الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859191 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393510 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215785 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-02-2020, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله

الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله


نجلاء جبروني










هذا الباب باب عظيم من أبواب التوحيد والإيمان، ويجب على كل مسلم أن يتعلمه ويعمل به، وهو واجب ديني ومطلب إيماني من مقتضيات التوحيد ولوازمه، وأصل من أصول العقيدة الإسلامية، ولازم من لوازم (لا إله إلا الله)، ألا وهو باب الولاء والبراء، ويجب على كل مسلم يدين بهذه العقيدة أن يوالي أهلها ويعادي أعداءها، وألا يتخذ الكافرين أولياء يحبهم ويتولاهم ويصافيهم، بل الواجب عليه أن يُبغضهم ويتخذهم أعداءً؛ لأنهم أعداء لله عز وجل، فلا يجتمع إيمان بالله وحب لأعدائه في قلب العبد.



أتحب أعداء الحبيب وتدعي

حبًّا له، ما ذاك في الإمكانِ



وكذا تعادي جاهدًا أحبابه

أين المحبة يا أخا الشيطانِ



شرط المحبة أن توافق مَن تحبْ

بُ على محبته بلا نقصانِ



فإن ادعيت له المحبة معْ خلا

فِكَ ما يحب فأنت ذو بطلانِ[1]






فمَن كان مؤمنًا بـ: (لا إله إلا الله) عالِمًا بمعناها، معتقدًا لما دلت عليه من التوحيد والإيمان - كان محبًّا لها ولأهلها من المؤمنين الموحدين، مبغضًا لأعدائها من الكفار والمشركين، ولا يستقيم الإيمان إلا بذلك.



ومعنى (لا إله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله؛ فكل ما عُبد من دونه فهو باطل لا يستحق أن يعبد؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62].




فـ(لا إله إلا الله) نفي وإثبات؛ نفي استحقاق العبادة عما سوى الله، وإثبات العبادة لله وحده، وكل ما عُبد من دون الله فهو طاغوت، والإنسان لا يصير مسلمًا إلا إذا كفر بالطاغوت؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].




ومِن أعظم مقتضيات الكفر بالطاغوت: البراءة منه ومن أوليائه، فلا يمكن أن يكون الإنسان مؤمنًا موحدًا، وفي نفس الوقت يكون محبًّا للكافرين والمشركين مواليًا لهم، معتقدًا صحة ما هم عليه من الباطل أو مسوغًا له، هذا لا يوجد أصلًا؛ قال الله تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22].




قال الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله:

"(والمحادَّة): هي المخالفة والمعاندة، والكافر قد حادَّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكأنه في حد، والله ورسوله في حد آخر؛ لأنه في مخالفة ومعاندة ومجانبة لِما أمره الله به من التوحيد له عز وجل والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولأنه قد خلقه الله ورزقه وأنعم عليه ليعبده وحده، لكنه عبد غير الله واتبع هواه، فهو من أشد الناس ظلمًا؛ قال تعالى: ﴿ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254]، ولأنه قد هضم حق الله على عباده وما خلقهم لأجله وأوجدهم لتحقيقه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معاذ بن جبل، هل تدري ما حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟ فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله ألا يعذب مَن لا يشرك به شيئًا))[2].



فالمؤمن في حد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما الكافر فهو في حد الشيطان وجنوده؛ ولذلك فلا تجوز موالاة الكافر، ولو كان أقرب قريب، وقد جاءت في القرآن آيات عديدة تبين هذا الأمر وتقرره (وجوب بُغْض الكفار والبراءة منهم وتحريم موالاتهم)؛ منها:

آيات جاءت عامة في عموم الكفار:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الممتحنة: 1].



آيات خصت اليهود والنصارى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 51].



آيات خصت القرابة إذا كانوا على الكفر:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [التوبة: 23]"؛ انتهى كلامه[3].



ومن أوضح الأدلة على وجوب البراءة من الكافرين وتحريم مولاتهم - وقد ذكره الله تعالى من باب الأسوة والقدوة لنا - قوله تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [الممتحنة: 4].



وقد قال تعالى في آية أخرى - مبينًا وجوب الاقتداء بنبيه إبراهيم عليه السلام -: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [البقرة: 130].



منزلة الولاء والبراء في الشرع:

1) الولاء والبراء أصل من أصول العقيدة وجزء من معنى الشهادة:

قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].



2) الولاء والبراء شرط من شروط الإيمان:

قال تعالى: ﴿ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 80، 81].



3) الولاء والبراء أوثق عرى الإيمان:

قال صلى الله عليه وسلم: ((أوثق عُرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله))[4].



قال الشيخ سليمان بن عبدالله - حفيد الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهَّاب - رحمهما الله -:

"فهل يتم الدين ويقام علم الجهاد وعلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا بالحب في الله والبغض في الله، والموالاة في الله والمعاداة في الله؟ ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرق بين الحق والباطل ولا بين المؤمنين والكفار ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان"[5].



4) الولاء والبراء سبب في ذوق حلاوة الإيمان:

عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدًا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النار))[6].



"إنما عبر بالحلاوة؛ لأن الله شبه الإيمان بالشجرة في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾ [إبراهيم: 24]، والشجرة لها ثمرة، ولا بد لتلك الثمرة من حلاوة"[7].



والمقصود بالحلاوة هنا هي اللذَّة التي تكون في القلب ونعيمه وسروره، وكلما سعى العبد في تكميل إيمانه اشتدَّ وجده لهذه الحلاوة واللذة.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "هذه الثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان؛ لأن وجود الحلاوة للشيء يتبع المحبة له؛ فحلاوة الإيمان المتضمنة للذة والفرح تتبع كمال محبة العبد لله، وذلك بثلاثة أمور: تكميل هذه المحبة، وتفريعها، ودفع ضدها؛ فتكميلها أن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما[8]، وتفريعها أن يحب المرء لا يحبه إلا لله[9]، ودفع ضدها أن يكره ضد الإيمان كما يكره أن يقذف في النار"؛ انتهى كلامه[10].



5) بتحقيق الولاء والبراء تنال ولاية الله:

عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "مَن أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت جميع مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئًا" [11].



فلا يكون العبد من أولياء الله ولا تحصل له ولاية الله إلا بأن يحب في الله المسلمين والمؤمنين، وأن يبغض في الله الكفار والمشركين، وأنه لا يكفي مجرد الحب أو البغض القلبي، بل لا بد أن يأتي بلازم ذلك؛ فيوالي أولياء الله ويعادي أعداءه.



معنى الولاء والبراء:

الولاء والبراء من أعمال القلوب، ولكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح، والولاء أصله الحب، والبراء أصله البغض.

الولاء: لغة: هو المحبة والنصرة والقرب.

اصطلاحًا: محبة المؤمنين لأجل إيمانهم ونصرتهم والنصح لهم وإعانتهم، وما يلحق ذلك من حقوق المؤمنين[12].

البراء: لغة: هو البغض والتباعد والخلاص.

اصطلاحًا: بغض أعداء الله من الكفار والمشركين والمنافقين وعداوتهم والبعد عنهم، وجهاد الحربيين منهم بحسب القدرة[13].



حكم الولاء والبراء أنهما واجبان، وهما أصل عظيم من أصول الإيمان:

عن جَرير بن عبدالله، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع، فقلت: يا رسول الله، ابسط يدك حتى أبايعك، قال: ((أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشرك))[14]، فلا يصح دين العبد إلا بالولاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، والبراء من الشرك والمشركين.



وقد بيَّن الله تعالى مَن الذي تجب موالاته، فقال عز وجل: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 55، 56].

ومن الذي تحرم موالاته، قال سبحانه: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 28].



معاني الولاء الواجب لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين:

1) المحبة والمودة:

محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومحبة جميع المؤمنين في كل زمان ومكان من أجل إيمانهم وطاعتهم لله، وهذه المحبة واجبة على كل مسلم.



الأدلة:

عن أنس رضي الله عنه: أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: ((وماذا أعددت لها؟))، قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أنت مع من أحببت))، قال أنس: فما فرِحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت مع من أحببت))، قال أنس: فأنا أحبُّ النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم[15].



ومن معاني المحبة والمودة للمؤمنين الرحمة بهم، وسلامة الصدر نحوهم، والفرح بما فيه الخير لهم، والتألم لما يصيبهم من المصائب والأذى؛ قال تعالى في وصف المؤمنين: ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29].



فالواجب على كل مسلم أن يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وأن يرضى بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا، وبالمؤمنين إخوة.



لذلك ينبغي على المسلم الحذر من معاداة أحد من المؤمنين من أجل الدنيا أو من أجل تعصب قَبلي أو مذهبي، ومن أجل مشاجرة حصلت بينهما؛ فإن معاداة المؤمن - الذي هو من أولياء الله تعالى - حرب لله عز وجل؛ فقد جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: ((مَن عادى لي وليًّا، فقد آذنته بالحرب))[16].



2) النصرة:

بأن ينصر اللهَ بنُصرة دينه، وينصر نبيه صلى الله عليه وسلم بنصرة سنته، وينصر أخاه المسلم إذا ظلم أو اعتُدي عليه.

روى البخاري عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((انصر أخاك ظالِمًا أو مظلومًا))[17]، ونصرته ظالِمًا: بمنعه من الظلم.



بم تتحقق نصرة المؤمن لأخيه؟ تتحقق بعدة أمور:

الدفاع عنه بالنفس أو بالمال - الذب عن عرضه والدفاع عنه - الدعاء له بظهر الغيب بالنصر والتوفيق والسداد - بتتبع أخبار المسلمين في أنحاء الأرض والوقوف على أحوالهم؛ (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمسِ ناصحًا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم)[18].



3) الطاعة:

لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم مطلقًا، ولولاة الأمور في غير معصية لله عز وجل.

فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بطاعته سبحانه، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وأولي الأمر منهم، وهم العلماء والأمراء الذين يقودونهم بكتاب الله؛ قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، وطاعة أولي الأمر مقيَّدة بألا يأمروا بمعصية الله، فإن أمروا بمعصية فلا سمع ولا طاعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الطاعة في المعروف))[19].



4) الاتباع:

للكتاب والسنة وطريقة المؤمنين والتشبه بهم.

فأمر الله سبحانه عباده المؤمنين باتباع ما أنزله تعالى؛ قال عز وجل: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 3].



والله تعالى قد أنزل الكتاب والحكمة (القرآن والسنة)؛ قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113].

وأوجب الله كذلك اتباع سبيل المؤمنين ومنهجهم؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].



ولذا كان من أهم مميزات أهل السنة والجماعة اتباعهم لسلف الأمة من الصحابة فمن بعدهم من الأئمة، وبهذا يعلم المسلم لمن تكون الطاعة، ولمن يكون الاتباع، وممن يتلقى الأوامر، وبأي مقياس توزن الأمور؟ فما أنزله الله في كتابه وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه سلف الأمة، هو الميزان الحق الذي لا يخطئ مَن اتبعه وأطاعه.



ومن معاني المتابعة: التشبه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن تشبه بقوم فهو منهم))؛ فالمسلم يتشبه بالرسول صلى الله عليه وسلم في الهَدْي الظاهر والباطن، وكذا صحابته رضوان الله عليهم وبما عليه جماعة المؤمنين.



5) القيام بالأمر والمعاونة والنصح:

مِن معاني الولاء: القيام بالأمر؛ فولي الأمر هو الذي يتولى أمر غيره بالصلاح، ويعاونه في قضاء حاجته وينصح له، وهذا المعنى يجب أن يكون للمؤمنين؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة))، قلنا: لمن؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم))[20]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا))، وشبَّك أصابعه[21].




ويدخل في ذلك مساعدة المسلم بالنفس والمال عند اضطراره إلى ذلك، مثل أن يجده منقطعًا في سفر فيعينه بإصلاح ما يحتاج إليه لمواصلة سفره، أو يجده جائعًا فيطعمه، أو محتاجًا فيساعده.


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 161.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 159.40 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (1.09%)]