معالجة الرسول صلى الله عليه وسلم للمشاكل والخلافات الزوجية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2020, 09:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي معالجة الرسول صلى الله عليه وسلم للمشاكل والخلافات الزوجية

معالجة الرسول صلى الله عليه وسلم للمشاكل والخلافات الزوجية
الرهواني محمد




الخطبة الأولى



قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].



الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأكرمُهم عند الله جل وعلا، وهو القدوة الحسنة، فقد كان صلى الله عليه وسلم خيرَ الناس لأهله خُلقاً ومعاملة ومُعاشرة وتوجيهاً ونُصحاً وتربية وتعليماً.



وكيف لا يكون كذلك وهو القائل صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).



كيف لا يكون كذلك وهو الذي أوصى بحسن معاشرة النساء فقال: (استوصوا بالنساء خيراً).



كيف لا يكون كذلك، وقد ضرب أروع الأمثلة في السعادة الزوجية ما يَعجِز القلم واللسان عن وصفه.







ولكن بالرغم من ذلك كان ولا بد وأن تثور وتطفو بعضُ الحوادث فى البيت النبوي الكريم.







لكن هذه الحوادث وإن كانت تبدو في ظاهرها مُقلقة ومزعجة بتعلقها بزوجات أفضل وأشرف الخلق، إلا أنها تحمل في أعماقها من الدروس والعبر ومن التشريعات والأحكام ما تعكس جانباً مهما من جوانب الكمال البشري عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يتعامل مع تلك الحوادث بهدوء تام وحكمة متناهية.







لقد كان صلى الله عليه وسلم مثالاً للزوج الحكيم الحليم الرحيم في تعامله مع طباع أهل بيته دون مبالغة أو تهويل، بل مع ما يناسب الموقف فكان يواجه ما يقع في بيته أو خارجه من المشاكل ويستوعبُها في بدايتها حتى لا تَكْبُر أو تتضخم، وذلك بحكمة ورحمة ولين ليكون أسوة حسنة للناس في ذلك ويهتدوا بهديه ويستنبطوا ما يعينهم في احتواء المشاكل مع أهليهم.



لقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يتعامل مع كل ذلك بطرق وأساليب مختلفة، فمرة يستخدم الابتسامةَ والدَّعابة، ومرة يستخدم أسلوبَ التغاضي وقت الغضب، ومرة أخرى الحوار والإقناع أو العظة والتذكير، وتارة أسلوبَ التروي والتثبتِ والتحقق من المشكلة قبل إصدار الأحكام.



فكثير هي المواقف .....







فمن المواقف:



أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان في بيت زوجة من زوجاته، وكان لديه بعض الضيوف دعاهم إلى تناول الطعام، فسمعت إحدى زوجاتُه بذلك فأرسلت إليه طبقا فيه طعام، وما إن رأت التي كان عندها هذا الطعام حتى تحركت في قلبها غيْرتها، واضطرب في كوامنها ما تجده كلُّ امرأةٍ بفطرتها وغريزتها تجاه ضرَّتِها، فضربت الطبق بحجرٍ فكسرته نصفين، وتناثر الطعام.



فماذا صنع نبيُّنا وقدوتنا صلى الله عله وسلم أمام هذا المنظر؟ هل اعتبر هذا التصرُّف قضيةً تقلِّل من هيبته أو من رجولته؟ أم تراه أسمع زوجته سلسلةً من كلمات العقاب وعبارات التوبيخ؟



فلا هذا ولا ذاك، ما غضِب صلى الله عليه وسلم ولا سب ولا شَتم ولا عاقب ولا عنّف، بل كانت معالجته للأمر بأن راعى في المرأة نفسيَّتها وسببَ خطئِها. وتعامل صلى الله عليه وسلم مع هذا الخطأ بالأسلوب الأَمْثَل.. ابتسم وجعل يجمع الطعام بيده الكريمة، ويقول: (غارَتْ أمُّكم.. غارَتْ أمُّكم)، ثم استبدل الطبق السليم بالطبق المكسور.



وهكذا انتهت المشكلة وعُولِج الخطأ بكلِّ هدوء!! فلا صُراخ ولا تهديد ولا وعيد، بل عدل في التعامل ورفق بالجاهل.



فسبحان من أدبه فأحسن تأديبه.







