كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله - الصفحة 8 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خطر الدعاء على الأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          دعاء تفريج الهم والكرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ترك الدعاء لتأخُّر الإجابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          المؤسسات الفكرية والأكاديمية وأثرها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 125 - عددالزوار : 31142 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12772 - عددالزوار : 224579 )           »          منهج الإسلا م في معالجة الأزمات الاقتصادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          تحقيق العبودية هي الغاية الكبرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          خواطر الكلمة الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 1404 )           »          قواعد نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1782 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 21-08-2022, 05:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (69)
أ. محمد خير رمضان يوسف




عليكَ الدعوةُ والتبليغ،

وليس عليكَ هدايةُ الناسِ وصلاحهم.

أنت لا تعرفُ بواطنهم وما تُخفي صدورهم،

ومدَى قابليتهم للهدايةِ أو الضلال،

فهذا شأنُ الله وأمره.



ذمَّ الله أقوامًا بأنهم:

﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [سورة الروم: 7]،

فكنْ أنتَ عالمًا بحقيقةِ الدنيا،

متبصِّرًا بأمورِ الآخرة.



لو قرأتَ سيرةَ فرعون،

لرأيتَ أن من أكبرِ جرائمهِ وأعظمها ذبحُ الأطفالِ الصغار.

وانظرِ الآنَ إلى فراعنةٍ مثله،

كيف قَتلوا وذبحوا آلافَ الأطفال،

بل عشراتِ الألوفِ منهم.

اعرفهم جيدًا،

واعرفْ مَن يساندهم،

لتحكمَ عليهم بميزانِ القرآنِ الذي لا يُخطئ.



الخشوعُ مهمٌّ للمؤمن،

وإلاّ لما قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [سورة الحديد: 16].

والخشوعُ وجَلٌ وخشيةٌ تعتري المؤمنَ عندما يستشعرُ عظمةَ الله،

مما يؤدِّي إلى طاعةٍ أكثر،

وعبوديةٍ أشملَ وأقوم.



إن الله تعالى لا يمنعُ الإنسانَ من اكتشافِ أسرارِ الكون،

بل يحثُّ على التفكرِ بآلائهِ وأسرارِ خَلقهِ وسننه،

ليَستدِلَّ بها عليه،

ليُعرَفَ أنه الخالقُ المدبِّرُ المتصرِّفُ في الكونِ كلِّه.

ولكنَّ المشكلةَ في هؤلاء الذين يتعرَّفون أسرارَ الكون،

وهم غافلون عن الله،

فلا يتفكرون في الخالقِ ومدبِّرِ أمرِ الناسِ والكون.

وهم يستمرُّون في كشفِ النواميس أو القوانينِ الإلهية حتى تُسخَّرَ لهم الأشياءُ بسرعةٍ أكثر،

وبنسبةٍ أكبر.

وقد يصلون في عصرٍ ما إلى أقاصي الدنيا في ساعة،

ويستخرجون من الأرضِ الكنوزَ من المعادنِ في سويعات،

ويمدُّون أيديهم إلى كواكبَ أُخرَ ليستعملوا موادَّ منها في صنائعَ لهم..

ويظنون بذلك أنهم عرفوا أسرارَ كلِّ شيء،

وأنهم بذلك استطاعوا السيطرةَ على الأرض،

والتحكمَ في قوانينها،

ونسوا ربَّهم وربَّ الكون،

ومالكهُ ومالكهم،

وخالقَ هذه القوانين وموجدها من غيرِ مثالٍ سابق...



من بركةِ الزهدِ في الدنيا،

أن المؤمنَ الزاهدَ لا يطولُ تفكيرهُ بنعيمِ الجنة؛

لأنه لم يجعلهُ هدفًا له،

فقد تعلَّمَ حياةَ الشظف،

ورضيَ بالقليلِ من المأكلِ والمشرب،

حتى تمرَّسَ جسمهُ وتآلفَ معه،

وصارتْ عبادتهُ وتقواهُ لذاتهِ سبحانه؛

لأنه يستحقُّ العبادة،


سواءٌ أكان هناكَ حسابٌ أم لم يكن،

وسواءٌ أُعطيَ الجنةَ أم لم يُعطَها،

فعبادتهُ واستقامتهُ لا لطمعٍ في الجنة،

ولا لخوفٍ من النار،

بل هي خالصةٌ تمامًا لله تعالى،

إرضاءً له،


وهي أعلى مقاماتِ العبودية.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #72  
قديم 21-08-2022, 05:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (70)
أ. محمد خير رمضان يوسف




إذا عاهدتَ الله على شيءٍ حسنٍ فعليكَ بتنفيذِ العهدِ إذا استطعت،
فإنكَ مسؤول،
ومعاقبٌ على تركه،

معاقبةً في إيمانك،
معاقبةً شديدةً قد لا تشعرُ بها،
أو لا تحسبُ لها حسابًا.

اقرأ قولهُ تعالَى:
﴿ وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ
﴿ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ
﴿ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ﴾ [سورة التوبة: 75 - 77]
أي: فجعلَ الله عاقبةَ أمرِهم نفاقاً في قلوبهم،
وحرَمهم من التَّوبةِ حتَّى الموت،
وذلكَ لغدرِهم بعهدِ اللهِ الذي عاهدوهُ عليه،
ونقضِهم ميثاقَهُ الذي واثقوهُ عليه،
وبما كانوا يكذبون ويقولون إنَّهم سيكونونَ صالحين يؤدُّون حقَّ اللهِ إذا أغناهم،

فالتهَوا بالمال،
واستسلموا للشَّهوات،
وركنوا إلى الدُّنيا،
ونَسُوا الله.

اثنانِ درَسا معًا في كليةِ الطبّ،
درَسا الموادَّ نفسها،
ودرَّسهما نفسُ الأساتذة،
تخرَّجَ أحدهما بزيادةِ إيمانٍ بمعجزةِ الله في خلقه،
وتخرَّجَ الآخرُ ملحدًا لا يؤمنُ بإله،
ويكفرُ بكلِّ حجَّةٍ ودليل.

أما الأولُ فقد فتحَ حواسَّهُ لقبولِ الحقّ،
فانتظمَ الإيمانُ في قلبه،
ورسخَ الحقُّ في ذهنه،

وأما الآخرُ فسدَّ منافذَ حواسِّه،
ولجَّ في الخصومةِ والجدالِ بدونِ حقّ،
فالتوَى طريقه،
واسودَّ قلبه،
وأظلمَ باطنه..
﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾،
فقد نالَ كلٌّ ما يحبُّه،
ولم يُمنَعْ منه.
والحسابُ "بعدين".

قولهُ تعالَى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [سورة التوبة: 119].
أي: احذروا مخالفةَ أمرِ الله،
وتجنَّبوا ما لا يرضاه،
والزموا الصدقَ لتكونوا من أهلهِ وتَنجوا من المهالك،
وليَجعلَ اللهُ مِن أمرِكم فرَجًا ومخرَجًا.
(الواضح في التفسير/ محمد خير يوسف 1/533)

انتبهْ لعباداتِكَ أيها المؤمن،
حتى لا تصبحَ عندكَ عادةً تؤدِّيها كتمارينَ أو طقوسٍ وحركاتٍ بدونِ معنى،
فأنتَ تعبدُ ربًّا،
وعليكَ أن تعرفَ معنى العبادةِ جيِّدًا،
حتى تلقَى رضًا وقبولاً.

ماذا تفعلُ إذا كان هناكَ عملٌ صالحٌ تحبُّه ولكن لا تقدرُ على فعله؟
لقد بكى صحابةٌ فقراءُ لأنهم لم يستطيعوا المشاركةَ في الجهاد،
فما كانوا يملكون دوابَّ يركبون عليها مثلَ غيرهم من الصحابةِ رضوانُ الله عليهم،
وطلبوا ذلكَ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فلم يجد،
فرجعوا وهم يبكون،
حزينين مغمومِين،
لأنَّهم لا يجدون ما يشترون به مستلزماتِ الجهادِ ليقاتلوا في سبيلِ الله.

قال الله تعالى:

﴿ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ﴾ [سورة التوبة: 92].
إن المؤمنَ مطبوعٌ على حبِّ فعلِ الخيرِ والعملِ الصالح؛
لأن فطرتهُ سليمة؛
ولأن دينهُ يأمرهُ بذلك،
فإذا حيلَ بينه وبينه اغتمَّ وبكى،
ودعا الله أن يمكِّنهُ من فعله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #73  
قديم 23-08-2022, 06:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (71)
أ. محمد خير رمضان يوسف



انظرْ إلى غرورِ الإنسان،
إذا أُوتيَ مالاً اغترَّ ونفخ،
وظنَّ أنه سيعمَّرُ ويَنعم،
ولن يبورَ ماله..
وما هي إلا مدَّة...
حتى يتفاجأ!
كما تفاجأ غيره..
وكم يتكرَّرُ هذا مع البشر!
• • •


انظرْ إلى الزرعِ كيف ينمو ويكبرُ يومًا بعد يوم،
ويصبحُ أخضرَ جميلاً،
وثمرًا مفيدًا..
ثم يَيْبسُ ويصيرُ هشيمًا..
ولا يُنتفعُ به إلا قليلاً.
كذلك أنت أيها الإنسان..
تنمو يومًا بعد آخر،
وشهرًا وسنةً بعد أخرى،
فتبدو جميلاً متنعِّمًا،
قويًّا نشيطًا،
تنتجُ وتجمع،
وتأكلُ وتتلذَّذ،
ثم يقلُّ نشاطك،
وتشيخُ حتى تصيرَ كعودٍ أعوج،
ثم تهرمُ وتصيرُ عِبئًا..
وتموتُ كما ماتَ الزرع،
.. وسوفَ تحيا كما حيي..
• • •


الإنسانُ الآلي الذي تطوِّرهُ اليابانُ منذ عقودٍ من الزمن،
وتقفُ وراءهُ عقولٌ ذكيَّةٌ عملاقة،
وتُصرَفُ على بحوثهِ الملايين..
تجدُ داخلهُ آلاتٍ وأسلاكًا وألواحًا إلكترونيةً مبرمجةً كثيرةً ومعقَّدة..
كلُّ ذلك حتى يستطيعَ أن يحرِّكَ يدهُ الصناعية،
ويؤدِّيَ بعضَ الحركاتِ بنفسه،
أو يخطوَ بعضَ الخطواتِ بالمفتاح (الريموت) الذي بيد صاحبه..
أو يحيِّي الجمهور،
أو يتناولَ حاجة،
أو يقومَ بعملٍ متواضع..
هذا الإنسانُ الآليُّ البسيطُ يجذبُ أنظارَ الملايينِ من البشرِ في المعارض،
وتُبهرهم العقولُ اليابانيةُ الفذَّةُ التي تصنعهُ وتطوِّرهُ باستمرار..
وبين هؤلاء ملحدون..
إذا قال لهم أحدهم: إن هذا الإنسانُ الآليَّ لم يصنعهُ يابانيون ولا غيرهم،
ضحكوا عليه وأشفقوا على عقله،
ولا يجذبُ نظرَهم الإنسانُ "العادي" الذي يعمِّر هذا الكون،
والذي استطاعَ أن يخترعَ أشياءَ مبهرة،
منها هذا الإنسانَ الآليَّ نفسه!
إذاً ربما يؤمنون بصانعي الإنسانِ الآليِّ لأنهم يرونهم..
فإذا لم يروهم قالوا مثلما قالوا في خالقِ الإنسانِ وإلهِ الكون: لا خالقَ ولا إله!
وما ذنبنا إذا قلنا عندئذ: إن هؤلاء لا يرونَ عقولهم،
فعقولهم غيرُ موجودة؟!
أما إذا قالوا إنهم يرونَ آثارَ عقولهم عيانًا..
فإنهم كذلك يرونَ آثار الخالقِ عزَّ وجلّ..
إذًا فالأمرُ يتعلَّق بعمَى القلب،
لا بعمَى العين!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #74  
قديم 23-08-2022, 06:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (72)
أ. محمد خير رمضان يوسف




اللهم احفظني في صلاتي حتى أكونَ من الخاشعين،
ووفقني إلى ذكركَ في كلِّ حين، حتى أكونَ عندكَ من الذاكرين،
وألهمني دعاءكَ وسدِّدني لأكونَ من المهتدين المسدَّدين،
واهدني للعملِ الصالحِ حتى أستقيمَ وأكونَ من الفائزين،
وحبِّبْ إليَّ الإيمانَ وزيِّنهُ في قلبي حتى أكونَ من عبادكَ الراشدين،
وسلِّم عقيدتي من الشركِ والرياء، وأعوذُ بكَ أن أكونَ من المرائين،
وزدني إيمانًا ويقينًا لأكونَ حقًّا من المؤمنين المحسنين،
وجمِّلني بالعلمِ وزينِّي بالحِلمِ حتى أكونَ من خيارِ عبادكَ الصالحين،
ووفقني لطاعتكَ دائمًا حتى تكونَ عني من الراضين،
واكلأني بحفظكَ ورعايتكَ حتى لا أضيعَ وأكونَ من الهالكين،
وألهمني شكركَ والثناءَ عليكَ واكتبني عندكَ من الشاكرين،
وسدِّدني في كلامي حتى لا ألغوَ وأكونَ من الزائغين،
وأدِّبني في طعامي وشرابي حتى لا أكونَ أكولاً من الشَّرهين،
وأبعدْ عني وساوسَ الشيطانِ حتى لا أكونَ من المـُهذِين،
واطردْ عني نفثهُ ونفخهُ حتى لا أزيغَ وأكونَ من الطائشين الممسوسين،
وجنِّبني مقتكَ وغضبكَ حتى لا أكونَ من الهالكين،
واعصمني من الكبائرِ لأكونَ من الناجين،
﴿ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47]،
اللهم ثبِّتني على دينكَ حتى أموتَ على كلمةِ الإخلاصِ وعليها أكونَ من المبعوثين،
وأسكنِّي الفردوسَ الأعلى مع النبيِّين والصدِّيقين والشهداءِ والصالحين،
واجمعني بأهلي وأحبابي المؤمنين في جنّاتكَ جنَّاتِ النعيم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #75  
قديم 23-08-2022, 06:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (73)
أ. محمد خير رمضان يوسف




من قالَ إن الهواءَ الذي تستنشقهُ يأتيكَ مجانًا فلا تصدِّقه،
إن وراءهُ ضريبةَ الحياةِ بكلِّ أتعابها وممارساتها،
أنتَ تُعطَى هواءً في مقابلِ أن تحيا،
إن الحياةَ هي أكبرُ ضريبةٍ للهواءِ الذي تختزنهُ ثم تنفثه،

والحياةُ ليستْ سهلة،
ولا رخيصة،
إنها لا تقلُّ قيمةً عن الهواء،
الذي لا تحيا بدونه!

هناكَ أمورٌ تنالها بسهولةٍ في الحياة،
وبعضها تنالها بصعوبة.
وكذلكَ الطريقُ إلى الجنة،
فيها مكارهُ وصعوبات،

وبعضها سهلة،
وخاصةً لمن نشأ على الطاعةِ منذُ الصغر،
فتصيرُ عندَهُ شيئًا كالطبعِ والعادة،
لملازمتهِ لها،
وحرصهِ عليها.

النقطةُ السوداءُ في ثوبكَ الأبيض،
إذا لم تهتمَّ بها تكثرُ وتكبر،
إما بانضمامِ أمثالها إليها،
أو بتكبيرها إذا أصابها البلل.

وكذلك الذنوبُ الصغيرة،
تكثرُ إذا انضمَّ إليها غيرها من الصغائر،
أو تكبرُ بالإصرارِ عليها وعدمِ الاستغفارِ منها.

من استيقظَ والناسُ نيام،
كان عليه إيقاظهم،
كمن وجدَ نفسَهُ بين ضُلاّلٍ وجبَ عليه دعوتهم إلى الهدَى،
ومن كان عندهُ فضلُ ماءٍ سقَى غيرهُ من العطشَى،
ومن كان عندهُ فضلُ مالٍ أطعمَ مَن حولهُ ممن لا مالَ له.

الوردةُ البيضاءُ جميلة،
وهي رمزٌ للنقاءِ والصفاء،
وعندما ترى وردةً داكنةً حمراء،
أو غامقةً زرقاء،
يعتلجُ في نفسِكَ شيءٌ آخر،
وتذهبُ في خيالاتٍ بعيدةٍ من عالمِ الجمال،
وفي إبداعِ الله في خلقه.

عن عبدالله بن عمر قال:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا قفلَ من الجيوشِ أو السرايا أو الحجِّ أو العمرة،
إذا أوفَى على ثنيَّةٍ أو فَدفدٍ كبَّرَ ثلاثًا، ثم قال:
"لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، آيبونَ تائبونَ عابدونَ ساجدون، لربِّنا حامدون، صدقَ اللهُ وعدَه، ونصرَ عبدَه، وهزمَ الأحزابَ وحدَه".
رواه الشيخان، واللفظ لمسلم (1344).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #76  
قديم 23-08-2022, 06:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (74)
أ. محمد خير رمضان يوسف



إذا أردتَ أن تبالغَ في تحقيرِ أحدٍ قلتَ له:
أنتَ أحقرُ من هذا الترابِ الذي أدعسه!
ولكنَّ هذا الترابَ يكونُ أغلى من روحكَ عندما تفديه بنفسك،
وتخلِّصهُ من عدوٍّ يريدُ أن ينتزعَهُ منك.

بما أن الأرضَ ماءٌ ووحل،
وزهرٌ وشوك،
وحَرٌّ وقَرّ،
ونورٌ وظلمة،
وطراوةٌ وذبول،
فليستعدَّ مَن يمشي عليها للسعادةِ والشقاء،
والغنى والفقر،
والصحةِ والمرض،
والحبِّ والكره،
والحياةِ والموت.

الملاعبُ لا تخرِّجُ علماءَ وقادة،
وإن كان أصحابها أنشطَ حركةً وأقوى بنية،
الرياحُ لا تجلبُ لكَ عُروضًا وأموالاً،
وإن حرَّكتْ واقفًا ودحرجتْ ساكنًا،
الماءُ لا يسقيكَ بنفسهِ شربة،
وإن كان شلاّلاً دافقًا وماؤهُ سلسبيلاً.
إنما هو العملُ والحركةُ والتخطيطُ والتوجيهُ من الإنسان.

فرقٌ بين الغايةِ والهدف،
فالهدفُ سببٌ للإقدامِ المباشرِ على الفعلِ لتحقيقه،
والغاية: الدافعُ الأساسيُّ لتحقيقِ الهدف،
وغايةُ المؤمنِ من كلِّ أعمالهِ الموافقةِ للشريعةِ هي إرضاءُ ربِّ العالمين،
والغايةُ عند غيرِ المؤمنِ قد تكونُ الهدفَ نفسه،
وقد تكونُ لها أبعادٌ أخرى في ذهنهِ لا نعرفها،
فالهدفُ من مساعدةِ فقيرٍ هو سدُّ حاجته،
عند المؤمنِ والكافر،
والغايةُ عند المؤمنِ هي إرضاءُ ربِّهِ بالتقرُّبِ إليه بتنفيذِ أمرهِ في مساعدةِ الفقير،
وعند غيرِ المؤمنِ هي عملٌ "إنساني"،
أو طلبُ "شهرة"،
أو "لفتُ نظر"،
أو دعايةٌ وإعلانٌ عن مشروعهِ أو تجارتهِ أو معمله،
أو ينتظرُ بذلك تعويضًا اقتصاديًّا من جهات..
ومثلُ هذا.

وصفَ الله تعالى أهلَ الشمالِ بأنهم ﴿ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ﴾ [سورة الواقعة: 45]
أي: كانوا في دارِ الدنيا منعَّمينَ مرفَّهين،
منهمكينَ في الشهوات.
وكم هو مؤلمٌ العذابُ بعد النعيم!
اسألْ غنيًّا افتقر،
ينهشهُ الدائنون من كلِّ صوب،
ما حاله؟
وكيف حياته؟!
فكيف بالآخرة،
والنارُ هي التي تنهشه؟!

المشكلاتُ والمصائبُ الكبيرةُ تُحدِثُ خللاً في نفوسِ بعضِ الناس،
فيهيجُ المصابُ وتتوتَّرُ نفسه،
ويزدادُ قلقًا ورعبًا،
حتى يظنَّ أن الأرضَ كلَّها لا تسعه!
... ثم يخفَّفُ عنه،

أو تزولُ المشكلةُ التي أفزعته،
وريما شكرَ شخصًا ساقهُ الله إليه لينقذهُ من مصابهِ أكثرَ من شكرهِ ربَّه،
وقد تمرُّ الأيامُ وينسَى فضلَ الله عليه!
إنه "الإنسان"!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #77  
قديم 23-08-2022, 06:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (75)
أ. محمد خير رمضان يوسف




﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ [سورة الكهف: 54]
وقد جادلَ كثيرٌ منهم وخاصمَ حتى قال: لا إله.
فاتركِ الجدلَ ما قدرت،
إلا إذا كان دفاعًا عن الحقّ،
أو دفعًا للباطل.
وليكنْ جدالكَ بأسلوبٍ حسن،
لا غيظًا وتشفيًا.
• • •

المزاجُ لا يكون ميزانًا للحقِّ والصواب،
وعادةً ما يأتي من نظرةٍ أولية..
والحبُّ والكرهُ من المزاج،
﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ﴾ [سورة البقرة: 216].
فليس هو حكَمًا في الخيرِ والشرّ،
ولا في الحقِّ والباطل،
وينبغي أن يطوَّقَ هذا المزاجُ بالعقلِ والحكمةِ بما وافقَ الشرع،
حتى لا تنتشرَ آثاره،
ويستسيغها البعضُ بدونِ تفكيرٍ وتحكيمِ رأي.
• • •

الكلامُ فيما هو قديمٌ وحديث،
أو ما سمِّيَ أصالةً ومعاصرة،
حديثٌ لا ينتهي،
وقد حسمهُ الإسلام،
فهذا وذاكَ يخضعان لميزانِ الكتابِ والسنة،
واجتهاداتِ العلماءِ الحكماء،
فما وافقَ الإسلامَ أُخذَ به،
وما خالفهُ نُبذ،
قديمًا كان أو حديثًا،
وحاضرًا أو مستقبلاً.
• • •

اللهم اجعلني عبدًا مؤمنًا صالحًا تقيًّا محسنًا،
اللهم اجعلني عبدًا حليمًا أوَّاهًا منيبًا،
اللهم اجعلني عبدًا أوَّابًا حفيظًا،
اللهم إني أسألكَ لسانًا ذاكرًا يحبِّبني إليك،
اللهم يا رحيمُ يا ودودُ أستغفركَ وأتوبُ إليك،
اللهم يا قريبُ يا مجيبُ أستغفركَ وأتوبُ إليك،
اللهم إني أسألكَ رفقةً صالحةً،
وبطانةً ناصحةً،
وأحبَّةً مخلصين،
اللهم إني أسألكَ ذرِّيةً صالحةً تزيدُ بها أجري،
وترفعُ بها درجتي في جنّاتكَ جنّاتِ النعيم،
اللهم اجعلني من أوليائكَ الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون،

وأسألكَ البشرَى في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة،
وأسألكَ الفوزَ العظيم،
اللهم اجعلني ممن يخشونكَ بالغيب،
ويأتونكَ بقلبٍ منيب،
اللهم إني أسألكَ الجنةَ والمزيد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #78  
قديم 23-08-2022, 06:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (76)
أ. محمد خير رمضان يوسف



قال نبيُّ الله نوحٌ لربَّهِ في استكانةٍ وخضوع:
﴿ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [سورة هود: 47]
وقلْ أنتَ مثلَهُ أيها العبد،
فهو نبيٌّ قال ذلك،
وأنتَ أَولَى بأن تقولَه.
وماذا عسى أن تقولَ غيرَ ذلك؟
أليس طلبُ المغفرةِ دعاءً؟
أوَليس الدعاءُ عبادة؟
فإذا فزتَ بالإجابة...
أليسَ الفوزُ برحمةِ الله وعفوهِ هو الفوزُ العظيم؟

• • •

قلْ مثلَ نبيِّ الله شعيب عليه السلام، ولا تحِدْ عنه:
﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [سورة هود: 88]
أي: لا أريدُ من وراءِ تبليغِكم وإرشادِكم سوَى إصلاحِ نفوسِكم وأحوالِكم،
على قدرِ جهدي وطاقتي،
وما توفيقي في الإصابةِ والإصلاحِ إلاّ بتأييدِ اللهِ ومعونته،
عليه اعتمدتُ في جميعِ أموري،
وإليه أرجعُ وأتوب،
فلا تيسيرَ ولا فرجَ إلاّ منه،
ولا تأييدَ ولا توفيقَ إلاّ به.
(الواضح في التفسير/ محمد خير يوسف 2/601)
• • •

انظر إلى الأكابرِ ماذا يقولون إذا طُلبَ منهم العفو والصفح،
والتجاوزُ عن الخطأ،
وإن كان هذا الخطأُ كبيرًا ومؤلمًا،
قال يوسفُ عليه السلامُ لإخوتهِ في قصتهِ المعروفة،
بعد أن طلبَ منه إخوتهُ المسامحة:
﴿ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [سورة يوسف: 92]
قارنْ بين هذا،
وبين الدخلاءِ وأصحابِ الأخلاقِ المتدنِّيةِ،
ماذا يفعلون،
وكيف يتصرفون مع الإنسانِ الذي يخطئُ معهم في كلامٍ قليلٍ بل إشارة؟
.. وهذه نتيجةُ ذهابِ الأخلاقِ الإسلاميةِ وغيابِ الدين.
• • •


أليسَ الذي يخافُ ينفِّذُ الأمرَ لئلاّ ينالهُ العقاب؟
فكذلك مَن خافَ ربَّهُ نفَّذَ أمرهُ ليتَّقي عذابه:
﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [سورة النحل: 50]

أي: يسجدونَ خائفينَ وجلينَ مِن عذابِ ربِّهم ومالكِ أمرِهم،
ويفعلونَ ما يُؤمَرونَ به على الدَّوام.
فإذا كنتَ خائفًا بصدقٍ نفَّذتَ،
طائعًا أو خائفًا،
وأنتَ ترجو رحمةَ ربِّك،
وعفوهُ وغفرانه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #79  
قديم 23-08-2022, 06:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (77)
أ. محمد خير رمضان يوسف




الخوفُ يقتلُ الإبداع،

ولا يدَعُ مجالاً للعقلِ أن يفكرَ تفكيرًا متزنًا،

ولا أن ينتجَ إنتاجًا مبهرًا،

وتجدُ العقولَ في الغربِ تبدعُ أكثر،

للأمانِ الذي يعيشُ فيه الناس،

والتقديرِ الذي يُعامَلُ به المبدعون،

والتشجيعِ الذي يلاقونه،

والعقولُ العربيةُ والإسلاميةُ المهاجرةُ إلى هناك تبدعُ أيضًا،

واشتهرَ الكثيرُ منهم على المستوى العالمي،

وهم لا يجدون المناخَ الملائمَ للإبداعِ في دولهم،

ونتيجةَ الخوفِ الذي فرضتهُ هذه الدولُ على شعوبها،

وهجرةِ أفضلِ مواطنيها منها،

صارت هذه الدولُ متخلفة،

لأنها لا تشترط في قادتها الإبداع والعطاء المتميز

ولا تنظرُ إلى إبداعهم وعطائهم المتميز،

ولذلك صارت تعتمدُ في حياتها الإداريةِ والعمليةِ الجديدةِ على المدنيةِ الغربية،

وتقلدها حتى في الشؤونِ البلدية!!

وحتى في ألبستها وإعلاناتها!

إنه الضعفُ والتخبطُ وحبُّ الشهوةِ والثراءِ والتسلط...

آهٍ من الظلم،

وآهٍ من الغدرِ والخيانةِ من بني جلدتنا.

متى يحينُ الوقتُ لنُظهرُ للغربِ حياتنا الحقيقيةَ وأننا أحسنُ منهم أدبًا وأخلاقًا،

وعلماً وعملاً،

وإبداعًا وحضارة،

وصدقًا وتوجُّهًا؟

كما كنا،

وكما ينبغي أن نكون؟

وأننا نحملُ لهم رسالةً تُسعدهم في دنياهم،

وتُنقذهم من النارِ في آخرتهم؟

متى نأخذُ زمامَ قيادةِ العالمِ من الغربِ الكافر،

لنوجِّهَ الناسَ إلى ما هو أفضلُ وأقوم؟

ونبدعَ ونقوِّمَ ونرشدَ بصدقٍ وإخلاص،

لا لجشعٍ مادِّي ومصالحَ دنيويةٍ كما يفعلهُ الغرب،

بل لحبٍّ في سيادةِ الحقّ،

وشفقةٍ على الناسِ ومصيرهم،

وأمانةٍ في عمارةِ الأرض،

واستقامةٍ في حياةِ الشعوب.

إن ملامحَ الضوءِ تنبلجُ من جديد،

من رائحةِ دماءِ الشهداءِ التي كثرت،

فلا بدَّ من التضحيات،

ومن أنشطةِ الدعاةِ والمفكرين والعلماءِ العاملين التي ازدادت،


فلا بدَّ من الحركةِ والعملِ وبذلِ الجهد،

لا بدَّ أن نغيِّرَ ما بأنفسنا عمليًّا،

حتى يغيِّرَ الله ما بنا يقينًا.

والله معنا،

وهو مولانا،

ولا مولى لهم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #80  
قديم 23-08-2022, 06:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,671
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (78)
أ. محمد خير رمضان يوسف




شيوعُ منكرٍ بين الناسِ لا يُحلُّه،
فالمنكرُ منكر،
وقد بيَّن الإسلامُ ذلك،
وميَّزَ بين الحقِّ والباطل،
وبين الحلالِ والحرام،
وجاهدَ العلماءُ والدعاةُ لبيانِ ذلك حتى يخفَّ المنكرُ بين الناس،
ويتجنَّبهُ من كتبَ الله له الهدايةَ والتوفيق.

فالإسلامُ لا يجاري الباطل،
ولا يتابعُ الحرام،
وإنما يصحِّحُ ويغيِّرُ حتى يتوافقَ الأمرُ مع الحق،
الذي يوافقُ مرادَ الله تعالى.



إذا رأيتَ الناسَ يُقبلون على أمرٍ فلا تُسرعْ إلى موافقتهم،
حتى لا تكون "إمَّعة"،
ولكن انظر:
هل ما يقومون به مباحٌ أم محظور؟
فإذا كان مباحًا فلا بأس،
وإذا كان حراماً أحجمتَ ونبَّهت.



جعلَ الله تعالى أجراً كبيراً على أمورٍ سهلة،
وأخرى صعبة،
حتى لا يبقى عذرٌ لأحدٍ في طلبِ الحسنات،
فمن السهلِ ذكرُ الله تعالى،
من ذلك: "سبحانَ الله والحمدُ لله ولا إله إلا الله واللهُ أكبر
وقراءةُ القرآن،
وخاصةً آيةَ الكرسي،
وسورةَ الإخلاص،
التي من قرأها ثلاثاً فكأنما قرأ القرآنَ كلَّه.

ومن الصعب: الصوم، والحجّ، والجهاد.
ومن أدركَ هذا وذاكَ بإخلاص،
ثقلتْ موازينه،
وكان من أهلِ اليمين.



سلوكُ التعايشِ والأداءِ يختلفُ بين البشر،
كما بين أهلِ البرِّ والبحر،
وبين أهلِ الريفِ والمدينة،
وبين الخدمِ والأثرياء،
وبين الصنَّاعِ والزرَّاع.

وكذلك الأمرُ عند الحيوانات: البريةِ والبحرية،
وبينها وبين البرمائيات،
وبين هذه والتي تعيش تحت قشرةِ الأرض،
وميكروباتٍ وحشراتٍ لا تُرى في الهواء...

إنه صنعُ الله الذي أتقنَ كلَّ شيء،
ويخلقُ ما يشاءُ كما يشاء.



إذا لم تتيسَّرْ لكَ أسبابُ الخير،
فاعلمْ أنك عاص،
أو ظالم،
أو هناك حقوقٌ وأماناتٌ لم تؤدِّها،
فإن الله تعالى إذا أرادَ الخيرَ لعبدٍ هيأَ له أسبابه.


الوجوهُ البيضاءُ يومَ القيامةِ دليلٌ على البشارةِ ودخولِ الجنة،

والوجوهُ السوداءُ يومئذٍ دليلٌ على الكآبةِ والأسَى ودخولِ النار،
فاحرصْ على الأعمالِ الصالحة،
والزمْ طاعةَ الله تعالى،
لتكونَ من أهلِ البُشرى والسرور.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 170.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 164.75 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]