مفهوم الاستقرار في القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3943 - عددالزوار : 386364 )           »          عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16164 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3118 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 98 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2020, 08:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي مفهوم الاستقرار في القرآن الكريم

مفهوم الاستقرار في القرآن الكريم












عادل الأصيل
















كثيرًا ما سمعنا عن: الاستقرار السياسي، والاستقرار الأسري / العائلي، والاستقرار الاقتصادي... إلى غير ذلك من المصطلحات الشائعة في وسائل الإعلام: المقروء، والمكتوب، والمسموع، وحتى في العالم الافتراضي.







والملاحظ أن الاستقرار متعلق بالمجالات والميادين المختصة به؛ لذلك تتغير دلالات الاستقرار تبعا للمجال المتداول فيه؛ فيكسب دلالته الخاصة منه...







غير أنه قلّما سمعنا أو قرأنا عن مفهوم الاستقرار في مجال الدراسات القرآنية.







وهذا ما تحاول هذه المقالة أن تسلط الضوء على دلالات الاستقرار في القرآن الكريم.







إذا فما هو الاستقرار في القرآن الكريم؟



قبل البدء في تحديد مفهوم الاستقرار قرآنيا، وجب علينا حسب قواعد الدراسة المصطلحية[1] البدء بدراسته معجميا؛ باعتبار أن الدلالات المعجمية هي الأصل والمنطلق الذي ينطلق منه كل مصطلح، ثم تتطور دلالاته بعد ذلك في مجاله المتداول فيه.







فما الدلالات المعجمية لمفهوم الاستقرار؟



أولا: تعريف مفهوم الاستقرار في اللغة والاصطلاح:







ورد مصطلح الاستقرار في المعاجم اللغوية القديمة بمعان حسية حقيقية، ومعان مجردة مجازية؛ قال ابن فارس: "القاف والراء أصلان صحيحان يدل أحدهما على بَرْد، والآخر على تمكن. فالأول القُر وهو البَرد. والأصل الآخر: التمكن. يقال: قرَّ واستقَرَّ. والقَر: مركب من مراكب النساء. ومن الباب القَرُّ صبُّ الماء في الشيء، يقال قررتُ الماء. القَر: صب الكلام في الأذن"[2]







نستخلص مما سبق أن دلالة قَرّ أو استقرّ عند ابن فارس تجمع بين دلالات مختلفة: إما دلالة حسية (البرد)، وإما دلالة مجردة (التمكن)، وإما دلالة مجازية (القر: صب الماء في الشيء، أو صب الكلام في الأذن).







أما الاستقرار في الدلالة الاصطلاحية؛ فهو كما يقول الطاهر بن عاشور هو "التمكن في الأرض، وهو مبالغة في القرار. وهذا استقرار خاص غير الاستقرار العام المرادف للكون"[3]







فالملاحظ عند ابن عاشور أنه انطلق من الدلالة المعجمية الأصلية (التمكن) لينتقل إلى الدلالة الاصطلاحية الخاصة وهي أن الاستقرار هو الثبات في الأرض؛ وهو استقرار خاص، مميزا إياه عن الاستقرار العام الذي يرادف الكون، بعبارة أخرى؛ هناك استقراران: استقرار خاص مؤقت، واستقرار عام دائم يحكم الكون والعالم أجمع.







وبذلك تتناسب الدلالة المعجمية مع الدلالة الاصطلاحية لمصطلح الاستقرار في تأدية المعنى العام (التمكن). فما دلالات الاستقرار في القرآن الكريم؟







ثانيا: مفهوم الاستقرار في القرآن الكريم:







ورد لفظ الاستقرار في القرآن الكريم مشتقًا، فقد جاء مرة واحدة فعلًا ماضًيا (استقر)، وثلاث مرات اسم فاعل (مُستقِر)، وعشر مرات اسم مفعول (مُستقَر) معرفة ونكرة؛ فيكون مجموع وروده هو أربعة عشر موضعًا في القرآن؛ هذا فضلا عن صيغ اشتقاقية أخرى مثل (أقررتم، القرار، قرة أعين، القوارير)، وهذا يدل على الحضور المهم للمصطلح القرآني المذكور.







أ- صيغة فعل ماض (استقر):







قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[4].







قال القرطبي مفسرا: "ضرب له مثالا مما هو أقوى من بنيته (موسى عليه السلام) وأثبت، أي: فإن ثبت الجبل وسكن فسوف تراني، وإن لم يسكن فإنك لا تطيق رؤيتي، كما أن الجبل لا يطيق رؤيتي"[5].







نفهم من تفسير القرطبي للآية الكريمة أن:



معنى الاستقرار هو الثبات والسكون.







لفظ استقر ارتبط بالجانب المادي (الجبل).







هناك استقراران: استقرار مؤقت واستقرار دائم. بمعنى أن الكائنات والجمادات وغيرها الموجودة في الكون استقرارها ثابت؛ حتى يعرض عليها طارئ؛ فتستحيل إلى استقرار مؤقت، نحو: الجبل كما جاء في الآية؛ فهو مستقر في مكانه، لكن لما عُرض عليه التجلي الإلهي دُكَّ، فلم يعد مستقرا استقرارا ثابتا ساكنا؛ بل صار استقراره مؤقتا.







