المشروبــــــــات الغــــــازيــــــه..

[بنــــــت السعوديــــــــــه]

تؤدي لحالات مرضية خطيرة د. العبدالله: مشروبات الطاقة متشبعة بالسكر ولاتحوي قيمة غذائية

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة، يزداد الإقبال على المشروبات الغازية بجميع أنواعها على الرغم من ارتفاع حدة التحذيرات الطبية المدعومة بنتائج الأبحاث العلمية التي تخلع عن العبوات الغازية أية فائدة صحية أو هضمية وتحملها مسؤولية انتشار وتفاقم أمراض خطيرة كالضغط والسكري، وتصف الدراسات العلمية المشروبات الغازية بالسوائل ذات السعرات الحرارية العالية جدا والخالية من أية قيمة غذائية (فيتامينات، وأملاح، وبروتينات ومعادن)، إضافة إلى ما تسببه تفاعلاتها السيئة مع الأغذية الأخرى من حرمان متناولها من فوائد الأطعمة الصحية، وإسهامها بإخلال توازن سوائل الجسم، حيث يحتاج الإنسان إلى شرب كمية من الماء تعادل سبعة أضعاف ما شربه من المشروبات الغازية لاستعادة السوائل المفقودة.
ويقتنع يوسف الجاسم بدور المشروبات الغازية في المساعدة على هضم الطعام وإرواء الشعور بالعطش، علاوة على طعمها اللذيذ اللاذع – حسب وصفه- والذي لا يشبه طعما آخر، متجاهلا ما تم إثباته من مخاطر جسيمة على إدمان المشروبات الغازية وآثارها، ومتهما الأبحاث الطبية بأنها مضللة، والمختبرات الطبية بالمشجعة لدعاية مضادة لشركات المشروبات الغازية.

ويؤكد يوسف بفخر أنه «صاغ سليم» لا يعاني أي مرض أو عارض بالرغم من استمرار إدمانه على المشروبات الغازية منذ الطفولة وحتى الآن، «لم يمر يوم واحد من حياتي دون تناول عبوتين على الأقل، ولا أنوي التوقف أيضا، ولو فرضنا أنها مواد ضارة لماذا لم تظهر أعراض الضرر حتى الآن؟
بينما يئست إيمان المدركة لمخاطر المشروبات الغازية من محاولات التوقف أو حتى التخفيف من استهلاكها، فإيمان ذات 27 عاما لا تستطيع ابتلاع الطعام دون مشروب غازي بارد صيفا وشتاء، ولكنها لم تعد تتناول العبوات الكبيرة 333 مل بل بدأت بشرب العبوات الصغيرة- عندما تتوفر- لتخفيف الأضرار الجانبية، وتتابع إيمان ضاحكة «لكنني في بعض الأحيان لا أستطيع منع نفسي من تناول عبوتين صغيرتين»، لكن إيمان اختارت منع أطفالها من تناول أي مشروب غازي لتجنبهم أضرار إدمان المشروبات ولاقتناعها بأن من لم يعتد تناولها منذ الصغر فلن يستسيغ طعمها في المستقبل.

سكر الفركتوز والمحليات الصناعية
وتتكون محتويات المشروبات الغازية من مياه مكربنة -مذاب فيها غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الضغط- ومواد كيميائية مكسبة للطعم، ومواد كيميائية حافظة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من السكر، كما تحتوي أيضاً على مادة الكافيين المنبهة.
وبنظرة علمية مفصلة على جميع مكونات المشروبات الغازية ينفي طبيب الأسرة كفاح العبدالله أية قيمة غذائية للمشروبات الغازية باستثناء السكر- المانح للطاقة- ولكن احتواء كل عبوة على حوالي عشرة ملاعق من السكر، أي ما يتجاوز الحد الموصى باستهلاكه من السكر يوميا، حولها إلى مادة خطيرة على الصحة ومسببا رئيسيا للسمنة وأمراضها.
ويرى د. كفاح أن الجانب الخفي والأكثر ضررا في غالبية المشروبات الغازية يكمن في استخدام سكر «الفركتوز» المستخلص من الذرة (High-Fructose Corn Syrup)، باعتباره المتهم الأول بالتسبب في طائفة من الآثار الصحية السلبية، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وفرط النشاط. كما ربطت الدراسات الحديثة استخدام سكر الفركتوز وبالتحديد المستهلك منه في المشروبات الغازية بالانتشار المتزايد لمرض النقرس، أحد أمراض التهابات المفاصل أو ما يسمى بداء الملوك.
كما يتم الترويج للمشروبات الغازية المحلاة صناعيا، بوصفها أحد البدائل الصحية عن المشروبات الغازية المحلاة بالسكر، لكن الأبحاث ما زالت غير كافية للتأكد من سلامة هذه المشروبات على صحة الإنسان بصفة عامة، والأطفال والمرأة الحامل خاصة، حسب طبيب الأسرة.
ومن جانب آخر تشدد أحدث الأبحاث على دور الكافيين الموجود في المشروبات الغازية بنوعيها المحلاة بالسكر الطبيعي أو الصناعي بمضاعفة فرص الإصابة بضغط الدم المرتفع وعدم انتظام ضربات القلب ومشاكل الأرق والصداع، كما يؤثر الكافيين سلباً على امتصاص الحديد، مسببا بذلك الضعف العام وفقر الدم.

عرقلة الهضم
أما في ما يتعلق باقتناع البعض بقدرة المشروبات الغازية على المساهمة في الهضم، فيقول طبيب الأسرة نافيا أي دور إيجابي للمشروبات الغازية في تسهيل عملية الهضم: «يحتاج جسم الإنسان إلى درجة حرارة 37 ْم لإفراز الأنزيمات الهاضمة، وتؤدي درجة حرارة المشروبات المنخفضة دوما إلى توتر الجهاز الهضمي، وتخفيض الأنزيمات، فيتخمر الطعام متحولا إلى سموم تمتصها الأمعاء، وتنتقل إلى كافة أعضاء الجسم مع الدم، ما يؤدي إلى تسببها في الأمراض المختلفة».
وتشمل مضار المشروبات الغازية حسب طبيب الأسرة الارتجاع المرئي وهو عبارة عن خروج العصارة المعدية شديدة الحموضة من المعدة إلى المريء، مما يسبب شعورا مزعجا بالحرقة يمتد إلى الفم ويسبب تخرش المعدة والمري، ويؤدي الاستهلاك الزائد لهذه المشروبات إلى زيادة حموضة المعدة وتجمع الغازات المنطلقة منها أسفل البوابة التي تفصل المعدة عن المريء، مما يؤدي إلى حدوث ضغط وتقلصات تحرض على فتحها وخروج عصارة المعدة الحامضية إلى المريء.

تسوس الأسنان وهشاشة العظم
وللمشروبات الغازية تأثير سيئ على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، حيث تمنع المشروبات الغازية امتصاص الكالسيوم، بسبب وجود حامضي الفوسفوريك والستريك اللذين يتحدان مع الكالسيوم الموجود في الغذاء، ما يتسبب في نقص كمية الكالسيوم التي تصل إلى الدم وبالتالي إلى العظام، فيقوم الجسم بتعويض هذا النقص من خلال سحب الكالسيوم من العظام، لتتحول عظام الجسم بالتدريج إلى عظام ضعيفة قليلة الكثافة، ويؤدي انخفاض كثافة العظام في النهاية إلى التهاب المفاصل وهشاشة العظام، حسب طبيب الأسرة العبد الله.
كما يسبب ترافق السكريات مع الحموضة الشديدة (حمض الصودا) إذابة طبقة الأسنان الخارجية ومينا الأسنان، وبالتالي زيادة احتمال تسوس الأسنان (2-3) مرات مقارنة مع ما تحدثه السكريات الموجودة في الحلويات.

تأثيرات على القلب والكبد والكلى
وتمتد تأثيرات المشروبات الغازية الضارة لتصل إلى الكلى والكبد، ويشرح د.كفاح بالقول: «إن شرب أكثر من أربع عبوات أسبوعيا يزيد من احتمال حدوث حصوات الكلى بنسبة 15 %، وذلك لاحتوائها على حمض الفوسفور الذي يغير من تركيب البول في الجسم، كما يزيد التناول المفرط لهذه المشروبات من احتمال تشمع الكبد.
ويعتبر محتوى الصوديوم المرتفع في المياه الغازية الأكثر تأثيرا على صحة القلب. ويفصل د. كفاح خطر الصوديوم قائلا: «يؤدي استهلاك أكثر من عبوة واحد يوميا إلى ظهور المتلازمة الاستقلابية، وهي عبارة عن أربعة أعراض تتمثل في: (زيادة الوزن - ارتفاع ضغط الدم – ارتفاع سكر الدم – ارتفاع الكوليسترول) وتسبب المشروبات الغازية حدوث جميع الأعراض السابقة، بينما يكفي حدوث ثلاثة منها ليصبح الجسم مرشحا للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

مواد قاتلة
ليبقى الإقلاع نهائيا عن تناول المشروبات الغازية هو الحل الوحيد لتجنب مضارها، باعتبارها مشروبات لا يحتاجها الجسم ويمكن استبدالها بالماء أو العصائر الطازجة أو اللبن دون أي تردد.
ويكفي أن نعلم أن حمض الفوسفوريك الموجود في المشروبات الغازية ما هو إلا إحدى السموم في الطب الشرعي حيث يكفي تناول 4 لترات من المشروبات الغازية خلال ساعة واحدة إلى إنهاء حياة الإنسان، حسب طبيب الأسرة كفاح العبد الله.