|
|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الطوائف المعارضة للوحي بالهوى
الطوائف المعارضة للوحي بالهوى عبده قايد الذريبي لقد رد الوحي وعارضه طوائف عدة تتدثر بالإسلام، وتختفي تحت عباءته، وتحمل أسماءً وألقابًا ذات طابَع إسلامي جذاب، وتنقَّى هذه الأسماء والألقاب بعناية فائقة؛ حتى يستطيع أرباب هذه الطوائف من خلال هذه الأسماء والألقاب استمالة عواطف المسلمين، وكسب وُدِّهم، وترويج بضاعتهم الكاسدة، ونشر فسادهم وانحرافهم في أوساط عوام المسلمين وجهلتهم. وقد قسم ابن القيم رحمه الله الطوائف الرادة للحق والمعارضة للوحي بالهوى إلى خمس طوائف: الطائفة الأولى: عارضته بعقولهم في الخبريات، وقدمت عليه العقل، فقالوا لأصحاب الوحي: لنا العقل ولكم النقل. الطائفة الثانية: عارضته بآرائهم وقياساتهم، فقالوا لأهل الحديث: لكم الحديث، ولنا الرأي والقياس. الطائفة الثالثة: عارضته بحقائقهم وأذواقهم، وقالوا: لكم الشريعة ولنا الحقيقة. الطائفة الرابعة: عارضته بسياساتهم وتدبيرهم، فقالوا: أنتم أصحاب الشريعة ونحن أصحاب السياسة. الطائفة الخامسة: عارضته بالتأويل الباطن، فقالوا: أنتم أصحاب الظاهر ونحن أصحاب الباطن[1]. وهذه الطوائف ينطوي تحت عباءتها في العصر الحاضر عدة مسميات، وقد تتقولب الطوائف بقالَب مذهبي، أو قومي، أو فكري، وتحمل ألقابًا جذابة، وأسماءً لامعة، ولكن إذا ما تأمَّلت في حقيقتها وواقعها، رأيتَ السم الزعاف، ويكفي في ذم هذه الطوائف المعارضة للوحي والرد عليها: اختلافها وتفرُّقها، ذلك أن كل طائفة من هذه الطوائف لا ضابط لما تأتي به من الحجج الواهية، بل كل ما تأتي به يندرج تحت عباءة اتباع الهوى؛ كما قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 50]، وقال: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [المائدة: 49]، فما هو إلا الهوى أو الوحي؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]، فجعل النطق نوعين نطقًا عن الوحي ونطقًا عن الهوى. ثم إذا رد على كلٍّ مِن هؤلاء باطلَه، رجع إلى طاغوته، وقال في العقل ما لا يقتضيه النقل، وقال الآخر في الرأي والقياس ما لا يُجيزه الحديث، وقال الآخر في الذوق والحقيقة ما لا تسوِّغه الشريعة، وقال الآخر في السياسة ما تمنع منه الشريعة، وقال الآخر في الباطن ما يكذبه الظاهر، فباطل هؤلاء كلهم لا ضابط له بخلاف الوحي، فإنه أمر مضبوط مطابق لما عليه الأمر في نفسه تلقاه الصادق المصدوق من لدن حكيم عليم[2]، ناهيك عن الأصول الباطلة والحجج الواهية التي تستند عليه هذه الطوائف، والله المستعان. [1] الصواعق المرسلة، لابن القيم: 3 /1051. [2] الصواعق المرسلة، لابن القيم: 3 /1051 – 1052.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |