من يملك هذه الأجساد؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 208984 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59566 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 758 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 35 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 65 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15883 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2019, 11:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي من يملك هذه الأجساد؟

من يملك هذه الأجساد؟


نُـور الجندلي




أتجوَّل في شوارعِ المدينة وساحاتها، أَعْبُرُ الطرقات، أتناولُ مجلَّة أتصفَّحها، أُتابعُ موقعاً عبر الإنترنت، أَلْمَحُ إعلاناً تلفزيونياً، أشتري سيَّارة أو حتى طائرة, قطعة حلوى أو مسحوقاً للتنظيف، حذاءً أو هاتفاً جوَّالاً، جهاز كمبيوتر محمول، أو جهاز تدفئةٍ وتكييفٍ، فأَراهُنَّ أمامي، يَقطعْنَ عليَّ كل طريق، ابتساماتهن مختلفة.. متلونة، كأحمر الشِّفاه الذي تضعه كل واحدة منهن، وشخصياتهن أيضاً ملونة، حسب البضاعة المطلوبة، يتكيَّفن ويُغَيِّرْنَ ألوانهن، يخلعن جلودهن ليس في كلِّ موسم كما تفعل بعض الزواحف، وإنما في كل إعلان!!
لا فرق في كونه يخصُّ مستلزمات المرأة أم غيرها، المهم أنْ تكون هي الوسيلة التي تُمهِّدُ لشراء السلعة، عبر إهانة جسدها والمتاجرة به.
كنتُ أفكِّرُ خلال تجوالي بعمق، ليس فيما أرغب بشرائه، بل بحال هذا النوع من النساء، من اعتبرن أجسادهن ملكيَّة خاصة، فَبِعْنِهَا للعموم، وتاجرنَ بها بأثمانٍ بخسةٍ..
وبعد أنْ انتهبتْهُنَّ كلُّ العيون الجائعة، أو سخرت منهن؛ باعتبارهن رخيصات في عيون الجميع، دونما استثناء، هل كان الثمن يستحق التنازلَ عن جسدٍ كرَّمه الله تعالى مقابلَ مبلغ من المال، أو شيء من الشُّهرة؟! وهل ربحت تلك الصَّفقة المعقودة؟!
نساءٌ أخريات تصرَّفن بهذه الملكية بطريقة تختلف عن الأولى، إذْ أنَّهن قرَّرن العبث به، وإعادة تشكيله، أو جزء منه؛ ليتشبَّهن بممثِّلة أو مطربة أُعجبن بشكلها وهيئتها، فتهافَتْنَ إلى دُوْرِ التجميل، يُطالبن بنفخِ جزء ما، أو تقليص آخر.. إضافة وشم، أو نقشٍ على الأسنان؛ كلُّ ذلك وَهُنَّ مقتنعاتٍ تمام القناعة بدعوى الحرِّيَّة التي تتيح لهن أن يتصرفن بأجسادهن حسب رغباتهن، وأن يَقْلِبْنَ هيئاتهن، حتى وإن لم يَعرفن أنفسهن وهُنَّ يُحَدِّقْنَ في المرايا..
وثمَّة صنف ثالث قرَّرن بيع أجسادهن عن طريق سلوكِ طريق الانحراف، وإذلاله لمن لا يستحقُّ، دون صبغةٍ شرعيةٍ؛ فسلكن مسلك الحرام، وتمرَّغن بأوحال الخطيئة، وقد اعتبرن أنفسهن أحراراً بقراراتهن في الحياة، وفَهِمْنَ الحرية على نحو خاطئ بعيدٍ كلَّ البعدِ عن الفطرة السوية، والطريق المستقيم.
إنَّ إساءة استيعاب مفهوم الحرية قدْ قاد كلاً من هذه الأصناف الثلاثة إلى الانحراف، مع اختلافِ مفاهيمه ودرجاته، تلك الحريَّة المحرومة من القوانين والضوابط، والتي تَسِيْرُ خَبْطَ عشواءٍ، لا تميِّزُ الخطأ من الصواب، ولا تهتمُّ لأيٍّ منهما؛ ما دامت تُنَفِّذُ ما يحلو لها وما تحب.
فيما لو أنَّها عرفت أنَّ للحرية الحقيقية سقف لا يمكن تجاوزه.. سقف يحمي من الويلات والمشكلات.. يُكرِّم الإنسان ويرفعه، ويسيِّرهُ برفق ليؤدي رسالته في الحياة على هدى وبصيرة، تلك الحريَّة التي أرادها الإسلام للمرأة، فكرمها بها ورفعها، وصانها من رجس الشهوة، ومن الاتجار بها؛ كما منعها من أن تُتاجر بنفسها، فهي الكريمة بالتزامها، اللؤلؤة المصانة التي تُكرَّمُ لعقلها وفضائلها، ولا تُهان بأن تُباع وتُشترى كما كان يحدث في زمنِ العبيد.
لو أنَّ كلَّ امرأة فكَّرتْ باختراق سقف الحرِّيَّة؛ سيتحوَّل المجتمع إلى محضنٍ للرذيلة والعبث، ستصرخ وتنادي على حقوقها.. ستبحث عمن يحترمها عقلاً لا جسداً؛ لكنها لن تجد!
لقد منح الله تعالى للإنسان الجسد -وهو نعمة عظيمة- وملَّكه إياه؛ ليسيِّره على هدى منه، وجعل لكلِّ عضوٍِ منه وظيفةً خاصةً، ومهامَ محدَّدةٍ ساميةٍ: العينُ لترى الخير، وتَغُضَّ الطرف عن الحرام، والأذن لتسمع روائع الكَلِمِ وخيره، وتتجنَّب شروره، واليدُ لتكسب الحلال، والقدم لتضرب في الأرض تبتغي من فضل الله، والقلب ليخْفِقَ بحبِّه، واللسان لينطق بالخير، والأعضاء تتحالف فيما بينها، وتنسجم متفقة على الخير، وأي خلل يلحق بأحدها يسري إلى كلِّ الجسد بسهر وحمى؛ حتى يتدارك صاحب الجسد الأمر، فيعالجه بالتوبة والإنابة وفعل الخير..

هكذا يتجلَّى الجمالُ في ديننا الحنيف، ويتناغمُ كلُّ ما فيه؛ ليصنع حضارةً خاصةً.. حضارة يتَّفق فيها العقل والقلب والجسد؛ لِتُعْمَرَ الأرض بأهل الخير، بكلِّ مَنْ فَهِمَ أنَّ الملكية حقّ بضوابط، وبأنَّ كلَّ ما في هذا الكون لمالكِ الملك.. فلا مالُ الأرضِ يكفي لقاء ذرَّة من كرامة، ولا شهرةَ للمرء تُحَصَّلُ وقد دفع ثمناً لها إهانة نفسه، ولا جمالَ بمقاييس ملتوية يُغني، وقد حُوَّلَ البشرية إلى أمساخ وصور بلا روحٍ أو معانٍ أو خصوصية.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.70 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]