رد: من المهالك التي يقع فيها كثير من الناس: أن يتصدَّر ويتجرأ ويتسلق العلم من ليس من
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأشهد أن لا الا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله اما بعد فان خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلاة في النار( ياايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن الا وانتم مسلمون) فالحذر الحذر لمن يتصدر للمجالس من اجل الدنيا والرياء والقول على الله بغير علم 0قال تعالى( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها) سورة (هود15)( اراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة ومابعدها ان العمل لاجل الدنيا شرك ينافي كمال التوحيد الواجب؛ويحبط الاعمال؛وهواعظم من الرياء لان مريد الدنيا قد تغلب ارادته تلك على كثير من عمله ؛واما الرياء فقد يعرض له في عمل دون عمل؛ولايسترسل معه؛والمؤمن يكون حذرا من هذا وهذا ؛قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى*(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لايبخسون *أولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار وحبط ماصنعوا فيها وباطل ماكانوا يعملون *)ش قال ابن عباس *(من كان يريد الحياة الدنيا )*اي ثوابها*(وزينتها)* اي؛مالها*(نوف)* نوفر لهم ثواب اعمالهم بالصحة والسرور في المال والاهل والولد*(وهم فيها لايبخسون)*لاينقصون؛ثم نسختها *(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد)* الاسراء 18) الآية1)رواه النحاس في ناسخه (الناسخ والمنسوخ) قوله ثم نسختها ؛اي قيدتها فلم تبقى الآية على اطلاقها(وقال قتاده؛يقول من كانت الدنيا همه وطلبه ونيته جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضى الى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء؛ واما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة؛ ذكره ابن جرير بسنده ؛تفسير ابن جرير الطبري رقم 19)18) ثم ساق حديث ابن هريرة؛ عن ابن المبارك؛عن حيوة بن شريح ؛قال حدثني الوليد بن الوليد أبو عثمان؛أن عقبة بن مسلم حدثه؛أن شفي بن ماتع الاصبحي حدثه أنه دخل المدينة؛ فاذا برجل قد اجتمع عليه الناىس فقال من هذا & فقالوا؛أبوهريرة؛فدنوت منه حتى قعدت بين يديه؛ وهو يحدث فلما سكت وخلا ؛قلت أنشدك بحق وبحق لما حدثتني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه آله وسلم؛عقلته وعلمته ؛فقال ابوهريرة؛ افعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا البيت؛مافيه احد غيرى وغيره؛ ثم نشغ أبوهريرة(شهق شهقة حتى كاد يغسشى عليه) ثم أفاق؛فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا البيت مافيه احد غيرى ثم نشغ أبوهريرة نشغة اخرى؛ثم مال خاراعلى وجهه؛ واشتد به طويلا؛ ثم أفاق؛فقال حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( أن الله تبارك وتعالى اذا كان يوم القيامة؛نزل الى اهل القيامة ليقضى بينهم؛ وكل امة جاثية؛فأول من يدعوا به رجل جمع القرآن؛ ورجل قتل في سبيل الله ؛ ورجل كثير المال؛ فيقول الله للقارئ ألم أعلمك ماأنزلت على رسولي& قال بلى يارب؛ قال فماذا عملت فيما علمت & قال كنت اقوم أناء النهار ؛فيقول الله له كذبت وتقول الملآئكة كذبت ؛ويقول الله له؛ بل اردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل؛ ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له؛ ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج الى أحد &قال بلى يارب؛ قال فما عملت فيما آتيتك & قال؛كنت اصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت؛ وتقول الملائكة؛ كذبت ويقول الله له بل أردت ان يقال فلان جواد فقد قيل ذلك؛ ويؤتى بالذى قتل في سبيل الله؛ فيقال له؛ فبما قتلت ؛فيقول ؛ أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت؛ فيقول الله له؛ كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله له؛ بل أردت أن يقال فلان جرئ ؛ وقد قيل ذلك؛ثم ضرب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم على ركبتى؛ فقال يا أبا هريرة؛أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة(ابن جريرالطبرى في التفسير رقم (28؛18 وأصله فى *صحيح مسلم*وقد سئل شيخنا المصنف رحمه الله تعالى ؛عن هذه الآية فأجاب بما حاصله ذكر عن السلف فيه أنواع مما يفعله الناس اليوم؛ولايعرفون معناه فمن ذلك العمل الصالح ؛الذى يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله ؛من صدقة وصلاة وصلة واحسان الى لناس اليوم؛ وترك ظلم؛ ونحو ذلك مما يفعله الانسان أو يتركه خالصا لله؛لكنه لايؤيد ثوابه في الآخرة؛انما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته أو حفظ اهله وعياله او ادامة النعم عليهم ولاهمه له في طلب الجنة والهرب من النار فهذا يعطي ثوابه عمله في الدنيا وليس له في الآخرة نصيب ؛ وهذا النوع ؛ذكره ابن عباس ؛النوع الثانى وهو أكبر من الاول واخوف ؛وهوالذي ذكره مجاهد في الآية؛ أنها نزلت فيه؛وهو ان يعمل اعمالا صالحة ونيته رياء الناس ؛لاطلب ثواب الآخرة ؛النوع الثالث ؛أن يعمل أعمالا صالحة يقصد بها مالا مثل أن يحج لمال يأخذه لا لله أو يهاجر لدنيا يصيبها ؛أو امراة يتزوجها أو يجاهد لأجل المغنم فقد ذكر ايضا هذا النوع في تفسير هذه الآية؛ كما يتعلم الرجل لأجل مدرسة اهله أومكسبهم أو رياستهم او يتعلم القرآن ويواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد كما هو واقع كثيرا؛ النوع الرابع أن يعمل بطاعة الله مخلصا في ذلك لله وحده لا شريك له لكنه على عمل يكفره كفرا يخرجه عن الاسلام ؛مثل اليهود والنصارى ؛اذا عبدوا الله او تصدقوا او صاموا ابتغاء وحه الله والدار الآخرة؛ ومثل كثيرمن هذه الامة الذين فيهم كفر اوشرك اكبر ؛يخرجهم من الاسلام بالكلية ؛اذا اطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الآخرة ؛لكنهم غلي أعمال تخرجهم من الاسلام؛ وتمنع قبول اعمالهم ؛فهذا النوع أيضا قد ذكر في الآية عن انس ابن مالك وغيره وكان السلف يخافون منها؛ قال بعضهم لو اعلم ان الله تقبل مني تسبيحة واحدة لتمنيت الموت لان الله يقول (انما يتقبل الله من المتقين)المائدة 27)هذا الكلام من كتاب فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد تاليف عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب)والسلام عليكم اخوكم البعبدالرحمن سالم شعيب ليبيا مصراتة
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن شعيب ; 15-06-2012 الساعة 12:10 PM.
سبب آخر: من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا
|
17-03-2012, 10:22 PM
رد: من المهالك التي يقع فيها كثير من الناس: أن يتصدَّر ويتجرأ ويتسلق العلم من ليس من
العرض العادي
