تطور ظهور مصطلح الاختصار عند النحاة والعلماء - ملتقى الشفاء الإسلامي ملتقى الشفاء الاسلامي
 
 
اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61088 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29034 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 342 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم-أن المسجد الأقصى والقدس لم يأخذا في الإسلام قط دوراً مركزيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الزوجة قد تظلم زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أخطــاء أبنـائنا كـنز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وسائل إكساب الأطفال المفاهيم الخلقية والسلوكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فتن التواصل الاجتماعي.. ونعمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 39 - عددالزوار : 1206 )           »          لن يتحد صف المسلمين.. إلا إذا اتحدت كلمتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         
[حجم الصفحة الأصلي: 78.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.64 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2021, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,040
الدولة : Egypt
افتراضي تطور ظهور مصطلح الاختصار عند النحاة والعلماء

تطور ظهور مصطلح الاختصار عند النحاة والعلماء
أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن


لقد ظهر مُصطلح الاختصار تدريجيًا لدى النحاة العرب، ولقد تعودنا من النحاة العرب أن يشيروا إلى الظاهرة اللغوية أولاً إشارات خفيفة عند دراستهم لقضايا أخرى، ثم يتبع ذلك تطورًا للمصطلح وحجم الدراسة والشواهد، والبسط والتنقيح والتحليل.. إلخ، وقد حدث ذلك مع ظاهرة الاختصار، ومن ذلك ما يلي:

الاخْتِصَارُ عِنْدَ سِيْبِوَيْه (ت 180هـ):

أول مَنْ يمكننا الحديث عنه في هذا الشأن هو إمام النحاة سيبويه؛ صاحب "الكتاب"؛ لأنه أوَّلُ مَنْ ألَّف كتابًا في كثير من علوم اللغة كالنحو والصرف والأصوات والبلاغة،...الخ. ويتحدث سيبويه عن الاختصار في أكثر من موضع في كتابه دون أن يُحَدِّدَ مفهومًا واضحًا للاختصار، ومن ذلك - مثلاً - قوله معنونًا: "هذا باب ما يكون فيه المصدر حينًا لِسِعَةِ الكلامِ والاختصارِ"، ويقصد بذلك استعمال المصادر استعمال الظروف؛ توسُّعًا في الكلام؛ ورغبة في اختصاره، نحو: مقدم الحاج، وخفوق النجم، وصلاة العصر ظروفًا"[2].ومن ذلك حديثه عن إقامة النكرة مقام المعرفة، والمفرد مقام الجمع، لأجل اختصار الكلام، وقال في (أفعل) التفضيل:" ويعمل في الجمع، كقولهم: هو خير منك أعمالاً. فإنْ أضفتَ فقلتَ: هذا أول رجلٍ، اجتمع فيه لزوم النكرة، وأنْ يلفظ بواحدٍ وهو يريد الجمع َ، وذلك لأنَّه أراد أنْ يقولَ: "أول الرجال"فحذف استخفافًا واختصارًا"[3].



وقال في الحذف للاختصار: "ومما جاء على اتساع الكلام والاختصار قوله تعالى: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ﴾[4] إنما يريد: أهل القرية فاختصر"[5].



وأخيرًا يتحدث عن استعمال الظرف استعمال الأسماء للاختصار، فيقول "تقول: صيد عليه يومان. وإنَّما المعنى صَيْدٌ عليه الوحش في يومين، ولكنَّهُ اتَّسَعَ واختصر"[6].



الاخْتِصَارُ عِنْدَ الزَّجَاجِ (ت 310هـ):

والزجاج تحدث أيضًا عن الاختصار في معرض حديثه عن الحذف الذي يتمُّ لأجل الاختصار، ورغم ذلك لم يضع لنا مفهومًا واضحًا للاختصار [7].



الاخْتِصَارُ عِنْدَ ابن السَّرَّاجِ (ت 316هـ):

وابن السراج يتحدث عن الاختصار في معرض حديثه عن أنواعٍ من الأفعال المُستعارة للاختصار، فاعلها مفعلون في الحقيقة، نحو: مات زيد، وسقط الحائط، ومرض بكر[8]. كما تحدث ابن السراج عن الاختصار في معرض حديثه عن (كَمْ) الاستفهامية، وَبَيَّنَ أنَّ الهدفَ منها قصدُ الاختصارِ في الكلامِ، حيث تُغْنِى (كَمْ) عن أنْ نقولَ: أعشرون مالك، أثلاثون مالك، أخمسون؟، والعدد بلا نهاية، فأتوا باسم يَنْظُمُ العددَ كُلَّهُ فكانت (كَمْ)[9]. كما تحدث عن الاختصار أيضًا عندما تحدث عن البدل، وقال: إنَّه اختصارُ خَبَرَيْنِ [10].



الاخْتِصَارُ عِنْدَ الزَّجَّاجِي (ت 337هـ):

والزجاجي يتحدث عن التثنية والجمع في اللغة العربية، فبيَّن أنَّ الهدف من ذلك قصد الاختصار بعدم تعدد الأسماء، ولكنَّهُ، كَمَنْ سَبَقُوْهُ، لم يضع تعريفًا واضحًا للاختصار[11].



الاخْتِصَارُ عِنْدَ ابن جِنِّي (ت 392هـ):

وابن جني يتحدث عن الاختصار في غير موضعٍ، كحديثه عن أنَّ الهدفَ من الحروف اختصارُ الكلامِ، وكذلك الهدف من الأسماء الأفعال، وكحديثه عن الحذف للاختصار، ورغم ذلك لم يُحَدِّدْ لنا مفهومًا جامعًا مانعًا للاختصار[12].



الاخْتِصَارُ عِنْدَ الزَمَخْشَرِيِّ (ت 538هـ):

والزمخشري يتحدث عن الاختصار في معرض تفسيره لقوله تعالى: ﴿ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِك َ ﴾ [13]، فيقول:" فإن قلت: كيف جاز أنْ يُشَارَ بِهِ إلى مؤنثين وإنَّما هو للإشارة إلى واحد مذكر؟ - بقصد اسم الإشارة (ذلك) - قلتُ: جاز ذلك عند تأويل ما ذكر، وما تقدم؛ للاختصار في الكلام؟"[14]. كما تحدث الزمخشري أيضًا عن الاختصار في معرض حديثه عن الحذف في التنزيل لأجل الاختصار[15]. و الزمخشري يتميز عَمَّنْ سبقوه بأنَّهُ حاول أن يقترب حثيثًا من مفهوم الاختصار وذلك في معرض تعليقه على قوله تعالى ﴿ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴾[16].



حيثُ قال الزمخشري: (ما غشيهم) من باب الاختصار، ومن جوامع الكلم التي تستقل مع قلتها بالمعاني الكثيرة، أي: غشيهم ما لا يعلم كنهه إلا الله"[17]. فكان الاختصار بذلك يعني تقليل اللفظ، مع الوفاء بالمعنى المُرَادِ، وعدم الإخلال به.



الاخْتِصَارُ عِنْدَ ابن الشَّجَرِي (ت 542هـ):

وابن الشجري يتحدث عن الاختصار كثيرًا، كحديثه عن أن القصد بحروف المعاني اختصار الكلام، وكذلك القصد بالضمائر، والتثنية والجمع، أسماء الأفعال، والحذف أحيانًا، ورغم ذلك لم يقدم لنا مفهومًا واضحًا للاختصار[18].



الاخْتِصَارُ عِنْدَ ابن الأنْبَارِي (ت 577هـ):

وابن الأنباري يتحدث أيضًا عن الاختصار في غير موضع، فقد تحدَّثَ عن حروف المعاني، وأنَّ الهدفَ منها اختصارُ الكلام، وهو هدف الضمائر نفسِهَا، وكذلك هدف التثنية والجمع، وأسماء الأفعال، وأسماء الاستفهام، والحذف أحيانًا، ولكنه - رغم ذلك - لا يقدم لنا تعريفًا جامعًا مانعًا للاختصار. [19]



الاخْتِصَارُ عِنْدَ العُكْبُرِي (ت 616هـ):

والعكبري يتحدث أيضًا عن الاختصار دون تعريفٍ له، وذلك في معرض حديثه عن الغرض من (إنَّ)، قال:"إنَّمَا دخلت (إنَّ) على الكلام للتوكيد عِوضًا عن تكرير الجملة، وفي ذلك اختصارٌ تامٌّ مع حصول الغرض من التوكيد"[20].



الاخْتِصَار عِنْدَ ابن يَعِيْش (ت 643هـ):

وابن يعيش تحدَّثَ أيضًا عن الاختصار في غير موضعٍ، كحديثه عن أنَّ الهدف من وضع العَلَمِ الرغبة في اختصار الكلام، بعدم تعدد الصفات الدالة على المسمى، وكحديثه عن أنَّ الهدف من الحروف الاختصار، وكذلك الهدف من الحذف أحيانًا. والضمائر، والتثنية، والجمع، وأسماء الاستفهام، وأسماء الأفعال، وتنوين الع-وض، ولكنه - رغم ذلك - لم يُعَرِّفْ الاختصارَ تعريفًا جامعًا مانعًا [21].



الاخْتِصَارُ عِنْدَ الشَّلُوْبِيْنِ (ت 645هـ):

والشلوبين تحدَّثَ عن الاختصار في معرض حديثه عن المقارنة بين فعل الأمر للمخاطب والفعل المضارع المجزوم ب-(لام) الأمر، مثل: اِذْهَبْ، ولِتَذْهَبْ، فبيَّنَ أنَّ الأجودَ منهما استخدام فعل الأمر، " وإنَّمَا كانَ ذلك الأجْوَدَ لأنَّهُ أَخْصَرُ مِنْ قولك: لِتَفْعَلْ ولِتَذْهَبْ، فاستغنوا بالأخصر عن غيره"[22]. لكنَّه أيضًا لم يحد الاختصار بتعريف جامع مانع.



الاختصار عند الرَّضِي (ت 688هـ):

والرضي تحدَّثَ عن الاختصار في غير موضع أيضًا، فقد تحدَّثَ عن الاختصار في مجال الضمائر، والتثنية والجمع، وأسماء الأفعال، وكيف أن التفضيل لم يوضع له إلا صيغة واحدة هي (أفعل) للاختصار، والكناية للاختصار، والح-ذف للاختصار، و رغم ذلك لم يضعْ لنا تعريفًا واضحًا للاختصار[23].



الاخْتِصَارُ عِنْدَ ابن هشام (ت 761هـ):

وابن هشام دار معظم حديثه عن الاختصار حول الحذف المقصود به اختصار الكلام؛ لكنه كمَنْ سبقوه، ولم يحدّ حدًا جامعًا مانعًا[24].



الاخْتِصَارُ عِنْدَ السيوطي (ت 911هـ):

أمَّا السيوطي فَيُعْتَبَرُ أجمع عالم في القديم تحدَّثَ عن الاختصار، حيث جعل له عنوانًا خاصًا في كتابه (الأشباه والنظائر) [25]، وتحدَّث عن ميل العرب إلى الاختصار في كلامهم، كما تحدَّثَ عن الأبواب النحوية التيي يَرِدُ فيها الاختصار، وطرفٍ من أقوال العلماء حول الاختصار، ورغم ذلك فلم يكن حديث السيوطي عن الاختصار حديثًا شاملاً، حيث لم يضع لنا - كغيره - مفهومًا واضحًا للاختصار يحدُّه، ويلمُّ شتاته، وكان ما ذكره عن الاختصار عبارة عن نماذج من أقوال العلماء حول الاختصار، وليس دراسة تأصيلية له، من حيث بيان حقيقته، ووسائله، ومظاهره، والآثار المُترتِبَةِ عليه، والقيم النحوية التي يُحَقِّقُهَا، ثُمَّ إِنَّ حديثه عن الاختصار لم يكن كذلك حديثًا شاملاً كُلَّ أقوال العلماء حول الاختصار، بدليل أنَّهُ لم يُشِرْ إلى حديث سيبويه عن الاختصار، مع أنَّ سيبويه - كما تقدَّمَ - تحدَّثَ عن الاختصار في غير موضع[26].



