قصة قصيرة: الــــــــــــزم قـــــــــدمـــــــيـــــها - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         همسة في آذان الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من آداب الدعاء... إثبـــات الحمـــد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 3015 )           »          الاستعمار وأساليبه في تمكين الاستشراق الحلقة الرابعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 609 )           »          قواعد عقاب الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 15795 )           »          توجيهات منهجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          القاعدة الأوفى في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-11-2019, 10:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,333
الدولة : Egypt
افتراضي قصة قصيرة: الــــــــــــزم قـــــــــدمـــــــيـــــها

قصة قصيرة: الــــــــــــزم قـــــــــدمـــــــيـــــها

أحمد عبداللطيف النجار


الجنة تحت أقدام الأمهات، الجميع يعرف ذلك، لكن القليلين فقط يقدرون هذا القول حق قدره! قلة قليلة هي التي استلهمت روح الإسلام وقيمه النبيلة في معاملة الأم وتوقيرها وتقديرها، ولا أقصد هنا بالتقدير المادي فقط كما يُفعل فيما يسمى بعيد الأم وعيد الأب، بل حددوا يومًا معينًا في السنة لتكريمهم، أما باقي أيام العام فالأمر متروك للظروف والمزاج النفسي لكل فرد على حدة!!
ليتأكد كل شخص أهان والديه في حياتهما- وخصوصًا الأم- أن الله يمهل ولا يهمل وكما تدين تدان!
وهذا ما عايشته بنفسي في قصة صاحبي، الذي نشأ في أسرة ريفية بسيطة، وكان أبواه أميين متدينين، حيث التحق بكتاب القرية وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وتعلم في أقرب مدرسة لقريته حتى أنهى تعليمه الثانوي، وحصل على مجموع كبير فالتحق بكلية الطب، وتمر أعوام الدراسة سريعًا كما تمر أيام العمر، ويكابد أبواه شظف العيش من أجل توفير المصاريف لدراسة ابنهم.
ولأترك صاحبي يقص علينا تطورات مأساته، يقول:
خلال سنوات الدراسة تعرفت على زميلة لي في الكلية وانجذبت إليها كثيرًا، رغم نفور جميع الطلاب منها لغرورها وحدة مزاجها وتبرجها الزائد، إلى جانب أنها لم تكن جميلة إطلاقًا ورغم كل شيء فقد تعلقت بها ولم أجرؤ على مفاتحتها في شيء، وللأسف الشديد فقد كان لذلك تأثير سلبي على دراستي فرسبت في السنة الأولى بكلية الطب، وسبقتني هي دراسيا، وتدهورت حالتي النفسية كثيرًا فكان نجاحي بطيئًا، أما زميلتي فقد سبقتني في التخرج من الكلية وانقطعت أخبارها عني سنوات عدة، وإن كانت لا تغادر مخيلتي أبدًا، وأخيرًا تخرجت أنا بعد جهد جهيد وذهبت إلى المستشفى الذي سأقضي فيه فترة الامتياز، ففوجئت بزميلة الدراسة وقد عينت طبيبة نائبة في المستشفى الجامعي الذي سأعمل به وأنها سترأسني خلال فترة الامتياز، ولاحظت كذلك أن جميع العاملين بالمستشفى ينفرون منها، ووجدت نفسي ودون أن أدري أتقدم لطلب يدها فوافقت سريعًا دون أي شروط، فكنت ساعتها مذهولًا لا أصدق نفسي، وذهبت إلى أهلي في بلدتي وأخبرتهم بما أنوي عمله، فلاحظت عليهم الوجوم والحيرة ونصحوني أن أبتعد عنها لأنها كانت السبب في أزمتي النفسية من قبل، ولأنها لا تناسبني ودنياها غير دنياي!
ولكني للأسف لم أطق أي معارضة وأصررت على الزواج منها حتى لو رفض أبي مساعدتي ماليًّا!
ومضيت في استعدادي للزواج، وخلال هذه الفترة توترت أعصابي فأصبحت حاد الطباع مع أسرتي وآذيت أبي وأمي كثيرًا بلساني، فكانا يصبران عليّ على أمل أن يهديني الله، وكلما اقترب موعد زواجي ساءت طباعي معهما، حتى حدث قبل أسبوعين من زفافي أن نشبت مشاجرة عادية بيني وبين أمي بسبب موضوع الزواج، فأنهلت عليها لومًا وتوبيخًا أمام أبي وإخوتي، ثم أعماني الشيطان فإذا بي أرفع يدي وأهوي بها على وجهها أمام الجميع الذين أصابهم الذهول مما حدث!! وأسرعت أنا بالخروج وصوت أمي يشيعني بالدعاء أن أرى من أولادي ما أريتها!
والله يا صاحبي مازلت أسمع رنين ذلك الدعاء في أذني على مر السنين، وعندما ذهبت إلى عروسي لاهثًا مهزوزًا، ورويت لها ما حدث، متوقعا منها أن تلومني وتوبخني، إذا بها تقول لي إن هذا هو أقل ما كان ينبغي أن أفعله مع مثل هذه الأم السمجة!!
لقد أعمى الله بصيرتي ولم أشعر بخطورة الجرم الذي اقترفته في حق أمي، وتزوجت ومرت السنون تباعًا، أنجبنا خلالها البنات والبنين، وقاطعت أهلي نهائيًا كأنهم ليسوا على وجه الأرض ولم ينفقا علي كل ما يملكان لأصبح طبيبًا!
وتوجهت كل عنايتي وحياتي واهتماماتي إلى زوجتي وأسرتها ومعارفها ثم إلى أولادي الثلاثة، وفي الواقع كانت حياتي مع زوجتي سلسلة متواصلة من الكآبة والشجار والمشاكل، أما أبنائي الذين صبرت من أجلهم على كل ما لاقيته من عذاب وهوان من زوجتي، فقد شب الولدان الكبيران متشبعين بأخلاق أمهما وطباعها، وكلما تقدمت بهما السن زادا شرودًا عني والتصاقا بأمهما، حتى جاء يوم كنت أوبخ فيه ولدي الأكبر على تدخينه السجائر بشراهة أمامي فإذا به ينفجر في باللعنات فصفعته! فإذا به يبصق في وجهي!
تصور ابني يبصق في وجهي! وبالطبع اعتراني انفعال شديد وصياح عال على كل من في المنزل!
والله يا أخي وأنا في قمة انفعالي تذكرت وجه أمي المسكينة وهي مذهولة عقب تلقيها صفعتي الملعونة! وتذكرت أيضا صورة أبي وإخوتي وهم مشدوهون!
لقد خيل إلي أني سمعت صوت أمي وهي تلاحقني بالدعاء إلى الله أن يذيقني من الكأس الذي أذقته لها!
عرفت لحظتها فقط أن ما حدث لي من أولادي بمنزلة انتقام من الله لما فعلته بأمي، وأن وقت الحساب قد آن، وأشعر الآن بالندم الشديد على سلوكي مع أمي وأبي، وأرجو الله أن يتقبل توبتي بعد أن مات والداي ولم يعد هناك سبيل لصفحهما عني!
إنه درس قاس وبليغ أرجو أن نتعلم منه جميعًا ونعرف حقًا أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وأن ما حدث لك يا صاحبي إنما هو عقاب من الله وفاتورة من فواتير جبروتك وطغيانك على أمك وظلمك لأهلك، كان لزامًا عليك سدادها!!
وأنت في الواقع بدأت السداد في وقت مبكر جدًّا من حياتك الزوجية حين انقشعت أوهام السعادة مع زوجتك حادة الطباع، المكروهة من الجميع، فتجرعت معها كؤوس الشقاء حتى الثمالة، وقد بالغت أنت كثيرًا بتوهمك إمكان تغيير طباعها مع علمك التام بسوء طباعها وكره الآخرين لها!
فلو كانت فتاة أصيلة لما قبلت الارتباط بك بعدما رأت مبلغ وفائك لأمك وأبيك! أو على الأقل لأجبرتك على الرجوع عن الخطأ، لكن فاقد الشيء لا يعطيه، فكفاك قطعًا لرحمك، وابدأ على الفور بالاتصال بإخوتك، وصِل علاقاتك المقطوعة معهم، وحاول تأدية فريضة الحج نيابة عن أبويك، لعل الله يغفر لك، ولعلنا جميعًا نعي ونفهم قرآننا الكريم بعقول واعية وقلوب سليمة، ولعلنا نطبق في حياتنا الدنيا قول الحق سبحانه وتعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} (الإسراء: 23).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.82 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]