أولياء الله وكراماتهم، وأولياء الشيطان وضلالاتهم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كيفية التعامل مع الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 1158 )           »          التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          زخرفة المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 16827 )           »          لماذا نحن هنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          يغيب الصالحون وتبقى آثارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الهواتف الذكية تحترف سرقة الأوقات الممتعة في حياة الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 21 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن تحويل القبلة أنهى مكانـة المسـجد الأقصى عند المسلمين»!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-09-2020, 03:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,992
الدولة : Egypt
افتراضي أولياء الله وكراماتهم، وأولياء الشيطان وضلالاتهم

أولياء الله وكراماتهم، وأولياء الشيطان وضلالاتهم
أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي




بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد:
فلا شكَّ أن الحديث عن أولياء الله والكرامات التي يُجريها الله تعالى على أيديهم؛ كتكثير القليل من الطعام، أو إبراء الأوجاع والأسقام، أو خوض البحار، أو عدم الاحتراق بالنار، وما إليه[1]، وكذا الكلام عن أولياء الشيطان وضلالاتهم - تجعلُ الناس - خاصَّةً العامة منهم - يخوضون فيما لا يعلمون، ويعطون تفسيراتٍ لم يُنزل الله بها من سلطان، فيتخبَّطون ويخلطون الحق بالباطل، ويقع الكثير منهم في المحظورِ؛ بسبب اعتقاد فاسدٍ، أو جهل مُطبِق، أو تفسير خاطئ لهذه الظواهر.

ففهمُ المسألة سهلٌ، ولا يستحق العضَّ على كلام الناس بالنواجذ، والحقُّ ما قاله الحق سبحانه، وما ثبت في سنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فأولياء الله هم المذكورون في قوله تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 62 - 64].

فأولياءُ الله هم الذين اتَّقَوْا ربَّهم، وآمَنوا بما أنزل، واتبعوا أمره، واجتنبوا نهيه، واستقاموا على الجادَّة، والولايةُ لا تكون محددة لأي أحدٍ، ولا تميِّز نوعًا معينًا أو طبقة معينة من الناس، بل هي مقامٌ ربَّاني، يكون فيه صاحبها مُحبًّا لخالقه، ومُعظِّمًا له، وعاملًا بما أمره، وبذلك يستحقُّ أن ينالها، وينال حبَّ الله أيضًا، ولكنَّ أكثرَ الناس يجهلون هذه الحقيقةَ؛ فيصِلون إلى حدِّ الاستغاثة بهم بعد مماتهم، ويَبْنُون على قبورهم...وما إلى ذلك من الشرك، خاصَّة إذا ثبت أنْ أجرى الله لهم في حياتهم كراماتٍ، يقول الله سبحانه: ﴿ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 34]، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((ألا وإن مَن كان قبلكم - يعني: من الأمم - كانوا يتَّخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجدَ؛ فإني أنهاكم عن ذلك!))، فالصواب: أن المؤمن يلزمه الإيمان بأن اللهَ تعالى "استخلص أولياء لعبادته، واستعملهم في طاعته، وشرَّفهم بمحبته، وأنالهم من كرامتِه؛ فهو وليُّهم، يحبُّهم ويقربهم"[2]، لا أن يأتوا بكل تلك المنكرات التي تخرب العقيدة الصافية.

ومن المعلوم أن النبوَّة هي أعلى درجات الولاية لله جل جلاله وأرقاها، والكراماتُ تعدُّ من جنس المعجزات، غير أن المعجزة تكون للنبيِّ، والكرامة للولي.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من عباد الله عبادًا يغبطُهم الأنبياء والشهداء))، قيل: مَن هم يا رسول الله، لعلَّنا نحبهم؟ قال: ((هم قوم تحابُّوا في الله من غير أموال ولا أنساب، وجوهُهم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حَزِن الناس)) ثم قرأ: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62]؛ رواه أبو داود بإسناد جيد، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (7 /1369).

وأهل الإيمان هؤلاء أو الأولياء يتفاوتُ بعضهم عن بعض وَفْق إيمان كل واحد منهم ودرجة تقواه، وقد قسَّم شيخ الإسلام ابن تيمية الناس في مجموع فتاواه إلى ثلاث درجات:
ظالم لنفسه، ومقتصِد، وسابِق بالخيرات.
فالظالم لنفسه: هو المؤمن العاصي بتَرْك مأمور أو فعل محظور، وتكون له الولاية على مقدار إيمانه وعمله الصالح.
والمُقتصِد: هو المؤمن الذي يحرص على أداء الواجبات، واجتناب المحرَّمات، من غير أن يجتهد في أداء النوافل، ويدخُلُ في هذا الصنفِ العوامُّ.
والسابق بالخيرات: هو المؤمنُ الذي يحافظ على أداء الفرائض والنوافل، ويجتنبُ كلَّ محرَّم ومكروه، وقلبه يصلُ درجات عالية من العبادة والتقرُّب إلى الله عز وجل، وهذا الصِّنف هم الخواصُّ، وفيهم أساسًا الأنبياء والصدِّيقون.

وشأن الكرامات هذه ثابتٌ فيما مرَّ من الأزمان، فمِن ذلك نذكر ما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: ((كانت امرأة تُرضع ولدَها، فرأت رجلًا على فرس فرهٍ، فقالت: اللهم اجعل ولدي مثلَ هذا، فالتفت إليه الطفلُ وهو يرضع، وقال: اللهم لا تجعلني مثلَه))، فنطق الرضيع كرامة للولد والوالدة، وفي قوله في جريج العابد وأمِّه إذ قالت أمُّه: ((اللهم لا تُمته حتى تُريه وجوه المُومِسات))، فاستجاب الله لها كرامةً منه تعالى لها، وقال ولدُها جريج لمَّا اتهَموه بأنَّ ولدَ البغي منه، قال للولد الرضيع: ((مَن أبوك؟ فقال: راعي الغنم))، فنطق الرضيع كرامة لجريج العابد[3].

وهناك كراماتٌ كثيرة لأولياء رواها جمعٌ من العلماء عن الصحابة والتابعين والصالحين، ومن ذلك ما رُوي أن الملائكةَ كانت تسلِّم على عمران بن حصين رضي الله عنه، وأن سلمانَ الفارسي وأبا الدرداء رضي الله عنهما كانا يأكلان في صَحْفة فسبَّحت الصَّحْفة أو الطعام فيها، وأن خُبيبًا رضي الله عنه كان أسيرًا عند المشركين بمكة، فكان يؤتى بعنب يأكلُه، وليس بمكة عنب.

فليُفرِّق المسلمُ بين ما يحصل لمثلِ هؤلاء العِبادِ العُبَّاد، وما يمكن أن يراه من تلك الضلالاتِ الشيطانيَّة الغريبة، فهو يؤمن "بأن للشيطان من الناس أولياء استحوَذَ عليهم فأنساهم ذكر الله، وسوَّل لهم الشرَّ، وأملى لهم الباطل؛ فأصَمَّهم عن سماع الحق، وأعمى أبصارَهم عن رؤية دلائله؛ فهم له مسخَّرون، ولأوامره مطيعون... فكانوا ضد أولياء الله وحربًا عليهم... أولئك أحَبُّوا اللهَ وأرضَوْه، وهؤلاء أغضَبوا اللهَ وأسخَطوه؛ فعليهم لعنة الله وغضبه! ولو ظهرت على أيديهم الخوارق؛ كأن طاروا في السماء، أو مشوا على سطح الماء؛ إذ ليس ذلك إلا استدراجًا من الله لمن عاداه، أو عونًا من الشيطان لمن والاه، ومن الأدلة على ذلك، قوله سبحانه عنهم: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 257]، وفي قوله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 128]، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 36، 37]، وغيرها من الآيات؛ منهاج المسلم ص: 46.

فلا يجوزُ للمسلم أن يصدِّق تلك الشَّطحات والأحوال غير المألوفة لدى البشر، فقد جاء أنه عليه الصلاة والسلام سُئل عن الكهان فقال: ((ليسوا بشيء))، فقالوا: نعم إنهم يحدِّثوننا أحيانًا بشيء فيكون حقًّا؟! فقال: ((تلك الكلمة من الحقِّ يخطفها الجني، فيَقُرُّها في أذن وليِّه، فيجعلون معها مائة كذبة))؛ منهاج المسلم، ص: 48.

وعليه؛ فإن ما يمكن أن يحصل من خوارقَ وإلهامات لا يمكن اعتبارُها ضابطًا للتمييز بين أولياء الله وأولياء الشيطان، بل الأمر متعلِّق بنهجِ صراط مستقيمٍ في اتِّباع شرع الله تعالى، أو باتباع طريق الضلال والزَّيْغ عن الهدى، وبالتالي فإن كلَّ ما يجريه الله تعالى للأول من خوارق فهي كرامة له، وبالنسبة للثاني فهو من جنسِ الاستدراج، أو من خدمة أوليائه من الشياطين له[4]؛ كالأمور التي يمكن للناس مشاهدتها؛ كأن يأتيَه الشيطان بأنواع الأطعمة والأشربة، أو قضاء الشيطان له حاجةً من الحوائج، أو تكليمه بالغيب، وإطلاعه على بعض بواطن الأمور وخفاياها، أو يأتيه الشيطان على هيئة رجل صالح عندما يستغيث بذلك الصالح لتغريرِه وتضليله، وحَمْله على الشِّرك بالله ومعصيته[5]، وغير ذلك؛ فقد قال الشافعي: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، ويطير في الهواء، فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمرَه على الكتاب والسنة.

وقد فصَّل شيخ الإسلام ابن تيمية وأسهب في كتابه "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" لمن أراد التوسع في الموضوع.
نسأل الله تعالى أن يتقبَّل عملنا، وأن يفقِّهنا في ديننا، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



[1] انظر: منهاج المسلم؛ لأبي بكر الجزائري، مكتبة العلوم والحكم ص: 44.

[2] منهاج المسلم، ص: 44.

[3] منهاج المسلم ص: 46.

[4] منهاج المسلم ص: 43.

[5] منهاج المسلم ص: 48.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.14 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]