منظري قبيح، سئمت الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 208984 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59566 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 758 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 35 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 65 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15883 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-01-2021, 08:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي منظري قبيح، سئمت الحياة

منظري قبيح، سئمت الحياة


أ. أريج الطباع





السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد التحية، مشكلتي هِي:

أوَّلاً: أنا شابٌّ أبلغ من العمر 18 سَنة، أعيش بيْن الأفكار السلبيَّة والأوهام، كرهتُ حياتي وكرهتُ نفسي، وكرهني الجميعُ، والكلُّ لا يريد مصاحبتي، وأنا باعتقادي أنَّ المشكلة التي هي سببُ مشاكلي وسبب حُزني وترْك تواصلي مع الناس؛ خوفًا مِن أن يَعْلَموا بها، ألاَ وهي "القبح"، نعمْ فأنا قبيحُ الوجهِ جدًّا، بل لا أُبالغَ أنَّني مشوَّه بعض الشيء، فيعجِز الوصف عن تعبيري بالاكتِئاب الذي أشعُر به، كرهتُ نظَراتِ الناس لي؛ فنظرتهم نظرة الإشفاق، وبعضهم ينظرون لي نظراتِ السُّخرية، وبعضهم محطّه مصدرُ الثِّقة لأشكالهم، فكلُّ مَن أراد أن يضرِب مثلاً بالقُبحِ وصَفوني به، خسرتُ لذَّتي بالحياة، وأصبحت منطويًا حزينًا لا أعلمَ ماذا سأكون بالمستقبل، فأنا تركتُ بعض السِّنين بمجالي الدِّراسي، لكني لا أزال أدرس ذاهبًا بقلَق ومُقبل بحزن، والأهْل لا يهتمُّون بي، ولا أعْلم مَن الذي سيُساعدني بعدَ الله سبحانه، ذهبتُ إلى عدَّة عِيادات نفسيَّة بلا جدوى إطلاقًا، فهذه المشكلةُ ليستْ بالسهلة على الإطلاق، فأنا قد فكرتُ في قتْل نفسي كثيرًا.



فألاّ تُطيق أن ترى وجهَك في المِرْآة، بل وتحاول أن تتجنَّب أيَّ مكان فيه مِرآة - فهذا صعبٌ جدًّا!



تقِف مع شابٍّ أوسم منك وتتحدَّثَا إلى شخص معيَّن، فلا ينظر إليك، ولكن ينظر إلى الآخَر الوسيم، أيضًا صعب.



لا يكون لديك الجُرأة أن تتمنَّى زوجةً جميلة وأنت بهذه الهيْئة، فهذا يقتُلُك.. تتأمَّل في نفسك وتجِد كلَّ جوارحك تخبرك بأنَّك لستَ وسيمًا على الإطلاق، على العكس فأنتَ قبيحٌ فتقشعِر، لا أستطيع أن أصِفَ بالضبط، لك أن تتخيَّل... إلى أن تنشغل بأمورٍ أخرى، ثم يعاودك التفكير ثانيةً، وهكذا وكأنَّها دوَّامة مِن التفكير لا تنتهي، لا أنفكُّ أقضي يومًا واحدًا مِن دون التفكير في مدَى قُبحي، لا أدْري ما العمل.



أعلم أنَّ الله خلَق الإنسان في أحسنِ تقويم، ولكني أعلمُ أيضًا أنَّ هناك من هو أوسمُ منِّي ألف مرة، فأنا لست مميزًا في شيء معيَّن، لماذا كتب عليَّ أن أعيش حياتي هكذا؟! فحتى لو اقتنعت بما أنا فيه فسأظلُّ هكذا لن أتغيَّر، بل العكس، سأزداد قبحًا مع تقدُّمي في السِّنِّ.



أعلمُ أنها إرادة الله - عزَّ وجلَّ - فكمْ مِن وسيمٍ عاش حياتَه وخرَج من أصحابه وهنِئ بشبابه، إلا أنا! لماذا أنا؟! وإذا كان هذا ابتلاءً فأنا سأصْبِر وسأصبر، لكن قد يكون هذا الصبرُ نوعًا من التخدير، وسأفقِد إحساسي بنفسي، وأظلُّ عائِشًا بقهْر وسأموت مقهورًا.



أنا مدركٌ تمامًا أنْ لا علاج لي، وأني لن أصبح يومًا سعيدًا، لكن ما أنا فيه صعبٌ جدًّا، فأنا أكتُب لكم والدمْع حبيس عيني، فقط أكتُب، لا أحدَ منكم يُمكنه مساعدتي، فقط حاولتُ أن أقولَ ما قد يُخفِّف عني ولو القليل.



أطيب التحيَّات.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

حينما قرأتُ كلماتِك المتألِّمة وشعورك ألاَّ أحدَ يمكنه مساعدتك، عادتْ بي ذاكرتي إلى الوراء كثيرًا، إلى وقت كنتُ أستمْتِع فيه بين كتُب الأدب والرِّواية، وأتعرَّف على الناس هناك، وأسْتقي مِن خبراتهم بالحياة قبلَ أن تكون لي خِبرتي واحتكاكاتي الحقيقيَّة في ذلك الوقت.



تذكرتُ روايةَ الشاعر للمنفلوطي، التي استقاها مِن رواية لكاتب فرنسي - على ما أظنُّ - بتلك الرِّواية البطل كانتْ له مشاعر تُشبِه مشاعرك، مع الفارق أنَّه تفوَّق بأشياء أخرى غير الجَمال، كان شاعرًا وله مكانةٌ مرموقة بالجيش - حسبما أذْكُر - لكنَّه تميَّز بدمامةِ الوجه وضخامة الأنف بشكلٍ لافت، واقرأ تلك الرِّواية؛ ربما تعيش مشاعِر البطل، وتكتشف أنه عاش وهمًا كان يُمكِنه تجاوزَه لو وثق بنفسه أكثرَ قليلاً، وأيقن أنَّ الله قد يسلبُنا أمورًا يملكها غيرُنا؛ لكنَّه عادلٌ بالتأكيد، فيُعطينا مقابلَها منحًا لا تكون لغيرِنا، كذلك الحال أيضًا في رواية "عطيل" لشكسبير، فعُقدة النقص كانتْ سببًا لأن يقتُلَ بنفْسه أحلى ما بحياته.



انتبه يا بني، لا تجعلِ اليأسَ يتملكك لهذه الدرجة، فتُعاني من قُبح الجوهر فوقَ معاناتك من قُبح المظهر.



نعمْ، أُوافقك الرأي: للمظهر قِيمتُه وأثره، لكنه ليس للدرجة التي تتصوَّرها، قد يخدع أحيانًا، وقد يكون له الأثَر الأول ورِدَّة الفعل الأولى، لكنَّه كالزَّبَد؛ سرعانَ ما يذوب ويذهب جفاءً.



صدِّقْني، لستُ أقول لك ذلك لأخفِّف عنك، ولستُ أقوله مِن فراغ أبدًا، فهنا بهذه الزاوية مِن الاستشارات، كثيرًا ما تصلنا استشاراتٌ حائرة معذَّبة لأشخاص يفوقونك جمالاً، وربَّما يبهرون مَن حولهم بمظهر لامِع، لكنَّهم يعانون رغمَ ذلك، ولو خلعتَ الغشاوة التي تجعلك لا تركِّز إلا على مشكلتك، لربَّما رأيتَهم حولك وبكلِّ مكان!



الفِتن والابتلاءات أكثرُ مِن أن تُحصى، وما الشكْلُ إلا أمر هيِّن أمام أمور أعمق وأشدَّ ألمًا وأذًى.



ثِقْ أنَّ الله يحبك، وما ابتلاك إلا وأنت لديك القُدرة على خوْض هذا البلاء، لكن قِلَّة بصيرتك جعلتْك تركِّز على ما فقدتَ، عوضًا عن تنقيبك فيما تملِك لتبْرَعَ فيه وتظهره، وتحمد الله عليه.



ابحَثْ عن النِّعم التي رزَقك الله إيَّاها وفقَدَها غيرُك، واشكُرِ الله كثيرًا؛ لا تشكره بلسانِك فحسبُ، بل بقلْبِك بشعورك بالرِّضا واليقين أنَّ أمرك كله خير، فما يُدريك؟ لعلَّ مِن حِكمة الله أنْ خلقك على هذه الصورة ليقيَك فِتنًا أكبر، وليجعلك تُخرِج أمورًا أفضل مِن داخلك تعوض بها، ألا يعوض الله مَن فقدَ نظره بسَمْع أقوى؟! ومَن فقدَ سمعه بملاحظة أقوى؟! ومن فقدَ صفيَّه ومَن يحبه بأجْر كبير عظيم، فيكون لنا دومًا سلوان مِن الله، يعوِّضنا به عمَّا نفقده فيما نملك.



ركِّزْ يا بني على نِعم الله عليك، وأحسِن استعمالها، لا تجعل الناس سببًا في إحباطك؛ فهُم لن يُفيدوك بشيء، الرِّزق مِن الله، والعطاء منه، والرِّضا واليقين لا يكون إلاَّ به.



دعْ وراءَك كلَّ آلامك الماضية، اجعلْها سُلَّمًا لك لترتقي؛ لتثبتَ للناس، للعالَم، لنفسك قبلَ أي شيء - أنَّك قادرٌ بعون الله على أن تُظهِر جوهرًا مميزًا يفوق لمعانُه وبريقه أيَّ مظهر.



آمِن بالله يا بُني، وثِق به، ثِق أنه يحبُّك، وتيقَّن أنَّ رِزقه لا يمنعه عنك مخلوقٌ، وسيأتيك سيأتيك شاءَ مَن شاء، وأبى مَن أبى، فاطلبْه منه، واجعل علاقتَك به أقوى مِن أي علاقة، وثِق أنه سيُغنيك مِن فضله.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.87 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]