موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم ) - الصفحة 13 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 11-06-2011, 02:57 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
Arrow ** عمرو بن الجموح ..


عمرو بن الجموح

رضي الله عنه
" وأيُّ داء أدْوَى من البخل ، بل سيدكم الجعد الأبيض
عمرو بن الجموح "
حديث شريف

مـن هــو ؟
عمرو بن الجموح هو
صهر عبد الله بن عمرو بن حرام
إذ كان زوج لأخته هند بنت عمرو
وكان ابن جمـوح واحدا من زعماء المدينة
وسيد من سادات بني سلمـة ، سبقه ابنـه معاذ
ابن عمرو للإسلام فكان أحد السبعين في بيعة العقبة الثانية
وكان له الفضل بإسلام أبيه ..

اسلامه
كان عمرو بن الجموح قد اصطنع صنما
أقامه في داره وأسماه ( منافا ) ، فاتفق ولده معاذ بن عمرو وصديقه معاذ بن جبل على أن يجعلا من هذا الصنم سُخرية ولعبا ، فكانا يدلُجان عليه ليلا فيحملانه ويطرحانه في حفرة يطرح الناس فيها فضلاتهم ، ويصبح عمرو فلا يجد ( منافا ) في مكانه فيبحث عنه حتى يجده طريح تلك الحفرة ، فيثور ويقول ( ويلكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة ؟) .. ثم يغسله ويطهره ويطيبه ، فإذا جاء الليل من جديد صنع الصديقان بالصنم مثل ما صنعا من قبل ، حتى إذا سئم عمرو جاء بسيفه ووضعه في عنق ( مناف ) وقال له ( إن كان فيك خير فدافع عن نفسك ) ..
فلما أصبح لم يجده مكانه بل وجده بالحفرة نفسها ، ولم يكن وحيدا بل كان مشدودا مع كلب ميت في حبل وثيق ، وإذا هو في غضبه وأسفه ، اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام ، وراحوا وهم يشيرون الى الصنم يخاطبون عقل ( عمرو بن الجموح )، محدِّثينه عن الإله الحق الذي ليس كمثله شيء ، وعن محمد الصادق الأمين وعن الإسلام الذي جاء بالنور ، وفي لحظات ذهب عمرو فطهر ثوبه وبدنه ، وتطيب وتألق وذهب ليبايع خاتم المرسلين .. وقال في ذلك أبياتاً منها ..
تالله لو كنتَ إلـهاً لم تكـنْ *** أنتَ وكلبٌ وسْطَ بئرٍ في قَرَن
أفّ لمصرعِك إلـهاً يستـدن *** الآن فلنثنانك عن سوء الغبـن
فالحمـد لله العلي ذي المنـن *** الواهـب الرزق وديان الدّيـن
هو الذي أنقذني مـن قبل أن *** أكـون في ظلمة قبـر مرتهن
جوده
أسلم عمرو بن الجموح قلبه وحياته لله رب العالمين ، وعلى الرغم من أنه مفطور على الجود والكرم ، فإن الإسلام زاد من جوده وعطائه في خدمة الدين والأصحاب ، فقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم جماعة من بني سلمة قبيلة عمرو
( من سيِّدكم يا بني سلمة ؟) .. قالوا ( الجد بن قيس ، على بخـل فيـه ) .. فقال عليه الصلاة والسـلام
( وأيُّ داء أدْوَى من البخـل ، بل سيدكم
الجعـد الأبيـض عمرو بن الجمـوح ) ..
فكانت هذه الشهـادة تكريما لابن الجموح ،
وقال شاعر الأنصار في ذلك ..
وقال رسـول الله والحـقُّ قولُـهُ *** لمن قال منّا مَنْ تُسَمّون سيّـدا
فقالـوا له جدّ بن قيس على التي *** نبخّلـه فيهـا وإن كـان أسـودَا
فتـى ما تخطّى خطـوةً لِدَنيَّــةٍ *** ولا مـدَّ في يـومٍ إلا سَوْءةٍ يَـَدَا
فَسَـوَّدَ عمرو بن الجمـوح لجودِهِ *** وحـقَّ لعمرو بالنّـدى أن يسوّدا
إذا جـاءه السـؤال أذهـبَ مالـَهُ *** وقـال خُذوهُ إنّـه عائـدٌ غَـدَا
فلو كنتَ يا جَدُّ بن قيـسٍ على التي *** علـى مثلها عمـروٌ لكنتَ مُسَوَّدَا
جهاده
مثلما كان عمرو -رضي الله عنه- يجود بماله
أراد أن يجود بروحه في سبيل الله ولكن كيف ذلك وفي ساقه عرجا شديدا يجعله غير صالح للاشتراك في قتال ، وله أربعة أولاد مسلمون ، وكلهم كالأسود كانوا يخرجون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزو ، وحاول عمرو بن الجموح الخروج يوم بدر فتوسّل أبناؤه للرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم كي يقنعه بعدم الخروج ، وبالفعل أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه معفي من الجهاد لعجزه الماثل بعرجه ، وعلى الرغم من إلحاحه ورجائه ، أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالبقاء في المدينة ..
الشهادة
وفي غزوة أحُد ( 3هـ ) ذهب عمرو الى الرسول صلى الله عليه وسلم يتوسل إليه أن يأذن له وقال ( يارسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد ، ووالله إني لأرجو أن أخْطِرَ بعرجتي هذه في الجنة ) .. وأمام إصراره الكبير أذن له الرسول صلى الله عليه وسلم بالخروج فأخذ سلاحه ودعا ربه
( اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني الى أهلي ) ..
والتقى الجمعان وانطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام والشرك ، وجاء ما كان ينتظر ، ضربة سيف كـُتِبَت له بها الشهادة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( والذي نفسي بيده لقد رأيتَهُ يطأ الجنة بعرجته ) ..
وعندما دفن المسلمون شهداءهم أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا
( انظروا فاجعلوا عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد ، فإنهما كانا في الدنيا متحابين متصافيين )
..

يتبع

__________________






رد مع اقتباس
  #122  
قديم 11-06-2011, 03:13 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
Arrow ** عمرو بن سعيد بن العاص ..


عمرو بن سعيد بن العاص

رضي الله عنه

" لا تَفِـرّوا فإنّ اللـه يراكـم
ومَنْ رآه فارّاً عن نصرِ دينهِ مَقَتَهُ "
عمرو بن سعيد

مـن هــو ؟
عمرو بن سعيد بن العاص
القرشي الأموي صحابي جليل أسلم قديماً

وهاجر الهجرتين إلى الحبشة هو وأخوه خالد بن سعيـد بن العاص
ثم هاجر إلى المدينة ..
فضله
عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت
( قدم علينا عمّي عمرو بن سعيد أرض الحبشة بعد مقدم أبي بيسير ، فلم يزل هنالك حتى حُمل في السفينتين مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقدموا عليه وهو بخيبر سنة سبع من الهجرة ، فشهد عمرو مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتحَ وحُنيناً والطائف وتبوك ، فلمّا خرج المسلمون إلى الشام كان فيمن خرج ، فقُتِلَ يوم أجنادين شهيداً ) ..


واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن سعيد على قرى عربية منها تبوك وخيبر وفَدَك ..
الحلقة
قَدِمَ عمرو بن سعيد مع أخيه على النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى حَلْقةٍ في يده فقال
( ما هذه الحَلْقَةُ في يدك ؟) .. فقال ( هذه صنعتُها يا رسول الله ) .. قال ( فما نَقْشُها ؟) .. قال ( محمد رسول الله ) .. قال ( أرِنيهْ ) .. فتختَّمَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى أن ينقش أحد عليه ، و مات صلى الله عليه وسلم وهو في يده ، ثم أخذه أبو بكر بعد ذلك فكان في يده ، ثم أخذه عمر ، فكان في يده عامّة خلافته حتى سقط منه في بئر أريس ..

وفاة رسول الله
كان خالد على اليمن وأبان على البحرين وعمرو على سواد خيبر ، فلمّا بلغتهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعوا عن أعمالهم ، فقال لهم أبو بكر ( ما أحدٌ أحقّ بالعمل منكم ) .. فأبوا عليه فخرجوا إلى الشام فاتحين مجاهدين فقتلوا بها جميعاً ..
أجنادين
وعن عبد الله بن قُرط الثُّمالي أنه قال مررتُ يوم أجنادين بعمرو بن سعيد ، ومعه رجالٌ من المسلمين سبعة أو ثمانية ، وهو بارزوا أيديهم نحو العدو ويقول ..

قال تعالى "
( يا أيُّها الذينَ آمنوا إذا لقيتُمُ الذينَ كفروا زَحفاً فلا تُوَلُّهُمُ الأدْبارَ )".. الأنفال ( 15 ) ..

حتى فرغ من الآية فقال ( ولكن الجنة نِعْمَ المصير ، ولمن ؟ هي والله لمن يشتري نفسه لله ، وقاتل في سبيل الله ) ..
ونادى ( يا أهل الإسلام أنا عمرو بن سعيد بن العاص ، لا تَفِرّوا فإنّ الله يراكم ، ومَنْ رآه فارّاً عن نصرِ دينهِ مَقَتَهُ ، فاستحيوا من ربِّكم أن يراكم تُطيعون أبغضَ خَلْقه إليه -الشيطان الرجيم- وتعصونه وهو أرحم الراحمين ) ..


قال عبدالله بن قَرْط ( ودَنَا القومُ من الروم فحملوا حملةً منكرة فرّقت بيني وبين أصحابي ، فانتهيتُ إلى عمرو بن سعيد ، فقلتُ في نفسي ( ما أنا بواجدٍ اليوم في هذا العسكر رجلاً أقدمَ صحبةً ولا أقربَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابةً من هذا الرجل) .. فدنوتُ منه ومعي رمحي ، وقد أحاطت به من العدو جماعةٌ ، فحملتُ عليهم فأصرع منهم واحداً ، ثم أقبلتُ إليه وأقف معه ، ثم قلتُ له ( يا ابن أبي أحيحة أتعرفني ؟) .. قال ( نعم ، ألستَ أخا ثقيف ؟) .. فقلتُ له ( لِمَ تبعد من الإخوان والجيران والحُلفاء ؟ أنا أخو ثُمالة ، أنا عبدالله بن قَرْط ؟!) .. قال ( مرحباً بك أنتَ أخي في الإسلام وأقرب نسباً ، والله لئن استشهدتُ لأشفعنَّ لك ) ..

قال فنظرتُ فإذا هو مضروب على حاجبه بالسيف ، وإذا الدماء قد ملأت عينيه ، وإذا هو لا يستطيع أن يفتح عينيه من الدم ، فقلتُ ( أبشر بخيرٍ فإنّ الله معافيك من هذه الضربة ، ومُنزّل النَّصْر على المسلمين ) ..

قال ( أمّا النصر على أهل الإسلام فأنزله الله فعجَّلَ ، وأمّا أنا فجعل الله لي هذه الضربة شهادةً وأهدى إليّ بأخرى مثلها ، فوالله ماأحبُّ أنّها بعرض أبي قُبيس -أي الجبل المقابل لباب الكعبة المشرفة- والله لولا أن قتلي يكسر بعضَ من ترى حولي لأقدمتُ على هذا العدو حتى ترى -يا ابن أخي- إن ثواب الشهادة عظيم ، وإنّ الدنيا دارٌ لا نسلم فيها ) ..
الشهادة
قال عبدالله ( فما كان بأسرع أن شدّت علينا منهم جماعة ، فمشى إليهم بسيفه فضَارَبَهم ساعةً ، وانكشف الكفار ، فشددنا عليهم فصرعنا منهم ثلاثةً ، وإذا نحن بصاحبنا صريع ، وقد قُتِلَ وبه أكثر من ثلاثين ضربة ، ممّا رأوا من شدّة قتاله إيّاهم ، فحنقوا عليه ، فأخذوه يجزّعونه بأسيافهم -أي يقطعونه بها-) ..
وكانت وقعة أجنادين في جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة..

يتبع
__________________






رد مع اقتباس
  #123  
قديم 23-06-2011, 10:28 PM
one 2 one 2 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
مكان الإقامة: any where
الجنس :
المشاركات: 6
الدولة : Egypt
افتراضي رد: موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم )

بارك الله فيك | والى الامام ان شاءالله .
رد مع اقتباس
  #124  
قديم 12-09-2011, 05:36 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
افتراضي رد: موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم )

وبارك لك ..
وجزانا الله واياكم خيرا ..
__________________






رد مع اقتباس
  #125  
قديم 12-09-2011, 06:21 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
افتراضي ** عمرو بن العاص ..

عمرو بن العاص
رضي الله عنه

"يا عمرو بايع فإن الإسلام
يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها
"
حديث شريف

مـن هــو ؟
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القرشي وكنيته أبو عبدالله ، صحابي جليل
قبـل إسلامـه كان أحد ثلاثة في قريش أتعبـوا الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بعنف مقاومتهم وإيذائهم لأصحابه ، وراح الرسول يدعو عليهم ويبتهل
لينزل العقاب بهم فنزل الوحي بقوله تعالى 000

" لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ مِنْ شيء أوْ يتوبَ عليهم أو يُعَذِّبهم فإنهم ظالمون "
وكـف الرسول الكريم عن الدعاء عليهم وترك أمرهـم الى الله ، واختار اللـه
لعمرو بن العاص طريق التوبة والرحمة ، فأسلم وأصبح مسلم مناضل وقائد فذ

اسلامه
أسلم عمرو بن العاص -رضي الله عنه- مع ( خالد بن الوليد ) قُبيل فتح مكة بقليل ( شهر صفر سنة ثمان للهجرة ) وبدأ إسلامه على يد النجاشي بالحبشة ففي زيارته الأخيرة للحبشة إذ جاء عمرو بن أمية الضمري ، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه ، فدخل على النجاشي ثم خرج من عنده ، فقال عمرو لأصحابه ( هذا عمرو بن أمية ، ولو قد دخلتُ على النجاشي فسألته إيّاه فأعطانيه فضربتُ عنقه ، فإذا فعلت به ذلك رأت قريش أن قد أجزأتُ عنها حين قتلتُ رسول محمد )000

قال عمرو راوياً للقصة فدخلتُ عليه فسجدتُ له كما كنت أصنـع فقال ( مرحباً بصديقي ، أهديتَ لي من بـلادك شيئاً ؟)000قلتُ ( نعم ؟ قد أهديت لك أدماً كثيراً )000ثم قربتهُ إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلتُ له ( أيها الملك ، قد رأينا رجلاً خرج من عندك ، وهو رسول رجلٍ عدوّ لنا ، فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا )000فغضب النجاشي ثم مدَّ يدهُ فضرب بها أنفهُ ضربةً ظننتُ أنه قد كسرَه000

قلتُ ( لو انشقت الأرض لدخلتُ فيها فَرَقاً منه )000ثم قلت ( أيها الملك ، والله لو ظننتُ أنك تكره هذا ما سألتكه )000فقال ( أتسألني أن أعطيك رسولَ رجل يأتيه النّاموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ؟)000قلتُ ( أيّها الملك ، أكذلك هو ؟ )000قال ( ويحك يا عمرو ، أطعني واتَّبِعهُ ، فإنه والله على الحق ، وليظهرنّ على مَنْ خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده )000

فقلتُ ( أتبايعني على الإسلام ؟)000قال ( نعم )000فبسط يَدَهُ فبايعتُهُ على الإسلام ، ثم خرجتُ إلى أصحابي وقد حال رأيي عمّا كان عليه ، فكتمتُ أصحابي إسلامي ، ثم خرجتُ عامداً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إسلامي ، فلقيـتُ خالد بن الوليد وهو مُقبـل من مكـة فقلتُ ( أين يا أبا سليمان ؟)000 قال ( والله لقد استقام المِيْسَمُ -أي أن أمر رسول الله قد اكتمل وصح بما نصره الله تعالى به- ، وإن الرجل لنبيّ ، أذهب والله أسلم ! حتى متى ؟؟)000قلتُ ( فأنا والله ما جئتُ إلا للإسلام )000

وما كاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يراهم حتى تهلل وجهه و قال لأصحابه ( لقد رَمَتْكم مكة بفَلَذات أكبادها )000وتقدم خالد فبايع ، وتقدم عمرو فقال ( إني أبايعك على أن يغفر الله لي ما تقدّم من ذنبي )000فأجابه الرسول الكريم ( يا عمرو بايع 000 فإن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله )000 وبايع عمرو ووضع كل ما يملك في خدمة الدين الجديد000

الشام
ثم بعث إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( إني أردتُ أن أوجِّهك وجهاً ، وأرغبُ لك رغبةً )000فقال عمرو ( أمّا المال فلا حاجة لي فيه ، ووجّهني حيثُ شئتَ )000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( نِعِمّاً بالمالِ الصالحِ للرجلِ الصالح )000ووجّه قِبل الشام ، وأمَرهُ أن يدعوَ أخوال أبيه ( العاص ) من ( بَلِيّ ) إلى الإسلام ، ويستنفرهم إلى الجهاد ، فشخص عمرو إلى ذلك الوجه000

ثم كتب إلى رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- يستمـدّهُ ، فأمدّه بجيـش فيهم أبو بكـر وعمـر ، وأميرهم أبو عبيـدة بن الجـراح فقـال عمرو ( أنا أميركم )000فقال أبو عبيـدة ( أنتَ أميرُ مَنْ معك ، وأنا أمير من معي )000وكان معه المهاجرون الأولون ، فقال عمرو ( إنما أنتم مَدَدي فأنا أميركم )000فقال له أبو عبيـدة ( تعلم يا عمرو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عَهِدَ إليّ فقال ( إذا قدِمْتَ على عمرو فتطاوَعَا ولا تختلِفا ) ، فإن خالفتني أطعتُك )000قال ( فإني أخالفك )000فسلّم له أبو عبيـدة ، وصلى خلفه000

فضله
قال طلحة بن عبيد الله أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( إنّ عمرو بن العاص لرشيد الأمر )000فقد صحب عمرو بن العاص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، واستعمله الرسول الكريم على غزوة ذات السلاسل ، وبعثه يوم الفتح إلى سُواع صنم هُذيل فهدمه ، وبعثه أيضاً إلى جيفـر وعبـد ابْنَـي الجلنـدا وكانا من الأزد بعُمان يدعوهما إلى الإسـلام ، فقُبِض رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- وعمرو بعُمان0000

كان فزعٌ بالمدينة فأتى عمرو بن العاص على سالم مولى أبي حذيفة وهو مُحْتَبٍ بحمائل سيفِه ، فأخذ عمرو سيفه فاحتبى بحمائله ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( يا أيها الناس ! ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله )000ثم قال ( ألا فعلتم كما فَعَل هذان الرجلان المؤمنان )

ذات السلاسل
بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عَمْراً على جيش ذات السلاسل ، إلى لَخْم وجُذام وكان في أصحابه قِلّة فقال لهم عمرو ( لا يوقدنّ أحدٌ منكم ناراً )000فشقّ ذلك عليهم ، فكلموا أبا بكر يُكلّم لهم عَمْراً فكلمه فقال ( لا يوقد أحدٌ منكم ناراً إلا ألقيته فيها)000

فقاتل العدو فظهر عليهم ، فاستباح عسكرهم فقال له الناس ( ألا تتبعهم ؟)000فقال ( لا ، إني لأخشى أن يكون لهم وراء هذه الجبال مادّةٌ يقتطعون المسلمين )000فشكوه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- حين رجعوا فقال -صلى الله عليه وسلم- ( صدقوا يا عمرو )000فقال له ( إنه كان في أصحابي قِلّة فخشيتُ أن يرغب العدوّ في قتلهم ، فلمّا أظهرني الله عليهم قالوا أنتبعُهُم ؟-فقلتُ أخشى أن يكون لهم وراء هذه الجبال مادّة يقتطعون المسلمين )000فكأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حمدَ أمرَهُ000

الليلة الباردة
قال عمرو بن العاص لمّا بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام ذات السلاسل ، فاحتلمتُ في ليلة باردة شديدة البرد ، فأشفقتُ إن اغتسلتُ أن أهلك ، فتيممتُ ثم صليتُ بأصحابي صلاة الصبح ، فلمّا قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكرتُ ذلك له فقال ( يا عمرو ! صليتَ بأصحابك وأنتَ جُنب ؟)000 قلتُ ( نعم يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ! إني احتلمتُ في ليلة باردةٍ شديدة البرد ، فأشفقتُ إن اغتسلتُ أن أهلك وذكرتُ000

قول الله تعالى
"( ولا تَقْتُلُوا أنْفُسَكُم إنّ اللّهَ كان بِكُم رَحيماً )"
( سورة النساء/29 )
فتيممتُ ثم صليتُ ،
فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يقُلْ شيئاً000

الامارة
قُبِض رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- وعمرو بعُمان ، فخرج منها فقدم المدينة ، فبعثه أبو بكر الصديق أحدَ الأمراء إلى الشام ، فتولى ما تولى من فتحها وشهد اليرموك ، وولاه عمر بن الخطاب فلسطين وما والاها ، ثم كتب إليه أن يسير إلى مصر فسار إليها ففتح مصر ، وولاه عمر مصر إلى أن مات ، وولاه عثمان بن عفان مصر سنين ، ثم عزله واستعمل عليها عبد الله بن أبي سَرْح ، فقدم عمرو المدينة فأقام بها000

فلمّا نشِبَ الناس في أمر عثمان خرج إلى الشام فنزل بها في أرض له بالسّبع من أرض فلسطين ، حتى قُتِلَ عثمان -رضي الله عنه- ، فصار إلى معاوية فلم يزل معه يُظهِرُ الطلبَ بدم عثمان ، وشهد معه صفين ، ثم ولاه معاوية مصر فخرج إليها فلم يزل بها والياً ، وابْتنَى بها داراً ، ونزلها إلى أن مات بها000

حب الامارة
مما امتاز به عمرو بن العاص حُبّه للإمارة ، فشكله الخارجي ومشيته وحديثه كلها تدل على أنه خُلِق للإمارة ، حتى أن في أحد الأيام رآه أمير المؤمنين عمر وهو مقبل فابتسم لِمَشْيَته وقال ( ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرا )000والحق أن عمرو لم يُبْخِس نفسه هذا الحق ، فمع كل الأحداث الخطرة التي اجتاحت المسلمين ، كان عمرو يتعامل معها بأسلوب أمير معه من الذكاء والدهاء ما يجعله واثقا بنفسه مُعْتَزا بتفوقه ، وقد أولاه عمر بن الخطاب ولاية فلسطين والأردن ، ثم على مصر طوال حياة أمير المؤمنين000

وعندما علم ابن الخطاب أن عمراً قد اجتاز حد الرخاء في معيشته أرسل إليه ( محمد بن مَسْلمة ) وأمره أن يقاسم عمراً جميع أمواله وأشيائه ، فيبقى له نصفها ويحمل معه الى بيت مال المسلمين بالمدينة النصف الآخر ، ولو علم أمير المؤمنين عمر أن حب عمرو للإمارة سيحمله على التفريط في مسئولياته لما أبقاه في الولاية لحظة واحدة000

ذكاؤه ودهاؤه
كان عمـرو بن العاص حاد الذكاء ، قوي البديهة عميق الرؤية ، حتى أن أمير المؤمنين عمـر كان إذا رأى إنسانا عاجز الحيلة ، صـكّ كفيه عَجبا وقال ( سبحان الله !000إن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص إله واحد )000كما كان عمرو بن العاص جريئا مِقْداما ، يمزج ذكائه بدهائه فيُظَنّ أنه جبان ، بيد أنها سعة حيلة يُخرج بها نفسه من المآزق المهلكة ، وكان عمر بن الخطاب يعرف ذلك فيه ، وعندما أرسله الى الشام قيل له ( إن على رأس جيوش الروم بالشام أرطبونا )000أي قائدا وأميرا من الشجعان الدُّهاة ، فكان جواب أمير المؤمنين ( لقد رمينا أرْطَبون الروم بأرْطَبون العرب ، فلننظر عمَّ تنفَرج الأمور )000
ولقد انفرجت عن غلبة ساحقة لأرطبون العرب وداهيتهم عمرو بن العاص على أرطبون الروم الذي ترك جيشه للهزيمة وولى هاربا الى مصر000ولعل من أشهر المواقف التي يظهر فيها دهاء عمرو موقف التحكيم بين عليا ومعاوية ، وموقفه من قائد حصن بابليون000

محرر مصر
كانت مصر من أهم ولايات الإمبراطورية الرومانية ، وقد استغل الروم ثرواتها وحرموا منها السكان واستباحوا أهلها حتى أصبح الناس في ضيق لأن الروم فرضوا عليهم مذهبهم الديني قسرا ، فلما بلغ المصريون أنباء الفتوحات الإسلامية وعدالة المسلمين وسماحتهم تطلعت أنظارهم إليهم لتخليصهم مما هم فيه ،واتجه عمرو بن العاص سنة ( 18 هجري ) على رأس جيش من أربعة آلاف مقاتل متجها الى مصر ، وأمام شدة المقاومة طلب عمرو المدد من أمير المؤمنين فأرسل إليه أربعة آلاف جندي وتقدّم المسلمون وحاصروا حصن بابليون لمدة سبعة أشهر وتمكنوا من فتحه000

ثم اتجهوا الى الإسكندرية فوجدوا مقاومة من حاميتها فامتد حصارها الى أربعة أشهر وأخيرا فتحت الإسكندرية وعقدت معاهدة الإسكندرية ، ولقد كان -رضي الله عنه- حريصا على أن يباعد أهل مصر وأقباطها عن المعركة ، ليظل القتال محصورا بينه وبين جنود الرومان ، وتحدث عمرو مع زعماء الأنصار وكبار أساقفتهم فقال ( إن الله بعث محمدا بالحق وأمره به ، وإنه -عليه الصلاة والسلام- قد أدّى رسالته ، ومضى بعد أن تركنا على الواضِحَة ، وكان مما أمرنا به الإعذار الى الناس ، فنحن ندعوكم الى الإسلام ، فمن أجابنا فهو مِنّا له مالنا وعليه ما علينا ، ومن لم يُجِبنا الى الإسلام عرضنا عليه الجزْية وبذلنا له الحماية والمنعة ، ولقد أخبرنا نبينا أن مصر ستفتح علينا ، وأوصانا بأهلها خيرا فقال ( ستُفْتَح عليكم بعدي مصر ، فاسْتَوصوا بِقِبْطها خيرا ، فإن لهم ذِمّة ورَحِما )000فإن أجبتمونا الى ما ندعوكم إليه كانت لكم ذِمّة الى ذِمّة )000

وفرغ عمرو من كلماته فصاح بعض الأساقفة والرهبان قائلا ( إن الرّحِم التي أوصاكم بها نبيكم لهي قرابة بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء )000

حصن نابليون
أثناء حربه مع الرومان في مصر ، ( وفي بعض الروايات التاريخية أنها وقعت في اليرموك ) ، دعاه أرطبون الروم وقائدهم لمحادثته ، وكان قد أعطى أوامره لرجاله بإلقاء صخرة فوق عمرو إثر إنصرافه من الحصن ، ودخل عمرو على القائد لا يريبه منه شيء ، وانفض اللقاء ، وبينما هو في طريق الخروج لمح فوق أسوار الحصن حركة مريبة حركّت فيه الحرص والحذر ، وعلى الفور تصرف بشكل باهر000

لقد عاد الى قائد الحصن في خطوات آمنة مطمئنة ولم يثر شكوكه أمر ، وقال للقائد ( لقد بادرني خاطر أردت أن أطلعك عليه ، إن معي حيث يقيم أصحابي جماعة من أصحاب الرسول السابقين الى الإسلام ، لا يقطع أمير المؤمنين أمرا دون مشورتهم ، ولا يرسل جيشا من جيوش الإسلام إلا جعلهم على رأس مقاتلته وجنوده ، وقد رأيت أن آتيك بهم حتى يسمعوا منك مثل الذي سمعت ، ويكونوا من الأمر على مثل ما أنا عليه من بيّنة )000

وأدرك قائد الروم أن عمرا بسذاجة قد منحه فرصة العمر ، فليوافقه الآن الرأي ، وإذا عاد ومعه هذا العدد من زعماء المسلمين وخيرة رجالهم ، أجهز عليهم جميعا ، بدلا من أن يجهز على عمرو وحده ، وألغيت خطة اغتيال عمرو ، وودّع عمرو بحرارة ، وابتسم داهية العرب وهو يغادر الحصن ، وفي الصباح عاد عمرو على رأس جيشه الى الحصن ممتطيا صهوة فرسه

بطريق غزة
خرج عمرو بن العاص إلى بطريق غزّة في نفرٍ من أصحابه ، عليه قِباءٌ عليه صدأ الحديد وعمامة سوداء ، وفي يده رمح وعلى ظهره تُرْسٌ ، فلمّا طلع عليه ضحك البطريق وقال ( ما كنت تصنع بحمل السلاح إلينا ؟)000قال ( خفتُ أن ألقى دونـك فأكـون قد فرّطـتُ )000فالتفت إلى أصحابه فقال بيده (( عقدَ الأنملة على إبهامه )) أي يشير بها إليهم ثم قال ( مرحباً بك )000وأجلسه معه على سريره وحادثه ، فأطال ثم كلمه بكلام كثير ، وحاجّه عمرو ودعاه إلى الإسلام000

فلمّا سمع البطريق كلامَهُ وبيانهُ وأداءهُ قال بالرومية ( يا معشر الروم أطيعوني اليوم وأعصوني الدهر ، أمير القوم ألا ترون أنّي كلما كلمته كلمةً أجابني عن نفسه ، لا يقول أشاور أصحابي وأذكر لهم ما عرضتَ عليّ ، وليس الرأي إلا أن نقتله قبل أن يخرج من عندنا ، فتختلف العرب بينها ، وينتهي أمرهم ، ويعفون من قتالنا )000فقال مَنْ حوله من الروم ( ليس هذا برأي )000

وقد كان دخل مع عمرو بن العاص رجلٌ من أصحابه يعرف كلام الروم ، فألقى إلى عمرو ما قال الملك ( البطريق ) ثم قال الملك ( ألا تخبرني هل في أصحابك مثلك يلبس ثيابك ويؤدي أداءك ؟)000فقال عمرو ( أنا أكَلُّ أصحابي لساناً ، وأدناهم أداءً ، وفي أصحابي مَنْ لو كلمته لعرفت أنّي لستُ هناك )000 قال ( فأنا أحب أن تبعث إليّ رأسكم في البيان والتقدم والأداء حتى أكلمه )000فقال عمرو ( أفعل )000

وخرج عمرو من عنـده فقال البطريق لأصحابه ( لأخالفَنّكم ، لئـن دخل فرأيـتُ منه ما يقول لأضربَنّ عُنقَه )000فلمّا خرج عمروٌ من الباب كبّر وقال ( لا أعود لمثل هذا أبداً )000وأتى منزله ، فاجتمع إليه أصحابه يسألونه ، فخبّرهم خبره وخبر البطريق ، فأعظم القوم ذلك وحمدوا الله على ما رزق من السلامة000

وكتب عمرو بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر ( الحمدلله على إحسانه إلينا ، وإيّاك والتغرير بنفسك أو بأحدٍ من المسلمين في هذا أو شبهه ، وبحسب العلج منهم أن يُكلّمَ في مكانٍ سواءٍ بينك وبينه ، فتأمن غائلته ويكون أكسر )000فلما قرأ عمرو كتاب عمر ترحّم عليه ثم قال ( ليس الأب أبرُّ بولده بأبرَّ من عمر بن الخطاب برعيته )000

التحكيم
في الخلاف بين علي ومعاوية نصل الى أكثر المواقف شهرة في حياة عمرو ، وهو موقفه في التحكيم وكانت فكرة أبو موسى الأشعري ( المُمَثِّل لعلي ) الأساسية هي أن الخلاف بينهما وصل الى نقطة حرجة ، راح ضحيتها الآلاف ، فلابد من نقطة بدء جديدة ، تعطي المسلمين فرصة للاختيار بعد تنحية أطراف النزاع ، وأبوموسى الأشعري على الرغم من فقهه وعلمه فهو يعامل الناس بصدقه ويكره الخداع والمناورة التي لجأ اليها الطرف الآخر ممثلا في عمرو بن العاص ( مُمَثِّل معاوية )الذي لجأ الى الذكاء والحيلة الواسعة في أخذ الراية لمعاوية000

ففي اليوم التالي لاتفاقهم على تنحية علي ومعاوية وجعل الأمر شورى بين المسلمين 000دعا أبوموسى عمرا ليتحدث فأبى عمرو قائلا ( ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلا وأقدم هجرة وأكبر سنا )000وتقدم أبوموسى وقال ( يا أيها الناس ، انا قد نظرنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة ويصلح أمرها ، فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين - علي ومعاوية - وجعلها شورى يختار الناس لأنفسهم من يرونه لها ، واني قد خلعت عليا ومعاوية ، فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من أحببتم )000وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية كما تم الاتفاق عليه بالأمس ، فصعد المنبر وقال ( أيها الناس ، ان أباموسى قد قال ما سمعتم ، وخلع صاحبه ، ألا واني قد خلعت صاحبه كما خلعه ، وأثْبِت صاحبي معاوية ، فانه ولي أمير المؤمنين عثمان والمطالب بدمه ، وأحق الناس بمقامه !!)000

ولم يحتمل أبوموسى المفاجأة ، فلفح عمرا بكلمات غاضبة ثائرة000فقد أنفذ أبو موسى الإتفاق وقَعَد عمرو عن إنفاذه000

فضله
عن قبيصة بن جابر قال صحبتُ عمر بن الخطاب فما رأيتُ رجلاً أقرأ لكتاب الله ، ولا أفقه في دين الله ، ولا أحسسَ مُداراةٍ منه ، وصحبتُ طلحة بن عبيد الله فما رأيتُ رجلاً أعطى لجزيلٍ عن غير مسألة منه ، وصحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيتُ رجلاً أثقل حِلماً منه ، وصحبتُ عمرو بن العاص فما رأيتُ رجلاً أبين طرفاً منه ، ولا أكرم جليساً ولا أشبه سريرة بعلانية منه ، وصحبت المغيرة بن شعبة ، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بالمكر لخرج من أبوابها كلّها000

حكمته
قال عمرو بن العاص ( أربعةٌ لا أمَلُّهُمْ أبداً ، جليسي ما فهم عنّي ، وثوبي ما سترني ، ودابّتي ما حملتني ، وامرأتي ما أحسنتْ عِشْرتي )000

وقال عمرو لابنه عبدالله ( يا بُنيّ سلطانٌ عادلٌ خيرٌ من مطر وابل ، وأسد حَطوم خير من سلطان ظلوم ، وسلطان غشوم خيرٌ من فتنة تدوم ، يا بُنيّ زلّة الرجل عظيم يُجبَر ، وزلة اللسان لا تُبقي ولا تذر ، يا بُنيّ استراحَ مَنْ لا عقْلَ له فأرسلها مَثَلاً )000

وقال عمرو بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان ( يا أمير المؤمنين لا تكونَنّ لشيءٍ من أمر رعيّتكَ أشدَّ تعهداً منك لخصاصة الكريم حتى تعمل في سدّها ، ولطغيان اللئيم حتى تعمل في قمعه ، واستوحِشْ من الكريم الجائع ومن اللئيم الشبعان ، فإن الكريم يصول إذا جاع ، واللئيم يصول إذا شبع )000

وقال عمرو ( عجبتُ من الرجل يفرّ من القدر وهو مواقعه ، ومن الرجل يرى القَذاةَ في عين أخيه ويَدع الجذعَ في عينيه ، ومن الرجل يخرج الضّغن من نفس أخيه ويَدَع الضّغن في نفسه ، وما تقدمتُ على أمرٍ فلمتُ نفسي على تقدُّمي عليه ، وما وضعتُ سرّي عند أحدٍ فلمتُه على أن أفشاه ، وكيف ألومه وقد ضِقتُ به )000

مرض الموت
لمّا نزل بعمرو بن العاص الموت قال له ابنه عبد الله ( يا أبَتِ إنك كنت تقول عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه ؟ فصفْ لنا الموت وعقلك معك )000فقال ( يا بُنيّ الموتُ أجلُّ من أن يوصف ، ولكنّي سأصف لك منه شيئاً ، أجدني كأنّ على عنقي جبال رَضْوَى -جبل في المدينة على سبع مراحل- وأجدني كأنّ في جوفي شوك السُّلاّء ، وأجدني كأنّ نَفَسي يخرج من ثقب إبرةٍ )000

وقيل أن عمرو بن العاص لمّا كان عند الموت دعا حرسه فقال ( أيّ صاحب كنتُ لكم ؟)000 قالوا ( كنتَ لنا صاحبَ صدقٍ ، تكرمنا وتعطينا وتفعلُ وتفعلُ )000قال ( إنّما كنتُ أفعل ذلك لتمنعوني من الموت -أي الإغتيال- هاهو ذا قد نزل بي فاغنوه عنّي )000فنظـر القوم بعضهم إلى بعـض فقالوا ( والله ما كنّا نحسبك تكلَّمُ بالعَوراء يا أبا عبدالله ، قد علمتَ أنّا لا نغني عنك من الموت شيئاً )000فقال ( أما والله لقد قُلتها وإنّي لأعلم أنّكم لا تغنـون عنّي من المـوت شيئاً ، ولكن لأن أكـون لم أتخـذ منكم رجلاً قـط يمنعني من الموت أحبّ إليّ من كذا وكذا ، فيا ويح ابن أبي طالب إذْ يقول حرسَ امرأً أجلُهُ )000

وفاته
وفي ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين من الهجرة ، أدركت الوفاة عمرو بن العاص بمصر حيث كان واليا عليها ، وراح يستعرض في لحظات الرحيل حياته فقال ( كنت أول أمري كافرا ، وكنت أشد الناس على رسول الله ، فلو مِتّ يومئذ لوجَبَت لي النار ، ثم بايعت رسول الله ، فما كان في الناس أحد أحبّ إلي منه ، ولا أجلّ في عيني منه ، ولو سُئِلْتُ أن أنْعَتَه ما استطعت ، لأني لم أكن أقدر أن أملأ عيني منه إجلالا له ، فلو مِتّ يومئذ لرجوت أن أكون من أهل الجنة ، ثم بُليت بعد ذلك بالسلطان ، وبأشياء لا أدري أهي لي أم عليّ )000

وأوصى عمرو بن العاص ابنه عبد الله ( يا بُنيّ ، إذا مِتُّ فاغسلني غسلةً بالماء ، ثم جففني في ثوب ، ثم اغسلني الثانية بماءٍ قراح ، ثم جففني في ثوب ، ثم اغسلني الثالثة بماءٍ فيه شيء من كافور ، ثم جففني في ثوب ، ثم إذا ألبستني الثياب فأزِرَّ عليّ فإني مُخاصم ، ثم إذا حملتني على السرير فامش بي مشياً بين المشيتين وكنْ خلف الجنازة ، فإن مقدّمها للملائكة وخلفها لبني آدم ، فإذا وضعتني في القبر ، فسُن عليّ التراب سنّاً -أي اجعله مرتفعاً مستطيلاً على وجه الأرض-)000

ثم رفـع بصره الى السماء في ضَراعـة مناجيا ربه الرحيم قائلا ( اللهم لا بريء فأعْتـذِر ، ولا عزيز فأنْتَصر ، وإلا تُدْركني رحمتك أكن من الهالكين )000وظل في ضراعاته حتى صعدت الى الله روحه وكانت آخر كلماته لا إله إلا الله000وتحت ثَرَى مصر ثَوَى رُفاتُه ، فقد دُفِنَ بالمُقطّم مقبرة أهل مصر ، وهو سفح جبل000

يتبع
__________________






رد مع اقتباس
  #126  
قديم 23-09-2011, 07:41 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
Arrow ** عمرو بن قيس بن زائدة ..

عمرو بن قيس بن زائدة
رضي الله عنه

(وَأمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ** وَهُو يَخْشَـى ** فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّـَى )
قرآن كريم

مـن هــو ؟
هو الصحابي الجليل المعروف باسم
( ابـن أم مكتـوم ) الأعمـى
في المدينة اسمه عمرو بن قيس
بن زائدة القرشي العامري و في العراق اسمه
عبدالله وفي النهاية اجتمعوا على أنه ابن قيس
بن زائدة بن الأصم بن رواحة

نسبه
أمه أم مكتوم اسمها عاتكة بنت عبدالله
بن عنكثة بن عامر بن مخزوم ،
وهو ابن خال السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ،
فأم خديجة هي فاطمة بنت زائدة الأصم وهي أخت قيس

اسلامه
أسلم بمكة قديماً وكان ضرير البصر ،
هاجر إلى المدينة المنورة بعد مصعب بن عمير ،
قبل أن يهاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها
وقبل بدر قال البراء
( أوّل من قدم علينا من أصحاب رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- مُصعب بن عمير وابن أم مكتوم ،
فجعلا يُقْرِئان النّاس القرآن )

عبس وتولى
كان النبـي -صلى الله عليه وسلم- جالساً مع رجال
من قريش فيهم عُتبة بن ربيعة وناس من وجوه قريش
وهو يقول لهم ( أليس حسناً أن جئتُ بكذا وكذا ؟)
فيقولون ( بلى والدماء !!) فجاء ابن أم مكتوم وهو
مشتغل بهم فسأله عن شيء فأعرض عنه ، وعبس بوجهه ،
فأنزل الله تعالى مُعاتباُ رسوله الكريم

قال تعالى
"( عَبَـسَ وَتَولّـى ** أَن جآءَ هُ الأَعْمَـى **
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّـى ** أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْـرى **
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ** فأنْتَ لَهُ تَصَـدَّى ** وَمَا عَلَيْكَ ألا يَزَّكّـَى **
وَأمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ** وَهُوَ يَخْشَـى ** فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّـَى
")
سورة عبس (آيات 1-10 )
فلمّا نزلت الآية دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ابن أم مكتوم فأكرمه

الآذان
كان ابن أم كلثوم يُؤذَّن للنبي -صلى الله عليه وسلم-
بالمدينة مع بلال ، فقد كان بلال يُؤذّن ويُقيم ابن أم مكتوم ،
وربما أذن ابن أم مكتوم وأقام بلال ،
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-
( إنَّ بلالاً يُنادي بليل ، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابن أم مكتوم )
وبما أن ابن أم مكتوم أعمى كان لا يُؤذن حتى يُقال له
( أصبحت أصبحت
)

البصر
أتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده ابن أم مكتوم فقال
( متى ذهب بصرُك ؟) قال ( وأنا غلام )
فقال ( قال الله تبارك وتعالى
( إذا ما أخذتُ كريمة عبدي لم أجِدْ له بها جزاءً إلا الجنة ))

اليهودية
نزل ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- على يهودية بالمدينة
( عمّة رجل من الأنصار ) فكانت تخدمه وتؤذيه
في الله ورسوله ، فتناولها فضربها فقتلها ،
فرُفِعَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-
فقال ( أمّا والله يا رسول الله إن كانت لّتُرْفِقُني -تخدمني-
ولكنها آذتني في الله ورسوله ، فضربتها فقتلتها )
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
( أبعدها الله تعالى ، فقد أبطلتْ دَمَها )

المدينة
استخلفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة
ثلاث عشرة مرة ، في غزواته منها غزوة الأبواء وبواط ،
وذو العسيرة ، وخروجه إلى جهينة في طلب كرز بن جابر ،
وفي غزوة السويق ، وغطفان وأحد وحمراء الأسد ،
ونجران وذات الرقاع ، واستخلفه حين سار إلى بدر ،
ثم في مسيره إلى حجة الوداع ، وشهد فتح القادسية
ومعه اللواء وكان ابن أم مكتوم يُصلّي بالناس في
عامّة غزوات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

القاعدون والمجاهدون
عندما نزل قوله تعالى
( لا يَسْتوي القَاعِدونَ مِنَ المؤمنينَ والمجاهدونَ في سَبيلِ الله )
سورة النساء ( آية 95 )
قال عبد الله بن أم مكتوم
( أيْ ربِّ أَنْزِل عُذري ) فأنزل الله
غَيْرُ أولِي الضَّرَرِ )
فجُعِلَتْ بينهما وكان بعد ذلك يغزو فيقول
( ادفعوا إليّ اللواء ، فإنّي أعمى لا أستطيع أن أفرّ ،
و أقيموني بين الصّفَّين )

يوم القادسية
شهد ابن أم مكتوم فتح القادسية ومعه اللواء ،
فقد كانت معه رايةٌ له سَوْداء ، وعليه دِرْعٌ له
سابغة ثم رجع ابن أم مكتوم إلى المدينة فمات بها

يتبع ..
__________________






رد مع اقتباس
  #127  
قديم 23-09-2011, 07:53 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
Arrow ** عمير بن الحمام ..


عمير بن الحمام
رضي الله عنه

استشهاده

في غزوة بدر ، خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم-
مُحرِّضا للمسلمين قائلا
( والذي نفس محمد بيده ، لا يقاتلهم اليوم
رجل فيقتل صابراً محتسباً ، مقبلاً غير مدبر ،
إلا أدخله الله الجنة
)
فقال عمير ابن الحُمام أخو بني سلمة ،
وفي يده تمرات يأكلهن
( بخ بخ ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة
إلا أن يقتلني هؤلاء
!)
ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل
القوم المشركين حتى قُتِل ..

يتبع ..

__________________






رد مع اقتباس
  #128  
قديم 23-09-2011, 08:05 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
Arrow ** عمير بن سعد ..

عمير بن سعد
رضي الله عنه

مـن هــو ؟
عمير بن سعد أبوه سعد القارئ -رضي الله عنه-
شهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى
الله عليه وسلم-
حتى استشهد في معركة القادسية ،
اصطحب ابنه عمير الى الرسول -صلى
الله عليه وسلم-
فبايع النبي وأسلم ، ومنذ ذلك الوقـت
وعمير عابد مقيم في محـراب
الله ،
ودائما في الصفوف الأولى للمسلمين ،
وكان المسلمون يلقبونه ( بنسيج وحده )


قوة ايمانه
لقد كان له -رضي الله عنه-
في قلوب الأصحاب مكانا وَوُداً فكان قرة أعينهم ،
كما أن قوة إيمانه وصفاء سنه وعبير خصاله كان يجعله
فرحة لكل من يجالسه ، ولم يكن يؤثر على دينه أحد ولا شيئا ،
فقد سمع قريبا له ( جُلاس بن سويد بن الصامت )
يقول ( لئن كان الرجل صادقا ، لنحن شرٌّ من الحُمُر !)
وكان يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،
وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا ، سمع عمير بن سعد
هذه العبارة فاغتاظ و احتار ، الغيظ أتى من واحد
يزعم أنه من المسلمين ويقول ذلك عن الرسول
-صلى الله عليه وسلم-بلهجة رديئة ،
والحيرة أتت من مسئوليته تجاه هذا الذي سمع وأنكر ،
أينقل ما سمع للرسول ؟ كيف والمجالس بالأمانة ؟
أيسكت عما سمع ؟


ولكن حيرته لم تطل ، وعلى الفور تصرف
عمير كرجل قوي وكمؤمن تقي ، فقال لجُلاس
( والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي ، وأحسنهم عندي يدا ، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه ، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها عنك لآذتك ، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء ، وإني مُبلغ رسول الله ما قلت )
وهكذا أدى عمير لأمانة المجالس حقها ، و أدى لدينه حقه ، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق بيد أن جُلاس أخذته العزة بالإثم ، وغادر عمير المجلس وهو يقول
( لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يُشركني في إثمك )
وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طلب جُلاس
فأنكر وحلف بالله كاذبا ، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل

قال تعالى
( يحلفون بالله ما قالوا ، ولقد قالوا كلمة الكفر ، وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا ، وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ، فإن يتوبوا يَكُ خيرا لهم ، و إن يتولّوْا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ، وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير )

فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته ،

الولاية
اختار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
عمير واليا على حمص ، وحاول أن يعتذر عمير ولكن ألزمه أمير المؤمنين بذلك ، فاستخار عمير ربه ومضى الى واجبه ، وفي حمص مضى عليه عام كامل ، لم يصل الى المدينة منه خراج بل ولم يَبْلُغ أمير المؤمنين منه كتاب ، فبعث عمر الى عمير -رضي الله عنهما- ليأتيه الى المدينة ،فأتى الى المدينة أشعث أغبر يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعا من طول ما لاقى من عناء ، على كتفه اليمنى جراب وقَصْعة ، وعلى كتفه اليسرى قِرْبة صغيرة فيها ماء ، وإنه ليتوكأ على عصا ، لا يئودها حمله الضامر الوهنان


ودخل عمير على مجلس عمر وقال
( السلام عليك يا أمير المؤمنين ) ويرد عمر السلام ثم يسأله
وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء
( ما شأنك يا عمير ؟) فقال ( شأني ما ترى ،
ألست تراني صحيح البدن ، طاهر الدم ،
معي الدنيا أجُرُّها بقَرْنيها ؟) قال عمر ( وما معك ؟)
قال عمير ( معي جرابي أحمل فيه زادي ، وقَصْعَتي آكل فيها ، وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ، وعصاي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدوّا إن عَرَض فوالله ما الدنيا إلا تَبعٌ لمتاعي !) قال عمر ( أجئت ماشيا ؟) قال عمير ( نعم ) قال عمر ( أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟) قال عمير ( إنهم لم يفعلوا ، وإني لم أسألهم )


قال عمر ( فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟) قال عمير ( أتيت البلد الذي بعثتني إليه ، فجمعت صُلَحَاء أهله ، وولّيتهم جِباية فَيْـئهـم وأموالهم ، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها ، ولو بقـي لك منها شيء لأتيتـك به ) فقال عمر (فما جئتنا بشيء ؟) قال عميـر ( لا ) فصاح عمر وهو سعيد ( جدِّدوا لعمير عهدا ) وأجابه عمير ( تلك أيام قد خلت ، لا عَمِلتُ لك ولا لأحد بعدك )

الامانة
وبعد أن استأذن عُمير ورجع بيته على بعد أميال من المدينة ،
قال عمر ( ما أراه إلا قد خاننا ) فبعث رجلاً يُقال له الحارث وأعطاه مئة دينار فقال ( انطلق إلى عُمير حين تنزل كأنّك ضيف ، فإن رأيتَ أثرَ شيء فأقبلْ ، وإن رأيتَ حالاً شديداً فادْفعْ إليه هذه المئة دينار )


فانطلق الحارث ، فإذا هو بعُمير يُفلّي قميصـه إلى جنب حائط ، فسلّمَ عليه الرجـل فقال له عُمير ( انْزل رحمَك اللـه ) فنزل ثم سأله ( من أين جئت ؟) قال ( مـن المدينـة ) قال ( كيف تركـت أميـر المؤمنيـن ؟) قال ( صالِحـاً ) قال ( كيف تركـت المسلميـن ؟) قال ( صالحين ) قال ( أليس يُقيم الحدود -يعني عُمر-؟) قال ( بلى ، ضرب ابناً لهُ على فاحشة فمات من ضربه ) فقال عُمير ( اللهم أعِنْ عمرَ ، فإنّي لا أعلمه إلا شديداً حبّهُ لك )

فنزل الحارث ثلاثة أيام وليس لهم إلا قُرْصَةٌ من شعير ،
كانوا يخصُّونه بها ويطوون حتى أتاهم الجهد ،
فقال الحارث ( هذه الدنانير بعث بها أميرُ المؤمنين إليك فاستَعِنْ بها ) فصاح وقال ( لا حاجة لي فيها رُدَّها ) فقالت له امرأته ( إن احتجت إليها ، وإلا ضَعْها مَوَاضِعَها ) فقال عُمير ( والله ما لي شيء أجعلها فيه ) فشقّت المرأةُ أسفل درعها فأعطته خرقةً فجعلها فيها ، ثم خرج يُقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء ، ثم رجع والرسول يظنّ أنه يُعطيه منها شيئاً فقال عُمير ( أقرىء منّي أمير المؤمنين السلام )


فرجع الحارث إلى عمر قال ( ما رأيت ؟) قال ( رأيت يا أمير المؤمنين حالاً شديداً ) قال ( فما صنع بالدنانير ؟) قال ( لا أدري ) فأرسل عمر إلى عُمير وسأله ( ما صنعت بالدنانير ؟) قال ( قدّمتُها لنفسي ) قال ( رحمك الله )

فضله
وبقي عمر بن الخطاب يتمنى ويقول
( وَدِدْتُ لو أن لي رجالا مثل عُمير أستعين بهم على أعمال المسلمين ) فقد كان عمير بحق ( نسيج وحده ) ، فقد كان يقول من فوق المنبر في حمص ( ألا إن الإسلام حائـط منيع ، وباب وثيـق ، فحائط الإسـلام العدل ، و بابه الحق ، فإذا نُقِـضَ الحائط وحُطّـم الباب استُفْتِـح الإسـلام ، ولا يزال الإسـلام منيعا ما اشتد السلطان ، وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ، ولكن قضاء بالحـق ، وأخذاً بالعـدل )
يتبع ..

__________________






رد مع اقتباس
  #129  
قديم 07-10-2011, 02:29 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
افتراضي ** عمير بن وهب ..


عمير بن وهب

رضي الله عنه


" لهو اليوم أحبُّ إلي من بعض ولدي "
عمر بن الخطاب


مـن هــو ؟

عمير بن وهب الجُمَحي كان يلقبه أهل مكة بشيطان قريش ، وبعد إسلامه أصبح حواريّ
باسل من حواريِّ الإسلام ولاءه الدائم للرسول
-صلى الله عليه وسلم- والمسلمين

يوم بدر
وفي يوم بدر كان واحدا من قادة المشركين الذين حملوا سيوفهم ليجهزوا على الإسلام ، كان حديد البصر محكم التقدير ، ندبه فومه ليستطلع لهم عدد المسلميـن ، وإذا كان من ورائهم كميـن أو مـدد ، فعاد من معسكـر المسلميـن قائلا لقومه ( إنهم ثلاثمائة رجل ، يزيدون قليلا أو ينقصون ) وسألوه ( هل وراءهم أمداد لهم ) فقال ( لم أجد وراءهم شيئا ، ولكن يا معشر قريش رأيت المطايا تحمل الموت الناقع ، قوم ليس معهم مَنَعة ولا ملجـأ إلا سيوفهم ، والله ما أرى أن يقتل رجـل منهم حتى يقتل رجلا منكم ، فإذا أصابوا منكم مثل عددهم ، فما خير العيش بعد ذلك ؟ فانظروا رأيكم ) وتأثر الرجال بقوله وكادوا يعودون الى مكة ، لولا أبو جهل الذي أضرم نار الحقد في نفوسهم فكان هو أول قتلاها وعادت قريش مهزومة ، كما خلّف عمير وراءه ابنه في الأسر

المؤامرة
وذات يوم جلس عمير بن وهب مع ابن عمه صفوان بن أمية ، وكان حقد صفوان على المسلمين كبيرا فقد قتل أباه أمية بن خلف في بدر ،فقال صفوان وهو يتذكر قتلى بدر ( والله ما في العيش بعدهم خير ) فقال له عمير ( صدقت ، ووالله لولا دَيْن عليّ لا أملك قضاءه ، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله ، فإن لي عنده عِلّة أعتَلّ بها عليه أقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير ) فاغتنمها صفوان وقال ( عليّ دَيْنك ، أنا أقضيه عنك ، وعيالُك مع عيالي أواسيهم ما بقوا ) فقال له عمير ( إذن فاكتم شأني وشأنك ) ثم أمر عمير بسيفه فشُحذ له وسُمَّ ، ثم انطلق حتى قدم المدينة

قدوم المدينة
وبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر ، ويذكرون ما أكرمهم الله به ، إذ نظر عمر فرأى عمير بن وهب قد أناخ راحلته على باب المسجد متوشحا سيفه ، فقال ( هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ، والله ما جاء إلا لشر ، فهو الذي حرّش بيننا وحَزَرنا للقوم يوم بدر ) ثم دخل عمر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال ( يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء مُتَوشحا سيفه ) قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أدخله علي ) فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عُنُقه ، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار ( ادخلوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث ، فإنه غير مأمون )

اسلامه
ودخل به عمر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بحمالة سيفه في عُنقه ، فلما رآه الرسول قال ( دعه يا عمر ، ادْنُ يا عمير ) فدنا عمير وقال ( انعموا صباحا ) وهي تحية الجاهلية فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ، بالسلام تحية أهل الجنة ) فقال عمير ( أما والله يا محمد إن كُنتُ بها لَحديث عهد ) قال الرسول ( فما جاء بك يا عمير ؟) قال ( جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم ) قال النبي ( فما بال السيف في عُنُقك ؟) قال عمير ( قبَّحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنّا شيئا ؟!) قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أصدقني يا عمير ، ما الذي جئت له ؟) قال ( ما جئت إلا لذلك )

قال الرسول الكريم ( بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت لولا دَيْن علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا ، فتحمّل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له ، والله حائل بينك وبين ذلك ) وعندئذ صاح عمير ( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهـد أنك رسول الله ، هذا أمـر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فوالله ما أنبأك به إلا الله ، فالحمـد لله الذي هداني للإسلام ) فقال الرسول لأصحابه ( فَقِّهوا أخاكم في الدين وأقرئوه القرآن ، وأطلقوا له أسيره )

النبأ المنتظر
ومنذ غادر عمير بن وهب مكة الى المدينة راح صفوان ينتظر وهو فرحا مختالا ، وكلما سئل عن سبب فرحه يقول ( أبشروا بوقعة يأتيكم نبأها بعد أيام تُنسيكم بدر ) وكان يخرج كل صباح الى مشارف مكة ويسأل القوافل والركبان ( ألم يحدث بالمدينة أمر ؟) حتى لقي مسافر أجابه ( بلى حدث أمر عظيم ) وتهلَّلت أسارير صفوان وعاد يسأل الرجل ( ماذا حدث اقصص علي ؟) فأجابه الرجل ( لقد أسلم عمير بن وهب ، وهو هناك يتفقه في الدين ويتعلم القرآن ) ودارت الأرض بصفوان وأصبح حُطاما بهذا النبأ العظيم

العودة الى مكة
أقبل عمير على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وقال ( يا رسول الله ، إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله ، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل ، وإني لأحب أن تأذن لي فأقدُم مكة فأدعوهم الى الله تعالى ، والى رسوله والى الإسلام ، لعل الله يهديهم ، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم )

وبالفعل عاد عمير -رضي الله عنه- الى مكة وأول من لقيه كان صفوان بن أمية ، وما كاد يراه حتى هم بمهاجمته ، ولكن السيف المتحفز في يد عمير ردَّه الى صوابه ، فاكتفى بأن ألقى على سمع عمير بعض شتائمه ومضى في سبيله ، ودخل عمير مكة مسلما في روعة صورة عمر بن الخطاب يوم إسلامه ، وهكذا راح يعوض ما فاته ، فيبشر بالإسلام ليلا نهارا ، علانية وجهرا ، يدعو الى العدل والإحسان والخير ، وفي يمينه سيفه يُرهب به قطاع الطرق الذين يصدون عن سبيل الله من آمن به ، وفي بضعة أسابيع كان عدد الذين أسلموا على يد عمير يفوق عددهم كل تقدير ، وخرج بهم عمير -رضي الله عنه- الى المدينة بموكب مُهلل مُكبر

فتح مكة
وفي يوم الفتح العظيم ، لم ينس عمير صاحبه وقريبه صفوان ، فراح إليه يُناشده الإسلام ويدعوه إليه ، بيد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن ، فذهب عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له ( يا نبي الله ، إن صفوان بن أمية سيد قومه ، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر ، فأمِّـنه صلى الله عليك ) فقال النبي ( هو آمن ) قال ( يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك ) فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمامته التي دخل فيها مكة
فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال ( يا صفوان فِداك أبي وأمي ، الله الله في نفسك أن تُهلكها ، هذا أمان رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- قد جئتك به ) قال له صفوان ( وَيْحَك ، اغْرُب عني فلا تكلمني ) قال ( أيْ صفوان فداك أبي وأمي ، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضـل الناس وأبـر الناس ، وأحلـم الناس وخيـر الناس ، عِزَّه عِزَّك ، وشَرَفه شَرَفـك ) قال ( إنـي أخاف على نفسـي ) قال ( هو أحلم من ذاك وأكرم )
فرجع معه حتى وقف به على رسول الل
ه -صلى الله عليه وسلم- فقال صفوان للنبي الكريم ( إن هذا يزعم أنك قـد أمَّـنْتَنـي ) قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ( صـدق ) قال صفـوان ( فاجعلني فيها بالخيار شهريـن ) فقـال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أنت بالخيار فيه أربعة أشهر ) وفيما بعد أسلم صفوان ، وسَعِدَ عمير بإسلامه أيما سعادة ..

يتبع ..
__________________






رد مع اقتباس
  #130  
قديم 07-10-2011, 03:09 PM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
افتراضي ** غالب بن عبد الله الكِناني ..


غالب بن عبدالله الكنانى

رضي الله عنه


مـن هــو ؟
غالب بن عبد الله الكِناني الليثي ، قال
( بعثني النبي -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح بين يديه لأسهلّ له الطريق ولأكون له عيناً ، فلقيني على الطريق لِقاحُ بني كنانة ، وكانت نحواً من ستة آلاف لِقَحة وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل فحلبتُ له ، فجعل يدعو الناس الى الشراب فمن قال ( إني صائم ) قال ( هؤلاء العاصون )

فتح القادسية
ولغالب بن عبد الله ذكرٌ في فتح القادسية ، وهو الذي قتل هُرْمُز ، وكان وَلِيَ خُراسَانَ زمن معاوية ، ولاّه زياد

يتبع ..
__________________






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 219.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 213.82 كيلو بايت... تم توفير 6.04 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]