|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حياد الناقد
حياد الناقد د. محمود عبدالجليل روزن قلنا فيما سبقَ: إنَّ النقد الذاتيَّ الحقيقيَّ هو الباب الواسعُ الذي يمكن للناقد أن يدلف منه إلى نَقْدِ غيره، فيقال له: حللتَ أهلًا ونزلتَ سهلًا، ويكون من المرغوبين، وبيانُ ذلك أنَّ الناقد النَّاصح إن تخلَّق بصفةٍ واحدة مما سبق - وهي الإنصاف من نفسه - كان قادرًا على نقد الآخرين النقد الـمُحايد الموضوعيَّ، فإنَّ: (1) الإنصاف من النَّفس هو أوَّل علامات الصِّدقِ والإخلاص، وهما أهمُّ معلمين من معالم النصيحة التي ينبني عليها ما بعدها، فإن حقَّق ذلك كان قادرًا على: (2) الإنصاف من الأقرباء، وعلى رأسهم الوالدان والأقربون. واعتبر بنصِّ الله على ذلك في قوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ [النساء: 135]، فإن نجح في ذلك كان قادرًا على: (3) ضبط انفعالاته أثناء النقد؛ فلا تراه في نقده يشمت ولا يحقد ولا يسخر ولا يغتاب ولا ينم ولا يفضح ولا يعيِّر، ولا يسيء الظنَّ، ولا يظلم ولا يبغي. فإن كان كذلك كان أوفى النقَّاد حظًّا من: (4) إنصاف المنقود وإن كان بغيضًا، فيكون مستجيبًا للتوجيه الإلهي: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8]، فإن حققها مع البغيض كان قادرًا على الحياد في ما دون ذلك. وتبقى له بعد ذلك صفاتٌ منها: (5) لا يستنكف أن يقول: (لا أدري) لما لا يدري. (6) لا يتعجل في نقده: فإن لم يتعجل في نقده فإنه يستوفي ركنَيِ النقد استيفاءً لا مزيد عليه: الهدم الحكيم المتأنِّي، والبناء المُحكم المتين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |