تخريج حديث: عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 3870 )           »          مشكلات الشباب المسلم في البرازيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 3037 )           »          لماذا تُهــوَّد المباني في القدس؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الاختراق الإيراني الناعم لإفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نماذج من حياة الصحابة في تربية الأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تنبيهات حول الامتحانات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          البصيرة في دين الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 83 - عددالزوار : 18868 )           »          زيــارة القبـــور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-12-2022, 10:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,952
الدولة : Egypt
افتراضي تخريج حديث: عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر

تخريج حديث: عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر
الشيخ محمد طه شعبان

رحمه الله

روى جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ». (1/ 128).
منكر.

أخرجه ابن أبي شيبة (23485) و(25632)، وعبد بن حميد في «المنتخب من مسنده» (1085)، وابن ماجه (3496)، والطبراني في «الأوسط» (6056)، والعقيلي في «الضعفاء» (1/ 282)، من طريق إسماعيل بن مسلم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ».

وإسماعيل بن مسلم؛ هو المكي.

جاء في «الجرح والتعديل» (2/ 198): عن علي بن المديني، قال: سمعت يحيى - يعني القطان - وسئل عن إسماعيل بن مسلم المكي، قال: «لم يزل مختلطًا، كان يحدثنا بالحديث الواحد على ثلاثة ضروب».

وعن أحمد بن حنبل، قال: «إسماعيل بن مسلم المكي، منكر الحديث».

وعن ابن المديني، قال: «إسماعيل بن مسلم المكي، لا أكتب حديثه».

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن إسماعيل بن مسلم العبدي، فقال: هو ضعيف الحديث مخلِّط.

قلت له: هو أحب إليك أو عمرو بن عبيد؟ قال جميعًا ضعيفين، وإسماعيل هو ضعيف الحديث، ليس بمتروك، يُكتب حديثه.

وسمعت أبا زرعة ذكر إسماعيل بن مسلم المكي، فقال: هو بصري سكن مكة يحدِّث عن الحسن، ضعيف الحديث».

وقال الدوري في «التاريخ» (3237): «سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن مسلم المكي ليس بشيء».

وقال ابن المديني في «العلل» (85): «وإسماعيل بن مسلم المكي لا يُكتب حديثه».

وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/ 279): «حدثنا أحمد بن أصرم المزني، قال: قلت لأحمد بن محمد بن حنبل: حدثونا عن علي بن مسهر، عن إسماعيل بن مسلم، فلما قلت له: إسماعيل بن مسلم، قال بيده هكذا، كأنه ضعفه».

وفيه أيضًا، «حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: إسماعيل بن مسلم المكي ما روى عن الحسن في القراءات، فأما إذا جاء إلى المسند يسند عن الحسن، عن سمرة أحاديث مناكير، وعن عمرو بن دينار يسند عنه مناكير، ليس أراه بشيء، وكأنه ضعفه».

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 372): «تركه ابن المبارك، وربما روى عنه، وتركه يحيى، وابن مهدي».

وروى الترمذي في «العلل» (430) حديث «حد الساحر ضربة بالسيف»، ثم قال: «سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، وإنما رواه إسماعيل بن مسلم. وضَعَّف إسماعيل بن مسلم المكي جدًّا.

وقال الآجري في «سؤالات أبي داود» (1301): «سمعت أبا داود يقول: ترك يحيى بن سعيد أحاديث إسماعيل بن مسلم، الذي يقال له: المكي».

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (36): «متروك الحديث».

وروى له ابن خزيمة حديثًا في «صحيحه» (2429)، ثم عقبه بقوله: «هو إسماعيل بن مسلم المكي، وأنا أبرأ من عهدته».

وذكره الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» (76).

وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/ 281): «حدثني الخضر، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: قلت لأبي عبد الله: إسماعيل بن مسلم المكي، تُرِك حديثه للقدر، أو من أجل حديثه؟ قال: لا، حديثه كما رأيت، عن عمرو بن دينار، والزهري، قلت: وعن الحسن، ومحمد بن المنكدر؟ قال: نعم، عجائب» اهـ.

قلت: وحديثه هذا عن محمد بن المنكدر؛ وقد عَدَّ العقيلي هذا الحديث بالذات من عجائبه، وذكره من مناكيره.

وقد توبع إسماعيل بن مسلم المكي على هذا الحديث.

تابعه محمد بن إسحاق.

فقد أخرجه الترمذي في «العلل الكبير» (529)، وفي «الشمائل» (52)، وأبو يعلى في «مسنده» (2058)، والطبري في «تهذيب الآثار» (748)، وأبو نعيم في «الطب النبوي» (209)، والبغوي في «شرح السنة» (12/ 117)، من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به.

قلت: محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن.

قال الترمذي في «العلل»: «سألت محمدًا عن هذا الحديث، فلم يعرفه من حديث محمد بن إسحاق، وقد روى هذا الحديث إسماعيل بن مسلم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر».
وتابعه أبو بكر الهذلي.

أخرجه الخرائطي في «مكارم الأخلاق» (831)، والطبراني في «الأوسط» (2495)، من طريق أبي بكر الهذلي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به.
وأبو بكر الهذلي.

قال البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 198): «ليس بالحافظ عندهم.

قال عمرو بن علي: سمعت يزيد بن زريع يقول: عدلت عن أبي بكر الهذلي عمدًا».

وروى العقيلي في «الضعفاء» (3/ 39)، عن أبي مسهر، قال: حدثنا مزاحم بن زفر، قال: قلت لشعبة بن الحجاج: ما تقول في أبي بكر الهذلي؟ قال: دعني لا أقيء.

وفيه أيضًا، عن عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى بن سعيد، وذكر أبا بكر الهذلي، فقال: يقول: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي، ما رأيت بالكوفة أحدًا يحدِّث عن أبي عبد الرحمن السلمي، ولم يرضه.

وقال الدوري في «التاريخ» (4141): «سمعت يحيى يقول: أبو بكر الهذلي لم يكن بثقة. قال يحيى: قال غندر: كان أبو بكر الهذلي كذابًا».

وروى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 313)، عن يحيى بن معين، قال: كان غندر يقول كان أبو بكر الهذلي إمامنا، وكان يكذب.

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (233): «متروك الحديث».

وقال الدارقطني، كما في «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (2/ 12): «منكر الحديث، متروك».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 456): «يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات».

وقال ابن حجر في «التقريب»: «متروك الحديث».
وتابعه سليمان بن خالد الواسطي.

أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6151)، عن محمد بن حنيفة الواسطي أبي حنيفة، قال: حدثنا عمي أحمد بن محمد بن ماهان بن أبي حنيفة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سليمان بن خالد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن سليمان بن خالد الواسطي إلا محمد بن ماهان، تفرد به ولده عنه».

وسليمان بن خالد الواسطي ضعفه الدارقطني.
ومحمد بن حنيفة الواسطي شيخ الطبراني ضعفه الدارقطني أيضًا.
وأحمد بن محمد بن ماهان، ووالده مجهولان.

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 73): «أحمد بن محمد بن ماهان المعروف والده بأبي حنيفة صاحب القصب الواسطي؛ روى عن أبيه، كتب لنا أبو عون بن عمرو ابن عون شيئًا من فوائده، فلم يعرف أبي والده، وقال: هو مجهول، ولم يسمع منه».

وتابعه الفضل بن عيسى الرقاشي.

أخرجه أبو طاهر السِّلَفي في «الطيوريات» (406)، ولم يروه من هذا الطريق إلا أبو طاهر السلفي.

والفضل بن عيسى الرقاشي، منكر الحديث.

قال البخاري في «الضعفاء الصغير» (311): «الفضل بن عيسى أبو عيسى الرقاشي، قال ابن عيينة: وكان يرى القدر، وكان أهلًا أن لا يُروى عنه.

حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: سمعت سلام بن أبي مطيع، قال أيوب له: إن فضلًا الرقاشي لو وُلد أخرس كان خيرًا له» اهـ.

وقال الدوري في «التاريخ» (4/ 264): «قال يحيى: كان الفضل الرقاشي رجل سوء قدري».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 64، 65): «أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليَّ قال: سألت يحيى بن معين عن الفضل الرقاشي، فقال: روى عن ابن المنكدر، وكان قاصًّا، وكان رجل سوء، قال: قلت: فحديثه؟ قال لا تسل عن القدري الخبيث.

وسألت أبي عن الفضل بن عيسى الرقاشي، قال: في حديثه بعض الوهن، وهو منكر الحديث، ليس بقوي.

وسئل أبو زرعة عن الفضل الرقاشي، فقال: منكر الحديث» اهـ.

وقال الآجري في «سؤالاته لأبي داود» (386): «قلت لأبي داود: أكتب حديث فضل الرقاشي؟ قال: لا، ولا كرامة له».

وقال الآجري في «سؤالاته لأبي داود» (443): «سمعت أبا داود يقول: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن فضل الرقاشي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينادي رجل في القيامة: واعطشاه»، القصة. فقال: حديث يشبه وجه فضل الرقاشي».

وقال الآجري في «سؤالاته لأبي داود» (498): «سئل أبو داود عن فضل الرقاشي، فقال: كان هالكًا».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 212): «ممن يروي المناكير عن المشاهير».

وقال الحافظ في «التقريب»: «منكر الحديث».
وتابعه هشام بن حسان.

أخرجه ابن عدي في «الكامل» (5/ 78)، والمُخَلِّص في «المخلِّصيات» (1449).
وهشام بن حسان ثقة، ولكن هذا الطريق قد أعلَّه الإمام أبو حاتم الرازي، والإمام البزار.

قال ابن أبي حاتم في «العلل» (6/ 17، 18): «وسألت أبي عن حديثٍ رواه زياد بن الربيع، عن هشام بن حسان، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالإثمد عند النوم؛ فإنه يجلي البصر، وينبت الشعر.

قال أبي: هذا حديث منكر، لم يروه عن محمد إلا الضعفاء: إسماعيل بن مسلم، ونحوه، ولعلَّ هشام بن حسان أخذه من إسماعيل بن مسلم؛ فإنه كان يدلس» اهـ.

وقال البزار في «مسنده» (15/ 299): «هذا الحديث رواه زياد بن الربيع، عن هشام بن حسان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر وأحسب أنه أخطأ» اهـ.

قلت: ومع ذلك فقد قوَّى العلامة الألباني الحديث بهذا الطريق؛ فقال في «الصحيحة» (2/ 350، 351): «وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ وقد أُعِلَّ بما لا يقدح؛ فقد ذكره ابن أبي حاتم في «العلل»، من هذه الطريق، وأنه سأل عنه أباه، فأجابه بقوله: «حديث منكر، لم يروه عن محمد إلا الضعفاء...

قلت [الألباني]: لم أر مَن رماه بالتدليس مطلقًا؛ وإنما تكلموا في روايته عن الحسن وعطاء خاصة؛ لأنه كان يرسل عنهما؛ كما قال أبو داود؛ ولذلك قال الحافظ: «ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال؛ لأنه قيل: كان يرسل عنهما».

وهذا الحديث من روايته عن محمد بن المنكدر؛ فلا مجال لإعلاله» اهـ كلام العلامة الألباني.

قلت: ولكن يؤيد كلام أبي حاتم؛ ما رواه الطبراني في «الأوسط» (6/ 151)، من طريق زياد بن الربيع اليحمدي، عن هشام بن حسان، عن إسماعيل بن مسلم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به.

قال الطبراني: «لم يَرْوِ هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا زياد بن الربيع».

قلت: فتبيَّن بهذا الطريق أنَّ هشام بن حسان إنما أخذ الحديث عن إسماعيل بن مسلم، كما قال أبو حاتم رحمه الله.

وتابعه سلام بن أبي خبزة.
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (5/ 320).
وسلام ابن أبي خبزة.

قال البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 134): «ضعفه قتيبة جدًّا، ولم يحدث عنه».

وفي «ميزان الاعتدال» (2/ 164): «قال ابن المديني: يضع الحديث».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 260، 261): «روى عنه سعيد بن محمد الجرمي، وسمع منه قتيبة، وضعفه ولم يحدث عنه. سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه، فقال: ليس بقوي، ولا كذاب.

سئل أبو زرعة عن سلام بن أبي خبزة، فقال: بصري منكر الحديث» اهـ.
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (238): «متروك الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 431): «كثير الخطأ، معضل الأخبار، يروي عن الثقات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به».

فإن قيل: ألا يتقوَّى الحديث بمجموع هذه الطرق؟!

قلنا: إنَّ الحديث إذا جاء عن المتروكين والمغفَّلين، فإنه لا يتقوَّى، ولو كثرت طرقه، وكذلك الطريق الذي رواته ثقات لا يُتقوى به إذا تبيَّن شذوذه.

قال ابن الصلاح رحمه الله في «علوم الحديث» (ص33، 34): «لَعَلَّ الباحثَ الفَهْم يقول: إنا نجد أحاديث محكومًا بضعفها، مع كونها قد رُوِيَت بأسانيد كثيرة من وجوه عديدة؛ مثل حديث: «الأذنان من الرأس»، ونحوه، فهلَّا جعلتم ذلك وأمثاله من نوع الحسن؛ لأن بعض ذلك عَضَّدَ بعضًا؛ كما قلتم في نوع الحسن على ما سبق آنفا؟!

وجواب ذلك: أنه ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه؛ بل ذلك يتفاوت:
فمنه ضعف يزيله ذلك بأن يكون ضعفه ناشئًا من ضعف حفظ راويه، مع كونه من أهل الصدق والديانة؛ فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه آخر، عرفنا أنه مما قد حفظه، ولم يَخْتَلَّ فيه ضبطه له، وكذلك إذا كان ضعفه من حيث الإرسال زال بنحو ذلك؛ كما في المرسل الذي يرسله إمام حافظ؛ إذ فيه ضعف قليل، يزول بروايته من وجه آخر.

ومن ذلك ضعف لا يزول بنحو ذلك؛ لقوة الضعف وتقاعد هذا الجابر عن جبره ومقاومته؛ وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهمًا بالكذب، أو كون الحديث شاذًّا.

وهذه جملة تفاصيلها تُدْرَك بالمباشرة والبحث، فاعلم ذلك، فإنه من النفائس العزيزة، والله أعلم». انتهى كلام ابن الصلاح.

قلت: وكلام أهل العلم في هذا المعنى كثير.

والحديث له شواهد:
الشاهد الأول: عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ، يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ».

وفي لفظ آخر: «الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ؛ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدَ؛ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ».

أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (6200) و(6201)، والحميدي في «مسنده» (530)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (23486) و(25631)، وأحمد في «مسنده» (2047) و(2219) و(2479) و(3035) و(3426)، وأبو داود (3878) و(4061)، والبزار في «مسنده» (5093) و(5094)، والنسائي في «المجتبى» (5113)، وفي «الكبرى» (9344)، وأبو يعلى في «مسنده» (2410) و(2727)، والطبري في «تهذيب الآثار» (761) و(763) و(764) و(765)، والعقيلي في «الضعفاء» (2993)، وأبو بكر الدينوري في «المحاسبة وجواهر العلم» (1512)، وابن الأعرابي في «معجمه» (1634)، وابن حبان في «صحيحه» (6072) و(6073)، والطبراني في «الكبير» (12/ 66) (12491)، وفي «الأوسط» (3471)، وفي «الصغير» (388)، وابن عدي في «الكامل» (6/ 448)، وابن المقرئ في «معجمه» (822)، والحاكم في «المستدرك» (7378)، وأبو نعيم في «الطب النبوي» (259)، والشهاب في «مسنده» (1253)، والبيهقي في «الآداب» (500)، وفي «الشعب» (5905)، والخطيب في «المتفق والمفترق» (1/ 560)، والبغوي في «شرح السنة» (1477)، وأبو طاهر السِّلَفي في «الطيوريات» (949)، والضياء في «المختارة» (199)، ومواضع أخرى.

قال البزار: «وهذا الحديث قد رُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، وهذا الإسناد من أحسن إسناد يُرْوَى في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم».

قلت: ولا يلزم من كونه أحسن إسناد للحديث أن يكون حسنًا، ولا يُفهم هذا من كلام البزار.

وقال الحاكم: «حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».
ووافقه الذهبي.

قلت: عبد الله بن عثمان بن خثيم، وإن كان من رجال مسلم، إلا أنه متكلم فيه.
قال يحيى بن معين كما في «الكامل» (6/ 447): «ثقة حجة».
وقال في «سؤالات ابن الجنيد» (832): «ليس به بأس».

وقال أبو حاتم الرازي في «الجرح والتعديل» (5/ 112): «ما به بأس، صالح الحديث».

وفي «الكامل» (6/ 447)، عن يحيى بن معين، قال: «عبد الله بن عثمان بن خثيم أحاديثه ليست بالقوية».

وفي «المغني في «الضعفاء» (1/ 347)، و«الميزان» (2/ 410)، عن أبي حاتم الرازي: «لا يحتج به».

وقال ابن البرقي في «تمييز ثقات المحدثين وضعفائهم» (20): «عبد الله بن عثمان بن خثيم، ليس بالقوي».

وقال النسائي في «المجتبى» (5/ 247): «ابن خثيم، ليس بالقوي في الحديث».

ونقل النسائي في نفس الموضع عن علي بن المديني قوله: «ابن خثيم منكر الحديث».

قال النسائي: «ويحيى بن سعيد القطان لم يترك حديث ابن خثيم، ولا عبد الرحمن، إلا أن علي بن المديني قال: «ابن خثيم منكر الحديث»، وكأن علي بن المديني خُلِق للحديث» اهـ.

وقال الدارقطني في «الإلزامات والتتبع» (ص352): «ابن خثيم ضعيف».
وذكره ابن حبان في «الثقات» (5/ 34)، وقال: «وكان يخطئ».
وذكره ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» (2/ 132).
وقال ابن حجر في «هدي الساري» (ص457): «مختلف فيه».

وأورد الزيلعي في «نصب الراية» (1/ 353)، حديثًا، ثم قال: «مداره على عبد الله بن عثمان بن خثيم؛ وهو وإن كان من رجال مسلم لكنه متكلم فيه؛ أسند ابن عدي إلى ابن معين أنه قال: أحاديثه غير قوية، وقال النسائي: لين الحديث، ليس بالقوي فيه، وقال الدارقطني: ضعيف ليَّنوه، وقال ابن المديني: منكر الحديث. وبالجملة فهو مختلف فيه، فلا يُقْبَل ما تَفَرَّد به» اهـ.

وقال الحافظ ابن رجب في «الفتح» (6/ 402) بعد ذكره حديثًا له: «وقد تفرد بهذا الحديث عبد الله بن عثمان بن خثيم، وليس بالقوي؛ ترك حديثه يحيى القطان وابن مهدي» اهـ.

قلت: وهذا الحديث مما أُنْكِر على ابن خثيم.

فقد قال النسائي عقب روايته لهذا الحديث في «المجتبى»: «عبد الله بن عثمان بن خثيم ليِّن الحديث».

وقال العقيلي في «الضعفاء» (3/ 284) في ترجمة ابن خثيم: «الرواية في هذا المعنى فيها لين».

وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (6/ 449)، قال: أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد، عن ابن عباس، موقوفًا عليه.
والفضل بن الحباب.

قال الخليلي في «الإرشاد» (2/ 526): «أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، احترقت كتبه، منهم مَن وثقه، ومنهم من تكلم فيه؛ وهو إلى التوثيق أقرب» اهـ.

وقال الذهبي في «الميزان» (5/ 425): «مسند عصره بالبصرة؛ يروي عن القعنبي، ومسلم بن إبراهيم، والكبار؛ وتأخر إلى سنة خمس وثلاث مئة، ورحل إليه من الاقطار؛ وكان ثقة عالمًا، ما علمت فيه لينًا إلا ما قال السليماني: إنه من الرافضة. فهذا لم يصح عن أبي خليفة» اهـ.

ومحمد بن كثير، هو المِصِّيصي.

قال عبد الله ابن الإمام أحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (3/ 54): «ذكر أبي: محمد بن كثير المصِّيصي، فضَعَّفَه جدًّا، وقال: سمع من معمر، ثم بعث إلى اليمن، فأخذها، فرواها، وضعف حديثه عن معمر جدًّا، وقال: هو منكر الحديث، أو قال: يروي أشياء منكرة» اهـ.

وذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 218)، وقال: «ضعَّفه أحمد، وقال: بُعِث إلى اليمن، فأتى بكتاب بعدُ، فأخذه فرواه».

وجاء في «تهذيب الكمال» (26/ 331): «وقال حاتم بن الليث الجوهري، عن أحمد بن حنبل: ليس بشيء، يحدِّث بأحاديث مناكير ليس لها أصل».

قلت: وقد توبع ابن خثيم على الرواية المرفوعة بمتابعات لا تفيد لشدة ضعفها.

تابعه حكيم بن جبير.

فقد أخرجه الطبراني في «الكبير» (12/ 45) (12427)، قال: حدثنا يعقوب بن غَيلان العُمَّاني، حدثنا أبو كريب، حدثنا أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، عن نصير بن أبي الأشعث، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به.

قلت: يعقوب بن غيلان، لم يُذكر برجح ولا تعديل، فهو في عداد المجهولين.

وحكيم بن جبير؛ هو الأسدي، الكوفي.

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 201): «حدثنا أحمد بن سنان، قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: لِمَ تُرِكَ حديث حكيم بن جبير؟ فقال: حدثني يحيى القطان، قال: سألت شعبة عن حديث حكيم بن جبير، فقال: أخاف النار»اهـ.

وقال الدوري في «التاريخ» (3/ 286): «سمعت يحيى يقول: حكيم بن جبير ليس بشيء».

وقال عبد الله في «العلل ومعرفة الرجال» (1/ 396): «سألت أبي عن حكيم بن جبير، وزيد بن جبير؛ أخوان هما؟ فقال: لا؛ زيد بن جبير جشمي، ثم من بني تميم؛ وهو صالح الحديث؛ وحكيم ضعيف الحديث مضطرب؛ وهو مولى بني أمية»اهـ.

وقال المرُّوذي في «العلل ومعرفة الرجال» روايته عن أحمد (ص87): «سألته عن حكيم بن جبير، فقال: ليس بذاك».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 202): «قلت لأبي: حكيم بن جبير أحب إليك أو ثوير؟ قال ما فيهما إلا ضعيف غال في التشيع، وهما متقاربان»اهـ.

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 202): «سألت أبي عن حكيم بن جبير، فقال: ما أقربه من يونس بن خباب في الرأي والضعف، وهو ضعيف الحديث، منكر الحديث، له رأي غير محمود، نسأل الله السلامة»اهـ.

وقال أبو حاتم في «العلل» (6/ 528): «حكيم ذاهب في الضعف».
وقال الجوزجاني في «أحوال الرجال» (ص48): «حكيم بن جبير، كذاب».
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكون» (ص30): «حكيم بن جبير ضعيف».
وذكره الدارقطني في «الضعفاء والمتروكون» (ص105).

وقال البرقاني في «سؤالاته للدارقطني» (ص66): «وسألته عن حكيم بن جبير؟ فقال: كوفي، يُتْرك؛ هو الذي روى: لا تحل الصدقة لمن له خمسون درهمًا»اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 299): «حكيم بن جبير الأسدي من أهل الكوفة؛ كان غاليًا في التشيع، كثير الوَهَم فيما يروي».

وذكره ابن شاهين في «تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين» (ص79)، وذكر قول ابن معين: «حكيم بن جبير ليس بشيء».

وأما ما جاء في «الجرح والتعديل» (3/ 202)، قال ابن أبي حاتم: «سألت أبا زرعة عن حكيم بن جبير؛ فقال: في رأيه شيء، قلت: ما محله؟ قال محله الصدق إن شاء الله».

فالمقصود به: أنه لا يتعمد الكذب؛ وإلا فالأئمة قد أجمعوا على ضعفه وتركه.
وتابعه عثمان بن الأسود.

فقد أخرجه الخطيب في «تلخيص المتشابه في الرسم» (1/ 105)، قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني، قال: أخبرنا محمد بن المظفر، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الهيثم، قال: حدثنا عبد الجبار بن محمد بن عبيدة الخثعمي، قال: حدثني أبي، عن رواد بن الجراح، قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ».

قلت: وعثمان بن الأسود ثقة ثبت، ولكن الإسناد إليه لا يثبت.
محمد بن المظفر، ثقة.
ومحمد بن أحمد بن الهيثم التميمي المصري.
قال الدارقطني، كما في «اللسان» (6/ 543): «لم يكن بقوي في الحديث».

وعبد الجبار بن محمد بن عبيدة الخثعمي، وأبوه، مجهولان.
ورواد بن الجراح الشامي أبو عاصم، متكلم فيه، لا سيما في أحاديثه عن سفيان.
قال ابن معين في رواية الدارمي (331): «ثقة».

وقال الدوري في روايته (4/ 425): «سمعت يحيى يقول: رواد أبو عصام ليس به بأس؛ إنما غلط في حديث سفيان الثوري».

وقال عبد الله بن أحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (2/ 31): «سألت أبي عن رواد أبي عصام، فقال: لا بأس به، صاحب سنة؛ إلا أنه حدَّث عن سفيان أحاديث مناكير».

وقال أبو داود في «سؤالاته لأحمد» (ص250): «سمعت أحمد قال: أبو عصام - يعني: رواد بن الجراح - كان صاحب سنة، كان ها هنا - يعني: ببغداد - فانتقل إلى الشام أدرك بها الأوزاعي.

وسمعته ذكره مرة أخرى فقال: صدوق فيما أرى.
وسمعته ذكره مرة أخرى فقال: إنَّ في حديثه خطأ»اهـ.

وقال البخاري في «الكبير» (3/ 336): «كان قد اختلط، لا يكاد أن يقوم حديثه».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 524): «سمعت أبي يقول: هو مضطرب الحديث، تغير حفظه في آخر عمره، وكان محله الصدق.

أدخله البخاري في كتاب الضعفاء.
سمعت أبي يقول: يحوَّل من هناك»اهـ.

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (194): «ليس بالقوي، روى غير حديث منكر، وكان قد اختلط».

وقال الدارقطني في «سؤالات البرقاني» (149): «متروك».
وقال العقيلي في «الضعفاء» (2/ 361): «وقد حدَّث رواد بمناكير».

وقال ابن عدي في «الكامل» (5/ 45)، بعدما أورد له عدة أحاديث مما أنكرت عليه عن الثوري: «ولرواد بن الجراح أحاديث صالحة وإفرادات وغرائب ينفرد بها عن الثوري، وغير الثوري، وعامة ما يروي عنه عن مشايخه لا يتابعه الناس عليه، وكان شيخًا صالحًا، وفي حديث الصالحين بعض النكرة، إلا أنه ممن يكتب حديثه»اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب»: «صدوق، اختلط بأخرة، فتُرك، وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد».
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 204.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 202.28 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (0.86%)]