داعية شهير يخطف نفساً معصومة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كيفية التعامل مع الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 1158 )           »          التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          زخرفة المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 16830 )           »          لماذا نحن هنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          يغيب الصالحون وتبقى آثارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الهواتف الذكية تحترف سرقة الأوقات الممتعة في حياة الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن تحويل القبلة أنهى مكانـة المسـجد الأقصى عند المسلمين»!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-06-2011, 05:13 PM
محسن حسين اللغبي محسن حسين اللغبي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
مكان الإقامة: المملكة
الجنس :
المشاركات: 4
الدولة : Belize
افتراضي داعية شهير يخطف نفساً معصومة


دعوني أروي لكم قصة هذا الداعية الذي خطف نفساًمعصومة , إن قصته مأساة لدعاتنا ، و بصمة عار في جبين الزمان .
فإليكم أحداثها :
*
أو مخرجي هم ؟
مدينة تضم شعبا يعانق الجهل ويصافح البغي ويسامر الزيغويضاحك الأهواء ويسخر من الحقائق أشربوا حب العناد كما أشربت قلوب بني إسرائيلالعجل ، تربعوا على عرش الغطرسة ، قلوب قاسية لا تقل قساوة عن حجارة جبالهم وتربواعن ظلمة صحرائهم ، دب إلى ذلك المجتمع كل رذيلة وأذيبت كل فضيلة وانصهر قانون العطفوالرحمة فلا حياة إلا للأقوياء وحشية متناهية بلا حدود فشى الظلم وسار كالنارالمتوهجة التي تلتهم ما حولها أو كذلكم الطوفان الذي يندفع لإغراق شخص قد ولىهارباً وهو فوقه كالظلة فنادى ولكن و لات حين مناص فالطوفان لا يعرف أحداً !!!
قدس الحجر وعبد وكفر بالإله وجحد شعب يعشق مناظر الدماء وتُظلم فيه البنياتوتوارى الثرى وتغتال تلك البراءة التي تروي مأساتها بمجموعة من الدموع لتبل به ترابقبرها !! لا قيمة للمراءاة هناك فحقها مسلوب فلا كيل لكم عندي ولا تقربون تغيبالشمس فتغيب العقول وتقبل النجوم فتقبل الجموع فلا تسل عن القوم لعمر الحق إنهم لفيسكرتهم يعمهون ! ! الدِنان من الخمر تسكب والكأس تدار ويضج المكان بأشعار الغزلوالمجون ما هذه إلا بعض دهاليز ذلك الشعب ونزر يسير من ألغاز ذلك المجتمع فمن ينبرييا ترى لهم ؟
وينهض نهوض الأسد من براثنه ويعلن التضحية ؟
لقد نهض لهذاالشعب رجل في الأربعين من عمره هجر لذيذ النوم والكرى وركل زخرف الدنيا برجله وخرجوحيدا فريداً ليصلح هذا المجتمع كله لوحده !! إنه محمد بن عبد الله صلى الله عليهوسلم جند نفسه المنفوسة لباريها فبدأ بغرس الإيمان في قلوبهم فنمت شيئا فشيئا وأضحتعميقة الجذور ثابتة الأصول مفيدة الفروع أصلها ثابت وفرعها في السماء آتت أكلها فيبدر وأحد والأحزاب واستمر نتاجها في مقاومة الردة والقادسية وحطين . زعزع مراكزالكفر وهدمها بمعاول الإصلاح على قلة اليد وكثر المعارضين وانتفاش الباطل صمد فيوجه التحديات لم تزعزعه أعاصير الشائعات ولم تنل منه عواصف القمع والإبادة وما هزمفي معركة الإغراء مزق المظهرية الجوفاء ما ساوم على الدين ما أكل الفتات في قصورالظلمة ما ميع القضايا المصيرية ما استنفد الأموال ليرتقي في سلم الشهرة كما هو حالأولئك الدعاء الذين خطفوا الأنفس المعصومة كما ستتألمون من قصتهم ؟ فماذا كانتالنتيجة ؟
حرك الرحى وأدار الدائرة وقلب المِجن فأخرج كتيبة الإيمان وجندالرحمن وعسكر الصدق والتضحية أثنى الله عليهم في أعظم دستور وامتدحهم مربيهم فيسنته المحمدية كلبذل إذا العقيدة ريعت ** دون بذل النفوس نزرٌزهيد
أخرج من تلك الجموع التي كانت تقبل على النوادي تناجي فاطر القلوبفي الظلام الحالك ومن تلك الأجساد التي كانت تتلذذ بالخمر تتقطع في سبيل ربهاوتتلذذ به فشتان مابين الصورتين ..
صحيح أنه أخرج وضرب وأدمي وردد قوله أو مخرجيهم ؟؟ و ... و ...
ولكن :

تالله ما الدعوات تهزم بالأذى ** أبداً وفي التأريخ بر يميني
ضع في يد القيد ألهب أذرعي ** بالسوط ضع عنقي علىالسكين
لن تستطيع حصار فركي ساعة ** أو رد إيماني و صد يقيني

*
إنكم لأهدى من رسول الله سبيلاً أو إنكم لفي ضلال مبين ؟؟
من اكتسى ثياب السنةفقد أبلغ في التجمل والبهاء ، ومن بغيرها اكتسى فلا بد له من يوم تظهر فيه سوءتهويكشف عواره ، وتمزق فيه ثياب التضليل والزيف والأيام كفيلة بذا .
إن مما يقطعنياط قلوب الغيورين أن يظهر لنا دعاة في زماننا قد ارتدوا لباس الصلاح فخدع بهمرعاع من الخلق ظنوا أنهم الصناع الحذاق أو البناء المهرة برقهم الإعلام واسترقوا منخلاله الشهرة فخطفت تلك الأنفس المعصومة وغرت بهم وأضحت لا يتبين لها الخيط الأبيضمن الخيط الأسود يهدفون إلى الوصول إلى مجتمع متدين دون سلوك المنهج النبوي الأصيلذي الضلال الوارفة يغرقون في النواحي السلوكية والعواطف الدينية في نشر الدعوة وماهي إلا فواق ناقة فتزل بهم الأقدام وتضل بهم الأفهام !!
بل بعض أولئك الدعاة رضعمن ثدي الغرب، فقدم لنا دينا مشوها أعور أعرج هزيل نحيل غربي إسلامي أجوف سماءه لاتظل وأرضه لا تقل فأي جيل سيخرجون لنا يا قوم إن كنتم تعلمون ؟؟؟
والذي أخشاهأنهن خمس رضعات مشبعات يحرمن النسب ؟
خطا ب هؤلاء الدعاة فضفاض غير محدد الملامحولا واضح القسمات يغرون به جمهورهم ويمطرون عليهم صيباً من القصص وسير السلف لكنهما كان صيبا نافعا إذ يشوبه الخلط والغمر والخوض فيما شجر بين الصحابة رضوان اللهعليهم يكثرون من طرق الجوانب الأخلاقية والسلوكية ثم نتفاجئ بأنهم قد طرحوا أنفسهمفي الساحة كرموز من رموز الدعوة وهنا تبدأ صناعة الرمز بأبعادها الرأسمالي وبثالسموم ودسه في العسل ينقص من قدر العلم إن نسب إليهم لقد عشق بعض هولاء الدعاة الأضواء,وغرهم تكتل الناس حولهم ,ويحسبون أنهم يحسنون صنعا. بل بعضهم متخرج من جامعة .... وآخر من جامعة .... وثالث ...!!! كلها لا تمت للعلم وأهله بصلة فأين وكيف !! صحيحأنه قد يكون تخصص للرجل لا يمت للعلم وأهله بصلة فتجده قد برز ولمع نجمه وسطع فيالعلم الشرعي لكن هؤلاء الذين أقصدهم بعيدون من هذا ومن شاهد حوار أجري لأحدهم فيإحدى القنوات علم ذلك جلياً ، وكلما تتبعت مسيرتهم الدعوية إما في محاضراتهم أولقاءاتهم يعتصر قلبك ألماً على هذا التدين المغشوش والفقه المشوه الذي يسوقونه تحتشعار فقه التجديد أو التيسير بدعوى مسايرة رغبات المجتمع فأعادوا النظر في مسلماتثابتة بهذه الدعوى أفيعقل هذا !!
فمن المناداة إلى الحوار مع اليهود وموالاتهمإلى الدعوة إلى توحيد الديانة مع فرق الضلال من الجهمية و الرافض إلى الغمز في بعضأعلام الصحابة كأبي هريرة وغيره إلى الهجوم على الحجاب وإنكار حقيقة السحر وغير خاف عليكم ما صن به اذآننا بعض هولاء الدعاة هذه الأيام بقيادة المرأه للسيارة دون ربط بين الواقع والفتيا

إنه الفقه الأعوج والرأيالهوج والفكر الأخرق والشذوذ المنهجي المنحط إن هذه القضايا لطالما بحت أصواتعلمائنا وهم يحذرون منها بأدلتهم الشرعية المستقاة من الوحيين المبنية على صحةالدليل وقوة الحجة والإجماع الثابت والقياس الصحيح ، ويأتي هؤلاء في دبر الزمانفيقول أحدهم ما شاء بما شاء ولست هنا في مقام الرد عليهم ومن أراده فليوافيه موضعه .
يا دعاة التعسير
هدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أثر على ذلك المجتمعكما بينته في أول المقال أحق أن يتبع
يا دعاة التعسير
ومن يبتغ غير الإسلامدينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .
يا دعاة التبديد
ومكان لمؤمنولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .
يا زعماةالإصلاح إنكم لأهدى من رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيلاً أو إنكم لفي ضلال مبين
أنشد الإمام أحمد رحمه الله :
دين النبي محمد آثار ** نعمالمطية للفتى الأثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله ** فرأي ليل والحديثنهار
مساجد الضرار في القرن الواحد والعشرين :
مازالت مساجد الضرارمن عهد المعصوم عليه الصلاة والسلام يشيد بناءها وتحكم لبناتها بصور مغايرة ولهجاتمختلفة ولا بد من انهيار البناء إذ لا أساس فهو على شفا جرف هار وهنا فكر أحد أولئكالدعاء الذين خطفوا الأنفس المعصومة في خدعة للإصلاح وإيجاد أرض لمسجد الضرار فلمير أقوى من الإعلام تأثيراً على عقول الناس ومسخ هويتها وسلخ دينها فنزى بحمار فكرهعلى غير جنسه فأنجب لنا بغولاً من الأفكار متبلورة في إنشاء قناة له يسعى بخيلهورجله من خلالها إلى إفساد الناس في عقولهم وأخلاقهم وسلوكهم وعقيدتهم ومبادئهمومسلماتهم يعرض فيها الثوابت الشرعية والأحكام القطعية للتصويت بل يستضيف شيطانهافي برنامجه المعروف ... دعاة سوء وأئمة ضلال فيسوق لأفكارهم وآرائهم في نقاش يسيطرهو عليه فكان كالحية ناعمة الملمس وفي داخله السم الزعاف ، ولربما أجريت له مقابلاتفتبجح قائلا هذه قناة مبدأ و .. و... فكان كقصة الثعلب مع الديك التيضحكنا منها صغاراً ( برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا ** فمشىفي الأرض يهدي ويسب الماكرينا ** ويقول الحمد لله إله العالمينا ** يا عباد اللهتوبوا فهو كهف التائبينا ** و ازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا ** واتركالديك يؤذن لصلاة الصبح فينا ** فأتى الديك رسول من أمام الناسكينا ** عرض الأمرعليه وهو يرجوا أن يلينا ** فأجاب الديك عذراً يا أضل المهتدينا ** بلغ الثعلب عنجدودي الصالحينا ** أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا ** مخطئ من ظن يوماً أنللثعلب دينا )
وما تبجح هؤلاء إلا بعد أن فقدت الأمة كوكبة من علمائهاودعاتها الذين كانوا لهم طعام غصة وحجر عثرة وشوكة في لهاتهم . تبجحوا فهذا قطعدابركم وموت ضلالكم يا أقزام الإعلام ويا ذباب الفضائيات .

فمن البلية عدل من لا يرعوي *** عن غيه وخطاب من لا يفهم
روىبن بطة عن مفضل بن مهلهل قال : لو أن صاحب البدعة يحدثك ببدعته لحذرت منه ولكنهيحدثك بالسنة في بدو مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك .

عفوا أيهاالأحبة ، ما الذي أنتجه هؤلاء الدعاة سوى أنهم أخرجوا لنا صحوة عاطفة ووجدانيات لاصحوة علم ووعي متمسلمون يخضعون دينهم وعقيدتهم للأخذ والرد ولكن يا دعاة التعسيروالتبديد اعلموا أن مساجد الضرار ستحرق وأن العاقبة لله ولرسوله ورجالات الإصلاحالربانيون وأن الفجر قريب والأقرب منه صوت ابن أم مكتوم حين يعلمكم بالفجر الصادق .
يا دعاة إن لم ترجعوا إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم فابشروا بالزيغ والضلال لقدجاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ) وأيم اللهلئن يكن أحدكم عامل نظافة أو زبال في إحدى البلديات يصبح ويمسى على النتن لهو خيرله من هذا التضليل المزيف الذي مآله الزوال وموعدنا جميعا مصلحون ومفسدون عند مالكالملك في يوم تكشف فيه الحقائق ويتبين الذين صدقوا وأخلصوا ذلك يوم مجموع له الناسوذلك يوم مشهود .
كتبه : محسن بن حسين اللغبي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-10-2011, 10:44 AM
ابراهيم اللغبي ابراهيم اللغبي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
مكان الإقامة: خميس مشيط
الجنس :
المشاركات: 1
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: داعية شهير يخطف نفساً معصومة

أَحَدُ العَشْرَةِ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى، وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ البَدْرِيِّيْنَ، القُرَشِيُّ، الزُّهْرِيُّ.وَهُوَ أَحَدُ الثَّمَانِيَةِ الَّذِيْنَ بَادَرُوا إِلَى الإِسْلاَمِ.
أسلم عبد الرحمن بن عوف على يد أبى بكر وعمره 22 سنة،
وَكَانَ اسْمُهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ: عَبْدُ عَمْرٍو.
وَقِيْلَ: عَبْدُ الكَعْبَةِ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَبْدُ الرَّحْمَنِ.
أُصِيْبَ يَوْمَ أُحُدٍ فُهُتِمَ، وَجُرِحَ عِشْرِيْنَ جِرَاحَةً، بَعْضُهَا فِي رِجْلِهِ فَعَرَجَ.
من أصحاب الهجرتين


كان عبد الرحمن بن عوف من المسلمين الذين هاجروا الى الحبشة ثم هاجر الى المدينة
عن إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، قال :
كُنَّا نَسِيْرُ مَعَ عُثْمَانَ فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ، إِذْ رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ، فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا يَسْتَطِيْعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْتَدَّ عَلَى هَذَا الشَّيْخِ فَضْلاً فِي الهِجْرَتَيْنِ جَمِيْعاً.
وَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى المَدِيْنَةِ كَانَ فَقِيْراً لاَ شَيْءَ لَهُ، فَآخَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بنِ الرَّبِيْعِ، أَحَدِ النُّقَبَاءِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُشَاطِرَهُ نِعْمَتَهُ، وَأَنْ يُطَلِّقَ لَهُ أَحْسَنَ زَوْجَتَيْهِ.

فَقَالَ لَهُ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَلَكِنْ دُلَّنِي عَلَى السُّوْقِ، فَذَهَبَ، فَبَاعَ وَاشْتَرَى، وَرَبِحَ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ صَارَ مَعَهُ دَرَاهِمَ، فَتَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى زِنَةٍ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ.

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ رَأَى عَلَيْهِ أَثَراً مِنْ صُفْرَةٍ: (أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ). ..و قد نما ماله و كثر و ربحت تجارته


كثرة ماله

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟
قِيْلَ: بِلاَلٌ
إِلَى أَنْ قَالَ: فَاسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ الإِيَاسِ.
فَقُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ؟
فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي لاَ أَنْظُرُ إِلَيْكَ أَبَداً.
قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟
قَالَ: مِنْ كَثْرَةِ مَالِي أُحَاسَبُ وَأُمَحَّصُ.
عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيْهِ:

أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَا ابْنَ عَوْفٍ! إِنَّكَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ، وَلنْ تَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ زَحْفاً، فَأَقْرِضِ اللهَ -تَعَالَى- يُطْلِقْ لَكَ قَدَمَيْكَ).

