غض الطرف عن الهفوات والأخطاء - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215345 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61198 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29180 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-09-2020, 03:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي غض الطرف عن الهفوات والأخطاء

غض الطرف عن الهفوات والأخطاء
د·خالد سعد النجار

غض الطرف عن الهفوات والأخطاء من أعظم الحقوق المشتركة بين الزوجين، فالحياة الأسرية لا تتم سعادتها واكتمالها إلا بهذا الخلق الكريم، وهذا الحق الجليل، فأي مجموعة سواء أصغرت أم كبرت تتباين طباع أفرادها بين السهل والحزن، وعالي الهمة النشيط وضعيف الهمة الكسول، وحاد الذكاء وقليل الفهم إلخ··· كما ورد في الحديث الشريف: >إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن، والخبيث والطيب وبين ذلك<(1)، فإذا لم يكن الرفق والتسامح السمة الغالبة على الفرد سرعان ما تفر منه الخلق، واستحالت معه العشرة التي لابد له منها، وفقد المعين والمشير والرفيق في أشد الأوقات احتياجاً لهم فيتنغص حاله، ويتكدر عيشه، ويسلب التوفيق في أمره، وصدق صلى الله عليه وسلم: >من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير<(2)، >من يحرم الرفق يحرم الخير كله<(3)، فعلى كل من الزوج والزوجة أن يحتمل صاحبه، فلكل جواد كبوة، ولكل امرئ هفوة، ولكل إنسان زلة، وأحق الناس بالاحتمال من كان كثير الاحتكاك بمن يعاشر·
إن أحدنا لتمر عليه فترات لا يرضى فيها عن نفسه، فهو لا يرضى لها الضعف في مجال القوة، أو الغضب في مقام الحلم، أو السكوت في معرض بيان الحق··· ولكنه يتحمل نفسه، ويتعلل بما يحضره من المعاذير، فليكن هذا هو الشأن بين الزوجين يلتمس كلاهما لقرينه المعاذير، فإن المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب الزلات، وحين تحسن النوايا وتتواد القلوب ويكون التعقل هو مدار المعيشة يتوافر هذا الجانب الكريم في حياة الأسرة، وعلى كل طرف ألا يقابل انفعال الآخر بمثله، فإذا رأى أحد الزوجين صاحبه منفعلاً بحدة فعليه أن يكظم غيظه، ولا يرد على الانفعال المباشر، وهذه النصيحة يجب أن تعمل بها المرأة أكثر من الرجل، رعاية لحق الزوج، وما أجمل قول >أبي الدرداء< رضي الله عنه لزوجته: إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب، وعن >محمد بن عيسى< قال: أراد >شعيب بن حرب< أن يتزوج امرأة فقال لها: إني سيئ الخلق، فقالت أسوأ منك خلقاً من أحوجك أن تكون سيئ الخلق· فقال: إذاً أنت امرأتي(4)، وتزوج الإمام >أحمد< يرحمه الله >عباسة بنت الفضل< أم ولده >صالح<، وكان الإمام >أحمد يثني< عليها ويقول في حقها: أقامت >أم صالح< معي عشرين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة·(5)
وإذا كان ارتباط >اللين والرفق< بالسعادة الزوجية من أوكد الأمور، فارتباطهما بالتقوى والإيمان يزيدهما محبة وإجلالاً في قلب المسلم إذ بهما يكون صلاح دنياه وآخرته فقال صلى الله عليه وسلم: >من كان سهلاً هيناً ليناً حرمه الله على النار<(6)، >ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً؟ على كل هين لين قريب سهل<(7)·
قال الماوردي: بيَّن بهذا الحديث أن حسن الخلق يدخل صاحبه الجنة ويحرمه على النار، فإن حسن الخلق عبارة عن كون الإنسان سهل العريكة لين الجانب، طلق الوجه، قليل النفور، طيب الكلمة، لكن هذه الأوصاف لها حدود مقدرة في مواضع مستحقة، فإن تجاوز بها الخير صارت ملقاً، وإن عدل بها عن مواضعها صارت نفاقاً، والملق ذل والنفاق لؤم·(8)
وقال صلى الله عليه وسلم: >المؤمنون هينون لينون، كالجمل الأنف، إن قيد انقاد وإذا أنيخ على صخرة استناخ<(9)، والمراد بالهين سهولته في أمر دنياه ومهمات نفسه، أما في أمر دينه فكما قال >عمر< رضي الله عنه: فصرت في الدين أصلب من الحجر وقال بعض السلف: الجبل يمكن أن ينحت منه ولا ينحت من دين المؤمن شيء، واللين لين الجانب وسهولة الانقياد إلى الخير والمسامحة في المعاملة >كالجمل الأنف< من أنف البعير إذا اشتكى أنفه من البرة، فإن قلت: من أمثالهم >لا تكن رطباً فتعصر ولا يابساً فتكسر<، ولهذا قال لقمان لابنه: يا بني >لا تكن حلواً فتبلع ولا مراً فتلفظ<، ففيه نهي عن اللين، فما وجه كونه مدح؟ قلت: لا شبهة في أن خير الأمور أوساطها وقد أطبق العقل والنقل على أن طرفي الإفراط والتفريط في الأفعال والأحوال والأقوال مذموم إنما الممدوح ما في الطبيعة من حالة جبلية مقابلة لغلظ القلب وقساوته، وإنما يعبر عنها باللين تسمية لها باسم أثرها وذلك سائغ >إن قيد انقاد وإذا أنيخ على صخرة استناخ< فإن البعير إذا كان أنفاً للوجع الذي به، ذلول منقاد إلى طريق سلك به فيه أطاع، والمراد أن المؤمن سهل يقضي حوائج الناس ويخدمهم وشديد الانقياد للشارع في أوامره ونواهيه<(01)·
قال صلى الله عليه وسلم: >إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف<(11)، >عليك بالرفق إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه<(21)، >ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم<(31)، >إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق<(41)، >إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق<(51)، أي وذلك بأن يرفق بعضهم ببعض، والرفق لين الجانب واللطف والأخذ بالأسهل وحسن الصنيع·

الهوامش
1 ـ رواه أحمد والترمذي عن أبي موسى >صحيح< انظر حديث رقم: 9571 في صحيح الجامع·
2 ـ رواه أحمد والترمذي عن أبي الدرداء >صحيح< انظر حديث رقم: 5506 في صحيح الجامع·
3 ـ رواه مسلم وأبوداود عن جرير >صحيح< انظر حديث رقم 6066 في صحيح الجامع·
4 ـ انظر عودة الحجاب ـ محمد بن إسماعيل ـ ج2 ص062، ط دار الصفوة، وأحكام النساء لابن الجوزي ص 28·
5 ـ طبقات الحنابلة 1/924·
6 ـ رواه الحاكم والبيهقي عن أبي هريرة >صحيح< انظر حديث رقم: 4846 في صحيح الجامع·
7 ـ رواه الترمذي والطبراني عن ابن مسعود >صحيح< انظر حديث رم: 9062 في صحيح الجامع·
8 ـ نقلاً عن فيض القدير للمناوي 2/146·
9 ـ رواه ابن المبارك عن مكحول مرسلاً والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر >حسن< انظر حديث رقم: 9666 في صحيح الجامع·
01 ـ فيض القدير للمناوي 2/451·
11 ـ رواه الطبراني في المعجم الكبير عن معدان >صحيح< انظر حديث رقم: 1770 في صحيح الجامع·
21 ـ رواه مسلم عن عائشة >صحيح< انظر حديث رقم: 1404، في صحيح الجامع·
31 ـ رواه الطبراني في الكبير عن ابن عمر >صحيح< انظر حديث رقم: 1455 في صحيح الجامع·
41 ـ رواه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن جابر >صحيح< انظر حديث رقم: 4071 في صحيح الجامع·
51 ـ رواه أحمد عن عائشة والبزار عن جابر >صحيح< انظر حديث رقم: 303 في صحيح الجامع·


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.91 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]