التحذير من الرشوة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855009 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389870 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2020, 02:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي التحذير من الرشوة

التحذير من الرشوة


الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم




الحمد لله القائل: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114]، أحمده - سبحانه - وأشكره، أحلَّ لنا الطيبات، وحرَّم علينا الخبائثَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، أعدَّ الجنة للطائعين له، المُحكِّمين شرعه، وأعدَّ النارَ للعاصين المخالفين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المأمور بأكل الطيب والعمل الصالح، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وحاسبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنوها قبل أن تُوزَنوا، واعرضوا ما تكسبون من الأموال على شرع الله تعالى، فما أحلَّه لكم فكلوه هنيئًا مريئًا، وما حرَّمه عليكم فلا تُقدِموا عليه وتَباعَدوا عنه، واتقوا يومًا تُعرَضون فيه على الله تعالى لا تخفى منكم خافية، فأنبتوا أجسامَكم وأولادكم وأهليكم نباتًا حسنًا، وذلك بتغذية الأرواح بمحبة الله تعالى ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وغذُّوا أجسامَكم بالطيبات من المأكولات والمشروبات؛ فالجسد الذي يَنبُت على السُّحت والحرام النارُ أولى به، فأيكم يريد أن تكون النار مصيره، وجهنم مأواه؟! فإن الله تعالى طيِّب لا يَقبل إلا طيبًا، فأمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، وقد أمر المرسلين بأكل الطيبات، وعملِ الصالحات؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، وقال تعالى: ﴿ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ [المائدة: 88]، فلِزامًا على المسلم ألا يعتدي - بمعنى لا يتجاوز - ما نهاه عنه الله تعالى، فمَن خالَف أمرَ الله - تبارك وتعالى - بأكل الحرام، فهو المعتدي، ولا يرضى المسلم أن يُخرِج نفسَه عن نِطاق محبة الله تعالى باعتدائه؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190]، وحينئذٍ تَثبُت محبة الله للملتزمين أوامره، الواقفين عند حدوده، فما حياة المسلم وما عيشته الهنيئة حينما يُعرِّض نفسَه للاعتداء؟! والله تعالى يعلم خائنةَ الأعين وما تُخفي الصدور، يعلم الضمائر والسرائر وسوء النيات والطوايا، جهَر المسيء بقوله أم أسرَّ، سمَّى الحرام باسمه أم باسم آخر: ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 13، 14].

أيها المسلمون، إن الرِّشوة من طرق اكتساب المال الذي حرَّمته شريعتنا تحريمًا جازمًا، يَكفُر من استباحها، ويَفسُق مَن عمِل بها دون استباحة، وقد شدَّد الشرع الوعيدَ على آخذها ودافعها والساعي بينهما بأن جعلهم مطرودين عن رحمة الله تعالى، مُتعرِّضين لسُخطه وغضبه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((لعَن الله الراشي والمرتشي))، وما دخلت الرِّشوة عملاً إلا عاقته، ولا مجتمعًا إلا أفسدته، فكل منهم ظالم: المرتشي؛ لأخذه ما يحمله على الجور في حُكْمه، أو التساهل في عمله، والغِلظة على مَن لا يدفع شيئًا وتقطيب وجهه أمامه حتى يجعله يهاب من مراجعته، والدافعُ لها؛ لكونه عونًا كبيرًا على الظُّلم، وعلى تشجيع الظالمين، ومفسدًا لقلوبهم على الآخرين الذين تأبى أذواقهم السليمة، ومظهرهم المستقيم، وعقيدتهم الحية، عن دفع الرِّشوة، والساعي بينهما؛ راضٍ بفعلهما ومُعِين لهما على الإثم ومُقِر لمنكرهما، والراضي كالفاعل، وما اشتهر بها أحدٌ كما اشتهرت اليهود بها؛ فإن الله تعالى ذمَّهم وعابهم، كما ذمَّهم على الكذب، ووصفها الله تعالى بأنها سُحْت؛ فهي سبب لسحت الدين أو البدن أو المال - بمعنى: محوه وذَهابه، أو إزالة بَركتِه - وكل هذا غير مراد للمسلم؛ قال تعالى: ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾ [المائدة: 42]، قال المفسرون: هي الرِّشوة في الأعمال ممن ولَّته الدولة براتب معيَّن على أي عملٍ من أعمال المسلمين، كثيرًا أو قليلاً، كبيرًا أو صغيرًا، فإنه لا يَحِل له أن يأخذ شيئًا من أي فرد من الأفراد الذين وَلِي مصالحهم، وإن كانت في جانب القضاة والأمراء والرؤساء، فهي أشدُّ حُرْمة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن استعملناه على عملٍ وزرقناه عليه رزقًا، فما أخذه بعد ذلك فهو غلول)).

أيها الموظف المسلم، عليك مراقبة الله تعالى ليصلح عملك، وطهِّر مالَك يُبارِك لك فيه اللهُ تعالى، فلا تأخذ بسبب عملك شيئًا من هذا السُّحتِ بغير طريقة مشروعة، سواء من بيت المال أو من أفراد مراجعين، والمعقبين لمصالحهم وشؤونهم، واربأ بنفسِك عن أن تُرديها إلى هذا الخطأ، ولا يَعُم شؤمك مجتمعك، فيَفسُد عملك فتصبح خائنًا لله تعالى ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولأئمة المسلمين وعامتهم.

والرِّشوة ما وقعت للموظَّف بطلب تلميحًا أو تصريحًا، سواء كان المدفوع مالاً أو عملاً يحمله على إنجاز عملك دون غيرك، أو يجور على غيرك، ويجري مجرى الرِّشوة ما يُقدَّم من دون طلبٍ باسم الهدية أو كرامة أو قهوة، أو نحوها مما اصطلح عليه الناس، وأسموه بأي اسمٍ، وما قُدِّم هذا للموظف إلا بعد تولِّيه هذا العمل؛ ليستميل قلبه، ويَجذِب ميولَه، فإن ذلك كله يكون رِشوة مُحرَّمة، وإن اختلفت الأسماء، فالبلاء واحد، والنتيجة والمحذور حاصل، استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً على صدقات بني سليم، فلما جاء حاسَبَه، قال: هذا لكم، وهذا هدية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((فهلا جلَستَ في بيت أبيك وأمك، حتى تأتيك هديَّتُك إن كنتَ صادقًا!))، ثم خطبَنا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أما بعد، فإني أستعمِل الرجلُ منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم، وهذا هدية أُهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه، حتى تأتيه هديته... إلخ))؛ صحيح البخاري (1: 59) رقم (6979).

يريد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُبيِّن أن هذه الهدية التي بسبب هذه الولاية على العمل، إنما هي حرام وممنوع منها العامل، أما إذا كانت من الهدية الجائزة، بل والمستحبة التي تكون بين الناس لغير ذلك الغرض المحرَّم؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ((وتهادوا؛ فإن الهدية تُثبت المودة، وتَسُل السخيمةَ))[1]، فهذه لا بأس بها، والهدايا التي تُدفَع لمن بيده عمل هي المُحرَّمة؛ كالطبيب الموظَّف في المستشفى وسائر الأعمال؛ فإنها تَحمِل الطبيبَ على أن ينصح لمن أهدى إليه، ويَصرِف له الدواء الجيد، وعكس ذلك يَغفُل عنه، ويَحول بينه وبين الدواء، وكذا سائر الأعمال؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((هدايا العمال سُحْت)).

ما هذا أيها المسلمون إلا لتسيروا على طريقة التعاون والتكاتف، وأن يحب أحدكم لأخيه ما يحب لنفسه، وهذه من أقوى دعامات المجتمع الإسلامي وأركانه وقواعده.

وكثيرًا ما يأتي في خطاب القرآن إضافة ما لبعض المسلمين للآخر؛ اعتبارًا منه أن المسلمين يد واحدة، وتماسُكهم كالحلقة المفرَغة لا يُدرى أين طرفاها؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ﴾ [النساء: 5]، فاعتبرها أموالاً للعقلاء مع أنها أموال السفهاء؛ ليحفظوها كما حفِظوا أموالهم الخاصة.

قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [النساء: 29]، ناهيًا المسلمين أن يقتل بعضهم بعضًا، فجعلهم كالنَّفْس الواحدة، فيا لها من تعاليم سامية، وتشريعات عالية! لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمِثلها لعجزوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، فاتقوا الله تعالى أيها المسلمون، وجنِّبوا أنفسَكم أكلَ الحرام، ونزِّهوا بطونكم ولباسَكم عن الحرام؛ حتى يبارك الله لكم في صحتكم وفي ذريتكم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا * أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 30، 31].


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


[1] شعب الإيمان رقم (8977) للبيهقي، والترمذي في جامعه برقم (2130)، والأدب المفرد (594) للبخاري.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.27 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]