الــــــــــورق - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853378 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388537 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214001 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2021, 04:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي الــــــــــورق

الــــــــــورق


فهد بن مشعان بن مرزوق الربابين




مقدمة:
﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1].

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإنِّي أرجو أن ينال إعجابَكم هذا الجزء الثالث لمجموعة (أرق في الورق)، والذي بدوره يُكمِّل الأجزاء الأخرى، رغم كثرة الأفكار، إلا أنَّ بعضها يكاد يكون مُنحصرًا لولا أريحية النفس.

هذا، والحمد لله رب العالمين.

الواقع:
بدأت الحياة جديدة، ولكنَّها مليئة بضغوطات لم أكن أتوقَّعها أبدًا؛ وذلك بعدما رأيتُ بعيني كلَّ شيء، فقد تحسَّرت على ما فعلتُه رغم قنوعٍ بعض الشيء، ألاَّ أنَّني ما زلتُ أحاول الرجوعَ إلى المستوى الذي كنتُ عليه من قبل؛ لذلك أتألَّم من قلبي ألمًا شديدًا جدًّا، لدرجة أنني فكَّرتُ في مثل ما كنتُ أُفكِّر فيه سابقًا؛ ألا وهو الموت الذي بات طيفًا يروح ويغدو عليَّ بينَ حين وطرفة عين.

قد يكون تفكيري بسيطًا منذ تلك اللحظة، إلاَّ إنه واعٍ كفاية ليدرك حقيقةَ ما هو فيه؛ فالحياة رغم قسوتها إلاَّ أنها تبتسم لمن بسطَ وجهَه لها وأراها البشاشة كيف تكون، فذلك المتفائل القريب من الواقع الذي يعيشه حقًّا، فلا تزال الحريَّة محورًا ثابتًا في رؤيتي نحو ما أطمح، رغم عُرف المجتمع السائد والشديد الذي ينهى عن كلِّ فعل يراه غير مناسب ولا تنال منه إلاَّ الخزي.

فالحقيقةُ بسطورها ما زالت تخط رسالة إنسانٍ عاش في مجتمع جامد وبعيدٍ كل البعد عن الانفتاح والإصلاح، الذي لا أقول عنه إلاَّ ببغاء يُعيد ما أعاده التاريخُ دون تطبيق حقيقي.

السابق:
لم تتطوَّر القصة، بل إنَّها ما زالَت في أساسها القائم على الوضوح والتعبير الذي أضحى ذا طرقٍ شتَّى ومتنوعة، ولكنَّه رغم ذلك ما زال يحاول الخروجَ من قلب تلك الدائرة التي رمى فيها نفسَه دونَ أن يشعر، أو يكون عنده علم بعواقبها الوخيمة.

فالحقيقة قصَّة أخفاها التاريخُ لعدَّة أسباب، ولا يمكن ذكرها إطلاقًا؛ وذلك صيانة للمجهول نفسه، كما أنَّه ستر له بعد ذلك.

فالحق الذي ما زلتُ أتكلَّم عنه بات يخرج في شكل أمثلةٍ عديدة ومغايرة، حتى إنَّه عاد إلى ما كان يفعله سابقًا، فكانت البداية درسًا، ولكنه لم يتعلَّم بعد، بل عاود الكرَّة مرة ومرات؛ لذا فقد وقع في شبكةٍ أشبه بشبكة صيد الأسماك، فما إن خرج من الماء حتى كاد يكون ولا شيء بعدها.

فالدرس من ذلك هو الحذَر والانتباه، ولكنَّه جعل تيك عنادًا واستكبارًا على الحقِّ الواضح، والذي هدف إلى تحسين حياته نحو الأفضل، ولكنَّه رام إلى أسفل الأرض ورضيَ القعود في الظلام حتى أصبحَت الأحلام يقظة وأوهامًا.

اللغات:
ما زلتُ أتكلَّم بلغات تخصني أنا فقط دون غيري، منها ما هو بسيط ومركَّب، ومنها ما هو صعب ولا يُستسهل، وكل لغة تُترجم ما أتحدَّث عنه من أحاسيس ومشاعر خالجتني بينَ الحين والحين، فمنها ما سال له الدمع حزنًا، ومنها ما وقف الدَّمع فرحًا وينتظر فرجًا.

فأنا في مكاني هذا منذ زمنٍ بعيد، لم أشأ أبدًا تغييره، ولكن الأحوال دعت إلى ذلك جهرًا وسرًّا، فالألم الذي صاحب الجسدَ قد اعترف حقًّا بما هو خير له منه، ولكنَّه أبى إلاَّ الألم؛ ولهذا السبب جاءت عدَّة لغات مختلفة تتحدَّث عن صورة بنمطٍ واحد رغم اختلافها العام، إلاَّ أنَّه لجأ إليها لتكون الأمين العام الذي يحفظ السرَّ بدل البشر غير الموثوق بهم إطلاقًا.

فقد تكلَّمتُ كثيرًا ولكن ما من مُستمع إلى ما أبثُّ من شكوى غير الله سبحانه وتعالى؛ لذا قرَّرتُ مقاطعة كل من لم يَعِ المشاعرَ والأحاسيس الصادقة والمعاني المُخرجة من القلب إلى القلب.

فلا مَن حولك يفهمون، ولا هم ينظرون حتى نظرة رحمة، ولكن لا يدركون إلاَّ أنفسهم.

الطرائق:
اليوم مررتُ بلحظة غريبة بعض الشيء، وذلك عندما راودني شعورٌ غريب تجاه بعض المواقف التي قد مررتُ بها هذا اليوم.

فالواقع يقول: إنَّني خائف حقًّا، ولكني أُخفي ذلك الشعورَ بداخلي رغم وضوح ذلكَ بأفعالي، فهي أصبحَت الدليل الثاني الذي يصوِّر لكل من حولي صورًا أنا قد أخفيتُها لأسباب لا أحبُّ ذكرها؛ لذلك زاد هذا الشعور اليوم بشكلٍ جعل القلبَ يخفق بشدَّة، حتى إنَّه حرَمه النوم الذي تكاد تكون عيناه تغرق به لولا المُنبِّه الذي لا يجعله ينام أو يشعر بالراحة.

فالحقيقة تقول: إنَّ هذا الإنسان ضعيف إيمانيًّا، وهذا ليسَ بغريب؛ فقد هجر الصلاةَ والذِّكر، وساح في الرذيلة التي كادت تُلقي به في الهاوية، لولا ذلك النور الحي الذي تدارَكه وأمسك بيده ليخرِجه من الأوهام الضائعة إلى الواقع الحاضر.

ولكنه غالبًا ما يتعلَّم من تلك الدروس، فقد تاه في بحر الظُّلمات، وحار في مسائل وشبهات، حتى أخرجَته عن المعقول، إلى غير المقبول، وسلَك هو الطريق، رغم معرفته بعذاب الحريق.

الكلمات:
كلمات رغم سهولتها إلاَّ أنَّ مدلولها عظيم، فيا ليت أنَّه يستيقظ من يقظته أو حلمه البهيم.

فالحياة أشبه بمدرسة يتعلَّم منها الإنسان المبدأَ الأساسي للعمل، والذي بدوره نؤلِّف كتابًا مليئًا بالتجارب الواقعية، منا من يتعلَّم ويفهم، ومنَّا من لو جعلتَ له كتابًا مفتوحًا أمامَه لا يلتفتُ ولا يفقه؛ فتكون النهاية مأسوية.

لا أعرف إن كان الكلام ثقيلاً، ولكن ما أعرفه هو أنَّه أشد بكثير من ضغط الجاذبيَّة، فما زالت الكلمات ذات تبيان وسهام تقتلُ كلَّ من تصيبه، والبعض الآخر منها يُدمِّر حياة كل شخص حسَّاس ومرهف.

قلوب أشبه ما تكون في سجن، وعيون في ظلام حالِك، ومشاعر شبيهة بمقبرة بعيدة كل البعد عن أَحياء الناس، صورة لو رسمتها لخرجت الأوصافُ إلى حد الاختلاف، ولكن الخوف أجمل منها بالملامحِ رغم الشوف[1]، هي حياتي التي عُلِّقَت ما بين جسر يكاد ينقَض، وبحر تكاد تكون أعماقه قاتلة.

لا أشعر بالسعادة المطلَقة، ولكني أنظر إلى مستقبلٍ قريب أكاد أرى سناء بعض نجومه في سماء تائهة.

الجانب المفقود:
هذا اليوم النوم حاربني وكأنَّه يُريد القول لي: إنَّ قلبك غير مستقرٍّ؛ فاطمئن أولاً ثم اخلد للنوم.

بدأتُ لا أعرف أين سيكون الاستقرار، ولكنِّي أعي جيدًا أنَّه موجود داخلي، وأنَّ ذلك ناتج عن ضعف ذاك الإيمان الذي فُقد منذ فترة لا تكاد تُحصى، ولكنِّي أعلم جيدًا أنَّه باستطاعتي إعادة التوازن الذي كنتُ أعيش فيه.

فكل ما يتطلَّبه الأمر هو الاستقامة التي لم يعُد لها وجود في نفسي بعدما اخترتُ الطريقَ الخطأ.

ما زالت الحكايات مستمرَّة، ولكنها ذات طابع مختلف عمن سبقنها من حكايات أُخر، فالسابقات أشبه بفصل الشتاء، بينما القادمة ما هي إلاَّ زعزعة أمنٍ لا أكثر.


فالحقيقة بروزها إلاَّ أنَّه ما زال هناك جانب مفقود، ويعجز القلب والوهم أو الخيال عن إيجاده، فالرمز الذي كان بالأمس أصبحَ اليوم شِبه زائل لولا الأثر المُتبقي منه.

فأصبحَت الكلمات التي تركها خلفَه دليلاً يوضِّح أفعاله، ويُفسِّر الدوافع والحالات التي اعترَته طيلة فترة حياته، فلم يعُد الفتى الجريء الذي كان بالأمس مُتقدمًا، بل صار اليوم الفتى الخجول الذي أجبر نفسَه على الابتعاد عن هذا العالَم المُزيَّف بألوانه البرَّاقة.

فقد انكشفَت له وجوه كثيرة عرف من خلالها أسرارًا كثيرة، ساعدَته على بناء فكرٍ يكاد يكون مخطئًا في بعضه، ولكنه رغم ذلك مُتمسِّك بكل ما لديه من مبادئ ومفاهيم يعتبرها أساسية في مفهوم الحياة.

فالقصة تبدأ من هذا اليوم الذي ما زال يدق كجرس كنيسة خلَت من ساكنيها، أو هو بيت تركه أهله خاويًا لفترة طويلة من الزَّمن حتى أصبح شبه بيت مسكون وباهت بكلِّ ما فيه، ويكاد يكون غباره قصَّة لولا السكون، أو هو كتاب وضع على أحد رفوف المكتبة الخالية من البشَر، رغم الكتب المملوءة بالنفيس، أو هو شجرة في وسط صحراء بعيدة كلَّ البعد عن الماء والغذاء، فكانت النهاية أن قُطع الجذر والذي كان مصدر رِزقها الأخير، فهل يا ترى تُعاود الخروج من جديد أم أنَّ الموت نهاية كل مصير؟


لا أحد:
ما زالَت الأيام تمر دونَ أن يحدث فيها شيء يستحق الذكر، غير العناء الذي بات يسكن مسارات الجسد، فعندما تحدَّث جسده عن تلك المشاعر والأحاسيس تحرَّكَت بعدما فاضت متدفقة لأسباب كثيرة.

فالكلمات حيَّة وليس هناك مُتَّسع لشرح البعض منها؛ فمن يَفْقه لا يهتم بالتفاصيل، إنَّ الواقع اليوم مختلف اختلافًا كُليًّا عن ماضي الأمس والذي كان حافلاً بمناسبات عديدة مرَّ من خلالها بأفضل أجزاء حياته.

لذلك كان التقديس للماضي الفائت دون الحاضر المطلوب، فلم تكن الحياة قد أعطَته تعريفًا بَعْد عن مشاكلها وآلامها القاتلة، ولكنها انتظرَت حتى بلغ أشدَّه، فكان هذا اليوم يوم قصم الظهر، والذي لم يتعلَّم منه شيئًا سوى الابتعاد عن الناس.

فأصبحَت نظرته إليهم مختلفة كُليًّا، حتى إنَّه أحيانًا ينظر نظرةً غريبة بعضَ الشيء؛ لذلك لم يثق يومًا ما بأحد حتى أقرب النَّاس إليه، رغم أنَّه لم يكن أحد قريبًا منه غيرَ نفسه؛ لذلك لا أحد في حياته.

من يقرأ:
من يقرأ لي يجد أنَّي تحدَّثتُ عن الماضي كثيرًا، وكيف كان السابق أسعد من الحاضر؛ ولكن هناك وميض أملٍ يصدر من بعض الكلمات التي ساعدَت الواقع وعرَّفت عنه بشكل شبه مفصَّل، رغم كونه مُحاطًا بجوانب عديدة لم يستفد منها غير الألَم الذي باتَ رمزًا ضمن رموزه الأساسية.

فالحقيقة أنَّ الحياة كتاب ما زال يقرأ فيه، لولا تلك العوارض التي تعترض طريقَه بين كل حين، رغم المحاولة التي بادَر بها إلا أنَّه لا يزال يحاول مُجدَّدًا؛ حتى يتخلَّص من جميع المعوِّقات التي اعترضَته في حياته السالفة والبادية.

من يقرأ الحاضرَ يجده أمامه واضحًا وضوح الشمس، ولكن من يقرأ الماضي ويغُص فيه إلى الأعماق فإنَّه سيجد ما يسعده قليلاً ويحزنه كثيرًا على ما حلَّ به.

فالأمس رغم ذهابه ما زالت صُحفه تطوف كلَّ ليلة لتذكِّره بالذي مضى وتقول له: ما كنتَ أبدًا هكذا.

فالأحوال تغيَّرَت رغم بقاء بعض من الأمور التي ما زالت قلادة حول عنقِه المخنوق بها.

انحراف:
بين لحظة وأخرى أتذكَّر أشياء قمتُ بها منذ زمنٍ مضى، ولكنَّها أمست اليوم شيئًا تافهًا رغم مكانتها السابقة.

قد تكون الأسباب نفسيَّة وعاطفية، أو تكون إيمانية غابت حينًا جرَّاء الأخطاء المرتكَبة منِّي، فأنا حقيقة أعترفُ بأن لدي ميولاً انحرافية خطيرة إن صحَّ التعبير، وذلك منذ كنتُ في السادسة عشرة من عمري.

فالأسباب كما ذكرتُ كثيرة، وما طرأ على النفس من تغيُّرات إنما كان نتيجة التعرُّض للاستغلال، رغم المحاولة التي رحتُ بها إلاَّ أنَّني لم أستطع منع نفسي من الولوج في دركات الظلام.

فالحياة قبل ذلك كانت أشبه بالبستان الجميل ذي النَّهر الجاري، ولكنَّها بعد ذلك أصبحَت أشبه بسهام تلِج في الجسد كلَّ يوم؛ حتى غدا شيئًا قد نُفش من كثرتها.

هانَت بعضُ الأخطاء حتى أصبحَت هضابًا فاعتلَت بعضها فوق بعض، واسودَّت البصيرة حتى كادت تكون كونًا بلا ضياء، لولا أنَّه أدرك مستوى خطئه، وانتبه إلى منزلته وقدره، ووعى صبره.

الخادم:
ما زلتُ لا أستمع إلى قلبي، بل إنَّني قد صرفتُ نظري عنه إطلاقًا؛ ولذلك سقطتُ في وحل الأخطاء تاركًا ورائي أسبابًا تبحث عن حلٍّ واقعيٍّ يوضِّح ضرورة هذه الأمور الهامَّة في حياته، ويعي أهميَّة حقيقتها.

