عندما بكى أبي.. - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         نظرات في مقال جنون العظمة: حين ترى نفسك إله (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3921 - عددالزوار : 379819 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4388 - عددالزوار : 837508 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11970 - عددالزوار : 192152 )           »          سحور اليوم العشرين من رمضان.. سلطة فلافل سهلة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 692 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 998 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 1157 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 881 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 867 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2019, 01:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,712
الدولة : Egypt
افتراضي عندما بكى أبي..

عندما بكى أبي..

محمد أحمد عبد القادر





يكابد أحداث الأيام راضيا, يتغلب على همومه بصبر وإيمان لا محدودين, يستمد من عزيمته الصلبة ما يهزم به كل ما يقابله يوميا من هموم عمله الشاق على عربة «الكارو», هذه مهنته التي ورثها عن جدنا.. مهنة كادت أن تنقرض لمشقتها, وعلى الرغم من ذلك فما رأيت أبي يوما ممتعضا أو خجولا من مهنته، بل كان راضيا كل الرضا.. دائم الاتصال بالله، يحافظ على بعض الأذكار القليلة التي يعرفها، يستيقظ قبيل الفجر نشيطا فيوقظ أهل البيت للصلاة، يسبقنا إلى المسجد، وألحق به، بينما أخي الأكبر «سيد» تبقى أمي على رأسه يوميا تعالج محاولاته المستمرة في التملص، فلا يدرك الصلاة غالبا إلا مع طلوع الشمس.. كانت أمي تشفق على أبي كل الشفقة فلا تشكو إليه معاناتها مع «سيد» فهي ترى أن هموم والده التي أثقلت كاهله تكفيه فلا ترغب في زيادتها, تقدم لأبي إفطارا سريعا فيتناوله على عجل, وعيناه صوب عربته التي يقوم بتهيئتها ووضع الحمار المتمرد في المقدمة، ويمضي يحث الخُطا حتى يتمكن من اللحاق بتجار الفاكهة والخضراوات؛ فجلّ عمله يعتمد على حمل البضاعة لهم من سوق الجملة إلى أماكن بيعهم، يحمل الأقفاص على كتفه المنهك ويرتّبها فيحكم ربطها ثم يقوم بحملها مرة أخرى فيضعها على الأرض في مكان البيع، يجوب بعد ذلك بعربته في أرجاء المدينة بحثا عن رزقه، كثيرا ما كنّا نقابله أنا وأخي «سيد» أثناء عودتنا من المدرسة وقد تصبب وجهه عرقا فيجففه بطرف ثوبه، وعندما يلمحنا يدعونا بحنان للركوب معه، فأسرع شاكرا ربي أن أراحني مشقة المشي من المدرسة إلى البيت الذي يقع في أقصى المدينة، لكن أخي «سيد» كان يتغير وجهه ويتوتر ناظرا إلى عيون زملائه، وبلسان متلجلج يطلب منّي في نزق أن أعتذر لأبي عن مرافقتنا بحجة أنه سوف يذهب مع أحمد زميله إلى بيته ليأخذ منه بعض الأشياء المتعلقة بالدراسة.. كان أبي يمصص شفتيه أسفا ويدعو له بالهداية، وعلى الرغم من ذلك فإن أبي ما سأله يوما عن سبب تصرفه، بل كان كريما معه يلبي له طلباته دون تأخير حتى ولو كان ذلك على حساب البيت، أما «سيد»: فكان يرى أن تلبية رغباته هي حقه وليست منّة من أحد عليه، وعندما التحق بكلية الهندسة قال لأمه في حزم: عليك أن تخبري والدي أن الوضع قد تغير ولابد أن يعد نفسه لهذا الوضع الجديد, وعندما سألته أمّه كيف؟! أجابها في زهو: أنا الآن أصبحت طالبا في الهندسة وملابسي ومصاريفي لابد أن تتغير، فهذه الملابس لا تصلح للجامعة، بل تصلح للخروج على «الكارو».. تغيّر وجه أمّه وشعرت بانكسار وقد ضمّت وجهها بين كفيها اللتين تحولتا إلى ما يشبه المنديل تجفف به دمعها فيما كان «سيد» في طريقه نحو غرفته غير مكترث بوقع كلامه على أمّه أو بصداه على والده، إن سمع به.

ولكنّ أمّه الطيبة كعادتها ابتلعت حزنها وأخفت الأمر عن والده الذي يكدح من أجل أولاده، ولاسيما رغبات «سيد» التي لا تنتهي، الغريب أن أسرته كانت تلاحظ أحيانا أنّه يلبس ملابس باهظة الثمن فيخبرهم أنّه يستعيرها من عمّه «محمود» الذي يعمل بإحدى شركات الأدوية، فيعجب والده لتصرفاته ويسأله: ألم أشتر لك ما تطلبه من ملابس؟! فلا ينبس بكلمة.. وفي سخرية يهزّ كتفيه ويمطّ شفتيه وينفض يديه في وجه الجميع ويدلف إلى غرفته, مرّت سنوات الهندسة كدهر على والده؛ تحمّل فيها من التعب والمشقة في سبيل تلبية طلبات «سيد».. كان يستسهل الصعب ويستعذب العذاب فيحرم نفسه من الضروريّات لقاء أن يرى ابنه مهندسا.. وقتها فقط تصبح لحياته معنى، وشعر الأب أن الله يريد أن يكافئه على جهاده مع ابنه حتى النهاية فقد تخرّج ابنه في كلية الهندسة بامتياز.. أحسّ الأب بفرحة لا متناهية وبلغت السعادة مداها عندما أعلنت الكلية عن إقامة حفل لتكريم المتفوقين وأسرهم، كاد قلب أمه أن يخرج من مكانه فرحا بتفوقه, وجاء يوم الخميس واستعدت الأسرة للذهاب معه لتشاركه ركب سعادته.. كان «سيد» لا يعبأ بما يحدث في البيت، يرتدي البدلة التي استعارها من عمه «محمود» وينظر في عجب إلى نفسه في المرآة.. يعيد تسريحة شعره ويتأكد من ضبط رابطة العنق, وفي الأخير خرج إليهم, وفي صوت تملأه السعادة والصلف أيضا: ما رأيكم؟ ولم ينتظر إجابة من أحد: جميل أليس كذلك؟ ثم التفت إلى والده وقال في دهشة: هل عندك مشوار الآن؟ اكتسى وجه الأب بالخيبة وقال: أليس اليوم هو يوم حفلة التكريم.. ومن الطبيعي أننا نرافقك؟ آه.. لقد نسيت أن أخبركم أنني اتفقت مع عمي «محمود» ليرافقني في هذا الحفل، فهو الأنسب.. هكذا داس الابن بكلماته مشاعر الجميع! أحس الأب بدوار مفاجئ فجلس على الأريكة التي كان يقف بجوارها، راحت عيناه تهطل منهما الدموع كشلال دون إذن منه, وبعزيمته المعهودة قال في أسى: اذهب مع عمك «محمود» حتى لا يفوتك الحفل، ودون أدنى تردد اندفع نحو الباب وقد تقوّس ظهر الأم حول زوجها تقبّل رأسه وتربت على كتفيه وهي تقول في أسى: أستحلفك بالله لا تغضب, «فسيد» ابننا لايزال صغيرا.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.90 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]