وقود النجاح: كيف نكتشفه؟ كيف نحصل عليه؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190800 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92644 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56861 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26158 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 714 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-07-2019, 12:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي وقود النجاح: كيف نكتشفه؟ كيف نحصل عليه؟

وقود النجاح: كيف نكتشفه؟ كيف نحصل عليه؟
عبدالمجيد قناوي





الجزء الأول:
يقول لسان الدين بن الخطيب[1]: "مَن أضاع الفرصة، تجرَّع الغُصَّة[2]".
الفرص:
إن ما يميز زماننا عن زمن آبائنا هو أن زماننا يمنحنا فرصًا أكبر مما منحه لآبائنا، كما أننا نفتقر إلى العزيمة والإرادة والتخطيط والجِدية التي كانوا يمتلكونها، ولو بحث كل منا في كفاح أبيه أو جده، لوجده حافلًا بالمشاقِّ والصعاب التي تغلَّب عليها والده أو جده، رغم قلة ما ملكت أيديهم، ورغم الظروف القاسية.

والكثير من الناس يقفُ مكانه ولا يتحرك، ويبقى ينتظر الفرصة أو هِبةً من السماء، كما يزعم البعض، ولكن الفرد الناجح يختلف عن الآخرين؛ فهو يبحث عن الفرصة وإن لم يجدها، فهو يصنَعُها مِن خلال إصراره عليها، والبحث عن مختلف الطرق المؤدية لها.
والعالم اليوم يقدم لنا أمورًا كثيرة، ليس على صحن من الفضة، أو طبق من النحاس، بل على شكل "فُرص حياة".

لسوء الحظ الكثير منا يتعامَوْن عن رؤية هذه الفرص التي تُصادفنا، وحتى نستغل هذه الفرص ونحصل على الأشياء التي نريدها علينا أن نُؤمن أننا نستحقها، وأن نُنمِّيَ ثقتنا بأنفسنا، وعلينا أن ندرك أيضًا أننا نملِك الموهبة والإبداع للحصول على أكثر مما نحصل عليه في الوقت الحاضر من الحياة.

فالمسألة تعتمد فقط على عدد المحاولات.
المحاولات:
أحيانًا تتوارد على بال الإنسان خواطرُ فيسأل نفسه:
لماذا لا يسير كل شيء كما أريد؟
لماذا لا أنجح بينما ينجح الآخرون؟
لماذا لا تسير الحياة على أهوائنا؟
إذا بدأ شخصٌ نشاطًا معينًا ثم بعد بعض المحاولات وجده صعبًا عليه!

ربما اكتشف أنه افتقَد بعض الصفات اللازمة للقيام بالنشاط المرغوب، أو أنه قد فعل مثل معظم الناس، حاول عدةَ مرات ثم فشل، فيبدأ بالشكوى من سوء الحظ الذي يلاحقه، أو الحالة الاقتصادية السيئة، أو أي من العوامل الأخرى الخارجية التي تؤثر عليه.
إن أي شخص يمكنه تحقيقُ ما يريد إذا بذل جهدًا كافيًا.
فما المقصود بالجهد الكافي؟

مثال1: حديث عن الأطفال.
عندما كنت طفلًا، كم مرة سقطت حتى تعلَّمت المشي؟
وكم مرة حاولت الوقوف ولكنك لم تستطِعْ؟
لو تعرضت بتلك العقلية التي تمتلكها الآن، فربما تشكو من صعوبة الحياة، وأن الأطفال لا يستطيعون المشي بسهولة في هذه الأيام، وأن الآباء غير قادرين على إعطائنا ما نحتاجه (مثلًا من الحلويات، والشيكولاتا، والألعاب، وغيرها...)، أو من المحتمل أن تعتقد أن الأطفال الآخرين سيسخرون منك؛ حيث إنك لا تستطيع المشي، وهذا سيؤدي بك إلى أن تتوقف عن المحاولة.

إنه شيء مُضحك، ولكنها الحقيقة.
لماذا لم تستسلم عندما كنت طفلًا ضعيفًا وأصبحت تستسلم وأنت شاب قوي؟
لماذا استمررت في المحاولة حتى تمكنت من المشي؟
ببساطة، لأنك في هذا الوقت لم تكن تعرف ما هو المقصود بمصطلح "الاستسلام"، أو لم تكن تعرف كيف تلوم وتلعَن الظروف التي منعتك من تحقيق هدفك.

مثال 2: حديث عن الكبار.
عندما بدأت تتعلم قيادة السيارة:
كم مرة فشلت في جَعْل السيارة تتحرك للأمام؟
كم مرة توقفت منك السيارة فجأة عندما كنت تقودها؟
هل يمكن أن تذكر عددَ الأشخاص الذين قاموا بالصياح عندما توقفت بك السيارة وقُمْت بسد الطريق ولم تستطع عمل شيء؟
من المؤكد أنك وجدتَ الجميع يقودون السيارات بنجاح ولم ترَ أحدًا يفشل ويقول: إنها صعبة، أو مستحيلة.
ولذلك؛ فإنك عرَفت أنك تستطيع فعلها، ولم تستسلم حتى تعلمت القيادة.

ولكن ما يثير الدهشة أن قيادة السيارات تعتبر واحدة من أصعب النشاطات التي يُقبل الإنسان على تعلُّمها، فهل لاحظتَ أنك تحتاج إلى تحريك رِجْليك وذراعيك في نفس الوقت، بالإضافة إلى التفكير ومراقبة الطريق؟

إنك تتحكم في أطرافك كلها في نفس الوقت، وكل منها في اتجاه مختلف، بالإضافة إلى استخدامك عقلك للتركيز، وإجراء الحسابات، واتخاذ القرارات؛ حتى تسلك طريقًا معينًا، وتقف في المكان المرغوب فيه، وتتجنب الاصطدام بأي شيء.
وهذا ما حدث لنا جميعًا من قبل، وأكثر من مرة.

أختي الكريمة، أخي الكريم:
إذا كنت ما زلت غير مقتنع، فقُمْ بالتمعُّن في هذا المثال:
مثال3:
لقد فشِل توماس ألفا إديسون[3] (999) مرة قبل أن ينجح في اختراع المصباح الكهربائي في المحاولة رقم: (1000)!
ولما سألوه: كيف استطاع أن يستمرَّ في المحاولات بدلًا من الاستسلام للفشل، قال لهم: "عندما كنت أواجه أي فشل كنت لا أقول أبدًا: إني فشلت، ولكني كنت أقول فقط: إني توصلت إلى طريقة أخرى لا تؤدي إلى اختراع المصباح".

جنود الفشل:
1 - الغضَب:
الغضَب مِن أخطر المشاعر التي يمر بها الإنسان؛ فبالإضافة إلى الأضرار الصحية التي قد تنتج عن الغضب، فإن الغضب قد يؤدي بك إلى ارتكاب أفعال تندم عليها لاحقًا، وهو ظاهرة طبيعية موجودة في كل زمان وفي كل مكان، وفي الأصل هو شعور صحي يطلقه عقلُك الباطن في صورة رسالة يطالبك فيها بحل مشكلة معينة، بهدف جعلك تسترد السيطرة، أو بغرض جَعْلك تدافع عن حقوقك، وكما يقول الشافعي رحمه الله:
"مَن استُغضِبَ فلم يغضَبْ فهو حمار، ومَن استُرضِيَ فلم يرضَ فهو شيطان".
والمشكلة هي حينما يتحول شعور الغضب إلى عادة، ويُطلَق كل حين وآخر بدون داعٍ!
فعليك أن تتغلب عليه، وقبل أن تتغلب عليه عليك أولًا أن تفهَمَه.
"فأنت لا تستطيع التغلب على عدوٍّ لا تعرِفُ نقطة ضعفه".