فالثبات الذي استقرَّ القلب عليه ما زال ثابتًا في موقعه، ولكنه تركه راحلاً إلى مدارك العقل وأهوائه، التي قادَته إلى ميول شبيهة بالمسالك الانحرافيَّة.

فقد عرف الخطأَ وأدرك مداه، ولكنَّه تمادى به حتى جعلَه خادمًا بعدما كان سيِّدًا، فذلك قبل تهميش القلب وجَعْله بعيدًا عن مثل هذه الأمور، مما ساعدَ على توسيع فِكرٍ منحرفٍ حقيقة، ينظر إلى الكل بعين النَّحلة، ولكن العقل ينظر بشكل مختلف وكأنَّه يقول عندَ نظرِه: هذا ينفع للمتعة التي تجلب راحة تُخالط العقلَ بشعور يعي به ويرفع مستوى الإعادة ولو بالقوة.

هكذا أصبح بعدما كان عكس ذلك تمامًا، فاليوم باتَ أشبه بمن يستمتِع ليفسد ويخرِّب المحيط من حوله، رغم تحفُّظه تجاه بعض الناس؛ ولذلك عاث الفساد بداخله.

الهائج:
ما زالت بعضُ المشاعر مضطربة جدًّا، حتى إنَّها حاولَت الخروج على المألوف، ولكن ما منعها هو عُرف المجتمع لها؛ لذلك هيَّجت النفس إلى بعض الموانع والتي لا يقبلها أحد إلاَّ راغب فيها رغمَ أنف أهله.

فالواقع يضع صورةً على غلاف مجلَّة تنفِّر الأخلاق وتدعو إلى الرذيلة، بينما الصورة الأصل توضِّح ميلَ هوى نفسه نحو بعض تلك الطرائق، لولا تنبُّهه لهذا الأمر لأصبح مثالاً سيئًا جدًّا.

فالتجارب التي خاضها لم يُسجِّل الملاحظات الهامة منها؛ بل إنَّه سعى إلى طمسِها دون أن يلتفت إلى العِبرة منها؛ ولذلك تشبَّعت المشاعر بالهدوء الذي يَسبق الغضب.

رغم ملاحظة ذلك إلاَّ أنَّه قد اغرورَق في الأسباب حتى كادت تضيع المسببات في وَحْل الانتقام أو العذاب.

لم تكن تلك الحوادث سهلة؛ بل إنَّها من الأشياء الصعبة التي جعلَت من الجماد حياةً تمنَّى أن تكون في خير ما آل إليه، ولكن هل شاءت الأقدارُ ذلك؟ أم أنَّه هو مَن اختار كلَّ الأسباب لأجل المتعة التي لا تدوم حتى حين فعنه أحيان تروم.

ما أحتاج إليه:
ما زالت قصَّتي أساس محور حياتي، فقد مرَّت سنوات على أيَّام الشذى، والتي كلَّما تذكَّرتُها أعيشها كلَّ دقيقة، فهي صفحة مشرِقة في تاريخ حياتي الحافل بما هو صواب وما هو خطأ، فالمعنى الذي يوحيه الماضي هو الاستفادَة، ولكنِّي جعلتُ منه كتابًا مقدسًا، متمسكًا بكلِّ ما فيه من تفاصيل، لدرجة أنَّني أفرح عندما أعكف على التأليف فيه وتجديده، فالحقيقة المعنيَّة ترسم تلك الصورة القديمة والتي فيها اختلاف واضِح عن الواقع، فقد أضحَت صورة الواقع مختلفةً اختلافًا كبيرًا لدرجة أنَّها غير بارزة بشكل يفهمه؛ لذلك ساءت الحالُ وانقلبَت الأحوال؛ فمِن ماضٍ فريدٍ إلى واقع سيِّئ بدرجات لا حصرَ لها.

أنا أعلم الأسبابَ، والتي من أهمها: العُزلة المرتبطة بالانقطاع العام، فليس هو بين الحقيقة والواقع، ولكنَّه بين الغموض والضياع والجهل الذي اعتبره أساسًا أوَّليًّا في حياته، ومنها عدم المواجهة؛ فقد اتَّخذ من الهروب وسيلةً أساسية لكي لا يلتفت الناسُ إلى ما يُعاني منه، فهو سعى إلى الإخفاء ولكنه لم يسلَم مما أسماه بـ(التحليل العام)، وهو تحليل لا يَعتمد على ضوابط علميَّة وإنَّما على عقليَّة الشخص نفسِه، ففيه رؤية تختلف من شخص إلى شخص؛ فمنها السَّاخر ومنها الجاد.

ومن الأمور الهامة: عدم الثبات؛ فهو أبعد نفسَه عن الواقع الحق ولجأ إلى الخيال الذي أسكنه القصور ورفعه إلى مقامٍ هو في حدِّ ذاته باب للغرور، ولكنه ما إن أفاق حتى رأى نفسَه يجلس على أثاث بسيط ومنزلٍ معقول وأهلٍ لا ينظرون إلى ما أصاب ابنَهم العَجول، فهم أول الأسباب وآخرها لأنَّهم استصغروا العلمَ وتركوا القراءة، فعاد البيت أشبه بإنسان عاجز عن الحركة يُريد أن يقوم من مقامه فلم يقدِر، فهو يحتاج إلى مُساعدة أوليَّة واهتمام حافِل بكلِّ ما هو حافز فهو تاج الرعاية.

ضرورة:
رغم تطوُّر الحال إلاَّ أنَّه لا يزال يعاني من فقد حقيقي لمعنى الصَّداقة، فقد بات حزينًا الآن؛ فالصداقة التي لم يلزمها سافرَت منذ فجر التاريخ الحافل بالأحوال المأسويَّة، فهو في مجتمع أو محيط قَلَّت فيه الصداقة الحقة، وإنما زادت فيه المصلحة الخاصَّة على كل شيء؛ لذلك لم يعُد يهتم بأحد إلاَّ نفسه التي ضاعَت في دائرة من الأوهام، والتخيُّلات المصطنعة.

فالقصَّة لم تنتهِ، بل إنها اتَّجهَت نحو الاختلاف، وذلك في الأسلوب والسردِ الذي باتَ شبه واضح، لولا الرمزية المُشار إليها في كلِّ صفحة.

فالحقيقة أكبر من أن تُطرح هنا في الصفحات البارِدة، والتي تخلو من الضروريَّات الهامَّة؛ فالحب ضاع ولم يجده، والحنان حُبس في سجن الوحشة، والاهتمام لم يعُد له التزام، والرِّعاية أصبحَت غرفة إِنْعاش للحياة رغم موت الإحساس، وبرودة المشاعر، وجفاء الحنين، وذهاب الشوق بعيدًا عن كلِّ ما يُعِين النفسَ على التكيُّف في مجتمع بات أشبه بغابة مُلتفَّة الأشجار، غائمة في النهار، وموحشة رغم كثرة الأسرار وقلَّة الزوَّار.

[1] الشوف: النظر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-03-2021, 03:27 PM
henrysaiman321 henrysaiman321 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
مكان الإقامة: USA
الجنس :
المشاركات: 4
الدولة : United_States
افتراضي رد: الــــــــــورق

Office Setup - Get started Office by download and install. You need 25-digits product key for activation. Get Office setup from www.office.com/setup. Learn to install and activate office setup in 2020 . Office Setup is a complete package from Microsoft of office tools for you PC,

Norton Setup - Check tips and tricks if you have any issues or questions about the download process or chat with a Norton customer support representative. As cyberthreats evolve, consumers need a single ally for device security, identity theft protection, and online privacy for more information visit - www.norton.com/setup

Go to www.webroot.com/safe and redeem your 20-digit Keycode. Download, install, and activate Webroot SecureAnywhere from webroot.com/safe. Webroot protects the device from malicious and harmful elements and provides you with a safe environment for browsing and other operations.

Detective eyes of these cybercriminals are active spherical the clock to capture unsecured facts, whether it's far associated with your banking offerings or private details. Visit the www.mcafee.com/activate to get the official aid of McAfee by using McAfee technical and virtual experts.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.73 كيلو بايت... تم توفير 2.33 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]