الخلاف في المفاضلة بين البيت والمسجد في قيام رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدور الحضاري للوقف الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3883 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6959 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6427 )           »          الأخ الكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 197 )           »          الحفاظ على النفس والصحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-05-2020, 01:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي الخلاف في المفاضلة بين البيت والمسجد في قيام رمضان

الخلاف في المفاضلة بين البيت والمسجد في قيام رمضان



الشيخ أحمد الزومان

مَن معه شيء من القرآن ويتمكن من المحافظة على قيام رمضان في بيته: هل الأفضل له الصلاة في بيته أو الصلاة في المسجد؟
تحرير محل الخلاف: أجمع أهل العلم على مسألتين:
الأولى: مشروعية صلاة قيام رمضان: فأهل العلم مجمعون من لدن الصحابة رضي الله عنهم إلى زماننا على مشروعية قيام رمضان، ولا عبرة بخلاف الشيعة[1].

الثانية: عدم تعطيل المساجد من قيام رمضان: قال الطحاوي: كل من اختار التفرد، فينبغي أن يكون ذلك على ألَّا يُقطع معه القيام في المساجد، فأما التفرد الذي يُقطع معه القيام في المساجد فلا ... أجمعوا أنه لا يجوز للناس تعطيل المساجد عن قيام رمضان، وكان هذا القيام واجبًا على الكفاية[2]، ونقله ابن عبدالبر مقرًّا له[3].

فأصل مشروعية صلاة التراويح وصلاتها في المساجد محل اتفاق، وإنما الخلاف في المفاضلة بين الصلاة في المسجد أو الصلاة في البيت؛ فأهل العلم لهم في المسألة أربعة أقوال:
القول الأول: الأفضل الصلاة جماعة في المسجد: وهو رأي عبدالله بن مسعود وجمهور الصحابة رضي الله عنهم، واختاره محمد بن سيرين[4]، وعبدالله بن المبارك[5]، وهو مذهب الأحناف[6]، وقول قديم لمالك[7]، ومذهب الشافعية[8]، والحنابلة[9]، واختاره إسحاق بن راهويه[10]، وابن خزيمة[11]، وابن حزم[12]، وشيخ الإسلام ابن تيمية[13]، والشوكاني[14]، وابن باز[15]، وشيخنا محمد العثيمين[16].

الدليل الأول: عن عائشة رضي الله عنها: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد، ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخفَ عليَّ مكانكم، ولكني خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا عنها))[17].

الدليل الثاني: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: ((قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قام بنا ليلة سبع وعشرين حتى ظننا ألَّا ندرك الفلاح، قال: وكنا ندعو السحور الفلاح))[18].

وجه الاستدلال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه رضي الله عنهم في المسجد القيام عدة ليالٍ في رمضان، وترك الصلاة بهم خشية أن تفرض عليهم، فدل على فضيلة القيام في المسجد[19].
الرد: صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه رضي الله عنهم مصلحة راجحة، وتركه لمصلحة أرجح، والله أعلم.

الدليل الثالث: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: ((صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئًا من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله، لو نفلتنا قيام هذه الليلة، قال: فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حسب له قيام ليلة، قال: فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال[20]: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بقية الشهر))[21].
وجه الاستدلال: من صلى مع الإمام في المسجد كُتب له قيام الليلة كلها.

الرد: ليس في حديث أبي ذر رضي الله عنه ترجيح النافلة في المسجد على فعلها في البيت، إنما فيه فضيلة لمن قام مع الإمام حتى يفرغ من صلاته كُتب له قيام ليلة، وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أن قيام رمضان في البيت أفضل منه في غيره، فلا تعارض بين الحديثين[22]، كما أنهما لا يعارضان حديث: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه))[23]، فهذه فضائل مختلفة.

الدليل الرابع: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجةً))[24].
وجه الاستدلال: ما صُلِّي من التطوع جماعة في المسجد أفضل مما صلي في البيت[25].
الرد: الحديث عند أكثر أهل العلم خاص في جماعة الفريضة؛ جمعًا بينه وبين حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه[26].

الدليل الخامس: عن زيد بن وهب قال: ((كان عبدالله رضي الله عنه يصلي بنا في شهر رمضان، فينصرف بليل))[27].
وجه الاستدلال: يصلي ابن مسعود رضي الله عنه قيام رمضان في المسجد.

الرد من وجهين:
الأول: يصلي ابن مسعود رضي الله عنه إمامًا، فالأفضل في حق الأقرأ أن يصلي بالناس إمامًا في المسجد، فالعمل المفضول قد يكون فاضلًا لأمر آخر.
الثاني: خالفه غيره من الصحابة ممن يصلون في بيوتهم، ومنهم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم.

الدليل السادس: قال أبو بكر الأثرم: كان أحمد بن حنبل يصلي مع الناس التراويح، قال: كان جابر وعلي وعبدالله رضي الله عنهم يصلونها في جماعة[28].

الرد من وجهين:
الأول: الآثار التي فيها إمامة علي رضي الله عنه في قيام رمضان في المسجد لا تصح[29]، أما أثر جابر رضي الله عنه فلم أقف عليه.
الثاني: كالذي قبله.

القول الثاني: الأفضل الصلاة منفردًا في المسجد: مذهب بعض تابعي مكة[30]، وبعض تابعي الكوفة[31]، ومنهم سعيد بن جبير[32]، وشبث بن ربعي التميمي[33]، وبعض تابعي البصرة[34]، ونسب لبعض تابعي المدينة[35]، وروي عن طاوس بن كيسان[36]، ونسب لسفيان الثوري[37]، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري[38].

الدليل الأول: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة له، فكشف الستور، وقال: ألا كلكم مناجٍ ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة، أو قال: في الصلاة))[39].

وجه الاستدلال: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه وبعض خلافة عمر رضي الله عنه كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون جماعات وأفرادًا في المسجد، وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وإنما نهاهم عن رفع الصوت؛ حتى لا تختلط على بعضهم القراءة[40].

الرد: إقرار النبي صلى الله عليه وسلم دليلٌ على الجواز، وأفضل من ذلك الصلاة جماعة في المسجد فهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم العملية، وأفضل منهما الصلاة في البيت؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه.

الجواب: تقديم الفضيلة المتعلقة بذات العبادة على الفضيلة المتعلقة بمكانها، فليست الصلاة في البيت أفضل مطلقًا، ويحمل عليه اختلاف الصحابة رضي الله عنهم.

بقية الأدلة: بعض أدلة القول الثالث الآتية.

القول الثالث: الأفضل الصلاة في البيت: وهو مذهب الخلفاء الراشدين، وابن عمر، وابن عباس، وأبي بن كعب رضي الله عنهم، وسالم بن عبدالله بن عمر، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ونافع مولى ابن عمر[41]، وإبراهيم بن يزيد النخعي[42]، وروي عن عروة بن الزبير[43]، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد النخعيان[44]، ونسب لمجاهد بن جبر[45]، ويحيى بن سعيد الأنصاري[46]، وربيعة الرأي[47]، وهو مذهب مالك[48]، واختاره من الأحناف أبو يوسف[49] والطحاوي[50]، واختاره الليث بن سعد[51]، وهو وجه للشافعية[52]، ورواية في مذهب الحنابلة[53]، واختاره ابن عبدالبر[54].

الدليل الأول: عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة - قال: حسبت أنه قال من حصير - في رمضان، فصلى فيها ليالي، فصلى بصلاته ناس من أصحابه، فلما علم بهم جعل يقعد، فخرج إليهم فقال: قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة))[55].
وجه الاستدلال: الحديث نص في أن قيام رمضان في البيت أفضل منه جماعة في المسجد[56].
الرد: عموم الحديث مخصوص بأحاديث أخرى كتحية المسجد وركعتي الطواف، وكذلك قيام رمضان لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد[57].

الجواب من وجهين:
الأول: أغلب قيام النبي صلى الله عليه وسلم في بيته إلا إذا كان معتكفًا، ورغب في صلاة النفل في البيت، ونص على تفضيل قيام رمضان في البيت.

الثاني: الأصل تفضيل النفل في البيت، لكن قد يكون في المسجد فاضلًا إذا ترتب عليه مصلحة شرعية.

الدليل الثاني: ((أبي بن كعب رضي الله عنه يصلي بهم في عهد عمر رضي الله عنه، فإذا دخلت العشر تركهم))[58].

الدليل الثالث: عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أنه كان لا يقوم مع الناس في شهر رمضان))[59].

وجه الاستدلال: آثر أبي بن كعب وابن عمر رضي الله عنهم قيام رمضان في البيت على الصلاة في المسجد، ومعهما ظاهر سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

الرد من وجهين:
الأول: خالفهما جمهور الصحابة رضي الله عنهم؛ حيث صلوا جماعة في المسجد ومنهم ابن مسعود رضي الله عنه.
الجواب: ليس كل الصحابة رضي الله عنهم قراء، وابن مسعود رضي الله عنه كان إمامًا.

الثاني: يأتي الاستدلال بالأثرين لمن يري التفضيل حسب المصلحة الشرعية، سواء كانت الصلاة في البيت أو المسجد.

الدليل الرابع: قول عمر رضي الله عنه: ((نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون))؛ يريد: آخر الليل وكان الناس يقومون أوله[60].

الدليل الخامس: عن طاوس قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: ((دعاني عمر رضي الله عنه لأتغدى عنده - قال ابن أبي شيبة: يعني السحور - فسمع هيعة الناس حين خرجوا من المسجد، قال: ما هي؟ قال: هيعة الناس[61] حيث خرجوا من المسجد، قال: ما بقي من الليل خير مما ذهب منه))[62].

الدليل السادس: عن أبي يزيد المديني قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما في قيام رمضان: ((ما يتركون منه أفضل مما يقومون فيه))[63].

وجه الاستدلال: آثر عمر وابن عباس رضي الله عنهم قيام رمضان في البيت على القيام في المسجد جماعة[64].
الرد من وجهين:
الأول: ليس فيه تفضيل الصلاة في البيت مطلقًا، إنما تفضيل صلاة آخر الليل منفردًا على صلاة أول الليل جماعة في المسجد.

الثاني: صلى عمر رضي الله عنه قيام رمضان جماعة في المسجد؛ فعن عبدالله بن السائب: ((إني لأقوم بالناس في شهر رمضان إذ دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه معتمرًا، فسمعت تكبيره، وأنا أؤم الناس، فدخل فصلى بصلاتي))[65].
الجواب: صلاة عمر رضي الله عنه في المسجد عارضة.

الدليل السابع: لم يكن الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم يصلون قيام رمضان في المسجد؛ قال الليث بن سعد: "ما بلغنا أن عمر رضي الله عنه وعثمان رضي الله عنه كانا يقومان في رمضان مع الناس في المسجد"[66].

وقال ابن عبدالبر: "جاء عن عمر وعلي رضي الله عنهما أنهما كانا يأمران من يقوم للناس في المسجد، ولم يجئ عنهما أنهما كانا يقومان معهم"[67].

الرد: من تخلف من الصحابة رضي الله عنهم إما لعذر، أو لأن الصلاة في البيت أفضل في اجتهاده، وهو معارض بما هو أولى منه وهو اتفاق الجم الغفير من الصحابة رضي الله عنهم على خلافه[68].

الجواب من وجهين:
الأول: الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم أعلم الناس وأحرصهم على الخير، فلو كان القيام جماعة في المسجد أفضل مطلقًا لفعلوه، كما كانوا يحافظون على الإمامة في الفريضة في المسجد.

الثاني: تقدم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصلون في المسجد متفرقين، وجمعهم عمر رضي الله عنه، ولا شك أن صلاتهم جماعة أفضل من صلاتهم جماعات.

الدليل الثامن: القيام في رمضان تطوع والتطوع في البيوت أفضل[69]، لكن تقدم أن إحياء المساجد بقيام رمضان على الكفاية، فإذا حصلت السنة رجعنا إلى الأصل، وهو تفضيل الصلاة في البيت لِما في ذلك من المصالح الشرعية[70].

الرد: الفضيلة التي تتعلق بالعبادة مقدمة على ما يتعلق بمكانها، فإذا وجدت مصلحة شرعية في الصلاة في المسجد فضلت على صلاة البيت.

الدليل التاسع: في القيام في البيت مصلحة مراجعة المصلي لِما يحفظه من القرآن حتى لا ينساه.
الرد:كالذي قبله.

الدليل العاشر: الصلاة في البيت مظنة تدبر القراءة وحصول الخشوع الذي هو لبُّ الصلاة، وعليه مدار الثواب[71].
الرد: كالذي قبله.

القول الرابع: الأفضل ما رجحت مصلحته في البيت أو المسجد: قال به الأوزاعي[72]، وروي عن الحسن البصري[73] وهو - فيما ظهر لي - وجه للشافعية[74]، ويمكن أن ينسب هذا القول لابن مسعود وأبي بن كعب وابن عمر رضي الله عنهم، وكذلك يمكن أن ينسب لمن كان يصلي وحده في المسجد من تابعي الكوفة؛ كسعيد بن جبير، وشبث بن ربعي وغيرهما، وبعض تابعي مكة، وكذلك ما نسب لمجاهد بن جبر، وبعض تابعي البصرة، وما روي عن طاوس بن كيسان، وما نسب لبعض تابعي المدينة، وسفيان الثوري، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، فتحمل صلاتهم في المسجد منفردين ومَن أمر منهم مَن معه شيء من القرآن بالصلاة منفردًا - تحصيلًا للمصلحة الشرعية الخاص بالمصلي.

وكذلك ما تقدم عن إبراهيم النخعي في تركه الإمامة في قيام رمضان، وما روي عن علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، والله أعلم.

الدليل الأول: في حديث عائشة رضي الله عنها: ((أما بعد، فإنه لم يخفَ عليَّ مكانكم، ولكني خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا عنها)).
وجه الاستدلال: في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه رضي الله عنهم من المصلحة الشرعية ما ليس بخافٍ، وتركها لمصلحة أعلى منها والله أعلم، فتحصيل الأكثر مصلحة مقدم على مكان الصلاة، والله أعلم.

الدليل الثاني: عن مجاهد قال: ((جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال: أصلي خلف الإمام في رمضان؟ قال: أتقرأ القرآن؟ قال: نعم، قال: أفتنصت كأنك حمار؟ صلِّ في بيتك))[75].

وجه الاستدلال: رجح ابن عمر رضي الله عنه صلاة القارئ في بيته وفعله رضي الله عنه؛ لِما في ذلك من المصالح الشرعية المتعلقة بالمصلي والله أعلم.

الدليل الثالث: تقدم عن زيد بن وهب قال: ((كان عبدالله رضي الله عنه يصلي بنا في شهر رمضان، فينصرف بليل)).
وجه الاستدلال: ابن مسعود رضي الله عنه أقرؤهم لكتاب الله ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فصلاته إمامًا راجحة على صلاته منفردًا في بيته، والله أعلم.

الدليل الرابع: تقدم أن ((أبي بن كعب رضي الله عنه يصلي بهم في عهد عمر رضي الله عنه، فإذا دخلت العشر تركهم)).
وجه الاستدلال: أبي بن كعب رضي الله عنه يصلي العشر الأواخر منفردًا؛ تقديمًا لمصلحته الخاصة، والله أعلم.

الدليل الخامس: من القواعد الفقهية الفضيلة المتعلقة بنفس العبادة أولى من المتعلقة بمكانها[76]، فإذا كان يترتب على الصلاة في المسجد مصالح شرعية تتعلق بالصلاة، فيقدمها المصلي على الصلاة في البيت، والله أعلم، فالمفضول يكون فاضلًا لأمر آخر.

الترجيح:



الذي يترجح لي استحباب قيام رمضان في البيت إذا كان المصلي يقوى على ذلك ويحافظ على القيام؛ لخصوص حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، وعموم أدلة تفضيل صلاة النافلة في البيت، لكن إذا كان يترتب على الصلاة في المسجد مصلحة شرعية تتعلق بالمصلي كأن يحافظ على عدد الركعات وقدرها، أو تتعلق بالمصلين كانتفاعهم بحضوره - فيصلي في المسجد، فالشريعة أتت بتحصيل المصالح وتكثيرها، والله أعلم.






يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-05-2020, 01:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الخلاف في المفاضلة بين البيت والمسجد في قيام رمضان

[1] انظر: مختصر اختلاف العلماء (1/ 314)، والمبسوط (2/ 195)، وتبيين الحقائق (1/ 444)، ومجموعة رسائل قاسم بن قطلوبغا ص: (245)، والبحر الرائق (2/ 117)، وحاشية ابن عابدين (2/ 493)، وفتح باب العناية (1/ 340)، والكافي في فقه مالك ص: (74)، وأوجز المسالك (2/ 293)، والاعتصام (1/ 194)، والمفهم (2/ 388)، والذخيرة (2/ 225)، والبيان في مذهب الإمام الشافعي (2/ 278)، والمجموع (4/ 31)، وكفاية النبيه (3/ 324)، وتحفة المحتاج (1/ 270)، وفتاوى السبكي (1/ 159)، والنجم الوهاج (2/ 309)، ونهاية المحتاج (2/ 126)، والمغني (1/ 799)، وشرح الزركشي على الخرقي (1/ 233)، ومعونة أولي النهى (2/ 272).

[2] مختصر اختلاف العلماء (1/ 314، 315).

[3] انظر: التمهيد (8/ 119).

[4] رواه ابن أبي شيبة (2/ 397): حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن محمد: أنه كان يختار القيام مع الناس في شهر رمضان؛ وإسناده صحيح، ابن عون هو عبدالله.

[5] انظر: جامع الترمذي (3/ 161)، ونخب الأفكار (5/ 461).

[6] انظر: فتح القدير (1/ 406)، وتبيين الحقائق (1/ 444)، والبحر الرائق (2/ 120)، والبناية (2/ 663).

[7] قال القرطبي في المفهم (2/ 388): ذهب مالك إلى إيقاعه في البيت أفضل لمن قوي عليه، وكان أولًا يقوم في المسجد، ثم ترك ذلك.
وانظر: إكمال المعلم (3/ 112)، وشرح زروق وابن ناجي على الرسالة (1/ 326).

[8] انظر: نهاية المطلب (2/ 355)، والمجموع (4/ 5)، وأسنى المطالب (1/ 201)، وتحفة المحتاج (1/ 270).

[9] انظر: المغني (1/ 799)، والفروع (1/ 547)، والمبدع (2/ 17)، وكشاف القناع (1/ 425).

[10] انظر: نخب الأفكار (5/ 461).

[11] بوب في صحيحه (3/ 339): باب: استحباب صلاة النساء جماعة مع الإمام في قيام رمضان، مع الدليل على أن قيام رمضان في جماعة أفضل من صلاة المرء منفردًا في رمضان، وإن كان المأمومون قراء يقرؤون القرآن، لا كمن اختار صلاة المنفرد على صلاة الجماعة في قيام رمضان.

[12] قال ابن حزم في المحلى (3/ 38): صلاة التطوع في الجماعة أفضل منها منفردًا، وكل تطوع فهو في البيوت أفضل منه في المساجد إلا ما صُلِّي منه جماعة في المسجد، فهو أفضل.

[13] انظر: منهاج السنة (8/ 310).

[14] انظر: السيل الجرار (1/ 329).

[15] انظر: مجموع فتاوى ابن باز (11/ 319).

[16] انظر: الشرح الممتع (4/ 59).

[17] رواه البخاري (2012)، ومسلم (761).

[18] رواه النسائي (1606): أخبرنا أحمد بن سليمان والإمام أحمد (17935) يرويانه عن زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، حدثني نعيم بن زياد أبو طلحة الأنماري، أنه سمع النعمان بن بشير رضي الله عنهما يقول على منبر حمص، فذكره؛ وإسناده حسن.
معاوية بن صالح صدوق، ومثله زيد بن الحباب.
وصحح الحديث ابن خزيمة (2204)، وقال الحاكم (1/ 440): حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال ومعاوية إنَّما احتج به مسلم، وليس الحديث على شرط واحد منهما، بل هو حسن، وصحح الحديث الألباني في صحيح النسائي (1515).

[19] انظر: الاستذكار (2/ 72)، والمغني (1/ 798)، ومغني المحتاج (1/ 317).

[20] في رواية النسائي (1364): ((قال داود: قلت: ما الفلاح؟ قال: السحور)).

[21] رواه أحمد (20910) (20936)، وأبو داود (1375)، والترمذي (806) وقال: حسن صحيح، والنسائي (1364) (1605)، وابن ماجه (1327) بأسانيدهم عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبدالرحمن الجرشي عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: فذكره؛ وإسناده صحيح.
وصححه الترمذي وابن خزيمة (2206)، وابن حبان (2547)، والألباني في إرواء الغليل (447)، وابن الجارود (403)، وصحح إسناده العيني في نخب الأفكار (5/ 460).
الفلاح: السحور، وسمي فلاحًا من البقاء؛ فبعضهم يقول لأنَّه بقاء في الخير، وبعضهم يقول لأنَّ بقاء الصوم به؛ [انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 205)].

[22] انظر: شرح معاني الآثار (1/ 350)، ونخب الأفكار (5/ 464)، ومجموع رسائل العلائي ص: (238).

[23] رواه البخاري (2009)، ومسلم (759) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[24] رواه البخاري (645)، ومسلم (650).

[25] انظر: المحلى (3/ 38).

[26] انظر: الاستذكار (2/ 72).

[27] رواه عبدالرزاق (7741) عن الثوري عن الأعمش، وابن أبي شيبة (2/ 395) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب، قال: فذكره، ورواته ثقات، وفيه عنعنة الأعمش.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 172): رجاله رجال الصحيح، وصحح إسناده الألباني في قيام رمضان ص: (27)، وأبو معاوية هو محمد بن خازم، والأعمش هو سليمان بن مهران.

[28] انظر: التمهيد (8/ 118)، والمغني (1/ 799).

[29] انظر: قيام رمضان زمن النبوة والخلافة الراشدة (ص: 187).

[30] تقدم عن أيوب قال: رأيت عبدالله بن أبي مليكة يصلي بالناس في رمضان خلف المقام بمن صلى خلفه، والناس بعد في سائر المسجد من بين طائف بالبيت ومصلٍّ.
وتقدم عن الأشعث بن سليم قال: أتيت مكة - وذلك في رمضان - في زمن ابن الزبير رضي الله عنهما، فكان الإمام يصلي بالناس في المسجد، وقوم يصلون على حدة في المسجد.

[31] رواه ابن أبي شيبة (2/ 398): حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن إبراهيم، وعبدالرزاق (7745) عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم، وابن أبي شيبة (2/ 398): حدثنا أبو الأحوص، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 351): حدثنا روح بن الفرج، قال: ثنا يوسف بن عدي، قال: ثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان المتهجدون يصلون في ناحية المسجد، والإمام يصلي بالناس في رمضان؛ رواته ثقات.
قال الإمام أحمد: حديث مغيرة مدخول عامة ما روى عن إبراهيم، إنما سمعه من حماد ومن يزيد بن الوليد والحارث العكلي وعبيدة وغيرهم، فضعف حديث مغيرة عن إبراهيم وحده.
أبو خالد الأحمر هو سليمان بن حيان، وأبو الأحوص هو سلام بن سليم، وإبراهيم النخعي من صغار تابعي الكوفة.
ويأتي قريبًا قول أشعث بن سليم رحمه الله: أدركت أهل مسجدنا يصلي بهم إمام في رمضان، ويصلون خلفه، ويصلي ناس في نواحي المسجد فرادى.

[32] رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 351): حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا أبو عوانة، قال: لا أعلمه إلا عن أبي بشر: أنَّ سعيد بن جبير كان يصلي في رمضان في المسجد وحده والإمام يصلي بهم فيه؛ وإسناده صحيح.
أبو بكرة هو بكار بن قتيبة، وأبو داود هو الطيالسي، وأبو عوانة هو الوضاح اليشكري، وأبو بشر هو جعفر بن أبي وحشية.
ويأتي عن إسماعيل بن عبدالملك قال: كان سعيد بن جبير يؤمنا في شهر رمضان، فكان يقرأ بالقراءتين جميعًا، يقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود رضي الله عنه فكان يصلي خمس ترويحات، فإذا كان العشر الأواخر صلى ست ترويحات، فسعيد بن جبير إذا لم يكن إمامًا صلى وحده، والله أعلم.
تنبيه: روى عبدالرزاق (2022) عن إسرائيل عن أبي سنان عن سعيد بن جبير سمعته يقول: لأن أصلي مع إمام يقرأ: ï´؟ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ï´¾ [الغاشية: 1] أحب إليَّ من أن أقرأ مائة آية في صلاتي؛ وإسناده صحيح.
إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو سنان هو ضرار بن مرة.
قال ابن عبدالبر في التمهيد (8/ 118): يحتمل أن يكون أراد صلاة الفريضة، قال أبو عبدالرحمن الأمر: كما ذكر الحافظ أبو عمر، وعلى هذا حمله عبدالرزاق، فأخرجه في باب فضل الصلاة في جماعة.

[33] رواه ابن أبي شيبة (2/ 398): حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبدالملك بن عمير قال: رأيت شبث بن ربعي، وناس معه يصلون وحدانًا في رمضان، والناس في الصلاة، ورأيت شبثًا يصلي في سترة وحده؛ وإسناده صحيح.
حسين بن علي هو الجعفي وزائدة هو ابن قدامة.

[34] رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 351): حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا شعبة عن المغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يصلون في رمضان، فيؤمهم الرجل، وبعض القوم يصلي في المسجد وحده، قال شعبة: سألت إسحاق بن سويد عن هذا فقال: كان الإمام ها هنا يؤمنا، وكان لنا صف يقال له: صف القراء، فنصلي وحدانًا والإمام يصلي بالناس؛ رواته ثقات.
تقدم تضعيف الإمام أحمد رواية مغيرة بن مقسم عن إبراهيم النخعي.
وأبو بكرة هو بكار بن قتيبة، وإسحاق بن سويد بن هبيرة من تابعي البصرة، وشعبة بن الحجاج من أتباع تابعي البصرة.

[35] قال محمد بن نصر في مختصر قيام الليل ص: (212) عن أشعث بن سليم رحمه الله: أدركت أهل مسجدنا يصلي بهم إمام في رمضان، ويصلون خلفه، ويصلي ناس في نواحي المسجد فرادى، ورأيتهم يفعلون ذلك في عهد ابن الزبير رضي الله عنه في مسجد المدينة، وأشعث بن سليم من تابعي الكوفة، وتقدم عنه مسندًا في صلاة أهل مكة.

[36] رواه ابن أبي شيبة (2/ 397): حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن طاوس: أنه كان يصلي معهم في شهر رمضان يصلي لنفسه ويركع ويسجد معهم؛ وإسناده ضعيف.
ليث بن أبي سليم ضعيف قال ابن حجر: صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك، وسفيان هو الثوري.

[37] قال محمد بن نصر [مختصر قيام الليل ص: (213)] قال قبيصة رحمه الله: صلى خلفي سفيان رحمه الله ترويحة في رمضان، ثم تنحى، وصلى وحده ترويحة، فجعل يقرأ ويرفع صوته حتى كاد يغلطني، ثم صلى خلفي ترويحة أخرى، ثم أخذ نعليه وقلة معه، ثم خرج ولم ينتظر أن يوتر معي، ولم أقف عليه مسندًا.

[38] قال محمد بن نصر [مختصر قيام الليل ص: (213)]: صلى أبو إسحاق الفزاري في مؤخر المسجد في رمضان إلى سارية، والإمام يصلي بالناس وهو يصلي وحده، ولم أقف عليه مسندًا، وأبو إسحاق الفزاري كوفي.

[39] رواه أبو داود (1332) حدثنا الحسن بن علي، والنسائي في الكبرى (8092) أخبرنا محمد بن رافع، وأحمد (11486) قالوا حدثنا عبدالرزاق (4216)، أخبرنا معمر عن إسماعيل بن أمية عن أبي سلمة عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: فذكره، وإسناده صحيح.
وصححه ابن خزيمة (1162)، والحاكم (1/ 311)، والحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (14/ 2)، والألباني في صحيح أبي داود (1183)، وصحح النووي إسناده في الخلاصة (1242).

[40] انظر: مسائل أحمد وإسحاق بن راهويه (2/ 838).

[41] رواه ابن أبي شيبة (2/ 396) حدثنا ابن نمير قال: حدثنا عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّه كان لا يقوم مع الناس في شهر رمضان، قال: وكان سالم والقاسم لا يقومان مع الناس؛ وإسناده صحيح.
ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 352): حدثنا يونس قال: ثنا أنس عن عبيدالله بن عمر، قال: رأيت القاسم وسالمًا ونافعًا ينصرفون من المسجد في رمضان، ولا يقومون مع الناس؛ وإسناده صحيح.
ابن نمير هو عبدالله، ويونس هو ابن عبدالأعلى، وأنس هو ابن عياض، وعبيدالله بن عمر هو حفيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

[42] رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 351): حدثنا فهد، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان عن أبي حمزة ومغيرة عن إبراهيم، وعبدالرزاق (7744) عن الثوري عن أبي حمزة عن إبراهيم، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 351): حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان عن أبي حمزة عن إبراهيم قال: لو لم يكن معي إلا سورتان لرددتهما، أحب إليَّ من أن أقوم خلف الإمام في رمضان؛ ورواته ثقات.
ويأتي قريبًا قول الأعمش: "كان إبراهيم يؤمهم في المكتوبة، ولا يؤمهم في صلاة رمضان ...".
أبو حمزة ميمون القصاب ضعيف، لكنه متابع للثقة مغيرة بن مقسم، وتقدم تضعيف الإمام أحمد لرواية مغيرة بن مقسم عن إبراهيم النخعي.
تنبيه: في رواية مؤمل بن إسماعيل: "لو لم يكن معي إلا سورة واحدة ..."، ومؤمل صدوق سيئ الحفظ، وخالف الثقة الثبت أبا نعيم الفضل بن دكين.
وفهد هو ابن سليمان، وأبو بكرة هو بكار بن قتيبة.

[43] رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 351) حدثنا يونس وفهد، قالا: ثنا عبدالله بن يوسف، قال: ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة: أنَّه كان يصلي مع الناس في رمضان، ثم ينصرف إلى منزله، فلا يقوم مع الناس؛ وإسناده ضعيف.
عبدالله بن لهيعة ضعيف، وبقية رواته ثقات، ويونس هو ابن عبدالأعلى.

[44] رواه ابن أبي شيبة (2/ 397): حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش قال: كان إبراهيم يؤمهم في المكتوبة، ولا يؤمهم في صلاة رمضان وعلقمة والأسود.
حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش، قال: كان إبراهيم وعلقمة لا يقومان مع الناس في رمضان؛ مرسل رواته ثقات.
ذكر علي ابن المديني أصحاب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه الذين يفتى بقولهم ستة: علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة، وعمرو بن شرحبيل، والحارث الهمداني، ثم قال: ولم يلقَ الأعمش من هؤلاء أحدًا، ورواية الأعمش عن إبراهيم النخعي متصلة.
وأبو خالد الأحمر هو سليمان بن حيان.

[45] قال محمد بن نصر [مختصر قيام الليل ص: (213)] عن مجاهد رحمه الله: إذا كان مع الرجل عشر سور فليرددها، ولا يقوم في رمضان خلف الإمام، ولم أقف عليه مسندًا.

[46] قال ابن نصر [مختصر قيام الليل ص: (211)] قال مالك رحمه الله: رأيت يحيى بن سعيد مع الناس، وقال [ص: (213)] يحيى بن أيوب رحمه الله: رأيت يحيى بن سعيد رحمه الله يصلي العشاء بالمدينة في المسجد مع الإمام في رمضان، ثم ينصرف فسألته عن ذلك، قال: كنت أقوم ثم تركت ذلك، فإن استطعت أن أقوم لنفسي أحب إليَّ.

[47] انظر: المدونة (1/ 222)، ومختصر قيام الليل ص: (212)، والاستذكار (2/ 70).

[48] انظر: المدونة (1/ 222)، والتبصرة (2/ 820)، والاستذكار (2/ 70)، والشرح الكبير (1/ 315).

[49] انظر: مختصر اختلاف العلماء (1/ 313)، والمبسوط (2/ 196)، وفتح القدير (1/ 408)، وتبيين الحقائق (1/ 444).

[50] انظر: شرح معاني الآثار (1/ 352).

[51] انظر: مختصر اختلاف العلماء (1/ 314)، والمغني (1/ 800).

[52] انظر: الأم (1/ 142)، والحاوي (2/ 291)، ونهاية المطلب (2/ 355)، ومغني المحتاج (1/ 316).

[53] انظر: الفروع وتصحيحها (1/ 547)، والإنصاف (2/ 181).

[54] انظر: التمهيد (8/ 120).

[55] رواه البخاري (731)، ومسلم (781).

[56] انظر: مختصر قيام الليل ص: (211)، والحاوي (2/ 291)، والمفهم (2/ 388).

[57] انظر: البحر الرائق (2/ 120).

[58] انظر: قيام رمضان زمن النبوة والخلافة الراشدة (ص: 78).

[59] رواه ابن أبي شيبة (2/ 396): حدثنا ابن نمير، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 351) حدثنا فهد، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، قالا: حدثنا عبيدالله بن عمر عن نافع، ورواه عبدالرزاق (7743) عن عبدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، فذكره؛ وإسناده صحيح.
عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المصغر ثقة، وعبدالله بن عمر المكبر ضعيف، وهو متابع لأخيه، وفهد هو ابن سليمان، وابن نمير هو عبدالله، وأبو نعيم هو الفضل بن دكين.
ورواه البيهقي (2/ 494) أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا أبو عامر موسى بن عامر، حدثنا الوليد هو ابن مسلم، أخبرنى عمر بن محمد عن نافع عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أنَّه كان يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوة من ماء، ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لا يخرج منه حتى يصلى فيه الصبح؛ وإسناده حسن.
موسى بن عامر بن عمارة ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام، وبقية رواته ثقات.
والوليد بن مسلم: مدلس تدليس تسوية، لكن الرواة صرحوا بالسماع عدا عمر بن محمد.
وأبو بكر بن الحارث هو أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن الحارث، وأبو محمد بن حيان هو الحافظ أبو الشيخ عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان، وعمر بن محمد هو عمر بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب.
تنبيه: قال محمد بن نصر [مختصر قيام الليل ص: (212)] عن نافع رحمه الله: كان ابن عمر رضي الله عنه يصلي العشاء في المسجد في رمضان، ثم ينصرف، ونصلي نحن القيام، فإذا انصرفنا أتيته فأيقظته، فقضى وضوءه وتسحيره، ثم يدخل المسجد فكان فيه حتى يصبح، ولم أقف عليه مسندًا، ولفظه يخالف رواية البيهقي السابقة.

[60] الحديث رواه مالك (1/ 114)، وعنه البخاري بإسناده (2010)، عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبدالرحمن بن عبدٍالقاري، فذكره.
ورواه ابن خزيمة (1100) نا الربيع بن سليمان المرادي، نا عبدالله بن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، أن عبدالرحمن بن عبدٍالقاري، وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبدالله بن الأرقم على بيت المال، أن عمر رضي الله عنه خرج ليلة في رمضان، فخرج معه عبدالرحمن بن عبدٍالقاري، فطاف بالمسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر رضي الله عنه: والله إني أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم عمر رضي الله عنه على ذلك، وأمر أبي بن كعب رضي الله عنه أن يقوم لهم في رمضان، فخرج عمر رضي الله عنه عليهم، والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال عمر رضي الله عنه: نعم البدعة هي، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون - يريد: آخر الليل - فكان الناس يقومون أوله، وكانوا يلعنون الكفرة في النصف: اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك، وخالف بين كلمتهم، وألقِ في قلوبهم الرعب، وألقِ عليهم رجزك وعذابك، إله الحق، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير، ثم يستغفر للمؤمنين قال: وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة، وصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم، واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات، ومسألته: اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ربنا، ونخاف عذابك الجد، إن عذابك لمن عاديت ملحق، ثم يكبر ويهوي ساجدًا؛ رواته ثقات.
ويونس بن يزيد الأيلي ثقة، لكنه يخطئ في حديث محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، قال: أحمد بن حنبل حديث يونس عن الزهري منكرات، وقال علي ابن المديني: أثبت الناس في الزهري ابن عيينة وزياد بن سعد، ثم مالك ومعمر ويونس من كتابه، فزاد فيه يونس بن يزيد على رواية مالك.

[61] قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (5/ 288): "يعني: الصياح والضجة".

[62] رواه عبدالرزاق (7740)، وابن أبي شيبة (2/ 396) يرويانه عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: فذكره؛ وإسناده صحيح.

[63] رواه ابن أبي شيبة (2/ 396) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي يزيد المديني قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما فذكره؛ ورواته ثقات.
أبو يزيد اشتهر بكنيته، سئل عنه الإمام أحمد فقال: "تسأل عن رجل روى عنه أيوب، ووثقه يحيى بن معين ثقة".
وذكر المروزي [مختصر قيام الليل ص: (205)] عن عكرمة رحمه الله قال: كنا نصلي ثم أرجع إلى ابن عباس رضي الله عنهما فأوقظه فيصلي، فيقول لي: يا عكرمة، هذه أحب إليَّ مما تصلون، ما تنامون من الليل أفضله؛ يعني: آخره، ولم أقف عليه مسندًا.

[64] انظر: المفهم (2/ 388).

[65] رواه الفاكهي في أخبار مكة (1024) - واللفظ له - حدثنا سعيد بن عبدالرحمن، قال: ثنا هشام بن سليمان، وعبدالمجيد بن أبي رواد جميعًا، وابن أبي شيبة (2/ 397): ثنا يحيى بن سعيد يروونه عن ابن جريج قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر عن عبدالله بن السائب بن أبي السائب رضي الله عنه قال: فذكره؛ وإسناده صحيح.

[66] مختصر قيام الليل، ص: (211).

[67] الاستذكار (2/ 71).

[68] انظر: البحر الرائق (2/ 120).

[69] انظر: صلاة راتبة الفجر في البيت من إسبال الكلام على حديث ابن عباس في القيام.

[70] انظر: التمهيد (8/ 120).

[71] انظر: التمهيد (8/ 120).

[72] رواه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 180) أخبرنا عبدالله بن يوسف الأصبهاني، حدثنا أبو عبدالله محمد بن إسحاق القرشي بهراة، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا أبو عمير بن النحاس، قال: قال ضمرة بن ربيعة: سألت الأوزاعي عن الصلاة في شهر رمضان في البيت أو في المسجد؟ فقال: حيث كان أكثر لصلاته فليلزمه؛ وإسناده صحيح.
أبو عمير بن النحاس هو عيسى الرملي.

[73] رواه ابن أبي شيبة (2/ 397): حدثنا قطن بن عبدالله أبو مري عن نصر المعلم، قال: حدثني عمر بن عثمان، قال: سألت الحسن فقلت: يا أبا سعيد، يجيء رمضان - أو يحضر رمضان - فيقوم الناس في المساجد، فما ترى أقوم مع الناس أو أصلي أنا لنفسي؟ قال: تكون أنت تفوه القرآن أحب إليَّ من أن يفاه عليك به؛ وإسناده ضعيف.
في إسناده أبو مري قطن بن عبدالله، ذكره ابن حبان في ثقاته، والبخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
ونصر المعلم ترجم له في الميزان ولسانه فقال: نصر المعلم عن مالك بن دينار مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات فقال: نصر بن نجيح الأشعري من أهل البصرة أحسبه الذي يقال له: نصر المعلم، روى عن موسى بن أنس ومالك بن دينار، روى عنه مؤمل بن إسماعيل، وقال أبو حاتم: لا أعرفه.
قال ابن نصر [مختصر قيام الليل ص: (212)] صالح المري رحمه الله: سأل رجل الحسن رحمه الله: يا أبا سعيد، هذا رمضان أظلني، وقد قرأت القرآن، فأين تأمرني أن أقوم: وحدي أم أنضم إلى جماعة المسلمين فأقوم معهم؟ فقال له: إنَّما أنت عبد مرتاد لنفسك، فانظر أي الموطنين كان أوجل لقلبك، وأحسن لتيقظك، فعليك به، قال الحسن رحمه الله: من استطاع أن يصلي مع الإمام، ثم يصلي إذا روح الإمام بما معه من القرآن، فذلك أفضل، وإلا فليصلِّ وحده إن كان معه قرآن؛ حتى لا ينسى ما معه، ولم أقف عليه مسندًا.

[74] قال العراقي في طرح التثريب (3/ 96): فصَّل بعض الشافعية؛ فقال: إن كان حافظًا للقرآن، ولا يخاف الكسل عنها، ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلفه فالانفراد، وإن فقد بعض هذا، فالجماعة أفضل، ففي المسألة عند الشافعية ثلاثة أوجه.
وانظر: التهذيب (2/ 233)، والبيان (2/ 277)، والنجم الوهاج (2/ 309).

[75] رواه عبدالرزاق (7742) عن الثوري وابن أبي شيبة (2/ 397) حدثنا وكيع عن سفيان، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 351) حدثنا أبو بكرة قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال: فذكره؛ وإسناده صحيح.
أبو بكرة هو بكار بن قتيبة، ومؤمل هو ابن إسماعيل، ومنصور هو ابن المعتمر.

[76] انظر: المغني (3/ 388)، والمجموع (8/ 39، 43)، والأشباه والنظائر للسبكي (1/ 214)، ومجموع الفتاوى (26/ 122)، وشرح عمدة الفقه لابن تيمية/ المناسك (2/ 442)، والمبدع (3/ 216)، والمنثور (1/ 301)، وهداية السالك (3/ 963)، والأشباه والنظائر للسيوطي ص: (100)، والشرح الممتع (7/ 280).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 102.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 99.74 كيلو بايت... تم توفير 2.36 كيلو بايت...بمعدل (2.31%)]