أنى يكون له ولد؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850999 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386988 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 225 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60077 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 848 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-09-2020, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي أنى يكون له ولد؟!

أنى يكون له ولد؟!


أم عبدالرحمن الديب





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الأنعام: 101، 102].
يُشهِدنا الله عزَّ وجل على أنه ابتدع السموات والأرض "بديعهما"، فكان الله قبلهما.

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53].
فالسموات والأرض آيتانِ من آيات الخلق، دالَّتان على الحقِّ، ومن هذا الحق أنَّ ﴿ مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ ﴾ [مريم: 35]، وكذلك أنَّ الله ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 3، 4].

هذه السموات أعظم من الإنسان، وكذلك الأرض في سَعَتِهما؛ فالعاقل حين يرى الأرضَ تحمل كلَّ هذا الخلق، والسماء تظلُّه؛ فهذا ولا محالة دليل على أن الإنسان أصغرُ منهما بكثير.
﴿ لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [غافر: 57].

فكيف لهذا الإنسان أن يُرديه عقلُه الفاسِد ليظنَّ - والله أكبر - أنْ يتَّخذ اللهُ من البشر صاحبةً؟! سبحانه وتعالى عمَّا يصفون!
ما قَدرُ هذا الإنسانِ المخلوق إلى ربِّه ليظنَّ هذا الظن؟!
﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 88 - 93].

فالسموات والأرض والجبال، جميعهنَّ أكبر بنيانًا من الإنسان، فتكاد السموات أن يتفطَّرن، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هدًّا؛ من هذا الاعتداء العظيم!

فلو نظرنا من منظور كل منهن حين يقع عليها قول المفترين، فكأنما يتعجبن: ما جعلك أيها الإنسان الضئيل تظن هذا الظن؟!
﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ [النازعات: 27 - 33].
ألم ترَ قدر نفسك؟ ألم ترَ حين يحتويك الجبل فلا تكاد تظهر فوقه أو بين كهوفه؟
ألم ترَ نفسك إلى الأرض كم وسعت من صنفك ومما فاقك حجمًا؟
ألم ترَ نفسك والسموات من فوقك سبع تظل من صنفك وغيره كذلك؟! وكم يمضي فيها من ملائكة قائمة على طاعة الله وأمره؟

كل هذا وعرش الرحمن فوق سمواته أعظم، والأرض "جميعًا" - أيها الغافل - قبضتُه يومَ القيامة، والسموات مطويَّات بيمينه.. فأين أنت في كلِّ هذا؟!

كرأس مخيط؟ ربما أقل بكثير!
فكيف ظننت بربك - ذي العرش العظيم - هذا الظنَّ؟! يا من حاجاتك وحاجات صنفك وغير صنفك لا تَنقُص من خزائن الله إلا كما يَنقُص المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحر؟!

((يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني، فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألتَه، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحر))؛ صحيح مسلم.

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].
هذه آية من الآيات في الأنفس تدلُّ على الحقِّ؛ فالله جعل في الإنسان الشَّهوةَ والحاجة إلى السَّكينة والمودَّة، وأعدَّ له من صنفه الزَّوج الذي يقضي له به هذه الحاجة، وجعل كذلك لصنوف من الخَلق من الحشرات والدواب أزواجَها من صنوفها وما يشابهها، فكيف بلَغ هواك أن تخرج بفهمك عن تَقدير الله مقادير الأمور؟! فتصير الزوجة من صنفك لإلهك سبحانه وتعالى، فتغافلتَ عن عظمة الله، فنسبتَ نقصك وشهوتك له، وما ينبغي له! فشبَّهتَ الخالق بمن خَلَق، ولا شبَه!

فكان اعتداؤك يوم وصفتَ الله بما لا يليق به من شهوتك وحاجتك، ويوم غفلتَ عن قدْر الله العظيم، وحسبت الأمور بضآلة بِنْيَتِك وقدرك.
فيبيِّن لنا الله ويُذكِّرنا لعلنا نتذكر، أنَّه خلق كلَّ شيء، فكيف بالخالق سبحانه وتعالى أن يُشبَّه بما هو دونه ممَّا خلق بيده؟!

وها هو كتاب الله يحمل إلينا الحقَّ، يدل عليه مشهود من آيات الخلق، في بيان غير ملتبس ولا مختلف:
﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 163 - 165].
فالله ﴿ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾؛ برهان ذلك للعاقل كما في الآية التالية: ﴿ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾؛ آية بآية منهنَّ فيها علامات دالَّات على الحق، وأنَّ الله هو الإله الواحد، ليس له شريك، وهو الرحمن الرحيم.

فتقوم الحجَّة على من يتَّخذ من دون الله أندادًا، أليست القوَّة لله جميعًا؟
أليس كل هذا الخلق دون عرشه؟ فهو الأعلى والأعظم والأقوى؟
أليس كل ما هو دونه لا يكون كقدره، وهو الذي استوى فوق عرشه، وعرشُه فوق سمواته؟ فكيف يتساوى معه مَن هو دونه ودون عرشه، أو ما هو دون سمائه؟
أليس الخير المنزل من السماء دليلًا على قوته وأنه فوقهن؟
أليس كل ما يجري في السماء والأرض دالًّا على أنه ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 22].

﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 91]؟

أليس هذا التقدير الذي لا يُرى فيه نزاع والخلقُ الذي لا يختل دالًّا على أن خالقه واحد؟!
"ينزِّه تعالى نفسَه عن أن يكون له ولد أو شريك في الملك، فقال: ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [المؤمنون: 91]؛ أي: لو قدر تعدُّد الآلهة لانفرد كلٌّ منهم بما يَخلق، فما كان ينتظم الوجود، ثمَّ لكان كلٌّ منهم يطلب قهر الآخر وخلافه، فيعلو بعضهم على بعض.

والمتكلِّمون ذكروا هذا المعنى، وعبَّروا عنه بدليل التمانع، وهو أنَّه لو فُرض صانعان فصاعدًا، فأراد واحد تَحريكَ جسم وأراد الآخر سكونَه؛ فإن لم يَحصل مرادُ كلِّ واحد منهما، كانا عاجزَين، والواجب لا يكون عاجزًا، ويمتنع اجتماع مراديهما للتضاد، وما جاء هذا المحال إلَّا من فرض التعدُّد، فيكون محالًا.

فأمَّا إن حصل مراد أحدهما دون الآخر، كان الغالب هو الواجب، والآخر المغلوب ممكنًا؛ لأنَّه لا يليق بصفة الواجب أن يكون مقهورًا؛ ولهذا قال: ﴿ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾؛ أي: عمَّا يقول الظَّالمون المعتدون في دعواهم الولدَ أو الشريك علوًّا كبيرًا"؛ تفسير ابن كثير.


﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].
واللهِ صدَّقنا وشهدنا! ما قدروا الله حقَّ قدره.
فالله أكبر! نردِّدها ونقرها، ولا مجال لشِرك لِمن علِم وأيقن بأنَّ الله أكبر، وسبحان الله وتعالى عمَّا يصفون وعمَّا يشركون!
أقول قولي هذا، وأستغفر اللهَ لي ولكُم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.25 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]