الحمامة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191049 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2649 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 656 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 929 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1089 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 851 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 835 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 918 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92797 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-04-2019, 01:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي الحمامة

الحمامة
زيتون بانو




الحمامــة قصة قصيرة للأديبة الباكستانية :
ترجمة : شمس الدين درمش



كان مُظفَّر لايزال ممسكاً برقبة زوبا الصغيرة. قامت نورينا من فراشها فزعة. ابتعد مُظفَّر عن السرير حالاً، مازالت أصابعه معقوفة، نظرت نورينا القلقة بحدَّة إلى زوجها. ووثبت فاحتضنت ابنتها، أمَّا زوبا التي خافت من الشجار واستيقظت فقد بدأت تبكي صارخة! الآن تقف نورينا في جانب السرير محتضنة ابنتها. وفي الجانب الآخر يقف زوجها، ينظر إلى يديه بندم.. يديه اللتين كانتا قبل قليل ممسكتين بخناق زوبا التي في الشهر الرابع من عمرها!! كان للطفلة بقية عمر ستعيشها، وهي مازالت تبكي في حضن أمِّها، وبدا الهدوء على مُظفَّر .
ـ قالت نورينا: "بالتأكيد جننت مرَّة أخرى.. ما الذي يعتريك مرَّة بعد أخرى؟ عائلتك ليست كبيرة! اشكر الله الذي وهب لنا بنتاً بعد ابنين. ألم تكن تدعو وتتوسّل إلى الله قائلاً : ياإلهي هب لنا بنتاً هذه المرَّة ؟! أنت الذي سميتها قبل أن تولد! لكن الآن.. الآن..!!"

