الانطوائية والتقصير في الصلاة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850097 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386272 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2021, 08:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الانطوائية والتقصير في الصلاة

الانطوائية والتقصير في الصلاة


أ. شروق الجبوري





السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصَّلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَّا بعد:

فأنا شابٌّ عمري 20 سنة، ولكن كثيرًا ما أشعر بالملل والضِّيق الشديدَيْن في كل زمان ومكان، منذ ما يقارب خمس سنوات؛ حيث إنَّني لا أمتلك مهارات الأخذ والعطاء، أو الشجاعة والإقدام في إقامة علاقاتٍ وأصدقاء منذ صِغَري، مع أن إخواني الأربعةَ كلهم مشغولون بأصدقائهم، أمَّا أنا فلا تُوجَد عندي لباقةٌ في الحديث، وأنا كثيرُ الصَّمت، سواءٌ مع أهلي أو الآخرين، مع أنني أعيش في مكانٍ كثيرًا ما يوجد فيه جيران وأناس، ومع ذلك أعاني كثيرًا من الوَحدة التي كادت أن تُنهِي حياتي، والكثير الكثير.



إنني آمُل أن أكون شخصًا اجتماعيًّا، أملك مهارات الأخذ والعطاء مع النَّاس، وتكوين أصدقاء، والله إنِّي أغار من الشباب الأصغر مني سنًّا؛ حيث إنَّهم ناجحون في كونِ شخصيَّتهم قوية، وكونِهم يمتلكون مهاراتٍ كثيرةً في تلك الشخصيَّة؛ لأنَّ هذا يُشعِرُني بالندم على أنَّني لَم أَصِل إلى الذي وصلوا إليه، وهُم أصغر منِّي، والله إنَّ الوحدة والصَّمت كادا أن يُنهياني من الوجود.



وأنا أعبِّر بتلك الكلمات من شدة حرقتِي على نفسي، وقد وصلتُ تلك المرحلة العمرية، وإنَّ حالتي كالدُّمية التي لا فائدة من وجودها سوى التَّسلية، مع أنني في الجامعة درجاتي متميِّزة، مع العلم أنني أُقطِّع في صلاتي، وأنَّ الحبل بيني وبين الله غيرُ متين، وأنا مقصِّر جدًّا، آمُل ألاَّ أكون قد أطلتُ عليكم.



لكم منِّي جزيل الشكر والاحترام



أنا بانتظار ردِّكم الشافي


الجواب


أخي الكريم، السَّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يَسرُّنا في البداية أن نُرحِّب بك أخًا كريمًا بيننا، ونودُّ أن نَشكر لك اختيارَك لِشبَكة الألوكة في بَحثِك عن حلِّ مشكلتك، داعين المولى القديرَ أن يوفِّقَنا في ذلك، ويجعلنا جميعًا سببًا في حلِّها؛ إنَّه تعالى سميعٌ مُجيب.



كما أودُّ أن أُحيِّيَ فيك بعض الصِّفات الإيجابية التي لمستُها في رسالتك، ومنها بحثُك عن حلِّ مشكلتك بوسيلةٍ سليمة، وهي استشارة المختصِّين، رغم وضوح الضغط النَّفسي الذي يصيبك جرَّاءها، كما أحيِّي فيك نفسك اللوَّامة، والمُقِرَّة بذنبها، وهو ما تُشير إليه عباراتك في الإقرار بعدم المُواظبة على الصَّلاة ووضوح عدم رضاك داخليًّا عن ذلك، وهذه كلُّها أمورٌ تُحسَب لك، وعليك الاهتمام بتعزيزها، واستثمارها مع تفوُّقِك العلمي في الوصول إلى ما تبتغيه من حلٍّ.



أخي الكريم، كنت أتمنى أن تَذكر تسلسُلَك بين إخوتك؛ لِما له من تأثيرٍ - في بعض الأحيان - في وجود مشكلةٍ كالتي تُعانيها، فغالبًا ما يكون الابنُ الأكبر معرَّضًا لبعض الإخفاقات الاجتماعيَّة وبعض مشكلات التواصل مع الآخرين، والتي ينتج عنها شعورٌ بالوَحدة، وما يترتَّب عليها من نتاجات مشاعر سلبيَّة عديدة.



