الأزواج يريدونها مثقفة دينيا!

[ابوالوليد المسلم]

اختلاف الرؤى باختلاف المهنة وعمر الزواج


الأزواج يريدونها مثقفة دينيا!





رشا عرفة


مما لا يدع مجالا للشك أن التغيرات التي حدثت في العشرين سنة الماضية غيرت من معايير وشروط اختيار الرجل لشريكة حياته، فبعد أن كان الرجل في الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات يبحث عن الزوجة الجميلة الرشيقة الجذابة بالدرجة الأولى دون أن يضع في الاعتبار كونها متعلمة وعلى درجة كبيرة من الثقافة أم لا، بل يتهرب من الفتاه المتعلمة المثقفة، خوفا من الوقوع في مشاكل هو في غنى عنها، لنجد الآن الرجل العصري الذي يبحث بالدرجة الأولى عن فتاه متعلمة ومثقفة وعلى درجة عالية من الوعي بكل ما يدور حولها من مستجدات، حتى تستطيع مشاركته في أخذ قراراته وتربية أبنائه التربية الصالحة، واضعا في اعتباره ضرورة تحقيق شرط التوافق الثقافي والفكري والاجتماعي عند اختيار شريكة حياته، حتى ينعم هو وأسرته بحياة مستقرة خالية من المنغصات.
ويأتي شرط التدين "الثقافة الدينية" في المرتبة الأولى في الاختيار، ليكون شرط الجمال هو آخر ما يبحث عنه الرجل.
وتختلف آراء الشباب حول نوعية الثقافة التي يبحث عنها الرجل العصري في شريكة حياته، والتي تخضع لمجموعه من الأمور، منها مهنة الشخص، فهو يريد أن تكون الزوجة متفهمة لطبيعة عمله، حتى تقف معه وتشجعه وتكون دافعا له لمزيد من النجاح، وكذلك توقيت الارتباط، فهو يبحث عن فتاه تكون مثقفة جنسيا في السنوات الأولى من الزواج حتى تستطيع احتوائه، وتكون حصنا منيعا له من الانحراف، ثم بعد ذلك تكون نعم الأم والزوجة وتربي أبناءه على تعاليم الإسلام.
"رسالة المرأة " استطلعت آراء عدد من الشباب للتعرف على نوعية الثقافة التي يبحث عنها الشاب المقبل على الزواج فيمن يريد الارتباط بها.
مثقفة دينيا
يقول عبد الله محمد طالب بكلية التجارة أريد الارتباط بفتاة مثقفة دينيا، حتى تستطيع تربية أبنائي تربية دينية صحيحة، وتتقي الله في، وتحفظني وتحفظ بيتي في غيابي،وأنا أرى أن هذا أهم شيء لا بد أن يبحث الرجل عنه في الفتاة الذي يريد الارتباط بها.
ويتفق معه عصام أحمد طالب بكلية التجارة في الرأي فيقول: أنا أفضل المرأة الملتزمة أخلاقيا ودينيا، والمتمسكة بدينها وحجابها، وعلى درجة عالية من الذكاء. .
أما هيثم محمود مهندس فيقول: الثقافة الجنسية ضرورية لضمان حياة زوجية سعيدة، فلابد أن تكون زوجتي مثقفة جنسيا،مشيرا إلي أهمية الثقافة الجنسية للطرفين، لأن عدم فهم طبيعة الرجل للمرأة والعكس قد يؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية بينهما، وخاصةً أن مثل هذه المواضيع يتم التحدث فيها بشكل خاطيء وغير صحيح ، لذا يجب فهم مثل هذه المواضيع من شخص متدين وموثوق فيه سواء للرجل أو المرأة لأن الوالدين في الغالب يخجلان من التحدث في مثل هذه المواضيع.
عصا سحرية
أما عبد العزيز محمود محاسب فيرى أن الثقافة العامة هي ما يبحث عنها في شريكة حياته ويقول: أتمنى الارتباط بفتاة تكون على قدر كبير من الثقافة، وعلى دراية بما يحدث حولها، وليست منعزلة عن العالم الخارجي، حتى أستطيع التفاهم معها والاعتماد عليها، وتستطيع هي الأخرى أن تساعدني في اتخاذ قراراتي، فالتفاهم العقلي بين الزوجين، هو العصا السحرية التي تحل بها الأسرة مشكلاتها، وتقضي على الاختلافات في الميول، والمزاج، والعادات، والأفكار.
أما تامر رفعت عندما سألناه عن الثقافة التي يريد توافرها في زوجته، فأكد أنه يريدها "مثقفة مطبخيا"، قائلا: لا يهمني أن تكون عالية الثقافة أو متدنية الثقافة أو ما شابه ذلك، ولكني أريدها طباخة ماهرة، حتى تستطيع أن تنال رضاي.
التوافق مطلوب
علماء النفس يرون ضرورة التوافق بين الزوجين في كل شيء ومن ذلك التوافق العلمي والثقافي والاجتماعي، حتى يستطيع الزوجين فهم كل منهما للآخر، وبالتالي حياة زوجية سعيدة بإذن الله، كما رأوا أهمية التوافق النفسي الجنسي لدى الزوجين، حتى يستطيع كل طرف أن يستوفي حاجاته من الطرف الأخر ويشبعها، وأن عدم التوافق في علاقة الأزواج هو المسئول عن الاضطرابات السلوكية التي تحدث لعلاقتهما فقد يصابون باضطرابات نفسية لا تجعل تصرفاتهم سوية.
وأشاروا إلى أن الزواج شراكة يبدؤها الطرفان برضاهما ، حيث يختار أحدهما الآخر وفق معايير وأسس ومباديء ، بعضها عاطفي نابع من الذات الإنسانية وبعضها اجتماعي ، ويحدد الشرع الإسلامي البعض الآخر منها ،
حيث حثنا الإسلام على حسن اختيار الزوجة باعتبار أن التدين له أثر على بناء الأسرة ، فالزوجة المتدينة لها أثر كبير في حياة الزوج و الأسرة فهي تعمل على استقرار الأسرة وديمومة العلاقة الأسرية وسيرها في الطريق القويم ، وجاء ذلك على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي حث على الفوز بذات الدين ، وأشار إلى أن من لم يظفر بذات الدين فقد أفلس لأن الجمال سيفنى والحسب والنسب ليس عند الله بشيء ، ولكن الزوجة المتدينة التي تحافظ على الزوج وعرضه وماله وشرفه وكرامته وأولاده وبيته هي المطلب الأساس .