كانت نورينا تبكي بأسىً وتمسح شعر ابنتها بيدها، وهي تخاطب زوجها معاتبة لائمة! كان مُظفَّر بدأ يتصرّف بغرابة من يوم مجيء زوبا إلى الدُّنيا.
أحياناً كان يحتضن ابنته بحنان لساعات، يضمّها إلى صدره باستمرار، وكانت نورينا إذا رأت ذلك تفرح، وتقول:" ما أكثر محبَّتك لها! طبعاً؛ لأنَّها جاءت بعد أدعيتك.. وأيضاً بعد طفلين..".
وأحياناً كانت تعتري مُظفَّر حالة غريبة بمجرّد رؤية زوبا، يتغيّر لونه فجأة، تضيق أنفاسه، تصطك أسنانه، وأحياناً يصفع زوبا الصغيرة بكفِّه الضخمة لأنَّها تبكي بكاءً خفيفاً! ثم لا يستطيع تحمّل صرخات زوبا المتعالية، فيحتضنها، ويقبّلها بشغف، ويخاطبها يحاول أن ينيمها قائلاً :"طفلتي الحبيبة! هل خفت من أبيك؟ من يخاف من والده يا روحي!؟ أنا نادم! لن أفعل هذا مرة أخرى، هيا اسكتي ياطفلتي!!".
في الأشهر الأربعة الأولى عاش مُظفَّر عدَّة نوبات عصبية، لكن حالته العصبية هذا اليوم كانت أشدّها !
نورينا كانت تضم زوبا إلى حضنها، وتنظر إلى وضع زوجها باهتمام بالغ. ومُظفَّر كان يقف في الطرف الآخر من السرير يديم النظر إلى يديه دون أن يفهم ماذا حدث!!
كان مُظفَّر عاجزاً عن تجاوز تلك الحالة العصبية، ولأنَّه لا يمكنه أن يصبر على بكاء طفلته المستمر، وجدت نورينا نفسها تهتدي إلى الحلّ، فتكوَّمت فوق فراش قريب، وبدأت تبكي بصوت مرتفع، وعندما رأي مُظفَّر بكاء زوجته اقترب منها بهدوء، وقال : سامحيني يانورينا! ثقي أنَّي لا أدرك ما أفعله تماماً.! لكن أنت أيضاً لم تسألي يوماً عن سبب ما يحدث.. هيا اسألي هذا اليوم.. لماذا أتصرّف هكذا ؟!
قطعت نورينا بكاءها، ونظرت إلى زوجها بارتياب، فتابع مُظفَّر كلامه قائلاً مرَّة أخرى :
هيا اسألي.. لماذا وصلت إلى هذا الوضع.. لماذا كنت قبل قليل أباً شفيقاً، ثم بعد قليل انقلبت عدواً ؟! هيا اسألي !!
قالت نورينا :
.. أنت لا تفعل كل هذا عن جهل.. ولادة بنت بالنسبة لك يعني الموت!! تفرح لولادة ابن، ولكنَّك لا تتحمل بنتاً واحدة فقط! أنت قاتل! الذين يُفكِّرون في القتل، أيضاً قتلة!!".
تكلَّمت نورينا في البداية مع زوجها وهي تصرخ. مُظفَّر كان قد هدأ مقابل انفعال نورينا، فسحب ابنته من حضن زوجته، وضمّها إلى صدره، وبدأ هو الآخر يبكي مازجاً شهقاته بشهقات ابنته البريئة!
سكنت نورينا مع بكاء مظفر، فاقتربت منه بهدوء، وضعت يدها على كتفه، وقالت:".. مُظفَّر ! ممَّ تعاني أنت؟! أأنت مريض حقَّاً؟".
جلس مُظفَّر على الفراش وهو يضم ابنته إلى صدره. كان بكاء الطفلة قد انقطع، واستسلمت في حضن أبيها لنوم عميق، كانت شفتاها لاتزالان مزمومتين في حالة بكاء. مرر مُظفَّر سبابته على شفة الطفلة بكل حنان قبل أن يحوّل نظراته عن وجه ابنته، وخاطب نورينا قائلاً :"حبيبتي نورينا! ألستُ أنا والد زوبا؟".
قالت نورينا : ما معنى هذا الكلام يا مُظفَّر؟! هل عقلك في رأسك؟!
قال مُظفَّر: نعم، عقلي في رأسي الآن، كيف يتصرّف أب نحو ولده بهذا الشكل؟
وكما قلت صرت مجنوناً، ولم ينته جنوني تماماً حتى الآن!!
قالت نورينا: أعطني الطفلة! ونم قليلاً.. استرح!
قال مظفر: هل أنا موظَّف عائد من مكتبه حتى أنام وأستريح؟ ولست عائداً من الحقل، لست متعباً.. فكري وجسمي الآن في غاية الهدوء.. أشعر بأنَّ تعبي كلَّه قد زال، تعالي.. أنت أيضاً اجلسي إلى جانبي.. أريد أن أقول شيئاً في غاية الأهمية!!
أخذت نورينا الطفلة من حضنه، ووضعت مسنداً على الفراش، وقالت: اتكئ على هذا، وتحدّث مرتاحاً .
لم يكترث مُظفَّر البتّة بالمسند، فقط نظر إلى وجه زوجته من مجلسه، وقال لها: هل تريدين أن تسمعي؟
وضعت نورينا الطفلة في سريرها وعادت بسرعة بالغة، وجلست عند رجلي زوجها، وقالت: لماذا لا أريد أن أسمع؟ هيا تحدّث! ماذا ستقول؟!
قال مُظفّر: تعرفين أنني كنت أربي الحمام منذ طفولتي، واشتهرت بذلك، وكنت أهتمُّ بالحمام أكثر من اهتمام أيِّ شخص آخر، كنت مستعداً لأن أقاتل من أجل طيوري!!
توقَّف مُظفَّر لحظة، احمرت عيناه! بدأ جسمه يرتجف!
وكانت نورينا تنظر إلى زوجها بحيرة دون أن تعرف ما سيقوله، فتابع مُظفَّر كلامه : بعد ذلك..! ألا تعرفين ماذا حصل يوماً ما؟! كنت أطلقت حمامي في الجوِّ ليطير، وشفيق كان قد طيّر حمامه أيضاً !
كانت الحمائم تطير في الجوِّ متقلبة، وكانت بينها حمامة سوداء لي، اختلطت مع حمائم شفيق في ذلك اليوم، ولم تعد ثانية! طلبت من شفيق إعادة حمامتي، ولكنَّه رفض! فتنازعت مع شفيق، وعيّرني الجميع لأنّ حمامتي ذهبت برغبتها مع حمائم شفيق!! فلا يحقُّ لي المطالبة بها. فعدتُ إلى منزلي مقهوراً، ولم أنس هذا العدوان! وفي ظهيرة أحد الأيام أمسكت بأخت شفيق "زوبا" التي كانت في الخامسة من عمرها، وأخذتها قسراً إلى مكان خال.. فخنقتها هناك!! كان موسم السيول فجرفتها المياه وحملتها بعيداً. وهكذا انتقمت لحمامتي من طفلة بريئة!! وزوبا ابنتي أيضاً بريئة ! أليس كذلك؟ فلو حاول أحد أن يخطفها، ويقتلها كما فعلت! هل سيتمكن غرور صاحب الحمائم ـ الذي هو أنا ـ من منع ما سيقع؟ تكلَّمي.. تكلَّمي يانورينا.. أنت ..أنت..".

كانت نورينا تسمع حديث مُظفَّر مندهشة، قد فتحت فمها وجمدت عيناها تنظر إليه!!
فلما ارتفعت نبرة مُظفَّر، التفتت نورينا إلى الخلف نحو ابنتها النائمة في السرير، وثبت من مكانها فجأة، واختطفت طفلتها مذعورة وهربت نحو الباب حاسرة لا تلوي على شيء.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
* نقلها إلى التركية ألباي مسعود شيخ أختر.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.85 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]