قَالَ: فَمَا أُقْرِضُ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟

فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: (أَتَانِي جِبْرِيْلُ، فَقَالَ: مُرْهُ فَلْيُضِفِ الضَّيْفَ، وَلْيُعْطِ فِي النَّائِبَةِ، وَلْيُطْعِمِ المِسْكِيْنَ).


خوفه من كثرة المال

كَثُرَ مَال عبد الرحمن بن عوف حَتَّى قَدِمَتْ لَهُ سَبْعُ مَائَةِ رَاحِلَةٍ تَحْمِلُ البُرَّ وَالدَّقِيْقَ وَالطَّعَامَ، فَلَمَّا دَخَلَتْ سُمِعَ لأَهْلِ المَدِيْنَةِ رَجَّةٌ، فَبَلَغَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (عَبْدُ الرَّحْمَنِ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ حَبْواً).
فَلَمَّا بَلَغَهُ، قَالَ: يَا أُمَّهْ! إِنِّي أُشْهِدُكِ أَنَّهَا بِأَحْمَالِهَا وَأَحْلاَسِهَا فِي سَبِيْلِ اللهِ.



وَفِي لَفْظِ أَحْمَدَ، فَقَالَتْ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (قَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَدْخُلُ الجَنَّةَ حَبْواً).
فَقَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتُ لأَدْخُلَنَّهَا قَائِماً، فَجَعَلَهَا بِأَقْتَابِهَا وَأَحْمَالِهَا فِي سَبِيْلِ اللهِ.
دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ:

يَا أُمَّ المُؤْمِنِيْنَ! إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُوْنَ قَدْ هَلَكْتُ، إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالاً، بِعْتُ أَرْضاً لِي بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفِ دِيْنَار.

قَالَتْ: يَا بُنَيَّ! أَنْفِقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَنْ يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ).
فَأَتَيْتُ عُمَرَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: بِاللهِ أَنَا مِنْهُم.
قَالَتْ: اللَّهُمَّ لاَ، وَلَنْ أُبْرِئَ أَحَداً بَعْدَكَ.
عَنْ طَلْحَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ، قَالَ:

كَانَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ عِيَالاً عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ: ثُلُثٌ يُقْرِضُهُمْ مَالَهُ، وَثُلُثٌ يَقْضِي دَيْنَهُمْ، وَيَصِلُ ثُلثاً.

مناقبه و فضله

وَبِكُلِّ حَالٍ، فَلَوْ تَأَخَّرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ رِفَاقِهِ لِلْحِسَابِ وَدَخَلَ الجَنَّةَ حَبْواً عَلَى سَبِيْلِ الاسْتِعَارَةِ، وَضَرْبِ المَثَلِ، فَإِنَّ مَنْزِلَتَهُ فِي الجَنَّةِ لَيْسَتْ بِدُوْنِ مَنْزِلَةِ عَلِيٍّ وَالزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللهُ عَنِ الكُلِّ-.
وَمِنْ مَنَاقِبِهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهِدَ لَهُ بِالجَنَّةِ، وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ الَّذِيْنَ قِيْلَ لَهُم: (اعْمَلُوا مَا شِئْتُم).
وَمِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيَةِ: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِيْنَ إِذْ يُبَايِعُوْنَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}

وَقَدْ صَلَّى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَاءهُ.
في غزوة تبوك صلَّى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خلف عبد الرحمن بن عوف صلاة الفجر أدرك معه الركعة الثَّانية منها، وذلك أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ذهب يتوضأ، ومعه المغيرة بن شعبة فأبطأ على النَّاس، فأقيمت الصَّلاة، فتقدَّم عبد الرحمن بن عوف، فلمَّا سلَّم النَّاس أعظموا ما وقع.
فقال لهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أحسنتم وأصبتم)).
و قد كان رضى الله عنه دائم الانفاق فى سبيل الله

عَنْ قَتَادَةَ: فى شرح الآية {الَّذِيْنَ يَلْمِزُوْنَ المُطَّوِّعِيْنَ}.

قَالَ: تَصَدَّقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ بِشَطْرِ مَالِهِ، أَرْبَعَةِ آلاَفِ دِيْنَارٍ.

فَقَالَ أُنَاسٌ مِنَ المُنَافِقِيْنَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَعَظِيْمُ الرِّيَاءِ.

تَصَدَّقَ ابْنُ عَوْفٍ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِشَطْرِ مَالِهِ أَرْبَعَةِ آلاَفٍ، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَحَمَلَ عَلَى خَمْسِ مَائَةِ فَرَسٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى خَمْسِ مَائَةِ رَاحِلَةٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَكَانَ عَامَّةُ مَالِهِ مِنَ التِّجَارَةِ.
عَنْ طَلْحَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ، قَالَ:
كَانَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ عِيَالاً عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ: ثُلُثٌ يُقْرِضُهُمْ مَالَهُ، وَثُلُثٌ يَقْضِي دَيْنَهُمْ، وَيَصِلُ ثُلثاً.
و قد كان رضى الله عنه لين الجانب حلو المعشر

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

كَانَ بَيْنَ خَالِدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ شَيْءٌ.

فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (دَعُوا لِي أَصْحَابِي، أَوْ أُصَيْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُم لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحِدٍ ذَهَباً لَمْ يُدْرِكْ مُدَّ أَحَدِهِم وَلاَ نَصِيْفَهُ).

شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ خَالِداً إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

فَقَالَ: (يَا خَالِدُ! لاَ تُؤْذِ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ).
قَالَ: يَقَعُوْنَ فِيَّ، فَأَرُدُّ عَلَيْهِم.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لاَ تُؤْذُوا خَالِداً، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوْفِ اللهِ، صَبَّهُ اللهُ عَلَى الكُفَّارِ).
روى انه كَانَ بَيْنَ طَلْحَةَ وَابنِ عَوْفٍ تَبَاعُدٌ، فَمَرِضَ طَلْحَةُ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعُوْدُهُ.

فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنْتَ -وَاللهِ- يَا أَخِي خَيْرٌ مِنِّي.

قَالَ: لاَ تَفْعَلْ يَا أَخِي!

قَالَ: بَلَى -وَاللهِ- لأَنَّكَ لَوْ مَرِضْتَ مَا عُدْتُكَ

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُجَمِّعٍ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ لأُمِّ كُلْثُوْمٍ بِنْتِ عُقْبَةَ، امْرَأَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ:

أَقَالَ لَكِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (انْكِحِيْ سَيِّدَ المُسْلِمِيْنَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ؟).

قَالَتْ: نَعْم.

وقد كان رضى الله عنه متواضعا زاهدا فى الدنيا

عَنْ سَعْدِ بنِ الحَسَنِ، قَالَ:
كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ لاَ يُعْرَفُ مِنْ بَيْنِ عَبِيْدِهِ.
و روى أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَى رَهْطاً فِيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، فَلَمْ يُعْطِهِ، فَخَرَجَ يَبْكِي.

فَلَقِيَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ؟
فَذَكَرَ لَهُ، وَقَالَ: أَخْشَى أَنْ يَكُوْنَ مَنَعَهُ مَوْجِدَةٌ وَجَدَهَا عَلَيَّ.
فَأَبْلَغَ عُمَرُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (لَكِنِّي وَكَلْتُهُ إِلَى إِيْمَانِهِ).


رعايته لأمهات المؤمنين
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِي).
فَأَوْصَى لَهُنَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِحَدِيْقَةٍ قُوِّمَتْ بِأَرْبَعِ مَائَةِ أَلْفٍ.

و روى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بَاعَ أَرْضاً لَهُ مِنْ عُثْمَانَ بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، فَقَسَمَهُ فِي فُقَرَاءِ بَنِي زُهْرَةَ، وَفِي المُهَاجِرِيْنَ، وَأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ.

قَالَ المِسْوَرُ: فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ بِنَصِيْبَهَا، فَقَالَتْ: مَنْ أَرْسَلَ بِهَذَا؟

قُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ.

قَالَتْ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (لاَ يَحْنُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إِلاَّ الصَّابِرُوْنَ)، سَقَى اللهُ ابْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيْلِ الجَنَّةِ.

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

جَمَعَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نِسَاءهُ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ: (سَيَحْفَظُنِي فِيْكُنَّ الصَّابِرُوْنَ الصَّادِقُوْنَ).
الشورى

كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلا لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض )

وَمِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَزْلُهُ نَفْسَهُ مِنَ الأَمْرِ وَقْتَ الشُّورَى، وَاخْتِيَارُهُ لِلأُمَّةِ مَنْ أَشَارَ بِهِ أَهْلُ الحِلِّ وَالعَقْدِ، فَنَهَضَ فِي ذَلِكَ أَتَمَّ نُهُوضٍ عَلَى جَمْعِ الأُمَّةِ عَلَى عُثْمَانَ، وَلَوْ كَانَ مُحَابِياً فِيْهَا لأَخَذَهَا لِنَفْسِهِ، أَوْ لَوَلاَّهَا ابْنَ عَمِّهِ، وَأَقْرَبَ الجَمَاعَةِ إِلَيْهِ، سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ.
عَنْ سَعِيْدٍ: أَنَّ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ أَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَجُلاً وَهُوَ قَائِمٌ يَخْطُبُ: أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ إِلَى أَمْرِ النَّاسِ، أَيِ ادْعُ إِلَى نَفْسِكَ.

فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! إِنَّهُ لَنْ يَلِيَ هَذَا الأَمْرَ أَحَدٌ بَعْدَ عُمَرَ إِلاَّ لاَمَهُ النَّاسُ.
و لقد قال فى ذلك ( وَاللهِ لأَنْ تُؤخَذُ مِدْيَةٌ، فَتُوْضَعُ فِي حَلْقِي، ثُمَّ يُنْفَذُ بِهَا إِلَى الجَانِبِ الآخَرِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ ).
وروى أَنَّ عُثْمَانَ اشْتَكَى رُعَافاً، فَدَعَا حُمْرَانَ، فَقَالَ:

اكْتُبْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ العَهْدَ مِنْ بَعْدِي.

فَكَتَبَ لَهُ، وَانْطَلَقَ حُمْرَانُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: البُشْرَى!

قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟

قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ قَدْ كَتَبَ لَكَ العَهْدَ مِنْ بَعْدِهِ.

فَقَامَ بَيْنَ القَبْرِ وَالمِنْبَرِ، فَدَعَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مِنْ تَوْلِيَةِ عُثْمَانَ إِيَّايَ هَذَا الأَمْرَ فَأَمِتْنِي قَبْلَهُ، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلاَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ

وفاته

توفى رضى الله عنه في العام الثاني والثلاثين للهجرة - وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه ، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر ، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار ، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه

وقد كان يقول إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال )

غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ فَاضَتْ نَفْسُهُ، حَتَّى قَامُوا مِنْ عِنْدِهِ وَجَلَّلُوْهُ، فَأَفَاقَ يُكَبِّرُ، فَكَبَّرَ أَهْلَ البَيْتِ، ثُمَّ قَالَ لَهُم: غُشِيَ عَلَيَّ آنِفاً؟
قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: صَدَقْتُم! انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِي رَجُلاَنِ، أَجِدُ فِيْهِمَا شِدَّةً وَفَظَاظَةً، فَقَالاَ:
انْطَلِقْ نُحَاكِمْكَ إِلَى العَزِيْزِ الأَمِيْنِ، فَانْطَلَقَا بِي حَتَّى لَقِيَا رَجُلاً.
قَالَ: أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا؟
قَالاَ: نُحَاكِمُهُ إِلَى العَزِيْزِ الأَمِيْنِ.
فَقَالَ: ارْجِعَا، فَإِنَّهُ مِنَ الَّذِيْنَ كَتَبَ اللهُ لَهُمُ السَّعَادَةَ وَالمَغْفِرَةَ وَهُمْ فِي بُطُوْنِ أُمَّهَاتِهِم، وَإِنَّهُ سَيُمَتَّعُ بِهِ بَنُوْهُ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ، فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْراً.



القرآن الكريم

باللغة العربية
باللغة الفرنسية
باللغة الإنجليزية
تاريخ ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية
أهداف القرآن الكريم

المكتبة الإسلامية

قائمة المكتبة أ-ي

إقترح كتابا


قصص الأنبياء



شخصيات إسلامية

الإمام البخاري
العثيمين
الأئمة الأربعة

الإمام أبو حنيفة
الإمام مالك بن أنس
الإمام الشافعي
الإمام أحمد






[/color]
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 84.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.90 كيلو بايت... تم توفير 2.31 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]