إنهم فتية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 784 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-04-2019, 07:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي إنهم فتية

إنهم فتية


يوسف بن سعيد آل عمر

















إنهم فتية
{إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى} [الكهف].












(الشباب ومتطلبات المستقبل) أمسى حديث سمرٍ تتناجى فيه أبها وسُمَّارها، وما أحلى أحاديثَ السمر، من تلك العذراء، التي غدت أقوالها دساتيرَ، وأفعالها قوانينَ..! حسنًا أيتها العذراء..!

الشباب: فرحةُ الأمس، ومجتمعُ اليوم، وحكماءُ الغد، الشبابُ: كُتَّابُ التأريخِ وصُنَّاعُ المجدِ، الشبابُ: ربيعُ الحياةِ وفجرُ العمرِ، وسلافُ النجاح، ويكأن الشباب: الحياة، والحياة: الشباب..!

الشبابُ كالماء إن حلَّ بوادٍ أحياه، وإن هطل على جدباء اخضرَّت، وكالسيل الهادر الذي ينحدر بقوة الفتوة.

الشباب في كل أمة هم القادة، وهم الحاملين للواء التقدم في شتى المجالات، والشباب هم الذين تتسابق الأمم للتفاخر بمنجزاتهم في كتب التاريخ، كما يتسابق الشعراء لإنشاد قصائدهم في دواوين الملوك..!

ومن أسعفه الوقت للتأمل في كتب التاريخ منذ بدء الخليقة إلى عصرنا الحديث، فإنه يكتشف بجلاء حقيقة تتبدى له من بين صحائف الكتب: أن الشباب هم الذين كتبوا التاريخ، حتى لا تكاد تخلو صحيفة من سواد محبرة تسطر مجدًا شيده الشباب بأفئدتهم.. وأرواحهم.. ودمائهم أيضًا.




وأي دولة كان غالب أهلها من هذه الفئة، فإنك تجد في شوارعها صخبًا، وفي مجالسها حديثًا، وفي ميادينها حَراكًا لا يفتأ يعمل مما فيه من الإنتاج والإنجاز. وكل بلد كانت هذه سمته، رأيتَه ارتقى درجات المجد درجةً درجةً، فلا يُسبق له غبار، مما يميزه عن كل البلدان بوفرة الشباب بين سكانه، فالشباب ماء الحياة الذي تحيا به الكائنات.

ولو نظر الناظر بعين الفاحص المدقق في سالف الأيام والدهور على تعاقب الدول والممالك، لوجد أن الشباب مداد لا يستغني التأريخ من الكتابة به.

وإن الحديث عن خير جيل يوضح المقصد من هذه المقالة، جيلٌ فريدٌ اختصه الله من بين الأجيال قاطبة لحمل أعظم المبادئ التي جعلها الله ملاذًا للبشرية إلى ((يوم الوقت المعلوم))، ذلك الجيل الفريد الذي استقبل الدعوة المحمدية استقبال الأرض للمطر على جدب وقحط، فكان خير حامل لها وناشر لها في أقطار المعمورة.

وكان النبي الخاتم محمد - صلى الله عليه وسلم - قد أعلن ميلاد النور فوق الصفا في الحجاز، فاشترطت عُصبة من ذلك الجيل شرطة على الموت، فآزروه - صلى الله عليه وسلم - حتى مكنه الله بدولة شيَّدت صرح الحضارة الإسلامية، ودفعت بالبشرية إلى التقدم مراحل لا يحصيها العادُّ الفَطِن، وكان ذلك الجيل قد دفع الغالي والنفيس في سبيل انتشار هذا النور لكل البشر، فلاقوا بسبب ذلك المحن الشديدة البأس، فواجهوها برباطة الجأش، حتى كانت السيوف تسقي الأرض دمًا زكيًا، ولسان حال أحدهم يردد قائلاً:





تسيلُ على حدِّ الظُبات نفوسنا وليست على غير الظبات تسيلُ





ثم انطلقت الدعوة تجوب أنحاء المعمورة على أيديهم، فيحمل (أسامة بن زيد) اللواء ثم يسلمه إلى (محمد بن القاسم الثقفي)، وكل جيل يعهد باللواء إلى الذي بعده، حتى خاطب الرشيدُ السحابةَ قائلا: أمطري حيث شئت فسيصل إلي خراجكِ..!

والتأريخ الإنساني إذ يسطِّر ذلك لَيقف احترامًا لنماذج بَذَلَت في سبيل العلم والتقدم كل ما تستطيعه، وهذا ما يحتم عليَّ الآن أن أقول لبني أبي:.. أولئك سلفكم، فكونوا خير خلف لخير سلف..!

إن الرعيل الأول تبوأ مكانة سامية بين الأمم والحضارات، وإنهم (أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم) لكنهم نحتوا أسماءهم على جبين الزمن: بقوة الإيمان والرسوخ في العلم، أفلا يجدُرُ بنا -ونحن ورثتهم وأحفادهم- أن نكون أفضل ما يمكن أن نكون محافظين على مكانتنا بين الأمم؟

ولكننا مع الأسف أصبحنا نحاول استعادة مكانتنا التي احتلتها الأمم الأخرى، وحُق لها ذلك فنحن آثرنا النوم والدعة، والأكل والشرب، وأصبح الذي يبكي منا بالأمس كي يصيب رميُه الهدف، يبكي اليوم على معشوقته التي أوسعته ذلة وهوانًا، وقد ضربت الانهزامية بأطنابها في رُوحه وجسده، فلم يَعُد حيًا نستفيد منه، ولا ميتًا فننعاه، و(من يهن الله فما له من مكرم) فإلى الله المشتكى..!

ولكن ماذا بوسعنا أن نصنع؟
وإني إذ أتكلم بهذا فإنني (شاب) أتكلم بضمير الجمع موجهًا الخطاب لكل شاب ومهتم، فأنا لا أطالب من احدودب ظهره، ورق عظمه أن يثب وثبة الهزبر ملبيًا النداء -فلقد مللنا أولئك الذين صموا الآذان بالدعوة لقومية أو علمانية- ولا من يُخذِّل في اليقظة والصحوة من سباتنا، فمن راثٍ لأندلسٍ ضائع، ومن مستجرٍّ لحملة نابليون على مصر، ومحللٍ لصدمتها على النفس العربية، ومستذكرٍ لنكبة 48 ونكسة 67، حتى أصبحنا متقلبين بين نكبة ونكسة، فما إن تقمعنا (باء) حتى تطعننا (سين)..! ونحن بين ذلك تائهون ضائعون..!

إذن.. فنحن الشباب -شباب اليوم- ينتظرنا المستقبل الأبيض الذي لم تكدر صفاءَه نقطةُ حبر، فإما أن نكتب ما يحلو لنا وإما أن يكتب غيرنا ما يسيئنا، ولكن:






تُريدين لُقيانَ المعالي رخيصة ولا بد دونَ الشهدِ من إبرِ النحلِ







ولله در ابن القيم -رحمه الله- إذ يقول:



"وقد أجمع العقلاء في كل أمة: على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة. ولا بد دون الشهد من إبر النحل..!".

فمتطلبات المستقبل كثيرة عسيرة، ولا بد لها من غضبة (عُمَرية) تشقُّ الصخر وتوجب الفخر، فتُخرِج لنا طلائع الشباب إلى ميدان المجد، تسابق الريح وتنادم المنايا، وتشق طريقًا كما شقه من سلف، وتبني مجدًا يشهد له من خلف. وإن كانت الطريق شاقة والعقبة كؤودًا، فصبرًا أيها الشباب على ما نجد من تعب، فإن النصب الذي يلحقنا في طلب المجد خير من النصب الذي يغشينا الذل.





تهونُ علينا في المعالي نفوسُنا ومن خطب الحسناء لم يغلها المهرُ





وإن كان الشباب مسرفين في عشق المجد وطلب الموت دونه، فإنهم أحفاد قوم رددوا:




ونحن أناس لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ!





وحتى نتمكن من تحقيق الذات وإثبات وجودنا في الخريطة العالمية لا بد دون ذلك من أمور:



1- الإيمان الكامل بالله عز وجل، والعودة إلى حياض دينه والنهل من معين تعاليمه، وتطبيقها تطبيقًا عمليًا نبويًا على منهج السلف الصالح -رحمهم الله تعالى- اتباعًا لا ابتداعًا، والأخذ من الدين بحظ وافر في العبادات والمعاملات وجميع شؤون الحياة (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) فيصبح الشاب وقد تمثل الدين في مشيه ونظره ونفسه وتفكيره وأخلاقه، فيكون قد أصبح قرآنًا يمشي على الأرض أسوة بنبينا صلى الله عليه وسلم.

2- طلب العلم والرسوخ فيه، فإنه متى ما صرنا أساتذة كان غيرنا تلاميذ، ولن نصبح أساتذة حتى نصبر على ذل التعلم ومر الطلب، ومشقة البحث وصعوبة الغربة في طلبه، والعلم هو البساط السحري الذي يحملنا إلى القمة، ومتى ما قدرنا العلم والتعلُّم والمعلِّم والمتعلم، أصبح التقدم أيسر من قطف عنقود عنب قد اكتمل نضجًا فأثقل بالغصن الذي يحمله ويوشك أن يسقط.

3- الهمة التي لا تعرف التوقف، وإن آخر مكان يمكن أن تنيخ الهمة فيه راحلتها هو: سدرة المنتهى، ولا غرو فيمن كان نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أن يتبع أثره:





أنا همتي أن أستظل بسدرة فوق السماء لدى العليِّ الواحد!





4- الثقة بموعود الله في التمكين والنصر لمن اتبع ما جاء به رسوله - صلى الله عليه وسلم - والأخذ بالسبب، وإن الثقة واليقين بالله عز وجل أهم ما ينبغي أن يكون، وقُرن ذلك بصبر ومصابرة، فقد قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].

5- نشر الوعي في المجتمع، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى تزايد طلائع المجد القادمة في المستقبل، والتي تواصل ما يمكن أن نصنعه في عصرنا هذا.

6- الإخلاص والتضحية بكل ما لدينا لنيل ما نريد، وإيثار الهدف على كل ملذة ولهو، ومتى ما كسرنا قانون اللهو، ودستور اللذة، أخرجنا جيلا مصعبيًا يكتسب العلوم ويحرر الكتب ويملأ الدنيا علمًا وفكرًا وأدبًا وفنًا.

7- معرفة ما خسرناه وما لدينا الآن وما ينبغي أن نكسبه، وهو ما يمكن أن نعبر عنه بدراسة التاريخ والاستفادة منه والعناية بواقعنا المعاصر وظروفه والعكوف على التخطيط واستشراف المستقبل.

8- الافتخار بالهوية التي بات بعضنا يبحث عنها بين الركام، وبعضنا الآخر أصبح يبحث عن هوية أخرى لينتمي إليها، فالاعتزاز بالشريف وإن ضعف خير من الاعتزاز بالوضيع وإن استقوى.

9- الإفادة مما حققه الغرب من تقدم في الأمور المادية، وترك ما تفننوا فيه من إيغال في الضلال، فإن الحصيف يستفيد من كل شيء ويترك ما يراه غير مناسب له في منهجه وهدفه، ويكسب الدرة الثمينة ولو كانت بين النفايات.

10- الضغط على مصاعب الحياة وعوائق العيش، وصنع الظروف التي تخرج الأفذاذ من القادة، فإن الذهب لا يكون زينة حتى يُفتن في النار ويصهر، فإذا صفي مما فيه من الشوائب أصبح تاجًا يلبسه الملوك على رؤوسهم وعقدًا تتزين به العذارى على نحورهن..!.

وحسبي من القلادة ما أحاط بالعنق، ومتى عرف الشاب أنه مطالب بتحقيق ذاته وإثبات وجوده وهُيئت له الأسباب في سبيل ذلك، فإننا سنعيش إشراقة شمس جديدة تنير الكون بأسره، وسنقترب من إقامة الصلاة على سطح القمر! وما ذلك على الله بعزيز.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.91 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]