لكن أسباب المشكلة عمومًا تعود إلى عدم إقحام الطِّفل وإشراكه في مواقِفَ حياتيَّةٍ تكون بِمَثابة التدريب له؛ للقيام بأدواره الاجتماعيَّة فيما بعد، كما يعتبر الحرمان من - أو قلَّة - اللَّعب في مراحل الطُّفولة أحدَ أسباب هذه المشكلات أيضًا، إضافةً إلى عمليات النَّهر والعقاب، والصَّرامة في أسلوب التربية، والتي تعوق الطِّفل عن التعبير عن آرائه ومشاعره، بل وحتَّى ما يدور في فِكْره من أسئلة؛ مِمَّا يدفعه إلى الاعتكاف والانطِواء على ذاته كدفاعٍ نفْسيٍّ يَظنُّ أن يحميه من مواجهة موقفٍ يَخشاه من الكبار.



أخي الكريم، إنَّ عَرْض هذا التحليلِ المفسِّر لأسباب مشكلتك، يُعِينك على التأمُّل فيها مليًّا، ولتَصِل بعد ذلك إلى قناعةٍ مفادُها أنَّك لست بالإنسان الفاشل؛ لأنَّك لا تَمتلك المهارات الاجتماعيَّة التي يمتلكها الآخرون، حتَّى مَن هم أصغر منك سنًّا كما قلت، فأسباب المشكلة هي حرمانك من (التدريب الاجتماعيِّ) في مراحل عمرية سابقة، بينما نالها غيرك، ولأنَّنا لسنا مسؤولين عن أقدارنا التي لَم نَختَرْها، فيجب علينا التَّركيزُ على ما نحن قادرون عليه عن طريق الإرادة والإصرار، واستثمار كلِّ طاقاتنا، وما أنعم الله تعالى علينا به.



فإنْ فاتَك هذا التدريب فيما مضى، فإنَّك اليوم قادر على تعويض ذلك بتوكُّلِك على الله تعالى، ثم باتِّباع النصائح التَّالية:

إنَّ أُولى الخطوات التي عليك القيامُ بِها هي التزامُك بإقامة الصَّلاة على وقتها، والثَّبات عليها، وأنصحك بإكثار الدُّعاء لله تعالى؛ ليثبِّتَك على ذلك، وليزيد من قربك إليه - عزَّ وجلَّ.



إن أهمِّية هذه الخطوة لا تَكْمن في كونها فَرْضًا وضرورةً فقط، بل لإبعاد أحَدِ عوامل الضغط النَّفْسِي الذي يسبِّبه تفريطك في الفرائض، والابتعاد عن الله تعالى، ولا شكَّ أنك لمسْتَ سعادة داخليَّة في الفترات التي واظبتَ فيها على العبادات، كما أنصحُك بصلاة الجماعة في مسجدٍ قريب، وتحرَّ الصَّداقات من رُوَّاده، ولا تلتفِتْ لعمر من تصادِقُه، أو تتعرَّف عليه فيه، سواءٌ كان رجلاً كبيرًا، أو مراهقًا صغيرًا؛ فكلُّ معرفةٍ بأي فرد منهم تَزِيد من خبراتك ورصيدك الاجتماعيِّ.



أنصحك بترك المقارنة (السلبيَّة) لنفسك مع الآخرين، الذين ترى فيهم تَميُّزًا ونجاحًا في أمرٍ أو عدة أمور يَملكونها؛ لأنَّ ذلك يشوِّه تقييمك السليمَ لذاتك، ويدفعك لِجَلدها، وربَّما بُغْضها، وقد يصل الأمرُ إلى تمنِّي الموت.



احرص على تبنِّي المقارنة (الإيجابيَّة) التي تنظر فيها إلى ذاتك بما تمتلكه من قدرات ونِعَم، بينما يفتقدها الآخرون حولك، واعلم أنَّ تلك القدرات والنِّعَم إنَّما هي مصدر غِبْطة الآخرين لك، وإن لَم تشعر أنت بذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تأمَّل في قدرتك العقليَّة التي كانت سببًا في حصولك على الدرجات المتميِّزة في الجامعة، وربما المراحل التعليميَّة التي سبقَتْها، وهي قدرات ثمينة، مَنَّ الله تعالى عليك بها، فأوصلَتْك إلى المرحلة الجامعيَّة، بينما لم يتمكَّن غيرك كثيرون من ذلك؛ بسبب فقدانها، فتغيَّرَت بذلك مجريات حياتِهم مهنيًّا واجتماعيًّا، وربما نفسيًّا وماليًّا.



إنَّ قيامك بالخطوات السَّابقة بثقةٍ ويقين سيكوِّن في نفسك - بإذن الله تعالى - قوَّةً دافعة نحو الإقبال على الحياة، وتغيير أسلوبك الفكريِّ في نظرتك لذاتك وللآخرين، وهي الطَّاقة التي ستكسر رضوخَك للصمت، وتحفِّزك على محادثة الآخرين، كما أنَّ ذلك سيُوقِفُك عن ظُلْم نفسك، وإجحافِها حقَّها بوصفك لها كدُمية ليس لها أهمية!



بعد ذلك، أنصحك أخي الكريم ببدء الحوارات مع أقرب أفراد أُسرتِك إليك، وحاوِره بِما ترغب أن تشارك غيرك فيه من رأيٍ، أو مشكلة شخصيَّة، أو غير ذلك، حيث سيكون تركيزُك حينَها على أهمية الموضوع بالنسبة إليك أكثرَ من تفكيرك في صيغة طرْحِه، مع الحرص على عدم الإطالة الممِلَّة، ولا الاختصار الذي يقلِّل زمنَ حوارك معه.



لا تَهتمَّ أو تشغَلْ نفسك بأسلوب الحديث واختيار المفردات وغير ذلك، فالأهَمُّ هنا هو كسر ركونك إلى الصَّمت، واعتيادك الحديث مع الآخرين؛ حيث يمكنك بعد ذلك اكتساب أساليب الحوار الجيِّدة عن طريق المران، والاطِّلاع على الكتيبات أو المواقع والمُحاضرات المعنيَّة بذلك.



لا تجعل اختلافَك في الفكر أو الاهتمام مع الآخرين مانعًا من مُحادثتهم والتعرُّف عليهم، حيث يمكنك التعرُّف على الجميع، وهو أمر يقوِّي خبراتك الحياتيَّة، لكن إقامة صداقات حقيقيَّة يجب أن تكون مبنيَّة على أسُسٍ من التوافق الشخصيِّ والفكري، ولهذا تجد اليوم كثيرين يشتكون الحاجة إلى الصَّديق الحقيقيِّ، ويفوتهم أنَّ هذا الصديق يمكن أن يكون أخًا أو أبًا، أو أيَّ فردٍ من أفراد الأسرة أو الأقارب.



قُم بِمُمارسة الرِّياضة التي تهواها، واحرص على تطوير قابليَّاتك فيها؛ إن كانت في مجال كُرَة القدم، أو السِّباحة، أو غيرها، وستجد في نفسك - إن واظبْتَ على مُمارستها - تغييرًا محمودًا، وتنفيسًا لكثير من طاقاتك ومشاعرك السلبيَّة.



ابحث في نفسك عن هواياتٍ تَميل إليها نفسُك؛ فكلُّ إنسانٍ لديه هواية أو أكثر، يجد في نفسه راحةً واسترخاء نفسيًّا إذا ما قام بتأديتها، لكن الانغمار في موجات المشاعر السلبيَّة تشوِّش فكر الإنسان عن اكتشافها أحيانًا.



وأخيرًا أخي الكريم، أدعو الله تعالى أن يمنَّ عليك بطلاقة اللِّسان بما يرضيه تعالى



وأن يرزُقَك الصُّحبة الصالحة، وينفعَ بك؛ إنَّه تعالى سميعٌ مُجيب




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.18 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]