مفزع المأزوم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850025 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386212 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-10-2020, 09:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي مفزع المأزوم

مفزع المأزوم


د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم







الحمد لله ذي الحكمة البالغة، والنعمة السابغة، عمَّ خلقه بالنوال، وفاض عطاؤه على السؤال، وأشهد أن لا إله إلا الله الكبير المتعال، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه والآل.

أما بعد، فاتقوا الله - عباد الله -، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [البقرة: 278].

أيها المؤمنون!
الكبَد والرهَق قدر قد فُطرت عليه الدنيا، واصطبغت أيامها به، وتناوب حالها بالمراوحة عليه. وذا ما أكده المولى - جل وعلا - في قوله: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]؛ فالمشقة لا تكاد تنفك من حياته من حين كونه نطفة إلى أن يوارى في رمسه دفيناً. والمشقة تعظم بعظم البلاء، وتطول ساعتها بامتداد ليله الحالك، سيما إن لم يكن للمرء يد في دفعه أو رفعه، وتوالى صبُّه، وتعددت طرقه. ومع تجهم ذلك الحال، وانسداد أفقه بحجب الهموم إلا أن للمؤمن فيه مستراحاً يفيء إليه، ويُطفِئ بنميره لهيب رهقه، ويندّي جفاف روحه الذي أيبسته فواجع الأحداث. ذلكم - عباد الله - معين الصلاة التي هي عدة المؤمن في بلائه، وسلوته في ضرائه، وأنسه في وحشته.

أيها المؤمنون!
إن من يتأملْ التوجيه الرباني للمؤمنين حال حلول الكروب وإطافة الأزمات بهم؛ يلحظْ - وبجلاء - تلك الحظوة التي أولتها الشريعة للصلاة باعتبارها عدة وزاداً يُتخطّى به البلاء أياً كان حجمه ومداه ومصدره وأدواته؛ فعلى الصعيد الشخصي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدرع بالصلاة كلما أهمّه أمر، قال حذيفة - رضي الله عنه -: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، صلى " رواه أبوداود وحسنه الألباني. بل ذاك دأب الأنبياء قاطبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وكانوا يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة " رواه أحمد بإسناد صحيح. وذلك شامل ما يخص من الأمر وما يعم. فحين استطال فرعون في طغيانه، واشتد البلاء ببني إسرائيل ولم يكن لهم قدرة على المصاولة؛ أوحى الله إلى نبيه موسى وهارون بأمر قومهم بالإكثار من الصلاة وأنها بشارة النصر القريب، قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 87]. بل الصلاة علاج للأزمات الكونية وإن لم يكن البشر طرفاً فيها؛ فحين يتأخر المطر، وتنكسف الشمس، وينخسف القمر؛ فإن الصلاة هي المفزع لانتظام حالها ودوام صلاحها. قال أنس - رضي الله عنه-: " إن كانت الريح لتشتد، فنبادر إلا المسجد؛ مخافة القيامة " رواه أبوداود وحسنه النووي. قال علقمة: " إذا فزعتم من أفق من آفاق السماء؛ فافزعوا إلى الصلاة ". إن الصلاة صلة ولقاء بين العبد والرب؛ صلة يستمد منها القلب قوة، وتحس فيها الروح صلة، وتجد فيها النفس زاداً أنفس من أعراض الحياة الدنيا. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزنه أمر فزع إلى الصلاة، وهو الوثيق الصلة بربه الموصول الروح بالوحي والإلهام. وما يزال هذا الينبوع الدافق في متناول كل مؤمن يريد زاداً للطريق، وريّاً في الهجير، ومدداً حين ينقطع المدد، ورصيداً حين ينفد الرصيد.

أيها المؤمنون!
إن للصلاة أثراً في تبدل الأزمات العامة والخاصة وفك خنقها وحل عُقَدها؛ وما ذاك إلا لما حوته من ذخائر يفيض خيرها على النفس ويمتد فيضه على الوجود؛ فبالصلاة استمداد العون الإلهي الذي لا تصمد أمامه قوة ولا تبقى معه أزمة، قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 45]. ومن ذلك العون ما تسكبه الصلاة في قلب صاحبها من قوة يطمئن بها في مدلهم الخطوب وحالك الكروب؛ فلا تفزعه الأوهام ولا يتملكه الذعر؛ ولذا فإنها لم تسقط عن المقاتلين وأيديهم قابضة أزند سلاحهم. وبالصلاة استشعار مناجاة الله وقربه الذي يبدد كل وحشة، ولا يبقي في النفس هماً إلا وبثّه المصلي إلى ربه القريب السميع المجيب - جل وعلا -، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم إذا قام في صلاته، فإنما يناجي ربه أو ربه بينه وبين قبلته " رواه البخاري ومسلم. والصلاة مسلاة من الهموم التي ينوء ثقلها عن الأحمال، فكأنها فسحة تحل في القلب تبلتع الهم وتسكّن الروع وتشرح الخاطر؛ فتنقل المصلي من عالم الشهادة إلى عالم الغيب، ومن ضيق المحسوس إلى سعة الأمل، ومن نكد الأرض إلى صفاء السماء، ومن صغر الدنيا إلى رحابة الآخرة؛ وذا ما أرشد الله نبيه إليه حين يضيق صدره بإعراض المعرضين وتهديد المجرمين، فقال: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 97، 98]. والصلاة رباط رحم بين المصلي وجزئيات الكون المسبحة بحمد ربها؛ فلا يتملكه اليأس والاستذلال وانتشار الفساد وهو يرى الكون الهائل بسمائه وأرضه وجباله وشجره ودوابه ونجمه منتظماً في سلك الطائعين وشذاذ الفجرة منبوذون من هذا الكون والكون يتحيّن المستراح منهم. والصلاة منهاة عن فعل القبيح، مطهرة من أثره القبيح؛ فماذا يبقى بعدها للذنب من شؤم يُناكَد به العبد المنيب؟!

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلم على رسول الله.
وبعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله...

أيها المؤمنون!
وحتى يكون للصلاة أثر في تبديل الحال وانفراج الأزمة؛ فإنه لا بد من مراجعة صادقة لحالنا معها أفراداً ومجتمعاً؛ فهي أولى ما تنبغي مراجعته بعد توحيد الله! ما مدى حفاظنا عليها وتواصينا بها؟ ما قدر خشوعنا فيها؟ كيف أمرنا لأهلنا ومن ولانا الله بها؟ ما أثر منعها لنا من العصيان؟ هل أحدثت الخطوب لنا عناية بها وبُعداً عما يلهي عنها؟

أيها المسلمون!

إن الأزمات سياط ربانية؛ يسوق الله بها العباد إليه؛ فمن كانت الأزمة سبباً في إنابته لربه والفيئة له فنعم ما ظفر، ومن لم تزده الأزمة إلا بعداً من مولاه فيا خيبة مسعاه! ويا بوار مثواه! فأخسر الخاسرين هو من يعاني كبد الحياة الدنيا لينتهي إلى الكبد الأشق الأمرّ في الأخرى، وأفلح الفالحين من يكدح في الطريق إلى ربه ليلقاه بمؤهلات تنهي عنه كبد الحياة، وتنتهي به إلى الراحة الكبرى في جنة الله، والصلاة قنطرة ذلك بعد توحيد الله؛ فأبصروا شأنكم معها. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.44 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]