|
|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
استلام الحجر الأسود وتقبيله
استلام الحجر الأسود وتقبيله الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَافَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى بَعِيرٍ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ، زاد البخاري: «كلما أتى على الركنِ أشارَ إليه بشيءٍ في يدِهِ وكبَّرَ». وبنحو حديث ابن عباس عند مسلم من حديث عائشة وحديث جابر، وزاد فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، لِيَرَاهُ النَّاسُ، وَلْيُشْرِفَ وَلِيَسْأَلُوهُ، فَإِن النَّاسَ غَشُوهُ. ولمسلم أيضًا بنحوه عن أبي الطفَيْلِ وفيه: وَيَسْتَلِمُ الرُّكُنَ بِمِحْجَنٍ مَعَهُ، وَيُقَبِّلُ الْمِحْجَنَ. تخريج الحديث: حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه مسلم حديث (1272)، وأخرجه البخاري في "كتاب الحج"، "باب استلام الركن بمحجن" حديث (1607)، وأخرجه النسائي في "كتاب مناسك الحج"، "باب استلام الركن بالمحجن" حديث (2954)، وأخرجه ابن ماجه "كتاب المناسك"، "باب من استلم الركن بمحجنه" حديث (2948). وأما حديث عائشة رضي الله عنها، فأخرجه مسلم حديث (1274)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه النسائي في "كتاب مناسك الحج"، "باب الطواف بالبيت على الراحلة" حديث (2928). وأما حديث جابر رضي الله عنه، فأخرجه مسلم، حديث (1273)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في "كتاب المناسك"، "باب الطواف الواجب" حديث (1880). وأما حديث أبي الطفيل رضي الله عنه، فأخرجه مسلم حديث (1274)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في "كتاب المناسك"، "باب الطواف الواجب" حديث (1889)، وأخرجه ابن ماجه "كتاب المناسك"، "باب من استلم الركن بمحجنه" حديث (2949). شرح ألفاظ الحديث: ((يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ)): تقدم معنى الاستلام وهو لمس الحجر باليد، والركن إذا أُطلق في الأحاديث فالمقصود به الحجر الأسود كما تقدم بيانه. ((بِمِحْجَنٍ)): المحجن: بكسر الميم عصا محنية الرأس يحملها الراكب؛ ليوجه بها راحته، ويتناول بها الراكب ما سقط له، ويلتقط ما يريد. ((لِيَرَاهُ النَّاسُ)): أي ركب على راحلته ليسهل على الناس رؤيته والاقتداء به. ((فَإِنَّ النَّاسَ غَشُوهُ)): أي ازدحموا عليه. من فوائد الأحاديث: الفائدة الأولى: أحاديث الباب مع حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق تُبيِّن مراتب استلام الحجر، وأنه على أربعة مراتب: الأولى: وهي أكملها أن يستلم الحجر ويقبِّله، دلَّ على ذلك حديث عمر السابق وحديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي قبله في رواية البخاري. الثانية: أن يستلم الحجر بيده ويقبل يده، دلَّ على ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق. الثالثة: أن يستلم الحجر بشيء ويقبل هذا الشيء، دلَّ على ذلك حديث أبي الطفيل رضي الله عنه في الباب، وأن النبي صلى الله عليه وسلم استلم الحجر بمحجن وقبَّل المحجن. الرابعة: أن يشير إلى الحجر إما بيده أو بشيء في يده، ولا يقبل بعد الإشارة لا يده ولا غيرها مما أشار به، دلَّ على ذلك رواية البخاري في الباب. هذه هي المراتب الأربع أكملها الأولى، فإن لم يستطع فالثانية فإن لم يستطع فالثالثة، فإن لم يستطع فالرابعة. وتحت الاستلام عدة تنبيهات: التنبيه الأول: أنه يشرع أن يكبر إذا استلم أو أشار إلى الحجر في جميع المراتب السابقة لرواية البخاري ((وكبَّرَ)). التنبيه الثاني: لم يرو في الأحاديث بيان عدد مرات تقبيل الحجر، والأظهر والله أعلم أنها مرة واحدة إذ لو كان أكثر من مرة لنقل إلينا. التنبيه الثالث: استلام الحجر مشروع، لكنه إذا أدَّى إلى أذية الناس بالمدافعة ونحوه، فالأذية محرمة، واجتناب المحرم مقدَّم على فِعل السنة، وكثير من الناس لا يفقه هذا، والله المستعان. التنبيه الرابع: لا بأس لمن أراد أن يقبل الحجر أن يسجد عليه لورود ذلك عن جمع من الصحابة، فقد ورد السجود على الحجر عن عمر وابنه عبدالله رضي الله عنهما كما عند الطيالسي، وكذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما كما عند الشافعي، فلا بأس بفعله، وبه قال جمهور العلماء. الفائدة الثانية: الحديث فيه بيان طواف النبي صلى الله عليه وسلم راكبًا على بعيره، وكذا بين الصفا والمروة، وسبب ذلك جاء في حديث جابر رضي الله عنه؛ ليراه الناس وهو يراهم ويسألوه؛ لأن الناس كثير، وكلهم يريد أن يأتم به صلى الله عليه وسلم، ولم يكن الناس يطردون عنه أو يضربون بين يديه، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم باذلًا نفسه للناس وتعليمهم متواضعًا في ذلك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |