قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7808 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859282 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393614 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215853 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-12-2022, 01:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك!

قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك!
هبة حلمي الجابري

من أكثر العبارات سَماعًا هذه الأيام: "ادعُ لي؛ فأنا في كَرْبٍ شديد"، ولا يكاد يخلو فردٌ من مشكلةٍ أو شُعُورٍ بحُزْنٍ أو ظُلْمٍ أو قَهْرٍ.
إن بعض ما نواجِهُه من مشكلات هي بالفعل حقيقيةٌ، وقد لا يكون للإنسان دَخْلٌ فيها؛ وإنما هي ابتلاءٌ واختبارٌ، أو عقوبةٌ بسبب الذنوب؛ كظالمٍ سُلِّطَ عليكَ، أو زوجٍ فظٍّ غليظ القلب، أو ابنٍ عاقٍّ، أو أخٍ متسلِّطٍ أو أبٍ قاسٍ، أو زوجةٍ سيئة الخُلُق أو غيره، وإذا كُنَّا لا نستطيع أن نُغيِّرَ الواقِعَ، فإنَّ بأيدينا أن نُقرِّرَ كيف سنعيشه.

كثيرًا ما تكمُن المشكلة الحقيقية في طريقة تفكيرنا، أو نظرتنا للأمور بعدم إنصاف، أو اختيارنا أن نعيش دور الضحيَّة، نبكي ونحزن، ونُعلِن الصَّبْر على البلاء، وأنَّ نصْرَ الله قريبٌ، ونعيش أمَلًا في حصول الفَرَج، ونظَلُّ في تعاسةٍ؛ بل نُتعِس كُلَّ مَنْ حولَنا معنا، ولو نظرنا نظرةَ مُنصِفٍ لوجدنا أن منبع الخطأ هو نحن، ومع ذلك نتَّهِمُ كُلَّ مَنْ حاول تنبيهنا بأبشع الاتِّهامات.

نسمع ونرى مَنْ تبكي حُرْقةً على حالها وابتلائها في زوجها، وكيف أنها تعيش في تعاسةٍ وقَهْرٍ، وأنها تنتظر الأجْرَ والثوابَ من الله على صَبْرِها - وهي تشعُر بذلك فِعْلًا ولا تَتَصَنَّعُه - فإذا نظرنا إلى طريقة تعامُلِها مع زوجِها، وتسلُّطها عليه، ورغبتها في إلغاء شخصيته؛ لتكون هي الآمر الناهي، لتَحَسَّرْنا على حال هذا الزوج المسكين، والعكس أيضًا موجود.

أو نسمع عن تصرُّفات حماة أو زوجة ابن أو أخت زوج، وتَدَخُلِهِنَّ في حياة مَنْ حولهن، وجَعْلِ حياتهم جحيمًا، معتبرين أنَّ تدخُلَهُنَّ هذا هو حقٌّ مكتسَبٌ، وأحيانًا يَرَيْنَه ضرورةً لكَسْرِ جماحِ زوجةِ الابن أو زوجة الأخ، أو زوج الابنة، ورفْض الشخص المعنيِّ لهذا التدخُّل، ومطالبته بحقوقه وحريَّتِه - ولو بلُطْفٍ - يجعله في موضِع الاتِّهام والشكوى الدائمة منه، والتفكير الدائم في كيفية التعامُل معه، ووضعه عند حدوده، وإجباره على الانصياع لأوامرهنَّ.

ونادرًا ما نسمَع الموقِفَ من طرفين مُتنازعين فتتطابق الحكاية؛ لأن كل طرف يتحدَّث من وجهة نظره هو، أو يذكر من الأحداث ما يشهَد لها، ويترك ما يُسيء إليه، وقد يكون كلاهما مُصِيبًا، ولكنه ينظُر إلى الأمور من زاوية مختلفة، ولو جُمِعَت الصورتان معًا وتفهَّمْنا وجهة النَّظَر الأخرى، وقرَّبنا المسافات - لانتهَتِ المشكلة، وعِشْنا في سعادة.

وكثيرًا ما يكون تركيزُنا على ردِّ الفعل، وننسى أو نتناسى الفعل نفسَه؛ تسمَع مَنْ تشتكي وتقول: زوجي ضربني وأهانني، ولا بُدَّ من الطلاق، ولن أتنازل عنه، فإذا سألتها: لماذا ضربَكِ؟ لقالت: تكلَّمْت بالسُّوء عن والدته، وكأنَّ من المفترض أن يسمَع إهانةَ والدتِه، فيسكُت! كلاهما أخطأ التصرُّفَ، فلماذا التركيز على ردِّ الفعل فقط؟!

نتعاطَف ونبني الأحكام وردود الأفعال تبعًا للأذى الذي نراه قد انطبَع داخلنا، أو نراه قد أصاب من نُحِبُّ، نسمَع من طرفٍ واحدٍ، ونتعاطَف؛ لأن له عينًا قد فُقِئَتْ، ولو سمِعنا من الطرف الآخر، ورأينا ما أصابَه، لرأينا عينيه الاثنتين قد فُقِئتا، قد تكون طُعِنْتَ منه مرةً، ولكنك طعنتَه مراتٍ ومراتٍ.

وكثيرٌ من المشكلات حَلُّها سَهْلٌ وبسيطٌ، تحتاج فقط إلى مجرد فَهْم شخصية الزوج أو الزوجة، أو الأخ أو المدير، أو مَنْ أتعامَلُ معه، والتعرُّف على مِفتاحِها، والبُعْد عن الخُطوط الحمراء التي تُثيرُها، وبذلك تنتهي المشكلة.

ولكن يوسوس الشيطان: لماذا أتنازل أنا؟! لماذا لا يكون الطَّرَف الآخر هو مَنْ يفهَم شخصيَّتي ويُغيِّر من نفسه؟! ونعيش في جحيمٍ لِكِبْرٍ داخل نفوسِنا.

ومشاكل أخرى بسبب سوء الظَّنِّ، أو فلسفة الأمور البسيطة، فأقول في نفسي: لا بُدَّ أنَّ ما يقصده كذا وكذا، وما دام قد فَعَل ذلك، فالخطوة التي تليها أن يفعَل كذا، وتكبر الفكرة وأُصدِّقها، وتتحوَّل إلى يقين، وأبني حُكْمي وتعامُلاتي وردود أفعالي على أوهام - لم تخطُر على بال أحد غيري - فلماذا أُلْقي نفسي في هذا الجحيم، وأُحرِقُ نفسي بنار سوء الظَّنِّ، وأظْلِم مَنْ حولي؟! لا تخلط بين الفِطْنةِ وسُوءِ الظَّنِّ!

اجترار الذكريات المؤلمة، والعيش في مرارة الماضي والحاضر، تَمنعُكَ من رؤية تعويض الله لك، والإحساس بما أنعَم به عليك، وما هيَّأه لك من أسباب السعادة.

يحصُل ابتلاء معين من تأخُّر زواج أو تأخُّر إنجاب، أو طلاق، أو وفاة عزيز، أو غيرها من الابتلاءات؛ فتتوقَّف الحياة، ويعيش أسيرًا للحُزْن، وينسى نِعَمَ الله، ولا يرى ما في المِحَنِ من مِنَح، ولا يحاول أن يجد بديلًا أو يُشغِل وقتَه بما يَفِيد.

قد يشعُر بالوَحدة والوَحْشة، ويشكُو من ابتعاد الناس وتخلِّيهم عنه، وفي الواقع فإن تصرُّفاته وأسلوبه وطريقة معاملته وكلامه، هو السبب في بُعْدِ الناس عنه.

وبعد كل هذا يشعُر أنه هو وحدَه على صواب، وكل مَنْ حوله من الناصحين له أو المنتقدين لحاله، لا يشعُرون بألَمِه ومعاناته، ولا يتعاطفون معه، ويضيف على حزنه وألَمِه آلامًا وأحزانًا.

في أي مشكلة تواجِهُكَ اترُك البابَ مفتُوحًا للتفكير، ومحاسبة النفس؛ لعلَّك أخطأت أو أن غضبَكَ أصاب عينيك بغشاوة جعلتْكَ لا تستطيع وزْنَ الأمور بشكلٍ صحيحٍ وإنصاف.

واقبَلِ النصيحة؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم - وهو المعصوم - كان يستشير زوجاته وأصحابه، ويأخُذ برأيهم.
قبل أن تَحكُم على نفسِكَ، وعلى مَن يحبُّك بالتعاسة، لا بُدَّ مِن وقفة مع النَّفْس، راجِع فيها أفعالَكَ وأخْلاقَكَ، وزِنْها بميزان الشَّرْع، عامِلِ الناس كما تُحِبُّ أن يعاملوكَ، وبما يُرضِي الله؛ لا بما يُرضِي هواكَ، التمِس الأعذار، ولا تحكُم قبلَ أن تسمَع من الطرفينِ.

لا تكن أكبرَ عدوٍّ لنفسِكَ، ولا أكثر مَنْ يُصيبُها بالأذى والتعاسة، ابحَثْ عن السعادة، فهي حولَكَ في كلِّ مكان، وستجِدُها بسهولةٍ إذا التزمْتَ بمنهج الله.

قد يكون كلَّ ما تحتاج إليه بعضُ التغيير بداخِلِكَ؛ فالجميع يُفكِّر في تغيير العالم، ولكن لا أحد يُفكِّر في تغيير نفسه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 47.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.06 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (4.94%)]