تأملات في آيات .. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم الاحتفال بـ " شم النسيم " (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أعياد الكفار وموقف المسلم منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الشخصية المسلمة التي يخشاها الغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          اليهود... وكيف يحكمون اقتصاديا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          توجيهات قرآنية في مفترق طرق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 155 )           »          غزة رمز للعزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 894 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          الحيل المحرمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          القلوب أوعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الشركات الأجنبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2024, 09:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,484
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات في آيات ..

تأملات في آيات .. (1)

سالم محمد


{(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) } والصلاة والسلام على رسول الله ومصطفاه وسلم تسملينا كثيرا، أما بعد:
فهذا باكورة تأملات في آيات من كتاب بالله، نسأل الله أن تكون نورًا في الدنيا، وذخرًا في الأخرى:
➊ {(رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي) } [إبراهيم: ٤٠]
القدوة مهمة في التربية عموماً وفي إقامة الصلاة خصوصاً.
الداعية يحمل هم صلاحه وصلاح ذريته.
صلاحك وصلاح ذريتك بِيدِ خالِقكم، فتوكل في ذلك على اللطيف الوهاب.
----------------------------
➋ { (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ)} [طه: 130]
الألم ينشأ من القول كما ينشأ من الفعل، ولذلك يحتاج إلى صبر كما أن الم الفعل يحتاج إلى ذلك.
إعطاء ما يقول المبطلون فوق حجمه وعدم الصبر عليه يحطم النفس ويدمرها، وكم من شخص أَرِقَ الليالي ذوات العدد لكلمة سمعها من سفيه أو حاسد أو ظالم.
بعض أقوال أهل الباطل لا علاج لها إلا الصبر.
----------------------------
➌ {(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) } [الكهف: 13]، فِتْيَةٌ أي شُبَّان[1].
ما أجمل الإيمان والشباب إذا اجتمعا، وويل للأُسَر والمجتمعات من شباب بلا إيمان.
إذا تعلَّق الفتية (الشباب) بربهم صنعوا العجائب.
ليس كل الشباب نسُوا ربهم، هناك طائفة منهم (آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) مع وجود بحر متلاطم من الشبهات والشهوات، فاحرص أن تكون منهم.
----------------------------
➍ {(الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ )} [العلق:٤]
بالقلم تتعلَّم وتُعلِّم، واذكر أنما ذلك عطية من ربك الأكرم، فداوم الشكر، واستعمل هذه النعمة في مرضاة الكريم.
الأمِّي الذي لا يقرأ ولا يكتب يتقطع قلبه لفراق نعمة القلم، فتخيل نفسك أميًّا لتعلم عِظَمَ ما أنت فيه.
أعطى اللهُ القلمَ أقوامًا فصدوا به عن سبيل الله، فلأنْ تكون أميًا خير لك من علْمٍ تنشر وتنصُر به الضلال؛ فتتحمل بذلك الأوزار.
----------------------------
➎ {(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ) } [الأنبياء:24]
أقوى سلاح يبدِّد جميع شبهات أهل الكفر والنفاق.
لمَ يخاف أهل الحق وعدوهم مفلس من الحجة والدليل.
أعظم ما في الحق وجود المرجعية المستندة إلى برهان، بينما أكبر مأزق لأهل الباطل غياب المرجعية المبنية على الدليل.
الفرق بين الحق والباطل البرهان.
وإلى اللقاء في مجموعة أخرى بإذن الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[1] المختصر في تفسير القرآن.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; اليوم الساعة 12:31 AM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-02-2024, 11:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,484
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تأملات في آيات ..





تأملات في آيات .. (2)

سالم محمد



➊ { (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)} [التين: 8]
  • هذا سؤال مفحم لكل من يدعو لنظام وضعي ولنأخذ الديمقراطية مثالًا، فمن قال بلى الله أحكم الحاكمين فليزمه الكفر بالديمقراطية ومحاريتها، وإن أجاب بالنفي فهو كذاب أشر، فكيف يكون المخلوق الجهول أحكم من الخالق الحكيم الخبير.
  • هذه الآية تنقُض القول بفصل الدِّين عن الدولة أو السياسة، فالدِّين من عند الله، والحكم لله، فمن أعجب العجب وأسْفه السَّفه القول بفصل الدِّين عن الحياة أو السياسة، فكيف لا نحتكم في حياتنا للذي خلق الموت والحياة، وأنزل علينا (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ).
  • مرجعيتنا في الحياة عامة والحكم خاصة في الوحي الذي أنزله الله، فكيف تستبدل ما جاء من أحكم الحاكمين بقذارات وخرافات أتفه التافهين(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
----------------------------
➋ {(أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ) } [البقرة: 5]
  • لا طريق للهداية إلا ما جاء عن ربنا، وذلك في كتابه وسنة نبيه، فمن حاد عنهما (فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).
  • الهداية من الربِّ جلَّ وعلا فاطلبها منه فهو الهادي إلى سواء الصراط(يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلَّا من هديتُه ، فاستهدوني أهدِكُم)[1].
  • مَن علِم أن ربه بيَّن له سبيل الهداية فليزمها معظمًا ومحبًّا وشاكرًا للعزيز الوهاب {(فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)} .
----------------------------
➌ {(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) } [الفاتحة: 3]
  • هذان الاسمان العظيمان يكررهما المسلم كثيرًا في صلاته، حتى يعلم أنه يتقلب في رحمة الله كل حين لا سيما رحمته به إذْ جعله مسلمًا داعيًا مصليًا، فكم ممن تعلق قلبه بمخلوق يخافه ويرجوه من دون الله، وكم الذين يدعون حجرًا أو شجرًا أو كوكبًا (وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
  • أفٍّ لمن يزعمون أن الشريعة لا تصلح لهذا لزمان أو فيها وحشية أو سبب للتخلف، فشريعة جاءت مِن (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) منزهة عن كل نقائص القوانين الوضعية وهي رحمة حتى بالحيوان والكافر فضلًا عن المسلم.
  • من استشعر اسمَي الله (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) خجل من معصيته لربه، وأناب إلى ربه عند زلته، وعلم (أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ).
--------------------------
➍ { (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)} [هود:112]
  • الشريعة كاملة وجاهزة وميسرة، وما عليك سوى الاستقامة حسب ما جاء فيها.
  • الاستقامة المطلوبة (كَمَا أُمِرْتَ) لا كما تهوى أنت أو يهوى غيرك أو عادات وتقاليد مجتمعك أو قبيلتك، ولا حسب استفتاء شعبي أو صندوق اقتراع أو أغلبية برلمان أو اتفاقية دولية أو ميثاق الأمم المتحدة، ولا حسب قرارات مجلس (الظلم).
  • التزام الشريعة في كل شؤون الحياة بدءً بالفرد ومرورًا بالأُسَرِ والمجتمعات وحتى الدول أمْرٌ مفروض وليس خيارًا مطروح.
  • حتى النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بالاستقامة فكيف بمن دونه.
----------------------------
➎ { (قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا)} [الفرقان:15]
  • كل من اكتوى بألم أو ظلم أو نكد في الدنيا فليعزي نفسه بـ (جَنَّةُ الْخُلْدِ) ولا ينس أن بلوغها موعود المتقين، وليس بالأماني.
  • الخلود من سمات الآخرة، والزوال قرين الدنيا، فطوبى لمن انتقل من شقاء الدنيا الزائل إلى نعيم الآخرة الباقي، ويل ثم ويل ثم ويل من آثر الدنيا الزائلة فكان مصيره الشقاء الدائم في الآخرة.
  • الآخرة دار جزاء فـ(الْمُتَّقُونَ) جزاؤهم (جَنَّةُ الْخُلْدِ) وهم القائمون بامتِثالِ ما يأمُرُهم ربهم، واجتِنابِ ما يَنهاهم، ولا سبيل لمعرفة ذلك إلا بالعلم؛ إذن فطريق (جَنَّةُ الْخُلْدِ) العلم النافع وهو ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله بفهم السلف الصالح.
وإلى اللقاء في باقة أخرى بإذن الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[1] صحيح مسلم (2577).









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-02-2024, 09:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,484
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تأملات في آيات ..





تأملات في آيات .. (3)

سالم محمد



➊ { (تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ وَتَبَّ)} [المسد: ١]
  • قرابتك من أهل الصلاح نعمة فإن شكرتها واقتفيت أثرهم كنت أسعد الناس، وإن كفرت فأنت اتعسهم.
  • {(تبَّت)} أي خسِرت، والخسارة كل الخسارة في الأعراض عن هدي الأنبياء، فتبًا لمن زعم أن تنحية هدي محمد صلى الله عليه وسلم فيه التقدم والازدهار والرخاء والأرباح والنجاح.
  • أبو لهب عمّ النبي صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه فرصة بل فرص فلم يقتنصها، وهو الآن نادم أشد الندم لأنه (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) فلا تفوت فرصة متابعة خير الخلق وإلا ستندم ولات حين مندم، وتكون (لِجَهَنَّمَ حَطَبًا).
-------
➋ {(لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)} [الكافرون: 2]
  • ما من إنسان إلا وله معبود، إما حق أو باطل، والتمييز بينهما إنما يكون بالوحي المنزَّل من الحق سبحانه.
  • لا تكتمل عبادتك لله حتى تجعلها خالصة بريئة مما يعبدون، فأنت تعبد ما لا يعبدون.
  • بعث الله الأنبياء رحمةً للناس، ومن الرحمة بأهل الباطل البراءة مما يعبدون؛ حتى يستيقنوا أنهم على باطل، فتكون البراءة عون للباحث عن الحق منهم، وحجة على المعاند المكابر، أما التمييع فهو خداع وغش لأهل الباطل وفتنة لاتباع الحق وإن زعموا أنه تعايش.
  • مفهوم العبادة شامل لكل نواحي الحياة، فمنهج المسلم في الأخلاق والأسرة والمعاملات والسياسة والاقتصاد والمال والحُكم والاتفاقيات والعلاقات الدولية وغيرها { (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)} .
  • من العِزَّة المطلوبة من المسلم إعلان البراءة من الباطل وأهله، وعدم الخوف أو الخجل من ذلك، فأهل الباطل ينفقون الأموال الطائلة لترويجه وتلميعه ويفرضونه على الناس من غير أن تتحرك لهم شعرة.
  • إذا لم تعبد الله الحق فستكون في دائرة (مَا تَعْبُدُونَ) مع أهل الباطل الذين (مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ).
-------
➌ { (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) } [الكافرون: 2]
  • من أسماء الله الكريم، فمن صبر في الدنيا الزائلة التي هي {(مَتَاعٌ قَلِيلٌ)} جازاه الكريم سبحانه في الآخرة جنة ليست متاع قليل {(وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)} فسبحان الكريم سبحانه.
  • أهل الدنيا يصبرون صبرًا عجيبًا ليس لجنة ولكن لمال أو لهو أو شهوة، فحريٌ بنا أن نصبر عن الشهوات وعلى الطاعات والفارق في الجزاء كالفارق بين الدنيا والآخرة.
  • ما حُرِّم عليك في الدنيا من الشهوات واللهو ستنال أفضل منه في الجنة، حيث لا عناء ولا فناء، فقط {(وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)} .
  • الصبر مذاقة مُرّ، وحمله ثقيل على النفس، فهو منع من معاصي شهوات، والتزام بطاعات، وتقبل لأقدار مؤلمات، ولكن كل هذا ينسى عند أو غمسه في الجنة.
-------
➍ {(إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )} [الكوثر: 3]
  • نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلْقًا وخلُقًا، ومع ذلك أبغضه الأشقياء، فاتباعك له لا بد وأن يولد لك أعداء يبغضونك.
  • {(شَانِئَكَ)} أي مبغضك، {(الْأَبْتَرُ )} "المُنْقَطِعُ أَثَرُهُ، المَقْطُوعُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ" وبمفهوم المخالفة محبك يا أيها النبي هو الموصول إلى كل خير وسعادة، والمحبة الحقيقة هي التي تترجم إلى اتباع لا مجرد شعارات.
  • معاداة الصالحين وبغضهم انقطاع عن الخير، وفي صحبتهم الوصول إلى جنات النعيم.
  • المبغض للحبيب المصطفى أو صاحب من أصحابه، أو زوجة من زوجاته، أو سنة من سننه، أو حكم من أحكامه، كل هؤلاء مبتورين منقطعين، نعوذ بالله منهم ومن أعمالهم.
  • الذي يحكم بغير ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم له نصيب من قوله تعالى {(هُوَ الْأَبْتَرُ )} .
-------
➎ {(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)} [الإخلاص: 3]
  • الهداية نعمة عظيمة، توفيق من الهادي جلَّ وعلا؛ ألا ترى أن هناك ضُلَّال ينسبون لله سبحانه الولد، مع أن هذا باطل فطرةً وعقلًا ومنطقًا وشرعًا.
  • نسبة الولد لله -جلَّ وعلا- شتمٌ له سبحانه؛ ففي الحديث (وأمَّا شَتمُه إيَّايَ فقَولُه: اتَّخَذ اللهُ ولَدًا! وأنا الأحَدُ الصَّمَدُ، لم ألِدْ ولم أُولَدْ) وإن تعْجبْ فعَجَبٌ ممن يهنئ أقوامًا بشتمهم لخالقهم، كمن يهنئ النصارى بعيد ميلاد المسيح الذي يزعمون أنه ابن الله، فكيف يهنِّئون من يشتم الله سبحانه مع أنهم لا يرضونه لأنفسهم {(مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا)} .
  • (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) أي لجحود، فإذا جحد بعض الخالق خالقهم ورازقهم، فكيف تريد منهم أن ينصفوك وأنت لم بشر مثلهم، فوطن نفسك على وجود الجحود والنكران من بعض البشر ولو كانوا ممن أحسنت إليهم أو كانوا أقرباءك.
وإلى اللقاء في حلقة مقبلة بإذن الواحد الأحد، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-05-2024, 11:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,484
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تأملات في آيات ..





تأملات في آيات .. (4)

سالم محمد



الحمد لله الهادي إلى سواء الصراط، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد: فهذه الباقة الرابعة من روضة التأملات في كتاب رب الأرض والسماوات، نسأل الله أن ينفع بها الكاتب والقارئ والناشر:
➊ { (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) } غافر 59.
  • الإيمان نعمة حُرمها أكثر الناس، فما عليك إلا شكرها والثبات عليها.
  • الكثرة لا تعني بالضرورة الصواب فيوم القيامة يأتي النبي ومعه الرجلان، والنبي ومعه الرجل، والنبي وليس معه أحد.
  • لا تقبل كل ما عليه أكثر مجتمعك ولا ترفضه، ولكن زِنْهُ بميزان الكتاب والسنة، لتسلم من اتباع الأكثرية على الباطل.
  • الأغنياء في الناس قلة، والأكثر فقراء، لا تحزن ما دمت من القلة المؤمنة وإن كنت من الكثرة الفقيرة.
  • إذا كان معك الإيمان فلا يهمك عدد الواقفين في صفك ولو كانوا قليلا.
  • على أهل الحق أن يشد بعضهم بعضًا، فأهل الباطل كثير.
  • (أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) اللهم اجعلنا من القليل الشاكرين ولا تجعلنا من الأكثرية الذين لا يؤمنون.
.................................................. ....
➋ {(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ)} قريش 3.
  • كان كفار قريش يعظمون البيت الحرام المشركون، ويشركون بخالق البيت، وهذا قمة التناقض.
  • العبادة أمرٌ وفرْض من الخالق للمخلوق وليس خياراً للعبد، وإذا رفض العبد عبادة خالقه أهلك نفسه وخسر الدنيا والآخرة.
  • الرب هو الخالق المالك المدبر؛ ولذا فالواجب عبادته وحده لا شريك له.
.................................................. ....
➌ { (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) } المدثر 7
  • يجب أن يكون الإخلاص لله ملازما للمسلم في جميع شئونه حتى في الصبر.
  • ما كان لله بقي، وما كان لغير الله اضمحل وصار وبالًا على صاحبه.
  • هذا أمرٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وكل داعية لم يتحلى بالصبر من أجل الدعوة إلى دين الله فليعلم أنه حاد عن طريق الرسل في الدعوة.
  • الصبر خُلق يوجد حتى عند دعاة الضلال (وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ) والفرق يكمن في أن فريق صبره في سبيل الله، وآخر في سبيل الطاغوت.
  • حياة المؤمن إما صبر وإما شكر، فاشكر واصبر ولكن لربِّك.
  • الصبر ثقيل حِمله، مرٌّ مذاقه، فمن أراد أن يُعان على ذلك فليستشعر أن صبره لربه.
.................................................. ...
➍ {(وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا)} الحشر 10
  • الغِّل والأيمان لا يجتمعان في القلب حتى يخرج أحدهما الآخر.
  • قلبك بيد خالقك، فاسئله أن ينزع منه الغِّل، ويغيثه بالإيمان.
  • الصحابة أعظم البشر إيمانًا بعد الأنبياء، ومن امتلئ قلبه غلًّا على بعضهم فلا حظَّ له من الإيمان.
  • تفقد قلبك وافحصه ماذا فيه، فبحسب محتواه يكون مصيرك في الدنيا والاخرة، فكل إناء بما فيه ينضح.
.................................................. ...
➎ { (كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)} ق 14
  • يا معشر الدعاة! التكذيب سنة قد خلتْ في السابقين، ولستم استثناء، فوطنوا أنفسكم على التكذيب ممن تدعونهم.
  • {(كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ)} ولكن الرسل استمروا في الدعوة، فالنجاح في الدعوة إلى الله بالاستمرار في التبليغ لا في الاستجابة من الناس.
  • أرسل الله الرسل لنتَّبعهم، ومن كذَّب فليُبشر بالعذاب الأليم.
  • لا طريق للنجاة غير طريق الرسل، لأنهم مرسلون من العليم الخبير، فكل منهج بشري فمصيره الفشل والخسران وأصاحبه وأتباعهم متوعدون بالعذاب.
  • جاء الرسل بالبينات فقوبلوا بالتكذيب، كثير من الناس يكذب لا لعدم وضوح الحق؛ ولكن عنادا واستكبارا.
  • من رحمة الله بنا أن قصَّ علينا أخبار السابقين، لنعرف مصير كل فريق منهم، بما فيهم المكذبين.
وإلى اللقاء في حلقة قادمة بإذن الله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.37 كيلو بايت... تم توفير 3.13 كيلو بايت...بمعدل (3.93%)]