|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
إحساسي بالفراغ الداخلي
إحساسي بالفراغ الداخلي أ. شروق الجبوري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إنني أواجه مشكلةً وهي إحساسي بالفراغ الداخلي، إنني لا أملك محصولاً علميًّا أو أيَّ شيء من الثقافة، مع أنني درستُ تخصُّصَ المحاسبة، لكن لَم أكملْه وتوقَّفت، وأنا الآن أدرس في الخارج، لكنَّ المشكلة مع تعلُّمي وحِفظي وفَهمي للأشياء، إلاَّ أنني حين يسألني شخصٌ أو أريد أن أسترجِعَ بعض المعلومات مع نفسي، أشعر بفُقدانها، ولا أشعر أنني تعلَّمت شيئًا، ويعكس ذلك أنِّي أهتمُّ بمظهري الخارجي؛ لكي أتغلَّبَ على هذا الأمر، وأشبع هذا النقص الموجود. والنقْص عادةً ما يظهر عندما أتحدَّث في أمرٍ ما مع مجموعة من الأشخاص، ويكون الموضوع فيه نوعٌ من الحماس، وأريد أن أُبدي رأْيي في الموضوع، أشعر بأنَّ الذين من حولي يريدون مني أن أتكلَّم، وحين أتكلَّم يتمنون سكوتي؛ لأنني لا أُجيد الحديث، أو لأن فِكرتي كانتْ غير جيِّدة. كيف أفكر تفكيرًا خارج الصندوق؛ كتكون فكرة ليست متوقعة، لا أعلم، أرجو منكم الإفادة؛ أعطاكم الله العافية. الجواب أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نودُّ في البداية أن نرحِّبَ بك في موقع الألوكة، ونشكرك على اختيارك له في بحثك عن حلٍّ لمشكلتك، والتي نسأل الله - تعالى - أن يوفِّقنا إلى تحقيق ذلك، ويجعلنا سببًا في تنفيس كُربات عباده؛ إنه - تعالى - سميعٌ مُجيب. أخي الفاضل، ما يُمكن استقراؤه من مُجمل رسالتك، يشير إلى أنَّك تُعاني من انعدام الرضا عن الذات، ورفْضٍ شديد لكلِّ ما تعنيه الذات لك، ويتبيَّن ذلك من خلال نهْجك العام في تقييمك لذاتك في مجالات مختلفة؛ سواء كان ذلك على الجانب العلمي، أم الثقافي، أم الاجتماعي، كما يُشير إلى ذلك استخدامك بعض العبارات التي أصفُها (بالمتطرِّفة) في وصفك لنفسك، أو لبعض المواقف الحياتية، مثل: قولك: (لا أملك) محصولاً علميًّا، أو(أيَّ شيءٍ) من الثقافة، وهو وصف غيرُ دقيق لخلفيَّتك العلمية والثقافية التي تصفُها بتلك العبارات، وكأنها صفرٌ، بالرغم من أنها ليستْ كذلك، فدراستك مُدة معيَّنة لتخصُّص المحاسبة، تعني أنَّك قد تحصَّلت على خِبرة معينة فيها، لكن تلك الخِبرة لَم تصل إلى مستوى التأهيل؛ بسبب عدم استكمالك المدةَ المقرَّرة لذلك، وكذلك الأمر في كافة الموضوعات أو المجالات التي تطلِع عليها، فكلُّ اطِّلاع يزيد من رصيدك الثقافي والمعلوماتي، ومن ثَمَّ فلن يكون صفرًا أبدًا. وأنت اليوم أخي الفاضل، إذ يمنُّ الله - تعالى - عليك بإكمال دراستك في بلدٍ غير بلدك، فإن هذا لا يعني زيادة رصيدك العلمي فيما تدرسه الآن فقط، بل وفي خبراتك الاجتماعية والثقافية التي تمنحها لك فرصة وجودك في مجتمع جديدٍ، والتواصل مع أفراد آخرين مختلفين في الثقافة ونمط الشخصية، وهذا كله لا بد أن يزيدَ من مَداركك، ويُغني خِبراتك في كلِّ الميادين؛ شريطة أن تتنبَّه لهذا كلِّه، وتعيد بناء أسلوبك الفكري، وطريقة صياغة مفاهيمك تُجاه كلِّ ما يدور حولك. واعلم - أخي الكريم - أن تبنِّيك الأسلوبَ الفكري الصحيح - فيما يتعلَّق بتحصيلك العلمي والثقافي - إنما هو جزء صغير من عمليَّة أشملَ وأهمَّ، ألا وهي عملية تصحيح اعتقادك بذاتك كلها على أُسس سليمة؛ حيث يتَّضح أنَّك قد تبنَّيتَ اعتقادًا خاطئًا في وصف ما يُزعجك من إرباكات التذكُّر أو التواصُل مع الآخرين، فوصفتَ ذلك (بنقْص) موجود في نفسك، بل إنك قرَّرت ذلك، وتتعامَل معه على أساس الحتميَّة؛ لذا فإنك - بحسب رأيك - تقوم بالاهتمام بمظهرك، وما إلى ذلك. وكذا الأمر في شعورك بأن مَن حولك (يتمنون) سكوتك، على الرغم من عدم تحديدك أسبابَ ذلك؛ إنْ كان بسبب عدم إجادتك لأسلوب المحادثة، أو لكون فكرتك ليستْ جيدة، وكلا الأمرين فيه توبيخٌ ذاتي لشخصك، على الرغم من أنه مبنيٌّ على شعور فقط. ومن مُجمل هذا التحليل، أدعوك أخي الكريم للتأمُّل في هذه الأخطاء الفكرية التي تدفعُ بصاحبها - إنْ تجاهلَها أو تغاضَى عنها - إلى اضطرابات ومشاعر سلبيَّة، تعوقه عن التكيُّف الاجتماعي الناجع، والتمتُّع بالصحة النفسيَّة، على الرغم من يُسر تفاديها وعلاجها الكامن في إرادة التصحيح والإصرار عليه، خاصة إذا عَلِمتَ - أخي الكريم - أن سببَ تكوين هذه الأخطاء هو حدوث فشل ما أو موقف سلبي سابق، تَمَّ مُجابهته بجلدٍ للذات، يقوم به الفرد، بدل لُجوئه إلى ردٍّ إيجابي، يتمثَّل في مراجعة هذا الفشل أو الإخفاق؛ لتحديد أسبابه ثم تجاوزها مستقبلاً، فيكون الفشل حينها مصدرَ قوَّة واندفاع نحو النجاح. ولا بد من التنويه - أخي الكريم - بأهميَّة اتِّباع طُرق سليمة في الدراسة واستقبال المعلومات، فأساليب التعلُّم الخاطئة تؤدِّي غالبًا إلى نسيان ما تَمَّ تعلُّمه - لكنَّها لا تمحوه - وصعوبة استرجاعه، وقد يكون اهتمامك وتركيزك على عملية الحفظ أكثر من اهتمامك بفَهم ما تتلقَّاه من معلومات، سببًا في نسيان بعض ما تعلَّمت؛ إذ يمكن استشفاف ذلك من تقديمك مفردتي التعلُّم والحِفظ على كلمة "فَهْم" في سياق رسالتك، وكذلك قولك: (أُريد أن أسترجع المعلومات)، عند سؤال شخص ما لك في المواقف الحياتيَّة، بينما ترتبط عبارة استرجاع المعلومات بشكلٍ عام بمواقف الامتحانات التعليمية، والتي تعتمد في الغالب على حِفْظ المعلومات، ويكون تداعي المعلومات في الأحاديث والحوارات الاجتماعية بشكل تلقائي، ولا يوصَف بالاسترجاع. ولهذا أُضيف على ما سبَق نصيحة أخرى بضرورة تقليلك من الشدِّ العصبي والنفسي عند محادثتك للآخرين، فهي أمورٌ لا شكَّ تعوق التركيز والتواصل التلقائي معهم، كما أنصحك - أخي الكريم - باعتماد الاختصار في تعبيرك عن آرائك وأفكارك، تجنُّبًا لتسرُّب الملل إلى نفوس المستمعين. وأخيرًا - أخي الكريم - أختم بالدعاء إلى الله - تعالى - أن يشرحَ صدرَك، ويُطلق لسانك بكلِّ خير، وينفع بك؛ إنه - تعالى - سميع مُجيب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |