غزوة حنين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كيفية التعامل مع الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 1158 )           »          التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          زخرفة المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 16827 )           »          لماذا نحن هنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          يغيب الصالحون وتبقى آثارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الهواتف الذكية تحترف سرقة الأوقات الممتعة في حياة الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن تحويل القبلة أنهى مكانـة المسـجد الأقصى عند المسلمين»!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-09-2019, 03:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,992
الدولة : Egypt
افتراضي غزوة حنين

غزوة حنين (1)


د. أمين بن عبدالله الشقاوي



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

غزوة حنين، ويقال لها غزوة أوطاس[2]، وهو الموضع الذي كانت به الوقعة في آخر الأمر، ويقال لها أيضًا: غزوة هوازن[3].



قال ياقوت الحموي رحمه الله: «أوطاس وادٍ في ديار هوازن، فيه كانت وقعة حنين للنبي صلى الله عليه وسلم ببني هوازن».



وقال ابن شبيب: «الغور من ذات عرق إلى أوطاس، وأوطاس على نفس الطريق، ونجد من حد أوطاس إلى القريتين»[4].



وكان سبب هذه الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة، وخضعت له قريش، خاف أشراف هوازن وثقيف أن يغزوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحشدوا وعزموا على قتاله[5].



واجتمعت إلى هوازن وثقيف جموع كثيرة من القبائل وهم: نصر، وسعد بن بكر - وهم الذين استرضع فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - وناس من هلال، وفي بني جُشم رجل يقال له دُرَيْدُ بن الصِّمَّة[6] شيخ كبير قد عمي، ليس فيه شيء إلا التيمن[7] برأيه، ومعرفته بالحرب، وكان شجاعًا مجربًا، وفي ثقيف سيدان لهم، في الأحلاف: قارب بن الأسود، وفي بني مالك: ذو الخمار سُبيع بن الحارث، وأخوه أحمر بن الحارث، وقد بلغ جيش الكفار عشرين ألفًا، وكان جماع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصري[8]، وهو يومئذٍ ابن ثلاثين سنة.



فلما أجمع مالك بن عوف السير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس أن يسوقوا معهم أموالهم، ونساءهم، وأبناءهم، فسار بهم حتى نزلوا بأوطاس[9].



فقال له دُريد بن الصمة: أين مالك؟ فدُعي إليه فقال له: يا مالك! إنك قد أصبحت رئيس قومك، وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام، مالي أسمع رغاء البعير[10]، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار الشاء؟[11] فقال مالك: سقت مع الناس أموالهم وأبناءهم ونساءهم، قال: ولم ذاك؟ قال مالك: أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم، فقال له دُريد: راعي ضأن والله، وهل يرد المنهزم شيء؟ إنها إن كانت لك لم يتبعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك، فقال مالك بن عوف: لا والله لا أفعل ذلك، إنك كبرت وكبر عقلك، والله لتطيعنني يا معشر هوازن أو لأتكئن إلى هذا السيف حتى يخرج من ظهري، قالوا: أطعناك، فقال دُريد: هذا يوم لم أشهده ولم يفتني.



ثم أمر مالك بن عوف بالخيل فصُفت، ثم صُفت المقاتلة، ثم صفت النساء من وراء ذلك ثم صُفَّت النعم، ثم قال للناس: إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم، ثم شدوا عليهم شدة رجلٍ واحد[12].



فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم باجتماع هوازن، بعث عبد الله ابن أبي حدردٍ الأسلمي رضي الله عنه، وأمره أن يدخل في الناس، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم، ثم يأتيه بخبرهم، فانطلق ابن أبي حدرد رضي الله عنه، فدخل في هوازن، فأقام فيهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره الخبر[13].



وبعد أن جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المعلومات العسكرية المطلوبة عن جيش هوازن، استعد لمواجهتهم، فاستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية – وكان ما زال مشركًا – أدراعًا وسلاحًا، فقال صفوان: أغصبًا يا محمد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ»، فأعار صفوان رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة درع[14].



وروى ابن ماجه في سننه، والإمام أحمد في مسنده عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم استسلف منه حين غزا حُنينًا ثلاثين أو أربعين ألفًا، فلما قدم قضاها إياه، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْوَفَاءُ وَالْحَمْدُ»[15].



وبعد أن أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يومًا[16]، خرج إلى حنين يوم السبت لست ليالٍ خلون من شهر شوال سنة ثمان للهجرة، واستعمل عتاب بن أسيد رضي الله عنه أميرًا على مكة، وهو أول أمير في الإسلام على مكة[17].



ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر ألفًا من المسلمين: عشرة آلاف الذين جاؤوا معه من المدينة لفتح مكة، وألفان من أهل مكة وهم الطلقاء[18]، وأكثرهم حديثو عهد بالإسلام، لم يتمكن الإسلام من قلوبهم[19]، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من المشركين مثل: صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو.. وغيرهم.



ويعتبر هذا الجيش أكبر جيش إسلامي يخرج في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الحين، ولهذا ساد شعور عند بعض الناس[20] أنهم لن يُغلبوا[21] من قلة[22].



قصة نبي من الأنبياء:

فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وقع في قلوب بعض المسلمين من هذا الشعور، وهو الافتخار بكثرتهم والاعتماد عليها، قال لهم: «إِنَّ نَبِيًّا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَعْجَبَتْهُ أُمَّتُهُ، فَقَالَ: لَنْ يَرُومَ[23] هَؤُلَاءِ شَيْءٌ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ خَيِّرْهُمْ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ»، قَالَ: «فَقَالُوا: أَمَّا القَتْلُ أَوِ الْجُوعُ فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَلَكِنِ الْمَوْتُ»، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«فَمَاتَ فِي ثَلَاثٍ سَبْعُونَ أَلْفًا»[24].



شجرة ذات أنواط[25]:

وفي الطريق إلى حنين رأوا شجرة خضراء عظيمة يقال لها ذات أنواط، كانت العرب تُعلق عليها أسلحتهم، ويذبحون عندها ويعكفون عليها، فقال بعض الناس من الطلقاء ممن هم حديثو عهد بالجاهلية: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط.



فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْبَرُ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [الأعراف: 138]، إِنَّهَا السُّنَنُ[26]، لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّةً»[27].



أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيره إلى حنين، فأطنب[28] السير حتى كان عشية، فحضرت الصلاة، فجاء رجل فارس، فقال: يا رسول الله! إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت على جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم[29] بظُعنهم[30]، ونعمهم[31]، ونسائهم اجتمعوا في حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ»[32].



ثم أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه حتى وصل إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر ليالٍ خلون من شوال.



ولما كان من الليل عمد مالك بن عوف إلى أصحابه، فعبأهم في وادي حنين، وكان قد سبق المسلمين إليه، وفرَّق الناس فيه، وأوعز إليهم أن يرشقوا المسلمين بالنبل أول ما يطلعون، ثم يحملوا عليهم حملة رجل واحد.



وفي السحر عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه، وعقد الألوية والرايات، ورتب جنده في هيئة صفوف منتظمة، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلته البيضاء – التي أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي - ولبس درعين، والمغفر والبيضة، واستقبل الصفوف، وطاف عليهم، فأمرهم وحضهم على القتال، وبشرهم بالفتح إن صبروا وصدقوا.



واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني سليم خالد بن الوليد رضي الله عنه، فلم يزل على مقدمته حتى ورد الجِعْرَانَة[33].

وفي صحيح مسلم قال أنس رضي الله عنه: وعلى مجنبة خيلنا خالد ابن الوليد رضي الله عنه[34].



هزيمة المسلمين وفرارهم:

بدأ المسلمون ينحدرون في وادي حنين - وكان منحدرًا شديدًا - وذلك في عماية الصبح[35]، وهم لا يدرون بوجود كمناء العدو في مضايق هذا الوادي وأحنائه[36]، وشعابه، فما راعهم[37] وهم ينحطون إلا الكتائب قد شدت عليهم شدة رجل واحد، وبدأ الضرب بخالد بن الوليد رضي الله عنه حتى سقط، وانكشفت خيل بني سليم مولية، وتبعهم أهل مكة، وهم الطلقاء، وبدأ الفرار من كل مكان[38].



قال جابر رضي الله عنه: «فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم»[39].



وفي صحيح مسلم قال البراء بن عازب رضي الله عنه: «فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً لاَ يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا[40] مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ»[41].



فلما رأى أبو سفيان بن حرب هزيمة المسلمين، وكان قد اعتزل هو وصفوان بن أمية، وحكيم بن حزام، ورجال من أهل مكة، وراء تل ينظرون لمن يكون النصر، فقال -وكان حديث عهد بالإسلام: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وصرخ كلدة بن الحنبل[42] وهو مع أخيه لأمه صفوان بن أمية: ألا بطل السحر اليوم، فقال له صفوان: اسكت فضَّ الله فاك[43]، فوالله لأن يرُبَّني[44] رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن[45].


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-09-2019, 03:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,992
الدولة : Egypt
افتراضي رد: غزوة حنين

غزوة حنين (1)


د. أمين بن عبدالله الشقاوي

ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم:



وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين، وثبت معه نفر قليل من المهاجرين والأنصار[46]، وأهل بيته، فيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي بن أبي طالب والعباس، وابنه الفضل، وأبو سفيان بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وأيمن بن عبيد، وهو ابن أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: «إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ! هَلُموُا إِلَيَّ! أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، أَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ»، لكن لم يلتفت منهم أحد[47].



ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض ببغلته[48] قِبَل المشركين، وهو يقول: أَنَا النِّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ»[49]




والعباس رضي الله عنه آخذ بلجام بغلته صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابها يكفانها عن الإسراع نحو العدو، وهو صلى الله عليه وسلم لا يألو يسرع نحو المشركين[50].



«وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة، إنه في مثل هذا اليوم في حومة الوغى[51]، وقد انكشف عنه جيشه، وهو مع ذلك على بغلته، وليست سريعة الجري، ولا تصلح لكر ولا لفر ولا لهرب، وهو مع هذا أيضًا يركضها إلى وجوههم، وينوه باسمه ليعرفه من يعرفه، صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين، وما هذا كله إلا ثقة بالله، وتوكلًا عليه، وعلمًا منه بأنه سينصره ويتم ما أرسله به، ويظهر دينه على سائر الأديان»[52].



ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بغلته، فاستنصر ربه ودعاه قائلًا: «اللَّهُمَّ! نَزِّلْ نَصْرَكَ[53]، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ أَنْ لاَ تُعْبَدَ بَعْدَ اليَوْمِ»[54].



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ[55]، وَبِكَ أُصَاوِلُ[56]، وَبِكَ أُقَاتِلُ»[57].



وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل، والصحابة الذين ثبتوا يقاتلون معه، ويتقون به لشجاعته وثباته صلى الله عليه وسلم كعادتهم في مثل هذه المواقف الصعبة.



قال البراء بن عازب رضي الله عنه: «كنا، والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به -يعني النبي صلى الله عليه وسلم»[58].



وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «كنا إذا احمر البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون منا أحد أدنى إلى القوم منه»[59][60].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





[1] قال الحافظ في الفتح (8/ 27) حنين: بالتصغير، وادٍ إلى جنب ذي المجاز قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا من جهة عرفات.



[2] أوطاس: وادٍ في ديار هوازن، وهناك عسكروا هم وثقيف، ثم التقوا بحنين، انظر: فتح الباري (8/ 3).



[3] هوازن: بفتح الهاء، وكسر الزاي قبيلة كبيرة من العرب فيها عدة بطون، سميت الغزوة بها؛ لأنهم هم الذين أتوا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وجمعوا لحربه، انظر: شرح المواهب (3/ 497).



[4] معجم البلدان (1/ 224).



[5] انظر: فتح الباري (8/ 27)، سيرة ابن هشام (4/ 87)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 324).



[6] قال الحافظ في الفتح (8/ 43)، دُريد: بضم الدال، والصمة: بكسر الصاد وتشديد.



[7] التيمن: بتشديد الميم: أي الابتداء في أخذ رأيه. انظر: لسان العرب (15/ 457).



[8] أسلم مالك بن عوف رضي الله عنه بعد ذلك، وكان من المؤلفة قلوبهم، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم شهد القادسية، وفتح دمشق، انظر: الإصابة (9/ 473-475).



[9] انظر: سيرة ابن هشام (4/ 87)، زاد المعاد (3/ 408).



[10] الرغاء: بضم الراء، صوت الإبل، لسان العرب (5/ 261).



[11] يُعار: بضم الراء، هو صوت المعز، النهاية في غريب الحديث (5/ 297).



[12] أخرج قصة قدوم هوازن بالصبيان والنساء والإبل والنعم: الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم برقم 1059، والإمام أحمد في مسنده برقم 12977، والطحاوي في شرح مشكل الآثار برقم 4786، والطيالسي في مسنده برقم 2192، وغيرهم.



[13] انظر: سيرة ابن هشام (4/ 89).



[14] أخرج استعارة رسول الله صلى الله عليه وسلم السلاح من صفوان بن أمية: الإمام أحمد في مسنده برقم 15302، وقال محققوه: حديث حسن.



[15] أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الصدقات، باب حسن القضاء برقم 2424، والإمام أحمد في مسنده برقم 16410، وقال محققوه: إسناده صحيح على قلب في اسم أحد رواته.



[16] أخرج ذلك البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح برقم 4298، 4299.



[17] أخرج استعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عتَّاب بن أسيد على مكة: الطيالسي في مسنده برقم 1453، وأورده الحافظ في الإصابة (7/ 63) وحسن إسناده.



[18] قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم (12/ 158): الطلقاء: بضم الطاء وفتح اللام، وهم الذين أسلموا من أهل مكة يوم الفتح، سموا بذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مَنَّ عليهم وأطلقهم، وكان في إسلامهم ضعف.



[19] سيأتي بعد قليل عن الحديث على شجرة ذات أنواط ما يدل على أن الإسلام لم يتمكن من قلوبهم.



[20] قيل إن القائل: أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقيل العباس رضي الله عنه، وقيل سلمة بن وقش رضي الله عنه، وكلها روايات ضعيفة.



[21] أخرج الإمام أحمد في مسنده برقم 2682 من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربع مئة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة». يعني: لا يهزم جيش قوامه اثنا عشر ألفًا؛ بسبب قلة عددهم إذا صبروا وصدقوا، وقال محققوه: حسن لغيره، وقد اختلف في تصحيحه وتضعيفه وبعضهم يرى إرساله.



[22] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره (4/ 125): ويوم حنين أعجبتهم كثرتهم، ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئًا، فولوا مدبرين إلا القليل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أنزل الله نصره وتأييده على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين الذين معه؛ ليعلمهم أن النصر من عنده سبحانه وتعالى وحده بإمداده، وإن قل الجمع ï´؟ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ï´¾ [البقرة:249]. تفسير ابن كثير رحمه الله (7/ 166)، باختصار.



[23] رام الشيء: طلبه، انظر لسان العرب (5/ 377).



[24] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 18933، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.



[25] ذات أنواط: هو اسم شجرة بعينها كانت للمشركين ينوطون بها سلاحهم، أي يعلقونه بها، ويعكفون حولها. انظر النهاية (5/ 128).



[26] السنة: الطريقة: أي ستتبعون طريقتهم. انظر النهاية (2/ 409).



[27] أخرج هذا الحديث أحمد في مسنده برقم 21897، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.



[28] أطنب في السير: إذا أبعد، انظر لسان العرب (8/ 206).



[29] يقال: جاء القوم على بكرة أبيهم: إذا جاؤوا بأسرهم ولم يتخلف منهم أحد، انظر جامع الأصول لابن الأثير (8/ 383).



[30] الظعن: بضم الظاء: النساء، واحدتها: ظعينة، انظر النهاية (3/ 157).



[31] النَّعم: بفتح النون والعين: النعم في الأصل الإبل، وقد تقع على البقر والغنم، انظر جامع الأصول لابن الأثير (8/ 384).



[32] أخرج ذلك أبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب في فضل الحرس في سبيل الله تعالى برقم 2501، وقال الحافظ في الفتح (8/ 27): إسناده حسن.



[33] انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 325).



[34] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام برقم 1059.



[35] عماية الصبح: بقية ظلمة الليل، انظر النهاية (3/ 305).



[36] أحناء الوادي: منعطفه. انظر النهاية (1/ 455).



[37] فما راعهم: أي فما فاجأهم.



[38] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 15027، وابن حبان في صحيحه، برقم 4774 بمعناه، وقال محققو المسند: إسناده حسن.



[39] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 15027، وإسناده حسن.



[40] رشقه رشقًا: إذا رماه بالسهام. انظر النهاية (2/ 206).



[41] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين برقم 1776.



[42] كان كلدة بن الحنبل رضي الله عنه في ذلك الوقت مشركًا، ثم إنه أسلم وحسن إسلامه، روى الإمام أحمد في مسنده برقم 15425 بسند صحيح عن كلدة بن الحنبل رضي الله عنه قال: أن صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلباءٍ وجداية وضغابيس، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي، قال: فدخلت عليه، ولم أسلم ولم أستأذن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ارجع فقل: السلام عليكم، آدخل؟»، اللبأ: أول ما يحلب عند الولادة. انظر النهاية (4/ 192).

الجداية: بفتح الجيم وكسرها، ما بلغ ستة أشهر أو سبعة أشهر من أولاد الظباء ذكرًا كان أو أنثى بمنزلة الجدي من المعز. انظر النهاية (1/ 241).

الضغابيس: هي صغار القِثَّاء: واحدتها ضغبوس. انظر النهاية (3/ 82).



[43] فض الله فاك: أي كسر أسنانك وأسقطها. انظر النهاية (3/ 406).



[44] يربني: أي يكون علي أميرًا وسيدًا، انظر النهاية (2/ 166)، وهذه رواية الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وفي رواية ابن حبان في صحيحه قال: لأن يليني.



[45] أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه برقم 4754، وقال محققه: حسن، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (6/ 412).



[46] روى الترمذي في جامعه وقال: حديث حسن صحيح برقم 1689 عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لقد رأيتنا يوم حنين، وإن الفئتين لموليتان، وما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة رجل، قال الحافظ في الفتح (8/ 29-30): هذا أكثر ما وقفت عليه من عدد من ثبت يوم حنين، وروى أحمد في مسنده بسند ضعيف برقم 4336، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فولى الناس، وثبت معه ثمانون رجلًا من المهاجرين والأنصار، وهذا لا يخالف حديث ابن عمر، فإنه نفى أن يكونوا مائة، وابن مسعود أثبت أنهم كانوا ثمانين، وأما ما ذكره النووي في شرح مسلم أنه ثبت معه اثنا عشر رجلًا فكأنه أخذه مما ذكر ابن إسحاق في السيرة (4/ 93): أنهم كانوا عشرة، ووقع في شعر العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه أن الذين ثبتوا كانوا عشرة فقط، ولعل هذا هو الثبت، ومن زاد على ذلك يكون عجل في الرجوع فعُد فيمن لم ينهزم. اهـ



[47] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 15027، 22467، وقال محققوه: إسناده حسن.



[48] ومما يُنبه عليه هنا أن البغلة البيضاء التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين غير البغلة البيضاء التي أهداها له ملك أيلة؛ لأن ذلك كان في تبوك، وغزوة حنين كانت قبلها، ووقع في صحيح مسلم برقم 1775، أن البغلة التي كانت تحته صلى الله عليه وسلم في حنين أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، وهذا هو الصحيح.

ووقع عند ابن سعد في طبقاته (2/ 325): أن البغلة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين هي (دلدل) وهي التي أهداها له المقوقس، وهذا فيه نظر، والصحيح ما في صحيح مسلم. فتح الباري (8/ 30).



[49] قال الحافظ في الفتح (8/ 31): وأما نسبته صلى الله عليه وسلم إلى عبد المطلب دون أبيه عبد الله فكأنها لشهرة عبد المطلب بين الناس؛ لما رزق من نباهة الذكر وطول العمر بخلاف عبد الله فإنه مات شابًا، ولهذا كان كثير من العرب يدعونه ابن عبد المطلب، كما قال ضِمام بن ثعلبة: أيكم ابن عبد المطلب؟



[50] أخرج ذلك البخاري في صحيحه، كتاب المغازي باب قول الله تعالى: ï´؟ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ï´¾ برقم 4315، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين برقم 1775.



[51] حومة القتال: معظمه وأشد موضع فيه، انظر لسان العرب (3/ 407)، والوغى: الحرب نفسها، انظر لسان العرب (15/ 353).



[52] تفسير ابن كثير رحمه الله (7/ 170).



[53] صحيح مسلم برقم 1776.



[54] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 12220، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.



[55] أحاول: هو من المفاعلة، وقيل المحاولة: طلب الشيء بحيلة، انظر النهاية (1/ 444).



[56] هذه رواية الإمام أحمد في مسنده، وفي رواية ابن حبان في صحيحه: (أصول).


أصاول: أي أسطو وأقهر، والصولة: الحملة والوثبة، انظر النهاية (3/ 57).



[57] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 18933، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم، وابن حبان في صحيحه، كتاب السير، باب الخروج وكيفية الجهاد برقم 4758.



[58] أخرج ذلك مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين برقم 1776.



[59] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 1347، وقال محققوه: إسناده صحيح.



[60] أحداث هذه الغزوة مستفادة من كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون للشيخ موسى العازمي (4/ 106-121) باختصار مع الحذف والإضافة.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-09-2019, 03:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,992
الدولة : Egypt
افتراضي رد: غزوة حنين

غزوة حنين (2)


د. أمين بن عبدالله الشقاوي




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فاستكمالًا للحديث عن غزوة حنين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس رضي الله عنه، وكان رجلًا صيِّتًا[1]: «يَا عَبَّاسُ! نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ»[2].

وفي رواية أخرى قال أنس رضي الله عنه: فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا لَلْمُهَاجِرِينَ! يَا لَلْمُهَاجِرِينَ»، ثم قال: «يَا لَلأَنْصَارِ! يَا لَلأَنْصَارِ»[3].

فلما سمع المسلمون نداء العباس رضي الله عنه أقبلوا، وهم يقولون: لبيك لبيك.

ويذهب الرجل ليُثني بعيره، فلا يقدر على ذلك، فيأخذ درعه، فيقذفها في عنقه، ويأخذ سيفه وتُرسه، ويقتحم عن بعيره، ويُخلِّي سبيله، فيؤم[4] الصوت حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم[5].

قال العباس رضي الله عنه: «فوالله لكأن عطفتهم[6]، حين سمعوا صوتي، عطفة البقر على أولادها»[7].

وتجالد الناس مجالدة شديدة، وأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من على بغلته كالمتطاول عليها ينظر إلى قتالهم، ثم قال: «الآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ»[8]. ثم أخذ حصيات[9] فرمى بهن وجوه الكفار، وقال: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ»، فلم يبق منهم أحدٌ إلا امتلأت عيناه وفمه ترابًا[10].

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ»[11].

ثم أيد الله چ رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بأن أنزل ملائكته لإرهاب الكفار، فقال تعالى: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة:25 - 27].

روى الإمام الذهبي بسند جيد عن عبدالرحمن مولى أم برثن، عمن شهد حنينًا كافرًا، قال: لما التقيا والمسلمون لم يقوموا لنا حلب شاةٍ، فجئنا نهش سيوفنا بين يدي رسول الله، حتى إذا غشيناه إذا بيننا وبينه رجال حسان الوجوه، فقال: شاهت الوجوه، فارجعوا، فهُزمنا من ذلك الكلام[12].

وروى الإمام أحمد في مسنده عن يعلى بن عطاء قال: فحدثني أبناؤهم، عن آبائهم، أنهم قالوا: «وَسَمعْنِا صَلْصَلَةً[13] بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَإِمْرَارِ الْحَدِيدِ عَلَى الطِّسْتِ الْجَدِيدِ، فَهَزمَهُمُ اللهُ»[14].

روى ابن إسحاق في السيرة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى بدر من الأيام، وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددًا ومددًا لا يضربون[15].

متابعة الكفار:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال يومئذ: «مَنْ قَتَلَ كَافِرًا[16]، فَلَهُ سَلَبُهُ»، فقتل أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه يومئذ عشرين رجلًا، وأخذ أسلابهم[17].

شجاعة أم سليم رضي الله عنها:
وكانت أم سليم رضي الله عنها - والدة أنس بن مالك رضي الله عنه، وزوج أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه - قد خرجت مع زوجها، وكان معها خنجر، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرًا، فكان معها، فرآها أبو طلحة، فقال: يا رسول الله! هذه أم سليم معها خنجر، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا الْخِنْجَرُ؟».

قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد من المشركين بقرت[18] به بطنه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك، ثم قالت رضي الله عنها: يا رسول الله! اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ»[19].

قصة صاحب الجمل الأحمر:
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: «... وكان أمام هوازن رجل ضخم على جمل أحمر، في يده راية سوداء في رأس رمح طويل له أمام الناس، وهوازن خلفه، فإذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع لمن وراءه فاتبعوه، فرصد[20] له علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورجل من الأنصار، كلاهما يريده، فضرب علي رضي الله عنه عرقوبي[21] الجمل، فوقع على عجزه[22]، وضرب الأنصاري ساقه، فطرح قدمه بنصف ساقه، فوقع، واقتتل الناس حتى كانت الهزيمة[23].

أبو قتادة رضي الله عنه وقتيله:
ونفَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبا قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه، سلب رجل قتله، فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ حُنَيْنٍ فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا[24] رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَدَرْتُ إِليهِ حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَ: مَا للنَّاسِ؟ قُلتُ: أَمْرُ اللهِ ﮎ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا[25]، وَجَلَسَ النَّبِيُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلْبُهُ»، فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الثَّالِثَةَ، فَقُمْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ؟» فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَسَلْبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنْ حَقِّهِ».

فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لاها الله![26] إذًا لا يعمد[27] إلى أسد من أُسد الله، يقاتل عن الله، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، فيعطيك سلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَ فَأَعْطِهِ إِيَّاهُ».

قال أبو قتادة: فأعطاني، فبعت الدرع، فابتعت[28] به مخرفًا[29] في بني سلمة[30]، فإنه لأول مالٍ تأثلته[31] في الإسلام[32].

قال الإمام البغوي في شرح السنة: «وفي الحديث دليل على أن كل مسلم قتل مشركًا في القتال يستحق سلبه من بين سائر الغانمين، وأن السلب لا يُخمس قل ذلك أم كثر، روى مسلم في صحيحه أن سلمة بن الأكوع قتل مشركًا، فجاء بجمله يقوده عليه رحله وسلاحه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟»، قالوا: ابن الأكوع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ»[33]. وسواء نادى الإمام بذلك أو لم يناد، وسواء كان القاتل بارز المقتول، أو لم يبارزه؛ لأن أبا قتادة قتل القتيل قبل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلا فَلَهُ سَلْبُهُ»، ولم يكن بينهما مبارزة، ثم جعل النبي صلى الله عليه وسلم جميع سلبه له، فكان ذلك القول من الرسول صلى الله عليه وسلم شرع حُكْمٍ، وهذا قول جماعة من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم، وإليه ذهب الأوزاعي والشافعي[34].

شدة سلمة بن الأكوع رضي الله عنه:
روى الإمام مسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن، فبينا نحن نتضحى[35] مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على جمل أحمر، فأناخه[36]، ثم انتزع طلقًا[37] من حقبه[38] فقيد به الجمل، ثم تقدم يتغدى مع القوم، وجعل ينظر، وفينا ضعفة ورقة في الظهر[39]، وبعضنا مشاة، إذ خرج يشتد، فأتى جمله، فأطلق قيده، ثم أناخه وقعد عليه، فأثاره، فاشتد به الجمل، [وهو طليعة[40] للكفار]، فاتَّبعه رجل على ناقة ورقاء[41]، قال سلمة رضي الله عنها: وخرجت أشتدُّ، فكنت عند ورك[42] الناقة، ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام[43] الجمل فأنخته، فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت[44] سيفي، فضربت رأس الرجل، فندر[45]، ثم جئت بالجمل أقوده، عليه رحله وسلاحه، فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه، فقال: «مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟».

قالوا: ابن الأكوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ»[46].

الرسول صلى الله عليه وسلم يبحث عن خالد بن الوليد رضي الله عنه:
تقدم في بداية أمر حنين هزيمة المسلمين، وأن هوازن استطاعت من خلال الكمائن أن تضرب مقدمة المسلمين مما أدى إلى فرارهم، ومن بين الذين جُرحوا وسقطوا من شدة الجراح خالد بن الوليد رضي الله عنه، فلما أنزل الله نصره على المؤمنين، وفرت هوازن، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن خالد بن الوليد رضي الله عنه، فقد روى ابن حبان في صحيحه بسند صحيح عن عبدالرحمٰن بن أزهر رضي الله عنه قال: أن خالد بن الوليد رضي الله عنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فكان على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟».

قال ابن الأزهر: فمشيت، أو قال: سعيت بين يديه، وأنا محتلم أقول: من يدل على رحل خالد بن الوليد؟
حتى دُللنا على رحله، فإذا هو قاعد مستند إلى مؤخر رحله، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى جرحه، قال الزهري: وحسبت أنه قال: ونفث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم[47].

وظل المسلمون يتبعون الكفار حتى تفرقوا في كل وجه، لا يلوي أحد على أحد، وأسلم عند ذلك ناس كثير من أهل مكة - وهم الطلقاء - لما رأوا من نصر الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله تعالى في يوم حنين قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 25 - 26].

وهكذا انهزم الكفار هزيمة منكرة، وغَنِمَ المسلمون نساءهم وذراريهم وأنعامهم.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-09-2019, 03:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,992
الدولة : Egypt
افتراضي رد: غزوة حنين

غزوة حنين (2)


د. أمين بن عبدالله الشقاوي





مطاردة الكفار وسرية أبي عامر رضي الله عنه إلى أوطاس:

وكان سببها أن هوازن لما انهزمت ذهبت فرقة منهم فيهم رئيسهم مالك بن عوف النصري، فلجؤوا إلى الطائف، فتحصنوا بها، وسارت فرقة فعسكروا بمكان يقال له أوطاس، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم سرية من أصحابه بقيادة أبي عامر الأشعري رضي الله عنه، وهو عم[48] أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دُريد بن الصمة فقتل[49] دريد، وهزم الله أصحابه، قال أبو موسى رضي الله عنه: وبعثني مع أبي عامر فرُمي أبو عامر في ركبته، رماه جُشمي[50] بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عم من رماك؟

فأشار أبو عامر إلى أبي موسى، فقال: إن ذاك قاتلي تراه ذلك الذي رماني، فقصدت له فاعتمدته فلحقته، فلما رآني ولى عني ذاهبًا فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألست عربيًا؟ ألا تثبت؟ فكف، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: إن الله قد قتل صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا[51] منه الماء، فقال: يا ابن أخي، انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك أبو عامر: استغفر لي.

قال أبو موسى رضي الله عنه: واستعملني أبو عامر على الناس، ومكث يسيرًا، ثم إنه مات، فلما مات رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلت عليه، وهو في بيت على سرير مرمل[52]، وعليه فراش، وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقلت له: قال: قل له يستغفر لي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه، ثم رفع يديه، ثم قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِر»، حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ مِنَ النَّاسِ»، فقلت: ولي يا رسول الله! فاستغفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ مُدْخَلًا كَرِيمًا»[53].

جمع الغنائم:
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغنائم، فجمعت، وكان السبي ستة آلاف من النساء والأطفال، والإبل أربعة وعشرون ألفًا، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية فضة، فجعل عليها مسعود بن عمرو الغفاري رضي الله عنه، ثم أمر بها فحُبست بالجعرانة، ولم يقسمها حتى انصرف من غزوة الطائف[54].

شهداء المسلمين في غزوة حنين:
كانت خسارة المسلمين طفيفة جدًّا، فقد استشهد من المسلمين يوم حنين أربعة نفر، وهم: أيمن بن عبيد ابن أم أيمن، ويزيد بن زمعة الأسدي، وسراقة بن الحارث الأنصاري، وأبو عامر الأشعري أمير سرية أوطاس رضي الله عنهم جميعًا[55].

وجُرح منهم: عبد الله بن أبي أوفى، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن إسماعيل قال: رأيت بيد ابن أبي أوفى ضربة، قال: ضُربتها مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين[56].

وجُرح كذلك خالد بن الوليد رضي الله عنه كما تقدم[57].
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] صيِّتًا: أي شديد الصوت عاليه. انظر النهاية (3/ 60).

[2] أخرج ذلك مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين برقم 1775، قال النووي في شرح مسلم (12/ 98): السمرة: بفتح السين وضم الميم: هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان، ومعناه: ناد أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية.

[3] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام برقم 1059 / 136.

[4] أم: بفتح الهمزة: أي قصد. انظر النهاية (1/ 70).

[5] انظر سيرة ابن هشام (4/ 95).

[6] عطف عليه: رجع عليه. انظر لسان العرب (9/ 268).

[7] أخرج ذلك مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين برقم 1775.

[8] حميَ الوطيس: أي حمي الضراب وجدّت الحرب، واشتدت، انظر لسان العرب (15/ 336).

[9] وفي رواية أخرى في صحيح مسلم برقم 1777: ثم قبض قبضة من تراب الأرض.

[10] أخرج ذلك الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين برقم 1775، 1776، 1777، وأحمد في مسنده برقم 22467.

[11] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، برقم 1775.

[12] أورد ذلك الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام (1/ 354) وجَوّد إسناده.

[13] الصلصلة: صوت الحديد إذا حُرِّك. انظر النهاية (3/ 43).

[14] أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم 22467، وقال محققوه: حسن لغيره.

[15] انظر سيرة ابن هشام (2/ 245)، تفسير البغوي (1/ 412).

[16] في رواية الطحاوي في شرح مشكل الآثار: «مشتركًا».

[17] أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه، كتاب السير، باب الغنائم برقم 4836، وأحمد في مسنده (19/ 266) برقم 12236، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.

[18] البَقْرُ: بفتح الباب وسكون القاف: الشق، انظر النهاية (1/ 143).

[19] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد السير، باب غزوة النساء مع الرجال برقم 1809.

[20] رصده: راقبه، انظر لسان العرب (5/ 223).

[21] العُرقوب: هو الوتر الذي خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق، انظر النهاية (3/ 200).

[22] العجز: بفتح العين وضم الجيم: هو مؤخر الشيء، انظر النهاية (3/ 168).

[23] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 15027، وقال محققوه: إسناده حسن.

[24] قال الحافظ في الفتح (8/ 37) علا: ظهر.

[25] قال الحافظ في الفتح (8/ 37): في السياق حذف، بينته الرواة الثانية حيث قال: فتحلل ودفعته، ثم قتلته، وانهزم المسلمون، وانهزمت معهم، فإذا عمر بن الخطاب.

[26] قال الحافظ في الفتح (8/ 38): المعنى: لا والله.

[27] قال الحافظ في الفتح (8/ 39): أي لا يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل كأنه أسدٌ في الشجاعة يقاتل عن دين الله ورسوله فيأخذ حقه ويعطيكه بغير طيبة من نفسه.

[28] ابتاع الشيء: اشتراه، انظر لسان العرب (1/ 557).

[29] قال الحافظ في الفتح (8/ 40)، المخرف: بفتح الميم والراء: أي بستانًا.

[30] قال الحافظ في الفتح (8/ 41)، سلمة: بكسر اللام: وهم بطن من الأنصار، وهم قوم أبي قتادة.

[31] تأثلته: أي جمعته. انظر النهاية (1/ 27).

[32] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب قول الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ﴾ [التوبة: 25] برقم 4321، 4322، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل برقم 1751.

[33] أخرج هذا الحديث الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل برقم 1754.

[34] انظر شرح السنة (11/ 107).

[35] نتضحى: أي نتغدى، انظر النهاية (3/ 70).

[36] أناخ الإبل: أبركها فبركت، انظر لسان العرب (14/ 321).

[37] الطلق: بالتحريك: الحبل من جلود، انظر النهاية (3/ 122).

[38] حقبه: أي الحبل المشدود على حقو البعير، أو من حقيبته، وهي الزيادة التي تجعل في مؤخر القتب، والوعاء الذي يجمع الرجل فيه زاده، انظر النهاية (1/ 395).

[39] الظهر: الإبل التي يحمل عليها وتركب، انظر النهاية (3/ 151).

[40] الطليعة: الجاسوس، انظر النهاية (3/ 121).

[41] ورقاء: أي سمراء، انظر النهاية (5/ 153).

[42] الورك: ما فوق الفخذ، انظر النهاية (5/ 153).

[43] خطام الناقة: أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان، فيجعل في أحد طرفيه حلقة، ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة، ثم تقاد الناقة، انظر النهاية (2/ 48).

[44] اخترط سيفه: أي سله من غمده، انظر النهاية (2/ 23).

[45] ندر: سقط ووقع، انظر النهاية (5/ 30).

[46] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل برقم 1754.

[47] أخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة، باب ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه برقم 7048، وقال محققوه: صحيح لغيره.

[48] وقع عند ابن إسحاق في السيرة (4/ 105): ابن عمه، قال الحافظ في الفتح (8/ 42): والأول - أي رواية الشيخين في صحيحيهما - أشهر.

[49] اختلف في قاتل دريد بن الصمة: فعند ابن إسحاق في السيرة (4/ 103): أنه ربيعة بن رفيع السلمي. وأورد الحافظ في الفتح (8/ 42): بأن قاتله هو الزبير بن العوام رضي الله عنه، وساق الحديث، وقد رواه البزار بإسناد حسن.

[50] قال الحافظ في الفتح (8/ 43): جُشمي: بضم الجيم وفتح الشين: أي رجل من جُشم.

[51] قال الحافظ في الفتح (8/ 43): فنزا: أي انصب.

[52] مُرمل: أي معمول بالرمال، وهي حبال الحصر، ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير. انظر فتح الباري (8/ 43)، النهاية (2/ 241).

[53] أخرج ذلك البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة أوطاس برقم 4323، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعري رضي الله عنه برقم 2498.

[54] انظر سيرة ابن هشام (4/ 110)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 326).

[55] البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله (7/ 50).

[56] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب قول الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ﴾ [التوبة: 25]، برقم 4314.

[57] أحداث هذه الغزوة مستفادة من كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون للشيخ موسى العازمي (4/ 123-137) مع حذف واختصار.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 132.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 129.65 كيلو بايت... تم توفير 3.28 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]