمنين، فقل: يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين؛ فإني لستُ اليوم للمؤمنين أميراً، وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه؛ فسلَّم واستأذن، ثم دخل عليها، فوجدها قاعدة تبكي؛ فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه؛ فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرنَّ به اليوم على نفسي؛ فلما أقبل قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: (ارفعوني).
فأسنده رجل إليه، فقال: (ما لديك؟)
قال: الذي تحبّ يا أمير المؤمنين! أذنت، قال: (الحمد لله، ما كان من شيء أهمَّ إليَّ من ذلك، فإذا أنا قضيتُ فاحملوني، ثم سلّم، فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي فأدخلوني، وإن ردَّتني ردّوني إلى مقابر المسلمين).
وجاءت أمّ المؤمنين حفصة والنساء تسير معها؛ فلما رأيناها قمنا، فولجت عليه، فبكت عنده ساعة، واستأذن الرجال، فولجَتَ داخلاً لهم، فسمعنا بكاءها من الداخل، فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين! استخلف.
قال: (ما أجد أحداً أحقَّ بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ).
فسمَّى عليا، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعدا، وعبد الرحمن.
وقال: (يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيء - كهيئة التعزية له - فإن أصابت الإمرة سعداً فهو ذاك، وإلا فليستعنْ به أيُّكم ما أُمّر، فإني لم أعزله عن عجز، ولا خيانة).
وقال: (أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيراً {الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم} أن يُقبل من محسنهم وأن يُعفى عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيراً؛ فإنهم ردء الإسلام، وجباة المال، وغيظ العدو، وأن لا يُؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم، وأوصيه بالأعراب خيراً؛ فإنهم أصل العرب، ومادّة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي أموالهم، ويردّ على فقرائهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم).
فلما قبض خرجنا به؛ فانطلقنا نمشي؛ فسلَّم عبد الله بن عمر، قال: يستأذن عمر بن الخطاب، قالت: أدخلوه؛ فأُدْخِل، فوضع هنالك مع صاحبيه). رواه البخاري.
- وقال سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عمرو بن ميمون قال: صليت يوم قتل عمر الصبح؛ فما منعني أن أقوم مع الصف الأول إلا هيبة عمر قال: (فماج الناس؛ فقدموا عبد الرحمن بن عوف؛ فقرأ {إذا جاء نصر الله والفتح}، و{إنا أعطيناك الكوثر}). رواه عبد الرزاق، وابن أبي شيبة.
- وقال وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون قال: كنت أدع الصف الأول هيبة لعمر، وكنت في الصف الثاني يوم أصيب؛ فجاء فقال: (الصلاةَ عبادَ الله! استووا).
قال: فصلَّى بنا؛ فطعنه أبو لؤلؤة طعنتين أو ثلاثاً.
قال: وعلى عمر ثوب أصفر.
قال: فجعله على صدره، ثم أهوى وهو يقول: {وكان أمر الله قدرا مقدورا}؛ ومال على الناس فقتل وجرح بضعة عشر؛ فمال الناس عليه فاتكأ على خنجره فقتل نفسه). رواه ابن سعد، وابن أبي شيبة.
- وقال الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون قال: (رأيت عمر لما طعن عليه ملحفة صفراء قد وضعها على جرحه وهو يقول: «كان أمر الله قدراً مقدوراً». رواه ابن سعد.
- وقال أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: (لما طعن عمر ماج الناس بعضهم في بعض حتى كادت الشمس أن تطلع؛ فنادى منادٍ: الصلاة؛ فقدموا عبد الرحمن بن عوف فصلَّى بهم؛ فقرأ بأقصر سورتين في القرآن: {إنا أعطيناك الكوثر}، و{إذا جاء نصر الله}؛ فلما أصبح دخل عليه الطبيب وجرحه يسيل دماً؛ فقال: أي الشراب أحب إليك؟
قال: النبيذ؛ فدعا بنبيذ؛ فشربه؛ فخرج من جرحه؛ فقال له الطبيب: (أوصه فإني لا أظنك إلا ميتاً من يومك أو من غد). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن المسور بن مخرمة قال: دخلت أنا وابن عباس على عمر بعدما طُعن وقد أغمي عليه؛ فقلنا: لا ينتبه لشيء أفزع له من الصلاة؛ فقلنا: الصلاة يا أمير المؤمنين! فانتبه وقال: « ولا حظ في الإسلام لامرئ ترك الصلاة؛ فصلى وجرحه ليثعب دماً». رواه ابن أبي شيبة.

وصاياه عند موته
- وقال وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي أن عمر بن الخطاب لما حُضر قال: (ادعوا لي علياً، وطلحة، والزبير، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعداً).
قال: فلم يكلم أحداً منهم إلا علياً وعثمان؛ فقال: (يا علي! لعلَّ هؤلاء القوم يعرفون قرابتك وما آتاك الله من العلم والفقه، واتق الله، وإن وليت هذا الأمر؛ فلا ترفعنَّ بني فلان على رقاب الناس).
وقال لعثمان: (يا عثمان! إنَّ هؤلاء القوم لعلهم يعرفون لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنَّك وشرفك؛ فإن أنت وليت هذا الأمر فاتق الله، ولا ترفع بني فلان على رقاب الناس).
فقال: (ادعوا لي صهيباً).
فقال: (صلّ بالناس ثلاثاً، وليجتمع هؤلاء الرهط فليخلوا؛ فإن أجمعوا على رجل فاضربوا رأس من خالفهم). رواه ابن أبي شيبة.
وروى ابن سعد من طريق الواقدي قال: حدثني محمد بن موسى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى أبي طلحة الأنصاري قبيل أن يموت بساعة، فقال: « يا أبا طلحة! كن في خمسين من قومك من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى، فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت أحدهم، فقم على ذلك الباب بأصحابك، فلا تترك أحداً يدخل عليهم، ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمّروا أحدهم، اللهم أنت خليفتي عليهم».
- قال جرير بن عبد الحميد: حدثنا حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: (يا عبد الله بن عمر! اذهب إلى أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فقل: يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام، ثم سلها أن أُدفن مع صاحبيَّ).
قالت: كنت أريده لنفسي فلأوثرنه اليوم على نفسي.
فلما أقبل، قال: له ما لديك؟
قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين.
قال: (ما كان شيء أهمّ إليَّ من ذلك المضجع؛ فإذا قُبضت فاحملوني، ثم سلموا، ثم قل: يستأذن عمر بن الخطاب؛ فإن أذنت لي فادفنوني، وإلا فردّوني إلى مقابر المسلمين، إني لا أعلم أحداً أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة؛ فاسمعوا له وأطيعوا).
فسمّى عثمان، وعلياً، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وولج عليه شابّ من الأنصار، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله، كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت، ثم استخلفت فعدلت، ثم الشهادة بعد هذا كله، فقال: ليتني يا ابن أخي وذلك كفافاً لا عليَّ ولا لي، أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيراً، أن يُعرف لهم حقهم، وأن يحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيراً الذين تبوَّأوا الدار والإيمان أن يُقبل من محسنهم، ويُعفى عن مسيئهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم). رواه البخاري في صحيحه.
- وقال علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد بن عبد الملك أخذوا في بنائه فبدت لهم قدم؛ ففزعوا وظنوا أنها قدم النبي صلى الله عليه وسلم؛ فما وجدوا أحداً يعلم ذلك حتى قال لهم عروة: « لا والله ما هي قدم النبي صلى الله عليه وسلم، ما هي إلا قدم عمر رضي الله عنه». رواه البخاري.

احتضاره
مكث عمر بجراحته ثلاثة أيام كان الناس يعودونه فيها، ويدعون له بخير، ويثنون عليه، وهو يوصيهم، ويرشدهم، على ما به من أثر الطعن، ولذلك كثرت الآثار في شأن وفاته.
- قال مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه، قال: قال عثمان بن عفان: (أنا آخركم عهداً بعمر، دخلت عليه ورأسه في حجر ابنه عبد الله بن عمر، فقال له: ضع خدي بالأرض، فقال: هل فخذي والأرض إلا سواء؟
قال: ضعْ خدي بالأرض لا أمَّ لك في الثانية أو الثالثة، ثم شبَّك بين رجليه فسمعته يقول: (ويلي وويل لأمّي إنْ لم يغفر الله لي حتى فاضت نفسه). رواه أبو داوود في الزهد.
- وقال محمد بن عمر بن علي المقدمي: حدثنا سعيد بن عامر، عن جويرية، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان رأس عمر في حجري، فقال: يا عبد الله! ضع رأسي بالأرض.
قال: فجمعت ردائي فوضعته تحت رأسه؛ فقال: (ضع رأسي بالأرض لا أمَّ لك).
ثم قال: (ويل عمر! وويل أمّه! إن لم يغفر الله له). رواه أبو داوود في الزهد.

تاريخ استشهاده
- قال قتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة في حديثه قال: (أصيب عمر رضى الله عنه يوم الأربعاء لأربع ليالٍ بقين من ذي الحجة). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة. .
- وقال أبو نعيم: (مات سنة ثلاث وعشرين).
- وقال خليفة بن خياط: (استشهد بالمدينة في آخر سنة ثلاث وعشرين في ذي الحجة).

سنّه عند وفاته
- قال حكّام بن سلم الرازي: حدثنا عثمان بن زائدة، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك، قال: «قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر وهو ابن ثلاث وستين». رواه مسلم.
- وقال عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي: حدثنا سلام أبو الأحوص، عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة قال: «قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، ومات أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وقتل عمر وهو ابن ثلاث وستين».
قال: فقال رجلٌ من القوم يقال له عامر بن سعد: حدثنا جرير، قال: كنا قعوداً عند معاوية فذكروا سني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال معاوية: «قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة، ومات أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وقتل عمر وهو ابن ثلاث وستين». رواه مسلم.
- وقال شعبة: سمعت عامر بن سعد [البجلي]، يقول: سمعت جرير بن عبد الله، يقول: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول وهو يخطب: ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي عمر وهو ابن ثلاث وستين).
قال معاوية:(وأنا اليوم في ثلاث وستين). رواه أحمد، وأبو داوود الطيالسي.
- وقال عبد العزيز الدراوردي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: (قتل عمر وهو ابن خمسٍ وخمسين). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال أبو سعيد الأشج: سمعت أبا أسامة يقول: قال عبيد الله عن نافع قال: (قتل عمر وله سبع وخمسون). رواه أبو القاسم البغوي.

غسله وتكفينه
- وقال أحمد بن منصور المروزي: سمعت يحيى بن بكير يقول: (ولي غسل عمر ابنه عبد الله بن عمر، وكفنه في خمسة أثواب). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: حدثني مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر أن (عمر غُسِّل وكُفِّنَ وصُلِّيَ عليه، وكان شهيداً). رواه أبو القاسم البغوي.












__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 02-03-2023, 09:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل





2: أبو حفص عمر بن الخطاب بن نُفيل العدوي القرشي (ت:23هـ)



مواعظه ووصاياه
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه مواعظ نافعة، ووصايا قيمة، تدلّ على ما يختزن وراءها من العلم المتين، والفقه في الدين، وسأذكر منتخبات منها، وإن كانت لجديرة بالجمع والدراسة والتأمل.
- قال سفيان بن عيينة: حدثنا جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، قال: قال عمر بن الخطاب: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنَّ أهونَ عليكم في الحساب غداً أن تحاسِبوا أنفسكم، تزيَّنوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية». رواه أحمد في الزهد، وأبو نعيم في الحلية.
- وقال هشام بن حسان عن الحسن قال: كتب عمر إلى أبي موسى: (أما بعد؛ فإن القوة في العمل ألا تؤخر عمل اليوم لغد؛ فإنكم إذا فعلتم ذلك تداركت عليكم الأعمال فلم تدروا بأيها تأخذون فأضعتم، وإن الأعمال مؤداة إلى الأمير ما أدَّى الأميرُ إلى الله؛ فإذا رتع الأميرُ رتعوا). رواه أبو عبيد في الخطب والمواعظ.
- وقال شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: أتانا كتاب عمر بن الخطاب، ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد: (أما بعد: فائتزروا وارتدوا، وانتعلوا، وألقوا الخفاف، وألقوا السراويلات، وعليكم بالشمس؛ فإنها حمّام العرب، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل، وإياكم والتنعم، وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا، واخلولقوا، واقطعوا الركب، وانزوا نزوا، وارموا الأغراض). رواه علي بن الجعد في مسنده، وأبو عوانة في المستخرج، والبيهقي في شعب الإيمان.
وفي رواية عندهم من طريق عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه نحوه، وزاد فيه: "وتعلموا العربية ".
- وقال أبو رجاء محمد بن سيف الحداني: سألت الحسن عن المصحف ينقط بالعربية قال: أوما بلغك كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن «تفقهوا في الدين، وأحسنوا عبارة الرؤيا، وتعلموا العربية». رواه عبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال ابن لهيعة: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن عروة بن الزبير، عن أبي البختري، عن الباهلي قال: إن عمر رضي الله عنه قام في الناس خطيباً، مدخلَهم الشام بالجابية، فقال: (تعلموا القرآن تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، وإنه لن يبلغ منزلة ذي حقّ أن يطاع في معصية الله تعالى، واعلموا أنه لا يقرّب من أجلٍ، ولا يبعد من رزق قولُ بحقّ وتذكير عظيم، واعلموا أن بين العبد وبين رزقه حجاب، فإن صبر أتاه رزقه، وإن اقتحم هتك الحجاب، ولم يدرك فوق رزقه، وأدبوا الخيل، وانتضلوا، وانتعلوا وتسوكوا، وتمعددوا، وإيّاكم وأخلاق العجم، ومجاورة الجبارين، وأن يرى بين أظهركم صليب، وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر). رواه ابن أبي عمر كما في المطالب العالية، وابن لهيعة متكلّم فيه من جهة ضبطه وطريقة روايته، وهذا الأثر رواه عنه بشر بن السريّ وهو ثقة متقن، وليس فيه ما ينكر.
- وقال سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح أن (علموا غلمانَكم العَوْم، ومقاتلتكم الرمي). رواه أحمد، وابن الجارود، والطبراني في فضل الرمي، والبيهقي في السنن الكبرى.
- وقال بكير بن عبد الله بن الأشج، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، قال: قال عمر: (إنَّ العبد إذا تواضع لله رفع الله حكمته، وقال: انتعش نعشك الله؛ فهو في نفسه صغير، وفي أنفس الناس كبير، وإنَّ العبد إذا تعظم وعدا طوره رهصه الله إلى الأرض، وقال: اخسأ أخسأك الله؛ فهو في نفسه كبير، وفي أنفس الناس صغير، حتى لهو أحقر عنده من خنزير). رواه ابن أبي شيبة.
- قال شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، عن عمر، قال: (من لا يَرحم لا يُرحم، ولا يُغفر لمن لا يَغفر، ولا يُتاب على من لا يتوب، ولا يُوقى من لا يَتَوقَّى). رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داوود في الزهد.


رواة التفسير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
روى مسائل التفسير عن عمر جماعة من الصحابة والتابعين:
فمن الصحابة: علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وابن عباس، وفضالة بن عبيد، والنعمان بن بشير، وطارق بن شهاب.
ومن كبار التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه: قيس بن أبي حازم، وعلقمة بن وقاص الليثي، ومولاه أسلم العدوي، وعمرو بن ميمون الأودي، وشريح القاضي، وزر بن حبيش، وأبو ميسرة عمرو بن شراحيل الهمداني، ومعدان بن أبي طلحة اليعمري، وأبو عثمان النهدي، وعبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، وحسان بن فائد العبسي، وجماعة كثيرون.
ومن الذين اختلف في سماعهم منه: سعيد بن المسيب، وعبيدة بن عمرو السلماني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
ومن الذين أرسلوا عنه: يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعامر الشعبي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وزيد بن أسلم، والحسن البصري، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى بن عباس، وسعيد بن جبير؛ ومسلم بن يسار، فهؤلاء روايته عنه مرسلة.




مما روي عنه في التفسير:
أ: شعبة بن الحجاج عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب أن عمر أتاه ثلاثة نفر من أهل نجران؛ فسألوه وعنده أصحابه، فقالوا: أرأيت قوله: {وجنة عرضها السموات والأرض} فأين النار؟ فأحجم الناس، فقال عمر: «أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار؟ وإذا جاء النهار أين يكون الليل؟» فقالوا: نزعت مثلها من التوراة). رواه ابن جرير.
ب: وقال سماك بن حرب: سمعت النعمان بن بشير , يقول سمعت عمر بن الخطاب , يقول في قوله تعالى: {وإذا النفوس زوجت} قال: «يقرن بين الرجل الصالح مع الصالح في الجنة، ويقرن بين الرجل السوء مع السوء في النار، فذلك تزويج الأنفس». رواه عبد الرزاق في التفسير، وسعيد بن منصور، والحاكم في المستدرك.
ج: وقال أبو إسحاق الهمداني عن حسان بن فائد العبسي، عن عمر بن الخطاب، قال: (الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان). رواه سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وعلّقه البخاري في صحيحه.
د: وقال عكرمة بن خالد، عن مالك بن أوس بن الحدثان، أن عمر بن الخطاب قال: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} حتى بلغ {عليم حكيم} ثم قال: هذه لهؤلاء، ثم قرأ: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} ثم قال: هذه لهؤلاء، ثم قرأ: {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى} حتى بلغ {والذين جاءوا من بعدهم} ثم قال: « هذه استوعبت المسلمين عامة؛ فلئن عشت ليأتين الراعي وهو بسرو حِمْيَر نصيبه منها، لم يعرق منها جبينه». رواه عبد الرزاق.

المؤلفات في سيرته وفضائله
وفضائل عمر كثيرة، كتب فيها جماعة من أهل العلم، وأفردت فيها مؤلفات،
ومن أجود ما كتب في سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفضائله:
1:
دواوين السنة، والأحاديث والآثار المروية فيها عن عمر وسيرته ومناقبه كثيرة جداً، وقد جمعت منها ما تيسّر لي مما ليس فيه ضعف ولا نكارة.
2:
فصل طويل في ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد.
3. فصل طويل في أخباره في تاريخ المدينة لعمر بن شبة النميري.
4: فصل طويل في فضائله وأخباره وزهده في كتاب الزهد لأبي داوود السجستاني.
5: كتاب فضائل عمر من كتاب الشريعة للآجري.
6:
فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم، لأبي نعيم الأصبهاني.
7: فضائل عمر الفاروق، لأبي بكر البيهقي، ذكره في كتاب شعب الإيمان.
8: ترجمة مطولة له في تاريخ دمشق لأبي القاسم ابن عساكر
9: مناقب عمر بن الخطاب، لأبي الفرج ابن الجوزي.
10: فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، للحافظ عبد الغني المقدسي.
11: منهاج القاصدين في فضل الخلفاء الراشدين، لموفق الدين ابن قدامة المقدسي.
12: الرياض النضرة في مناقب العشرة، لمحبّ الدين الطبري.
13: فضل الخلفاء الراشدين، لشيخ الإسلام ابن تيمية.
14: فصل طويل في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتاب منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
15: ترجمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء كلاهما لأبي عبد الله الذهبي.
16: محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، لجمال الدين ابن المبرد، وهو من أوسع الكتب في سيرته، وقد اشتمل على مئة باب.
17: الغرر في فضائل عمر، للحافظ جلال الدين السيوطي.
18: السيرة العمرية، للشيخ موسى بن راشد العازمي.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 04-03-2023, 01:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل



3: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة الأموي القرشي (ت:35هـ)

العناصر:
اسمه ونسبه
مولده ونشأته وإسلامه
مصاهرته للنبي صلى الله عليه وسلم
هجرته إلى الحبشة ثم إلى المدينة
مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم
علمه وفقهه
- خشيته وبكاؤه
- زهده وتواضعه
صفاته وشمائله
- حياؤه
- فراسته
فضائله ومناقبه
- بشارته بالجنة
- بشارته بالشهادة
- الثناء على جوده وإنفاقه في سبيل الله تعالى
- ما روي أنه نزل فيه من القرآن
استفاضة ثناء الصحابة والأمة عليه
خلافته
- خبر توليته الخلافة
- جمعه القرآن على رسم واحد
- عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي
- سعة الأرزاق وكثرة العطايا في عهده
- اتساع الفتوحات في عهده
- التعليم في عهده
- سقوط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من يده

فتنة مقتله
- وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان في الفتنة
- خبر مقتله
- ورع عثمان وكفّه عن القتال
مواعظه ووصاياه
بعض ما قيل فيه من الرثاء
رواة القراءة والتفسير عن عثمان رضي الله عنه
مما روي عنه في التفسير








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 04-03-2023, 01:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل



3: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة الأموي القرشي (ت:35هـ)




اسمه ونسبه
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، يلتقي نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
وله صلة قرابة أخرى بالنبي صلى الله عليه وسلم من جهة أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وهي بنت أم حكيم واسمها البيضاء بنت عبد المطلب عَمّة النبي صلى الله عليه وسلم، والبيضاء هي توأم عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال أبو عيسى الترمذي: (له كنيتان، يقال: أبو عمرو، وأبو عبد الله).
وكذلك قال أبو إسحاق ابن خزيمة في كتاب التوحيد.


مولده ونشأته وإسلامه
وُلد عثمان بعد عام الفيل بستّ سنين، ونشأ بمكة، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم.
- قال إبراهيم بن سعد الزهري عن محمد بن إسحاق قال: (أسلم أبو بكر بن أبي قحافة؛ فأظهر إسلامه ودعا إلى الله وإلى رسوله، وكان أبو بكر رجلاً مألفاً؛ فأسلم على يديه فيما بلغني عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم؛ فجاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استجابوا فأسلموا وصلوا). رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه، وابن بطة في الإبانة، وروى نحوه زياد البكائي عن ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام، ويونس بن بكير عن ابن إسحاق كما في دلائل النبوة للبيهقي.


مصاهرته للنبي صلى الله عليه وسلم
تفرّد عثمان رضي الله عنه بفضيلة لم يُذكر أنّ أحداً من لدن آدم يشاركه فيها، وهي أنه تزوّج بنتي نبيّ، واحدة بعد الأخرى، ولذلك لُقّب بذي النورين، وكان لقبه هذا مأثوراً في كتب بني إسرائيل.
زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقيّة قبل الهجرة بعشر سنين؛ فمكثت عنده نحو ثنتي عشرة سنة، وماتت عقيب غزوة بدر، ثم زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته الأخرى أمّ كلثوم، وبقيت عنده إلى أن توفيت سنة تسع للهجرة.
ولدت له رقية ابنه عبد الله قبل الهجرة بسنتين، ومات في السنة الرابعة من الهجرة، وله ست سنتين، ولم تلد له أم كلثوم.
- قال محمد بن سيرين، عن عقبة بن أوس السدوسي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما قال: وجدت في بعض الكتب يوم غزونا يوم اليرموك: (أبو بكر الصديق أصبتم اسمه، عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه، عثمان ذو النورين أوتي كفلين من الرحمة لأنه قتل مظلوماً أصبتم اسمه). رواه نعيم بن حماد في الفتن، وابن أبي شيبة في مصنفه، وأحمد في فضائل الصحابة، وابن أبي عاصم في السنة.
- قل شيبان بن فروخ الأبلّي: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن البصري، قال: «إنما سمي عثمان ذا النورين لأنه لا يعلم أحد أغلق بابه على ابنتي نبي لله صلى الله عليه وسلم غيره». رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة.
- قال أبو بكر الآجري: (إنما يسمى عثمان ذا النورين؛ لأنه لم يجمع بين ابنتي نبي في التزويج واحدة بعد الأخرى من لدن آدم عليه السلام إلا عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فلذلك سمّي ذا النورين؛ فهذه أحد مناقبه الشريفة).
- وقال أبو حفص ابن شاهين: (تفرّد عثمان بن عفان بهذه الفضيلة، ولم يتزوج ابنتي نبي غيره؛ فلذلك سمي ذا النورين، ولم يشركه فيها أحد).

وأما ما رواه أبو مروان محمد بن عثمان بن خالد العثماني قال: حدثنا أبي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر ابنته الثانية التي كانت عند عثمان، فقال: «ألا أبا أيم! ألا أخا أيم يزوّجها عثمان فلو كنّ عشراً لزوجتهن عثمان، وما زوجته إلا بوحي من السماء». فقد أخرجه الطبراني في الكبير، وابن أبي عاصم في السنة، وفيه عثمان بن خالد متروك الحديث، وقد روي نحوه من طرق لا تخلو من مقال، وليس فيها ما يعتمد عليه.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 04-03-2023, 01:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل



3: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة الأموي القرشي (ت:35هـ)




هجرته إلى الحبشة ثم إلى المدينة
لقي عثمان رضي الله عنه أذى من قومه في أوّل الإسلام؛ فصبر على ما أصابه في سبيل الله حتى أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة؛ فهاجر ومعه رقية في جماعة من المسلمين قبل جعفر وأصحابه.
ثمّ عاد إلى مكة، وهاجر إلى المدينة بأهله، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن ثابت النجاري أخو حسان وزيد، ووالد شداد بن أوس وقد استشهد بأحد.
وكان بيت عثمان في وِجَاه بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال ابن شهاب الزهري: أخبرني عروة، أن عبيد الله بن عدي بن الخيار، أخبره أن المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، قالا: ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد فقد أكثر الناس فيه، فقصدت لعثمان حتى خرج إلى الصلاة، قلت: إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة لك، قال: (يا أيها المرء أعوذ بالله منك).
فانصرفت، فرجعت إليهم إذ جاء رسول عثمان فأتيته، فقال: ما نصيحتك؟
فقلت: إن الله سبحانه بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنتَ ممن استجاب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فهاجرت الهجرتين، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأيت هديه، وقد أكثر الناس في شأن الوليد.
قال: أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلت: لا، ولكن خلص إليَّ من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها.
قال: (أما بعد، فإنَّ الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين كما قلتَ، وصحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته، فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استُخلفت، أفليس لي من الحقّ مثل الذي لهم؟
قلت: بلى.
قال: (فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟
أما ما ذكرت من شأن الوليد، فسنأخذ فيه بالحقّ إن شاء الله، ثم دعا علياً، فأمره أن يجلده فجلده ثمانين). رواه أحمد والبخاري.
- وقال بشار بن موسى الخفاف: حدثنا الحسن بن زياد البرجمي إمام مسجد محمد بن واسع، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: خرج عثمان رضي الله عنه مهاجراً إلى أرض الحبشة ومعه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاحتبس على النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم، وكان يخرج يتوكَّف عنهم الخبر؛ فجاءته امرأة فأخبرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صحبهما الله، إن عثمان أوّل من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط». رواه الطبراني في الكبير، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني.
لكن بشار بن موسى مختلف فيه؛ فكان الإمام أحمد يروي عنه ويثني عليه لقيامه بالسنة، وقال علي بن المديني: ما رأيت ببغداد أصلب بالسنة منه، وقال يحيى بن معين: من الدجالين، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.
والحسن بن زياد البرجمي مجهول الحال، فالحديث ضعيف الإسناد، قد روي نحوه من حديث زيد بن ثابت، وحديث ابن عباس، ومرسل محمد بن إبراهيم التيمي، لكنها روايات ضعيفة جداً لا تصلح للاعتبار.


مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم
تجهّز عثمان لشهود بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنّ النبي صلى الله عليه وسلم خلَّفه على ابنته رُقيَّة لما اشتدّ بها مرضها، وضرب له بسهمه، وأخبره أنّ له أجر من شهدها.
وزوَّجه النبي صلى الله عليه وسلم بأمّ كلثوم بعد رقية فسُمّي ذا النورين.
وشهد عامّة المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا غزوتين فيما ذكر أهل السير لم يشهدهما استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم فيهما على المدينة، وهما غزوة ذي أَمَرّ، وغزوة ذات الرقاع على خلاف فيها.
وكان هو سببَ بيعة الرضوان لما أشيع خبر مقتله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى أهل مكة لما حصروهم عن البيت؛ فبايع الصحابةُ وأخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيد نفسه وقال: هذه عن عثمان، فبايع عنه، فكانت بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه منقبة من مناقبه.
- قال عثمان بن موهب عن ابن عمر أنه قال في عذر عثمان لما تغيّب عن بدر وعن بيعة الرضوان: (وأما تغيّبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مريضة)، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا، وسهمه»
وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فلو كان أحد أعزَّ ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: «هذه يد عثمان». فضرب بها على يده، فقال: «هذه لعثمان»رواه أحمد والبخاري والترمذي.


علمه وفقهه
كان عثمان رضي الله عنه من علماء الصحابة وقرائهم وفقهائهم وموسريهم، ومن دلائل سعة علمه أمور:
أولها: أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم وطالت صحبته له، وصاهره، وجاوره في منزله، وكان من خاصة أصحابه فاستفاد منه علماً غزيراً مباركاً، ثم صحب أبا بكر وعمر وكان من وزرائهما وأعوانهما وخاصتهما، حتى روي أنه هو الذي كتب عهد أبي بكر لعمر بالخلافة؛ فاستفاد من علومهما وهديهما.
وثانيها:أنه قرأ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع القرآن في عهده، وشهد كثيراً من وقائع التنزيل، فكان من أعلم الناس بالقرآن.
وقد يُسّرت له تلاوة القرآن؛ فكان سريع القراءة، كثير التلاوة، طويل التهجد، حتى روي عنه أنه ربما قرأ القرآن كلّه في ليلة، وله في ذلك أخبار مأثورة.
وثالثها: أنه كان ممن يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، بل روي عنه أنه أوّل من خطّ المفصّل.
ورابعها: أنه كان يفصل بين اختلاف القراء في زمان خلافته لما جمع القرآن على رسم واحد، وما كان يتهيّأ له ذلك إلا بعلم وإتقان للقراءة، ومعرفة بما يلزم من علوم القرآن.
وخامسها: أنه كان ممن يُعلّم القرآن، وقد قرأ عليه جماعة من التابعين قبل أن يتولى الخلافة؛ فلما تولى الخلافة شغل بأمر المسلمين، وممن قرأ عليه: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش، وأبو الأسود الدؤلي.
وكان مع كل ذلك يتوقّى الإكثار من رواية الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم من الوعيد الشديد لمن قال عليه ما لم يقل؛ فلذلك آثر السلامة.
- قال شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت عباد بن زاهر أبا رُوَاع، قال: سمعت عثمان يخطب، فقال: (إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، فكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير، وإن ناساً يعلموني به، عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط). رواه أحمد في المسند.
- وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: سمعت عثمان بن عفان، يقول: ما يمنعني أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعى أصحابه عنه، ولكني أشهد لَسَمِعْتُه يقول: « من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار». رواه أحمد في المسند، والبخاري في التاريخ الكبير، والبزار في مسنده.
- قال محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: لما قدم المصريون دخلوا على عثمان رضي الله عنه؛ فضرب ضربة على يده بالسيف، فقطر من دم يده على المصحف وهو بين يديه يقرأ فيه على {فسيكفيكهم الله}
قال: وشدَّ يده وقال: «إنها لأول يد خطَّت المفصل»). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: (لما ضَرب الرَّجلُ يدَ عثمان قال: «إنها لأول يد خطت المفصل»). رواه الطبراني وابن أبي عاصم.
- وقال عبد الرحمن بن عثمان التيمي: « قمت خلف المقام وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإذا رجلٌ يغمزني فلم ألتفت، ثم غمزني فنظرت، فإذا [هو أمير المؤمنين] عثمان بن عفان فتنحيت، فتقدَّم فقرأ القرآن في ركعة، ثم انصرف» رواه ابن سعد، وعبد الرزاق والشافعي والدارقطني وغيرهم من طرق متعددة عن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي، وهو ابن أخي طلحة بن عبيد الله، أسلم يوم الفتح وهو في عداد الصحابة رضي الله عنهم.
- وقال يوسف بن يعقوب الماجشون: سمعت ابن شهاب يقول: (لو هلك عثمان بن عفان وزيد بن ثابت في بعض الزمان لهلك علم الفرائض إلى يوم القيامة، ولقد جاء على الناس زمان وما يعلمها غيرهما). رواه أحمد في فضائل الصحابة، والدارمي في سننه، والبيهقي في السنن الكبرى.
- وقال معاذ بن معاذ العنبري، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين قال: (كانوا يرون أن أعلم الناس بالمناسك عثمان بن عفان، وبعده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما). رواه ابن أبي شيبة، والبيهقي في المدخل إلى السنن.
ورواه ابن سعد من طريق سليم بن أخضر البصري عن ابن عون به.

خشيته وبكاؤه
- قال القاضي هشام بن يوسف الصنعاني: حدثني عبد الله بن بحير القاصّ، عن هانئ مولى عثمان، قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى، حتى يبلّ لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (( القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه)).
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما رأيتُ منظراً قطّ إلا والقبر أفظع منه)). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وعبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه، وابن ماجه، والحاكم في المستدرك.

زهده وتواضعه
- قال أبو جعفر الرازي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، قال: «رأيت عثمان قائلاً في المسجد في ملحفة، ليس حوله أحد، وهو أمير المؤمنين». رواه أحمد في فضائل الصحابة، وأبو نعيم في الحلية.
- وقال ثابت بن يزيد الأحول، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي أنَّ عبداً للمغيرة بن شعبة تزوج، فدعا نفراً وعثمان بن عفان، فلما جاء وسّع له وقيل: أمير المؤمنين، فأخذ بسجفي الباب وقال: «إني صائم، ولكني أحببت أن أجيب الدعوة، وأدعو بالبركة». رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 04-03-2023, 01:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل



3: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة الأموي القرشي (ت:35هـ)



صفاته وشمائله
- قال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أم موسى جارية عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قالت: (كان عثمان من أجمل الناس). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه.
- وقال المسيب بن رافع الأسدي، عن موسى بن طلحة بن عبيد الله، عن حمران قال: (كان عثمان بن عفان يغتسل كل يوم مرة منذ أسلم).رواه أحمد في المسند وفي فضائل الصحابة.
- وقال حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن موسى بن طلحة «أن عثمان كان يغتسل في كل يوم مرة». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن سعد مولى الأسود بن سفيان، قال: «رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يبني الزوراء، على بغلة شهباء مصفراً لحيته». رواه ابن سعد، وأبي شيبة، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وأبو حفص الفلاس في تاريخه، رووه من طرق عن ابن أبي ذئب به.
- وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن أبي عبد الله مولى شداد بن الهاد قال: « رأيت عثمان بن عفان على المنبر يوم الجمعة وعليه إزار عدني غليظ قيمته أربعة دراهم أو خمسة دراهم، وريطة كوفية ممشقة ضرب اللحم طويل اللحية حسن الوجه». رواه عبد الله بن المبارك في الزهد عن ابن لهيعة، والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة به، والطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية من طريق أسد بن موسى عن ابن لهيعة به.
- وقال عبد الله بن المبارك، عن الزبير بن عبد الله الأموي، قال: حدثتني جدتي أن عثمان بن عفان رضي الله عنه «كان لا يوقظ أحدا من أهله في الليل إلا أن يجده يقظان، فيدعوه فيناوله قلة وضوئه، وكان يصوم الدهر». رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه.
وجدة الزبير يقال لها: رهيمة، وكانت خادمة لعثمان بن عفان.

حياؤه
- قال محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي، كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدَّث، ثم استأذن عمر، فأذن له، وهو كذلك، فتحدَّث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوى ثيابه؛ فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة»رواه مسلم في صحيحه والبخاري في الأدب المفرد.
- وقال الليث بن سعد: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، أن سعيد بن العاص، أخبره أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان حدثاه أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، ثم استأذن عمر، فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته، ثم انصرف.
قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس، وقال لعائشة: «اجمعي عليك ثيابك» فقضيت إليه حاجتي، ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول الله مالي لم أرك فزعت لأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، كما فزعت لعثمان؟!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنَّ عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته». رواه أحمد في المسند، ومسلم في الصحيح، وزاد أحمد: (قال الليث: وقال جماعة الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: (( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة )).
- وقال خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أرحم أمَّتي بأمَّتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وزاد "وأقضاهم عليّ بن أبي طالب"، ومن أهل العلم من أعلّه بالرواية المرسلة.

فراسته
- قال ابن القيم في الطرق الحكمية: (ودخل رجل على عثمان رضي الله عنه؛ فقال له عثمان: (يدخل علي أحدكم والزنا في عينيه!
فقال: أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال: (لا؛ ولكن فراسة صادقة)
ومن هذه الفراسة: أنه رضي الله عنه لما تفرس أنه مقتول ولا بد أمسك عن القتال، والدفع عن نفسه، لئلا يجري بين المسلمين قتال، وآخر الأمر يقتل هو، فأحب أن يقتل من غير قتال يقع بين المسلمين).

فضائله ومناقبه
روي في فضل عثمان أحاديث وآثار كثيرة فرّقتُ أكثرها في سيرته، وتقدم ذكر بعضها في سيرة أبي بكر وعمر، ويتلخص منها:

1: بشارته بالجنة
وقد روي في ذلك أحاديث:
- قال صدقة بن المثنى: سمعت جدي رباح بن الحارث، عن سعيد بن زيد بن نفيل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عثمان في الجنة». رواه أحمد، وابن أبي شيبة، والنسائي في الكبرى، وهو جزء من حديث العشرة المبشرين بالجنة، وله طرق عن سعيد بن زيد، وعن غيره.
- وقال أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة»، فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة»، فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال: «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه»، فإذا عثمان بن عفان). رواه أحمد والبخاري ومسلم من طرق عن أبي عثمان، ورواه البخاري في صحيحه من طريق سعيد بن المسيب عن أبي موسى مطولاً.

2: بشارته بالشهادة
- قال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه، حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحُداً، وأبو بكر، وعمر، وعثمان فرجف بهم، فقال: «اثبت أحد فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان» رواه أحمد والبخاري وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى.
- وقال الحسين بن واقد المروزي: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً على حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان؛ فتحرك الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اثبت حراء؛ فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد)). رواه أحمد "

3: الثناء على جوده وإنفاقه في سبيل الله تعالى
وقد كان رضي الله عنه جزل الإنفاق في سبيل الله، له في ذلك مواقف محمودة مشكورة أثنى فيها عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فمنها ما بشّر بها بالجنة، ومنها ما بشّر بها برفع المؤاخذة عنه في جميع أعماله، ومن أشهر تلك النفقات:
أ-أنه جهز جيش العُسرة من ماله.
ب- أنه اشترى مربداً مجاوراً لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وضمّه إلى المسجد ووسّعه، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة.
ج- أنه اشترى بئر رومة، وكان ليهودي في المدينة يبيع ماءه، وليس في المدينة ماء يُستعذب غيره، فشقّ ذلك على المسلمين، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن يشتريه ويجعل دلوه مع دلاء المسلمين، فاشتراه عثمان وجعله سقاية للمسلمين.
- قال عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العُسْرَة فنثرها في حجره.
قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلّبها في حجره ويقول: (( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )) مرتين. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه.
- وقال أبو إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، أن عثمان رضي الله عنه حين حوصر أشرف عليهم، وقال: أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من حفر رومة فله الجنة»؟ فحفرتها، ألستم تعلمون أنه قال: «من جهز جيش العسرة فله الجنة؟» فجهَّزتُهم
قال: (فصدقوه بما قال). رواه البخاري في صحيحه مختصراً، وله روايات وطرق أخرى مفصلة.
- وقال يحيى بن أبي الحجاج المنقري، عن سعيد الجريري، عن ثمامة بن حزن القشيري قال: شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان، فقال: أنشدكم بالله وبالإسلام، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة؟ فقال: (( من يشتري بئر رومة؛ فيجعل فيها دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة؟)) فاشتريتها من صلب مالي فجعلت دلوي فيها مع دلاء المسلمين، وأنتم اليوم تمنعوني من الشرب منها حتى أشرب من ماء البحر، قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله والإسلام، هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله والإسلام، هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة؟» فاشتريتها من صلب مالي فزدتها في المسجد، وأنتم تمنعوني أن أصلي فيه ركعتين!!
قالوا: (اللهم نعم). رواه الترمذي والنسائي، وله طرق أخرى.

4: ما روي أنه نزل فيه من القرآن
وهو على صنفين؛ صنف يصح أن يُحمل على أنه من أسباب النزول أو أحواله، وصنف من باب التفسير، وتنبيه بعض الصحابة على أنّ عثمان رضي الله عنه ممن يشمله ما ذكر في الآية، لا أنه سبب نزولها.
- قال عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن إبراهيم بن عكرمة بن يعلى بن أمية، عن ابن عباس في قوله تعالى: {ضرب الله مثلا عبدا مملوكا} قال: (نزلت في رجل من قريش وعبده، وفي قوله: {مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء} إلى قوله: {وهو على صراط مستقيم}قال: «هو عثمان بن عفان».
قال: «والأبكم الذي أينما يوجه لا يأت بخير، ذاك مولى عثمان بن عفان، كان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المئونة، وكان الآخر يكره الإسلام ويأباه، وينهاه عن الصدقة والمعروف، فنزلت فيهما». رواه ابن جرير.
ورواه ابن سعد، وابن أبي شيبة، والبخاري في تاريخه، والضياء المقدسي في المختارة مختصراً.

- وقال عبد الله بن عيسى الخزاز: حدثنا يحيى البكاء أنه سمع ابن عمر قرأ: {أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} قال ابن عمر: (ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه). رواه ابن أبي حاتم.
قال ابن أبي حاتم: (وإنما قال ابن عمر ذلك، لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى إنه ربما قرأ القرآن في ركعة).
- وقال شعبة: حدثني أبو بشر، عن يوسف بن سعد المكي، عن محمد بن حاطب قال: سمعت علياً يخطب يقول: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} منهم عثمان). رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن جرير في تفسيره والطحاوي في شرح مشكل الآثار.
ورواه ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم لكن وقع عندهم يوسف بن ماهك بدل يوسف بن سعد.
- وقال شعبة، عن أبي عون قال: سمعت محمد بن حاطب قال: (سألت علياً عن عثمان، فقال: «هو من الذين آمنوا ثم اتقوا ثم آمنوا ثم اتقوا» ولم يختم الآية). رواه أحمد في فضائل الصحابة.


استفاضة ثناء الصحابة والأمة عليه
استفاض ثناء الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم على عثمان رضي الله عنه، ولم يطعن فيه إلا أصحاب الأهواء الذين آل بهم الأمر إلى فتن عظيمة، ومحن جسيمة.
- قال عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لا نفاضل بينهم»رواه البخاري وأبو داوود.
- وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم»رواه البخاري.
- وقال عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة بن عبيد الله، أنّ عائشة رضي الله عنها قالت: (لَعُثمان كان أتقاهم للرب عز وجل، وأحصنهم للفرج، وأوصلهم للرحم). رواه أحمد في فضائل الصحابة وعبد الرزاق في فضائل الصحابة، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة، ورُوي نحوه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- وقال أحمد بن سنان الواسطي: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: (كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره على نفسه حتى قتل مظلوماً، وجمعه الناس على المصحف). رواه أبو نعيم في الحلية.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 04-03-2023, 01:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل



3: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة الأموي القرشي (ت:35هـ)




خلافته
تولّى عثمانُ الخلافة بعد عمر في آخر ليلة من سنة 23هـ، وكان الصحابة يرون أنهم ولَّوا أفضل من بقي منهم، وبقي في الخلافة ثنتي عشرة سنة، وقتل مظلوماً يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة 36هـ.
- قال ابن أبي أويس عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب: (ولي ثنتي عشرة سنة حجها كلها إلا سنتين). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: (بويع له بالخلافة يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وقتل رحمه الله يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين بعد العصر، وكان يومئذ صائما، ودفن يوم السبت بين المغرب والعشاء في حش كوكب بالبقيع، وقتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة). رواه ابن أبي خيثمة.

خبر توليته الخلافة
- قال أبو عوانة اليشكري، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن ميمون الأودي في خبر مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فذكره بطوله ثم قال: فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف.
قال: (ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر، أو الرهط، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمّى علياً، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعداً، وعبد الرحمن، وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيء - كهيئة التعزية له - فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله عن عجز، ولا خيانة).
قال: فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط، فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي، فقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف، فقال عبد الرحمن: أيكما تبرأ من هذا الأمر، فنجعله إليه والله عليه والإسلام، لينظرن أفضلهم في نفسه؟ فأسكت الشيخان، فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إليَّ، والله علي أن لا آلِ عن أفضلكم؟
قالا: نعم.
فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن، ولئن أمرت عثمان لتسمعن، ولتطيعن، ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان فبايعه، فبايع له علي، وولج أهل الدار فبايعوه). رواه البخاري.
- وقال وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي أن عمر بن الخطاب لما حُضر قال: (ادعوا لي علياً، وطلحة، والزبير، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعداً).
قال: فلم يكلم أحداً منهم إلا علياً وعثمان؛ فقال: (يا علي! لعلَّ هؤلاء القوم يعرفون قرابتك وما آتاك الله من العلم والفقه، واتق الله، وإن وليت هذا الأمر؛ فلا ترفعنَّ بني فلان على رقاب الناس).
وقال لعثمان: (يا عثمان! إنَّ هؤلاء القوم لعلهم يعرفون لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنَّك وشرفك؛ فإن أنت وليت هذا الأمر فاتق الله، ولا ترفع بني فلان على رقاب الناس).
فقال: (ادعوا لي صهيباً).
فقال: (صلّ بالناس ثلاثاً، وليجتمع هؤلاء الرهط فليخلوا؛ فإن أجمعوا على رجل فاضربوا رأس من خالفهم). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال الليث بن سعد، عن عبيد الله بن عمر، أن ابن شهاب حدَّثه عن المسور بن مخرمة قال: لما كانت الليلة التي في صبيحتها يفرغ النفر الذين استخلفهم عمر بن الخطاب عليه السلام من الخلافة صليت العشاء، ثم انصرفت إلى ستر لي فنمت عليه، فأيقظني من النوم صوت خالي عبد الرحمن بن عوف رحمة الله عليه: أيا مسور قال: فخرجت مشتملا بثوبي فقال: أنمت؟ قلت: نعم , قد نمت , قال: خذ عليك ثوبك ثم الحقني إلى المسجد ففعلت قال: " اذهب فادع لي الزبير وسعدا أو أحدهما قال: فانطلقت فدعوته فلما انتهيت به إليه قال: استأخر عنا قدر ما لا تسمع كلامنا قال: ففعلت شيئا يسيرا , ثم قال: ادع الآخر فلما انتهيت به إليه قال: استأخر عنا قدر ما لا تسمع كلامنا.
قال: فتناجيا شيئاً يسيراً، ثم نادى: يا مسور اذهب فادع لي علياً؛ فذلك حين ذهبت فحمة العشاء.
قال: فجئت بعلي.
قال: استأخر عنا قدر ما لا تسمع كلامنا.
قال: فلم يزالا يتكلمان من العشاء حتى كان السحر إلا أني أسمع من نجيهما ما أظني أنهما قد اقتتلا؛ فلما كان السحر ناداني وعلي عنده؛ فقال: اذهب فادع لي عثمان.
قال: ففعلت فتناجيا وأذّن المؤذن بالصبح.
قال: فتفرقوا للوضوء، وقد علم الناس أنها صبيحة الخلافة؛ فاجتمعوا للصبح كما يجتمعون للجمعة فأمر عبد الرحمن النفر أن يجلسوا بين يدي المنبر؛ فلما أبصر الناس بعضهم بعضاً وطلعت الشمس قام عبد الرحمن إلى جنب المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: (يا أيها الناس قد علمتم الذي كان من وفاة أمير المؤمنين واستخلافه إيانا أيها النفر، ورضي أصحابي أن ألي ذلك لهم؛ فأختار رجلاً منهم، وهؤلاء بين أيديكم).
ثم استقبلهم رجلاً رجلاً، ثم قال: (أي فلان عليك عهد الله وميثاقه لتسمعن ولتطيعن لمن وليت ولترضين ولتسلمن).
فيقول: نعم، رافعاً صوته، يسمع الناس، حتى فرغ منهم رجلاً رجلاً، من عثمان، وعلي، والزبير، وسعد.
قال: أما طلحة فأنا حميلٌ برضاه.
ثم قال: (إني لم أزل دائباً منذ ثلاث أسألكم عن هؤلاء النفر، ثم سألتهم عن أنفسهم؛ فوجدتكم أيها الناس وإيّاهم اجتمعتم على عثمان، قم يا عثمان).
فلم يقل رجلٌ من المهاجرين والأنصار ولا وفود العرب ولا صالحي التابعين إنك لم تستشرنا ولم تستأمرنا؛ فرضوا وسلموا؛ فلبثوا ستَّ سنين لا يعيبون شيئاً.
قال: كان طائفة منهم يفضّلونه على عمر، يقول: (العدل مثل عمر، واللين ألين من عمر). رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده.

- وقال حماد بن سلمة: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل أن عبد الله بن مسعود سار من المدينة إلى الكوفة ثمانياً حين استخلف عثمان بن عفان، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أما بعد، فإنَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مات، فلم ير يومٌ أكثرَ نشيجاً من يومئذ، وإنا اجتمعنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلم نألُ عن خيرنا ذا فُوق؛ فبايعنا أمير المؤمنين عثمان، فبايعوه). رواه أحمد في فضائل الصحابة، وابن سعد في الطبقات، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ.
- - قال الأصمعي: (قوله: "ذا فوق" يعني السهم الذي له فُوق، وهو موضع الوتر، وإنما نراه قال: "خيرنا ذا فوق" ولم يقل: "خيرنا سهما" لأنه قد يقال له: سهم، وإن لم يكن أُصلح فُوقُه، ولا أُحكم عملُه؛ فهو سهم وليس بتامّ كامل؛ حتى إذا أُصلح عمله، واستحكم؛ فهو حينئذ سهمٌ ذو فُوق؛ فجعله عبد الله مثلاً لعثمان رضي الله عنه يقول: إنه خيرنا سهماً تاماً في الإسلام والسابقة والفضل فلهذا خصّ ذا الفُوق). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث.
- وقال عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة قال: خطبنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين استخلف عثمان فقال:(أمَّرْنا خير من بقي، ولم نَأْلُ).رواه أحمد في فضائل الصحابة، وابن سعد في الطبقات، ويعقوب بن سفيان في المعرفة، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في المدخل إلى السنن، وغيرهم، وله طرق أخرى.

جمعه القرآن على رسم واحد
من أجلّ أعمال عثمان وأعظمها بركة على أمة الإسلام جمعه الناسَ على مصحف إمام، وكان ذلك في عام 25ه، ثم استننسخ من المصحف الإمام مصاحف بعث بها إلى الأمصار ليقوّموا مصاحفهم عليها فاشتهرت المصاحف العثمانية، وألغي ما سواها.
وكانت الفتوحات قد اتّسعت في عهده واختلف الناس في القراءات، ونُقل عن بعض الناس التكذيب ببعض القراءات والتنازع الشديد فيها؛ فاجتمع رأيه ورأي علماء الصحابة رضي الله عنه على جمع الناس على مصحف واحد؛ نصحاً للأمّة ودرءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى، فأمر بالمصحف الذي جمعه أبو بكر فأُحضر، وكان عند حفصة بنت عمر بعد موت أبيها، فأمر زيد بن ثابت ومعه رهط من القرشيين بكتابة المصاحف فكتبوها، وبعث لكل مصر من الأمصار مصحفاً، وأبقى مصحفاً عنده، وردّ إلى حفصة المصحف الذي كان قد جمعه أبو بكر.
وكان جمع القرآن عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم لما رأوه من الاختلاف فجمعوا الناس على مصحف واحد، وما كان من خلاف ابن مسعود في أوّل الأمر فإنّه رجع عنه.

عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي
- قال أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي: أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، قال: كان المسجد الحرام ليس عليه جدرات محاطة، إنما كانت الدور محدقة به من كل جانب، غير أن بين الدور أبوابا يدخل منها الناس من كل نواحيه؛ فضاق على الناس، فاشترى عمر بن الخطاب رضي الله عنه دوراً فهدمها، وهدم على من قرب من المسجد، وأبى بعضهم أن يأخذ الثمن، وتمنَّع من البيع، فوضعت أثمانها في خزانة الكعبة حتى أخذوها بعد، ثم أحاط عليه جداراً قصيراً، وقال لهم عمر: (إنما نزلتم على الكعبة فهو فناؤها، ولم تنزل الكعبة عليكم).
ثم كثر الناس في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه فوسَّع المسجد، واشترى من قوم، وأبى آخرون أن يبيعوا، فهدم عليهم فصيَّحوا به فدعاهم، فقال: « إنما جرأكم عليَّ حلمي عنكم، فقد فعل بكم عمر هذا فلم يصح به أحد؛ فاحتذيت على مثاله فصيَّحتم بي» ، ثم أمر بهم إلى الحبس حتى كلَّمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد فتركهم). رواه أبو الوليد الأزرقي في أخبار مكة.
- وقال صالح بن كيسان: حدثنا نافع أن عبد الله بن عمر أخبره أن المسجد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا باللَّبِن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل؛ فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً، وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده خشباً، ثم غيَّره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج). رواه أحمد، والبخاري، وأبو داوود.
- - قال أبو داوود: (القصة: الجص).
- وقال ابن وهب: أخبرني عمرو [بن الحارث] أن بكيراً حدّثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أنه سمع عبيد الله الخولاني، أنه سمع عثمان بن عفان يقول عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم: إنكم أكثرتم، وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( من بنى مسجداً - قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله - بنى الله له مثله في الجنة)). رواه البخاري ومسلم.

سعة الأرزاق وكثرة العطايا في عهده
- قال خلف بن الوليد الجوهري: حدثنا مبارك بن فضالة، قال: سمعت الحسن [البصري] يقول: (أدركتُ عثمان وأنا يومئذ قد راهقت الحلم فسمعته يخطب، وما من يوم إلا وهم يقسمون فيه خيراً، يقال: يا معشر المسلمين اغدوا على أرزاقكم، فيغدون ويأخذونها وافرة: يا معشر المسلمين اغدوا على كسوتكم، فيجاء بالحلل فتقسم بينهم، قال الحسن: حتى والله سمع أوس يقال: اغدوا السمن والعسل، قال الحسن: والعدو ينفر، والعطيات دارة، وذات البين حسن، والخير كثير، ما على الأرض مؤمن يخاف مؤمناً). رواه عمر بن شبّة.
- وقال عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، قال: «أدركت زمن عثمان رضي الله عنه وما من نفس مسلمة إلا ولها في مال الله حق». رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.

اتساع الفتوحات في عهده
اتّسعت مساحة بلاد الإسلام في عهد عثمان بن عفان اتّساعاً كبيراً:
ففي الشرق: فتحت الرَّي التي تسمّى طهران اليوم، وهمذان، وسابور، وأرجان، وداربجرد، وأذربيجان، وأصبهان، وإصطخر، وأرمينية، وجرجان، وسجستان، وسرخس، وطالقان، وفارياب، وجوزجان، وطبرستان، واستكملت فتوح بلاد خراسان والسند حتى بلغ المسلمون حدود الصين، وقتل يزدجرد ملك الفرس في عهد عثمان.
وبعض تلك الأقاليم كان أول فتحها في عهد عمر ثم استكمل فتحها في عهد عثمان، وبعضها انتقض أهلها ففتحت مرة أخرى في عهد عثمان.
وفي الشمال: استكملت الفتوح حتى حدود الترك، وقتل في الترك مقتلة عظيمة.
وفي الغرب: غزوا البحر في أول خلافة عثمان وفتحت قبرص، وفتحت بلاد النوبة، والحبشة، وأفريقيا الوسطى، ثم توسعوا حتى بلغوا أقصى أفريقيا ولله الحمد والمنة.
- قال هشام [بن عمار]: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني مرزوق بن أبي الهذيل قال: حدثني ابن شهاب، عن عروة أنه حدثه قال: (استُخلف عثمان بن عفان ففتح الله عليه إفريقية وخراسان؛ فعزل عمير بن سعد عن حمص، وجمع الشام لمعاوية، ونزع عمرو بن العاص عن مصر، وأمّر عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح - أحد بني عامر بن لؤي). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال إبراهيم بن سعد الزهري: حدثنا ابن شهاب، أن أنس بن مالك حدثه أنَّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشأم في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق).رواه البخاري في صحيحه.

التعليم في عهده
كان تعليم القرآن وإقراؤه وتدارسه في عهد عثمان على الطريقة المعهودة من قبله؛ فقد تابع بعث المعلمين إلى الأمصار، وزاد ببعث المصاحف إلى الأمصار ليجتمع الناس على رسم واحد.

سقوط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من يده
- قال محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس رضي الله عنه قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في يده، وفي يد أبي بكر بعده، وفي يد عمر بعد أبي بكر؛ فلما كان عثمان جلس على بئر أريس.
قال: (فأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط).
قال: (فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان؛ فنزح البئر فلم يجده). رواه البخاري.
- وقال عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من وَرِق؛ فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان حتى وقع منه في بئر أريس، نقشه محمد رسول الله». رواه البخاري ومسلم.
- وقال أبو أسامة الكوفي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب، وجعل فصه مما يلي بطن كفه، ونقش فيه محمد رسول الله، فاتخذ الناس خواتم الذهب، فلما رآهم قد اتخذوها رمى به، وقال: «لا ألبسه أبداً» ثم اتخذ خاتما من فضة، نقش فيه: "محمد رسول الله"، ثم لبس الخاتم بعده أبو بكر، ثم لبسه بعد أبي بكر عمر، ثم لبسه بعده عثمان، حتى وقع في بئر أريس). رواه البخاري وأبو داوود، واللفظ له.
- وقال المغيرة بن زياد الموصلي: حدثنا نافع، عن ابن عمر، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتماً من ذهب ثلاثة أيام، فلما رآه أصحابه فشت عليهم خواتيم الذهب، فرمى به، فلا يدرى ما فعل، ثم أمر بخاتم من فضة، فأمر أن ينقش فيه: "محمد رسول الله" فكان في يد النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات، وفي يد أبي بكر حتى مات، وفي يد عمر حتى مات، وفي يد عثمان ست سنين من عمله، فلما كثرت عليه الكتب دفعه إلى رجل من الأنصار؛ فكان يختم به، فخرج الأنصاري إلى قليب لعثمان، فسقط، فالتمس فلم يوجد، فأمر بخاتم مثله، ونقش فيه محمد رسول الله». رواه النسائي.
- قال أبو داود: «ولم يختلف الناس على عثمان حتى سقط الخاتم من يده».
- وقال ابن حجر العسقلاني: (قال بعض العلماء: كان في خاتمه صلى الله عليه وسلم من السرّ شيءٌ مما كان في خاتم سليمان عليه السلام؛ لأنَّ سليمان لما فقد خاتمه ذهب ملكه، وعثمان لما فقد خاتم النبي صلى الله عليه وسلم انتقض عليه الأمر، وخرج عليه الخارجون، وكان ذلك مبدأ الفتنة التي أفضت إلى قتله، واتصلت إلى آخر الزمان).
- وقال الليث بن سعد، عن عبيد الله بن عمر، أن ابن شهاب حدَّثه عن المسور بن مخرمة في خبر تولية عثمان الخلافة، قال: (فلبثوا ستَّ سنين لا يعيبون شيئاً).
قال: كان طائفة منهم يفضّلونه على عمر، يقول: (العدل مثل عمر، واللين ألين من عمر). رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 241.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 235.36 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]