|
|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
رواية ابن أبي داود السجستاني حول اجتماع كتاب مصاحف الأمصار
رواية ابن أبي داود السجستاني حول اجتماع كتاب مصاحف الأمصار محمد أحمد محمود أورد ابن أبي داود السجستاني في كتابه: كتاب المصاحف، رواياتٍ بإسناده عن خطوط المصاحف وعن اختلاف خطوط مصاحف الأمصار. والكتاب المذكور حقّقه ودرسه ونقده في السنوات الأخيرة الاستاذ الجليل الدكتور محب الدين عبد السبحان واعظ، الأستاذ بجامعة أم القرى في مكة المكرمة، وذلك بعد أن نشره بتحقيقه الدكتور آرثر جفري الأستاذ في الجامعة الأمريكية لأول مرة في ثلاثينيات القرن العشرين الماضي. والرواية التي يوردها ابن أبي داود بإسناده عن نصير بن يوسف النحوي تنص على اجتماع كُتاب مصاحف الأمصار. وقد أوردها بعده بحوالي قرن من الزمن الإمام أبو عمرو الداني (ت 444 هجري) بإسناد رجاله أيضاً، وذلك في كتابه: المقنع في رسوم مصاحف الأمصار عن نصير بن يوسف كذلك. والفرق فيها أن الإمام الداني كان يُعقب فيها على بعض الآيات والحروف والكلمات المتفق عليها بتحقيقاته. وذكر الإمام الداني كذلك روايتين عن نصير بن يوسف وعقب عليهما كذلك: • الأولى ويذكرها في باب ما اختلفت فيه مصاحف الامصار، أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل المدينة وأهل مدينة السلام وأهل الشام في الإثبات والحذف. • والرواية الثانية وهي فيما اتفقت على رسمه مصاحف أهل العراق فقط. والروايتان يرويهما محمد بن عيسى عن نصير. وروايات أخرى يذكرها الإمام الداني أيضاً حول ما رسمت فيه الواو والياء صورة الهمزة وتليينها عن محمد بن عيسى أيضاً، وروايات أخرى عديدة تناول فيها رسوم مصاحف الأمصار القديمة أو العتيقة والمصاحف المعاصرة له (رحمه الله تعالى). وما يستوقف الكاتب في رواية ابن أبي داود هو النص على (اجتماع كُتاب المصاحف المدنية والكوفية والبصرية وما يُكتب بالشام وما يُكتب بمدينة السلام، ولم يختلف في كتابة شيء من مصاحفهم). والتأمل في الرواية والنص ربما يجعلنا نبحث عن أكثر من مغزى ومدلول - فيما نعتقد - مما يهم كل بحثٍ أو دراسة تستقصي في الرسم القرآني ورسم المصاحف العثمانية خاصة، ومن ناحيتين: • الأولى: وهي اجتماع كتبة المصاحف المدنية والكوفية والبصرية وما كان يكتب بالشام وبمدينة السلام ولم يختلف في كتابة شيء من مصاحفهم. فالاجتماع يفيد باجتماع كتبة مصاحف الأمصار في وقت واحد ومن أجل مهمة واحدة وموحدة. ويحتمل أن يكون اجتماعهم هذا في مكان واحد لم تعيِّنه الرواية كونه في وقت واحد، وهو الأمر الذي يدفع للبحث في المظانِّ المخطوطة والمراجع المتزامنة المعتمدة فيما نعتقد، وذلك للتعرف على حيثيات هذا الاجتماع وأصحابه من كتبة المصاحف والمعنيين به، والأساس المشترك الذي بنوا عليه في رسم حروف وكلمات القرآن كله فيما اتفقت فيه المصاحف وكما تورد الرواية. ولا يخفى ما لهذا من بُعدٍ علمي كبير يتصل مباشرةً بالنص الحكيم وخطه وفي فترة تُحسب تاريخيًّا على أواخر القرون الهجرية الثلاثة المفضلة. فهل كان هذا الاجتماع اجتماعاً مركزيًّا في الأمَّة؟ وهل كان معززاً بمشروعية فقهية مخوَّلة؟ أم أن الاجتماع كان تطابقاً في الكتابة بعد مقارنة بين المصاحف؟ أم كيف؟ • الناحية الثانية: وأهميتها تتمثل بدخول بغداد وتسميتها لأول مرة في اجتماع كتبة مصاحف الامصار ويأتي ذلك متزامناً قبل تأليف الإمام أحمد بن موسى أبي بكر بن مجاهد البغدادي (رحمه الله) (ت 324 هجري) كتابَه المشهور: السبعة في القراءات، الذي سبَّع فيه القراءات المتواترة المشهورة عن أئمة القراء السبعة (رحمهم الله). ولا يخفى ما لهذا من بعدٍ علمي آخر في وقت تزدهر فيه علوم القرآن في بغداد باعتبارها حاضرة الخلافة وموئل علماء التفسير والقراءات والفقه والأدب وشيوع الرحلة العلمية إليها من المشرق خاصةً، والرحلة منها إلى البلدان وعقد مجالس الحديث والعلم والإملاء والمناظرات التي كان بعضها يُقام بحضرة الخلفاء أو الولاة والوزراء من أولياء اللأمور. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم والتابعين. انتهى
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |