#1
|
||||
|
||||
قصة اعدام سيد التابعين
قصة إعدام سيد التابعين عندما أمر الحجاج بن يوسف بفصل رأسه عن جسده للطغاة منطقهم الشاذ.. ولكنهم في غيبة الوعي السليم يرتكبون من الآثام ما لايمكن تصوره بالفعل ، غير أنهم يدركون الحقيقة بعد فوات الأوان. وحين لاينفع الندم، ولايبقي أمامه إلا أن يواجه العقاب، وأشد ألوان العقاب هو عقاب رب العباد القصة التي نرويها هي قصة سعيد بن جبير، وهو من كبار التابعين.. فسعيد بن جبير صحب حبر الأمة عبد الله بن عباس ، ودرس الفقه دراسة وافية مما أهله أن يجلس للفتوي بالكوفة. . حتي أن الذين درسوا سيرة حياته وفقهه يحدثوننا علي أنه كان بداية عصر مهدت الطريق للمذاهب الفقهية التي يعتمد بعضها علي الحديث، والبعض الآخر علي الرأي. وسعيد قد بلغ من علمه وفتواه أن قال عنه حصيف: أعلم التابعين بالطلاق سعيد بن المسيب، وبالحج عطاء ، وبالحلال والحرام طاووس ، وبالتفسير مجاهد ، وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير فهو رجل شجاع العقل والقلب ، اجتمع عليه الفقهاء علي أنه بجانب ورعه وتقواه لايخشي في الله لومة لائم. . وكان من الطبيعي وهو يري الدماء تسفك وألاف الناس تعيش بين أسوار السجون والمعتقلات بلا جريرة علي يد الحجاج، الذي كان يعتبر نفسه الدرع الواقي للدولة الأموية ، والخادم المطيع لخلفائها من بني مروان. وكان من الطبيعي أن يثور عليه رجل مثل التابعي الجليل سعيد بن جبير ، فهو يري مظالمه.. ويري فحشه . ويري أخذه الناس بالشبهات، وكانت فرصته أن ينضم إلي عبدالرحمن بن الأشعت الذي كان في مهمة لتأديب الخارجين علي الدولة، وعندما عقد هدفه مع الأعداء تقديرا منه للموقف الذي كان يراه ، استهزأ به الحجاج وعزله من منصبه ورفض عبد الرحمن هذا العزل .. وتصدي للحجاج إلا أن الحجاج معززا بقوة الدولة استطاع أن يتغلب علي جيش عبد الرحمن بن الاشعت ، بينما أخذ الحجاج في الانتقام فقتل العشرات ، وحاكم العشرات.، من الذين قرر محاكمتهم سعيد بن جبير.. والغريب أن أحد الجنود حاول أن يقوم بتهريب سعيد بن جبير.. أو بمعني أدق أن يمهد له طريق الهرب ، ولكن سعيد رفض ذلك، وقرر أن يواجه الطاغية، حتي لو كانت في مواجهته النهاية المحتومة. *** ونأخذ مشهد المحاكمة من كتاب 'الدعاء' للدكتور محمد سيد طنطاوي. فقد روي المؤرخون أن سعيد بن جبير كان ينهي الحجاج عن الظلم والبطش ، كان ينصح الناس بمخالفته وبالوقوف في وجهه ، وضاق الحجاج ذرعا بتصرفات سعيد _ رضي الله عنه _ فاستدعاه ودارت بينهما مناقشة طويلة تدل علي قوة إيمان سعيد ، وصدق يقينه، وثبات جنانه وشجاعته في الحق. قال الحجاج لسعيد: مااسمك؟ قال: سعيد بن جبير الحجاج: أنت الشقي بن كسير؟ سعيد: أبي كان أعلم باسمي منك الحجاج: شقيت وشقي أبوك سعيد: الغيب يعلمه الله. الحجاج: لأبدلنك بالدنيا نارا تلظي سعيد: لوعلمت أنك كذلك لاتخذتك إلها. الحجاج: مارأيك في علي بن أبي طالب أهو في الجنة أو في النار؟ سعيد: لو دخلتها وعلمت من فيها لعرفت أهلها ولكني مازلت في دار الفناء. الحجاج: مارأيك في الخلفاء؟ سعيد: لست عليهم بوكيل الحجاج: أيهما أحب إليك؟ سعيد: أرضاهم لخالقي الحجاج: فأيهم أرضاهم لله؟ سعيد: علم ذلك عند من يعلم سرهم ونجواهم الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك؟ سعيد: وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين، والطين تأكله النار الحجاج: ولكنا نحن نضحك سعيد: لأن القلوب لم تستو بعد الحجاج: اختر لنفسك قتلة أقتلكبها؟ سعيد: أختر أنت ياحجاج.. فو الله لاتقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة. الحجاج: أتحب أن أعفو عنك؟ سعيد: ان كان العفو فمن الله الحجاج: لجنده: اذهبوا به فاقتلوه! سعيد يضحك وهو يتأهب للخروج مع جند الحجاج. الحجاج: لماذا تضحك؟ سعيد: لأني عجبت من جرأتك علي الله ومن حلم الله عليك. الحجاج: اقتلوه.. اقتلوه سعيد: إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. الحجاج: وجهوا وجهه إلي غير القبلة سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله. الحجاج: كبوه علي وجهه سعيد: 'منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري' الحجاج: اذبحوه!! سعيد: أما أني أشهد أن لاإله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. ثم رفع رأسه إلي السماء وقال: خذها مني ياعدو الله حتى نتلاقي يوم الحساب: اللهم اقصم أجله ، ولا تسلطه علي أحد يقتله منبعدي وصعدت دعوة سعيد إلي السماء ، فلقيت قبولا واستجابة من الله الواحد القهار. فلقد أصيب الحجاج بعد قتله لسعيد بن جبير بمرض عضال أفقده عقله ، وصار كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وكان كلما أفاق من مرضه قال بذعر : مالي ولسعيد بن جبير وبعد فترة قصيرة من قتل سعيد بن جبير مات الحجاج الثقفي شر موته، وتحققت دعوة سعيد فيه ، فلم يسلطه الله علي أحد يقتله من بعده. وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول: ' ثلاثة لاترد دعوتهم: الصائم حتي يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين رواه الترمذي *** موقف رائع من سيد التابعين سعيد بن جبير، فالرجل قد مات شهيدا ، ولم يهرب من الموت.. بل واجهه بشجاعة وشموخ ، وكان يمكنه أن يفلت من هذا الموت المحقق ، لو استمال الحجاج ببعض كلمات المدح، أو اعتذر بكلمات معسولة، أو حاول تبرير موقفه بأي تبرير يرضي غرور هذا المستبد الطاغي، وأنه يعلم تمام العلم أنه لوفعل ذلك لنجا من الموت، ولكنه لم يفعل.. وقد فعلها غيره وهو الفقية (عامر الشعبي) حيث اعتذر عن مواقفه منه بقوله للحجاج: أصلح الله الأمير، لقد حبطتنا فتنة ، فما كنا فيها بأبرار أتقياء، ولافجار أقوياء، وقد كتبت إلي يزيد بن أبي مسلم أعلمه ندامتي علي مافرط مني ،ومعرفتي بالحق الذي خرجت منه، وسألته أن يخبرك بذلك ويأخذ أمانا منك'! وبهذه الكلمات نجا الرجل من الموت، ولكن سعيد رفض هذا الأسلوب، وآثر الشهادة، ولقي ربه وهوشامخ الرأس، مؤمنا بكل كلمة قالها ولم يتراجع عنها حتي في ظلال الموت. *** صورة آسرة لشهيد عظيم.. قدم دمه في سبيل مبادئه.. فالمبدأ عنده فوق المصلحة.. والحجاج الذي قتل أكثر من مائة ألف إنسان كما يقول المؤرخون لحياته، لم يعبأ بموت أحد كما حدث له عندما قتل سعيدا.. حتي أنه كان يخيل إليه عندما يحاول النوم أن هاتفا يهتف في أذنه: فيم قتلت سعيدا.. ياعدوالله! فيقوم فزعا.. مؤرقا.. مهموما.. إلي أن مات.. وبقي اسم سعيد بن جبير مثلا أعلي لكل من يريد الحق. ويبقي اسم الحجاج بن يوسف الثقفي رمزا للطغيان والجبروت. والتاريخ يحتفي دائما بالتقاة الهداة، ويلعن الطغاة! مراجع الدعاء د. محمد سيد طنطاوي علماء في وجه الطغيان د. محمد رجب البيومي |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا لا ابحث عن مجاملات وردود او اهتم بعدد الردود لكن والله لدي استغراب لم اجد له تفسير 178 مشاهدة دون اي رد لابد وان هناك خطأ في الموضوع وسبب اجهله سبحان الله |
#3
|
|||
|
|||
حلو الموضوع
|
#4
|
||||
|
||||
جزاك الله كل خير أخي على القصة الرائعة لسيد التابعين وموقفه الجريء أمام الحجاج بن يوسف الثقفي جزاه الله بما يستحق ونسأل الله أن يكون جميع علماءنا مثله وليسوا علماء سلطة |
#5
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي الكريم الرايات السود جزيل الشكر لحظرتك قصة رائعة لسيد التابعين وموقفه الجرئ وشجاعته وايمانه امام الحجاج الظالم جزاك الله خيرا دمت بحمي الرحمان...
__________________
|
#6
|
|||
|
|||
السلام عليكم
هذه القصة مؤثرة فعلا وقد سمعتها مرارا وتكرارا وتظل تحمل تأثيرها ولكن: سمعت ان الشيخ الغزالي رحمه الله كان يطالب بإعادة كتابة تاريخنا الإسلامي، لأنه مكتوب على أيدي غير المسلمين!! سمعت مرة أنه مكتوب على أيدي الباحثين المستشرقين!! فإذا كان ذلك صحيحا، فهذه كارثة في حد ذاتها! كيف نستطيع أن نثق في مدى صحة كل هذه الأحداث ؟؟ ذكروا مثلا أن الحجاج قتل فوق 25 ألف شخص!!! وكما نعلم أن كثيرا من حكام الدولة الأموية لا يذكر التاريخ شيئا سوى عن بذخهم وترفهم المفرط، بمن فيهم يزيد بن معاوية، ثاني خليفة أموي. فإذا كان معظم خلفاء الدولة الأموية فعلا رغد العيش هو كل ما كان يشغلهم، كيف كانت كل هذه الفتوحات تحدث إذا في عهدهم؟؟ أنا شخصيا أعتقد أن كثير من قصص دموية الحجاج بالذات غير دقيقة, وقد تكون مختلقة من قبل الشيعة والخوارج مثلا من يدري؟! جزاكم الله خيرا والسلام |
#7
|
||||
|
||||
اسعدكم الله اخوتي الكرام
كما اسعتموني بطيب المرور والتعليق اختي امت الله اشكرك على مداخلتك وفعلا تاريخنا اغلبه غير دقيق فقد كتب بطريقه تتناسب مع بعض النضطهدين في التاريخوبعض اعداء الاسلام وبعض الحاقدين من الشيعه واذنابهم وفقك الله |
#8
|
||||
|
||||
بسم الله الرحمن الرحيم أشكر أخي الحبيب الرابات السود وأطلب منه الأذن بالمشاركة بهذه القصة الحسن البصري والحجاج لقد بنا الحجاج بن يوسف الثقفي قصراً ودعا الناس للفرجة , فأغتنم الحسن البصري الفرصة ليعظ الناس ويذكّرهم ويزهدهم بعرض الدنيا . فوقف فيهم خطيباً , وقال لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين فوجدنا أن فرعون شيد أعظم مما شيّد وبنا أعلى مما بنا ثم أهلك الله فرعون وأتى على ما بنا وشيّد . ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه وأن أهل الأرض قد غرّوه . وفي اليوم التالي دخل الحجاج إلى مجلسه وهو يتميّز من الغيظ وقال لجلسائه تباً لكم وسحقاً . يقوم عبد من عبيد أهل البصرة ويقول فينا ما شاء أن يقول ثم لا يجد فيكم من يرده أو ينكر عليه . والله لأسـقينكم من دمه يا معشر الجبناء . ثم أمر بالسيف والنطع ثم أمر بإحضار الحسن البصري . . فحضر الحسن . فلما رأى السيف والنطع والجلاد حرّك شفتيه ثم أقبل على الحجاج وعليه جلال المؤمن وعزة المسلم ووقار الداعية إلى الله , فلما رآه الحجاج هابه أشـد الهيبة وقال له : هاهنا يا أبا سعيد .... ها هنا يا أبا سعيد . والناس ينظرون في دهشة واستغراب حتى أجلسه على فراشه . وأخذ يسأله عن أمور الدين والحسن البصري يجيبه . فقال له الحجاج أنت سيد العلماء يا أبا سعيد . ثم دعا بطيب وطيب لحيته وودعه . ولما خرج الحسن من عنده . تبعه حاجب الحجاج وقال له : يا أبا سعيد لقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك . وإني رأيتك قد حركت شـفتيك عندما أقبلت عليه فماذا قلت . فقال الحسن لقد قلت ( يا وليّ نعمتي وملاذي عند كربتي اجعل نقمته برداً وسلاماً علىّ كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم عليه السلام ) والسلام عليكم |
#9
|
||||
|
||||
اخي /الرايات السود والله والله مررت على موضوعك غير هذه المرة والى فهو يستاهل الاطراء فنعم ما نقلت فجزاك الله خير .
اما الاخت امة الله فأقول اجحاف ماقيل في حق الدولة الاموية التي في عصرها فتحت الدنيا وتاريخنا كتبه اسلافنا وهو سجل حافل وشاهد لهم وعليهم ولامطعن فيه لا احد مادام صحيح موثوق واضعيف والموضوع قد بينه اهله فتنبهي حفظكي الله.
__________________
إخوتي وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
#10
|
||||
|
||||
اخي الغالي
ابو كارم جزاك الله خير الجزاء على المرور العطر والاضافه الطيبه وهذا الدعاء انا جربته في غير موقف والحمد لله لم يخيبني الله وفقك الله تعالى اخي الحبيب شاعرنا الكبير ابو مالك اليماني جزاك الله خير على طيب المرور شرف عظيم تواجدكم في متصفحي واما عن ما قالته الاخت امة الله فهي استدركت بقولها: فإذا كان معظم خلفاء الدولة الأموية فعلا رغد العيش هو كل ما كان يشغلهم، كيف كانت كل هذه الفتوحات تحدث إذا في عهدهم؟؟ وفقكم الله تعالى لاتحرمونا من طيب مداخلاتكم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بالصور - اعدام خائن (( عميل صيهوني )) - | فتى القسام | فلسطين والأقصى الجريح | 19 | 17-03-2007 09:20 PM |
هذه قصة جميله ذات معان رائعة وردت عن أحمد بن مسكين وهو أحد التابعين الكبار | اللهم صلي على محمد | الملتقى الاسلامي العام | 2 | 20-12-2006 02:02 AM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |