بين الإفراط في العاطفة والتمحور حول المنفعة غابت المودة والرحمة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213567 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2020, 12:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي بين الإفراط في العاطفة والتمحور حول المنفعة غابت المودة والرحمة

بين الإفراط في العاطفة والتمحور حول المنفعة غابت المودة والرحمة
أ. حسام الحفناوي








الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سَيِّد المًُرْسَلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛



قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم:21].







فالسَّكَنُ، والمَوَدَّة، والرَّحْمَة هي أَعْمِدة الحياة الزَّوْجِيَّة المُطْمَئِنَّة، ودَعائِم النِّظام الأُسَرِي الصَّحيح.







وكلما تَوَفَّرت لَبِناتُ تلك الأَعْمِدة، مما امْتَنَّ الله تعالى به على الناس، من الأَخْلاق الحِسان، النَّابِعة من صَمِيْم الإيمان، والطِّباع الكِرام، المُنْبَثِقَة من النُّشُوء في المَنْبَت الطَّيِّب، وما يَتَفَضَّل الله تعالى به على عِباده من النِّعَم الظَّاهِرة، والباطِنة، كسِعَة الرِّزْق في المال، والوَلَد، وحُسْن الهَيْئة والخِلْقَة، ومَوْفُور الصِّحَّة والعافِية، والبَسْطَة في العِلْم، وغيرها من جَزِيْل المِنَن، وعَظيم الأَفْضال، ازْداد رُسُوخُ الأَعْمِدة، وتَجَذَّر، واتَّسَع قُطْرُ الدَّعائِم، وسَمُك، فيَتَوَطَّدُ بُنْيانُ الأُسْرة، وتَتَمَتَّنُ وَشائِج أَنْسِجَتها الدَّاخِلِيَّة.







فإنْ غاب من تلك اللَّبِنات شيءٌ، أو هَشَّ، وَهِيَت الأَعْمِدة بحَسَبه، وضَعُفَت.







وإن انْضاف إليها: تُوافُقٌ في الطِّباع والأَمْزِجَة، وتَآلفٌ في الأَرْواح والأَفْئِدة، وتَوَحُّد في الأَهداف والغايات، وانْسِجامٌ في الأَفْكار والرُّؤى؛ اسْتَحْكَمَت أَواصِر الأُلْفَة، وتَوَثَّقَتْ عُرَى المَحَبَّة، فكان من مَراتِب الحُبِّ، ومَنازِلُه ما هو مَعْروف مَشْهور في كلام الشُّعَراء، مما اعْتَنَى بجَمْعه نَفَرٌ كبير من الأُدَباء، وأَفْرَد التَّصانِيْف لبَيان المَوْقِف الشَّرْعي من صُوَره عَدَدٌ من أَساطِيْن العُلَماء.







ومن أَسْمَى الصُّور المُتَغَيَّاة في العِلاقات الزَّوْجِيَّة، وأَرْقَى النَّمَاذِج المُبْتَغاة في الرَّوابِط الأُسَرِيَّة: أن يَنْشَأ بين الأَزْواج ما ذَكَرْناه من مَعاني تَرْبُو على السَّكَن المُجَرَّد، وتَفُوق المَوَدَّة المُطْلَقَة[1]، وتَسْمُق عن الرَّحْمَة المُفْرَدة، فتكون الأَعْمِدة الثلاثة المَذْكورة بمَثابَة الأَساس، وتُمَثِّل المَعانِي الزَّائدة عليها ما يُشاد فوقه من طَوابِق البُنْيان، وما يُزاد فيه من المُلْحَقات، وما يُعْمَر به من المَنافِع.







ولا يَنْتَفِعُ المَتَحابُّون من الأزواج بالعَواطِف الجَيَّاشَة، والمَشاعِر المُرْهَفَة، والأَحاسِيْس الرَّقِيْقة، إلا أن يكون ذلك كله في إطار من الحُبِّ في الله تعالى؛ فهو العاصِم من انقلاب المَحَبَّة إلى ضِدِّها؛ تأثرًا بما قد يَعْتَرِيْها من فُتور، أو يَعْتَوِرُها من تَقَلُّب في الأَمْزِجة، أو يَكْتَنِفُها من عوامل خارجية أخرى؛ إذ تَبْقَى المَحَبَّة في الله تعالى سَبِيْلًا لطِيْب الوِصال إن وَقَع شيء مما ذُكِر، أو نحوه، وهي تُشَكِّل في ذات الوقت حائلًا، يَحُول دون بُلُوغ المَحَبَّة بين الأَزْواج مَرْتْبَةً، لا يَحِلُّ صَرْفُها لغير الله تعالى، ولا يَخْفَى ما يَقَع لبعض المُتَحابِّيْن من المُشْرِكين من صَرْف لغاية الحُبِّ مع غاية الذُّل لمَحْبُوبهم من البَشَر، فيَصِيْر المَحْبُوب إلهًا مَعْبودًا من دون الله تعالى، وهو ضَرْبٌ من الخُذْلان، لا يَسْتَحْيِّي كثيرٌ من المُشْرِكِيْن، وبعضُ جَهَلَة المسلمين عن التَّلَفُّظ بالتَّلَبُّس به، نسأل الله العافِيَة.







إن الشُّعُور بالسَّكَن، ومُبادَلَة المَوَدَّة، ومُراعاة الرَّحْمة كُفَلاء بإيجاد الحياة الزَّوْجِيَّة الطَيِّبة، وإنْشاء الرَّوابِط الأُسَرِيَّة الدَّافِئة، وإن لم يُعاضِدْهُا سواها من المَعاني الزَّائدة المُتَقَدِّمة؛ فليس وجودها شرطًا لطِيْب المَعْشَر، لا يَصِحُّ إلا به، ولا رُكْنًا من أَرْكان السَّعادة الزَّوْجِيَّة، تَنْعَدِم بانْعِدامِه، وتَنْمَحِي بغِيابه؛ إذْ لا يَزِيْد حُصُولُ تلك المَعاني على وَصْف التَّكْمِيْل والتَّتْمِيْم، ولا تَخْرُج بوقوعها عن سِمَة التَّحْسِين والتَّزْيين.







ولرُبما أَبْصَر العُقلاءُ في بعض الأوقات ذَمِيْم أَثَر اسْتِحْكامها، وسُوء عاقِبة تَمَكُّنها، وإن لم تَبْلُغ مَبْلَغَ العِبادة، ولم تَرْقَ مُرْتَقَى التَّأَلُّه، فكم أَعاقَ الوَجْدُ[2] الشديد عن طاعات، وكم أَشْغَل الكَلَفُ[3]، والهُيامُ[4] القُلوبَ والعُقولَ عن مُهِمَّات الدِّيْن والدُّنيا.







ولقد مَضَت إلى الله تعالى قُرُون من الناس، لا يَعْرِفون من الحياة الزَّوْجِيَّة الطَّيِّبة، إلا السَّكَن، والمَوَدَّة، والرَّحْمة، فكان من قَصَص كريم عِشْرَتهم، وأَخْبار رَقِيْق مُلاطَفَتهم، وحِكايات حُسْن عَهْدِهم، ما لا يُسْمَع مَثِيْلُه عن أَدْعِياء العِشْق، ولا يُنْقَلُ شَبِيْهُه عن زاعِمِي الوَلَه.







بَيْد أن أُمَّة الإسلام في العُقود الأخيرة قد شَهِدت نُشُوء أَجْيالٍ تَتْلُوها أَجْيالٌ، تَتَفَيَّأ ظِلال التَّغْرِيْب، وتَرْضَع من ثُدِيِّ أَذْنابِه، المُتَضَلِّعِيْن من النَّقائِص، وتَنْهَلُ من العُيون الآسِنة لرُسُلِه، الدَّائِبِيْن في طَمْس مَعالم الإيمان، الجاهِدِيْن في مَحْو شَرائع الإسلام، يَسْقُونها السُّمَّ الزُّعاف في صُورة الماء العَذْب الزُّلال.







وكان في مُقَدِّمَة تلك السُّمُوم: ما دَأَبُوا على إرْسائه بشَتَّى الطُرُق، وحَرصوا على اللَّهَج به في مُخَتَلَف المَرْئيات، والمَسْمُوعات، والمَقْروءات، من تَكْرار لأَلْفاظ الحُبِّ، ومُشْتَقَّاتها، وتَرْداد لمُرادِفاتها، ومَعانِيْها، دون ضَابِطٍ من شَرْع، ولا لاجِمٍ من مُروءة، ولا حاجِزٍ من عُرْف.







فلا يَكادُ يوم من الأيام يَمُرُّ على المَرْء إلا وتَمْتَلِئ أُذُنُه من سَماع ما ذكرناه، راضيًا كان، أو كارهًا، قَصَد إلى سَماعه، أو رؤيته، أو قِراءته، أم لم يَقْصِد، فالأَصْوات تَخْتَرِق جُدْران بَيْته إن أَغْلَق المَنافِذ، والشوارع تَزْخَر بالكتابات التي تَخْتَرِق أَعْيُن العُمْيان، والمَتاجِر لا تَكادُ تَخْلُو من الشَّاشات في مَواضِع لا تُخْطِئُها عَيْنُ النَّاظِر.







وكل ما ذُكر يَفِيْض بسَيْل عَرَمْرَم مما أَشَرْنا إليه من الألفاظ، والمُشْتَقَّات، والمُرادِفات، والمَعاني، حتى تَرْسَخ في النُّفُوس، وتَمْتَزِج بالأَضْلاع، وتَغْلُب على العُقول، وتُحْشَى بها القلوب، فتَصِيْرُ من المُقَرَّرات عند القابِلِيْن للتأثُّر بوسائل الإعلام المذكورة، بل يُصِيْبُ غُبارُها المُتَحَفِّظِيْن على كثير مما تُقَدِّمُه، المُجانِبِيْن للعَديد مما تَنْشُره.







فكان من آثار تلك الفِتَن التي تَمُوج كمَوْج البَحْر: أن وُطِّنَت نُفُوسٌ كُثُرٌ على اعتبار ما رُدِّدَ، وكُرِّر مما سَبَق ذِكْرُه من الضَّرورات التي لا تقوم الحياة إلا بها، فاصْطَدَموا بصُخُور الواقع صَدَمات دامِيَة، كانت عاملًا رئيسًا في فُشُو حالات الطَّلاق بين حَدِيْثِي العَهْد بالزواج؛ لفُقْدان ما خالُوه كالماء، والهواء.







كما وَلَّدَت الأَجْواء المُصْطَنَعة من قِبَل مَرَدَة الآلة الإعلامية اليهودية، والنَّصْرانِيَّة، وصَنائِعِها بيننا أَوْهامَ الحُبِّ لدى الكثير من الشباب؛ فما أن يَقَع نَوْعُ إعْجابٍ بين فَتًى وفَتاة، حتى يَظُنَّاه العِشْق الذي سَمعوا عنه سِنِيْن عَددًا، ويَحْسَباه الغَرام الذي اشْرَأَبَّتْ أَعْناقُهم إليه منذ نُعُومة أَظْفارهم، وسُرْعان ما يَنْقَشِع الغُبار عن حقيقة ذلك الوَهْم، بل تَنْقَلِب المَحَبَّة الموهومة في كثير من الحالات إلى ضِدِّها.







ونَظِيْرُ ذلك المُبالَغَة في وَصْف المَيْل المُجَرَّد، والتَّعَلُّق اليَسِيْر بما أَلِفَتْه آذانُهم من مُفْرَدات القامُوس العاطِفِيِّ المُلْتَهِب، إلى أن يَتَبَدَّد الظَّنُّ الكاذب عند أول عارِض، وكَفى بهذا بُرْهانًا على إثْبات غَرَقهم في خَيالات، لا حَقِيْقة لها.







وعلى النَّقِيْض من مَوْقِف المُفْرِطِيْن في العاطِفة، يأتي مَوْقِف المُتَمَحْوِرِيْن حول المَنْفَعة، الدَّائرين مع المَصْلَحة المادِّيَّة حيث دارَتْ؛ فهي مِعْيارُهم الأَمْثَل في انْتِقاء الطَّرَف الآخر للزَّواج، ومَيْزانُهم الأَقْسَط في التَّرْجِيْح بين من خُيِّروا فيهم من الأَزْواج، لكن هذا الصِّنْف النَّفْعِيَّ قديم في المجتمعات البَشَرِيَّة، ولا يُمَثِّل ظاهرة اجتماعية جديدة، بخلاف الصِّنْف الذي تَحَدَّثْنا عنه؛ فإنه من الإفْرازات السَّلْبِيَّة للحَضارات المادِّيَّة التي ظهرت في القُرون المُتَأَخِّرة، وأَدَّى تَطُور الوسائل الإعْلامِيَّة والدَّعائية فيها إلى تَسْلِيْط الضَّوْء على بعض الحالات الفَرْدِيَّة، ومُداوَمة الحديث عنها بمُتَنَوع الطَّرائق، مما يؤول إلى تَضْخِيْمها، ونَفْشِها، ثم تَحْويلها إلى ظاهرة اجتماعية مُتَفَشِّيَة بين شَتَّى شَرائِح المُجْتَمَع، وطَبَقاته، بعد أن كانت نادِرة الوقوع في عُصور ما قبل الطُّغْيان الإعْلامِي، والسِّحْر الدِّعائي، ولله الأمر من قَبْل ومن بَعْد.









[1] المراد بالمودة المطلقة: الغير مخلوطة بغيرها، والفقهاء يصفون الماء الباقي على أصل خلقته، الغير مخلوط بغيره بالماء المطلق.




[2] الوَجْد: الحب. المعجم الوسيط (2/1013).



[3] الكَلَف: شدة الحب، والمُبالغة فيه. المعجم الوسيط (2/795).



[4] الهيام: ما يشبه الجنون من العشق. المعجم الوسيط (2/1005).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.44 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]