تصحيح زيادة « وكل ضلالة في النار» - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190826 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92676 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56885 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26178 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 724 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 56 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2019, 10:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي تصحيح زيادة « وكل ضلالة في النار»

تصحيح زيادة « وكل ضلالة في النار»

تصحيح زيادة « وكل ضلالة في النار»
في حديث جابر-رضي الله عنه-
و الرد على من ضعفهـــــــــــــا

بقلم:بن يوسف العمري

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرشدنا إلى سبيل الصلاح و الهداية ، و حذرنا من سبل الضلال و الغواية ؛ و صلى الله و سلم على محمد النبي الأمي الذي لم يترك خيرا يقربنا من الجنة إلا أرشدنا إليه و رغبنا في طريقه ، و لا شرا يهوي بنا في النار إلا حذرنا منه و رهبنا من مسالكه ؛ و على آله و صحبه ومن تبعهم بإحسان ، الذين دحضوا المحدثات و البدع بالقلم و البنان ، و نافحوا عن السنن وبينوها أحسن بيان.
أما بعد ،
فهذا بحث حديثي لطيف ، في بيان صحة زيادة ﴿وكل ضلالة في النار﴾ الواردة من طريق عبد الله بن المبارك في حديث جابر-رضي الله عنه- في خطبة الحاجة؛ و ذلك لأني استمعت –منذ شهور- إلى خطيب مسجد بالعاصمة يذكر خطبة الحاجة ثم يختمها بقوله :
|| و لا أقول كل ضلالة في النار لأنها لم ترد في أصل الحديث ||
فأول ما تبادر إلى ذهني حينها أنه يقصد طريق النسائي التي جائت فيها هذه الزيادة ؛ ثم انشغلت بالإنصات للخطبة و الصلاة ؛ و بحثت –فيما بعد- عن سلف له في ذلك ، فعثرت على كلام للشيخ عمرو عبد اللطيف المصري-رحمه الله- خلص فيه إلى تضعيف هذه الجملة بنفس معنى ما قاله ذاك الخطيب . و لم أكن لأواصل البحث لولا أني رأيت الشيخ الفاضل يستدل ، فيما يذهب إليه، بكلام لابن تيمية فحواه أن هذه الزيادة ضعيفة عنده هو كذلك .
و قد أعل الشيخ عمرو في مقدمته لـ:|| أحاديث و مرويات في الميزان|| هذه الجملة من الحديث بالشذوذ ، و أن( عبد الله بن المبارك خالف ||جمهور أصحاب جعفر بن محمد|| ، و أن هذه ||اللفظة|| قد ||تحاشاه|| مسلم في ||صحيحه|| و كذلك ابن حبان و أوردها ابن خزيمة بالتحويل ).منتهجا كما يبدو من تعليله قاعدة بنى عليها بحثه في أن الشاذ هو ما خالف الثقة فيه غيره ممن هم أكثر منه عددا فقط ، دون النظر إلى حال الراوي أو الإعتبار بما أصله أهل هذا الفن في باب زيادة الثقة , أومحاولة التوفيق بين ||أصل الحديث|| و الزيادات الواردة عليه، و ضمها إليه بشروطها.
و لما كان الشيخ ناصر الدين الألباني –رحمه الله- قد أفاض علما و تحقيقا في رسالته ||خطبة الحاجة|| مبينا مخرج هذا الحديث و صحته بما أغنى عن إعادة البحث في|| أصل الحديث|| ، و أن رسالته متوفرة بطبعات مختلفة ، بقي النظر فيما ادعاه الشيخ عمرو عبد اللطيف من تضعيف لهذه الزيادة و رميها بالشذوذ .
فأقول مستعينا بالله وحده في ذلك :
أخرج حديث جابر في خطبة الحاجة بهذه الزيادة:
النسائي في ||السنن||(3/188-189)، و في ||الكبرى||(5861 و 1799)، و ابن خزيمة في ||الصحيح||(1875)، و الفريابي في ||القدر||(447)، و من طريقه الآجري في ||الشريعة||(90)، و كذا البيهقي في ||الإعتقاد||(ص127) و في ||الأسماء و الصفات||(103-104)، و أبو نعيم في ||الحلية||(3/189) وفي ||المستخرج على صحيح مسلم||(2/455)، و ابن بطة في ||الإبانة||(1491)؛ كلهم من طريق عبد الله بن المبارك حدثنا سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به . و زاد في آخره ﴿ و كل ضلالة في النار ﴾ .
قال الشيخ عمرو –تعليقا في الهامش- بعدما ذكر خطبة الحاجة بدون هذه الزيادة : ||هذا هو الثابت المحفوظ... كما رواه عنه جمهور أصحاب جعفر...|| ثم قال : || و خالف جميع هؤلاء عبد الله بن المبارك...||
قلت : إن المخالف لهؤلاء ،بالنظر إلى طبقة الرواة ، إنما هو سفيان الثوري و ليس ابن المبارك ، لأنه لم يذكر في الرواة عن جعفر بن محمد ، و لا ذكر هذا في طبقة شيوخه . فعبارة الشيخ غير مستقيمة ، و كان عليه أن يقول :||هذه الزيادة لم ترد إلا من طريق ابن المبارك عن سفيان|| أو ||لم يأت بها إلا عبد الله بن المبارك || ، أو عبارة أخرى بمعناها ؛ لأن هذا هو الواقع ؛ لا سيما إذا علمت أن مسلما قد رواه من طريق وكيع عن سفيان بدون الزيادة المذكورة كما قد يوحي به صنيعه في || الصحيح|| و الذي اغتر به الشيخ في تعليله ؛ لكن رواه أبو نعيم في ||المستخرج|| من نفس الطريق عن وكيع عن سفيان كذلك، بأتم منه و بذكر هذه الزيادة ، و سنذكرها فيما بعد.
المهم الآن ذكر عبد الله بن المبارك لهذه الزيادة في حديث جابر، ودعوى ضعفها باعتبار مفهوم الشذوذ في تعليل الشيخ عمرو من جهة ، وباعتبار ظوابط زيادة الثقة عند أهل الفن من جهة أخرى . وقد أشار الدارقطني إلى هذا المبحث ، و بين أن زيادة الثقة لا تعتبر شاذة في كل الحالات ؛ فذكر السلمي في ||سؤالاته|| :
||أن الدارقطني سئل عن الحديث إذا اختلف فيه الثقات ؟ قال : ينظر مااجتمع عليه ثقتان فيحكم بصحته ، أو من جاء بزيادة فتقبل من متقن ، و يحكم لأكثرهم حفظا ، و يبنى على ما دونه|| . ذكر الحافظ قوله هذا في ||النكت||(2/689) و أضاف :
||و قد استعمل الدارقطني ذلك في ||العلل|| و ||السنن|| كثير||.
و كان الإمام مسلم قد جلى هذه المسألة حيث قال في ||مقدمة الصحيح||( في باب بيان ما يتفرد به المحدث من الحديث) :
||أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم و الحفظ في بعض مارووا و أمعن في ذلك على الموافقة لهم إذا وجد ذلك ، ثم إذا زاد بعد ذلك شيئا ليس عند أصحابه قبلت زيادته ||.
و للحافظ ابن حجركذلك كلام نفيس حول زيادة الثقة ، و ضرورة النظر في مراتب الرواة و أحوالهم ، حيث علق في ||النكت||(2/693) على قول ابن الصلاح :
||و الذي نختاره أن الزيادة مقبولة إذا كان راويها عدلا حافظا و متقنا ضابط|| قال الحافظ :
||قلت: و هو توسط بين المذهبين ، فلا ترد الزيادة من الثقة مطلقا ، و لا نقبلها مطلقا ؛ وقد تقدم مثله عن ابن خزيمة و غيره ، و كذا قال ابن طاهر : إن الزيادة إنما تقبل عند أهل الصنعة من الثقة المجمع عليه||.
فانظر إلى كلامهم في هذه المسألة ، و شدة تحريهم في قبول زيادة الثقة ، مع حرصهم على عدم إنكار أو طرح حديث الثقات من الرواة لمجرد المخالفة أو الزيادة فقط ؛ بل بالنظرإلى حال الراوي و مكانته بين أقرانه و مشاركته لهم في الحفظ و الإتقان كذلك .
ثم على فرض صحة دعوى الشيخ عمرو في مخالفة ابن المبارك لأولائك الذين ذكر بوصفهم :||جمهور أصحاب جعفر بن محمد|| ، فهل توهن هذه المخالفة زيادته ؟ جريا معه في دعواه فقط ، حتى نتمكن من النظرفي ذلك التأصيل الذي ذكرنا عن أئمة هذا الفن والإمعان في تطبيق قواعده . فممن ذكر الشيخ من المخالفين : ||عبد الوهاب الثقفي و سليمان بن بلال ووهيب بن خالد و يحيى بن سعيد القطان و عبد العزيز بن محمد و يحيى بن سليم و آخرون|| .
فإن فيهم من غمز في ظبطه و إتقانه، و منهم من هو دون مرتبة ابن المبارك و إن كان ثقة ؛ ما عدا يحيى بن سعيد القطان ||الإمام الثقة المتقن الحافظ القدوة || كما وصفه الحافظ .أما الآخرين ، فنكتفي بحكمه عليهم في ||التقريب||؛ طلبا لعدم الإطالة لا هربا من تحقيق أحوالهم ، و استعجالا لمقارنتهم بمرتبة ابن المبارك و ليس تنقيصا لمكانتهم أو حطا من مروياتهم :
1-عبد الوهاب الثقفي ؛ قال الحافظ :
||ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين||
2-وهيب بن خالد ؛ قال :
||ثقة ثبت لكنه تغير قليلا بآخرة||
3-عبد العزيز بن محمد ؛ قال :
||صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطيء||.
4-يحيى بن سليم الطائفي ؛ قال الحافظ :
||صدوق سيء الحفظ||
5-سليمان بن بلال ؛ قال :
||ثقة||.
هذه خلاصة بحث الحافظ ابن حجر في أحوال بعض هؤلاء الرواة ممن جعل الشيخ عمرو مخالفة ابن المبارك لهم باعث له في الحكم على تلك الزيادة بالشذوذ. و ممن روى حديث جابر بدون الزيادة و لم يذكرهم الشيخ الفاضل بل أشار إليهم بقوله ||و آخرون|| :
6-محمد بن جعفر بن محمد ؛ قال الذهبي في ||الميزان|| :
||تكلم فيه|| ؛ و أقره الحافظ في ||اللسان||
7-مصعب بن سلام ؛ قال :
||صدوق له أوهام||
8-أنس بن عياص ؛ قال :
||ثقة|| .
أما عبد الله بن المبارك فقد قال فيه الحافظ :
||ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد|| . و لما ترجم له المزي في ||التهذيب|| قال: ||أحد الأئمة الأعلام و حفاظ الإسلام|| معنونا بها لما جاء في ترجمته الطويلة ، و التي ختمها بقول ابن سعد فيه : ||و كان ثقة مأمونا إماما حجة كثير الحديث|| .
فكيف تعل زيادة هذا ||الثقة الثبت الإمام الحجة|| و يسلك بها سبيل المخالفة و ترمى بالشذوذ ؟
و لو لم يكن ابن المبارك بهذه المكانة ، لكان مثل من ذكر –غير هؤلاء-أمثال يحيى بن سعيد القطان و أقرانه من أهل التثبت و الثقة و الحفظ ، فقد قدمنا لك أقوال أهل العلم في قبول زيادة الثقة على أقرانه ، لاسيما قول ابن الصلاح الواضح ووصف الحافظ له بالوسطية فارجع إليه .
ثم إنه قد تابعه وكيع عن سفيان به.
هكذا رواه أبو نعيم في ||المستخرج|| من طريق أبي بكر بن أبي شيبة و عثمان –مقرونين معا- ، و من طريق سالم بن جنادة عنه بذكر زيادة ﴿و كل ضلالة في النار﴾ ، ثم أحال على رواية مسلم فقال : ||ورواه مسلم عن أبي بكر عن وكيع|| .
أما ما ادعاه الشيخ عمرو من أن مسلما قد ||تحاش|| هذه اللفظة ، إنما استنبطه من صنيع مسلم حيث أخرج الحديث في ||صحيحه|| من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد (الثقفي) عن جعفر به بدون الزيادة المذكورة ، ثم ذكر طريق وكيع عن سفيان عن جعفر و لم يسق لفظه بتمامه و إنما قال : ||ثم ساق الحديث بمثل حديث الثقفي || .
و ليس في هذا ما يدل على أن مسلما ||تحاش|| تلك اللفظة .. و لو ادعى مدع أنه إنما فعل ذلك ليبين اختلاف لفظ وكيع عن لفظ الثقفي تقديما و تأخيرا،و في بعض الألفاظ كذلك، لما حاد عن الجادة ؛ لأنه أتى في الطريق الثانية بما يبين هذا الإختلاف من تقديم بعض جمل الحديث على غير سياق الطريق الأولى مكتفيا بذلك القدر ، و لم يتطرق لذكر ||اللفظة|| التي نحن بصدد بيان صحتها ؛ وجريا على طريقة الشيخ عمرو فإن صنيع أبا نعيم في ||المستخرج|| ينبيء بأن هذا-أي بذكر الزيادة- هو لفظ وكيع عن سفيان الذي اقتصر مسلم على بعضه و أن الإختلاف فيه مع لفظ الثقفي هو ما ذكرنا لأنه ساقه بتمامه بهذه الزيادة من نفس طريق مسلم و أشار إلى ذلك كما سبق.
و لنسلم مع الشيخ عمرو أن مسلما ||تحاش|| هذه الزيادة ..فهل هذا كاف في الطعن في صحتها ؟ كلا .. لأن هذا المسلك لم يذكر في كتب المصطلح كعلة قادحة بل لقد أنكروا على من ادعى أنه لم يفت ||الصحيحين|| إلا القليل ؛ و لولا ذلك لما ألفت المستخرجات على الصحيحين ، وإن || مستدرك|| الحاكم لخير دليل على ذلك رغم ماانتقد من أحاديثه. قال ابن كثيرفي ||المختصر||(1/109-مع الباعث):
||وقد خرجت كتب كثيرة على ||الصحيحين|| قد يوجد فيها زيادات مفيدة ،و أسانيد جيدة كـ:....و أبي نعيم..||(يعني مستخرجه)
ثم أضاف الشيخ أن ||مقتضى صنيع مسلم أن يكون هو لفظ وكيع عن الثوري عن جعفر|| ، أي موافقا للفظ حديث الثقفي ؛ و هذا من أعجب ما رأيت له-رحمه الله- و أبعده عن التحقيق ، لأن لفظ وكيع مخالف للفظ الثقفي تقديما و تأخيرا لبعض الجمل و في بعض الألفاظ كما سبق ، وهو من الأسباب التي دعت مسلما لإيراده ، فكيف يكون هو لفظ وكيع..؟
ثم ذكر ما ورد في ||مجموع الفتاوى||(19/191) من كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية حول هذا الحديث ، حيث أورده برواية مسلم ، ثم قال: ||و لم يقل كل ضلالة في النار|| ، و أخذ في تعليل ذلك بأنه: ||يضل عن الحق من قصد الحق و قد اجتهد في طلبه فعجز عنه فلا يعاتب|| إلى أن قال: ||و كثير من مجتهدي السلف و الخلف قد قالوا و فعلوا ما هو بدعة و لم لم يعلموا أنه بدعة|| ؛ فهذا مع أنه رد للزيادة المذكورة من حيث المعنى فقط ، فقد ورد عنه عكسه تماما ، من تصحيح لها و إستدلال بها و تفسيرها و توجيه معناها بما يليق به؛ فقال في ||اقتضاء الصراط المستقيم||(ص229) بعدما ذكر حديث جابر برواية مسلم :||و في رواية للنسائي :و كل ضلالة في النار|| ، ثم بين أن:||هذه قاعدة قد دلت عليها السنة و الإجماع مع ما في كتاب الله من الدلالة عليها أيض|| إلى أن قال (ص232):|| أما القول إن شر الأمور المحدثات (كذا ؟) و إن كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ، و التحذير من الأمور المحذثات ، فهذا نص رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلا يحل لأحد أن يدفع دلالته على ذم البدع ، و من نازع في دلالته فهو مراغم||.
فلا يحق لأحد بعد هذا أن يضرب أحد قوليه بالآخر ، أو يقدم قوله :||و لم يقل...|| على هذا الذي نقلنا لك من ||الإقتضاء|| لأنه لا يوجد أي دليل على تقديم أحدهما على الآخر ؛ إلا أن ما جاء في ||الإقتضاء|| هو الأقرب إلى مذهبه في هذه المسألة كما هو معلوم عند من خبر علمه أو مارس مؤلفاته ؛ و لقد ذكر هذا الحديث في ||الفتاوى الكبرى||(3/124-الدليل على إبطال التحليل) فقال: ||رواه النسائي باسناد صحيح، و زاد: فكل بدعة في النار(هكذا في المطبوع و لعله تصحيف)|| ، و استدل على صحة هذه الزيادة بعمل الصحابة بها فقال:|| و كان عمر رضي الله عنه يخطب بهده الخطبة . و عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا و مرفوعا أنه كان يقول ..|| فذكره إلى أن قال :|| فكل محدثة ضلالة و كل ضلالة في النار|| ثم أضاف :
||و هذا مشهور عن ابن مسعود و كان يخطب به كل خميس كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب به في الجمع||.
فهذا الذي ذكره شيخ الإسلام عن الصحابة من أن هذه اللفظة ﴿ و كل ضلالة في النار ﴾ كانت تقال على المنابر ، مع ما نقلنا لك من ||الإقتضاء|| ، هو ما يوجه به كلامه السابق الذي تمسك به الشيخ عمرو حين قال :|| و معناها أيضا غير صحيح كما في مجموع الفتاوى|| .
و هي كذلك من الشواهد التي يمكن إيرادها لتقوية هذه الزيادة و إثبات صحتها :
أما أثر عمر فقد أخرجه ابن وضاح في ||البدع و النهي عنه||(ص24) من طريق عبد الله بن عكيم عن عمر أنه كان يقول :||أصدق القيل قيل الله و أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار|| .و إسنادها صحيح ،إلا أنه قوله –في الإسناد-||هلال الوراق|| تصحيف أو خطأ مطبعي ،صوابه هلال الوزان وهوابن أبي حميد الصيرفي ثقة من رجال الشيخين.
و أما أثر ابن مسعود فقد ذكر البخاري في ||الصحيح|| (كتاب العلم-باب من جعل لأهل العلم أياما معلومة) عن أبي وائل قال :|| كان عبد الله يذكر الناس كل خميس|| و لم يذكر خطبة الحاجة.و هي عند ابن وضاح في ||البدع|| (ص24) عن رباح النخعي و يحيى بن عقيل عنه.و رواه ابن الأعرابي في ||المعجم||(2/568-569) مرفوعابلفظ:||كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار||؛لكن الراجح من كلام أهل العلم أن الموقوف أصح و أرجح.
و لما ذكر البيهقي في ||الأسماء و الصفات||(ص246) قول ابن مسعود:||إنما هما اثنتان........إلى قوله:و كل ضلالة في النار||قال:||وهذا من قول ابن مسعود رضي الله عنه و الظاهر أنه أخذه من النبي صلى الله عليه و سلم||
ثم اعلم أنه قد صحح هذه الزيادة في حديث جابر هذا جماعة من أهل العلم ؛منهم من صرح بذلك كأبي نعيم في ||الحلية||(3/189) قال:||هذا حديث صحيح ثابت من حديث محمد بن علي رواه وكيع و غيره عن الثوري|| ،و البيهقي في ||الإعتقاد||(ص127) قال:||روينا في الحديث الثابت || ثم ذكر حديث جابر بالزيادة المذكورة . و منهم من صححها شارحا أو مستشهدا كابن تيمية والذهبي و ابن كثير وابن القيم و ابن حجر و السيوطي و الشوكاني . و غيرهم؛ بل منهم من تأولها كالصنعاني و السندي قالا :||أي صاحبها في النار||؛ و صححها من علماء هذا العصر : ابن باز و الألباني وبن عثيمين رحمهم الله.
و لما انتهيت من كتابة هذه السطور ، وقفت على تضعيف لهذه الزيادة في ثلاثة مصادر أخرى غير ما كتبه عمرو عبد اللطيف؛
الأول: كتاب بعنوان : ||مجموع فيه مؤلفات لشيخ الإسلام ابن تيمية || يحوي مجموعة رسائل له ؛ تحقيق و تعليق ||ابراهيم بن شريف الميلي|| ؛ فوجدت المحقق المذكور يذهب هو الآخر إلى تضعيف هذه الزيادة بنفس أسلوب و استدلال الشيخ عمرو، بل و يعلها بنفس العلة . قال (ص322-تعليق) : || و قد فصلت القول في بيان شذوذ هذه الجملة في ||بلغة الحثيث|| أعان الله على طباعته|| .
فأقول : إذا كان تفصيله في كتابه المشار إليه يعتمد على تحقيق الشيخ عمرو فقد بينا لك ما فيه بما فيه الكفاية ؛ و إن كان غير ذلك فينظر.
الثاني :||توضيح الأحكام من بلوغ المرام|| لعبد الله البسام-رحمه الله-،قال في تضعيف هذه الزيادة:||ففي سندها جعفر بن محمد الهاشمي وهوضعيف و أخذ الحديث وجادة|| ، كذا قال ، و هو من أغرب ما وقفت عليه ، لأن مدار حديث جابر هذا ،بالزيادة و بدونها، إنما يدور حول جعفر هذا ، و هو بهذا يضعف طريق مسلم التي شرحها بدون الزيادة من حيث لا يدري ؛أما جعفر بن محمد فقد قال الحافظ :||صدوق فقيه إمام|| ووثقه ابن معين و يحيى و أبو حاتم وزاد ||لايسأل عن مثله||؛و أما الوجادة فقد أجاب عنها الحافظ في ||التهذيب|| بكلام وجيه فارجع إليه إن شئت ؛ثم هي من طرق التحمل المقبولة كما هو مفصل في كتب المصطلح.
الثالث: ||صفة خطبة النبي-صلى الله عليه وسلم-|| لعمرو عبد المنعم سليم، قال فيه (ص17):||وزاد النسائي في رواية ||وكل ضلالة في النار||و هي زيادة شاذة من هذه الطريق و الحمل فيها على شيخ النسائي عتبة بن عبد الله...|| كذا قال .. و أظنه قد اطلع على كلام الشيخ عبد اللطيف فاستحسنه ولكنه لم يجرؤ على تحميل عبد الله بن المبارك عبء المخالفة و ألزقها بشيخ النسائي ؛و هو عتبة بن عبد الله بن عتبة اليحمدي ||صدوق|| كما قال الحافظ ، و قال النسائي:||لا بأس به|| .ثم إنه لم ينفرد بهذه الزيادة عن ابن المبارق ، فقد تابعه حبان بن موسى و هو ثقة من رجال الشيخين.و قد صحح عمرو عبد المنعم هذه الزيادة في حديث جابر في تعليقه على ||القدر|| للفريابي.
و في هذا القدر كفاية ،و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل ؛ و الحمد لله رب العالمين.

كتبه : بن يوسف العمري


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.84 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]