المبتدأ والخبر في اللغة العربية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3959 - عددالزوار : 398034 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 864050 )           »          أنماط من الرجال لا يصلحون أزواجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أيها الأب صدر موعظتك بكلمة حب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كيف تُحدِّين من دلع طفلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          المرأة في أوروبا الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          وتوقفت عن معصية الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تربية الأطفال عند السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كرم المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          بيت السعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2023, 09:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,332
الدولة : Egypt
افتراضي المبتدأ والخبر في اللغة العربية

المبتدأ والخبر في اللغة العربية
الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي


الجملة الاسمية تتألف من مبتدأ وخبر، وحكمهما الرفع، والمبتدأ اسم يُذكر للإسناد، وهو مجرد من العوامل اللفظية، فليس من المبتدأ قولك في العد: واحد اثنان ثلاثة؛ لأنها لم تذكر للإسناد، وقولك: كان زَيدٌ قائمًا، ليس زيد بمبتدأ لعدم تجرده عن العوامل اللفظية.



والمبتدأ يكون اسمًا صريحًا مثل زيد في قولك: زيد قائم، ويكون مؤولًا مثل: ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 184]، فأنْ تصوموا مصدر مؤول هو المبتدأ، وصريحه: وصومكم خيرٌ لَكُم.



والخبر مسند تتم به مع المبتدأ الفائدةُ، مثل قائم في قولك: زيدٌ قائم، أما الزيدان في قولك: (هل قائم الزيدان)، فليس خبرًا، لأنه مسند إليه لا مسند، فهو فاعلٌ سَدَّ مسدَّ الخبر، وسيأتي توضيح ذلك عند ذكر اكتفاء المبتدأ بمرفوعه.



متى يكون المبتدأ نكرةً:

الأصل في المبتدأ أن يكون معرفةً؛ لأن الإخبار عن غير معيَّنٍ لا يُفيد، أمَّا إذا كان ذلك مفيدًا فهو جائز[1]، كما لو دلَّت النكرة على عموم أو خصوص.



والنكرة تفيد العمومَ إذا وقعت في سِياقِ نفيٍ مثل: ما رجلٌ في الدار، أو في سياق استفهام مثل: هل رجلٌ في الدار؛ لأنها حينئذٍ كالحكم على كل فرد.



وتفيد الخصوص إذا كانت موصوفةً مثل: طالبٌ غني في الدار، أو كانت مضافة مثل: طالبُ علمٍ في الدار، فطالب في الجملتين لا يشمل كلَّ طالبٍ، بل الأول خاص بكونه غنيًّا، والثاني خاص بكونه طالب علم.



أقسام الخبر:

يكون الخبر مفردًا وجملةً وشبهَ جملةٍ.



الأول: المفرد، والمقصود به هنا[2] ما ليس جملة[3]، ومن أمثلة الإخبار بالمفرد: زيدٌ حاضر، هند حاضرة، الرجلان حاضران، الطالبتان حاضرتان، الرجال حاضرون، الطالبات حاضرات.



وكذلك قولك: زيدٌ قائمٌ أبوه، فقائمٌ خبر وهو اسم فاعل، وأبوه فاعله.

الثاني: الجملة، فعليةً كانت أم اسميةً، مثل: زيد قام أبوه، وزيد أبوه قـائم.

والجملة التي تقع خبرًا لا بد أن تشتمل على رابط يربطها بالمبتدأ.



والروابط أربعة، وهي:

1- الضمير، وهو الأصل في الربط، كالهاء في: زيد قام أبوه، وزيد أبوه قـائم.



2- اسم الإشارة، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف: 26]، فلباس مبتدأ أول، والتقوى مضاف إليه، وذلك مبتدأ ثان وخير خبره والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ الأول.



3- إعادة المبتدأ بلفظه، ومنه قوله تعالى: ﴿ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ [القارعة: 1، 2]، فالقارعة مبتدأ أول، وما اسم استفهام مبتدأ ثانٍ، والقارعة الثانية خبره، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأول.



4- العموم، بأن تكون جملة الخبر مشتملة على اسم يَعُمُّ المبتدأ وغيره، مثل: زيد نعم الرجل، فزيد مبتدأ، وجملة نعم الرجل في محل رفع خبر، وكلمة الرجل تعم زيدًا وغيره.



وهذا كله إذا لم تكن جملة الخبر نفسَ المبتدأ في المعنى، فإن كانت كذلك لم تحتج إلى رابط؛ كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1]، فهو مبتدأ أول، والله أحد مبتدأ ثانٍ وخبره، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، فإنَّ (هو) ضمير الشأن، وتفسيره (الله أحد)، والتفسير عين المفسَّر من حيث المفهوم.



الثالث: شبه الجملة، وهي إمَّا ظرف مثل: زيد عندنا، أو جار ومجرور مثل: زيد في الدار. والخبر في الحقيقة هو ما يتعلق به الجار والمجرور، وهو محذوف وجوبًا، تقديره مستقرٌّ أو استقرَّ.



والمبتدأ إمَّا ذات (أي شيء مادي) أو عَرَض (أي شيء معنوي)، والظرف إمَّا زماني أو مكاني، ويُخْبَرُ عن الذات بالظرف المكاني دون الزماني، تقول: زيدٌ أمامَ الباب، ولا يصح أن تقول: زيدٌ يومَ الخميسَ، أمَّا العَرَض فيخبر عنه بالظرف الزماني والمكاني، تقول: اللعب خلفَ المدرسةِ، واللعب يومَ الخميس.



اكتفاء المبتدأ بمرفوعه:

إذا كان المبتدأ وصفًا[4] معتمدًا على نفي أو استفهام اكتفى بمرفوعه عن الخبر؛ تقول: ما قائمٌ الرجلان، وهل قائم الرجلان، وما مغلوب الرجلان، وهل مغلوبٌ الرجلان، وما جميلٌ وجهُ زيدٍ، وهل جميلٌ وجهُ زيدٍ، فقائم في المثالين الأول والثاني مبتدأ وهو اسم فاعل، والرجلان فاعل سَدَّ مَسَدَّ الخبر، ومغلوب في المثالين الثالث والرابع مبتدأ وهو اسم مفعول، والرجلان نائب فاعل سدَّ مسَدَّ الخبر، وجميل في المثالين الخامس والسادس مبتدأ وهو صفة مشبَّهة، ووجه فاعل سَدَّ مسَدَّ الخبر.



تعدُّد الخبر:

الأصل أن يُخبر عن المبتدأ بخبر واحد، وقد يُخبر عنه بخبرين فأكثر، تقول: زيدٌ قوي غني، فقوي خبرٌ أوَّل، وغني خبرٌ ثانٍ؛ قال تعالى: ﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [البروج: 15، 16].



وليس من تعدد الخبر قولك: الزيدان كاتب وشاعر؛ لأن المقصود أن أحد الزيدين كاتب والثاني شاعر، وكذلك ليس من تعدد الخبر قولك: زيدٌ طبيبٌ ماهرٌ، إذا قصدتَ أنه ماهر في الطب، فماهر صفة لطبيب، أما إذا قصدت أنه ماهر في أمور كثيرة، فهو خبر ثانٍ.



تقديم الخبر على المبتدأ:

الأصل في الخبر أن يتأخر عن المبتدأ، ولكنه قد يتقدم جوازًا في مثل قولك: في الدار زيدٌ، وعندك زيدٌ، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 5]، فسلام خبر مقدم وهي مبتدأ مؤخر؛ لأنَّ المبتدأ في هذه الجملة معرفة.



ويجب أن يتقدم الخبر في مواضعَ، منها:

أن يكون المبتدأ نكرة والخبرُ شبهَ جملةٍ، مثل: في الدار رجلٌ، وعندك كتاب.



أو يكون الخبر مما له الصـدارة في الكلام كاسم الاستفهام مثـل: أين زيـد.



أو يكون في المبتدأ ضميرٌ يعود على بعض الخبر مثل: في الدار صاحبُها، فإنَّـك لو قدمتَ المبتدأ فقلتَ: صاحبها في الدار لعاد الضمير على الدار وهي متأخرة لفظًا ورتبة، وذلك لا يجوز.



حذف المبتدأ أو الخبر:

يجوز حذفُ كل من المبتدأ والخبر عند وجود دليل يدل على المحذوف منهما؛ تقول لشخص: مَن أنت؟ فيقول: زيد، أي أنا زيد، فزيد خبر لمبتدأ محذوف، وتقول لشخص: مَن عندك؟ فيقول: زيد، أي عندي زيد، فزيد مبتدأ خبره محذوف، وقد اجتمع حذف المبتدأ والخبر في قوله تعالى: ﴿ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ [الذاريات: 25]؛ أي سلام عليكم، أنتم قوم منكرون، فسلام مبتدأ والخبر محذوف، وقوم خبر والمبتدأ محذوف، والحذف في كل ذلك جائز.



ويُحذَف المبتدأ وجوبًا[5] في أربعة مواضع، وهي:

1- إذا كان الخبر نعتًا مقطوعًا[6]، مثل: مررتُ بزيدٍ الكريمُ، برفع الكريم[7] على أنه خبر لمبتدأ محذوف وجوبًا، والتقدير: هو الكريم.



2- إذا كان الخبر قَسَمًا صريحًا مثل: في ذمتي لأساعدَنَّك، ففي ذمتي في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: في ذمتي يمين.

3- إذا كان الخبر مصدرًا نائبًا عن فعله، مثل: صبرٌ جميلٌ، فصبر خبر لمبتدأ محذوف، وتقديره صبري، وجميل صفة للخبر.



4- إذا كان الخبرُ مخصوص نِعمَ وبِئسَ وهو مؤخر، مثل: نعم الرجلُ زيدٌ، فزيد خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، فإن تقدم فهو مبتدأ والجملة بعده خبر، ويصح أن تكون جملةُ (نعم الرجل) خبرًا مقدمًا وزيدٌ مبتدأ مؤخرًا، وعلى هذا فلا حذف.



ويُحذَف الخبر وجـوبـًا في أربعـة مواضعَ، وهي:

1- إذا وقع الخبر قبل جواب (لولا) الامتناعية[8]، مثل: لولا الهواءُ هَلَكَ الحيوان، فالهواء مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: لولا الهواء موجود.



2- إذا وقع الخبر قبل جواب القسم الصريح، مثل: لَعَمري إنك صادق، فلعمري مبتدأ وهو قسم صريح، والخبر محذوف تقديره قَسَمي، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر: 72] أمَّـا مثل: عهدُ الله فليس صريحًا في القسم، فإذا قلت: عهد الله يجب الوفاءُ به فليس قسمًا، وإذا قلت: عهدُ الله لأَصدُقَنَّك. كان قسمًا. وخبره محذوف جوازًا.



3- إذا وقع الخبر قبل حالٍ يمتنع أن تكون خبرًا، مثل: ضربي زيدًا قائمًا، فضربي مبتدأ وزيدًا مفعول به وقائمًا حال والخبر محذوف، والتقدير ضربي زيدًا حاصلٌ إذا كان قائمًا، و(كان) هذه تامة، فاعلها ضمير يعود إلى زيد، والحال المذكورة لا يصح أن تكون خبرًا؛ إذ لا يصح أن يقال: ضربي قائم.



4- إذا وقع الخبر بعد واو المصاحبة؛ أي: المقارنة؛ مثل: كلُّ رجلٍ وعملُه، فكل مبتدأ وخبره محذوف، والتقدير: كل رجل مع عمله مقترنان.



المصدر كتاب: توضيح قطر الندى

تأليف: الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي، بعناية: الدكتور عبدالحكيم الأنيس





[1] للابتداء بالنكرة مُسَوّغات كثيرة مذكورة في كتب أخرى.




[2] وفي الإعراب يُقَصَد بالمفرد ما ليس مثنى ولا مجموعًا، ويقصد به ما ليس مضافًا ولا شبيهًا بالمضاف في بحث المنادى ولا النافية للجنس كما سيأتي.





[3] أما الإخبار بشبه الجملة فهو من قبيل الجملة؛ لأن الخبر هو المتعلق، وهو اسم أو فعل، فإن كان اسمًا فهو والظرف أو الجار والمجرور جملة، وإن كان فعلًا فهو وفاعله جملة.




[4] اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة، وسيأتي بحثها.

[5] لم يذكر صاحب القطر وجوب حذف المبتدأ.





[6] سيأتي بحث ذلك في موضوع النعت.





[7] أما بالجر فهو صفة لزيد ولا حذف في الجملة حينئذٍ.




[8] لولا أداة شرط غير جازمة. وجملة الشرط في الجملة المذكورة: الهواء موجود، وجملة الجواب هلك الحيوان. ولولا المذكورة تدل على امتناعٍ لوجودٍ، أي امتناع الجواب لوجود الشرط. أي امتنع هلاك الحيوان بسبب وجود الهواء. وتأتي لولا لغير الامتناع كالتحضيض مثل: لولا تفعل كذا، ولولا فعلتَ كذا. وهي في الجملة الأولى للتحضيض، وفي الثانية للتوبيخ أو التنديم.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.08 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]