إنها الشجرة.. - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-04-2019, 11:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي إنها الشجرة..

إنها الشجرة..

علاء الدين حسن





إنهـا رمـز الحياة، أعطت الإنسـان معنى الصفاء والهناء.. حياتها هدوء واطمئنان، ولها سحرها الأخاذ.. تنمو بصـمت، ولا تموت إلا بعد عمر مديد.. أجمل ما فيها أنها تموت وهي واقفـة.. وهي شـامخة.. النظر إليها سكن وارتياح، والبعد عنها ضجر ومكابدة.

تمنحنا النقاء والوفاء.. أسرارها كالبحر زاخرة بالحكمة والمحار.. ما أدركنا روعة الألوان إلا بها.. لها معان عديدة بعيدة جديدة.. هي صديقة الغيث..

إنها الشجرة.. تسبح لله: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} (الإسراء:44).

تقدسه السموات السبع والأرض ومن فيهن.. تقدسه المخلوقات، وتنزهه، وتعظمه، وتجله، وتشهد له بالوحدانية في ربوبيته وألوهيته.

ولله في كل تحريكة

وتسكينة أبدا شاهد

وفي كل شيء له آية

تدل على أنه واحد

يقول الله عز وجل: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} (الرحمن:6). ومعنى «النجم» هنا، هو هذا النبات الصغير الذي لا ساق له.

ومن رحمة الله بنا أن أنبت لنا الشجر؛ لتكون هذه الأرض نضرة وزينة.. أما قال ربنا جل جلاله: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا} (الكهف:7).

ولو خلت الأرض من زينة الأشجار؛ لاستحالت إلى جحيم لا يطاق.

وقد جاء التأكيد على الغرس في أحاديث عديدة، منهـا: «ما من مسـلم: يغرس غرسا، أو يزرع زرعا؛ فيأكل منه: طير، أو إنسان، أو بهيمة؛ إلا كان له به صدقة» (1).

وفي هذا الحديث حض على الزرع، وعلى الغرس، وحث على عمارة الأرض، وفيه بيان على أن الزرع والغرس فيه الخير الكثير.. فيه مصـلحة في الدين، ومصـلحة فـي الدنيا.

أما مصلحة الدنيا؛ فما يحصل فيه من إنتاج. ومصلحة الغرس والزرع ليست كمصلحة الدراهم والنقود؛ لأن الزرع والغرس ينفع نفس الزارع والغارس، وينفع البلد كله، وكل الناس ينتفعون منه، ويكون في هذا نمو للمجتمع وكثرة لخيراته.

أما المنافع الدينية؛ فإنه إن أكل منه طير؛ عصفور، أو حمام، أو دجاجـة، أو غيرها.. ولو حبة واحدة، فإنه له صدقة إلى يوم القيامة.

ولو قامت القيامة، وبيد الإنسان شتلة؛ فإن استطاع أن يغرسها قبل أن تقوم، فله بذلك أجر.

ونحن اليـوم في مسيس الحاجة إلى بعث جديد حول هذه القيم، فالقيم الكريمة والأخلاق الرفيعـة هي أسـباب الاستقرار النفسي، وقاعدة الانطلاق لتحقيق الطمـأنينة الحقيقية.

وكان من وصايا السابقين: «لا تقطعوا شجرا».

وميزة الإنسان الحضاري أنه: يزرع ولا يقطع، يزرع لينفع العباد والبلاد.. يزرع ليعبر عن حضارة أمته.. يزرع ليخدم الأجيال القادمة. ومن هنا قال آباؤنا: «غرسوا فأكلنا، ونغرس فيأكلون».

تناغم مع الكون

والمؤمن يتناغم في هذا الكون مع حكمة الله، ويلاحظ في هذا الكون جمال الله، ويستدرك في هذا الكون جلال الله؛ فيبني ولا يهدم، ويعطي ولا يحرم، ويسبح ويصغي إلى تسبيح مخلوقات الله.. أما غير المؤمن؛ فقد قال عنه رب العالمين: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ } (البقرة:205).

وفي بعض الدول غرامة قطع شجرة تقارب المليون من الليرات؛ لأن الشجرة هي التي تأتي بالأمطار بقدرة الله.. لأن الشجرة هي التي تحقق الظلال.. لأن الشجرة هي التي تمنح الجمال الطبيعي.. لأن الشجرة هي التي تعطي الأوكسجين.. لأن الشجرة هي التي تحفظ التربة.. لأن الشجرة هي التي تخفف من سرعة الريح وتخفف من ارتفاع الحرارة.. لأن الشجرة هي التي تمتص الضوضـاء.. ولذلك يقول رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار» (2).

يعني: من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم، من قطعها عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها، صوب الله رأسه في النار (3).

والحفاظ على الأشجار عبادة، والعناية بالأشجار عمل صالح يثاب عليه الإنسان؛ انظـــر..

انظـر لتـلك الشجره

ذات الغصــون النضره

كيف نـمت من حبة

وكيف صارت شجره

فابـحث وقل: من ذا

الذي يخرج منها الثمـره

وانظر إلى الغيم فمن

أنــزل منــه مطـره

فصير الأرض بــه

بعـد اصفرار خضره

ذاك هـو الـله

الذي أنعمه منهمره

ذو حكمة بالغـة

وقدرة مقتـــدره

ركيـزة البيئة

إن التشجير ركيزة من ركائز المحافظة على البيئة، وقد قال الإمام القرطبي في شرح الصحيح: الزراعة من فروض الكفاية، يجب إجبار الناس عليها (4).

وقال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «من نصب شجرة، فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر؛ فإن له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله» (5).

وقال " صلى الله عليه وسلم" : «من كانت له أرض فليزرعها؛ فإن لـم يستطع أن يزرعها وعجز عنها، فليمنحها أخاه الـمسـلم» (6).

وللشجرة دعاء تقول فيـه:

يا من ترفع فأسك لتهوي به علي فتقتلعني!.. استمع إلي قبل أن تؤذيني؛ فأنا ظلك الظليل في أيام الشمس المحرقة.

أنا شجرة الفاكهة التي منها تأكل، وأنا أدويتك التي بها تشفى.. أنا زهرة البستان.. أنا جمال الطبيعة.. أنا البهجة والسرور.

ولله در القائـل:

أشجارنا هي نعمة؛ فلنحمها

هذا العطاء الزاخر الوضاء

أبدا هي الأشجار ظل وارف

نعمى تجمل أرضنا، وغذاء

الهوامـــش

1 - رواه مسـلم: 5/28.

2 - رواه أبوداود، برقم 5239.

3 - تفسير القرطبي، 17/87.

4 – عمدة القارئ، 12/156.

5 – رواه أحمـد، 4/61.

6 – رواه مسلم، (1536).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.75 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]