الملف المتكامل عن رمضان - موسوعة علمية ميسّرة - كل ما تحتاجه عن رمضان بإذن الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60056 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 827 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-09-2006, 12:28 AM
جمعية حضن الاسلام جمعية حضن الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 298
الدولة : Egypt
افتراضي الملف المتكامل عن رمضان - موسوعة علمية ميسّرة - كل ما تحتاجه عن رمضان بإذن الله

رجااااااااااااااااااء

أرجو التثبيت ولو لفترة فقط من اجل رمضان
وشاهدوا الموضوع بأنفسكم لتعلموا قيمته بفضل الله

والدال على الخير كفاعله
وجزاكم الله خيرا























رجااااااااااااااااااء


من كل زوار هذا الموضوع


مشاهدة جميع الموضوع

فبفضل الله ورحمته

ستجد كل ما تحتاجه وتسأل عليه

وتريد ان تعرفه

فقط ابحث عمّا تريد

ورجاااااااااااااااااااء

ايضا ان ترسل هذا الموضوع لكل من تعرفه ومن لا تعرفه

وتنشره بقدر استطاعتك من خلال كل الوسائل المتاحة من

المنتديات والاميل والمطبوعات وكل شيء ولا تنسى ابدا

ان حبيبك محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قال

الدال على الخير كفاعله

فلا تحرم نفسك الأجر

ليعم الخير والأجر



المصدر ::






الملف العلمي للبحوث المنبرية لفقه وآداب وأحكام الصيام


ما يحتويه الملف
*
*
*
*


البشارة بقدوم رمضان


فضائل شهر رمضان

أنواع الصوم

حِكم الصيام وأسراره

مراحل تشريع الصوم


أداب الصوم

شروط وجوب الصوم

فروض صحة الصوم

مفسدات الصوم

ليلة القدر

تلاوة القرآن في رمضان وآدابها

الدروس المستفادة من رمضان

أحاديث شهر القرآن

ما يخص المسافر من أحكام الصيام

إثبات دخول رمضان


حُكم صيام رمضان

فضائل الصوم

ما قيل من أشعار في رمضان

صوم رمضان: الحقيقة اللغوية والشرعية

شروط الفطر بالمفطرات

مخالفات في شهر رمضان

السحور والفطر أحكام و آداب

الحث على قيام رمضان وما يتعلق به من أحكام وآداب

الإعتكاف

أحوال السلف في رمضان

أحاديث لا تثبت في شهر رمضان وصيامه


تفسير آيات الصوم


*******************





نبدأ بسم الله




الملف العلمي للبحوث المنبرية لفقه وآداب وأحكام الصيام

بسم الله الرحمن الرحيم

معاشرَ الأئمَّةِ والخطباء والوعاظ، إخوانَنا المربِّين والناصحين والمرشدين، معاشرَ المسلمين:

يسرُّ المنبرَ سرورًا عظيمًا أن يُهدي لكم بمناسبة شهر رمضان المبارك هَدِيَةً، نسأل الله تعالى أن تنال إعجابَكم، وأن تحظى بالقبول لديكم.

بين يديكم مجموعةٌ من البحوث العلمية القيِّمة، تناولت جميعَ الأحكام والآدابِ والمخالفات المتعلقة بهذا الشهر الكريم، على وجه البسط والتفصيل، قائمة على الدليل والتعليل.

والمنبر من وراء ذلك يهدف إلى توفير مادةٍ علمية تفصيلية متكاملة شاملة لكلِّ ما يتعلَّق بشهر رمضان، بحيث لا يبقى للخطيب في منبره ولا للواعظ في محرابه إلا أن يَجْتَبِي المختار، ويجتني الثمار.

ونهيب بإخواننا أئمةِ المساجد وغيرِهم من الدعاة اهتبالَ فرصةِ إقبال المسلمين في رمضان بتذكيرهم بالكثير مما لا يسعهم جهلُه من أمور دينهم، وأن لا يقتصروا في وعظهم على ما يتعلق برمضان









سنضع بعض الملفات والباقي على هذا الرابط




__________________
لرعاية الاسلام والمسلمين
ونشر الخير لكل الناس
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-09-2006, 12:30 AM
جمعية حضن الاسلام جمعية حضن الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 298
الدولة : Egypt
افتراضي

البشارة بقدوم رمضان:



أولا: البشارة لغة:


البشارة لغة:

قال الزجاج: "معنى يبشرك: يسرك ويُفْرحك، بشرت الرجل أبشره: إذا فرّحته، وبَشَر يبشر: إذا فرح".

وقال: "ومعنى يبشرك من البشارة".

وقال: "وأصل هذا كله أن بشرة الإنسان تنبسط عند السرور، ومن هذا قولهم: فلان يلقاني ببشرٍ، أي بوجه منبسط عند السرور"().

قال الجوهري: "والبشارة المطلقة لا تكون إلاَّ بالخير، وإنما تكون بالشرّ إذا كانت مقيّدة به، كقوله تعالى: {فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران:21]. وتباشر القوم إذا بشّر بعضهم بعضاً.

والتباشير: البشرى، وتباشير الصبح: أوائله، وكذلك أوائل كل شيء".

قال: "والبشير: المبشِّر، والمبشِّرات: الرياح التي تبشر بالغيث"().

.









البشارة والتهنئة بقدوم شهر رمضان:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة هي خير من ألف شهـر، من حُرِم خيرها فقـد حُـرم)) ([1]).

وما يُروى في الباب من حديث سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: ((أيها الناس قد أظلّكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، ...)) الحديث: فلا يصح([2]).

وحديث أبي هريرة المتقدم أصلٌ في تبشير وتهنئة الناس بعضهم بعضاً بقدوم شهر رمضان. قال ابن رجب: "كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟! كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشر العاقل بوقـتٍ يغل فيـه الشيطان؟! من أين يشبه هـذا الزمان زمان؟!"([3]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه النسائي (4/129) في الصوم، باب: فضل شهر رمضان، بسند صحيح، عن بشر بن هلال قال: حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن أبي قلابة به. وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (1992).

([2]) ابن خزيمة (1887) ك: الصيام، باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر. من طريق علي بن حجر السعدي ثنا يوسف بن زياد ثنا همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب به. وأخرجه الحارث في مسنده (321) وانظر: المطالب العالية، (1047) ك: الصوم، باب فضل شهر رمضان من طريق عبد الله بن بكر حدثني بعض أصحابنا رجلٌ يقال له: إياس، رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب به، وعند البيهقي في الشعب (3608) عن عبد الله بن بكر السهمي ثنا إياس بن عبد الغفار عن علي بن زيد به، والمحاملي في أماليه (293) من طريق الحسين ثنا سعيد بن محمد بن ثواب ثنا عبد العزيز بن عبد الله الجدعاني ثنا سعيد بن أبي عروبة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب به. والحديث مداره على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، انظر: التقريب (4768)، تهذيب الكمال (2/434)، المجروحين لابن حبان (2/78) ط السلفي.

([3]) لطائف المعارف (ص279).










إظهار الفرح والسرور بقدوم رمضان:

الفرح بمواسم الطاعات والحزن على فواتها أمر متفق عليه عند السلف.

قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ ?للَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس:58].

قال هلال بن يساف: "بالإسلام وبالقرآن"([1]).

وعن أيفع الكلاعي رضي الله عنه قال: لما قدم خراج العراق إلى عمر رضي الله عنه، خرج عمر رضي الله عنه ومولى له، فجعل يعد الإبل، فإذا هو أكثر من ذلك، فجعل عمر رضي الله عنه يقول: الحمد لله. وجعل مولاه يقول: هذا والله من فضل الله ورحمته. فقال عمر رضي الله عنه: كذبت، ليس هذا، هو الذي يقول: {قُلْ بِفَضْلِ ?للَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]، وهذا مما تجمعون([2]).

قال القاسمي: "{قُلْ بِفَضْلِ ?للَّهِ} يعني القرآن الذي أكرموا به {وَبِرَحْمَتِهِ} يعني الإسلام، {فَبِذَلِكَ} أي فبمجيئهما {فَلْيَفْرَحُواْ} أي لا بالأمور الفانية القليلة المقدار، الدنيئة القدر والوقع، {هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ} أي من الأموال وأسباب الشهوات، إذ لا ينتفع بجميعهما ولا يدوم، ويفوت به اللذات الباقية، بحيث يحال بينهم وبين ما يشتهون. والفاء داخلة في جواب شرط مقدر، كأنه قيل: إن فرحوا بشيء فبهما فليفرحوا"([3]).

وصوم رمضان أحد أركان الإسلام.

قال ابن رجب: "بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم، ثم مات الثالث على فراشه بعدهما، فرؤي في المنام سابقاً لهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أليس بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه، فوالذي نفسي بيده، إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض)) خرّجه الإمام أحمد وغيره([4]).

من رُحِم في شهر رمضان فهو المرحوم، ومن حُرم فهو المحروم، ومن لم يتزود فيه لمعاده فهو ملوم([5]).

وفي الباب حديث ضعيف، وهو ما رواه أبو مسعود الغفاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ وأهلَّ رمضان، فقال: ((لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنَّت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان))([6]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) تفسير الطبري (7/125).

([2]) تفسير ابن أبي حاتم (6/1960).

([3]) تفسير القاسمي (9/46).

([4]) أخرجه أحمد في المسند (2/333)، وابن ماجه (3925) في تعبير الرؤيا، باب تعبير الرؤيا، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3171).

([5]) لطائف المعارف (ص280).

([6]) أخرجه ابن خزيمة (1886) في الصوم، باب ذكر تزين الجنة، لشهر رمضان. وفيه جرير بن أيوب البجلي، قال عنه البخاري في التاريخ الكبير (2/215): "منكر الحديث" . وكذا قال أبو زرعة وأبو حاتم كما في الجرح والتعديل (2/503)، وفيه عن يحيى بن معين: "جرير بن أيوب البجلي ليس بشيء".









المستبشرون بقدوم رمضان:

الذين يفرحون بحلول شهر رمضان صنفان:

1. أهل الطاعة والإيمان:

يفرحون بما في رمضان من أنواع الطاعات، وما أعدّه الله لأهلها من الأجر والثواب ومن ذلك:

الصوم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))([1]).

قال ابن حجر: "قوله: ((إيمانا)) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه، ((واحتساباً)) أي طلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه"([2]).

صلاة التراويح:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))([3]).

قال النووي: "والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح"([4]).

قيام ليلة القدر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))([5]).

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان))([6]).

قال النووي: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((تحروا ليلة القدر)) أي احرصوا على طلبها واجتهدوا فيه"([7]).

العمرة:

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار: ((ما منعك أن تحجي معنا؟)) قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه - لزوجها وابنها – وترك ناضحاً ننضح عليه. قال: ((فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرة في رمضان حجة))([8]). وفي لفظ: ((فإن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي))([9]).

قال ابن العربي: "حديث العمرة هذا صحيح، وهو فضل من الله ونعمة، فقد أدركت العمرة فضيلة الحج بانضمام رمضان إليها"([10]).

وقال ابن الجوزي: "فيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وبخلوص القصد"([11]).

تلاوة القرآن:

عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلّ ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة([12]).

2. أهل الغفلة واللهو والعصيان:

يفرحون بما في رمضان من ألوان المباحات واللهو والمحرمات، ومن ذلك:

المأكولات والمشروبات الرمضانية:

فتمتلئ الموائد امتلاءً عجيباً من ذلك، ولا يكاد يسلم من هذا الأمر إلا من رحم ربك، وقليل ما هم.

ولا يخفى ما في هذا الأمر من مناقضة لحكمة تشريع الصوم من تقليل الطعام الذي يساعد على صفاء النفس وسمو الروح؛ حتى يخف الجسد وينشط لصلاة التراويح، وعلى العكس حين يمتلئ المسلم من هذه الأطعمة ؛ فإن صلاة العشاء، تثقل عليه، ناهيك عن صلاة التراويح، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((ما ملأ آدميٌّ وعاءً شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه))([13]).

فوازير رمضان، والأفلام والمسلسلات الرمضانية:

وهذه فيها ألوان من المعاصي من سماع الأغاني المحرَّمة، وإطلاق البصر في رؤية ما حرَّم الله، وتضييع أشرف الأوقات فيما حرَّم الله.

مباريات كرة القدم التي تقام في هذه الشهر الفضيل.

اختلاط الجنسين في الأسواق:

فبعض ضعاف النفوس يرون شهر رمضان موسماً للغزل والمعاكسات، وممارسة ما حرّم الله، وفي هذا انتكاس أيُّ انتكاس . وحال الأسواق اليوم يندى لها الجبين، فعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله في بناتهم، ويراقبوهنّ ويحافظوا عليهن.

فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع، ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عند رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته))([14]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه البخاري (1901) في الصوم، باب:من صام رمضان إيماناً واحتساباً، واللفظ له. ومسلم (760) في صلاة المسافرين وقصرها، باب:الترغيب في قيام رمضان، وهو التراويح.

([2]) فتح الباري (4/251).

([3]) أخرجه البخاري (37) في الإيمان، باب:تطوع قيام رمضان من الإيمان. ومسلم (759) في صلاة المسافرين وقصرها، باب:الترغيب في قيام رمضان، وهو التراويح.

([4]) شرح مسلم (6/39).

([5]) البخاري (35) في الإيمان،باب قيام ليلة القدر من الإيمان. ومسلم (760) في صلاة المسافرين وقصرها،باب:الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح.

([6]) أخرجه البخاري (2017) في فضل ليلة القدر،باب:تحرِّي ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر.

([7]) شرح مسلم (5/58).

([8]) أخرجه البخاري (1782) في الحج،باب: عمرة في رمضان.

([9]) أخرجه البخاري (1863) في الحج،باب: حج النساء.

([10]) انظر: فتح الباري (3/604).

([11]) المصدر نفسه.

([12]) أخرجه البخاري (9) في بدء الوحي، باب بدء الوحي.

([13]) أخرجه الترمذي (2380) في الزهد، باب:ما جاء في كراهية كثرة الأكل . وقال:"هذا حديث حسن صحيح". وصححه ابن حبان في صحيحه (الإحسان 5236)، والحاكم في المستدرك (4/331)، والألباني في صحيح سنن الترمذي (1939).

([14]) البخاري (893) في الجمعة، الجمعة في القرى والمدن.









من أماني السلف الصالح بلوغ شهر رمضان:

قال معلى بن الفضل: "كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"([1]).

وقال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلاً"([2]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) لطائف المعارف (ص280).

([2]) المصدر السابق.












أخطاء يقع فيها بعض الناس في استقبال شهر رمضان:

1. اغتنام آخر شعبان في الإكثار من الأكل والشرب:

إذا العشرون من شعبان ولَّت فواصل شـرب ليلك بالنهار

ولا تشرب بأقداح صغـارٍ فإن الوقت ضاق عن الصغار([1])

2. التسخط من قدوم شهر رمضان لمشقة الصيام:

قيل: إنه كان للرشيد ابن سفيه، فقال مرةً:

دعاني شهر الصوم لا كان من شهر ولا صمت شهـراً بعـد آخـر الدهـر

فلو كان يعديني الأنـام بقــدرة على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر

فأخذه داء الصرع، فكان يُصرع في كل يوم مرات متعددة، ومات قبل أن يدركه رمضان آخر([2]).

هذا حال الجهال، وإلا فإن الأكياس كانت السنَة كلها عندهم رمضان.

