ما قيس على كلام العرب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2022, 02:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي ما قيس على كلام العرب

ما قيس على كلام العرب
أ.د. عبد الحميد النوري عبد الواحد




هذه مقولة ضبطها ابن جنيّ في خصائصه وقد سبقه فيها شيخه أبو على الفارسي والمازني. والعبارة قائمة على تصوّر منطقي للأشياء، وعلى طرح واستنتاج. والطرح هو "ما قيس على كلام العرب" والاستنتاج "فهو من كلام العرب". والقياس معلوم وشائع، وهو حمل الشيء على الشيء، أو إعطاء حكم الأوّل للثاني، فيُحمل عليه ويجري مجراه. والثابت في هذه المقولة هو كلام العرب، والمفترض هو ما يقاس عليه. وبديهيّ أنّ هذا الذي يقاس على كلام العرب ليس في الأصل من كلامهم.

فما هذا الكلام غير العربيّ الذي يقاس على كلام العرب، والذي يغدو عربيّا بمجرّد أن نقيسه؟ هذا الكلام هو في الحقيقة نوعان وهما:
1- المعرّب الأعجميّ: ويخصّ الكلمات الأعجميّة المعرّبة والدخيلة التي دخلت اللغة العربيّة وجرت مجراها، فتصرّفت تصرّفها. وجرى عليها الاشتقاق والصرف والمنع من الصرف والإعراب والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث وغيرها. وطبقت عليها بالتالي أحكام العربيّة فغدت عربيّة، وإن كانت في الأصل ليست كذلك. وللاستدلال على هذا بمثال نأخذ كلمة أعجميّة من نحو "دِرهم" مثلاً، وسنجد إزاءها "درهمان" في التثنية، و"دراهم" في التكسير، و"دُريهم" في التصغير، بل لا أحد يعترض على الاشتقاق منها فنقول "دَرهمَ" و"يُدرهِمُ" و"دَرهمة" و"مُدرهِم" و"مدَرهَم".

2- الإلحاق: وهو إلحاق كلمة بكلمة على أن تكون الكلمة الثانية على شاكلة الكلمة الأولى، وذلك فيما يتعلّق بعدد الحروف وبالحركات والسكنات، وعلى أن تجيء تصاريف الكلمة الثانية على شاكلة تصاريف الكلمة الأولى. وكمثال على ذلك إلحاق "شَملل" و"جَلبب" مثلا بـ"دَحرج". وتبعاً لهذا نقول "شَملل" "يُشملل" "شَمللة"، كما نقول "دَحرج" "يُدحرج" "دَحرجة". علماً أنّ الكلمة الأولى ثلاثيّة مزيدة بحرف، والكلمة الثانية رباعيّة مجرّدة.

ومن باب القياس يمكننا القول "خَرجج" من "خَرج" و"ضَربب" من "ضَرب"، وهي على شاكلة "فَعلل". وهذا الكلام هو في الأصل ليس من كلام العرب، أو بالأحرى ليس من استعمالاتهم، وإنّما قسناه على كلامهم. وجرت عليه أحكامه وتصاريفه، وغدا من كلام العرب، حتّى إذا ما احتاج كاتب أو شاعر، بعبارة أبي علي الفارسي، أن يتوسّع في اللغة، لكان له ذلك.

إنّ إلحاق الأعجميّ بالعربيّ وإلحاق ما لم تنطق به العرب بما نطقت به مبدأ في التوليد من شأنه أن يثري اللغة العربيّة، وهو ليس حكراً عليها، وإنّما هو مبدأ لسانيّ كلّيّ أي كونيّ، وإن اختلفت اللغات في التصرّف في الدخيل، وكلّ لغة تتصرّف وفق ما يمليه عليها نظامها أو قوانينها الداخليّة.

هذا التوليد لصيغ وكلمات لم تكن موجودة في اللغة أمر إيجابيّ بلا ريب. وهو أسلوب استفادت منه العربيّة المعاصرة، مثلما استفادت منه قديماً، استفادة جمّة. وذلك من نحو اشتقاق كلمات كالبرمجة والأكسدة والهَدْرجة والهيكلة والرسكلة والتلفزة وغيرها. وما دام هذا الأسلوب مفيداً فلا اعتراض عليه، ولا بأس من الالتجاء إلى هذا الضرب من الاشتقاق والقياس. بيد أنّ لمّا يصل الأمر إلى إسقاط كلّ ما في العربيّة على لغات أخرى أجنبيّة، فسيعدّ ذلك من باب الإجحاف. وذلك من نحو معالجة اسم الفاعل من الكلمة الفارسيّة "الزَرَجون" إن كانت "مُزَرِّج" مثلما جاء في بعض أشعار العرب، أم "مُزرجِن" على القياس.
والاختلاف مردّه إلى معرفة إن كانت النون في "زرجون" أصليّة أو زائدة. وفي هذه الحالة يغدو توليد بعض الصيغ من الأعجميّ بمثابة توليد الطير من الحوت، على حدّ عبارة بعض القدامى.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 01-01-2023 الساعة 01:43 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.32 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]