ب- صيغة اسم فاعل (مُستقِر):



ورد لفظ "مستقِر" في القرآن الكريم إما حالا (مستقرا)،وإما صفة في موضعين: عذاب مستقر، وأمر مستقر.







قال تعالى: ﴿ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾[6]







قال القرطبي: "أي ثابتا عنده"[7]وزاد أبو حيان مبينا: "وليس بمعنى الحضور المطلق؛ إذ لو كان كذلك لم يذكر"[8] مضيفا: "فأخذ في "مستقرا" أمرا زائدا على الاستقرار المطلق وهو كونه غير متقلقل حتى يكون مدلوله العِندية، وهو توجيه حسن لذكر العامل في الظرف الواقع حالا..."[9]







يستفاد مما سبق أن:



دلالة مستقر في الآية هي الثبات والحضور.



وهذا الثبات أو حضور للعرش لدى سليمان ليس مطلقا، بل هو نسبي مؤقت.



أي تمييز أبي حيان بين استقرار مطلق، واستقرار غير مطلق نسبي.



قال تعالى: ﴿ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ﴾ [10]







قال الطبري: "أي كل أمر من خير أو شر منتاه نهايته"[11] وقدم الزمخشري تفسيرا آخر أدق هو أن "أمر مستقر هو أمر محمد صلى الله عليه وسلم سيصير إلى غاية يتبين عندها أنه حق، أو باطل، وسيظهر لهم عاقبته"[12]







يستفاد مما سبق:



أن دلالة مستقِر في الآية هي المنهى أو النهاية التي ينتهي إليها كل أمر من أمور الحياة.



يقصد الزمخشري أن أمر الدعوة المحمدية سينتهي إلى غاية مقدر لها، حتى تشمل العالمين الإنس والجن.



قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ ﴾[13]







فسر الطبري الآية بقوله: "يقول استقر ذلك العذاب فيهم إلى يوم القيامة حتى يوافوا عذاب الله الأكبر في جهنم"[14]







يستفاد من تفسير الطبري أن:



دلالة "عذاب مستقر "هي الثابت و الدوام.



عذاب الكفار ثابت دائم عليهم إلى يوم القيامة.







ج- صيغة اسم المفعول: المُستقَر ومُستقَر:







قال تعالى: ﴿ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ[15]



قال الزمخشري "إلى ربك خاصة (يومئذ) مستقر العباد أي: استقرارهم، يعني أنهم لا يقدرون أن يستقروا إلى غيره وينصبوا إليه، أو إلى حكمه ترجع أمور العباد لا يحكم فيها غيره"[16]







يستفاد من فهم الزمخشري أن:



دلالة "المستقر" في الآية هي: المرجع والمصير.



الحَكَم بين العباد في الآخرة هو الله تعالى.



قال تعالى: ﴿ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾[17]



قال الطبري: "يعني قرار يستقر عنده، ونهاية ينتهي إليها، فيتبين حقه وصدقه من كذبه وباطله"[18]







نستفيد من فهم الطبري أن:



معنى مُستقِر هو النهاية التي ينتهي إليها كل خبر.



سواء أكان الخبر أو النبأ صادقا أم كاذبا؛ ستنجلي حقيقته للناس يوما ما.







وخلاصة القول: إن مفهوم الاستقرار في القرآن الكريم ورد مشتقًا: إما فعلًا (استقر)، و إما اسمَ فاعل (مستِقر)، و إما اسم مفعولٍ (مستقَر)، مما يدل على تنوع صيغه الاشتقاقية المناسِبة لتعدد دلالاته؛ بمعنى تناسبت دلالاته المعجمية والاصطلاحية مع دلالته العامة (التمكن)؛ أما الدلالة القرآنية للمصطلح، فقد عرفت تعددًا؛ بدا ذلك من خلال فهوم المفسرين لآيات الاستقرار، ومنها: التمكن، الدوام، والمرجع والمصير، والحكَم، والنهاية.







ويستخلص كذلك من مفهوم الاستقرار أن هناك استقراران: استقرار جزئي مؤقت، واستقرار عام دائم يتماشى مع الكون والحياة.







[1] ينظر: دراسات مصطلحية، الفصل الثاني بعنوان: نظرات في منهج الدراسة المصطلحية، للدكتور الشاهد البوشيخي، دار السلام،ص:44-63.




[2] مقاييس اللغة، ابن فارس، ص: 07-08. ينظر: لسان العرب، والقاموس.




[3] التحرير والتنوير، للطاهر بن عاشور، ج/19،ص:271.




[4] سورة الأعراف، الآية 143.




[5] أحكام القرآن، للقرطبي، ج/9،ص:324.




[6] سورة النمل، الآية: 40.




[7] الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي،ج/16، ص:171.




[8] البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، ج/7، ص:73.




[9] المصدر نفسه، ج/7، ص: 73.




[10] سورة القمر، الآية: 08.




[11] جامع البيان، للطبري، ج/.21.ص: 231.




[12] الكشاف، للزمخشري،ج/05،ص: 654.




[13] سورة القمر، الآية: 38.




[14] جامع البيان، الطبري، ج/21،ص: 211.




[15] سورة القيامة، الآية: 12.




[16] الكشاف، للزمخشري،ج/6، ص: 268.




[17] سورة الأنعام، الآية: 67.




[18] جامع البيان، ج/11، ص: 434.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.58 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]