من محاسن الأخلاق الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         للإصلاح طريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 73 - عددالزوار : 16938 )           »          كلمات في العقيدة حوار من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 18 )           »          الكفريات في شعر محمود درويش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 2782 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 40 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2020, 12:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,030
الدولة : Egypt
افتراضي من محاسن الأخلاق الإسلامية

من محاسن الأخلاق الإسلامية

الحِلم


د. أحمد الخاني


حَلُمَ حِلْماً: صفح. والحِلْم (ج: أحلام): ضد الطيش. وهو الصبر والأناة والسكون مع القدرة والقوة.

الحلم هو: التروي في التصرفات سواء كان التروي عن إيجاب أو سلب، وفي السلب أكثر.

وله درجات، وقد كان الرسل أحلم الناس على قومهم، وكان صلى الله عليه وسلم أحلم الرسل.

لقد مكث نبي الله نوح عليه السلام ألف سنة إلا خمسين عاماً في الدعوة إلى الله تعالى، وهو يدعو قومه في أناة ورفق، ولما علم علم اليقين أن لن يؤمن أحد منهم غير الذي آمن دعا عليهم دعوة أغرقت العالم ولم ينج إلا الذين معه.

وقد صبر محمد صلى الله عليه وسلم على قومه الذين آذوه وحصبوه في الطائف حتى أدموا كعبيه الشريفين، بعد أن صف سفهاء الطائف أولادهم ورموه بالحجارة، وهم ينظرون.

واستمع إلى هذا الدعاء الذي دعاه صلى الله عليه وسلم والدماء تنزف من قدميه في هذا المشهد الرهيب:
(اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي. ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ نور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك يا أرحم الراحمين).

فنزل ملك الجبال يقول: يا رسول الله مرني أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) دعا لهم بدل أن يدعو عليهم، والتمس لهم العذر بأنهم جهال لا يعلمون. فأنزل الله تعالى قوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

وفي مجتمعاتنا الإنسانية أمزجة مختلفة تدعو إلى الاندفاع لرد فعل مزعج، فينتج عن ذلك ما لا تحمد عقباه، كانت هذه الصفة راسخة في الجاهلية، وسميت بهذه التسمية (الجاهلية) لأنها ضد الحلم لا ضد العلم، وفي عصرنا الحاضر، وفي كل عصر (تتفاوت درجات الناس في الثبات أمام المثيرات، فمنهم من تستخفه التوافه، فيستحمق على عجل، ومنهم من تستفزه الشدائد، فيبقى على وقعها الأليم محتفظاً برجاحة فكره.

ومع أن للطباع الأصيلة في النفس دخلاً كبيراً في أنصبة الناس من الحدة والهدوء، والعجلة والأناة، والكدر والنقاء إلا أن هناك ارتباطاً مؤكداً بين ثقة المرء بنفسه وبين أناته مع الآخرين، وتجاوزه عن خطئهم، فالرجل العظيم حقاً، كلما حلق في آفاق الكمال اتسع صدره وامتد حلمه، وعذر الناس من أنفسهم، والتمس المبررات لأغلاطهم، فإذا عدا عليه غيره يريد تجريحه، نظر إليه من قمته كما ينظر الفيلسوف إلى صبيان يعبثون في الطريق، وقد يرمونه بالأحجار)[1].

ورسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة المثلى لكل فضائل الأخلاق ومنها الحلم حتى على أعدائه.


(كان محمد صلى الله عليه وسلم يواجه من أعدائه بأساليب موغلة في الاستفزاز والأذى قد تخرج الإنسان عن طوره، ولكنه مع ذلك كان مثالاً للحلم والصبر.

ولم يكن حلم محمد صلى الله عليه وسلم مقتصراً على أعدائه، بل يسع أتباعه من باب أولى. وهم جمهور واسع وفيهم من الأعراب من يكون طبعه الجفاء والغلظة فيتصرف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لا يليق، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء)[2].

يغضب ولكنه يحلم:
والحلم عند محمد صلى الله عليه وسلم ليس مصدره أنه لا يغضب مطلقاً، فهو بشر، يغضب حين يكون الموقف يثير الغضب، لكن حلمه كان تحجزه عن أن يستجيب لداعي الغضب، فعن عبد الله قال: لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وسلم أناساً في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك، وأعطى أناساً من أشراف العرب، فآثرهم يومئذ في القسمة فقال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها، وما أريد بها وجه الله. ولما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك قال: (فمن يعدل إذا لم يعدل الله إذا لم يعدل الله ورسوله)[3].

وقد روي في بعض روايات هذا الخبر: فأخبرته - والكلام لعبد الله - فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه ثم قال: (يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من ذلك فصبر)[4].

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يأخذ الرجل بما قال، ولكنه صلى الله عليه وسلم حلم عليه، حلم عليه، حتى إنه لم يعاتبه في ذلك.

ومن مشكاة النبوة اقتبس الصحابة الكرام، ومن هؤلاء الحلماء الأحنف بن قيس، كانت تقتحمه العيون؛ مائل الذقن أحنف الرجل، متراكب الأسنان غائر العينين، ولكنه كان إذا علم أن الماء يفسد مروءته ما شربه، وكان إذا غضب يغضب لغضبه مئة ألف سيف لا يدرون فيم غضب، وقد ضرب المثل بحلمه فقال أبو تمام يمدح الأمير أحمد بن المعتصم:

إقدام عمرو في سماحة حاتمٍ ** في حلم أحنف في ذكاء إياسِ

في هدي القرآن الكريم والسنة المطهرة، وفي أخبار الكرام الحلماء في تاريخنا المجيد، ما يجعلنا نتمثل هذه الصفة بالبعد عن الغضب ودواعيه، وفي ضبط النفس سيطرة على نوازعها الغضبية النيرانية، فعلاج الغضب الوضوء، فالماء يطفئ النار، والجلوس إذا كان الرجل قائماً، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ففي هذا علاج بإذن الله من الغضب، وطريق إلى الرشاد واستيقاظ الواعية الخيرة في الإنسان، وبهذا يكون الحلم الذي هو سيد الأخلاق كما يقولون ففيه كظم الغيظ، وعودة النفس إلى رشدها، وعودة الوئام بين الناس.

تدريبات
1. ما تعريف الحلم؟
2. لماذا سميت فترة ما قبل الإسلام بالجاهلية؟
3. لماذا آثر الرسول صلى الله عليه وسلم في توزيع الغنائم أشراف العرب؟
4.كيف تعالج من تملكه الغضب؟
5. بين أثر الحلم في نفس صاحبه.
6. ما نتيجة حلم الرجل على من يغلط عليه؟
7. اكتب موضوعاً عن الحلم ودوره في المجتمع.


[1] الثقافة الإسلامية للحبنكه والغزالي ص 228.

[2] أخرجه البخاري.

[3] أخرجه البخاري.

[4] الموسوعة الميسرة. ص 177.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.16 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]