وفيما يلي أمثلةٌ توضح لنا بعض أسباب الشعور بالغضب:
فما الذي يجعلنا نغضب؟
حينما يأخذ شخص ما دورنا في أحد الطوابير.
حينما يكون لدينا الكثير من العمل لننجزه باستخدام الحاسب الآلي ثم يتوقف، أو تجده أصبح بطيئًا جدًّا، هنا سنصاب بالتوتر، ثم الغضب.

حينما نكون في فريق عمل ونجد أن أحد الأفراد لا يقوم بأي شيء، وإنما يترك لنا العمل.

حينما نشعر بالخوف! نعم الخوف؛ ففي كثير من الأحيان يصاب الشخص بالغضب لأنه خائف، وهذا ما يلاحظ عند بعض السائقين؛ حيث يكون غضبهم بشدة عندما يكون شخص على وشك أن يصدمهم؟ هم يغضبون؛ لأنهم خافوا من الحادث الذي كان من الممكن أن يحدث.

حينما تُقرِض أموالًا لشخص ما ثم لا يحترم الموعد المعلوم، أو الآجال المتفق عليها.
حينما يسخَر منا شخص.
حينما يتحدث معنا مديرنا بلهجة حادة.
حينما يعطينا رئيسنا الكثيرَ من المهام لننجزها.

فمن الواضح من كل هذه الأمثلة السابقة: أن الغضب يكون بغرض الدفاع عن حقوقنا، أو بسبب الرغبة في استعادة السيطرة على الموقف، أو بسبب الخوف.
قد تكون هناك أسباب أخرى غير التي ذكرناها.

حين تتجاهل مشاكلك أو لا تحاول حلها فستجد أنك أكثر عرضة للغضب من أي شخص آخر؛ وذلك لأنك حتى وإن ظننت أنك نسيت مشاكلك، فإنها ستظل في عقلك الباطن، وستضايقك أكثر كلما واجهك موقفٌ يتسبَّب في جَعْلك تغضب.

والغضب قلما يساعد على حل المشكلة؛ فهو يؤدي إلى فقدان طاقة؛ لذلك علينا تصريف هذه الطاقة في قنوات سليمة بدلًا من إهدارها.
وهذه بعض التطبيقات، بإمكان الإنسان إذا حاول الاعتماد عليها التغلُّبُ على الغضَبِ.

أهم تقنيات التحكُّم في الغضب:
تعلَّم كيف تحفظ حقوقك: إذا كان سبب غضبك هو شعورك بأن حقك قد ضاع، فلا شيء يمكنك فعله أفضل من تعلم "كيفية الدفاع عن حقوقك، عن طريق استخدام مهارات الاتصال المؤثرة".

اغسِلْ وجهك أو توضأ بماء بارد: فالغضب استجابة لانفعالات، هذه الانفعالات رد فعل جسمي عضوي ينتج طاقة، وهذه الطاقة تتحول إلى حرارة مصدرها التفاعلات الطبيعية في الجسم، ومن ذلك فإنه يزيد في عمل القلب، ويرتفع ضغط الدم، ويزداد تدفقه على الدماغ، تسارع معدل التنفس، وتضطرب الأعضاء، وهو أمر خطير - كما يصف الأطباء - قد يؤدي إلى سكته مميتة، أو مرض السكري، وغيره (نسأل الله العافية)، مما يؤدي إلى تغيرات فيسيولوجية وسيكولوجية سريعة، ويظهَر ذلك - بجلاء - على ملامح الإنسان، فيتغيَّر لونه، وترتعد فرائصه، وترتجف أطرافه، ويخرج عن اعتداله.
وبمجرد ملامسة الماء جلده، وبالخصوص الوجه، يسكن الغضبُ، ويهدأ روْعُ الإنسان.

هذا بالإضافة إلى شعور المرء بالاحتقار والإهانات والإساءة والغيظ، مما ينعكس سلبًا على المعنويات، إنها: "نار الغضب"، والنار يطفئها الماء، والله سبحانه وتعالى قال في كتابه القرآن الكريم:﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 200، 201].

والنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى أن أَقْوانا حقًّا هو الذي يتحكم في غضبه فلا يُنفِذه، بقوله: ((ليس الشديد بالصُّرَعةِ، إنما الشديد الذي يملِكُ نفسَه عند الغضب))، وتذكر وصيته أيضًا بعدم الغضب؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: ((لا تغضَبْ))، فردَّدَ ذلك مرارًا، قال: ((لا تغضَبْ))؛ (رواه البخاري، فتح الباري 10/ 456).

إذًا، فلا ننسَ الوضوء عند الغضب؛ فهو يطفئ نارَ الشيطان؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الغضبَ مِن الشيطان، وإن الشيطان خُلِق مِن النار، وإنما يطفئ النارَ الماءُ، فإذا غضِبَ أحدُكم فليتوضَّأ)).

غيِّرْ مِن وضعك: إذا كنت جالسًا فقُمْ بالوقوف، وإذا كنت واقفًا فاجلِس؛ فإنه وُجِدَ أن تغييرَ الوضع يقلِّل مِن الغضب؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا غضِب أحدكم وهو قائم فليجلِسْ، فإن ذهَب عنه الغضبُ، وإلا فليضطجع))، راوي هذا الحديث: أبو ذرٍّ رضي الله عنه.

حاوِلِ التحكُّم في مشاعرك: فإنه يمكِنك أن تتحكَّمَ في مشاعرك؛ فالمشاعرُ في النهاية مِن اختيارنا، إذا قررتَ أن تغضب فسيكبر الشعور، ويخرج عن سيطرتك، أما إذا تحكمت في غضبك في أول عدة ثوانٍ بعد حدوث الموقف، فستجد أنه يمكِنك التحكمُ في غضبك للنهاية.

تحرَّك، اجرِ، أو مارِسْ أي رياضة؛ لأن ذلك يساعد على تصريف الطاقة، مما يساعد على الاسترخاء، فيطرد شبح الغضب.

وهناك الكثير من الناس يحاول استخدام هذه التقنيات للتحكم في الغضب، لكن بدون جدوى؛ وذلك لأنهم يحاولون السيطرة على الغضب لحظيًّا دون الأخذ في الاعتبار أن في كثير من الأحيان سبب الغضب مشاكل في حياتهم لم يتم التعامل معها!
وفي حالة عدم صرف ذلك الغضب، وكتمانِه فإنه يتحول إلى اكتئاب.

الجزء الثاني:
جنود الفشل:
2 - الاكتئابوالإحباط:
أحد تعريفات الاكتئاب عند علماء النفس هو: "الغضب الموجه إلى الداخل"، ولا يُقصد به كَتْمُ الغضب بغرض العفو، وإنما النوع الذي يتحدثون عنه هو عندما يكون المرء مضطرًّا أن يكتُمَ غضبه؛ لأنه لم يجد طريقة أخرى لاستعادة حقه، أو السيطرة على موقف ما.

وينتج عن كَتْمِ الغضب ظهور تلك المشاعر المكتومة في هيئة أخرى، مثل: الكوابيس، الشعور بالحزن بدون معرفة السبب، أو الشعور بالغضب فجأة عندما يحدث أي شيء بسيط، فمثلًا عندما يغضبك مديرك أو رئيسك في العمل ربما تجد نفسك في المنزل تغضب أطفالك لأي سبب، وذلك كله نتيجة للغضب المكتوم.

والإحباط في الغالب ما يكون آخر مرحلة قبل الاكتئاب، فبعض الأشخاص ينجح في التغلُّب على الإحباط، بينما ينزلق البعض إلى الشعور بالاكتئاب.
وبالتالي علينا أن نعرف: أن التعامُل مع الإحباط يُعد إحدى الخطوات المهمة في منع الاكتئاب.

ومن الأسباب التي تؤدي إلى الإحباط:
1- المثالية العمياء: الأشخاص الذين يتمسَّكون بالمثالية العمياء غالبًا ما يتوقعون أنهم يعيشون في عالم مثالي تسير فيه كل الأمور بدقة وانتظام؛ ولذلك فهم أكثرُ الناس تعرُّضًا للإحباط.

2- الغرور:الأشخاص المغرورون هم مِن أكثر الناس تعرُّضًا للإحباط؛ وذلك لأنهم دائمًا ما يتوقعون أن تسير الأمور كما خططوا لها.


3- وَضْع أهداف مبالَغٍ فيها، صعبة ومستحيلة.
4- عدم وجود خطة بديلة.

فعن طريق فَهْمِك لهذه الأسباب فهمًا جيدًا، بتغيير لبعض العادات ومحاولتك التخلص منها، ستتمكن مِن أن تتغلَّب على الإحباط تمامًا.

المثابرة:
يقول توماس ألفا إديسون[4]: "كثير مِن الناس يئِسوا من أعمال يتابعونها وركَنوا إلى الفشل وهم على بُعْد خطوات من النجاح".

ويوجَد الكثير من الناس بلغوا المجد وهم لم ينالوا حظًّا من المال، لعل بعضهم لم ينَلْ حظًّا وافرًا من الذكاء، ولكنهم بمثابرتهم استطاعوا أن يلملموا ذكاءَهم ويعصروه لتحقيقِ هدفِهم.

فعلى الإنسان أن يضعَ له هدَفًا يكون مقتنعًا به، ويبدأ في استغلال وقته بشكل أفضل لتحقيقِ هدفِه أو أهدافه.
ومِن أكثر الصفات التي يحتاجها الإنسان في حياته العملية: رُوح المثابرة والمبادرة، فبها يستطيع مواجهة كل ما يقف في وجهه من عوائقَ وعراقيلَ، ومِن الصعب جدًّا أن تدخُلَ وأنت راغب في تحقيق النجاح بلا حواجز أو موانع تقف بينك وبين نجاح مشروعِك أو مشاريعِك.

فالمُبادِرُ دائمًا ما يتعلم من مواقف حياته؛ فهو لا يرى العمل عبئًا ثقيلًا، ومسؤولية مرهقة، بل العمَل بالنسبة له خبرةٌ ومهارة جديدة تضاف إلى رصيده في كل يوم بذَله في سبيل تحقيق أهدافه.

جميع الناس يعيشون في كل يوم 24 ساعة، ولكن يختلفون في استثمارها بالشكل المطلوب، فكلما كنتَ مبادرًا ومثابرًا في ساعاتك اليومية، كنتَ أقربَ من غيرك للنجاح، وكلما استثمرتَ وقتك بالشكل المطلوب، حققتَ النجاح.

وحتى تنجح في أن تكون مثابرًا ومبادرًا عليك بالتالي:
كن سيدَوقتك... استثمر وقتك بالشكل الصحيح، وتعلَّم كيف تستثمره بالأسلوب الأفضل دائمًا، فكل يوم ستتعلم أسلوبًا أفضل لأداء المهام والإنجازات، واحذَرْ مِن أن يتحكم بك الوقت وتضيع ساعاتك بلا هدف تحققه، ولا أولويات تقوم بها.
لا تنتظر الفرص، بل اصنَعْها...

ركِّزْ، ثم ركِّز... العنصر الأساسي لإشعال روح المثابرة والتحدي هو:
التركيز على الهدف، ومعرفة ما يريده الإنسان، فمن الصعب أن يثابر ويتحدى الإنسان وهو يركض خلف المجهول، بل مِن المهم تحديد الهدف بشكل واضح ومباشر، وبعد ذلك تكون المبادرة والمثابرة عنصرًا أساسيًّا لتحقيقه والوصول إليه.

هناك قصة طريفة حدثت في اليابان، وهي قصة طالب قرر في عام 1938 أن يوظِّفَ كل ما لديه من مال ليصنَع ورشة صغيرة، وتمكَّن في ورشته مع رفاقه من صناعة محرك يعمل بالبنزين، قام بعرض محركه على شركة (TOYOTA)، إلا أن الشركة لم تأخذ المحرك؛ لعدم ملاءمته للمواصفات التي تطلبها... قام الطالب بتطوير محرِّكِه بحسَب المواصفات التي طلبتها الشركة، وفي عام 1940 وقَّع العقد مع الشركة المذكورة، ولكن القوات الأمريكية التي قصَفَتْ بلدَه قصفًا وحشيًّا قد أصابت ورشته مرتين.

بعد الحربِ عانت اليابان مِن ندرة خانقة في مادة الوقود، بحيث يصعب استخدام المركبات والعربات التي تعمل بالوقود؛ لذلك عمَد هذا الطالب إلى صناعة محرك يُركب على الدراجات الهوائية، طلب الشاب مِن بائعي الدراجات، البالغ عددهم (18000) بائع أن يعينوه بالمساهمة في مشروعه الذي يعمل على النهوض ببلده بعد الحرب التي أتت على كل شيء، ولكنها لم تنل من عزيمة الشاب الياباني "الطالب"، فاستجاب لدعوته (5000) من البائعين للدراجات، حققت هذه الدراجة نجاحًا باهرًا، وفاز الطالب [بجائزة الإمبراطور الياباني]، بدأ عملية التصدير لدراجته هذه إلى أمريكا وأوروبا وغيرها من دول العالم.

أتدرون ما اسم هذه الدراجة؟
إنها دراجة (HONDA) التي سميت باسم مُنتجها الطالب الياباني.
فالموهبة دون مثابرة لا تكفي لأن تجعل الإنسان ناجحًا.
والذكاء دون مثابرة لا يكفي لأن يجعل الإنسان ناجحًا.
والتعلم وحده لا يكفي ليجعَلَ الإنسان ناجحًا.

ولكن الإصرار والتصميم لتحقيق الهدف يستطيعان أن يحققا المستحيل، بل إنهما يستطيعان تغطيةَ القصور في المواهب الموروثة.

ولذلك أحيانًا نستغرب أن نجد شابًّا (ة) بلا عمل يلقي باللوم على الظروف التي لم توفر له ذلك؛ فمِن الجدير به أن يلوم نفسه؛ لضعف مثابرته في الحصول على عمل؛ لأنه وجد: (في الكسل صديقًا استأنس به).
باستطاعته أن يكون ناجحًا إذا ما توافرت لديه الإرادة والرغبة الصادقة لتحقيق أهدافه.

كيف تصل إلى المثابرة؟
يجب على الإنسان أن يكون له هدف في هذه الحياة، ومن لم يكن له هدف يكون عرضة لكل أنواع الشر، وهدفًا سهلًا لكل المصائب والانحرافات، ويكون هدفًا سهلًا لآفات العصر التي يصطاد بها الشيطان ضحاياه، ونقصِد بأمراض العصر الفتاكة، مِثل: المخدِّرات، وأمراض الإيدز، (نسأل الله العافية).

فإذا كان لدى الإنسان هدف يسعى إليه باهتمام، فإنه يحصن نفسه ضد الكثير من الآفات التي تستهدف شبابنا وأمتنا لتصير أمة متخلفة عن الأمم بعد أن أضاعت خارطة طريقها في قيادة الأمم.

والمثابرة من القوانين التي تحكم هذه الحياة؛ فاستمرارُك في المحاولة يؤدي إلى تحقيق ما تريده؛ فإن الأشخاص الذين لم يحققوا شيئًا في حياتهم ليسوا أشخاصًا لم تكن لديهم الموارد لتحقيق أهدافهم، بل هم الذين استسلموا مُبكرًا، بالرغم من أنهم كانوا قد اقتربوا من الوصول لما يريدونه.

مثل الفلاح الذي يزرع البذور ويقوم برشها وينتظر، ولكن لم يحدث شيء فيتركها، وبمرور الوقت يظهر النبات الأخضر، ولكن لم يوجد من يوفر له العناية اللازمة للنمو فيموت.

أختي الكريمة، أخي الكريم، أيها الإنسان المسلم:
اعلَمْ أن قيمة الإنسان في المجتمع لا تكون إلا بقدر ما يقدمه (الإنسان) لهذا المجتمع، ويستطيع أن يحدد فضاء وسعة مجتمعه بحجم هذه الخدمة التي يقدمها، ولكن قبل أن تكون سيدًا لمجتمعك عليك أن تكون سيدًا لوقتك، لا أن يكون وقتك سيدًا عليك.

ولا تنتظر الفرص، بل اسعَ إليها، واقتنِصْها فبقدرِ اهتمامك بهدفك تستطيع اقتناص المزيد مِن الفرص التي تطير بك إلى عالم النجاح، وبدون أهداف ستعيش حياتك متنقلًا مِن مشكلة إلى أخرى، بدلًا مِن فرصة إلى أخرى.

وعليه، فإن فكرةَ الموهبة تعتبر خدعة كبيرة تستعمل لتبرير الفشل، فمن السهل جدًّا أن نقول: إننا غيرُ موهوبين بدلًا من أن نقول: إننا "لم نحاوِلْ بالقدر الكافي".

والنتيجة التي توصَّلنا إليها هنا هي:
أن المثابرةَ هي المفتاح الوحيد لتحقيق الأهداف؛ فهي وَقُود النجاح..
واعلم أن النجاح لا يأتي إلا بقدر الطلب...

فتذكر دائمًا قول الله تعالى في كتابه "القرآن الكريم"، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ﴾ [النجم: 39 - 42].


[1] لسان الدين بن الخطيب: محمد بن عبدالله بن سعيد بن عبدالله بن سعيد بن علي بن أحمد السلماني الخطيب، ويكنى أبا عبدالله، هو شاعر وكاتب وفقيه مالكي، ومؤرخ وفيلسوف وطبيب وسياسي من الأندلس (لوشة، 25 رجب 713 هـ/ 1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م).
درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بفاس، قضى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط بني نصر، وعُرِف بذي الوزارتين: الأدب والسيف، نُقِشَتْ أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة.

[2] الغصة: ألمٌ وحزنٌ، وهمٌّ وغم شديد متواصل.

[3] توماس ألفا إديسون: Thomas Alva Edison‏(1847 - 1931)، مخترع، ورجل أعمال أمريكي، اخترع العديد من الأجهزة التي كان لها أثر كبير على البشرية حول العالم، مثل تطوير جهاز الفونوغراف، وآلة التصوير السينمائي، بالإضافة إلى المصباح الكهربائي المتوهج العملي الذي يدوم طويلًا، يُعد إديسون رابع أكثر مخترع إنتاجًا في التاريخ، ويمتلك 1093 براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلًا عن العديد من براءات الاختراع في فرنسا وألمانيا.
كان له الفضل في العديد من الاختراعات التي ساهمت في وسائل الاتصال الجماهيري وفي مجال الاتصالات على وجه الخصوص، شملت تلك الاختراعات مسجل الاقتراع الآلي، والبطارية الكهربائية للسيارة، والطاقة الكهربائية، ومسجل الموسيقا، والصور المتحركة.

كان عمله في هذه المجالات المتقدمة ثمرة عمله في وقت مبكر من مسيرته المهنية كمشغل للتلغراف، وضع إديسون نظام توليد القوة الكهربائية وتوزيعها على المنازل والشركات والمصانع؛ مما أدى إلى تطوُّرٍ جوهري في عالم الصناعات الحديثة، وتقع محطة توليد الطاقة الأولى التي أنشأها في شارع بيرل في مانهاتن، نيويورك.

[4] تقدمت ترجمته؛ انظر الحاشية رقم: 3.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.80 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]