«الأسواق الشعرية».. طقوس ومعارك ساخنة! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213765 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-11-2019, 04:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي «الأسواق الشعرية».. طقوس ومعارك ساخنة!

«الأسواق الشعرية».. طقوس ومعارك ساخنة!

صلاح حسن رشيد

تبوّأت الأسواق الشعرية مكانة عظيمة في نفوس العرب في العصر الجاهلي، فقد نظروا للشاعر نظرتهم للمَلِك والأمير، وكانت القبيلة تُفاخِر كل القبائل بميلاد شاعرها، وتزهو به على الملأ.. بل إنه احتلّ منزلة أرفع من منزلة المُقاتِل، وذلك للدفاع عنها ضد أعدائها بشعره. وكانت القبيلة إذا نبغ فيها شاعر احتفلت به احتفالًا عظيمًا، فأخذ الرجال والنساء يُهنئ بعضهم بعضًا، فأقاموا الحفلات الغنائية، وقدّموا فيها الطعام والشراب؛ لأن في نبوغ هذا الشاعر حماية لأعراضهم، وذبًّا عن أحسابهم، وتخليدًا لمآثرهم، وإشادة بذكرهم، كما يقول ابن رشيق في كتابه العمدة.
وكانت تُعقد المجالس لسماع الشعر وإنشاده، وتُقام الأسواق من أجل المفاخرة والمباراة بين القبائل عن طريق سلاح الشعر.. بل إن القبائل التي لا ينبغ فيها الشعراء كانت تشعر بالنقص والضَّعة، وخمول الذكر والهوان!
يقول د.حسين نصار في كتابه «في الشعر العربي»: إن الأسواق الشعرية كانت كثيرة، فمنها سوق عكاظ، التي كانت تعقد في وادٍ بين مكة والطائف، في شهر ذي القعدة.. ثم توارت أهمية عكاظ في الإسلام، وبرز سوق المربد في البصرة، وسوق الكناسة في الكوفة، يُضاف إليهما المساجد التي كانت فيها المجالس الشعرية أيضًا، فقد فعل ذلك رسول الله "صلى الله عليه وسلم" مع حسّان بن ثابت، واقتدى به المسلمون بعد ذلك، كما تذكر أخبار جرير والفرزدق.
وكان للاحتفالات الشعرية، التي أقيمت في الأسواق العربية، آثارها الخطيرة في الشعر العربي، بل في اللغة العربية كلها؛ فقد كان سوق عكاظ البقعة التي تتلاقى فيها القبائل العربية من شتى الأرجاء، ومع اختلاف اللهجات، وكانت القبائل تحاول أن توجِد لها لغة أدبية رسمية، فاختارت لغة الحجاز (قريش)، فكانت عكاظ الموطن الذي وحّد اللهجات العربية، ومهّد لتوحيد العرب أنفسهم في أمة واحدة.
طقوس الاحتفالات الشعرية
ويبدو أن هذه الاحتفالات الشعرية كانت لها رسومها وطقوسها وآدابها، فقد روي أن عمرو بن كلثوم عندما نظم معلقته الشهيرة، وأراد إشاعتها ونشرها بين العرب، ذهب إلى سوق عكاظ، وأنشدها هناك، فنالت إعجاب السامعين واعترافهم بجودتها، فطار صيتها بين الناس!
ورووا كذلك أن الأعشى عندما مدح المُحلَّق الكلابي، وأثنى على بناته؛ ليجد لهنّ الأزواج الأكْفاء، فعل ذلك في عكاظ، وكان يُنشد الناس تحت سَرحة (شجرة عظيمة ذات ظل)، وقد حقّقت قصيدته غرضها سريعًا، فتهافت الأشراف على بنات الرجل طلبًا للزواج!
كما ذكر أصحاب الأخبار أن بعض الشعراء الذين اعترف لهم أهل عكاظ بميزة أو فضل كانوا يهتمون بهذا الاعتراف، ويُبرزونه إبرازًا واضحًا، فيُعلِّمون أنفسهم بعلامات خاصة، لا يحل لغيرهم استخدامها، فكان النابغة الذبياني- الذي اتخذ منه أهل عكاظ حَكَمًا يفصل بين الشعراء ويبين منزلتهم- يضرب لنفسه قُبّةً حمراء من الجِلد!
بين الخنساء وهند!
ولمّا أُصيبت الخنساء بأبيها عمرو بن الشريد، وأخوَيها: صخر ومعاوية، ورثتهم بالقصائد التي شاعت في الأرجاء العربية، واعترف لها الناس بعِظَم مصيبتها، كانت تشهد عكاظ، وقد أعلمت هودجها براية. قال أبو الفرج في الأغاني عنها: «لما كانت وقعة بدر، قُتِل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، فأقبلت هند بنت عتبة ترثيهم، وبلغها تسويم (اتخاذ علامة) الخنساء هودجها في الموسم، ومعاظمتها العرب بمصيبتها، وأن العرب قد عرفت لها ذلك. فلمّا أُصيبت هند بما أُصيبت به، قالت: إني أعظم من الخنساء مصيبةً، وأمرت بهودجها فسُوِّم براية، وشهدت الموسم بعكاظ، فقالت: اقرنوا جَمَلي بجمل الخنساء، ففعلوا، فلما أن دنت منها، قالت لها الخنساء: من أنتِ يا أُخَيَّة؟ قالت: أنا هند بنت عتبة، أعظم العرب مصيبةً، وقد بلغني أنكِ تُعاظمين العرب بمصيبتك، فبمَ تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: بعمرو بن الشريد، وصخر، ومعاوية ابنَي عمرو. وبم تعاظمينهم أنتِ؟ قالت هند: بأبي عتبة بن ربيعة، وعمي شيبة بن ربيعة، وأخي الوليد. قالت الخنساء: أو سواءٌ عندكِ؟ ثم أنشدت تقول:
أُبَكِّـى أبـي عمرًا بعـينٍ غـزيرةٍ قليلٍ إذا نام الخليُّ هُجـودُها
وصِنوَيس لا أنسـى معـاويةَ الـذي له من سراة الحَرَّتَينِ وُفودُها
وصخرًا، ومن ذا مثل صخرٍ إذا غدا بساهمـةِ الآطال قٌبا يقودها
فـذلك يا هنـدُ الـرزيةُ فاعلمـي ونيرانُ حربٍ حين شبَّ وَقودها
فقالت هند تجيبها:
أُبَكِّي عمـيد الأبطَـحَين كليـهما وحاميـها من كـل باغٍ يـريدها
أبي عتبةُ الخيراتِ ويحكِ فاعلمي وشيبة والحامـي الذمارَ وليـدها
أولئـك آل المـجد مـن آل غالبٍ وفي العِزِّ منها حين ينمى عديدها
تزيُّن الشعراء!
ويؤكد د.نصار: أن أول ما كان يلجأ إليه الشاعر ليعد نفسه للشِّعر، هو التَّزَيُّن.. وكان التزين أمرًا جوهريًّا وضروريًّا، يفعله كل شاعر، ولا سيما الفحول؛ فيقال إن الفرزدق حين أراد أن ينشد في المدينة قصيدته:
عزفتَ بأعشاشٍ وما كنتَ تعزفُ
وأنكرتَ من حوراءَ ما كنتَ تعرفُ
طلع الفرزدق على القوم في حُلَّة يمانيةٍ موشّاة، وقد أرخى غديرته، كما كان خصمه الذي تحداه يلبس ثوبين مصبوغين بصُفرة!
وحينما أراد جرير أن ينشد قصيدته التي هجا فيها الراعي النميري وقومه، وقال فيها:
فغُضَّ الطرف إنك من نُميرٍ
فلا كعبًا بلغتَ ولا كلابا
يُقال: إنه ادَّهن بدهن، وجمع شَعره- وكان حَسَن الشَّعر- وضمَّ أطرافه!
وكان من تمام الاحتفال، أن يُزَيِّن الشاعر جَمَله الذي يركبه، فيضع عليه أجمل الأردية. وقد وصف واصف ما لجأ إليه جميل بثينة من تجمُّلٍ، حين هاجى جوّاس بن قطبة، فقال: «قدمتُ من عند عبدالملك بن مروان، وقد أجازني، وكساني بُردًا، وكان ذلك البُرد أفضل جائزتي، فنزلت وادي القرى، فلقيني جميل، وكان صديقًا لي، فسلَّم بعضنا على بعض..فلما أمسيتُ إذا هو قد أتاني في رحلي، فقال: البُرد الذي رأيته عليك تُعيرنيه حتى أتجمَّل به، فإن بيني وبين جوّاس مراجزة، قلتُ: لا، بل هو لك كسوة، فكسوته إياه، فلما أصبحنا جعل الأعاريب يأتون أرسالًا، حتى اجتمع منهم بشرٌ كثير. وحضرتُ وأصحابي، فإذا بجميل قد جاء وعليه حُلّتان، ما رأيت مثلهما قط، وإذا بُردي الذي كسوته إياه قد جعله جُلا لجمله، فتراجزا..». وكانت النتيجة أن كسب جميل المُراجَزة، وارتفعت مكانته بين الناس!
وأغرب من ذلك وأعجب، ما كان يفعله حسان بن ثابت وهو يستعد لإنشاد إحدى قصائده الحماسية، فقد كان حسان يُخَضِّب شاربه والشعرات التي بين الشفة السفلى والذقن بالحِنّاء، ولا يُخضب سائر اللحية، ليكون كالأسد الوالغ في الدماء، كما فسّر هو نفسه هيئته، وينشد حماسيته، ويتغنّى بشجاعته وغنائه في الحروب!
النابغة والخنساء والأعشى.. رفعوا رايات الفخر في عكاظ
ناقد أدبي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.66 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]