|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
صداع شديد لأي موقف
صداع شديد لأي موقف د. ياسر بكار السؤال حينما أواجه أيَّ أمرٍ مُزعج في حياتي، أو شخص يتكلم عني في أمور الحياة، وحينما أواجه الضغوط من عائلتي أو أصدقائي، أو أي مشكلة من الممكن أن تحدث لأي شخصٍ في الحياة، حينما تمرُّ عليّ في حياتي، بعدها أحس بصداع فظيع، حتى لو تغاضيتُ عمَّا يزعجني، فالصداع لا يتغاضى عني، وأحس بأنَّ رأسي يضيق وكأنه سينفجر. أحيانًا أحس بالإغماء من شدَّة الألَم، وصِرْتُ أخاف على نفسي من مواجهة الحياة، فانْعزلتُ، ولكن مرَّت 5 سنوات على هذه الحال، وجسمي هزَلَ من كثرة المسكِّنات القوية للألم، أحيانًا أضطرُّ لأن آخذ 3 أو 4 حَبَّات من بروفين 600 في اليوم الواحد. وحتى لو أصبحت قويَّة النفس وتفكيري إيجابي، فهذا الصداع لا بد أن يتلو كلَّ أمرٍ غير مرغوب في حياتي، وذهبتُ إلى المستشفى، وأخبرني الأطباء بأنه لا توجد مشكلة؛ لا في الجيوب الأنفية، ولا في الشقيقة، ولا في العيون، ولا أستطيع زيارة طبيب الأعصاب، لا أقصد الطبيب النفسي، بل طبيب الأعصاب. وضِّحُوا لي إذا كان من الضروري أن أزوره؛ حتى أُقنع أهلي، فأنا سني صغيرة، ولا أتحمَّل هذا الألم المبرح، كيف أستطيع السيطرة عليه من دون هذه المسكِّنات المميتة؟ أُريد الإفادة، أرجوكم. الجواب الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قرأتُ رسالتك وأشعر بألَمِكِ، أسأل الله لكِ العافية والشفاء العاجل. معظم مسبِّبات الصداع يصفها الأطباء بأنها نفسيَّة المنشأ، وكأنها تعبير من تأثير ضغطٍ نفسي يتعرَّض له الإنسان، وهناك أيضًا نظرية أخرى تقول: "عندما لا نستطيع التعبير عن مشاعرنا السلبيَّة أو المؤلِمة أو آلامنا، يقوم الجسم بالتعبير عنها بأعراضٍ جسديَّة، وكأنه يقول: أنا أتألَّم، فيتحدَّث بلغته الخاصة، وهي الأعراض الجسدية، والتي منها أو أشهرها الصداع". بعض المرضى الذين يعانون من صعوبات نفسيَّة تظهر هذه المعاناة على شكلِ صُداعٍ، بدل الأعراض النفسيَّة، وهذا نجده كثيرًا. في الواقع لا أستطيع أن أجزمَ أنَّ سبب هذا الصداع هو (نفسي)، أو أنكِ في حاجة إلى معالجة نفسيَّة، أو أنَّ لَدَيكِ اضطرابًا نفسيًّا؛ لأن هذا لا يمكن أن نحدِّده إلاَّ بعد المقابلة وسَرْد عددٍ كبير من الأسئلة؛ لنستكشفَ منطقة الخَلل، فنضع التشخيص الصحيح، لكن كما ذكرت سابقًا: هناك مجموعة من الاحتمالات الواردة التي قد تفسِّر هذا الصداع الذي ليس له سببٌ عضوي. هل تُعانين من الاكتئاب؟ هناك علاقة قوية بين الاكتئاب والصداع، أو الشعور بالألَم بشكل عام، والاكتئاب يتلخَّص في اضطراب في المزاج، أو تعكُّر في المزاج، وعدم الشعور بالارتياح، وعدم الاستمتاع بأشياء كانتْ مُمتعة، وبعض الاضطرابات في النوم والشهيَّة، والشعور بالإجهاد الحركي أو الجسدي, فمظاهر الاكتئاب هذه تترافَق أحيانًا مع الصداع. هناك موضوع آخر يجب أن نناقِشَه، أحيانًا نحن نتجاوز الموقف بشكل إيجابي، أو يبدو لنا أننا تجاوزناه، ولكننا في الداخل ما زِلْنا نتحدَّث عنه، وخاطِرُنا ما زال مشغولاً به، وهذه نقطة مهمَّة يجب الانتباه لها، حتى نتخلَّص من آثار هذا الموقف، إنَّ مجرَّد تجاوز الموقف من الظاهر لا يكفي للراحة النفسيَّة، بل لا بد من أن نتجاوزَه من الداخل بتغيير نظرتنا لهذا الموقف، والتحقُّق من أنَّ حديثنا الداخلي يَسير بشكل إيجابي، ولا نُلقي باللوم على أنفسنا. وهكذا، أنصحكِ بزيارة طبيب نفسي متمكِّن؛ حتى يضعَ التشخيص الصحيح، أو رُبَّما يُخبركِ أنَّكِ لا تُعانين من مرضٍ نفسي. أسأل الله لكِ العافية مرَّة أخرى
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |