الى فخامة الرئيس ...................

[انا القسام]

إذا كان سيادة الرئيس وفخامته وبطانته لا تريد أن تفهم معنى الغضب الفلسطيني فلتسمع لمرة واحدة شهادة أم محمد وأبيه اللذان انتظرا 5 أعوام ليرزقا بطفلهما محمد..
محمد الرضيع الذي لا يختلف كثيرا عن إيمان حجو ..
حضن الام الذي بات فارغا كما فرغ قلب وحضن والد محمد الدرة..
فلتنصتوا قليلا قبل أن تذهبوا في تعقلكم إلى ما لا يمكن أن يعطيكم ما تطلبون..
فخامتك..
بطانتك..
وكل الرهط المقدم كمستشار هنا ومتحذلق هناك..
أتريدون غزة مرة أخرى؟

وما ينفع أن تكون غزة وتتراجع حماس عن كل ما تطلبونه وأنتم تفقدون ثقة شعبكم وثقة أصدقائه في كل العالم..
الثقة التي كانت ذات يوم حصنا منيعا لثورة الشعب الفلسطيني وقيادته قبل أن تتحول إلى حالة من التندر في تحول الثورة الى ثروة..
تفقدونها كل المعاني..

تشوش يا سيادة الرئيس أدخلته حاشيتك الى مفهوم الثورة..
فهل نحن دولة أم ثورة أم ثروة أم حالمين تبحثون عن سلطة وكنز وامتيازات ومناصب..
حيرة وتشويش..
هل تفهمون ما يكتبه عنكم الإعلام الدولي؟
أشك بذلك..
لأن الحاشية المعتاشة على دنانير الدم لا يمكنها أن تكون سوى منافقة غير صادقة وهي المتحولة الى بطانة لا تختلف عن بقية النظم الرسمية العربية المهانة كرامتها وسيادتها بينما الرهط يقول لكم ولهم ..
أنتم اصحاب الفخامة ..
أنتم الملهمون..
ولولاكم لضاعت الشعوب..

أخبرونا أيها السادة..
أخبرنا سيادتك ووزراء موزرون عما تعرفونه من مشاعر الضحية الفلسطينية المصاب محيطها بمرض يسمى في علم النفس "أعراض ما بعد الصدمة"..
ولتستعينوا بالطب ليشرح لكم ما يصاب به الانسان المصدوم،
إذا كان مقدمي التقارير الرافعة اياكم الى عنان السماء وعلى ان الله اصطفاكم دونا عن بقية الشعب الفلسطيني لتحددوا وباحتكار كامل معنى المصلحة الوطنية العليا...
ألم تتجول يا ابو مازن مرة واحدة في مشافي غزة بعد مجزرة العثامنة؟
ألست أنت الذي تتحدث عن "الجرائم الصهيونية"..
فكيف لك أن تصافح المجرمون وتصر أن تبصق على تصريحاتك وعلى آلام شعبك بتسمية ما يرد به المقهور المحتل والمغتصبة أرضه "بمقاومة عبثية"..

إذا كنت ذاكرتكم قد ضعفت فلنذكرك ..

18 مدنيا قتلتهم دبابات وصواريخ من تصافحه وتصر على اللقاء به بدون شروط ولا قدسية حتى لفترة حداد على أرواحهم كما فعلت حين أعلنت عن الحداد على رحيل الحكيم جورج حبش فلم تلتزم 12 ساعة حتى وجدناك تصافح وتضحك مع قتلة تحت صورة الاقصى المحول في منزل اولمرت الى "هيكل".. 18 مدنيا يا سيادتك في 2006 ودع مستشاريك واعلامييك أن يخبروك كم سقط من أبناء شعبك بعد ذلك..

وإن كانت ضعفت تلك الذاكرة التي كتبت كتبا عن الصهيونية وارتباطها بالنازية،
فلا أقرب إليك 123 جثة من أطفال وشباب ونساء غزة في 48 ساعة..
وزيرك يمارس ما تمارسه الحاشية..
تنسى الضحية الفلسطيني وتركز على "مبررات الاحتلال" ممثلة بالصواريخ..
ولعمري هذه سياسة نكاية لا علاقة لها لا بثورة ولا حركة تحرر يخجل منها العربي والاجنبي المستغرب كيف لوزيرك العصابي والمعاني من عظمة مرضية حين يصف ما يصف..
أم أنك لم تسمع ما يقوله رجال يحيطون بك رافعين اياك الى عنان السماء وكأن الله لم يخلق من هذا الشعب غيرك وغيرهم...

الإعلام الغربي والصهيوني يا فخامتك يقدم مقتل جندي صهيوني في سديروت مع بيلوغرافيا مفعمة بالانسانية على لسان هذا المالكي الذي شوه صورة ما كانت وما تكون ثورة شعب يريد التحرر..
أنت تجلس مع أولمرت فماذا فعلت من خطوة واحدة تجاه الاسرى والمعتقلين والحواجز.. أليست أجندة شارون الراقد في غيبوبة هي التي يجري تنفيذها..
وأين عهدكم إذا للرئيس الشهيد ابوعمار.. هل ألتزمتم بما عاهدتموه أم أن العهد بالصور والملصقات..
يهمكم كثيرا سقوط صورايخ على بلدات فلسطينية محتلة مثل سديروت وعسقلان.. وأمامكم القدس تهود والدار يضع شعبك في سجن كبير محاصر من كل الجهات وانتم ترددون اسطوانة مشروخة عن لا تفاوض مع الانقلابيين..
فمن الاخطر ..
الانقلابيين أم إحتلال لا يعترف أصلا بوجود حق فلسطيني..

يستغرب المراقب لمواقفكم ومواقف المتوزرون من ذاكرتكم الحديدية عن "تحقير" رد فعل الضحية الفلسطينية وتذكركم الفولاذي بتكرار ما يحث لسكان سديروت وعسقلان.. بينما بيت حانون ترونها امرا ثانويا في معركة استعادة "الشرعية"..

أليس بينكم من يملك الشجاعة ليقول لنا حقيقة موقفه لو أن الزهار أو قيادي من الشعبية او الديمقراطية قال ما قاله نائب وزير حرب العدو عن محرقة بحق الاسرائيليين ؟

ما من شك عندي وعند كل فلسطيني وصديق أجنبي وعربي بأن خارطة تصريحاتكم ستكون بلغة عربية منحطة أقلها تحقير وتجريم مطلقيها على خلفية الشمهد الدموي من جنين مرورا بنابلس وحتى أخر شبر من غزة..

يا فخامة الرئيس وسادة..
التهديد العلني والعنصري بارتكاب مجازر وجرائم حرب بهذه العلنية التي قدم عليها الاحتلال لا تستدعي منكم كل هذا الصمت المريب..

كيف يمكن لأبو جهاد رحمه الله أن يكون موقفه لو كان بينكم؟
ماذا كان ليكون موقف أبو إياد؟
ماذا كان ليكون موقف الراحل ابو عمار؟
أيها السادة أنتم تسيرون وبكل بساطة الى خارج الزمن الفلسطيني..
صريحة هي الكلمة..
فغزة التي تريدونها ركاما نكاية بحماس لا يوجد فيها حماس فقط..
إنه شعب بقواه كلها..
وقيادة تقدم أبنائها شهداء لا يمكن لكم ولا للعدو الصهيوني أن ينتصر عليه.. والتهديد بقتل هنية بهذا الشكل الفظ.. لا يمكن أن تقابلوه بصمت لو أن فلسطينيا يساريا كان أم وطنيا أطلق مثل هذه التهديدات الارهابية أن تمر..
لكنكم فيما يبدو لي وغيري من هذا الشعب والاصدقاء ما عدتم تدركون لا اللعبة الاعلامية والقانونية والديبلوماسية لتقوموا بما هو مطلوب منكم..

فخامتك تقول أنك رئيس لكل الفلسطينين في فلسطين المحتلة.. فأين الاثبات؟
وأنتم منشغلون في أمر واحد" عصابات حماس" و"الانقلابيين" ولا تفاوض معهم بدون التراجع عن خطواتهم وبشروط لا تضعوها على العدو الذي تفاوضونه دون تردد..

أتريدون غزة؟
وتقولون أن المقاومة تستخدم ردات الصواريخ كمبرر بينما أنتم تعرفون بأن هذا العدو لا يبحث عن مبرر لتركيع الشعب الفلسطيني الذي يُطلب منه القبول بكل ما يرمى له.. 12
جلسة من لقاءات معهم فماذا أنجزت 17 سنة من المفاوضات...

فتح يا فخامتك تعاني..
فالتفت الى أزماتك ..
إلتفت إلى تفتيت هذه الحركة واسقاطها في مستنقع تقسيمها وانهاء برنامجها..
والامثلة واضحة أمامك ولا حاجة لنا لأن نذكلرك فالواقع واضح..

قل لشعبك..
هل تهديدا صهيونيا بقتل هنية وقيادات فلسطينية مثلما فُعل مع الشيخ ياسين وابو شنب وابو علي مصطفى واختطاف وزراء وأعضاء المجلس التشريعي المنتخبون ومنهم البرغوثي والدويك،
هل ستقبلون لو أن شاليط المهتمون بمستقبله واطلاق سراحه يوازي نسوة وفتيات واطفال ورجال فلسطين خلف القضبان الصهيونية وغيرهم من الذين يتم إعدامهم أمام مقراتهم بعد أن أعطيتموهم العهد..

تذكر يا سعادتك قليلا من المشاعر التي تنتاب شعب ..
شعبك..
الذي لا يمكن أن ينكسر..
أجب بوضوح على أهالي وأصدقاء من يقتلهم الاحتلال في مجازر وجرائم حرب واضحة...

نصيحة

أليس الافضل أن تعلن من شاشة فضائية فلسطين بأن زمن حكومة تصريف الاعمال انتهى..
وبأنك غير قادر على تحقيق ما يطلبه الاميركي ومن يقدمون لك النصائح من جيش المستشارين.. علك تجد آخر ما تبقى لك عند هذا الشعب الفلسطيني الذي تجاوز كل قياداته !

---------------------------------------------------------------------------------------------------
منقول


بقلم: ناصر السهلي
كاتب فلسطيني يقيم في الدانمارك
الرابط: http://www.amin.org/look/amin/articl...&Id********=17

أبوسيف