3. التلهف في شراء مؤن رمضان من المأكولات والمشروبات:

مر جابرٌ على عمر بلحم اشتراه بدرهم نقال: فقال له عمر: ما هذا؟! قال: اشتريته بدرهم، قال: كلما اشتهيت شيئاً اشتريته، لا تكون من أهل هذه الآية: { أَذْهَبْتُمْ طَيّبَـ?تِكُمْ فِى حَيَـ?تِكُمُ ?لدُّنْيَا} [الأحقاف:20]"([3]).

ودخل عمر على ابنه عبد الله وإذا عندهم لحم، فقال: ما هذا اللحم؟! فقال: اشتهيته، قال: أوكلما اشتهيت شيئاً أكلته، كفى بالمرء سرفاً أن يأكل ما اشتهاه([4]).

وباع قوم من السلف جارية لهم، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له، ويستعدون بالأطعمة، وغيرها، فسألتهم، فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟! لقد كنت عند قومٍ كل زمانهم رمضان، ردّوني عليهم([5]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) لطائف المعارف (ص276).

([2]) لطائف المعارف (ص276).

([3]) مصنف ابن أبي شيبة (5/140)، الزهد لابن أبي عاصم (1/124).

([4]) الزهد لابن أبي عاصم (1/123).

([5]) لطائف المعارف (ص278).
__________________
لرعاية الاسلام والمسلمين
ونشر الخير لكل الناس
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-09-2006, 12:32 AM
جمعية حضن الاسلام جمعية حضن الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 298
الدولة : Egypt
افتراضي

فضائل شهر رمضان
















1. فيه أنزل الله القرآن

قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ ?لَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ?لْقُرْآنُ} [البقرة: 185].

قال ابن كثير: "يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم"([1]) .

قال محمد رشيد رضا: "إن الحكمة في تخصيص هذا الشهر بهذه العبادة هي أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، أفيضت على البشر فيه هداية الرحمن ببعثة محمد خاتم النبيين عليه السلام، بالرسالة العامة للأنام، الدائمة إلى آخر الزمان"([2]) .

قال ابن سعدي: "... هو شهر رمضان، الشهر العظيم، الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم،وهو القرآن الكريم،المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية"([3]) .



--------------------------------------------------------

([1]) تفسير القرآن العظيم (1/221).

([2]) تفسير المنار (2/158).

([3]) تيسير الكريم الرحمن (1/ 222 ـ 223).















2. فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)) ([1]) .

قال أبو الوليد الباجي: "يحتمل أن يكون هذا اللفظ على ظاهره، فيكون ذلك علامة على بركة الشهـر وما يرجى للعامل فيه من الخير"([2])

وقال ابن العربي: "وإنما تفتح أبواب الجنة ليعظم الرجاء، ويكثر العمل، وتتعلق به الهمم، ويتشوق إليها الصابر، وتغلـق أبواب النار لتجزى([3]) الشياطين، وتقل المعاصي، ويصد بالحسنات في وجوه السيئات فتذهب سبيل النار"([4]).

وقال القاضي عياض: "قيل: يحتمل على الحقيقة، وأنّ تفتّح أبواب الجنة وتغليق أبواب النار، علامة لدخول الشهر، وعظم قدره، وكذلك تصفيد الشياطين؛ ليمتنعوا من أذى المؤمنين وإغوائهم فيه"([5]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه البخاري في الصوم، باب: هـل يقال رمضان (1898)، ومسلم في الصيام، باب: فضل شهر رمضان (1079).

([2]) المنتقى شرح الموطأ (2/75).

([3]) كذا في المطبوع، ولعلها: لتخزى.

([4]) عارضة الأحوذي (3/198).

([5]) إكمال المعلم (4/5).

















3 ـ أن الله اختصه بفريضة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال المقربة إليه سبحانه وتعالى، وأجلها، فهو سبب لمغفرة الذنوب والآثام.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليـه وسلـم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)) ([1]) .

قال ابن بطال: "قوله: ((إيمانًا)) يريد تصديقًا بفرضه وبالثواب من الله تعالى على صيامه وقيامه، وقوله: ((احتسابًا)) يريد بذلك ليحتسب الثواب على الله، وينوي بصيامه وجه الله"([2]) .

وقال الطيبي: "يعني بالإيمان الاعتقاد بحقية فرضية صوم هذا الشهر، لا الخوف والاستحياء من الناس من غير اعتقاد بتعظيم هذا الشهر، والاحتساب طلب الثواب من الله الكريم"([3]) .

وقال المناوي: "وفيه فضل رمضان وصيامه، وأن تنال به المغفرة، وأن الإيمان وهو التصديق والاحتساب وهو الطواعية شرط لنيل الثواب والمغفرة في صوم رمضان، فينبغي الإتيان به بنية خالصة وطوية صافية امتثالاً لأمره تعالى واتكالاً على وعده"([4]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه البخاري في الإيمان، باب: صوم رمضان احتسابًا من الإيمان (38)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في صيام رمضان وهو التراويح (760).

([2]) شرح البخاري (4/21).

([3]) الكاشف عن حقائق السنن شرح مشكاة المصابيح (4/137).

([4]) فيض القدير (6/160).


















4 ـ فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: لما حضر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغـلق فيه أبواب الجحـيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم)) ([1]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه النسائي في الصيام، باب: فضل شهر رمضان (2105)، وأحمد (2/230)، وعبد الرزاق (7383)، وله شاهد من حديث أنس عند ابن ماجه في الصيام، باب: ما جاء في فضل شهر رمضان (1644)، وحسّنه المنذري في الترغيب (2/99)، وقال الألباني في صحيح الترغيب (999): "صحيح لغيره".
















5 ـ أن فيه استجابة الدعاء، والعتق من النار:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة)) ([1]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه أحمد (2/254)، وأبو نعيم في الحلية (8/257)، وقال الهيثمي في المجمع (10/216): "ورجاله رجال الصحيح"، وله شاهد عند ابن ماجه في الصيام، باب: فضل شهر رمضان (1643)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (604): "رجال إسناده ثقات".















6 ـ أن العمرة فيه تعدل أجر حجة:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: ((ما منعك أن تحجّي معنا؟)) قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه ـ لزوجها وابنها ـ وترك ناضحًا ننضـح عليه. قـال: ((فإذا كان رمضان اعتمري فيه؛ فإن عمرةً فيه تعدل حجة)) ([1]) .

قال ابن بطال: "قوله: ((كحجة)) يريد في ثواب، والفضائل لا تدرك بالقياس، والله يؤتي فضله من يشاء"([2]) .

وقال النووي: "أي: تقوم مقامها في الثواب، لا أنها تعدلها في كـل شـيء، بأنه لو كان عليه حجة فاعتمر في رمضان لا تجزئه عن الحجة"([3]) .

وقال الطيـبي: "أي: تقابل وتماثل في الثواب؛ لأن الثواب يفضل بفضيلة الوقت"([4]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه البخاري في الحج، باب: عمرة في رمضان (1782)، ومسلم في الحج، باب: فضل العمرة في رمضان (1256) واللفظ له.

([2]) شرح البخاري (4/438).

([3]) شرح مسلم (9/ 2).

([4]) الكاشف عن حقائق السنن المعروف بـ "شرح المشكاة" (5/219).

وفي فضائل رمضان أحاديث كثيرة ضعيفة. انظرها في مبحث: "أحاديث لا تثبت في شهر رمضان وصيامه".

على هذا الرابط

http://www.alminbar.net/malafilmy/ra...26/malaf26.htm
__________________
لرعاية الاسلام والمسلمين
ونشر الخير لكل الناس
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22-09-2006, 12:36 AM
جمعية حضن الاسلام جمعية حضن الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 298
الدولة : Egypt
افتراضي

أنواع الصوم



أولاً: الصوم الواجب:
1. صوم رمضان:
قال تعالى: {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:18].
وقال: {شَهْرُ رَمَضَانَ ?لَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ?لْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـ?تٍ مِّنَ ?لْهُدَى? وَ?لْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة:185].
قال الطبري: "{كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصّيَامُ} فرض عليكم الصيام"([1]).
وقال ابن عبد البر: "... وأجمع العلماء على أن لا فرض في الصوم غير شهر رمضان..." ([2]).
وقال ابن تيميمه: "... صيام رمضان فرض في الجملة، وهذا من العلم العام الذي توارثته الأمة خلفاً عن سلف، وقد دلّ عليه الكتاب والسنة والإجماع"([3]).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)) ([4]).
وجاء في حديث جبريل قوله: ((... الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً))([5]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان)) قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئاً ولا أنقص منه. فلما ولّى قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سرّه أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة فلينظر إلى هذا))([6]).
وعن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دويّ صوته ولا نفقهُ ما يقول، حتى دنا ؛ فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خمس صلوات في اليوم والليلة)) فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: ((لا إلا أن تطوّع)). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وصيام رمضان)) قال: هل عليّ غيره؟ قال: ((لا إلا أن تطوّع))، قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال: هل عليّ غيرها؟ قال: ((لا إلا أن تطوّع)). قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفلح إن صدق))([7]).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من القوم؟ – أو من الوفد؟)) قالوا: ربيعة، قال: ((مرحباً بالقوم – أو بالوفد – غير خزايا ولا ندامى)). فقالوا: يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفّار مُضر، فَمُرْنا بأمرٍ فصل نُخبر به من وراءنا، وندخل به الجنة. وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع: أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال: ((أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس)). ونهاهم عن أربع: عن الحنتم، والدباء، والنقير، والمزفت – وربما قال: النقير – وقال: ((احفظوهن، وأخبروا بهن من وراءكم))([8]).
2. قضاء أيام رمضان:
قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:185].
قال الطبري: "... ومن كان مريضاً أو على سفر في الشهر فأفطر، فعليه صيام عدة الأيام التي أفطرها، من أيام أخر غير أيام شهر رمضان"([9]).
عن معاذة قالت: سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟! فقالت: (أحرورية أنت؟) قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل، قالت: (كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة) ([10]).
قال النووي: "أجمع المسلمون على أن الحائض والنفساء لا تجب عليهما الصلاة، ولا الصوم في الحال، وأجمعوا على أنه لا يجب عليهما قضاء الصلاة، وأجمعوا على أنه يجب عليهما قضاء الصوم" ([11]).
3. صوم المتمتع والقارن في الحج إذا لم يجدا الهدي:
أما المتمتع فلقوله تعالى: {فَمَن تَمَتَّعَ بِ?لْعُمْرَةِ إِلَى ?لْحَجّ فَمَا ?سْتَيْسَرَ مِنَ ?لْهَدْىِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـ?ثَةِ أَيَّامٍ فِي ?لْحَجّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} [البقرة:196].
وجاء عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما أنهما قالا: (لم يرخّص في أيام التشريق أن يصوم إلا لمن لم يجد هدياً) ([12]).
وأما القران فقال الشيخ الشنقيطي: "واعلم أن من يعتدّ به من أهل العلم أجمعوا على أن القارن يلزمه ما يلزم المتمتع من الهدي، والصوم عند العجز عن الهدي"([13]).
4. كفارة الحلق في الحج – على التخيير –:
قال تعالى: {وَلاَ تَحْلِقُواْ رُءوسَكُمْ حَتَّى? يَبْلُغَ ?لْهَدْىُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة:196].
قال الحافظ ابن كثير: "وعامة العلماء أنه يخير في هذا المقام، إن شاء صام، وإن شاء تصدق بفَرْقٍ، وهو ثلاثة آصع، لكل مسكين صاع، وهو مُدّان، وإن شاء ذبح شاة وتصدق بها على الفقراء"([14]).
وعن كعب بن عجرة قال حُملتِ إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال: ((ما كنت أرى أن الجهد قد بلغ بك هذا أما تجد شاةً ؟!)) قلت: لا، قال: ((صُمْ ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع من طعام، واحلق رأسك))([15]).
قال الخطابي: "قلت: هذا إنما هو حكم من حلق رأسه لعذر مِنْ أذى يكون به، وهو رخصة له، فإذا فعل ذلك كان مخيراً بين الدم والصدقة والصيام"([16]).
5. جزاء قتل الصيد للمحرم – على التخيير –:
قال تعالى: {يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ ?لصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمّداً فَجَزَاء مّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ ?لنَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مّنْكُمْ هَدْياً بَـ?لِغَ ?لْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَـ?كِينَ أَو عَدْلُ ذ?لِكَ صِيَاماً لّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا ?للَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ ?للَّهُ مِنْهُ وَ?للَّهُ عَزِيزٌ ذُو ?نْتِقَامٍ} [المائدة:95].
قال ابن جرير الطبري: "وأولى الأقوال بالصواب عندي في قوله: {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَـ?كِينَ أَو عَدْلُ ذ?لِكَ صِيَاماً} أن يكون تخييراً، وأن يكون للقاتل الخيار في تكفيره – بقتله الصيد وهو محرم – بأيّ هذه الكفارات الثلاث شاء..." ([17]).
وقال في قوله تعالى: {أَو عَدْلُ ذ?لِكَ صِيَاماً}: "...أو على قاتل الصيد محرماً عدلُ الصيد المقتول من الصيام، وذلك أن يُقوّم الصيد حياً غير مقتول قيمته من الطعام بالموضع الذي قتله فيه المحرم، ثم يصوم مكان كلّ مُدّ يوماً..." ([18]).
6. كفارة القتل – على الترتيب -:
قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى? أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مّنَ ?للَّهِ وَكَانَ ?للَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء:92].
قال ابن عطية: "... عند الجمهور: فمن لم يجد العتق ولا اتّسع ماله له فيجزيه صيام شهرين متتابعين في الأيام، لا يتخللّها فطر"([19]).
وقال البغوي: "والقاتل إن كان واجداً للرقبة أو قادراً على تحصيلها بوجود ثمنها فاضلاً عن نفقته ونفقة عياله وحاجته من مسكن ونحوه فعليه الإعتاق، ولا يجوز أن ينقل إلى الصوم، فإن عجز عن تحصيلها فعليه صوم شهرين متتابعين، فإن أفطر يوماً متعمداً في خلال الشهرين أو نسي النية ونوى صوماً آخر وجب عليه استئناف الشهرين"([20]).
7. كفارة اليمين – على الترتيب -:
قال تعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ?للَّهُ بِ?للَّغْوِ فِى أَيْمَـ?نِكُمْ وَلَـ?كِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ?لاْيْمَـ?نَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَـ?كِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـ?ثَةِ أَيَّامٍ ذ?لِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَـ?نِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَ?حْفَظُواْ أَيْمَـ?نَكُمْ كَذ?لِكَ يُبَيّنُ ?للَّهُ لَكُمْ ءايَـ?تِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:89].
عن ابن عباس أنه قال: (هو بالخيار في هؤلاء الثلاثة، الأول فالأول، فإن لم يجد من ذلك شيئاً فصيام ثلاثة أيام متتابعات)([21]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فمتى كان واجداً فعليه أن يكفر بإحدى الثلاث، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام..." ([22]).
8. كفارة الظهار – على الترتيب –:
قال تعالى: {وَ?لَّذِينَ يُظَـ?هِرُونَ مِن نّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَ?للَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ C فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُواْ بِ?للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ وَلِلْكَـ?فِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المجادلة:3، 4].
قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: فمن لم يجد منكم ممن ظاهر من امرأته رقبة يحررها، فعليه صيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا والشهران المتتابعان هما اللذان لا فصل بينهما بإفطار في نهار شيء منهما إلا من عذر"([23]).
قال القرطبي: "ذكر الله عز وجل الكفارة هنا مرتبة؛ فلا سبيل إلى الصيام إلا عند العجز عن الرقبة، وكذلك لا سبيل إلى الإطعام إلا عند عدم الاستطاعة على الصيام، فمن لم يطق الصيام وجب عليه إطعام ستين مسكيناً..."([24]).
وعن خولة بنت مالك بن ثعلبة قالت: ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكو إليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجادلني فيه، ويقول: ((اتقي الله فإنه ابن عمك)) فما برحمت حتى نزل القرآن: {قَدْ سَمِعَ ?للَّهُ قَوْلَ ?لَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا} [المجادلة:1]. إلى الفرض فقال: ((يعتق رقبه)) قالت: لا يجد، قال: ((فليطعم ستين مسكيناً)) قالت: ما عنده من شيء يتصدق به، قالت: فأتى ساعتئذٍ بعَرَقٍ من تمر، قلت: يا رسول الله، فإني أعينه بعرقٍ آخر، قال: ((أحسنت، اذهبي فأطعمي بها عنه ستين مسكيناً وارجعي إلى ابن عمك))([25]).
قال ابن قدامة: "أجمع أهل العلم على أن المظاهر إذا لم يجد رقبةً، أن فرضه صيام شهرين متتابعين وذلك لقول الله تعالى: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا} [المجادلة:4]، وحديث أوس بن الصامت وسلمة بن صخر"([26]).
9. صيام النذر:
قال تعالى: {يُوفُونَ بِ?لنَّذْرِ وَيَخَـ?فُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} [الإنسان:7].
قال قتادة: "كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة والزكاة والحج والعمرة وما افترض عليهم فسمّاهم الله بذلك الأبرار"([27]).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ قال: ((نعم، فدين الله أحق أن يُقضى)) وفي رواية: قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أمي ماتت وعليها صوم نذر..))([28]).
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ومن نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه))([29]).
وعن زيادة بن جبير قال: كنت مع ابن عمر فسأله رجل فقال: نذرت أن أصوم كل يوم ثلاثاء أو أربعاء ما عشت، فوافقت هذا اليوم يوم النحر فقال: (أمر الله بوفاء النذر ونهينا أن نصوم يوم النحر)، فأعاد عليه، فقال مثله لا يزيد عليه([30]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ويصام النذر عنه – يعني: الميّت – سواء تركه لعذر أو لغير عذر ...، قال في رواية عبد الله – في رجل مرض في رمضان -: إن استمر المرض حتى مات، ليس عليه شيء؛ فإن كان نذر صام عنه وليه! إذا هو مات؛ لأن النذر محلة الذمة، وهو أوجبه على نفسه.
ولهذا قد يجب على الإنسان من الديون بفعل نفسه ما يعجز عنه، ولا يجب عليه بإيجاب الله عليه إلا ما يقدر عليه.
ولهذا لو تكفّل من الدَّيْن بما لا يقدر عليه ؛ لزمه في ذمّته.
وعلى هذا فلا فرق بين أن ينذر وهو مريض فيموت مريضاً، أو ينذر صوم شهر ثم يموت قبل مضي شهر"([31]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) تفسير الطبري (3/409).
([2]) التمهيد (22/148).
([3]) شرح العمدة (1/26- الصيام).
([4]) رواه البخاري (1/20) كتاب الإيمان، باب: دعاؤكم إيمانكم رقم (8)، ومسلم (1/45) كتاب الإيمان باب أركان الإسلام ودعائمه العظام رقم (16).
([5]) رواه البخاري (1/33) كتاب الإيمان، باب: سـؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلـم رقم (50)، ومسلم (1/36-38) كتاب الإيمان، باب: الإيمان والإسلام رقم (8).
([6]) رواه البخاري (1/431)، كتاب: الزكاة، باب: وجوب الزكاة رقم (1397)، ومسلم (1/44) كتاب: الإيمان، باب: بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة رقم(14).
([7]) رواه البخاري (1/31-32) كتاب: الإيمان، باب: الزكاة من الإسلام رقم (46)، ومسلم (1/40-41)، كتاب: الإيمان باب: السؤال عن أركان الإسلام رقم (11).
([8]) رواه البخاري (1/35) كتاب: الإيمان، باب: أداء الخمس من الإيمان، رقم (53)، ومسلم (1/46) كتاب: الإيمان باب: الأمر بالإيمان بالله تعالى رقم (17).
([9]) تفسير الطبري (3/457).
([10]) رواه مسلم (1/265) كتاب: الحيض باب وجوب قضاء الصـوم على الحـائض رقـم (335) وأبو داود (1/262) كتاب: الطهارة، باب: في الحائض لا تقضي الصلاة . وأبو أعوانه (1/270) والبيهقي (1/308).
([11]) شرح صحيح مسلم (4/26).
([12]) تفسير الطبري (4/98).
([13]) منسك الإمام الشنقيطي (3/97).
([14]) تفسير ابن كثير (1/349-350) وانظر: الفروع لابن مفلح (3/258)، ونيل الأوطار (5/77).
([15]) رواه البخاري، كتاب: تفسير القرآن باب: ((فمن كان منكم مريضاً)) رقم (4517).
([16]) معالم السنن (2/161) . وانظر: المبدع (3/136)، والفروع (3/258)، والأم (2/186) وبدائع الصنـائع (2/178)، وبداية المجتهد (1/276)، وتحفة المحتاج (2/197).
([17]) تفسير الطبري (11/37).
([18]) تفسير الطبري (11/42)، وانظر: أحكام القرآن للطحاوي (2/281-287)،وللجصاص (4/140-141). وأضواء البيان (2/133-134)، والمغني (5/415-518).
([19]) المحرّر الوجيز (4/211).
([20]) تفسير البغوي (2/263).
([21]) أخرجه الطبري في تفسيره (10/561).
([22]) مجموع الفتاوى (35/349).
([23]) تفسير الطبري (23/232).
([24]) تفسير القرطبي (17/285).
([25]) رواه أبو داود كتاب: الطلاق، باب: في الظهار رقم (2214) وابن ماجه كتاب: الطلاق، باب: الظهار رقم (2062)، وأحمد (6/411) وحسنه الألباني كما في صحيح أبي داود (2/416-4117) وانظر: إرواء الغليل (7/176) رقم (2091).
([26]) المغني (11/85) . وانظر: الدر المختار (2/798)، ومغني المحتـاج (3/364-365)، وكشـاف القنـاع (5/443-448).
([27]) أخرجه الطبري في تفسيره (29/208).
([28]) رواه البخاري كتاب الصوم باب من مات وعليه صوم رقم (1953).
([29]) رواه البخاري كتاب الأيمان والنذور، باب: النذر في الطاعة رقم (6696).
([30]) رواه البخاري كتاب الأيمان والنذور باب: من نذر أن يصوم أياماً رقم (6706)، ومسلم، كتاب: الصيام باب: النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى رقم (1139).
([31]) شرح العمدة (1/375- الصيام-).

ثانياً: صيام التطوع:
1. صيام داود عليه السلام وهو صوم يوم إفطار يوم:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وإن أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً))([1]).
عن عبد الله بن عمرو قال: أُخبِر النبي صلى الله عليه وسلم أني أقول: والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنت الذي تقول ذلك؟)) فقلت له: قد قلته بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: ((فإنك لا تستطيع ذلك؛ فصم وأفطر، ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام ؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر))، قال: قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: ((فصم يوماً وأفطر يوماً، فذلك صيام داود عليه السلام وهو أعدل الصيام))، قال: قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا أفضل من ذلك))([2]).
2. صوم شهر الله المحرم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: ((الصلاة في جوف الليل))، فقيل: فأي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: ((شهر الله المحرّم))([3]).
3. صوم أشهر الحرم:
ورد فيه حديث ضعيف عن مجيبة الباهلي عن أبيه أو عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((...، صم شهر الصبر وثلاثة أيامٍ بعده، وصم أشهر الحرم))([4]).
وورد عن ابن عمر أنه كان يصوم أشهر الحرم.
وعنه أنه كان لا يكاد يفطر في أشهر الحرم ولا غيرها ([5]).
وقال النووي: "قال أصحابنا: ومن الصوم المستحب صوم الأشهر الحرم، وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، ومن لا يشق عليه فصوم جميعها فضيلة"([6]).
وقال ابن رجب:"وقد كان بعض السلف يصوم الأشهر الحرم كلّها، منهم ابن عمر، والحسن البصري، وأبو إسحاق السبيعي، وقال الثوري: الأشهر الحرم أحبُّ إليَّ أن أصوم فيها"([7]).
4. صيام ستّ من شوال:
عن أبي أيوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال، فذلك صيام الدهر))([8]).
عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام رمضان وستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة، ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها))([9]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "... وذلك أن صيام الدهر هو استغراق العمر بالعبادة، وذلك عمل صالح، لكن لما فيه من صوم أيام النهي والضعف عما هو أهم منه كُرِه، فإذا صام ستة مع الشهر الذي هو ثلاثون؛ كتب له صيام ثلاثة مئة وستين يوماً؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها ؛ وكذلك فسّره النبي صلى الله عليه وسلم، فحصل له ثواب من صام الدهر من غير مفسدة، لكن بصومه رمضان، ومن صام ثلاثة أيام من كل شهر ؛ حصل له ثواب صيام الدهر بدون رمضان ويبقى رمضان له زيادة – إلى أن قال – وسواءً صامها عقيب الفطر أو فصل بينهما، وسواء تابعها أو فرّقها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وأتبعهُ بست من شوال)) وفي رواية: ((ستاً من شوال))، فجعل شوالاً كله محلاً لصومها، ولم يخصص بعضه من بعض، ولو اختص ذلك ببعضه لقال: ((ستاً من أول شوال أو من آخر شوال)). وإتباعه بست من شوال يحصل بفعلها من أوله وآخره؛ لأنه لا بد من الفصل بينها وبين رمضان بيوم الفطر، وهو من شوال، فعلم أنه لم يرد بالاتباع أن تكون متصلة برمضان، ولأن تقديمها أرجح حِجه كونه أقرب وأشد اتصالاً، وتأخيرها أرجح لكونه لا يحلق برمضان ما ليس منه، أو يجعل عيد ثان كما يفعله بعض الناس فاعتدلا"([10]).
5. صوم يوم عرفة لغير الحاج:
عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده))([11]).
قال أبو بكر البيهقي: "وهذا إنما يستحب لغير الحاج، وأما الحاج فقد قال الشافعي رحمه الله: ترك صوم عرفة للحاج أحب إليَّ من صوم يوم عرفة ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك صوم يوم عرفة، والخير في كل ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن المُفطر أقوى في الدعاء من الصائم، وأفضل الدعاء يوم عرفة" ([12]).
قال النووي: "معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر"([13]).
6. صيام العشر أو التسع الأيام من ذي الحجة:
قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام))، يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟! قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء))([14]).
قال ابن حجر: "واستدل به على فضل صيام عشر ذي الحجة ؛ لاندراج الصوم في العمل"([15]).
وعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسعاً من ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر وخميسَين([16]).
وقال الحسن: (صيام يوم العشر يعدل شهرين)([17]).
قال ابن رجب: "وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقد تقدم عن الحسن وابن سيرين وقتادة ذكر فضل صيامه، وهو قول أكثر العلماء، أو كثير منهم.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً العشر قطّ)،... وقد اختلف جواب الإمام أحمد عن هذا الحديث، فأجاب مرّة بأنه قد رُوي خلافه، ... وأجاب أحمد مرّة أخرى بأن عائشة أرادت أنه لم يصم العشر كاملاً، يعني: وحفصة أرادت أنه كان يصوم غالبه، فينبغي أن يُصام بعضه، ويُفطر بعضه. ثم ناقش ابن رجب الجواب الثاني([18]).
__________________
لرعاية الاسلام والمسلمين
ونشر الخير لكل الناس
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22-09-2006, 12:37 AM
جمعية حضن الاسلام جمعية حضن الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 298
الدولة : Egypt
افتراضي