مشهدٌ آخر وهو في بيت عائشة رضي الله عنها:



ينشب خلافٌ بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم وقد علا صوتُها صوتَ النبيِ صلى الله عليه وسلم وراجعته في بعض الأمور، ووافقت هذه اللحظات مرور الصدِّيق رضي الله عنه بباب ابنته عائشة، فأدرك سمعه صوت ابنته عاليا، فاستأذن الصدِّيق، ودخل بيت عائشة وقد امتلأ غيظًا، وهو يقول: "يا ابنة أمّ رومان"، لم ينسبها لنفسه من شدَّة غضبه عليها. قال: "لا أراكِ ترفعين صوتكِ على رسول الله". وإذا بها تلوذ وتحتمي خلف ظهر رسول الله، والنبي صلى الله عليه وسلم يمنع أبا بكرٍ من ابنته، ويهدئ غضبه، ويُسَكن نفسه، حتى خرج أبو بكر من عندهم مُغضبا، فالتفت صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال لها ممازِحًا ومخفِّفًا ومبتسما: (يا عائشة، كيف رأيتِني أنقذتُكِ من الرجل؟) فما كان من عائشة إلا أن استحيَتْ، وذهب ما كان منها.







ويشاء الله أن يمرَّ الصدِّيق من بيت عائشة؛ فيسمع رنين الضحكات، فيستأذن عليهما ويقول: "أدخِلاني في سِلْمِكما كما أدخلتُماني في حربكما"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد فعلنا.. قد فعلنا).



ومن مواقف الرقة النبوية في التعامل مع الزوجة، يسمع شكواها ويخفِّف أحزانها، فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على صفية رضي الله عنها فوجدها تبكي فقال: (ما يبكيك)؟ فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي.



فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟)، ثم قال: (اتَّقِي اللهَ يَا حَفْصَةُ).







الخطبة الثانية



عباد الله، لو اكتشف أحدنا أن زوجته تشك في بعض تصرفاته وربما تلصصت على أقواله أو أفعاله أو تَبِعت خُطواته هنا أو هناك يدفعها إلى ذلك الشك وسوء الظن، ماذا سيصنع بها؟ وما موقفه منها إن جرحت كبرياءه بشكها فيه؟



فتعالوا بنا إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم لنقف على ما فعله أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم في مثل كذا موقف؟



تحدثنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قائلة: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِ النَّبِيِّ وَعَنِّي؟ قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ، فَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ، فأسرعتُ فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ، فَلَيْسَ إِلَّا أَنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَمَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً؟) أي مالك ونفسك مرتفع وأنت نائمة؟ قلت لَا شَيْءَ، قَالَلَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، قَالَتْ:يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَفَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي؟)، قُلْتُ: نَعَمْ، فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ثُمَّ قَالَأَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ)، قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ.







ثم قال لها مبينا لها السبب الذي دعاه إلى ما صنع.







قَالَ: (فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ).قالت: كيف أقول لهم يا رسولَ اللهِ؟ قال:قولي: السلامُ على أهلِ الدِّيارِ من المؤمنين والمسلمين ويرحم اللهُ المستقدمين منا والمُستأخِرين، وإنا إن شاء اللهُ بكم لَلاحقونَ).







يا له من نبي كريم، يعرف طبائع النفوس ويتعامل بكل واقعية، فلم يغضب غضبا يقودُه إلى الكراهية والبغضاء، وإنما تعامل مع غيرة زوجته بحِلم وأدب، ولجأ إلى الحوار الهادف والإقناع لحث الزوجة على العدول عن خطأ وقعت فيه وتغيير فكرة مسبقة حملتها وهى غير صحيحة، ثم يعلمها..







مَعاشر أمة النبي الحبيب: هذا غيض من فيض، ولكن هما شيء مهم، وأنبه هنا، لا أقصد من خلال الذي سمعتم التنقيص من النبي صلى الله عليه وسلم ولا من آل بيته، ولكن كما قلت أن تلك الحوادث وإن كانت تبدو في ظاهرها مُقلقة ومزعجة بتعلقها بزوجات أفضل وأشرف الخلق، إلا أنها تحمل في أعماقها من الدروس والعبر ومن التشريعات والأحكام ما تعكس جانبا مهما من جوانب الكمال البشري عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أراد أن يستبصر ذلك أكثر فلينظر تفسير سورتي التحريم والطلاق.




فالذي علينا فعله واتباعه هو أن تأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في معالجة أي خلاف في بدايته قبل أن يتضخم ولن نستطيع وقتها التغلب عليه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.60 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]