..... وبعد؛ فقد سار العلماء فيما بعد علي درب السابقين في دراستهم للاختصار ونظرتهم ومنهجهم، ولم يُفْرِدُوا لظاهرة الاختصار دراسةً مُسْتَقِلَّةً جامعةً مانعةً؛ بل تحدَّثُوا عنها في ثنايا كتبهم ومؤلفاتهم مع ظواهِرَ وقضايا لُغَوِيَّةٍ أخرى، على الرغم من أنَّ هذه الظاهرة تستحِقُّ العناية والبحث؛ لمكانتها في الدرس اللُّغَوِيِّ العربِّي بعامة والنحويِّ بخاصة، ولأهميتها بالنسبة للعرب والعربية وعُشَّاقهما.



الاخْتِصَارُ عِنْدَ المعاصرين:

لقد أيقن العلماء والدارسون المعاصرون أهمية الاختصار في اللغة العربية، وأرادوا أن يُسْهِمُوا في دراسة ظاهرة الاختصار، ولم يُغْفِلُوا جُهُودَ السَّابقين ونتائجهم بل بنوا عليها، وفي الوقت ذاته لم يأخذوا بقول الطائي الكبير: [27]

يَقُوْلُ مَنْ تَطْرُقُ أَسْمَاعهُ كَمْ تَرَكَ الأَوَّلُ للآخِرِ



وإنَّما أخذوا بقول أبي عثمان المازني "وإذا قال العالم قولاً مُتَقَدِّمًا فللمُتَعَلِّمِ الاقتداءُ به، والانتصار له، والاحتجاج لخلافه؛ إنْ وجد إلى ذلك سبيلاً"[28]،



وعليه فقد تناول بعض العلماء المحدثين والمعاصرين بعض قضايا الاختصار ومظاهره وشواهده، ومن الدراسات التي أفاد منها هذا الكتاب الكثير، ومن أهم العلماء الذين اهتموا بدراسة هذه الظاهرة:

أولاً: الدكتور: أحمد عبد المنعم الرصد:

لقد اهتم الدكتور الرصد بدراسة ظاهرة الاختصار في كتابه "الاختصار"[29]. وفي هذا الكتاب عرَّف الرصد للاختصار، وعرض لبعض مظاهره وشواهده في الأبواب النحوية.



وقد ساق كثيرًا من أقوال النحاة والعلماء حول هذه الظاهرة، وتُعدُّ هذه الدراسة من الدراسات المفيدة والمختصة بدراسة هذه الظاهرة، وهي لبنة تبعتها لبنات ولا تزال لغتنا بحاجةٍ ماسَّةٍ لمزيدٍ من اللبنات والجهود والدراسات.



ثانيًا: الدكتور: أحمد مصطفى عفيفي:

الدكتور أحمد عفيفي - أحد أساتذتي - ممَّنْ تحدثوا عن الاختصار عند دراسته لظاهرة التخفيف؛ وذلك في كتابه "ظاهرة التخفيف في النحو العربي" [30].



وعقد سعادته الصلة بين الاختصار والتخفيف؛ لِمَا بين الظاهرتين من علاقة عضوية، فالاختصار قد يؤدي إلى التخفيف، وقد يلجأ العرب للاختصار للتخفيف وغيره - كما سنرى فيما بعد عند الحديث عن أسباب الاختصار ونتائجه - والاختصار مظهر من مظاهر التخفيف في اللغة عنده، والاختصار عنده "عِبَارَةٌ عَنْ وُقُوْعِ عُنْصُرٍ لُغَوِيٍّ مَحَلَّ عُنْصُرٍ لُغَوِيٍّ آَخَرَ، بِحَيْثُ يَتَضَمَّنُ الأوَّلُ مَعْنَى الثَّانِي مَعَ اخْتِلافِهِ عَنْهُ فِي قِلَّةِ عَدَدِ حُرُوْفِهِ"[31].



ولقد قارن الدكتور عفيفي بين الاختصار والحذف وفرَّق بينهما، ونفى أن يكون الحذف مدرجًا تحت مفهوم الاختصار!!؛ ولسْتُ معه فيما ذهب إليه في هذا الشأن - وسأوضح ذلك فيما بعد عند الحديث عن روافد الاختصار ومظاهره - ومما يُذكر للدكتور عفيفي أنَّه ذكر بعض العناصر اللغوية التي كان أصل وضعها على الاختصار، ومما لاشك فيه أن هذه الدراسة الجادة أفادت دراستنا كثيرًا.



ثالثًا: الدكتور: ياسر حسن رجب:

لقد أفرد الدكتور ياسر رجب - وهو أحد أساتذتي أيضًا - بحثًا مستقلاً لدراسة ظاهرة الاختصار بعنوان "الاختصار في الدراسات النحوية"[32].



ومما لاشكَّ فيه ولا يُنْكِرُهُ الدكتور ياسر رجب استفادته من دراسات السابقين حول ظاهرة الاختصار، فمن المُسَلَّمَاتِ أنَّ طبيعة العلوم تراكمية، ولقد جاءت دراسته حول الاختصار مُفيدة وثرية وناضجة، فقد أورد تعريفًا للاختصار النحوي فهو عنده "التعبيرُ عن المعاني النحويَّة الُمرادة بأقلِّ الألفاظ"[33].



ثم تحدث عن الاختصار عند كبار النحاة ونقد دراساتهم لهذه الظاهرة، وكذلك وضَّح أوجه القصور في دراسات بعض المعاصرين للاختصار[34]، كما علَّق على دراسات السابقين للاختصار - من وجهة نظره - ثم تحدَّثَ عن وسائل الاختصار وذكر بعض شواهده،...الخ.



خامسًا: الدِّرَاسَةُ التِّي بَيْنَ أَيْدَيْنَا " الاختصار سمة العربية ":

تأتي هذه الدراسة بعد هذا التراث الزاخر المزهر من الدراسات والأبحاث عن هذه الظاهرة المشهورة؛ لتجمعها بين دفتي كتابٍ واحدٍ في دراسةٍ مُسْتَقِلَّةٍ، تُعَرِّفُ بها في ضوء ما سبق من دراسات وتعريفات؛ مع توضيح ما نراه في هذا الشأن - ولا أُنْكِرُ أو أُقلل هنا الإفادة الكبيرة والمهمة من الدراسات والأبحاث حول هذه الظاهرة - ولكنني أردت أنْ أُسْهِمَ ولو بالقليل في دراسةِ هـذه السِّمَةِ الغاليةِ والبارزةِ في لغتنا الغالية.



ويتحدث هذا الكتاب عن ظهور الحديث عن ظاهرة الاختصار ودراستها، وتطور ظهور ذلك المصطلح عند العلماء العرب من القدامى والمُحدثين، ثم تنفرد بحديث عن أسباب الاختصار ونتائجه وضوابطه في اللغة العربية، وكذلك تَتَبُّع روافده، وتعرض لمظاهره وشواهده وشوارده، وتورد الأبواب النحوية والصرفيةَ التي ظهرت فيها شواهد تدلُّ على هذه السِّمَةِ البارزة في العربية، وتربط كل ذلك بأصول النحو العربيِّ وقواعده.



كما أضافت هذه الدراسة بعدًا جديدًا وهو استخدامها للمنهج التقابلي بين العربية وغيرها لتؤكد على تأصِّلِ الاختصار في اللغة العربية وامتيازها به مع سوق الأدلة والشواهد على ذلك.



ولقد سبق الدراسة مقدمةٌ ومدخلٌ فيهما الكثير من الحديث عن اللغة العربية وفضلها ومكانتها وآراء العلماء من العرب والغرب في هذا الأمر، وإنْ كان هذا الكلام مُكرَّرًا [35] فأرى أنَّه مُفِيْدٌ في بابه بإذن الله تعالى ولو من باب التذكير والترغيب، والله من وراء القصد وهو الموفق إلى سواء السبيل.





[1] اعتمد البحث بصورة رئيسة في هذه القضية على بحث (الاختصار في الدراسات النحوية) للدكتور ياسر حسن رجب في العدد (26) من مجلة دار العلوم، جامعة القاهرة، جمادى الآخرة 1420هـ / أكتوبر 1999 م (ص7-38).




[2] الكتاب، سيبويه (1 /222)، تح: عبدالسلام هارون، ط مكتبة الخانجي بالقاهرة، 1977م.




[3] الكتاب (1 /203).




[4] يوسف، الآية (82).




[5] الكتاب (1 /212).




[6]الكتاب (1 /21).




[7] إعراب القرآن المنسوب للزجاج (1 /31،32،33،47)، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب اللبناني، مكتبة المدرسة، ط3، بيروت، 1986م.




[8] الأصول في النحو لابن السراج (1 /74) تحقيق: عبدالحميد الفتلي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، بيروت (1407هـ / 1987م).




[9] الأصول في النحو (2 /135).




[10] المصدر السابق (2 /54).




[11] الإيضاح في علل النحو للزجاجي (ص121) تحقيق: د. مازن مبارك، ط دار النفائس، بيروت،1986م.




[12] الخصائص لابن جني (1 /89)، (2 /273) ، تح:محمد علي النجار، ط عالم الكتب، بيروت1983م.




[13] سورة البقرة، الآية (68).




[14] الكشاف للزمخشري (1 /149)، ط دار الكتاب العربي، بيروت (1406هـ/1986م).




[15] الكشاف (1 /103، 316، 467، 766)




[16] سورة طه، الآية (78).




[17] الكشاف (3 /78).




[18] الأمالي الشجرية، ابن الشجري (1 /13-90-230)، (2 /23-115)، تحقيق د: محمود الطناحي، مكتبة الخانجي، ط1، القاهرة 1993م.




[19] الإنصاف، لابن الأنباري (1 /144-163)، (2 /460-461-492)، تحقيق / محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر. د. ت، وأسرار العربية، ابن الأنباري (47،105،387،389)، والمجمع العربي، دمشق (1377هـ / 1957م).




[20] اللباب في علل البناء والإعراب، أبو البقاء العكبري، (1 /205)، تحقيق: غازي مختار طليمات، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، سورية، ط1، (1416هـ - 1995م).




[21] شرح المفصل لابن يعيش ( 1 /27)، (3 /92-93-96)، (4/ 5-25-104-113)، (5/2/113)، (6 /10)، (9 /30)، وعالم الكتب، بيروت، (د.ت).




[22] شرح المقدمة الجزولية للشلوبين (2/493)، تحقيق: د. تركي العتيبي، مؤسسة الرسالة، ط2، بيروت (1414هـ / 1994م).




[23] شرح الكافية للرضي (1/15)، (2/7، 68، 93، 113، 313)، ط دار الكتب العلمية، بيروت (1406هـ / 1985 م).




[24] مغني اللبيب لابن هشام (ص84-241-797)، تحقيق: د. مازن المبارك، ومحمد علي حمد الله، الطبعة الخامسة - بيروت 1979م.




[25] الأشباه والنظائر، للسيوطي (1 /51)، دار الكتاب العربي، ط1، بيروت، 1984م.




[26] ينظر: الاختصار في الدراسات النحوية لياسر رجب، (ص13).




[27] الخصائص (1 /191).




[28] المرجع السابق، الصفحة نفسها.




[29] الاختصار: د. أحمد عبد المنعم الرصد. القاهرة (1404هـ /1984م).




[30] ظاهرة التخفيف في النحو العربي، ط الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 1996م.




[31] المرجع السابق، (ص351).




[32] بحث منشور بمجلة كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، العدد (26)، جمادى الآخرة 1420هـ / أكتوبر 1999م، (ص 7-38).




[33] المرجع السابق (ص16).




[34] وبخاصة دراسة الدكتور الرصد، ودراسة الدكتور أحمد عفيفي.




[35] ينظر: الدرس النحوي في القرن العشرين، للمؤلف، (ص 23) وما بعدها.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.64 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]