7. صيام يوم عاشوراء:
عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله))([19]).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ((ما هذا؟)) فقالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى وقومه وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى عليه السلام، فقال: ((أنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه))([20]).
وعن ابن عباس رضي الله عنه وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر، يعني رمضان([21]).
وعن علقمة قال: أتيت ابن مسعود ما بين رمضان إلى رمضان، ما من يوم إلا أتيته فيه، فما رأيته في يومٍ صائماً إلا يوم عاشوراء([22]).
وعن ابن عباس قال: لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه ؛ قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى!! فقال: ((فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع))، قال: لم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم([23]).
وفي لفظ: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) يعني: يوم عاشوراء([24]).
وعن الحكم بن الأعرج قال: انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسد رداءه في زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء، فقال: (إذا رأيت الهلال المحرم، فاعدد وأصبح يوم التاسع صائماً)، قلت: هكذا كان محمد يصومه، قال: (نعم)([25]).
وعن عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول: (صوموا التاسع والعاشر، خالفوا اليهود)([26]).
8. صيام أيام البيض:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام([27]).
وبوّب له البخاري: "باب صيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".
وعن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم، فقال: ((صم يوماً من كل شهر))، فاستزاده قال: بأبي وأمي إني أجدني أقوى؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أجدني قوياً، إني أجدني قوياً)) فما كاد أن يزيده، فاستزاده فقال: ((صم يومين من كل شهر)) قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إني أجدني قوياً، فما كاد أن يزيده، فلما ألحّ عليه قال: ((صم ثلاثة أيام من كل شهر))([28]).
وعن موسى بن سلمة قال: سألت ابن عباس عن صوم الأيام البيض، فقال: كان عمر يصومهم([29]).
قال الحافظ ابن حجر: "وقال الروياني: صيام ثلاثة أيام من كل شهر مستحب، فإن اتفقت أيام البيض كان أحب، وفي كلام غير واحد من العلماء أيضاً أن استحباب صيام البيض غير استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر"([30]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قال القاضي: قيل: سميت البيض لأن ليلها كنهارها يضيء بالقمر جميع ليلها، والجيد أن يقال أيام البيض لأن البيض صفة لليالي البيض أي: أيام الليالي البيض"([31]).
9. صيام يومي الاثنين والخميس:
عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله، إنك تصوم لا تكاد تفطر، وتفطر لا تكاد تصوم؛ إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما، الاثنين والخميس؟ قال: ((ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم))([32]).
وعن أبي الدرداء قال: أوصاني حبيبـي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر([33]).
10- صيام شهر شعبان:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان([34]).
وعنها قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله، وكان يقول: ((خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملّوا))، وأحبُّ الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه، وإن قلّت، وكان إذا صلى صلاةً داوم عليها([35]).
وعن أبي سلمة قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام. ويفطر حتى نقول: قد أفطر. ولم أره صائماً من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً([36]).
قال الحافظ ابن حجر: "وهذا يبين أن المراد بقوله في حديث أم سلمة عند أبي داود وغيره: أنه كان لا يصوم من السنة شهراً تاماً إلا شعبان يصله برمضان، أي كان يصوم معظمه، ونقل الترمذي عن ابن المبارك أنه جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول: صام الشهر كله، ويُقال: قام فلان ليلته أجمع، ولعله قد تعشّى واشتغل ببعض أمره، قال الترمذي: كأن ابن المبارك جمع الحديثين بذلك، وحاصله أن الرواية الأولى مفسّرة للثانية مخصصة لها، وأن المراد بالكل الأكثر، وهو مجاز قليل الاستعمال.
واستبعده الطيبي قال: لأن الكل تأكيد لإرادة الشمول ودفع التجوز، فتفسيره بالبعض مُنافٍ لما قال ! فيحمل على أنه كان يصوم شعبان كله تارة، ويصوم معظمه تارةً أخرى ؛ لئلا يتوهم أنه واجب كله كرمضان.
والأول هو الصواب، ويؤيده رواية عبد الله بن شفيق عن عائشة عند مسلم، وسعد بن هشام عنها عند النسائي، ولفظه: ولا صام شهراً كاملاً قط منذ قدم المدينة غير رمضان وهو مثل حديث ابن عباس المذكور"([37]).
وعن عطاء قال: كنت عند ابن عباس قبل رمضان بيوم أو يومين فقرّب غداءه فقال: (أفطروا أيها الصيام! لا تواصلوا رمضان بشيء وافصلوا)([38]).
قال ابن عبد البر: "استحب ابن عباس وجماعة من السلف رحمهم الله أن يفصلوا بين شعبان ورمضان بفطر يوم أو أيام، كما كانوا يستحبون أن يفصلوا بين صلاة الفريضة بكلام أو قيام أو مشي أو تقدم أو تأخر من المكان"([39]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) رواه البخاري، كتاب: التهجد، باب: من نام عند السحر رقم (1131)، ومسلم كتاب الصيام باب: النهي عن صوم الدهر رقم (1159).
([2]) رواه البخاري كتاب الصوم، باب: صوم الدهر رقم (1976)، ومسلم كتاب: الصيام، باب: النهي عن صوم الدهر رقم (1159).
([3]) رواه البخاري كتاب: بدء الخلق، باب: ما جاء في سبع أرضين، واللفظ له (3197). ومسلم كتاب: القسامة باب: تغليظ تحريم الدماء والأعراض (1679).
([4]) رواه أبو داود رقم (2420)، وابن ماجه رقم (1741)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/329). وقال المنذري: كما في عون المعبود "أشار بعض شيوخنا إلى تضعيفه لذلك – أي للاضطراب – وهو متوجه".
([5]) رواه عبد الرزاق في مصنفه (4/292).
([6]) المجموع (6/438-439).
([7]) لطائف المعارف (ص229).
([8]) رواه مسلم كتاب الصيام باب: استحباب صوم ستة أيام من شوال رقم (1164).
([9]) رواه أحمد (5/280)، والنسائي في الكبرى كتاب: الصيام باب: صيام ستة أيام من شوال رقم (2826)، ابن ماجه كتاب: الصيام باب: من صام ستة أيام من شوال رقم (1716)، وصححه ابن حبان (8/398) وأبو حاتم كما في ((العلل لابنه)) (1/253).
([10]) كتاب شرح العمدة (2/559-560-الصيام).
([11]) رواه مسلم كتاب الصيام باب: استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر (1162).
([12]) فضائل الأوقات للبيهقي (ص364)، وانظر: مختصر المزني (ص59).
([13]) شرح مسلم (8/51).
([14]) رواه البخاري كتاب: الجمعة باب: فضل العمل في أيام التشريق رقم (969)، وأبو داود كتاب: الصوم باب: في صوم العشر رقم (2438) واللفظ له.
([15]) فتح الباري (2/532).
([16]) رواه النسائي، كتاب: الصيام، باب: كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وذكر... رقم (2416) وأحمد (6/287). وصححه الألباني في صحيح النسائي (2/508)، وقال ابن رجب في لطائف المعارف (ص461): "في إسناده اختلاف".
([17]) رواه عبد الرزاق في مصنفه (4/278).
([18]) لطائف المعارف (ص461).
([19]) تقدم تخريجه.
([20]) رواه البخاري كتاب: الصوم باب: صيام يوم عاشوراء رقم (2003) ومسلم كتاب: الصيام، باب: صوم يوم عاشوراء (1130).
([21]) رواه البخاري كتاب: الصوم، باب: صيام يوم عاشوراء رقم (2006) ومسلم واللفظ له كتاب الصيام باب: أي يوم يصام في عاشوراء؟.
([22]) رواه الطبري في تهذيب الآثار (1/391).
([23]) رواه مسلم كتاب: الصيام، باب: في أي يوم يصام في عاشوراء؟ رقم (1134).
([24]) رواه مسلم كتاب الصيام، باب: أي يوم يصام في عاشوراء؟ رقم (1134).
([25]) رواه مسلم (3/798) كتاب: الصيام، باب أي يوم يصام في عاشوراء؟ رقم (1133).
([26]) رواه الطبري في تهذيب الآثار (1/392- مسند عمر) بإسناد صحيح.
([27]) رواه البخاري كتاب: الصيام، باب: صيام البيض رقم (1981) ومسلم كتاب: صلاة المسافرين، با: استحباب صلاة الضحى رقم (721).
([28]) رواه أحمد (4/347)، والنسائي كتاب: الصيام، باب: صوم يومين من الشهر رقم (2433)، وصححه الألباني كما في صحيح سنن النسائي (2/509-510) رقم (2282).
([29]) رواه الطبري في تهذيب الآثار (2995).
([30]) فتح الباري (4/267).
([31]) شرح العمدة (2/595 –الصيام -)
([32]) رواه أحمد (5/201) والنسائي (4/201-202) وصححه الألباني في صحيـح سنن النسائي (2/497) رقم (2222).
([33]) رواه مسلم كتاب: صلاة المسافرين وقصرها باب: استحباب صلاة الضحى رقم (722).
([34]) رواه البخاري كتاب: الصوم، باب: صوم شعبان رقم (1969) ومسلم كتاب: الصيام، باب: أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر رقم (1156).
([35]) رواه البخاري كتاب: الصوم، باب: صوم شعبان رقم (1970) ومسلم كتاب: الصيام، باب: صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان رقم (782).
([36]) رواه مسلم كتاب الصيام، باب: صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان.
([37]) فتح الباري (4/252).
([38]) رواه عبد الرزاق في مصنفه (4/158).
([39]) الاستذكار (10/328).
__________________
لرعاية الاسلام والمسلمين
ونشر الخير لكل الناس
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22-09-2006, 12:37 AM
جمعية حضن الاسلام جمعية حضن الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 298
الدولة : Egypt
افتراضي

ثالثاً: الصوم المحرّم:




1. صوم الدهر:


عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول: والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت، فقلت له: قد قلته بأبي أنت وأمي، قال: ((فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر، وقم ونم، وصم من الشهر ثلاثة أيام ؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر))([1]).

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا صام من صام الأبد))([2]).

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبد الله بن عمرو إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل، وإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين، ونهكت. لا صام من صام الدهر، صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر كله))([3]).

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام الدهر ضيقت عليه جهنم – هكذا – وقبض كفّه))([4]).

قال الحافظ ابن حجر: "وظاهره أنها تضيق عليه حصراً له فيها ؛ لتشديده على نفسه وحمله عليها، وغربته عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، واعتقاده أن غير سنته أفضل منها، وهذا يقتضي الوعيد الشديد فيكون حراماً"([5]).




2. صوم العيدين: الفطر والأضحى:

عن أبي سعيد رضي الله عنه: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر والنحر([6]).

وعنه قال: سمعت أربعاً من النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبنني، قال: لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا ومعها زوجها أو ذو محرم، ولا صوم في يومين: الفطر والأضحى... الحديث([7]).

قال النووي: "قد أجمع العلماء على تحريم صوم هذين اليومين بكل حال، سواء صامهما عن نذر أو تطوع أو كفارة أو غير ذلك، ولو نذر صومهما متعمداً لعينهما، قال الشافعي والجمهور: لا ينعقد نذره ولا يلزمه قضاؤهما. وقال أبو حنيفة: ينعقد، ويلزمه قضاؤهما. قال: فإن صامهما أجزأه. وخالف الناس كلهم في ذلك"([8]).






3. صوم المرأة بغير إذن زوجها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصوم المرأة وبعلها شاهدٌ إلا بإذنه))([9]).

وقال ابن حزم: "لا يحل لذات الزوج أن تصوم تطوعاً بغير إذنه، فإن كان غائباً لا تقدر على استئذانه أو تعذّر، فلتصم بالتطوّع إن شاءت"([10]).

قال الكاساني: "وليس للمرأة التي لها زوج أن تصوم تطوعاً إلا بإذن زوجها، ولأن له حق الاستمتاع بها، ولا يمكنه ذلك في حال الصوم، فله أن يمنعها إن كان يضره. فإن كان صيامها لا يضره بأن كان صائماً أو مريضاً لا يقدر على الجماع، فليس له أن يمنعها؛ لأن المنع كان لاستيفاء حقه، فإذا لم يقدر على الاستمتاع فلا معنى للمنع"([11]).

قال أبو الطيب العظيم آبادي: "لا تصوم امرأة نفلاً وزوجها حاضرٌ معها في بلدها إلا بإذنه تصريحاً أو تلويحاً ؛ لئلا يفوت عليه حقه في الاستمتاع بها"([12]).





4. صوم الحائض والنفساء:

قال النووي: "لا يصح صوم الحائض والنفساء، ولا يجب عليهما، ويحرم عليهما، ويجب قضاؤه، وهذا كله مجمع عليه، ولو أمسكت لا بنية الصوم لم تأثم، وإنما تأثم إذا نوته، وإن كان لا ينعقد"([13]).

وقال ابن الحاج: "ومنهن من تصوم مدة الحيض وتقضيها بعده، وفاعلة ذلك منهن آثمة في صومها في أيام حيضها، مصيبةٌ في القضاء بعده"([14]).





5. صوم أيام التشريق تطوعاً:

عن نبيشة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب)) وفي رواية: ((وذكر لله))([15]).

عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق فنادى: ((أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأيام منى أيام أكل وشرب))([16]).

قال ابن عبد البر: "وأما صيام أيام التشريق فلا خلاف بين فقهاء الأمصار فيما علمت أنه لا يجوز لأحد صومها تطوعاً، وقد روي عن الزبير وابن عمر والأسود بن يزيد وأبي طلحة ما يدل على أنهم كانوا يصومون أيام التشريق تطوعاً، وفي أسانيد أخبارهم تلك ضعفٌ.

وجمهور العلماء من الفقهاء وأهل الحديث على كراهية ذلك...." ([17]).

قال الحافظ ابن رجب: "إنما نهى عن صيام أيام التشريق لأنها أعياد المسلمين مع يوم النحر، فلا تصام بمنى ولا غيرها عند جمهور العلماء خلافاً لعطاء في قوله: إن النهي يختص بأهل منى، وإنما نهى عن التطوع بصيامها سواء وافق عادة أو لم يوافق، فأما صيامها عن قضاء فرض أو نذر أو صيامها بمنى للمتمتع إذا لم يجد الهدى ففيه اختلاف مشهور بين العلماء، ولا فرق بين يومٍ منها ويوم عند الأكثرين، إلا عند مالك فإنه قال في اليوم الثالث منها يجوز صيامه عن نذر خاص"([18]).





6. صيام يوم الشك لمن لم يصادفه فيه عادة:

ويوم الشك هو: يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في السماء ما يمنع رؤية الهلال، وأما إذا كانت السماء صحواً فلا شك([19]).

عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قالمن صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم)([20]).

وقد ذهب إلى تحريم صيامه جماعة من أهل العلم، ونقله ابن المنذر عن عمر وعلي وابن عباس وابن مسعود وعمار وحذيفة وأنس وأبي هريرة والأوزاعي، وهو مذهب الشافعية، واختيار ابن المنذر وابن حزم.

ورجحه الشيخ ابن عثيمين([21]).

قال الخطابي: "اختلف الناس في معنى النهي عن صيام يوم الشك؛ فقال قومٌ: إنما نهي عن صيامه إذا نوى به أن يكون عن رمضان؛ فأما من نوى به صوم يومٍ من شعبان فهو جائز، وقالت طائفة لا يصام ذلك اليوم عن فرضٍ ولا تطوّع للنهي فيه، وليقع الفصل بذلك بين شعبان ورمضان"([22]).





7. تقدم رمضان بصيام يومٍ أو يومين:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجلاً يصوم صوماً فليصمه))([23]).

قال النووي: "فيه التصريح بالنهي عن استقبال رمضان بصوم يوم أو يومين لمن لم يصادف عادةً له أو يصله بما قبله، فإن لم يصله ولا صادف عادة فهو حرام، هذا هو الصحيح من مذهبنا"([24]).

وقال ابن مفلح: "فتقدمه اليوم واليومين أولى عنده – يعني: أحمد – بالتحريم ؛ لصحة النهي فيه، ولا معارض، ووجه تحريم استقباله – فقط – النهي، وفيه زيادة على المشروع"([25]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) تقدم تخريجه.

([2]) رواه مسلم كتاب: الصيام باب: النهي عن صوم الدهر رقم (1159).

([3]) رواه البخاري كتاب: الصوم، باب: صوم داود عليه السلام رقم (1979) ومسلم كتاب: الصيام، باب: النهي عن صوم الدهر رقم (1159) واللفظ له.

([4]) رواه أحمد (4/414)، وأبو داود الطيالسي (514)، وابن أبي شيبة (3/78)، وصححه ابن خزيمة (3/313) وابن حبان (8/349).

([5]) الفتح (4/261).

([6]) رواه البخاري كتاب الصوم باب: صوم يوم الفطر رقم (1991).

([7]) رواه البخاري كتاب: الصوم، باب: صوم يوم النحر رقم (1995) واللفظ له، ومسلم كتاب: الصيام، باب: النهي عن صوم يوم الفطر (827).

([8]) شرح صحيح مسلم (8/15).

([9]) رواه البخاري كتاب: النكاح باب: صوم المرأة بإذن زوجها، رقم (5192) ومسلم كتاب: الزكاة، باب: ما أنفق العبد من مال مولاه رقم (1026).

([10]) المحلى (7/30).

([11]) بدائع الصنائع (2/107).

([12]) عون المعبود (7/128-129) بتصرف.

([13]) المجموع شرح المهذب (6/257) وانظر: المهذب (1/177)، وروضة الطالبين (2/365) وشرح زيد بن رسلان (1/155).

([14]) المدخل لابن الحاج (2/272-273) وانظر: البحر الرائق (2/277) وفتح القدير (2/234).

([15]) رواه مسلم في الصيام، باب: تحريم صوم أيام التشريق رقم (1141).

([16]) رواه مسلم في الصيام باب: تحريم صوم أيام التشريق رقم (1142).

([17]) التمهيد (14/127).

([18]) لطائف المعارف (304-305). وانظر: الفروع: (3/128)، والشرح الممتع (6/482-483).

([19]) الشرح الممتع (6/480)، وانظر: المجموع (6/454) للنووي، والفروع (3/125).

([20]) علقه البخاري (2/32) كتاب: الصوم، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال... ووصله أبو داود، كتاب الصوم باب: كراهية صوم يوم الشك رقم (2334) والترمذي كتاب الصوم باب: ما جاء في كراهية صوم يوم الشك رقم (686)، وابن ماجه كتاب الصيام باب: ما جاء في صيـام يوم الشـك رقـم (1645) والنسائي كتاب الصيام باب: صيام يوم الشك رقم (2187)، وأورد الحافظ ابن حجر له طرقاً وشواهد في تغليق التعليق (3/141-142) يُحسّن الحديث بها، والله أعلم.

([21]) الشرح الممتع (6/480).

([22]) معالم السنن للخطابي (2/85) باختصار، وانظر: فتح الباري (4/153-154).

([23]) رواه البخاري، كتاب: الصوم، باب: لا يتقدم رمضان بيوم ولا يومين رقم (1914).

([24]) شرح مسلم (7/194).

([25]) الفروع (3/117).














رابعاً الصوم المكروه:





1. صيام يوم النيروز والمهرجان بغير قصد التعظيم:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما النيروز والمهرجان ونحوهما من أعياد المشركين، فمن لم يكره صوم يوم السبت من الأصحاب وغيرهم، قد لا يكره صوم ذلك اليوم ؛ بل ربما يستحبه لأجل مخالفتهم، وكرههما أكثر الأصحاب. وقد قال أحمد في رواية عبد الله: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن أنس والحسين: كرها صوم يوم النيروز والمهرجان، وقد اختلف الأصحاب هل يدل ذلك على مذهبه؟ على وجهين:

وعللوا ذلك بأنهما يومان تعظمهما الكفار، فيكون تخصيصهما بالصيام دون غيرهما موافقةً لهم في تعظيمهما فكُره، كيوم السبت، قال الإمام أبو محمد المقدسي: وعلى قياس هذا ؛ كل عيدٍ للكفار، أو يوم يفردونه بالتعظيم([1]).

وقد يُقال: يكره صوم يوم النيروز والمهرجان، ونحوهما من الأيام التي لا تعرف بحساب العرب بخلاف ما جاء في الحديث من يوم السبت والأحد، فإنهما من حساب المسلمين، فليس في صومهما مفسدة، فيكون استحباب صوم أعيادهم المعروفة بالحساب العربي الإسلامي مع كراهة الأعياد المعروفة بالحساب الجاهلي العجمي، توفيقاً بين الآثار والله أعلم"([2]).

وقال المرداوي: "(يكره صومهما) وهو المذهب، وعليه جماهير الأصحاب، وقطع به كثير منهم، وهو من مفردات المذهب، واختار المجد أنه لا يكره لأنهم لا يعظمونهما بالصوم"([3]).





2. إفراد يوم الجمعة بالصوم:

عن محمد بن عباد بن جعفر قال: سألت جابر بن عبد الله: أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟ قال: نعم([4]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم أو بعده يوم))([5]).

قال الحافظ ابن حجر: "استدل بأحاديث الباب على منع إفراد يوم الجمعة بالصيام، وذهب الجمهور إلى أن النهي فيه للتنزيه، وعن مالك وأبي حنيفة لا يكره، واختلف في سبب النهي عن إفراده على أقوال:

أحدهما: لكونه يوم عيد والعيد لا يصام، ثانيها: لئلا يضعف عن العبادة، ثالثها: خوف المبالغة في تعظيمه فيفتتن به كما افتتن اليهود بالسبت، رابعها: خوف اعتقاد وجوبه، خامسها: خشية أن يفرض عليهم كما خشي صلى الله عليه وسلم من قيامهم الليل ذلك، سادسها: مخالفة النصارى لأنه يجب عليهم صومه، ونحن مأمورون بمخالفتهم، وأقوى الأقوال وأولاها بالصواب أولها"([6]).





3. إفراد يوم السبت بالصوم:

اختلف أهل العلم في حكم إفراد يوم السبت بالصيام، هل هو مكروه أم مباح؟على قولين:

القول الأول: يكره إفراد يوم السبت بالصيام، وهو مذهب جماهير أهل العلم من الحنفية ([7])، والمالكية ([8])، والشافعية ([9])، ورواية عن أحمد اعتمدها أتباعه([10]).

القول الثاني: لا يكره إفراده بالصيام، ورجحه جماعة من أهل العلم منهم: الزهري، والأوزاعي، وأبو داود، ورواية عن أحمد اختارها الأثرم([11]). ورجحه الطحاوي ([12])، وشيخ الإسلام ابن تيمية ([13])، وابن القيم([14])، وابن حجر([15]).

حجة أصحاب القول الأول:

احتجوا بحديث عبد الله بن بسر عن أخته الصماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنب أو عود شجرة فليمصه))([16]).

قال النووي: "يكره إفراد يوم السبت بالصوم: فإن صام قبله أو بعده معه لم يكره"([17]).

حجة أصحاب القول الثاني:

احتجوا بحديث أم سلمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت والأحد أكثر ما يصوم من الأيام، ويقول: ((إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم))([18]) وبإن الأصل الإباحة، ولا دليل صحيح على الكراهة.

قال الطحاوي: "ففي هذه الآثار المروية إباحة صوم يوم السبت، وهي أشهر وأظهر في أيدي العلماء من هذا الحديث الشاذ الذي قد خالفها"([19]).

قال ابن حجر في معرض حديثه عن مخالفة أهل الكتاب: "والذي قاله بعضهم من كراهة إفراد السبت وكذا الأحد ليس جيداً، بل الأولى من المحافظة على ذلك يوم الجمعة كما ورد الحديث الصحيح فيه([20]). وأما السبت والأحد فالأولى أن يصاما معاً وفرادى امتثالاً لعموم الأمر بمخالفة أهل الكتاب"([21]).





4. صوم الوصال:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، قالوا: إنك تواصل، قال: ((إني لست مثلكم إني أطعم وأسقى))([22]).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمةً لهم، فقالوا: إنك تواصل، قال: ((إني لست كهيأتكم، إني يطعمني ربي ويسقين))([23]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم، فقال له رجلٌ من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله، قال: ((وأيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقين))، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً ثم يوماً، ثم رأوا الهلال، فقال: ((لو تأخّر لزدتكم))، كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا([24]).

قال ابن قدامة: "الوصال وهو أن لا يفطر بين اليومين بأكلٍ ولا شرب . وهو مكروهٌ في قول أكثر أهل العلم – إلى أن قال – وأما النهي فإنما أتى به رحمةً لهم ورفقاً بهم؛ لما فيه من المشقة عليهم كما نهى عبد الله بن عمرو عن صيام النهار وقيام الليل، وعن قراءة القرآن في أقلّ من ثلاث، قالت عائشة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمةً لهم، وهذا لا يقتضي التحريم، ولهذا لم يفهم منه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التحريم؛ بدليل أنهم واصلوا بعده، ولو فهموا منه التحريم لما استجازوا فعله"([25]).

وقال ابن دقيق العيد: "في الحديث دليل على كراهة الوصال، واختلف الناس فيه، ونقل عن بعض المتقدمين فعله، ومن الناس من أجازه إلى السحر لحديث أبي سعيد الخدري([26])، وفي حديث أبي سعيد الخدري دليل على أن النهي عنه نهي كراهة لا نهي تحريم، وقد يُقال: إن الوصال المنهي عنه ما اتصل باليوم الثاني، فلا يتناوله الوصال إلى السحر، إلا أن قوله عليه السلام: ((فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر)) يقتضي تسميته وصالاً، والنهي عن الوصال يمكن تعليله بالتعريض بصوم اليوم الثاني، فإن كان واجباً كان بمثابة الحجامة والفصد وسائر ما يتعرض به الصوم للإبطال، وتكون الكراهة شديدة، وإن كان صوم نفل ففيه التعريض لإبطال ما شرع فيه من العبادة، وإبطالها إما ممنوع على مذهب بعض الفقهاء، وإما مكروه، وكيفما كان فعلّة الكراهة موجودة إلا أنها تختلف رتبتها"([27]).

وقال الحافظ ابن حجر: "... اختلف في المنع المذكور فقيل: على سبيل التحريم، وقيل على سبيل الكراهة، وقيل: يحرم على من شق عليه، ويباح لمن لم يشق عليه، وقد اختلف السلف في ذلك فنقل التفصيل عن عبد الله بن الزبير، وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عنه أنه كان يواصل خمسة عشر يوماً([28])، وذهب إليه من الصحابة أيضاً أخت أبي سعيد ومن التابعين عبد الرحمن بن أبي نعم وعامر بن عبد الله بن الزبير وإبراهيم بن زيد التيمي وأبو الجوزاء كما نقله أبو نعيم في ترجمته في الحلية([29])، وغيرهم رواه الطبري وغيره، ومن حجتهم أنه صلى الله عليه وسلم واصل بأصحابه بعد النهي، فلو كان النهي للتحريم لما أقرهم على فعله، فعلم أنه أراد بالنهي الرحمة لهم والتخفيف عنهم كما صرّحت به عائشة في حديثها"([30]).





5. الصوم في السفر لمن يشقّ عليه:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى زحاماً ورجلاً قد ظُلل عليه فقال: ((ما هذا؟)) فقالوا: صائم، فقال: ((ليس من البر الصوم في السفر))([31]).

وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماءٍ فرفعه، حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال: ((أولئك العصاة أولئك العصاة))([32]).

قال ابن دقيق العيد: "أخذ من هذا أن كراهة الصوم في السفر لمن هو في مثل هذه الحالة ممن يجهده الصوم ويشق عليه، أو يؤدي به إلى ترك ما هو أولى من القربات، ويكون قوله: ((ليس من البر الصيام في السفر)) منزلاً على مثل هذه الحالة"([33]).

وقال ابن تيمية: "والصحيح أنه إن شق عليه الصوم بأن يكون ماشياً أو لا يجد عشاءً يقوّيه، أو بين يديه عدوّ يخاف الضعف عنه بالصوم، أو يصير كلاًّ على رفقائه، أو يسوء خلقه، ونحو ذلك؛ كره له الصوم، وكذلك إن صام تعمقاً وغلواً، بحيث يعتقد أن الفطر نقص في الديّن ونحو ذلك"([34]).





6. صوم يوم عرفة للحاج:

عن أبي هريرة رضي الله عنه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة بعرفة([35]).

وهذا الحديث في صحّته نظر، لكن يؤيّده أن الناس شكّوا في صومه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأُرسل إليه بقدح من لبنٍ فشربه ضحى يوم عرفة، والناس ينظرون، حتى يتبيّن أنه لم يصم، ولأن هذا اليوم يوم دعاءٍ وعمل، ولا سيما أن أفضل زمن الدعاء هو آخر هذا اليوم، فإذا صام الإنسان فسوف يأتيه آخر اليوم وهو في كسل وتعب، لا سيما في أيام الصيف وطول النهار وشدّة الحر، فإنّه يتعب وتزول الفائدة العظيمة الحاصلة بهذا اليوم، والصوم يُدْرك في وقت آخر.

ولهذا نقول: صوم يوم عرفة للحاج مكروه، وأما لغير الحاج فهو سنة مؤكّدة([36]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) المغني (3/53).

([2]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/579-580)، ويلخص كلامه ابن القيم تلخيصاً حسـناً في تهذيب سنن أبي داود (8/52).

([3]) الإنصاف (3/349). وانظر:حاشية ابن عابدين(2/399)، وفتح القدير (2/349) وبدائع الصنائع (2/79).

([4]) رواه البخاري في الصوم باب صوم يوم الجمعة (1984)، ومسلم في الصيام، باب: كراهية صيام يوم الجمعة متفرداً (1143).

([5]) رواه البخاري في الصوم باب: صوم يوم الجمعة (1985)، ومسلم في الصيام، باب: كراهية صيام يوم الجمعة منفرداً (1144).

([6]) فتح الباري (4/235) باختصار.

([7]) بدائع الصنائع للكاساني (2/79).

([8]) القوانين الفقهية لابن جزي (110).

([9]) المجموع للنووي (6/439).

([10]) شرح العمدة (2/653- الصيام -).

([11]) المرجع السابق (5/655).

([12]) شرح معاني الآثار (2/80).

([13]) الفروع لابن مفلح (3/124).

([14]) تهذيب السنين (7/67).

([15]) فتح الباري (10/362).

([16]) رواه الإمام أحمد (4/189)، وأبو داود في الصوم باب النهي أن يخص يوم السبت بصوم (2421)، والترمذي في الصيام ما جاء في صوم يوم السـبت (744)، وابن ماجه في الصوم، باب: ما جاء في صيـام يوم السبت (1726) وقد اختلف أهل العلم في حكمهم على هذا الحديث بين مصحح ومضعف، وممن صححه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان (8/379)، وممن أعله ورده الزهري (أخرجه الحاكم 1/602) ومالك والأوزاعي (أخرجه أبو داود 1/736)، والقطان (انظر تهذيب السنن 7/67)، والطحاوي (شرح المعاني 2/80)، وحكم أبو داود بنسخه (1/736).

([17]) المجموع (6/439).

([18]) رواه الإمام أحمد (6/324)، وابن خزيمة في صحيحه (3/318)، وابن حبان (الإحسان 8/381).

([19]) شرح المعاني (2/80).

([20]) تقدم ذكره وتخريجه.

([21]) فتح الباري (10/362) بتصرف واختصار.

([22]) رواه البخاري كتاب الصوم باب: الوصال رقم (1962).

([23]) رواه البخاري في الصوم، باب: الوصال رقم (1964).

([24]) رواه البخاري في الصوم باب: التنكيل لمن أكثر الوصال رقم (1965).

([25]) المغني (4/436-437).

([26]) حديث أبي سعيد الخدري هو قوله صلى الله عليه وسلم: ((فأيكم أراد أن يواصل، فليواصل إلى السحر)) رواه البخاري (الصوم باب: الوصال إلى السحر).

([27]) إحكام الأحكام (2/233-234).

([28]) مصنف ابن أبي شيبة (2/496).

([29]) حلية الأولياء (3/79-80).

([30]) فتح الباري (4/240-241).

([31]) رواه البخاري في الصوم باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظُلل واشتد الحر ((ليس من البر الصوم في السفر)) رقم (1946).ومسلم في الصيام باب: جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر رقم (1115).

([32]) رواه مسلم كتاب الصوم باب: جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر رقم (1114) والترمذي كتاب الصوم باب: ما جاء في كراهية الصوم في السفر رقم (710).

([33]) إحكام الأحكام (2/225)، وانظر: فتح الباري (4/217-218).

([34]) شرح العمدة (1/237- الصيام).

([35]) أخرجه أحمد (2/304-446) وأبو داود (2440) وابن ماجه (1732) وفي إسناده ضعف، وقال العقيلي في الضعفاء (1/298): "ولا يصح عنه أنه نهى عن صومه".

([36]) الشرح الممتع (6/472-473) لابن عثيمين.
__________________
لرعاية الاسلام والمسلمين
ونشر الخير لكل الناس
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22-09-2006, 12:39 AM
جمعية حضن الاسلام جمعية حضن الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 298
الدولة : Egypt
افتراضي

حكم وأسرار الصيام








أولاً: حِكم وأسرار تربوية:




1- تحقيق معنى التقوى:

قال تعالى: { ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة: 183 ] .

قال الواحديُّ: "إنّ الصيام وصلة إلى التُّقى لأنه يكف الإنسان عن كثيرٍ مما تَطْمع إليه النفس من المعاصي" ([1]) .

وقال أبو المظفر السمعاني في قوله تعالى: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }: "أي بالصوم؛ لأنّ الصوم وصلة إلى التقوى بما فيه من قهر النفس، وكسر الشهوات"([2]).

وقال السدي: "{ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } أي: من الطعام والشراب والنساء"([3]).

وقال ابن كثير: "الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان"([4]).

وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء )) ([5]) .

قال ابن حجر: " (( فإنه له وجاء )) بكسر الواو وبجيم ومد، وهو رضُّ الخصيتين، وقيل: رضُّ عروقهما، ومن يفعل به ذلك تنقطع شهوته، ومقتضاه أن الصوم قامع لشهوة النكاح " ([6]) .





2- الصوم يحفظ الجوارح عن الوقوع في الحرام :

قال ابن القيم: " من جالس الصائم انتفع بمجالسته وأمن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم ؛ فإن تكلم لم يتكلم بما يُجرِّح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعاً صالحاً " ([7]).

وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه )) ([8]) .

قال المهلب: " فيه دليل أنَّ حكم الصيام الإمساك عن الرفث وقول الزور، كما يمسك عن الطعام والشراب، وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقص صيامه وتعرض لسخط ربِّه، وترك قبوله منه " ([9]) .

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواءً " ([10]) .

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: ( إذا صمت فتحفظ ما استطعت ) ([11]).





3- الصيام يربي في النفس حقيقة الإخلاص لله عز وجل:

قال ابن القيم: " والصيام لرب العالمين من بين سائر الأعمال، فإنّ الصائم لا يفعل شيئاً، وإنّما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها إيثاراً لمحبة الله ومرضاته، وهو سرُّ بين العبد وربه، لا يطَّلعُ عليه سواه، والعباد قد يطَّلعون منه على ترك المفطرات
الظاهرة، وأما كونه تَرَك طعامه وشهوته من أجل معبوده، فهو أمرٌ لا يَطَّلِعُ عليه بشرٌ، وذلك حقيقة الصوم " ([12]) .

وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (( قال الله: كُلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلاَّ الصِّيام فإنه لي وأنا أَجْزِي بِهِ )) ([13]) .

قال مجاهد: " قوله في الحديث: (( الصِّيام لي وأنا أجْزِي بِهِ )) ولا يكون لله خالصاً إلاَّ بانفراده بعلمه دون الناس " ([14]) .

وقال ابن بطال: " فالصيام وجميع الأعمال لله، لكن لما كانت الأعمال الظاهرة يُشْرِكُ فيها الشيطان بالرياء وغيره، وكان الصيام لا يطلع عليه أحد إلا الله، فيثيبه عليه على قدر خلوصه لوجهه، جاز أن يضيفه تعالى إلى نفسه " ([15]).

وقال القرطبي: " الصوم سر بين العبد وبين ربه لا يَظْهَر إلاَّ له ؛ فلذلك صار مختصاً به " ([16]) .




4- الصيام والصبر :

قال ابن رجب: " الصيام من الصبر، والصبر ثلاثة أنواع، وتجتمع الثلاثة في الصوم، فإنّ فيه صبراً على طاعة الله، وصبراً عمَّا حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبراً على ما يحصُلُ للصائم فيه من ألم الجوع
والعطش، وضعف النفس والبدن ، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى ?لصَّـ?بِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10] " ([17]) .

قال ابن عيينة: " الصوم هو الصبر، يُصَبـِّرُ الإنسان نفسه عن المطعم والمشرب والمنكح، ثم قرأ: { إِنَّمَا يُوَفَّى ?لصَّـ?بِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }" ([18]) .

وقال ابن حجر: " والصابرون الصائمون في أكثر الأقوال " ([19]) .





5- في الصيام تضييق لمجاري الشيطان :

قال ابن رجب: " إنّ الصيام يضيق مجاري الدم، التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم ؛ فإنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان، وتنكسر ثورة الشهوة والغضب، ولهذا جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصوم وجاءً ([20])، لقطعه عن شهوة النكاح " ([21]) .





6- الصيام يدعو الإنسان لشكر النعم :

قال الشيخ عبد العزيز السلمان: " الصوم يدعو إلى شكر نعمة الله، إذ هو كفُّ النفس عن الطعام والشراب ومباشرة النساء، ولا يعرف الإنسان قدر هذه النِّعم إلا بعد فقدها، فيبعثه ذلك على القيام بشكرها، وإلى هذا أشار جل وعلا بقوله: { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ البقرة: 185 ] " ([22]) .





7- الصيام يثير في النفس مراقبة الله عز وجل والخوف منه :

يقول الشيخ محمد رشيد رضا: " الصيام موكول إلى نفس الصائم لا رقيب عليه فيه إلا الله، وهذه المراقبة تكسب الإنسان الحياء منه سبحانه أن يراه حيث نهاه، وفي هذه المراقبة من كمال الإيمان بالله والاستغراق في تعظيمه وتقديسه ما يجلب الخوف منه عز وجل، إن صاحب هذه المراقبة لا
يسترسل في المعاصي، إذ لا يطول أمد غفلته عن الله تعالى، وإذا نسي وألم بشيء منها يكون سريع التذكر قريب الفيء والرجوع بالتوبة إلى الله سبحانه: { إِنَّ ?لَّذِينَ ?تَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـائِفٌ مّنَ ?لشَّيْطَـ?نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} [الأعراف:201] " ([23]) .





8- الصيام وخلق الكرم والعطف على الفقراء :

قال ابن رجب: " سئل بعض السلف لم شرع الصيام ؟ قال: ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع " ([24]) .

وقال الشيخ محمد رشيد رضا: " إن الصائم عندما يجوع يتذكر من لا يجد قوتاً فيحمله التذكر على الرأفة والرحمة الداعيتين إلى البذل والصدقة، وقد وصف الله تعالى نبيه بأنه رؤوف رحيم، ويرتضي لعباده المؤمنين ما ارتضاه لنبيه صلى الله عليه وسلم، ولذلك أمرهم بالتأسي به " ([25]) .

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل([26]).

قال الزين بن المنير: " أي فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة ومن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة صلى الله عليه وسلم " ([27]) .

9- في الصيام تتجلى وحدة المسلمين، وتعرف الأُمَّةُ أهمية الوقت :

يقول الشيخ محمد رشيد رضا: " الصيام يُعَلِّمُ الأُمَّة النظام في المعيشة، فجميع المسلمين يفطرون في وقت واحد لا يتقدم أحدٌ على آخر دقيقة واحدة، وقلما يتأخر عنه دقيقة واحدة " ([28]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) الوسيط في تفسير القرآن المجيد للواحدي (1/272).

([2]) تفسير السمعاني (1/179)، وانظر: زاد المسير (1/167)، والبحر المحيط (2/36).

([3]) انظر جامع البيان (3/413)، والدر المنثور (1/323).

([4]) تفسير القرآن العظيم (1/318)، وانظر محاسن التأويل (2/74).

([5]) أخرجه البخاري: في كتاب الصوم، باب الصوم لمن خاف على نفسه العزبة رقم (1905) واللفظ له، ومسلم: كتاب النكاح، باب: استحباب النكاح رقم (1400).

([6]) فتح الباري (4/142).

([7]) الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص41) بتصرف يسير.

([8]) أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به رقم (1903).

([9]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (4/23).

([10]) المصنف لابن أبي شيبة (2/422)، كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب.

([11]) المصنف لابن أبي شيبة (2/421)، كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب.

([12]) زاد المعاد (2/29).

([13]) أخرجه البخاري: كتاب الصوم، باب هل يقول: إني صائم إذا شُتِم رقم (1904)، واللفظ له، ومسلم، كتاب الصيام: باب فضل الصيام رقم (1151).

([14]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (4/9).

([15]) المرجع السابق .

([16]) الجامع لأحكام القرآن (2/274).

([17]) انظر: لطائف المعارف ( ص: 284 ) بتصرف يسير، وموارد الظمآن ( 1 / 357 ) .

([18]) شرح صحيح البخاري لابن بطال ( 4 / 9 ) .

([19]) فتح الباري ( 4 / 130 ) .

([20]) تقدم تخريج الحديث، والكلام عليه، في الفقرة رقم ( 1 ) .

([21]) لطائف المعارف ( ص: 291 ) .

([22]) انظر: موارد الظمآن ( 1 / 356 ) بتصرف يسير .

([23]) انظر: تفسير المنار ( 2 / 145 – 146 ) بتصرف يسير، وكتاب الصوم للشيخ عبد الرحمن الدوسري.

([24]) لطائف المعارف لابن رجب ( ص: 314 ) .

([25]) انظر: تفسير المنار ( 2 / 147 ) بتصرف يسير .

([26]) أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان رقم ( 1902 )، واللفظ له، ومسلم في كتاب الفضائل، باب كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس رقم ( 2308 ) .

([27]) انظر: فتح الباري ( 4 / 139 ) .

([28]) انظر: تفسير المنار ( 2 / 148 ) بتصرف يسير .
















ثانيا: حِكم وأسرار صحية:





1- يقول ابن القيم:

" الصوم جنة من أدواء الروح والقلب والبدن ؛ مَنافِعُه تفوت الإحصاء، وله تأثير عجيب: في حفظ الصحة، وإذابة الفضلات، وحبس النفس عن تناول مؤذياتها، ولاسيما: إذا كان باعتدال وقصد في أفضل أوقاته شرعاً، وحاجة البدن إليه طبعاً، ثم إنّ فيه: من إراحة القوى والأعضاء ما يحفظ عليها قواها، وفيه خاصية تقتضي إيثاره، وهي: تفريجه للقلب عاجلاً وآجلاً، فهو أنفع شيء لأصحاب الأمزجة الباردة والرطبة، وله تأثير عظيم، في حفظ صحتهم .

وهو يدخل في الأدوية الروحانية والطبيعية، وإذا راعى الصائم فيه ما ينبغي مراعاته طبعاً وشرعاً، عظم انتفاع قلبه وبدنه به، وحبس عنه المواد الغريبة الفاسدة التي هو مستعِدّ لها، وأزال المواد الرديئة الحاصلة بحسب كماله ونقصانه ويحفظ الصائم مما ينبغي أن يتحفظ منه، ويعينه على قيامه بمقصود الصوم وسره وعلته الغائية .

فإنّ القصد منه أمر آخر وراء ترك الطعام والشراب، وباعتبار ذلك الأمر، أُختصَّ من بين الأعمال: بأنه للهِ سبحانه، ولمَّا كان وقايةً وجُنةً بين العبد وبين ما يؤذي قلبه وبدنه عاجلاً راجلاً، قال الله تعالى: { ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصّيَامُ } [ البقرة: 183 ]، فأحد مقصودَي الصيام: الجنةُ والوقاية ؛ وهي حِمْية عظيمةُ النفع .

والمقصود الآخر: اجتماعُ القلب والهمِّ على الله تعالى، وتوفيرُ قُوى النفس على محابِّهِ وطاعته " ([1]) .





2- الصيام وصحة الجسم :

" يفيد الصيام صحة النفس والجسم كليهما، فيشحذ الذهن ويقوي الإرادة، ويخفف العبء عن أجهزة الجسم جميعها وبخاصة جهاز الهضم وجهاز الدوران والكلى " ([2]) .

" والصيام ينشط تجدد خلايا الجسم، فمن المعروف أنّ في جسم الإنسان نحو من ( 125 ) ألف مليار خلية، وأنّه يموت ويحيا كل دقيقة نحو من ( 7 ) مليارات خلية، أي أن خلايا الجسم جميعها تتجدد خلال اثني عشر يوماً تقريباً، أما في الصوم فتتجدد جميعها خلال ( 5 – 6 ) أيام فقط " ([3]) .





3- الصيام والجهاز الهضمي :

" إن للصوم الأثر الكبير في راحة الجهاز الهضمي المُتْعَبْ طيلة أيام السنة، وفي الصوم حثٌ على الاستفادة من مخزون الشحوم في الجسم كافة، فتتحول هذه الشحوم وتتفتت وتنتج لنا الطاقة اللازمة لإدامة الحياة بدل الطعام " ([4]) .

" وإن من حكمة الإفطار على التمر أنه يحتوي على المواد السكرية التي سرعان ما تُمتص فتصل إلى الدم بسرعة، ويرتفع مستوى السكر في الدم، ويشعر به الصائم نشاطاً يدب في جسمه، وقوةً في التركيز والرؤية، ويقلل نوعاً ما من شعور الصائم بالحاجة إلى الطعام فتقل شهيته فيأكل ما يكفيه دون إفراط " ([5]) .

" إنَّ شرب الماء عند الإفطار قبل الطعام قد يحرك الأمعاء ويقلل من حالة الإمساك التي يشكو منها كبار السن عادة " ([6]) .





4- الصيام وأمراض الكليتين :

الصيام يريح الكليتين وجهاز البول، بإقلاله فضلات استقلاب الأغذية المنطرحة عن طريق الجهاز ([7]) .





5- الصيام وعلاج البدانة :

يستفيد السمين من الصيام كثيراً ؛ لأن الصائم بعد حرقه الغذاء الوارد في السحور يستمد 83 % من القدرة الضرورية من استهلاك المدخرات الذهنية وتزيد فائدته إن لم يسرف في الطعام، وقلل من الأغذية الدهنية والنشوية وباقي السكريات([8]) .





6- الصيام يحمي الأسنان من التسوس ويمنع إصابة اللثة بالأمراض :

" يقول أحد الأطباء: إن الامتناع عن الأكل من السحور حتى الفطور يحمي الأسنان من التلف الناتج عن تخمر فضلات الطعام في الأسنان، وبالتالي فإن ذلك يحول دون إصابة الأسنان بالتسوس، ويقلل من الإفرازات اللعابية التي تسبب زيادة ترسب المواد الجيرية والدهنية على الأسنان، وتظل اللثة معرضة للأمراض " ([9]) .





7- أمراض الروماتيزم :

" يؤكد أخصائيو الأمراض الروماتيزمية والأمراض المزمنة أن الصيام يفيد مرضى الروماتيزم، وخاصة السيدات وكبار السن من الجنسين، فهو يخفض الوزن ويتخلص من السموم في الجسم " ([10]) .





8- أمراض الكبد :

" يقول أخصائيو الأمراض الباطنية: إِنَّ حالات كثيرة من أمراض السكر قد أفادت إفادة كبيرة في شهر رمضان؛ لأنّ الصيام يعمل على خفض مستوى السكر في الدم وانخفاضه في البول كما ينصح الأطباء مَرْضَى الكبد أن يستفيدوا من تجربة شهر الصيام طوال العام بعد الإفراط في الأكل وتنظيمه " ([11]) .





9- ترك الدخان :

" والصوم حافز كبير يساعد على التخلص نهائياً من الإدمان في شرب السجائر والمنبهات، والصوم يعطي مناعة وقوة تزيدهم تحملاً للمسؤوليات وأعباء الحياة، وتزيدهم صبراً على تحمل الحرمان، وبذلك يمكن الإقلاع عن التدخين، وتتحسن صحتهم النفسية والجسمية " ([12]) .





10- الصوم ومرض السكر :

" والصوم يحمي الإنسان من مرض السكر: ولتفسير ذلك نقول إن في الصوم تقل كمية السكر في الدم إلى أدنى المعدلات، وهذا يعطي غدة البنكرياس فرصة للراحة، فمن المعروف أن البنكرياس يفرز الأنسولين، وهذه المادة بدورها تؤثر على السكر في الدم، فتحوله إلى مواد نشوية ودهنية تترسب وتخزن في الأنسجة، ولكن إذا زاد الطعام عن قدرة البنكرياس في إفراز الأنسولين، فإن هذه الغدة تصاب بالإرهاق والإعياء، ثم أخيراً تعجز عن القيام بوظيفتها، فيتراكم السكر في الدم، وتزيد معدلاته بالتدريج سنة وراء سنة، حتى يظهر مرض السكر، وخير حماية للبنكرياس من هذا الإرهاب؛ هو الصوم المعتدل"([13]).





11- الصوم والمعدة :

" وما أصدق الحكمة القائلة: قليل من الصوم يصلح المعدة، ففي الصيام تخلو المعدة تماماً من الطعام خلال 12 ساعة في اليوم الواحد، ولمدة شهر كامل، وهذه المدة تكفي لإخلاء المعدة من كل طعام متراكم وتعطيها فرصة للراحة من غير إرهاق، ولذلك نجد أنه أثناء فترة الصيام يتخلص الإنسان من عادة التكرع أو ( التجشوء ) التي يسببها أكل الطعام على الطعام مما ينجم عنه تخمر الأطعمة في المعدة قبل أن تتمكن من هضمها " ([14]) .





12- الصوم والأمعاء :

"والصيام يريح الأمعاء والمصران الغليظ أيضاً من الطعام المتراكم، وبذلك يتخلص الصائم من الغازات والروائح الكريهة التي تنتج عن التخمة وسوء الهضم والتخمر في الأمعاء بسبب عدم قدرتها على امتصاص الطعام أو التخلص منه، وقد كان الناس فيما مضى قبل الأدوية الحديثة يعالجون حالات الإسهال
بالصيام وحده أو باستعمال المسهلات للمساعدة على طرد المواد السامة من المصارين" ([15]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) الطب النبوي لابن القيم ( ص: 258 – 259 ) .

([2]) كتاب الحقائق الطبية في الإسلام ( ص: 184 ) بتصرف يسير .

([3]) كتاب الحقائق الطبية في الإسلام ( ص: 184 ) بتصرف يسير .

([4]) الطب الوقائي في الإسلام ( ص: 253 ) بتصرف يسير .

([5]) الطب الوقائي في الإسلام ( ص: 253 ) بتصرف يسير .

([6]) الطب الوقائي في الإسلام ( ص: 253 ) بتصرف يسير .

([7]) الطب النبوي والعلم الحديث ( 1 / 274 ) .

([8]) الطب النبوي والعلم الحديث ( 1 / 274 ) .

([9]) الصيدلية المحمدية ( ص: 42 – 43 ) .

([10]) الصيدلية المحمدية ( ص: 42 – 43 ) .

([11]) الصيدلية المحمدية ( ص: 42 – 43 ) .

([12]) الصيدلية المحمدية ( ص: 42 – 43 ) .

([13]) صوموا تصحوا، دراسة علمية لفوائد الصيام الصحية ( ص: 32 – 33 ) .

([14]) صوموا تصحوا، دراسة علمية لفوائد الصيام الصحية ( ص: 32 – 33 ) .

([15]) صوموا تصحوا، دراسة علمية لفوائد الصيام الصحية ( ص: 32 – 33 ) .
__________________
لرعاية الاسلام والمسلمين
ونشر الخير لكل الناس
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22-09-2006, 12:40 AM
جمعية حضن الاسلام جمعية حضن الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 298
الدولة : Egypt
افتراضي

مراحل تشريع الصوم:








الحكمة من التدرج في تشريع الصيام:





لم يفرض الصوم جملة واحدة ، وإنما شرع على التدرج ، قال ابن القيم في بيان الحكمة من ذلك : " لما كان ـ أي الصوم ـ غيرَ مألوف لهم ولا معتاد ، والطباع تأباه ، إذ هو هجر مألوفها ومحبوبها ، ولم تذق بعدُ حلاوته وعواقبه المحمودة ، وما في طيه من المصالح والمنافع، فخيرت بينه وبين الإطعام ، وندبت إليه ، فلما عرفت علته – يعني حكمته – وألفته ، وعرفت ما ضمنه من المصالح والفوائد : حتم عليها عيناً ، ولم يقبل منها سواه ، فكان التخيير في وقته مصلحة، وتعيين الصوم في وقته مصلحة ، فاقتضت الحكمة البالغة شرع كل حكم في وقته ؛ لأن المصلحة فيه في ذلك الوقت " ([1]) .

وقال ابن حجر الهيثمي: " وحكمته – أي التدرج – الرفق بالأمة ؛ لأنهم لما لم يألفوا الصوم كان يقينه عليهم ابتداء فيه مشقة ، فخيروا بينه وبين الفدية أولاً ، ثم لما قوي يقينهم ، واطمأنت نفوسهم : حتم عليهم الصوم وحده ، ونظير ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أول ما بعث لم يكلف الناس إلا بالتوحيد فقط ، ثم استمر على ذلك مدة مديدة ، ثم فرض عليهم من الصلاة ما ذكر في سورة المزمل ، ثم نسخ ذلك كله بالصلوات
الخمس،وكان كلما ازداد ظهوراً وتمكناً:ازدادت الفرائض وتتابعت،كل ذلك لما قررته من الرفق والتدرج في المراتب حتى تؤخذ بحقها"([2]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) مفتاح دار السعادة ( 2 / 377 ) ، وانظر : ( 2 / 386 ) منه .

([2]) إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام ( ص : 78 ) ، وللتوسع انظر : العبادات وتطور تشريعها في زمن الوحي، لمحمد أنيس عبادة ، والتدرج في التشريع : ( مقال في مجلة الأزهر – السنة 37 ، ص : 146 وما بعدها ) لبدر المتولي عبد الباسط ، ورفع الحرج في الشريعة الإسلامية( ص :74 – 78 ) ليعقوب الباحسين .














هل فُرِض صيامٌ قبل فرض صيام رمضان؟




قال ابن حجر: " ذهب الجمهور – وهو المشهور عند الشافعية – إلى أنه لم يجب قط صوم قبل صوم رمضان " ([1]) .

وقال ابن جرير الطبري : " وذلك أنه لم يأت خبر تقوم به حجة بأن صوماً فُرِض على أهل الإسلام غير صوم شهر رمضان ثم نسخ بصوم شهر رمضان ... فمن ادعى أن صوماً كان قد لزم المسلمين فَرْضُه غير صوم شهر رمضان الذين هم مجمعون على وجوب فرض صومه، ثم نسخ ذلك سُئل عن البرهان على ذلك من خبر تقوم به حجة، إذْ كان ذلك لا يُعْلم إلا بخبرٍ يَقْطَع العذر" ([2]) .

واختار جماعة من العلماء أن صياماً قد فُرِض قبل فرض صيام رمضان ، ثم نسخ برمضان ، ثم اختلفوا في تحديد ذلك الصيام على قولين ([3]) :

1- يوم عاشوراء :

وبذلك قال أبو حنيفة ([4]) ، وهو رواية عن أحمد ([5]) ، اختارها الأثرم ([6]) ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ([7]) .

ومن أدلتهم : حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صامه ، وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة ، وترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه ) ([8]) .

قال ابن بطال : " دلّ حديث عائشة على أن صومه كان واجباً قبل أن يُفْرَض
رمضان ، ودل أيضاً أن صومه قد رد إلى التطوع بعد أن كان فرضاً " ([9]) .

2- ثلاثة أيام من كل شهر :

وإليه ذهب عطاء، مستدلاً بقوله تعالى : {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ a أَيَّامًا مَّعْدُود?تٍ} [البقرة: 183، 184].

قال عطاء : "كان عليهم الصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ولم يسم الشهر أياماً معدودات ، قال : وكان هذا صيام الناس قبل ، ثم فرض الله عز وجل على الناس شهر رمضان " ([10]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) فتح الباري ( 4 / 103 ) ، وانظر : المجموع ( 6 / 433 – 435 ) للنووي .

([2]) جامع البيان ( 3 / 417 ) ، وانظر : تفسير المنار ( 2 / 150 ) .

([3]) انظر : الذخيرة ( 2 / 485 ) للقرافي .

([4]) بدائع الصنائع ( 2 / 262 ) .

([5]) الإنصاف ( 3 / 346 ) .

([6]) ناسخ الحديث ومنسوخه ( ص : 186 – 188 ) .

([7]) مجموع الفتاوى ( 25 / 295 ، 296 ، 311 ) ، شرح العمدة ( 2/ 573 – الصيام ) والاختيارات (164) للبعلي .

([8]) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ... } ( 4502 ) ، ومسلم في كتاب الصيام، باب صوم عاشوراء ( 1125 ) .

([9]) شرح ابن بطال على البخاري ( 4 / 141 ) .

([10]) رواه الطبري في تفسيره ( 3 / 414 ) .












مراحل فرض صيام رمضان :





قال ابن القيم : " وكان للصوم رتب ثلاث:




إحداها : إيجابه بوصف التخيير ، والثاني : تحتمه ، لكن كان الصائم إذا نام قبل أن يطعم حرم عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة ، فنسخ ذلك بالمرتبة الثالثة وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة " ([1]) .

دليل المرتبة الأولى :

قال تعالى : {وَعَلَى ?لَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184].

قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه : ( لما نزلت {وَعَلَى ?لَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها ) ([2]) .

دليل المرتبة الثانية والثالثة :

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى
يمسي ، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائماً ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته ، فقال لها : أعندك طعام ؟ قالت : لا ، ولكن انطلق فأطلب لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه ، فجاءته امرأته ، فلما رأته قالت : خيبة لك ، فلما انتصف النهار غشي عليه ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ?لصّيَامِ ?لرَّفَثُ إِلَى? نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187] ففرحوا بها فرحاً شديداً ، ونزلت : {وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ} [البقرة: 187])([3]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) زاد المعاد ( 2 / 31 ) .

([2]) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } ( 4507 ) .

([3]) رواه البخاري في كتاب الصوم، باب قول الله جل ذكره: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث ... } ( 1915 ) .











متى فُرِض صوم رمضان؟





لم يختلف أهل السِّيَر في أنّ رمضان قد فُرِض في السنة الثانية من الهجرة.

قال الطبري في حوادث السنة الثانية من الهجرة: "وفي هذه السنـة فُرِض ـ فيمـا ذُكِر ـ صومُ رمضان،وقيـل: إنه فرض في شعبان منها"([1]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) التاريخ (2/417)، وانظر: الفصول في سيرة الرسول لابن كثير (ص 127) .
__________________
لرعاية الاسلام والمسلمين
ونشر الخير لكل الناس
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22-09-2006, 12:41 AM
جمعية حضن الاسلام جمعية حضن الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 298
الدولة : Egypt
افتراضي

آداب الصوم في رمضان










1. حفظ اللسان، والجوارح عن اللغو والإثم:





والأصل في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) ([1]).


قال المهلب: "فيه دليل على أن حكم الصيام الإمساك عن الرفث وقول الزور، كما يمسك عن الطعام والشراب، وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقص صيامه، وتعرض لسخط ربه، وترك قبوله منه". وقال غيره: "وليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه إذا لم يدع قول الزور، وإنما معناه التحذير من قول الزور والعمل به ليتم أجر صيامه"([2]).


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصيام جُنَّه، فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم...)) الحديث ([3]).


قال النووي: "فيه نهي الصائم عن الرفث وهو السخف وفاحش الكلام، ... واعلم أن نهي الصائم عن الرفث والجهل والمخاصمة والمشاتمة ليس مختصاً به، بل كل أحد مثله في أصل النهي عن ذلك، لكن الصائم آكد"([4]).


وعن عمر رضي الله عنه قال: (ليس الصيام من الطعام والشراب، ولكن من الكذب والباطل واللغو والحلف) ([5]).


وقال جابر رضي الله عنهما: (إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب، والمآثم، ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم صيامك وفطرك سواء) ([6]).


وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: (إذا صمت فتحفظ ما استطعت) ([7]).


وقال عبيدة السلماني: "اتقوا المفطِّرَين: الغيبة، والكذب"([8]).

قال الغزالي مبيناً أدب الصوم: "فهو كف الجوارح عن الآثام وتمامه بستة أمور:

الأول: غض البصر، وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره، وإلى كل ما يشغل القلب ويلهى عن ذكر الله عز وجل.

الثاني: حفظ اللسان عن الهذيان، والكذب، والغيبة، والنميمة، والفحش، والجفاء، والخصومة، والمراء وإلزامه السكوت، وشغله بذكر الله سبحانه، وتلاوة القرآن، فهذا صوم اللسان.

الثالث: كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه، لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه.

الرابع: كف بقية الجوارح عن الآثام: من اليد، والرجل، وعن المكاره، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار


([9])، فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام، فمثال هذا الصائم مثال من يبني قصراً ويهدم مصراً.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش))، فقيل: هو الذي يفطر على الحرام، وقيل: هو الذي يمسك عن الطعام الحلال ويفطر على لحوم الناس بالغيبة وهو حرام، وقيل: هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام.

الخامس: أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه، وكيف يستفاد من الصوم قهرُ عدوا الله وكسر الشهوة إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره ؟! وربما يزيد عليه في ألوان الطعام، حتى استمرت العادات بأن تدخر جميع الأطعمة لرمضان فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر. ومعلوم أن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى، لتقوى النفس على التقوى.



سادساً: أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقاً مضطرباً بين الخوف والرجاء، إذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين، أو يرد عليه فهو من الممقوتين؟ وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها"([10]).


وقال ابن الجوزي: "وللصوم آداب يجمعها: حفظ الجوارح الظاهرة، وحراسة الخواطر الباطنة، فينبغي أن يتلقى رمضان بتوبة صادقة، وعزيمة موافقة، وينبغي تقديم النية وهي لازمة في كل ليلة، ولا بد من ملازمة الصمت عن الكلام الفاحش والغيبة فإنه ما صام من ظل يأكل لحوم الناس، وكف البصر عن النظر إلى الحرام، ويلزم الحذر من تكرار النظر إلى الحلال"([11]).


وقال ابن القيم: "والصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث ؛ فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعاً صالحاً، وكذلك أعماله، فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته، وأَمِن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم، هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب ... فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشراب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده فهكذا الآثام تقطع ثوابه، وتفسد ثمرته، فتصيره بمنزلة من لم يصم"([12]).





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه البخاري في الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم (1903)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([2]) شرح ابن بطال على البخاري (4/23) بتصرف يسير.

([3]) أخرجه البخاري في الصيام، باب: فضل الصوم (1894)، ومسلم في الصيام، باب حفظ اللسان للصائم (1151).

([4]) شرح مسلم (8/28، 29).

([5]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/272) باب: ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب.

([6]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/271)، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام .

([7]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/271)، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام.

([8]) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص125-126) رقم (179) بسندٍ لا بأس به.

([9]) قال الزبيدي: "أي عن تناول طعام فيه شبهة"، إتحاف السادة المتقين (4/412).

([10]) إحياء علوم الدين (1/110) وما بعدها، بتصرف.

([11]) التبصرة (2/80).

([12]) الوابل الصيب (ص43).













2 ـ الإكثار من العبادة:





كان من هدية صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف.



وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة، وكان ينهى أصحابه عن الوصال([1]).



قال ابن رجب: "وكان جوده صلى الله عليه وسلم يتضاعف في شهر رمضان على غيره من الشهور، كما أن جود ربه يتضاعف فيه أيضاً، فإن الله جبله على ما يحبه من الأخلاق الكريمة، وكان على ذلك قبل البعثة"([2]).

وقال أيضاً: "وفي تضاعف جوده صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة منها: شرف الزمان، ومضاعفة أجر العمل فيه.

ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعاتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا.



ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في ليلة القدر"([3]).



وقال القسطلاني: "ولما كان شهر رمضان موسم الخيرات ومنبع الجود والبركات ؛ لأن نعم الله فيه تزيد على غيره من الشهور، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من العبادات وأنواع القربات الجامعة لوجوه السعادات، من الصدقة والإحسان، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، ويخص به من العبادات ما لا يخص به غيره من الشهور، كما أن جود ربه تعالى يتضاعف فيه أيضاً، فإن الله تعالى جبله على ما يحبه من الأخلاق الكريمة"([4]).

وإليك بعض العبادات التي لها مزيّة في رمضان:

· الجود، ومدارسة القرآن:



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) ([5]).

قال النووي: "وفي هذا الحديث فوائد منها:

بيان عظم جوده عليه الصلاة والسلام، ومنها: استحباب إكثار الجود في رمضان.



ومنها: زيادة الخير عند ملاقاة الصالحين وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم، ومنها: استحباب مدارسة القرآن"([6]).

· القيــام:



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) ([7]).



قال أبو الوليد الباجي: "... ثم بين الترغيب بقوله: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له، ما تقدم من ذنبه))، وهذا من أعظم الترغيب وأولى ما يجب أن يسارع إليه إذا كان فيه تكفير السيئات التي تقدمت له"([8]).



وقال النووي: "معنى ((إيماناً)) تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى ((احتساباً)) أن يراد الله تعالى وحده ولا يقصد رؤية الناس، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها"([9]).

· العمـرة:



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: ((ما منعك أن تحج معنا)) قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان فحج أبو ولدها وابنها على ناضح وترك لنا ناضحاً ننضح عليه، قال: ((فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة))([10]).



قال النووي: "أي: تقوم مقامها في الثواب، لا أنها تعدلها في كل شيء"([11]).





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) زاد المعاد (2/32).

([2]) لطائف المعارف (ص308، 309).

([3]) لطائف المعارف (ص311) بتصرف يسير.

([4]) المواهب اللدنية (4/327).

([5]) أخرجه البخاري في: بدئ الخلق، باب: ذكر الملائكة (3220) واللفظ له، ومسلم في الفضائل، باب: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس (2308).

([6]) شرح مسلم (15/69).

([7]) أخرجه البخاري في الإيمان، باب: تطوع قيام رمضان من الإيمان (37)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب: الترغيب في قيام رمضان (759).

([8]) المنتقى (1/206).

([9]) شرح مسلم (6/39).

([10]) أخرجه البخاري في الحج، باب عمرة في رمضان (1782)، ومسلم في الحج، باب: فضل العمرة في رمضان (1256) واللفظ له.

([11]) شرح مسلم (9/2).
__________________
لرعاية الاسلام والمسلمين
ونشر الخير لكل الناس
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22-09-2006, 12:49 AM
جمعية حضن الاسلام جمعية حضن الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 298
الدولة : Egypt
افتراضي

شروط وجوب الصوم










1 ـ الإسلام:



قال تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَـ?تُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِ?للَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ?لصَّلَو?ةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى? وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَـ?رِهُونَ} [التوبة:54].

قال ابن جرير الطبري: "يقول تعالى ذكره: وما منع هؤلاء المنافقين، يا محمد، أن تقبل منهم نفقاتهم التي ينفقونها في سفرهم معك، وفي غير ذلك من السبل، إلا أنهم كفروا بالله ورسوله"([1]).

وقال القرطبي: "وما منعهم من أن تقبل منهم نفقاتهم إلا كفرهم"([2]).

وقال ابن كثير: "لأنهم كفروا بالله وبرسوله، أي والأعمال إنما تصح بالإيمان"([3]).

وقال السعدي: "والأعمال كلها، شرط قبولها، الإيمان، فهؤلاء، لا إيمان لهم، ولا عمل صالح"([4]).

وهذا الشرط باتفاق الأئمة رحمهم الله([5]).





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) جامع البيان (14/294).

([2]) الجامع لأحكام القرآن (4/92).

([3]) تفسير ابن كثير (2/565).

([4]) تفسير الكريم الرحمن (3/248).

([5]) انظر: المبسوط (3/54)، الذخيرة (2/494)، المجموع (6/254)، الإنصاف (3/280).








2- البلـوغ:

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ)) وفي رواية: ((وعن المجنون))، وفي لفظ: ((المعتوه، حتى يفيق أو يعقل، وعن الصبي حتى يكبر))، وفي رواية: ((حتى يحتلم))، وفي لفظ: ((حتى يعقل))، وآخر: ((حتى يبلغ))([1]).

قال النووي: "فلا يجب صوم رمضان على الصبي، ولا يجب عليه قضاء ما فات قبل البلوغ بلا خلاف"([2]).

قال السبكي في قوله صلى الله عليه وسلم: ((رفع القلم عن ثلاثة)): "هو كناية عن عدم التكليف"([3]).

وقال السندي: "قوله: ((رفع القلم)) كناية عن عدم كتابة الآثام عليهم في هذه الأحوال"([4]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) صحيح أخرجه أبو داود في كتاب الحدود، باب في المجنون يسرق أو يصيب حداً رقم (4398) واللفظ له، وابن ماجه في كتاب الطلاق، باب طلاق المعتوه والصغير والنائم رقم (2041)، والنسائي في كتاب الطلاق، باب من لا يقع طلاقه من الأزواج رقم (3432). والدارمي في كتاب الحدود، باب رفع القلم عن ثلاث رقم (2296)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان رقم (42)و(43)، والحاكم في المستدرك في كتاب البيوع (2/68) رقم (2350). وقال: "هذا حديث صحيح". ووافقه الذهبي، والحديث صححه النووي في المجموع (6/253) والألباني في الإرواء رقم (297).

([2]) المجموع (6/253)، وانظر: الذخيرة (2/494)، كشَّاف القناع (2/308).

([3]) انظر: عون المعبود (12/72).









3. العقـل:

قال ابن قدامة([1]): "والمجنون غير مكلّف، ولا يلزمه قضاء ما ترك في حال جنونه، إلا أن يُفيق في وقت الصلاة، فيصير كالصبي يبلغ، ولا نعلم في ذلك خلافاً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستقيظ، وعن الصبي حتى يَشِبَّ، وعن المعتوه حتى يعقل))([2]).

وقال الشيرازي: "ومن زال عقله بجنون لم يجب عليه الصوم، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وعن المجنون حتى يفيق))([3]).

وقال النووي: "المجنون لا يلزمه الصوم في الحال بالإجماع، للحديث وللإجماع"([4]).

وقال السامري: "ولا يجب على المجنون، ولا على الأبله، اللَّذيْنِ لا يفيقان"([5]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) المغتي (2/50).

([2]) تقدم تخريجه والكلام عليه في شرط الإسلام.

([3]) المهذب (2/587).

([4]) المجموع (6/255)، وانظر: مجمع الأنهر (1/253).

([5]) المستوعِب (3/382)، وانظر: بلغة السالك (1/239).











4. القدرة على الصوم:

قال تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184].

قال ابن جرير الطبري: "يعني بقوله جل ثناؤه: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا} من كان منكم مريضاً، ممن كلِّف صومه، أو كان صحيحاً غير مريض وكان على سفر {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} يقول: فعليه صوم عدة الأيام التي أفطرها في مرضه أو في سفره، {مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} يعني من أيام غير أيام مرضه أو سفره"([1]).

قال ابن العربي: "للمريض ثلاثة أحوال:

أحدها: ألا يُطيق الصوم بحالٍ، فعليه الفطر واجباً.

الثاني: أنّه يقدر على الصوم بضررٍ ومشقةٍ؛ فهذا يستحب له الفطر، ولا يصوم إلا جاهل.

الثالث: قال محمد بن إسماعيل البخاري: "اعتللت بنيسابور عِلةً خفيفة ً، وذلك في شهر رمضان، فعادني إسحاق بن راهويه في نفرٍ من أصحابه، فقال لي: أفطرت يا أبا عبد الله ! فقلت: نعم، فقال: خشيت أن تضعف عن قبول الرخصة، قلت: أنبأنا عَبْدان، عن ابن المبارك، عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: من أيِّ المرض أُفطر؟ قال: من أي مرض كان، كما قال الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا}"([2]).

وقال الكيا الهراسي: "يقتضي جواز الإفطار على اسم المرض والسفر، إلا أن المريض الذي لا يضره الصوم مخصوصٌ إجماعاً، ولا يعرف له مأخذ أقوى من الإجماع، وأطلق السفر، ولم يذكر له حداً، والمسافة القريبة لا تسمى سفراً في العرف"([3]).

وقال ابن قدامة: "أجمع أهل العلم على إباحة الفطر للمريض في الجملة، و الأصل فيه قوله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184]. والمرض المبيح للفطر هو الشديد الذي يزيد بالصوم أو تُخشى تباطؤ برئه، قيل لأحمد: متى يفطر المريض؟ قال: إذا لم يستطع، قيل: مثل الحمى؟ قال: وأي مرضٍ أشد من الحمى"([4]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فالمريض له أن يؤخر الصوم باتفاق المسلمين، وليس له أن يؤخر الصلاة باتفاق المسلمين، والمسافر له أن يؤخر الصيام باتفاق المسلمين، وليس له أن يؤخر الصلاة باتفاق المسلمين"([5]).

وقال ابن كثير: "أي المريض والمسافر لا يصومان في حال المرض والسفر لما في ذلك من المشقة عليهما، بل يفطران ويقضيان بعدة ذلك من أيام أُخر"([6]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) جامع البيان (3/418).

([2]) أحكام القرآن لابن العربي (1/77).

([3]) أحكام القرآن للكيا الهراسي (1/62).

([4]) المغتي (4/403)، وانظر: بدائع الصنائع (2/94)، البناية في شرح الهداية (4/76)،الذخيرة (2/516) التذكرة لابن الملقن (ص78).

([5]) مجموع الفتاوى (22/31).

([6]) تفسير ابن كثير (1/203).








5. أن يكون مقيماً:

قال تعالى: {فَمَـن كَـانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفـَرٍ فَعدَّةٌ مِّنْ أَيَّـامٍ أُخَـرَ}([1]) [البقرة:184].

وقد اختلف العلماء في صوم رمضان في السفر:

فذهب جماهير العلماء إلى جواز الصوم في السفر وينعقد ويجزئه.

1- قال الكاساني: "ولأن جواز الصوم للمسافر في رمضان مجمع عليه"([2]).

2- وقال ابن القاسم: "قال مالك: الصيام في رمضان في السفر أحب إليَّ لمن قوى عليه"([3]).

3- وقال النووي: "ومذهبنا جوازهما (أي جواز الصوم والفطر في السفر)، وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحمد والجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم"([4]).

4- وقال ابن قدامة: "وجواز الفطر للمسافر ثابت بالنص والإجماع؛ وأكثر أهل العلم على أنه إن صام أجزاه"([5]).

وخالف أهل الظاهر فقالوا: لا يصح صوم رمضان في السفر، فإن صامه لم ينعقد، ويجب قضاؤه.

قال أبو محمد بن حزم: "ومن سافر في رمضان فَفَرْضٌ عليه الفطر إذا تجاوز ميلاً أو بلغه أو إزاءه، وقد بطل صومه حينئذ لا قبل ذلك، ويقضي بعد ذلك في أيامٍ أُخر"([6]).

والراجح: ما عليه جماهير العلماء، أنه يجوز الصوم في السفر، لمن قدر عليه، والفطر لمن لحقه ضررٌ ومشقة.

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فمنَّا الصائم ومنَّا المفطر، فلا يجد الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، يرون أن من وجد قوةً فصام، فإنَّ ذلك حسنٌ. ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر، فإن ذلك حسنٌ)([7]).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لا تَعِبْ على من صام، ولا على من أفطر، قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر، وأفطر)([8]).

قال النووي: "فيه دلالة لمذهب الجمهور في جواز الصوم والفطر جميعاً"([9]).

وقول جماهير العلماء، فيه إعمال لجميع الأحاديث، وهذا أولى من الأخذ ببعضها وترك الآخر.

قال النووي: "وأمّا الأحاديث التي احتج بها المخالفون فمحمولة على من يتضرر بالصوم، وفي بعضها التصريح بذلك، ولا بد من هذا التأويل للجمع بين الأحاديث"([10]).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن هذا الباب الصوم والفطر للمسافر في رمضان، فإنّ الأئمة الأربعة اتفقوا على جواز الأمرين"([11]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) تقدم أقوال العلماء في مسألة القدرة على الصوم.

([2]) بدائع الصنائع (2/95).

([3]) المدونة الكبرى (1/180).

([4]) المجموع (6/269).

([5]) المغني (4/406).

([6]) المحلى (6/243).

([7]) أخرجه مسلم في كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر رقم (1116).

([8]) أخرجه مسلم في كتاب الصيام باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر ... رقم (1113).

([9]) صحيح مسلم بشرح النووي (7/328).

([10]) المجموع (6/271).

([11]) مجموع الفتاوى (22/287).
















6. الخلو من الموانع: الحيض والنفاس.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى ـ أو في فطر ـ إلى المصلَّى، فمر على النساء فقال: ((يا معشر النساء تصدَّقن، فإني أُريتكُنَّ أكثر أهل النار، فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تُكِثْرنَ اللَّعن، وَتَكفُرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودينٍ أذهَبَ للبِّ الرجلِ الحازم من إحداكنَّ، قلن: وما نقصانُ دينِنا وعَقْلنِا يا رسول الله ؟ قال: أليس شهادةُ المرأةِ مثلُ نصفِ شهادةِ الرجل؟ قلن: بلى، قال: فذَلكَ من نقصان عَقْلِها. أليس إذا حاضتْ لم تُصَلِّ ولم تصم؟ قلن: بَلى، قال: فذلكِ من نقصانِ دِينها))([1]).

قال ابن بطال: "قوله عليه السلام: ((أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم)) نص أن الحائض يسقط عنها فرض الصلاة، ولا يجوز لها الصوم في أيام حيضها، والأُمَّةُ على ذلك، وأجمعوا أن عليها قضاء ما تركت من الصيام، ولا قضاء عليها للصلاة، إلاَّ طائفة من الخوارج يرون عليها قضاء الصلاة، وعلماء الأُمَّة من السلف والخلف على خلافهم"([2]).

قال شيخ الإسلام ابن يتيمة: "كما يحرم على الحائض الصلاة والصيام بالنَّص، والإجماع؛ ومس المصحف عند عامة العلماء"([3]).

وقال أيضاً: "وخروج دم الحيض والنفاس يُفَطِّرُ باتفاق العلماء"([4]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه البخاري في كتاب الحيض، باب ترك الحائض الصوم رقم (304) واللفظ له، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات .... رقم (79).

([2]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (1/419).

([3]) مجموع الفتاوى (26/176).

([4]) مجموع الفتاوى (25/267). وانظر: بدائع الصنائع (2/83)، المدونة الكبرى (1/184)، روضة الطالبين (2/365)، المحلى (5/185).
__________________
لرعاية الاسلام والمسلمين
ونشر الخير لكل الناس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطوات عملية للمحافظة على الأوقات في رمضان : nourhoda رمضانيات 2 31-08-2007 09:51 PM
عاشوراء...كل ما تحتاجه عن يوم عاشوراء في سؤال وجواب بإذن الله نبيه الملتقى الاسلامي العام 9 29-01-2007 01:41 AM
أيهان كتاب الله ونحن في مسجد الله وفي رمضان وفي البلد الحرام ؟؟؟!!! قاصرة الطرف الملتقى العام 13 02-01-2007 11:09 AM
احبتي في الله......لا تنسو العشر الأواخر من رمضان منونة رمضانيات 4 15-10-2006 01:18 PM
فضل الله: الأحد أول أيام رمضان ! ابــو أيهــم ! رمضانيات 7 27-09-2006 01:23 AM


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 211.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 204.74 كيلو بايت... تم توفير 6.39 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]