مسؤولية الأسرة المسلمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4433 - عددالزوار : 869093 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3964 - عددالزوار : 401571 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 269 - عددالزوار : 13535 )           »          معيار التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          الفراغ أول طريق الضياع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          الهـــوى وأثره في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 103 )           »          القاضي الفاضل وفضله على أهل مصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 100 )           »          حوار مع كتاب :«الرؤى عند أهل السنـة والجـماعـة والمخالفـين» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          تدخـل الأهــل في نزاعات الزوجين.. تهديد لاستقرار الأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          ثعبان يتحرَّك بخُبْث من تحت أقدامنا ونحن غافلون..التنصـــير ودعوات الكفر والإلحاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-06-2023, 05:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,571
الدولة : Egypt
افتراضي مسؤولية الأسرة المسلمة

مسؤولية الأسرة المسلمة
محمد بن حسن أبو عقيل

الخطبة الأولى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه؛ وبعد:
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعتِه، وأمْرِ الأهلِ والأولادِ بطاعة الله، يقول الله عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم: 6] في تفسير ابن كثير ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا يقول: أدِّبوهم وعلِّموهم، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا يقول: اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار[1].


عباد الله، وعلى رب الأسرة مسؤولياتٌ عظيمة تجاه أسرته منها: المسؤولية الإيمانية العقدية بحيث يأمرهم بالتوحيد ويحذرهم من الشرك؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: 13]، وقال سبحانه: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة: 132، 133]، ولقد اهتمت الأسرة في الإسلام بتلقين مبادئ العقيدة للصغار، فعند الولادة يُؤذَّنُ للصغير في أذنه اليمنى، ويقام في الأذن اليسرى، ويبدأ بالفتح عليه بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) كما أن على المربي أن يهتم بالجانب العبادي لدى الطفل فيأمره بالصلاة لسبع سنين، ويرغبه فيها، ويحثه عليها، ويعلمه كيفية الصلاة الصحيحة، وكيفية الطهارة والوضوء، قال صلى الله عليه وسلم: ((مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ، واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ))[2]،كما يحثه على ارتياد المساجد والصلاة مع الجماعة.


ومما يتعلق ببناء الأساس العبادي لدى الطفل أنَّ على وليِّه أنْ يُمرِّنه على الصوم منذ الصغر؛ حتى يألفَه، ويتعوَّدَه، ويحبَّه منذ صغر سنه، كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم مع أطفالهم في الصوم، كما أن على الأب أن يغرس في أولاده حُبَّ الصدقة ومساعدةَ المُحتاجين، ومن الواجبات على الآباء والأمهات غرسُ الأخلاق الفاضلة في نفوس أولادهم، وفي الحديث: "ما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسْنِ الخلقِ، وإنَّ صاحبَ حُسْنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ))[3].


ومن الأمور التي ينبغي على الآباء أن يربوا أولادهم عليها: الصدق في الحديث، عن عبدالله بن عامر رضي الله عنه، قال: دعتني أمي يومًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها: ((ما أردتِ أن تعطيه؟))، قالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما إنك لو لم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة))[4].


كما أن على الآباء الاهتمام بالتربية الاجتماعية لأولادهم التي تشمل:
تربية الولد على محبة الخير للغير: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))[5].


وتربية الولد على توقير الكبير: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ليسَ مِنَّا من لَم يَرحَمْ صغيرَنا، ويعرِفْ حَقَّ كَبيرِنا))[6].


وتربية الولد على صلة الأرحام: قال صلى الله عليه وسلم: ((قالَ اللَّهُ: أَنا الرَّحمنُ وَهيَ الرَّحمُ، شَقَقتُ لَها اسمًا من اسمي، مَنْ وصَلَها وصلتُهُ، ومن قطعَها بتتُّهُ))[7].


وتربية الولد على الإحسان إلى الجيران: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ))[8].



عباد الله، وينبغي على الآباء أن يربوا أولادهم تربية اقتصادية، فينشأ الولد على تحمل المسؤولية، وعلى معرفة الحلال من الحرام من المال، وأن الغِنى غِنى النفس، وأن يربيهم على العمل وكسب العيش، وعلى الاعتماد والتوكل على الله تعالى ثم على الذات، وأن يربي أولاده على البذل والعطاء، جاء في حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى))، وَالْيَدُ العُلْيَا: المُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى: السَّائِلَةُ[9].


هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه؛ وبعد:
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، ولنعلم أنه إذا أرادت الأسرة المسلمة أن تسلم من التفكُّك، وأراد البيت المسلم أن يسلم من التردي والانحراف، والتفرق والاختلاف، فعليه أن يتبع تعاليم الإسلام، ومنها:
1- على البيت المسلم أن يردَّ أمرَه إلى الله ورسوله عند كل خلاف، وفي أي أمر مهما كان صغيرًا، وكل من فيه يرضى ويسلم بحكم الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا [الأحزاب: 36].


2- الزوجة في البيت المسلم هي التي تَحْذَر شياطين الإنس؛ فإنهم أشد خطرًا على النفس من شياطين الجن، فلا تقع في حبائل الشياطين وطرقهم الملتوية وأساليبهم الماكرة فتندم حيث لا ينفع الندم.


3- البيت المسلم لا يجري وراء فتنة الموضة ولا ينخدع نساؤه بالتبرج والانحلال وتقليد غير المسلمين فيما يعود بالضرر على الأسرة المسلمة من اللباس العاري والعادات الأجنبية السيئة، والانحراف الأخلاقي البغيض.


4- البيت المسلم يحافظ على الصلاة بكل أفراده، رجالًا ونساء كبارًا وصغارًا، ولا يسمح لأحد في البيت بترك الصلاة أو التهاوُن فيها.


5- البيت المسلم مَقَرٌّ للتوجيه، ومكانٌ للهداية وتقديمِ العون والخير للجميع، يُوجِّهُ أفراده لكل خير ويحذرُهم من كل شر، ويساهم في توجيه المجتمع وتوعية أفراده ليكونوا أعضاء صالحين.


6- الزوج في البيت المسلم يقوم بواجباته تجاه زوجته وأولاده وجميع أفراد أسرته، وكذلك الزوجة حريصة على أداء واجباتها تجاه زوجها وأولادها وجميع أفراد أسرتها.


7- الأولاد في البيت المسلم يقومون بواجبهم تجاه والديهم، فيبرون أمَّهم وأباهم، ويكونون لبناتٍ صالحة في أسرتهم وفي مجتمعهم، هكذا يجب أن يكون البيت المسلم، وبهذه التعاليم وهذه الأخلاق سادت الأسرة المسلمة في صدر الإسلام[10].


عبـاد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمً [الأحزاب: 56]، وقـال صلـى الله عليه وسـلم: ((مَنْ صَلَّـى عليَّ صـلاةً صلَّـى الله عليه بها عشـرًا)).


[1] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم: 4/ 417.

[2] صحيح أبي داود الصفحة، رقم: 495.

[3] صحيح الترمذي، رقم: 2003.

[4] صحيح أبي داود، رقم: 4991.

[5] صحيح البخاري، رقم: 13.

[6] صحيح الترغيب، رقم: 100.

[7] صحيح أبي داود، رقم: 1694.

[8] صحيح مسلم، رقم: 46.

[9] صحيح البخاري، رقم: 1429.

[10] محمد بن حسن أبوعقيل، الحياة الطيبة، ص 203- 204




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.99 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]